الأربعاء، 9 مارس 2022

يوميات : عوالمي السرية.../ صناعة القدر...(تابع 1-2: اخي فؤاد ).


 كلما اعتقدت انني قلت كل شيء او انني عدت بذاكرتي الى حقيقة ما كنت عليه اجدني كانني لم اقل بعد اي شيء ولا جرات اساسا على اتمام البوح الذي كنت ااسس له واحاول الخوض فيه.... كانني اخشى على نفسي من ان لا اقول او اتحدث الا بما قد لا يعتبر شيئاً يستحق حتى ان يذكر فكيف اكلف نفسي عناء البحث وترتيب الكلمات في شانه.. او لعلي اخشى التسطيح وانا انحو الغوص بعيدا في اعماقي... او لربما بعد علي ان ادور والف واناور حتى يتاتى لي سبر ما يمنعني من الوصول الى ذلك العمق والمستوى من عرض وحكي ما يكون بعضا من حقيقتي... 

ما كنته لا يمت بصلة لما تبدى مني وعرف عني او تراه يحكى عني من من يعتقدوا انهم عايشوني...ما كنته وان قد ينكر علي اعرف انه حقيقتي وهو الذي اوجدني على هذه الشاكلة او لعله هو ما مد لي في عمري للان بعد كل المحاولات الجادة والغير جادة للرحيل وللانتحار...

ما كنته قد لا يعني اي احد سواي لذلك منذ البداية اقصيت من ذهني قارئا بعينه اوجه له كلماتي...

وما كنته يتعبني الامساك به..ويستعصي علي النفاد اليه لخوف من انقل ما اراه الان ومن موقعي الحاضر وليس ما كنت انا فعلا عليه اعيش فيه وافكر فيه....

الحقيقة غير ما قد اخلص اليه بعد ان يمضي بي الوقت وتتبدل مواقع نظري واحساساتي...والحقيقة غير ما قد احملها كلمات نصوصي مهما حاولت تجاوز اشكال الرقابات...

الحقيقة بسيطة لا تحتمل الكثير من التاويلات...الحقيقة كأن اقول انني قد اخفي اكثر مما قد اعترف به.. وانني اتحفظ واراعي اكثر مما قد اتوخى الصدق كاملا.... والحقيقة انني بعد احاول ان اتدرب على قول البعض منها.... 

عندما ادعي الصدق اتحدى مخاطبي ان يسالني ما يشاء لانني على استعداد لان اجيبه بكل صدق  وبيني وبين نفسي قد اقول كل الصدق وليس منتهى الصدق لانك قد تحاكمني ولانك قد تسخر مني ولانك قد تمسكها علي زلة تساومني عليها في يوم من الايام... 

عندما كان يلزمني ان اعبر عن ما يقلقني ويفزعني ويتعبني وعن ما اوصلني لحالتي التي اكون عليها منهارا عصبيا او مكتئبا وغير راغب في الحياة افقد الجراة على التعبير... لا املك شجاعة البوح... واكون خائفا بالاساس بان لا اقدر جيدا وان يهزا مني وافضل ان اصمت وان لا اقول بالمرة اي شيء... "ما الفائدة من ان يذكر  لي تصريح ما لا يفيد ايا من حقيقتي وحقيقة ما يشكل وضعي...!!؟".. 

تمنيت بجد وبرغبة خالصة في مواقف عدة من ان اتغلب على مخاوفي وان اعبر صراحة عن ما كان يعتمل بالفعل داخلي ساعة ذلك الحدث او تلك اللحظة العصية... كنت اتوق لان اتمكن من التحرر والتخلص مما بقيت متكتما في شانه... لعلي كنت ساتحصل على اكبر قدر من الراحة لو تمكنت وبكل بساطة من تلفض الحقيقة كما كنت اعشها واتعدب داخلها او بها... لكن لم اكن اسعف في تمام قولها وباللغة الواضحة التي لا تتطلب الكثير من التاويل او فك شفراتها... 

تمنيت لو ملكت ناصية التعبير وجراته لاسمي الاشياء باسماءها كما كنت ادعي انني افعل لكنني كنت اعود دوما لنفسي واقول:" احدر ان تتصرف بغباء وتفضح نفسك...  ".. 

حقيقتي الاجتماعية بامكان اي كان ان يلوكها بين شفتيه وفيهه..وبامكان السجلات الاجتماعية والرسمية ان تعقل عناوينا منها..لكنها بلا ادعاء قد لا تمت الي بصلة....وحتى انا بدوري يمكنني ان اقول واقول وان ادعي في شان ما يمكن ان تكونه حقيقتي لكنني شبه متيقن انني ساكون مفضوحا ومزيفا بلا خبرة وابلها كبيرا....

