الجمعة، 5 فبراير 2021

يوميات: عوالمي السرية..(36) بعيدا عن حنان "هذه..."15 تابع :"23-1"


 في مرحلة مبكرة من حياتي تعرفت على اول حزب ..كانت ايام الانتخابات الجماعية لسنة 1983 وكان حزب التجمع الوطني الاحرار قد اتصل بوالدي طالبا منه ملئ دائرة إنتخابية ووالدي لم يكن له اي نشاط سياسي او حزبي ولا حتى اجتماعي لكنه رضخ امام اصرارهم على تقديمهم لهم باسم الحزب في دائرة سكناه الاصلية على ان يتكفلوا هم بكل امور ومصاريف الدعاية الانتخابية  ..كنت اصاحب والدي للمقر وابقى معه لساعات متأخرة  ..لم اكن لاستوعب تماما معنى الحزب ولا الغرض من وجوده لكنني كنت مستثارا بفكرة ان اعرف وان اكون فكرة واضحة عن الحزب وعن ماهية النشاط به وبدات اسال كل من اقابله ولي معه سابق معرفة ومجال للحديث والنقاش ..وفي سنة 1984 لم امانع في مصاحبة "يوسف ملوك "وحسن العدلي "وعزيز قريدش "لمقر حزب الاتحاد الدستوري ولاحضر اجتماعا تنظيميا لبرامج الحملة الانتخابية النيابية كان من تأطير كاتب الفرع ومرشح الحزب للانتخابات السيد ",محمد البو "وكان يسنده موظف للشبيبة والرياضة يعمل لمصلحة الشباب والرياضة كمدرب لكرة السلة وهناك كان اول لقاء لي مع "محمد ايت السي مبارك "صاحب دكان الحي خارج اطار الحي ..كان "حسن العدلي " هو من عرض علي ان اصاحبهم لهناك وسمعت منهم كلاما متفرقا كنت اخزنه في ذاكرتي دون ان اعيره الكثير من الاهتمام ..كانوا بدورهم يتبعون خطو "يوسف ملوك" وكانوا متشككين في امكانية ان يحصلوا على عرض سخي وبمقابل مادي مغر من ذلك الحزب الذي حسب تخمينهم لم تكن له اية حظوظ في الفوز بمقعد برلماني  ..نفس الحديث سيهمس لي به جارنا صاحب الدكان بعد ان اخدني جانبا واستفسرني عن سبب تواجدي بهنالك ...كان يتحدث لي بنبرة العارف بالخبايا وبهدف توجيه النصح لي ومما قاله لي ان ابقى في نشاطي الفني والثقافي دون ان اترك للاخرين فرصة التلاعب بي وتسخيري في اغراضهم النفعية والمصلحية على الاقل الى ان اكبر قليلا في السن واتمكن من تحديد اختياراتي ...

في سن ابكر من ذلك كنت قد تعرفت على وجوه حزبية شابة من الشبيبة الإستقلالية بدار الشباب المقابلة لمقر قنصلية دولة اسبانيا كانوا على معرفة باخي الاكبر والذي كان ابانها يقيم معرضا تشكيليا بفضاء الدار وتحدثوا الي وعرضوا علي ان انشط مع منظمة الكشاف المغربي بمقر حزب الاستقلال صبيحات ايام الاحاد وخلال ايام العطل المدرسية وطوال ذلك الموسم صاحبت مجموعتي من من يدرسون معي بمدرسة البلدية المختلطة ومن من كانوا يجرون معي تداريب على التمثيل والمسرح المدرسي لنمثل هنالك ونشارك في صبيحات الاطفال وفي بعض الامسيات وكنا نتنقل مابين دار الشباب ومقر المنظمة التي كانت جادة في شان انظمامنا اليها والمشاركة ضمن انشطتها بل وفتح المجال لنتلقى تدريبات على نظام الكشفية وتحصيل رتب فيه ..استطعنا أن نخرج من مشكلة توفير مكان لتدريباتنا عوض عن اسطح منازلنا وكاراج منزل صديق لنا وان بقينا متشوقين لايجاد نصوص مسرحية تناسب اعمارنا وجمهورنا في غياب إمكانية لكي نكتب نحن نصا ولو في حجم مشهد او مشهدين قصيرين  ...بمقر حزب الاستقلال لم اولي اهتماما بمسألة الحزب وكان كاتبه المحلي "السي الزوبير "الذي يشغل وظيف مدير مدرسة ابتدائية يحضر لبعض الوقت لنشاطنا ويرحب بنا ثم يتركنا لحالنا بينما كان كاتب الشبيبة الإستقلالية "المنصوري "يتولى توجيهنا والاهتمام بنا وهو من قدم لنا "حسن لبحر  "الذي يهتم بتاطير وتنشيط صبيحات الكشفية ايام الاحاد .. 

