ترهبني حياتي السابقة لقد كانت مكتضة بالاحداث والوقائع والشخوص ...كانت ممتلئة حد الصخب وبالكثير من الفوضى ...كانت عامرة بالانفعالات ..كان كل شيء بداخلي بنبض...كان كل ذلك الذي يسمى عيشا ثريا على كل أشكال الفقر الذي كانت تحيط بي ..وبنا كطبقة اجتماعية واسعة من عموم مواطني هذه البلاد.
اعبر أيامي كالظل ..وحيدا بلا حتى رغبة في التحدث لاي كان ..اين كل اولئك الذين عرفتهم وصاحبتهم ورافقتهم ...كيف حصل ان ذهبوا باتجاه وذهبت انا باتجاه اخر...كيف استطعت ان انكر وجودهم الخصب بجانبي ذات ماض وايام خلت ...
لست متاكدا من شيء غير أنني غدوت شخصا اخر مختلفا تماما على ما كنت انتظره مني ...
لست متاكدا من حتى انه ذات زمن كنت عاشقا ومكتويا بنار الحب وبمنتهى الرغبة.وبعيدا عن كل مدارتي تحيا كل تلك اللواتي عشقتهن واعتقدت بان يوما سيجمعنا ويمكن أن نكون بجانب بعضنا الى الابد ...
لا اعرف لي حربا اقاتل فيها .. انتهيت متكورا على نفسي لا حلما اتمثله ولا املا لي في امر ...ربما فقط برغبة غريبة في ان اذهب بصمت الى قدري ...
لم احسم في الكثير من الموضوعات..بعد علاقتي مع الله والوجود غير واضحة وتربكني ..يبدوا انني لن اخد في يوم طريقا نحو دار عبادة ما ..ربما لا انوي ان التحق بجنة او عدن ولا أخشى علي من نار او عذاب ابدي ..عندي ما يكفيني من افكاري الخاصة والحميمية عن من يكون الاله والخلق انما أساسا لا انوي ان اناقشها كمن يحتاج الى قناعة ما ...
رحل الذين رحلوا وماتوا والقائمة مفتوحة...لا احمل ضغنا على احد لانه ببساطة لن يفيدني في شيء ..لا اخاصم حياتي بالقدر ما انا راض عنها ..ربما هي احسن ما كنت ساناله ...يكفي ما حاجتي لان اكون صاحب عيال وابناء لا اذخر لهم غير الحاجة والفقر ..نعم سيحدث ان ينتهي هذا الغصن ذابلا ..جافا..ومبثورا ..سانتهي وساخد معي كل جيناتي العقيمة ما قيمة ان اورث حمقي لاحد سيشقى به حتى من بعد رحيلي ...
حتما سياتي يومي لامضي كمن لم يكن ولا أبالي بان يتذكرني احد...
يتعبني الحاضر وينهكني تدحرحي فيه كحجر املس بشي بان لا حياة فيه ومع ذلك اطأطى راسي لانه كان يمكن ان يكون الاسوء ما يحصل معي ولا قدرة لي على ان اختار بحق ...
* * * * * *
العبور من الجدار عبر الكتابة و محاولات الكتابة طريق لا بد من أن اسلكه لينبسط لي السبيل واستطيع من جديد ان استمر في ذات السرد الذي كنت اطرقه .
خاصمت نفسي مؤخرا..ربما بدوت لنفسي في حال يرثى له ..وانا في أشبه الخواء امضي وايامي ... ربما كان يعوزني تلك الاهداف الصغرى لاقول بالاستمرار ..بعض من التحمس لأشياء او افكار بسيطة أو مركبة ..او بعض من المشاركة الوجدانية ..ربما قليل من الحب والاهتمام....
معلق في سماء وحدي ارسمها وارنو لضياعي فيها ..اهزني وارجني مرات لاتحرك قليلا وبشكل أشبه بالمبرمج فقط كي اجعل اليوم يمر واكف بعض احتياجاتي المعيشية ... ربما خائف من اعود لان افتق جراح الذاكرة او اغوص في اعماق اضيعني فيها ...لا اعرف مدي تماسك بنياني النفسي ..أخشى عليه من الانهيار وتلك مصيبتي لانني ساكون هذه المرة لو حصلت في تمام وحدتي ..لا احدا قريبا مني ..بجانبي ...لا من ينتبه لي او يرعاني...كل ما تبقى لي من ثقة وضعتها في تلك الأدوية العصبية والنفسية..باشبه من يقين انني فعلا في حاجة لان اكون مريضا وان اداوم على العلاج الى اخر يوم في حياتي هذه ...
بعد اشعر بانني مساء فهمه وبشكل يغبن ويحبط ويرثي ..سأمت من احاول في كل مرة ان ابرر نفسي وابدا في محاولة الدفاع عن نفسي ..قال لي اخي سمير لقد حاولت ان اؤكد لهم ان طارق تغير لم يعد ذلك الذي يعرفونه وانه مكابر الان ويتحمل ما فوق طاقته فقط كي لا يقع في الخطء الجسيم او يوقع باسوء الخسارات والهزائم ...يقول ذلك باشكال يبدوا مقتنعا بها على الاقل هو ...بينما انا ارفع كتفي لا كمن لا يبالي ولكن لربما كمن يعرف انه لا مجال ليعرفون عني شبئا ...بالنسبة لهم حاكموني من زمن وليسوا على استعداد لان ينقضوا حكمهم ...