كنت ذلك الطفل الغر الذي بعد يتعلم وينقصه الشيء الكثير.. كنت مدلل اسرتي وعائلتنا في حدود امكاناتهما واوضاعهما... ثم لعله في لحظة توقفت على ان ابقى مجرد ذلك الطفل الصغير السادج الذي تنطلي عليه الحيل والالعيب.. على انني بقيت بنفس الحجم الصغير وبنفس عمر الاطفال ولربما بقدر كبير من نفس سداجتهم... اخي فؤاد عبر بي بسرعة البرق لاكبر وفي غفلة عن الجميع.. فتح كل حواسي لانظر مليا ولاسمع جيدا ولاعقل مليحا... واستحليت لعبة استغماية التي كنا نلعبها سوية على الجميع.. كان ينبغي ان اتقن التظاهر.. وكان يلزمني ان ادعي الضعف.. وكان يتحثم علي ان اكذب كما يكذب الكبار... كان علي ان احتفظ قدر ما اشاء بطفوليتي وان لا احاول ان اكبر على الاقل في نظر الاخرين لان لا فائدة ترتجى من ان اكبر قبل الاوان خصوصا في محيطنا والوسط الذي نعيش فيه.... 

كان يعوزنا الشيء الكثير..تنقصنا الالعاب والدرجات الهوائية والكرات والمجلات الملونة والصور والتذكارات والقطع النقدية لشراء ابسط الاشياء او لاقالة مركب لشاطى البحر او لشراء تذكرة سينما..كان ينقصنا الطعام الجيد والوفير والملابس الحسنة والدواء وغرف مستقلة واسرة وملايات وبطانيات صوفية وكان يعوزنا بإزمان شديد الاحذية..الاحذية والصنادل الكافية والمناسبة... وينقصنا الماء الساخن للاستحمام كلما رغبنا في ذلك وينقصنا معجون الاسنان والصابون المرطب واشياء كثيرة... 

وكان ينقصنا من بحق يبالي بنا وباحتياجتنا.. كنا نفتقد عن حق لمن يرعانا... كاذب من يدعي انه كان في مجتمعنا الصغير من تهمه تربيتنا او تخلقنا... كنا نعي مليا اننا نعيش بين ذئاب وضباع جائعة وان الخرفان مصيرها الالتهام... 

اول ما وصلنا لبيتنا الجديد بالعرائش كان قد عبر بي اخي فؤاد واصبحت اكبر من سنين عمري الخمسة..اكبر بكثير لابدا باستعاب كل ما يقع ويحصل والتكهن حتى بما سيحصل ويقع...

واول ما وصلنا ووضعنا متاعنا ورحلينا لننام ليليتها كيفما اتفق واصبح صباح اليوم الاول لنا ببيتنا الحديث الانشاء حتى حدثت المقدمات ذاتها التي قال بها اخي فؤاد والتي بدت لي عادية وطبيعية واعقبها ما قال ذاته به اخي فؤاد الى ان وصلنا الى مربط الفرس حيث اشتد الخلاف وخرجت والدتنا غاضبة او شبه مطرودة من البيت الذي استعمره عماي وصهريهما... وكان علي ان ابدا في تكوين فهمي للامور والوصول الى صياغة الاستنتاجات الصحيحة ولكي ابدا في ذلك كان علي ان افتح عيني جيدا وان اسمع جيدا لكن ليس كل شيء يقال... وانما ان اعرف لما علي ان اسمعه جيدا واعقله مليا كي لا يمرر علي مرات ومرات ويوقعني في الغلط المتعمد.. 

السيد الوالد..كبير اسرته وعائلته لعبها بجد كبير وعميد العائلة ونسي نفسه واسرته الصغيرة وحساباته واطمأن لحاله وهو الان سيد بيته ومالك السفلي الذي يذر عليه دخلا كسومة كراء فلماذا لا يسكر ويبدا سكراته من قبل ظهر اليوم وحتى وان تركت الوالدة البيت وحملت معها اختي الصغيرة فلا مشكلة في من سيطهو ويتكفل بالطبخ فعمنا بوغالب اشهر من يعد طواجين السمك وعمي محمد اشهر من يعد اطباق "البايلا"..ثم ما حاجتنا للعشاء وهناك معلبات السمك وقارورات مشروب الكولا التي لا يقاوم لذتها صغار مثلنا...ومن يعد نفسه كبيرا ليتدبر ما ياكله بنفسه..وهكذا حسم الامر....حتى خرمت ميزانية السيد الوالد وكثرة الخناقات مع الجيران مع ابناء الجيران المدفوعون من اهاليهم لمواجهة عربدة الوافدين الجدد فبدا السيد الوالد في محاولات احتواء الامر بعجالة وانهاء امور تشطيب وصباغة المنزل ودفع اخوته النساء لمصالحته مع ام ابناءه وزوجته السيدة والدتنا... كنا على ابواب الدخول المدرسي بايام معدودات وبعد لا شيء وضع او رتب في مكانه ولا ذات العشاء" الملكي" الذي انهك معدتنا اضحى هو نفسه بل شمر السيد الوالد على ذراعيه ويده واخد يطهوا لنا المعجنات والبيض بالطماطم وطرطة البطاطا بالبيض... واختفت زجاجة المرطبات وابتدات لكنة المحاسبة على كل شيء على الاضاءة الزائدة وعلى نظرات اللارضى عن الطعام وعن لا احقية طلب مصروف اضافي من الجميع بما فيهم اخونا الاكبر خالد... 