ربما في اول تعرفي على حزب التجمع الوطني للاحرار كنت متشوقا لاتعرف على تنظيماته الموازية من قبل الكشفية قبل ان ابدا بالاصطدام مع مفاهيم جديدة كليا علي ..كان كل هؤلاء الحزبين يبحثون على فرص ليكسبوا على حساب الغير وانهم يطمحون للمناصب وللتقرب من السلطة و....و....

كانت الصورة قد اخدت في الاتضاح لي اكثر فاكثر عن الحزب وعن الانتخابات وعن السياسية في بحر سنة من الانتخابات الجماعية الى الانتخابات البرلمانية ولم اكن لابالي بالتواجد في اي مقر حزبي على أن يكون نشطا ويوفر لنا الفضاء المناسب لنمارس هوايتنا ونقضي به وقتنا الثالث لذلك فضلت فضاء دار الشباب الهادئ وتعامل مدير الدار السيد "محمد المسطاجي "ومساعده "محمد العربي السحيسح "بينما مجموعتي كانت تفضل جو حزب الاستقلال لما يخلقه من فرص لقاء مع عدد كبير من الاطفال والطفلات  ولانهم كانوا بطبيعتهم أميل للشقاوة والمرح من فرض الامتثال للقانون الداخلي للدار وللاشراف المغاير الذي كان يقوم به مديرها علينا و لما كان يوجهنا اليه "السي السحيسح "على اعتباره ممارسا سابقا للمسرح والتمثيل ....

بالمكتبة العامة للبلدية كنت متلهفا على قراءة كل النصوص المسرحية المتوفرة ومن بعدها الروايات والمجموعات   القصصية ..لم يكن نظام المكتبة الداخلي والصارم يسمح بإجراء اي نوع من الإستكشاف لا للفهارس ولا للكتب ..كما لم يكن هناك اي تشجيع يذكر فقط هي النظرات المتفحصة والمرتابة والحادة ولا فكرت جادا في إمكان ان اجد من الكتب بها ما يجيب لي عن الكثير من الأسئلة وعندما كنت  اسأل المقربين من حولي لم يكونوا يشبعون فضولي للمعرفة وحتى عندما يبداون في التحدث فهم غالبا ما يبسطون الامور على ذات الاعتبار المسبق عندهم انني بعد صغير على مثل هذه المعرفة ...

مع "عبدالسلام الصروخ" كان الامر مختلفا كليا إذ أقبل بحماس على افادتي على كل ما كنت اطرحه عليه من استفهامات وأسئلة وقدر مني اهتمامي بان اعرف ..وهذه المرة لم يحلني على واقع وممارسة الحزبين كما كان الجميع بتعميم يحيل عليها وانما وبتقديم وتحليل نظري كان يشرح لي المفاهيم السياسية ويقدمني منها وكلما لمس مني المتابعة والرغبة في ان اعرف اكثر ما كان يبخل علي بالمزيد ...

اما مع"بدر الدين الساخي"فلم يكن  يكتفي بعرض المفهوم وشرحه والاستدلال عليه بشواهد عامة من الواقع القريب نظريا منا وانما بعدما يتعمق في عرض تطوره التاريخي ومدلولاته المختلفة من وجهة نظر العلوم المختلفة اليه والمدارس الفكرية يعود ليبسط كل ذلك لحد انك تشتشربه وبكل يسر وسهولة ..على انه وبذات كرمه يدعوك لتقرا في كتاب سياتيك به ...

شجعني كثيرا "عبد السلام الصروخ"على ان احافظ على الروح التي اسال بها وحثني على ان اتجاوز الإحراج بلا سبب في التعرف على الاخرين وفتح علاقات ونقاشات معهم وكان يجسر لي الهوة مع عديدين كما فعل مع "توفيق العمراني "الذي كنت اعرفه وابادله التحية وشيئا من الكلام او كما فعل مع "محمد عابد"الذي كنت اراقبه من بعيد في طلاته وخفوت صوته وابتساماته المتأدبة ..بعد ذلك ومن تلقاء نفسي اقتحمت مقر حزب التقدم والاشتراكية وجالست شبيبته وتعرفت على وجوه منهم ..كما حرصت على زيارة "توفيق العمراني" بمقر الحزب وجلست لمكتبهم "شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"..كما تغيرت طريقتي في التحدث ل"حسن لبحر "عضو كتابة الشبيبة الإستقلالية"  ...