لا اريد ان ابدوا كحكيم او شيخ تكسر رأسه وعركته الايام جيدا ...ربما افضل ان اظل ذلك الاحمق ..البائس الذي يعبر حاضره كالظل ودون ان يبدوا ملاحظا..
انتهيت من ان اكون أشياءا عديدة ..يكفيني ان لا ارى ..ان لا يعتبرني احد حتى موجودا ...لا احمل اي وهم بأنهم سيقبلونني بينهم .. انتهى الامر واضحى محسوما ....
افرض نفسي اضطرارا كمن هو انا ..وليعتبرني الاخر ما يشاء لا يعنيني الأمر على أية حال ..اقولها ببعض الابتسام : " ياله حسن الختام ...".
ربما لن يفهم مقدار خسارتي ولا الضرر الذي حصل معي ..انا من انهالت عليه اقسى الضربات والواحدة تلو الأخرى..انا من لم يستسغ ان يحدث مع اخي الاكبر ما حدث حتى فقد والدته وبعدها في اقل من سنة حبيبته وقرة عينه اخته الصغيرة ورفيقة دربه ...مثلي حاشا وان يشمت في خلق فكيف ارضى لاخي ان يتحطم على ذلك النحو ..انا ان كان لي من أن اسخر فمن هذه الحياة " القحبة " التي لا تكف عن مداعبتنا والهزء منا ..وان كان لي من خشية فعلى هذا الغر الذي يبدوا انه لا يقرا الرسائل ولا اشارات الطريق ....ولا يعي ان الزمان كفيل بأن يعلم اي واحد منا ..ليرحم الله السيد والدي وهو صاحب هذه الخلاصة ....
بعيدا عن الجميع في عزلة احيا ..صعب الحال لكنه افضل ما يمكنني ان احصل عليه ...مرت ثلاثة سنوات البارحة بالضبط " 06 اكتوبر 2024 " على وفاة السيدة والدتنا ليرحمها الله ونحن كمن بعد لم نفق من الصدمة ...الوالدة امرها كان مقدرا ووفاة اختي الصغيرة مني هو الاخر كان متوقعا ومنتظرا .. لكن ما صار مع اخي الاكبر خالد لا يمكن تصديقه كان في ابسط تعبير اكبر كارثة يمكن ان تحصل للفرد منا ...اهولنا الحادث او سلسلة الأحداث التي للان تتفاعل وتنتح ..الحقيقة كل الحقيقة كان سيكون اثر خالد على الأحداث ناجعا وفاعلا بكل تاكيد ..لكنه الان يتعثر كلنا وكلنا اضطر الى الصمت وتاجيل الحديث في اي موضوع يتعلق بنا نحن كاخوة وما ان كنا حرصين على نبقى أسرة او لا ....
نعم هذا هو السؤال : " هل نحن حريصون على نبقى أسرة او لا .." نعم لانه قرار يجب ان يتخده اي احد منا لان الامر ليس عفويا كما يمكن تصوره للوهلة الأولى..
طريح الفراش يعاني اكتئابا حدا وجملة من الأمراض العصبية والعقلية بالإضافة إلى امراض عضوية " سكري .. كوليسترول..امراض القلب..امراض المعدة ..." .قاطع الحديث واخد يرفض الاستجابة لاي علاج ..يائس ..حزين ...زيارته تحز في القلب وتفشله ..صعب ..صعب للغاية وضعه ...
انقطع الاتصال الممكن بالهاتف به وحتى التواصل بحضوره ..وتبقى أسرته بعيدة عن مد اي خيط للتواصل..تفضل ان تتنكر للوجودنا ولا نعرف لماذا هم بعيدون عنا ولماذا يبدوا الأمر مقصودا وعنوة ...اتساءل مع نفسي ماذا سيصير فينا كعائلة ان حصل المكروه والمقدر ..
مضطر لان اقف على هذا الهامش الذي وضعوني فيه دون ان يكون لي اي سوء نية انا فقط احترم نفسي كما الاخرين ولن ارضى على نفسي ان اتصرف بالكثير من الغباء .او ان يستغبني الاخر ..
سمير يقف بجانبي بشكل مادي ومعنوي فاعل كما صهري زوج اختي الحبيبة التى ماتت " بشرى" اعيش فعليا بما يجوداني به علي كل شهر على شكل حوالات مالية ومساعدات اعاشية ..وضع خالد انقلب رأسا على عقب وهو الان بحاجة لمن يساعده .. واخي فؤاد مثخن بالمصاريف وبالكثير من المشاكل الصحية والأسرة ليس له ما ما يسره عنا ...
هذا هو الحال لا يحتاج للمساحيق لتخبأته ..وجدنا انفسنا كل في جهة ..كل في بحر لوحده ولا نية حقيقة في تجاوز هذا الوضع وربما لانه ليس هناك اصرار حقيقي على فعل العكس ...