" فؤاد " كان يعرف ان كل هذا سيحدث وحدثني عنه بكل تفاصيله ونحن بعد نقل الشاحنة التي كانت تقلنا ومتاعنا من مسقط راسنا القنيطرة الى العرائش.... 

كانت حجته او حكمته بسيطة جدا تقول بان الاشياء تتكرر وان هناك اشياء ثابتة كالطباع تتحكم في تكرارها وان ليس على نفس المنوال دائما ولكن تقريبيا هي ما ستعيد نفسها وان العزم كله على العقل..على قوة الملاحظة وذاكرة تخزيننا للمعطيات ولتفاصيل الاحداث... ودائما عندما تحدث تقريبيا نفس المقدمات ستنتهي في الغالب على نفس المنوال او النسق.. 

كان علي ان ابدا اساسا في التنبه وان لا اتعب عقلي وفكري بالمتغيرات وانما ان اخزنها واتركها حتى تتفاعل وتنتج حدثا ما وهذا هو ااذي علي مراقبة حدوثه او اعادة حدوثه وظروف حدوثه في كل مرة لاخلص لاستنتاج نمطه.... 

كان اخي فؤاد  سلس وواضح جدا ودقيق في كلماته معي ويتحدث وهذا هو الاساس عن قناعة وبكامل الثقة فيما يقوله ليجعل من التواصل معي امرا بسيطا وقادرا على ان يرسخ في ذاكرتي... 

وفي يوم سالته ان كان كل الاخوة الاكبر من الاصغر منهم يتصرفون على نفس منواله معي.. فعالجني بان اعيد احالة السؤال على نفسي انا بالذات وان اضع الفرضية واتخير النمادج التي ساتابعها وسارقبها كي اتاكد ان كانوا يفعلون نفس ذلك مع اخوتهم او لا يفعلونه... ثم طلب مني بالمقابل ان اسجل ذهنيا في حالة العكس ما يفعلونه هم مع اخوتهم الاصغر منهم.... 

كنت املك ان اتابعه وبعقل متفتح واعقل عنه كل كلمة يقولها وكل شرح لمفردة جديدة يستخدمها معي لاول مرة..اتابعه وانا اتمعن جيدا فيه واصغى اليه بكل ملكاتي العقلية والحسية كما طلب مني ولم يكن يتعب ذهني او يصيبني بالتشوش او الملل والضجر البقاء لجانبه اطول الاوقات...

ولعلي سجلت العجب من متابعتي اللصيقة لاخوتي الكبار..اخي خالد الكبير واخي سمير الذي يعقبه في العمر اذ كان تقريبا العكس هو الحاصل بينهما ان تتشابك خيوط صيد السمك بقصبة اخي خالد العصبي والذي يبدا في السب واللعان ينتهى بكل هدوء وكياسة اخي سمير بحلها واعادة جمعها وعندما يحاول اخي خالد ربط صنارة جديدة بها يتوثر ويحتار في حجم اي سنارة سيستعمل ويتقدم منه اخي سمير وبنفس البساطة يتخير المناسبة لنوع السمك الذي يتواجد بمنطقة صيدهما وبطريقة سلسلة ومتقنة ينهى الامر وبكل يسر..... اخي خالد يعقد الامور واخي سمير يبسطها ويحلها بسرعة.. اخي خالد تكبر عليه الامور اخي سمير ينزلها الواحدة  تلو الاخرى حتى تتراص على مستوى واحد ويسهل الخروج بامر منها وحلها ان كانت تتطلب حلا... اخي خالد يصعب سيناريوهات مشكلاته التي يواجهها واخي سمير باستعمال ورقة وقائمة  يضع خطاطة مبسطة وواضحة لمحتويات المشكل ونسبة مأوية لامكان حله من عدمها ثم ينتهي بعرض ما اقرب الحلول الممكن بها معالجة المشكلات تلك باكبر قدر من ضمان نجاحها... اخي خالد يبدر مصروفه بسرعة ويحتاج للسجائر ولربما لثمن مشروب قهوة وسمير يقرضه من مصروفه الخاص الذي هو الاقل مما يعطى لاخي خالد... ببساطة كان سمير الاصغر هو المنقد والموجه للاكبر...

النمط الذي خلصت اليه ان اخي الاكبر ينظر للاشياء من موقع الاكبر ويفكر على نحو اعقد /اكبر ويريد الاشياء الاكبر ولا يملك الصبر مع الامور الاصغر... واخي سمير يعرف عن جد مشكلة اخي الذي ادخل في راسه انه الاكبر وان عليه ان يضل الاكبر.... 