كنت اريد الكثير من الاجوبة ومن اقرب المصادر كما كنت على استعداد لاقرا كل ما يوفروه لي من كتيبات او مطبوعات ..معهم تجاوزت تلك الاستفهامات التي كان الكبار يواجهونني بها :"ولماذا تريد ان تعرف ؟! "او "كل هذا لن يفيدك في شيء .."

لم تكن بالمدينة من مقرات حزبية قارة ومفتوحة ونشطة او شبه كذلك من غير مقرات "حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية "اما مقر حزب التجمع الوطني للاحرار فعلى انه كان موجود بشكل دائم ومفتوح الا انه غير نشط بالمرة ليس هناك الا الحارس المكلف بفتحه واغلاقه ...وبالاضافة لذلك كان هناك مقر دائم لنقابة الاتحاد المغربي للشغل التي يظهر لها بعض التحرك من وقت لآخر   لكنها غير نشطة كذلك ...

اما الجمعيات والنوادي فكلها مغلقة على منخريطها وروادها فكان هناك نادي وادي اللوكوس للكرة الحديدية وجمعية نادي الحسنية للصيد والقنص ونادي شباب العرائش لكرة القدم الذي كان مقره بالملعب البلدي كما نادي نجم العرائش لكرة السلة الذي كان مقره ملعب الميناء لكرة السلة واليد بالإضافة لجمعية نادي الموظفين البارز والذي كانت تنظم به بعض النذوات والمحاضرات والاجتماعات العامة والجمعية الخيرية الإسلامية "دار المسنين "العاملة في مجال الشؤون الاجتماعية والخيرية  ..غير ذلك من الجمعيات والنوادي فكانت تعتبر دار الشباب مقرا مؤقتا لها والنشطة منها تستفيد من برنامج  حصتين الى ثلاثة حصص صباحية او مسائية في الأسبوع خصوصا بعد افتتاح دار الشباب الراشدي الجديدة بحي النابص" زنقة السعديين "   سنة 1983 وعمليا دجنبر 1983 /يناير 1984.

وعلى الرغم من اعتيادي دخول حزب الاستقلال من فترة مبكرة من عمري الا أنني ابدا ما اعتبرت نفسي امت بصلة للحزب وعلى توطد معرفتي بمسؤولي مكتبه ونقابته ومنظماته إلا أنني دائما كنت اجدني بعيدا عنهم ..أعرفهم لكنني لا اجزم بانني أعرفهم لانهم كانوا جد متصلين ببعضهم ويكادون لايفترقون عن بعضهم البعض ومرتبطين باواصر عائلية وقرابات بينهم ولايفصحون الا بالعموميات بحضور الاخرين ..والاخرون قد يكونوا اي احد لم يطمئنوا له وكسبوه بحق لجانبهم ليصبح واحدا منهم ..وانا منذ البداية كانت رجلي هنالك و رجل اخرى في مكان اخر ...كما انا نفسي لم اكن افصح عن ما يجول في خاطري ولا عن ما تكون خطواتي اللاحقة ...وحتى لما انفتحت شهيتي على القراءة لم اجد في ادبيات الحزب أو زعيمه التاريخي ما يجدبني اليه ولا في خطاباتهم المغنات بالوطنية  وبالتضحيات الجسام التي بدلوها من اجل استقلال المغرب ما يقنعني ويجعلني اعتقد في انهم كذلك ...

الذي كنت اعرفه عنهم محليا انهم يشكلون شبكات معارف وعائلات حتى لاجد أن الواحد منهم يولد وهو استقلالي ما دام جده وابوه وكل أفراد عائلته استقلاليون ...وان الواحد منهم لما يكبر قليلا ياخده والده او أخاه الاكبر منه للحزب كما لو انه ياخده للكتاب ...وبدى لي ان تكون استقلاليا انما ذلك مثل القدر وانا قدري لم يجعل لي اي احد في عائلتي استقلالي ...وطيلة فترة التمدرس الاعدادي كنا نهزء في قرارة انفسنا وبيننا من اقراننا الاستقلاليين الذين كانوا يبدون مبالغين في حيويتهم ونشاطهم وادعائهم انهم يعرفون في كل شيء وانهم متمرسون في مؤسسات الحزب ...