وراقبت علاقة اخي سمير الاكبر مع اخي فؤلد الاصغر منه فوجدتها لغوية بالاساس وتعتمد الذكاء والاقتصاد في الكلام وقلما يجتمعا سوية لانجاز شيء مشترك بل كل واحد يبدوا مستقلا بنفسه والاهم انه بينما وقار عحيب وكامل الاحترام وحب عجيب انظره في عيني كلاهما عندما يلتقيا في شاطى البحر او يصعد اخي فؤاد لغرفة سطح سمير وخالد.. كان يتبادلا اوراق او وثائق او قصاصات صحف او صور فوتغرافية ويتواعدا على ان ياتيه بها بمجرد اتمام انجازها وساعتها سيكون بينهما الكلام... 

وعدت وراقبت علاقتي باخي الاكبر خالد الذي كان يفرح بمجرد رؤيتي ويبدا في ترتيب امر.. سخرة بالاساس لصالحه او طلب ان اساعده في مسك قطعة الخشب تلك ليقطعها هو او غسل اناء فرشات صباغته وملئه بماء نضيف جديد... او النزول للمطبخ لاعداد كاس ماء بالنعنان له.. او الجلوس وترتيب كل اوراقه وقطع كرطون الرسم حسب حجمها ووضعها في ملفات كبيرة... او يطلب مني ان انزل واتجسس على حالة السيد الوالد واقيس مزاجيته وان اتيه بالخبر اليقين... 

وانتهيت لاكتشف النمط انه لا يحتاجني الا ليسخرني لاغراضه انه لا يعاملني الا كتابع له.. انه لحدود بعيدة يستغفلني بالكلمات الطيبة والتشحيعية لاغير... 

وتابعت علاقة اخي خالد باخي فؤاد فوجدتها فاترة وباردة ومن جهة اخي الاكبر بالاساس  حتى انهما يتحاشيا الاجتماع في مكان واحد مما فهمت عنه ان العلاقة بينهما ليست على مايرام وانتهيت الى ان اجد النمط بينهما هو انهما لا يتقبلان ولا يتنسبان وان النمط شاذ بينهما ولا تفاعلا ايجابيا فيه...

فهمت ما فهمته ولكن بدى يعوزني ان اعود لاخي فؤاد ليشرح لي عددا من النقط التي خزنتها في ذهني ودون ان اخرج منها باستنتاجات.. فوجدته يحدثني عن التفاعلات الاجتماعية وعن تعدد انماط العلاقات الاجتماعية وعن التفوتات الاجتماعية وكل هذه الكلمات والعبارات كانت جديدة علي وكان يلزمني ان اتابع شرحه لي الواحدة تلو الاخرى..... 

وعدت لافهم بان علاقتي باخي فؤاد علاقة استثنائية وغنية بالخبرات وعلاقة صادقة فيه الكثير من الود والمحبة والتناغم.. 

كان يمضي بعيدا عني ويتركني لما زودني به لابحثه مع نفسي ولازيد التحري بشانه ولما لا ان احاول التطوير فيه.... 

بالقرب من اخي فؤاد كان الوقت ثمينا ويسعنا لنعوض فيه كل ما يعوزنا ونحتاجه بحيث كنا نتدبر امورنا بابسط الحلول كان نشد جوعنا بمجرد قطع خبز مدهونة بالزبدة ونتخيلها احلى طرطة كريمة وفواكه وبعد ان نضحك ونمرح لافكاره المجنونة يعود بي لدروس الحكمة ويحدثني عن ضرورات ان نعقلن رغباتنا وان نتصرف بالعقل.. او لم يكن ينقصنا غير ما نسد به جوعنا وكذلك فعلناه فلماذا نغبن انفسنا بالحسرة على ما لم ننله وهو في كل الاحوال ما كان الا سيسد نفس الحاجة الاساسية التي نفتقدها.. وهي جوعنا.... وبمنطقه هذا كنا ناخد الطريق راجلين ونقطع ثماني كليموترات او اكثر لنصل لشاطئ راس الرمل ونلحق لبعض الوقت باصحابه ونستمتع برفقتهم ثم نغير مكان استجمامنا الى شاطى نهري ونستمتع سوية بالمكان وباكتشافه وندرس تياراته ونوع تربته ومخاطر السباحة فيه ونعود لشطه ونجمع المحار الجيد الذي سنطهوا به طبق "البايلا" على طريقتنا وطريقتنا هي بكل ما توفر وحاولنا توفيره... ومن جديد نغير مكاننا ونقصد الرصيف حيث يجتمع صيادوا القصبة وننزل الصخور لنبحث عن اخطبوط نافق حديثا او ممكن اصطياده بحيلة الحبل والاناء البلاستيكي وحتى ان لم ننجح فلقد نتدبر بعض حبات القمرون الكبيرة.. وفي اخر المساء وبعدما يكون الجزر في اوسع انسحابه يلف ما نحمله وثيابنا البسيطة ويطلب من صاحب له في طريقه الى اقالة قارب ان يوصلها لنا الى بر المدينة حيث سيجدنا نحن بانتظاره.. ويتقدم بي مشجعا اياي على عدم التردد او التخوف انها بضع امتار سنقطعها وسيساعدنا التيار الذي اعد حسابات سرعته وهذه الاخيرة هي من حدد انطلاقا منها نقطة انطلاقنا... كان يمضي سابحا بالقرب مني وهو لا يطلب مني الا ان احافظ على بقاءى طافيا فوق الماء والسباحة بلطف... ولحظة قرب وصولنا للصخور يسبقني ليهيا لي المخرج الامن بلا خدوش او ارتطام مع صخرة او وضع قدم فوق قنفد شوك.... نجلس الرصيف وهو يضحك لضحكي ويفرح لفرحتي ويقول لي: "والان... اصدقت انك كبرت وقطعت البحر..."

ناخد ثيبانا ومتاعنا والحق به الى عربات حلويات الشباكية اللذيذة ثم نختمها بكاسين باردين من ليمونادة الليمون ثم. نتحرك في اتجاه مخازن جمع السمك وتلك التي تشتري الاخطبوط من جامعيه ونجلس هاهناك وقد اشعل سجارة اشترها بالتقسيط وكان يذخنها وهو يضحك مني ويقول لي "لا ليس هنا.. لا ليس الان... ربما بعد هذه... نعم بعدها يمكن ان اجعلك تجربها...." كان يدخنها باستمتاع ودون خحل من الكبار والاخرين... ولما اقترب صبية صغار من المخزن لاحظت انه يراقبهم وعند خروجهم نهظ اليهم واخد يتحدث اليهم قائلا لهم ان ما معهم من الحجم الصغير الذي رفض الشاري اخده ثم سالهم هل يبعوه بدرهمين وبسرعة قبلوا بالصفقة وانهينها وبذلك انهينا ما كان بحوزتنا من نقود تدبرناها بنية اقالة مراكب العبور لشاطى راس الرمل الذي كنا فيه واستمتعنا ايما استمتاع به ودون ان نحتاح لخسارة نقودنا على رحلة العبور... الان كان علينا ان نسرع بعد ان عوضنا الطاقة التي خسرنها بما اكلناه من سكريات سريعة الاحتراق لنلحق بالبيت حيث ينتظرنا غذائنا  ولقد عملنا على اخد حمام بارد اول ما وصلنا ثم جلسنا لنستمتع بغذائنا وبعد وبسرعة نظف الاخطبوط وهيأ المحار والقمرون في اناء ووضع الكل جانبا على طاولة المطبخ الحجرية ودخل الحمام ليرتب شعره ويستعد للخروج وبطبيعة الحال كان يراقب انني اراقبه وكان يعرف ما يدور بخلدي لكنني انا من لم يكن يعرف ما يدور في راسه.. يتحرك الوالد من غرفة جلوسه لحيث المطبخ ويطلق ضحكة رنانة لما راى ما جلبه اخي فؤاد وعلق قائلاً له: "دبرتي البايلا العفريت.. ومعندي ما نسلك.." رد اخي بضحكات متقطعة.. ونهرني طالبا مني ان اسرع في اعداد نفسي للخروج وهنا فطن الوالد لنفسه وتحرك باتجاه غرفته ولخزانة ملابسه وفتح درجا خاصا واخد منه قطع نقود ووضعها كلها في يد اخي فؤاد  طالبا منه ان نتقاسمها معا... وهكذا انطلقنا لنكمل امسيتنا.... وهو يحدثني عن معادلة رابح رابح...

علمني لغة الكلام..علمني ان اختار الشكل والطريقة التي اعيش بها..وعلمني الفهم....

لعل اخي فؤاد كان من اول من حسب انه سيكون علي في مرحلة ما ان اظل وحدي وان امضي وحدي وان اعيش وحدي...واول من شعر بفداحة ذلك الموقف الذي ساقع تحث ظله او عنف شمسه وضوءه الحارق...ولعله فعل الكثير ليجهزني لذلك...كان يعرف ان جميع اخوتي بما فيهم هو يكبرون ويتخطونني بمسافات وساعة سيتركون البيت وفي كل الاحوال ساظل وحدي ولا حاجة لاقول بانني ساكون باصحاب واصدقاء...

اخي فؤاد كان يعرف انني اخترت ان استقل بنفسي وان اعيش وحدتي عميقا مثلما داب هو وتاثرت انا بمسلكه ذالك...


يوميات : عوالمي السرية.../ بعض من الحقيقة..