كانوا مع بعضهم البعض قادرين على أن يغطوا كافة تنظيمات الحزب .. الاطفال للكشاف المغربي والتلامذة للشبيبة المدرسية والطلبة للاتحاد العام لطلبة المغرب والشباب للشبيبة الإستقلالية والنساء للمرأة الإستقلالية والرجال للحزب وللنقابة حسب وظيفه او عمله او مهنته ...وكل هؤلاء من مصدر واحد تشكله العائلة والعوائل الإستقلالية بالتبعية كيف ؟! لا احد يريد ان يعرف كيف او لا يريد أن يفصح عنها ...

كان الاستقلاليون لجانب الاتحاديون وحدهم من جميع الحزبين الذين يوسمون الاحياء السكنية بلون سياسي وتنظيمي مختلف ومن بين كل عائلات المدينة تذكر عوائلهم بانتمائها الحزبي السياسي ..وكان الاستقلاليون اكثر ميلا للدعاية لبعضهم البعض بالانتماء للحزب حتى عندما يهم الامر محلا تجاريا او مكتبة او مكتبا عقاريا او هندسيا او للمحامات ....  فيحرصون على التجمع عنده او مصاحبة صاحبه هم كوجوه  معروفة عند الساكنة بانتمائها الحزبي السياسي ...

بمقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل كنت اعرف ماذا ساواجه ومن ساواجه من كل من اخد يتوافد عليها بعدما اخدت تتسع الحلقة للايعود فيها غير الرفاق وحدهم ..بالتاكيد لم يكونوا ليكونوا من النقابين المحسوبين على الكونفدرالين ولا للشغالين ولا من حزبيهما ..وبالتاكيد لم يكونوا ليكونوا من اي حزب اخر وان ليس معروف على الساحة المحلية ..ربما يكون بعضهم من حزب التقدم والاشتراكية. الذي كان يفتح صحيفته بيان اليوم لتنشر فيها مكاتب نقابة الاتحاد المغربي للشغل لكنهم محليا مكتفون بانفسهم وبرفقتهم ومقرهم الحزبي الذي حتى وان اختفى يعود للظهور في مكان ما من المدينة ويحاول أن ينشط على رغم الاتهام العام  الموجه اليهم بأنهم شيوعيون ...وبالتاكيد لم يكونوا من الذين شكلوا تيارات او أجنحة داخل احزابهم الأم لأن هؤلاء كما كان معروفا ظلوا متمسكين بالتواجد والانتظام داخل مقرات احزابهم رغم اختلافاتهم والى ان يحسموها لم يفكروا في الانفصال عن الحزب للانظمام لاخر او النشاط في تنظيم نقابي مغاير وحتى الذين انظموا الى نقابات غير تقليدية كاتحاد النقابات الشعبية التابعة لحزب الحركة الشعبية اغلبيتهم لم يكن لهم اي انتماء حزبي او سياسي وانما بحكم المصالح والمنافع انضموا مع نقابة الأغلبية القطاعية كما حصل مع رجال التعليم والصحة الذين انظموا للكونفدرالية والاتحاد العام للشغالين دون حزبيهما ...

بنقابة الاتحاد المغربي للشغل كنت اعرف ان كل واحد او كل ثنائي سيحاول ان يجدب الأطراف الغير المنتمية او المسيسة لجانبه والكل يرفع سقف الاستقطاب عاليا لان الكل عبارة عن أقلية تمارس السياسية وان الخط الواصل بينها عموما هو اليسار وان الكل يبحث عن الشرعية في أفق الانتظام او مرحليا سيحاول التسلل لاكبر عدد من التنظيمات الجمعوية والمكاتب النقابية ليمارس التعبئة وليحاول السيطرة على مكاتبها والظهور بمظهر الاقوى على الساحة السياسية المحلية..بدر الدين الساخي كان يبدوا مسيطرا على الوضع وواضح لحد بعيد مع الجميع ورحب بالجميع ولم يكن ليملي أية شروط على اي كان منهم ..كان ببساطة يحاول أن يلغي أية حزازيات او حسابات قديمة على الرغم مما بدى انه فتح للدفاتر القديمة بين مجموعات وبينه كان النقاش بينهم محتد ويبدوا انه بلا نهاية ...

انا وقفت نفس موقفي لم اكن اتفرج وانما اراقب وكففت عن اقتراح اي شيء بل حتى على مستوى نشاط النادي صبيحة ايام الاحاد مع الاطفال فضلت ان يتعطل أن لا احاول كما كنت افعل التمسك باستمراره ولو في حدود ومع مجموعة صغيرة من الاطفال ..بدى لي اننا كبرنا على هذه التجربة التي خضناها بكامل الجد والعزم والنشاط ..واننا اعطينا فيه الكثير وحان الوقت لكل واحد منا أن يبدأ في طريقه الخاص ..الشريف في السينما والگراب في الموسيقى وبلقرشي في العمل الحزبي الذي اخده جزئيا منا وانا لأرتب اوراقي واتفرغ قليلا للقراءة ولنفسي ...واختى لحياتها بعيدا عن كل هذه العوالم ....

كنت ادرك واحدس ان النهاية قريبة بيني وبين هذه المرحلة لامر لمرحلة اخرى لانني هنا ومع كل افراد المجموعة قد استنفدت كل دواعي تواجدي الذاتية والموضوعية لابقى لصيقا بهم كنت اعرف انه سيصعب علي قليلا ان ابدا من جديد ومن نقطة أخرى وان أألف اجواء و اماكن ووجوه جديدة... كانت اخر مجموعة جديدة تعرفت عليها عن طريق صديق اخي فؤاد "سعيد العمراني " وكانت من ابناء حيه "عبد الحق شهبون .سعيد ركالة .عبدالحفيظ صبحي وعبد اللطيف صبحي اخاه.وطارق طريبق .."وجدت مكانا لها بجانب الاخرين بالنقابة ولحد بعيد وجدت توزعي بين كل هذه المجموعات قد بات  مرهقا ومكلفا وبغير جدوى او لاقل انه حقق جدواه المرحلية واصبح ياخد اكثر مما يعطي لي وان في حدود ..لقد كان  يعدمني الوقت والفرص لاتعرف واعيش اكتشافات اخرى اتحدى فيها نفسي واتعلم منها واحقق فيها بعض الرضى عن ذاتي ...  وعلى طريقتي جعلت "سعيد العمراني"يقترح علي ان ننشط حزب الحركة ونقابته اتحاد النقابات الشعبية  التي كانت طريقه للتعرف على السيد محمد بديع العمري  وذلك بحكم عمله في قطاع البريد والاتصالات واختياره ان ينظم لنقابة البريد والاتصالات التابعة للاتحاد النقابات الشعبية مادام وزير البريد والاتصالات السيد محند العنصر هو الامين العام لحزب الحركة الشعبية ومصلحته تقتضي منه ان يتحالف مع الأغلبية القوية وهكذا طلبت منه ان يرتب لي اوضاع التقرب للحزب واللقاء مع السي محمد بديع العمري ...

في الفترة الأخيرة من عمر نادي الافاق كنا ننشط مع اطفال وبالغي الاحياء التي نسكن بها ومع اخواتنا واصحابهم وصاحباتنا وكنا جميعا نسهر على تطوير برامج اشتغالنا واشكال ممارساتنا الفنية والثقافية والتنشيطية  وكنا نغطي دائرة سكنية واحدة واسعة ومتقاربة كما يجمعنا ببعضنا كلنا الكثير من الروابط والمشاعر وسهل ان يتعرف جميعنا بجميعنا..ويساهم كل قادر منا على تنشيط ورش وتسيير نقاش او الاشراف على مجموعة عمرية ..كان النادي قد عبر الى مرحلة مغايرة تماما على ما بدا منها وعمل عليها في سنواته الأولى حتى بات اقرب الى الجمعية السياسية منه الى نادي يهتم بالتربية غير النظامية وفي وضعه داخل فضاء النقابة التي وجد اليسار طريقه اليها لم يكن مقبولا ان نمارس وصاية على اي من روادنا وفي نفس الوقت ان لا نكون من نخلق الفرص والمناسبة لاستقطابهم من أي طرف كان وعلى أية حال هذا ما لم اصمت عن قوله لاصحابي ورفاقي من مجموعاتي الذين كانوا بالاساس بجانبي ومعي وبجانب افراد مجموعاتي الاقرب لا مع النقابة ولا مع اي تيار أو تنظيم اخر ...                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...