 كل صيف ينتهي افيق على خوف اكبر ويشتد توثري وتبدا الامراض الغير المعروفة الاسباب تصيبني... كل صيف ينصرم تحدث البلبلة بمشاعري واتوجس من كل شيء... الان لم نعد نقفل عائدين الى منزلنا بمدينة القنيطرة بتنا نقطن هاهنا ببيتنا الجديد بالعرائش.. لكننا مع ذلك نكون كمن نبدا رحلة عودة الى ديارنا... الى حياة اربعة جدران داخل بيتنا.. والى ترتيبات جديدة ومسلسل من اعادة التكيف والانتظام مع البرامج الجديدة للدراسة.. للتناول الطعام.. للاستيقاظ.. للنوم... لمشاهدة برامج التلفاز.. للخروج للزقاق وللقاء الاصدقاء... وللتقشف مادامنا كلنا في حاجة للادوات والكتب المدرسية وللباس يليق بالدخول المدرسي ولواجبات التسجيل المدرسي... 

كل فصل صيف ينصرم اكتشف كم كبرنا..كم كبر اخوتي وكم اضحوا مستقلين بانفسهم وبحياتهم وباصحابهم وبخرجاتهم من وجوه من يصاحبوهم ويزاملوهم دراستهم ومن ما باتوا يرتدونه من ثياب 

كل فصل صيف ينتهي يثير انتباهي شكل السيد الوالد الغادي في التبدل واقيس كم نحل خلاله وكم فسدت طباعه او على الاقل مزاجه..وكم ثخنت الوالدة التي كانت مجبورة على البقاء اغلب ايامه بالبيت 

بعد انتهاء كل موسم صيف ابدا في انزال الدموع التي حبستها في اغلب ايام الصيف على كل مطلب اعرف انه ان لم يرفض تماما تلبيته فسيقزم ويفصل على مقدار ما يراه الوالد وحده يناسبني...

وبعد انتهاء كل صيف انتهي على تنطع بشرة وجهي وعلى ظهور بهاق بعنقي وخلف ظهري وبصدري بالاضافة لسمرة حالكة تصبغ جلدي ولتلف يعم شعري...ويبدا من هنا ومن هناك ومن جديد مسلسل التنمر علي ومحاولات النيل مني..النظرات المحتقرة لما يكونه لباسي ولشكل محفظتي الرخيصة وللنحول الذي اكون عليه بالاضافة لما صار عليه طول قامتي... ومن جديد النظرات الفوقية والاحتقارية والضحكات الهازئة والتعليقات الساخرة والاجبار على الوقوف للنيل منك وجها لوجه من اولئك الذين كمن عاهدوا انفسهم ان لا يحلوا عن دربي ابد الابدين.... 

ومن جديد يعود السيد الوالد لنظام اللتر الواحد من الخمرة الذي يخففه بنصف لتر ليمونادة سوداء وليزيد عليه ايام السبت والاحاد ان كان لوحده خمس جعات...ولنظام اتركوني لوحدي ولاداعي لازعاحي بكثرة طلباتكم فانا اتعب من العمل والتحضير له ومن حقي ان ارتاح قليلا مع نفسي.... 

ومن جديد اكتشف كم ابتعد كل اخوتي عني ولم يعد لهم الكافي من الوقت لتزجيته بجانبي وتعليمي حيل والاعيب الكبار او الجديد من المهارات...

ومن جديد نبرمج عصبيا كلنا على خرجات الوالد ليشرب مع اعمامنا او اصهاره بالجنان او ببيت العائلة وما قد تعنيه عودته ثملا او مستثارا منرفزا من عربدة له لما بعد الثالثة صباحا بالبيت وقد يرفع صوت التلفاز لاخر مداه او صوة مشغل الكاسيط برغبة في ازعاج الجميع والتعبير بطريقته على انه حر وصاحب ملك له ان يتصرف بداخله كما يشاء.... 

في الصيف قد يعود متاخرا وقد ينام بمنزلهم  لكن في عودته المبكرة للبيت لا معنى لها الا ان معركة كاسرة ستنشب داخل بيتنا وبلا اي سبب يذكر وباحتمال ان يتصيد اي واحد من اخوتي بما فيها نحن الصغار ليبدا عربدته وسبابه ولعانه وقلبه للطاولة علينا...

وبعد انتهاء  سبتمبر ودخول اكتوبر اكون قد وضعت قائمة ذهنية طويلة بالمتنمرين بي وللذين لن يحيدوا عن طريقي ودائما بلا سبب او بنفس السبب هو انني لا اقنعهم لا بسلوكي ولا بهندامي ولا بهيأتي ولا بما ابديه من احترام تقريبا للجميع.. 

وبدخول اكتوبر اكون قد عرفت في اي خانة وضعني معلم اللغة العربية كما معلم اللغة الفرنسية والرياضيات وفي العادة لا اكون في الطاولات الامامية وانما في الوسط او الوسط المتاخر بما يقول ويحد من مرتبتي ومن نسب مشاركتي في الاجابات الشفاهية والمرور الى السبورة لانجاز الاجابة على التمارين 

وبدخول شهر اكتوبر اعرف الى اي حد سأمايز داخل الفصل بين من هم عن حق مجتهدين ومتفوقين نسبيا وبين من هم ابناء ذوات وموصى عليهم ومن هم في صالح المعلم ان يستفيد من وضع ومقام اولياء امورهم لذلك سيقربهم ويعتني بهم دوننا ودوني... ومن جديد يكبر ذلك الاصرار داخلي بان لا احاول فعل الشيء الكثير لانال اي رضى من اي من معلمي بل ولاجعله يعتقد في بانني الغبي والقاصر عن الفهم والاستعاب والحفظ وانني انما ابن ذالك المعلم الزميل له في المؤسسة والذي يعتمد نفس اسلوب باقي المعلمين في دفع ابناءهم للنجاح وحسب مهما كان مستواهم ضعيف او جد متوسط.... 

جلساتي بالقرب من غرفة مكتب والدي التي يجتمع بها مع اعمامي ومع ابن عمتنا الاكبر العربي واحيانا مع زوج عمتي فطوم عبدالسلام السبتاوي... ليتسامروا مع كوس الخمرة والدخان كانت تجعلني قادرا على متابعة احاديثهم وكنت اعرف الى اي حد ان عالم التعليم ورجاله الاجلاء ليسوا كلهم كذلك بفاضلين ولا بالاجلاء ولا بمن يستحقون ان يقفوا اليهم ويدعوا لهم بالوفاء والثناء... كانوا بدورهم جزء من نظام موظفي الدولة المغبونون في اجرتهم والخاضعون لنظام التسخير ولتسلط كبار الموظفين عليهم.. وكانوا في اسفل هرم من بايدهم السلطة التي تمكنهم من تدبر الاتوات والحصول على الامتيازات والهدايا والريع او لنقلها صريحة من الحصول على الرشاوي والامتيازات... لكنهم كانوا واعون بانهم في قلب المعادلة مادام ابناء هؤلاء تحث رحمتهم لذلك كان اغلبيتهم لا يتعاتقون معهم ويفرضون عليهم نظام معاملات خاص ونظام تحصيل امتيازات خاصة... كما كانت لهم اساليبهم في الضغط على ابناء من بايدي اباءهم  واولياء امورهم  بعض من مكاسب الثروة لياخدوا منها ولو بعض قليل منها لكن لا تسامح ولا تساهل في ذلك ايمانا منهم بان الكل فاسد والكل مرتشي فلماذا عليهم هم وحدهم ان يظلوا خاوي الوفاض خاضعين لنظام رواتب هزيلة لا تسد من رمق ولا تكسي من برد او تقيم حائطا ببيت.... 

لا اعرف كل ما يتحدثون في شانه على تمام المعرفة لكنني املك ان استوعبه في معانيه الكبرى وخطوطه العريضة واسخر من نفسي واسخر من كل تلك الاخلاق التي يحاولون حشر معانيها في رؤسنا الصغيرة.. وعبثا تتحول الكلمات التي تتحدث عن الاخلاق والضمير والشرف والواجب وروح المواطنة التي كنت اطالعها واتمعن في معانيها في المجالات التي كنت اقتنيها او تلك التي يسمح لي اخي خالد بان اطالعها... 

كنت استطيع التهام كل ما يقع تحث يدي من قصص ومجلات وكتب مبسطة دونما ان اجد اية صعوبة تذكر خصوصا مع اعتمادي على تجاوز ما قد لا افهمه من كلمات واعتماد السياق العام لتحصيل الفهم وهذا جعلني استسهل الدروس المدرسية وانجاز التمارين المنزلية لكن شيئا كان كالعناد يركبني ويجعلني خصوصا داخل الفصل الدراسي غير قادر على ان اركز مع المعلم ولا احاول جادا انجاز المطلوب مني... انا نفسي لطالما حاولت ايجاد تفسير لسلوكي هذا لكنه استعصى علي ايجاد الاجابة البليغة والشافية... ربما الان قد افهم عني الشيء الكثير لكنني في تلك المرحلة لم اجده غير ظرب من العناد ونشوفية الراس ورغبات مجنونة في ان اكسر خط توقع الاخرين مني... ففي الوقت الذي يثنون فيه على ذكائي وعلى مقدراتي على الحفظ السريع... شيء في يتلف او يصاب بالعطب فيحول دون ان اسعى جادا لتحصيل الفهم المناسب لايجاد الاجابة او الحل للمسالة الدراسية المطروحة امامي... خصوصا بعدما فشلت كل محاولات جعلي اصلح واعدل من شكل خطي ورسمي للكلمات... لعلي في كل تلك المرحلة كنت احاول توجيه الانتباه لما اعانيه من تشوش وبلبلة نفسية ومن مشاكل تكيفية حقيقية مع اقراني ومع كل الوسط الذي اعيش فيه... كنت لعلي انتظر الاهتمام بي والنظر الي وتخليصي من الوضع الذي اوجدني اهلي فيه والذي هو ما اهلني لان اكون المتنمر عليه وليس المتنمر.... 

ما كان عندي مشكل في تعلم اساسيات اللغة الفرنسية اول ما اصبحت تدرس الينا في مستوى الثالثة ابتدائي لكن ميلي للقراءة باللغة العربية ما جعل مستواي فوق المتوسط الى لا باس به ولكنه لم يرقى ليكون جيدا لكن صرامة معلمي ومعلمتي والتميز الذي كنت اشهده والمسه عن كثب بين تلامذة الفصل قوى في الرغبة في التمرد ودفعني لاكف عن القيام باي مجهود حقيقي واعليت كتفي بتلك اللامبالات وقلت مع نفسي فليكن ما يكن لن اهتم ولن ابالي ولا نظر ما عساه السيد الوالد الذي لا يفكر الا في نفسه فاعلا بي.... ولعل هذه هي الحقيقة الوحيدة وكل تفسير لما حصل معي طوال فترة تمدرسي الابتدائي ولما جعل احوالي التمدرسية دون المامول من واحد مثلي.... 

لم يكن في غالب الامر يتعلق الامر بمقدراتي وفعالياتي العقلية والادراكية وانما بنظرتي لنفسي وبنظرة غير راضية على سلوك الوالد تجاهنا جميعا... كنت صغيرا ربما في السن لكنني ما كنت كذلك لكي لا اعي وافهم واحلل ما يحصل معنا ولا لادرك لماذا علينا نحن بالضبط ان لا نكون مثل غيرنا.. مثل جيراننا ومثل عوائلنا... لماذا علينا ان نتجرع المهانة والاحساس بالشماتة او بالشفقة بعد كل عربدة يطلقها السيد الوالد وبعد كل معركة في وسط الليل وصمته يفيق بها الجيران ويجعلهم يخرجون الى الدرب ليتابعوا تطوراتها او ليحاول منهم من يتدخل ويفضها بادخال الوالدة الى منزلهم او لمحاولات استعطاف الوالد من ان يلعن الشيطان....؟!!  لماذا بسبب او بلا سبب ظاهر يعلوا في بيتنا السباب واللعان ومعزوفة " طلقني ان كنت رجلا ودعني امضي لحال سبيلي ها انا واياك بالله وبالشرع...   "

ابدا لم يكن سهل على اي واحد منا ان يبتلع فطور صباح مثل تلك الليالي ليتوجه الى مدرسته ويعبر الحي ويقابل ناسه وناس الاحياء المجاورة التي جاءت بدورها لتتفرج على حالنا وان يملك ان يتصرف وكان لا شيء حدث وان الحياة طبيعية وقابلة للاستمرار على انها طبيعية....وان ادخل انا الفصل وان استجيب للسيد المعلم عندما يطلب منا فتح كتاب المطالعة او نقل كتابة نص القاعدة التي رسمها على السبورة وكانني انا هو نفس تلميذ البارحة او قبل البارحة او وكانني كاي تلميذ نام في بيته هادئا واخد فطوره وقطع الطريق الى المدرسة ويجلس الان طاولته وما عليه الا ان يفتح قليلا عقله وسيتمكن من انحاز المطلوب منه...لا محال ان ينتظر مني ان اكون انا مثل اولئك ولا ما كنت عليه قبلها على طول ايام الاسبوع الفارط بعد ان بدات احاول استعادة صفائي الداخلي من اخر معركة نشبت بالبيت وعشنا بمرارة وحرقة تفاصيلها وتطورتها.... 

لم يفعل السيد الوالد اي محاولة جادة ليحد او يردع المتنمرين بي والذين كان يحدث ان يراهم محاصرين اياي بمدخل المدرسة او بمخرجها... كنت ادرك انه غير مبال الى بالصورة التي كونها ويسعى بكل حهد للمحافظة عليها انه المعلم المقتدر والغير العنيف مع تلامذته وانه المعلم النموذجي المحبوب والمراعى من الجميع.... نعم انا نفسي اشهد له بذلك واشهد ان هذه كانت صورته المعروف بها لكن الى جانب صورة اخرى لا تقال في وجهه وانما تتناول من الالسنة للادان وتطوى جانبا كي لا تثير حفيظة من له مصلحة في الوالد... كان الكل يعرف عنه ان سكير.. عربيد.. وجبان.. وقليل التربية و"مشي راجل بش يضيع فلوسوا على الشراب وخلي والدوا ناقصين... "

لا اعرف لماذا كنت اعاقبه في واعاقب فيه اساسا رحل التربية والتعليم مع انني ساكون الخاسر في منتهى الاحوال... لكنني كنت هكذا....  

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...