السبت، 31 أغسطس 2019

يوميات : بعض من التداعي


حاولت الابتعاد عن الكتابة بحس البوح والتفريغ خفت ان اختنق داخل قاموس بعينه وبتعابير جد شخصية لا ترقي لان تكون غير لغة نفسية ولغة تداعي لا غير ..اذكر جيدا انني في مرحلة عمرية ادمنت كتابة يومياتي وانا الكتابة عندي زاد يومي كانت حتي ولو صعب علي آنها في احيان عدة ان اجد اللغة التي تمكنني من ان اضمها حقيقة ما ينتابني من احاسيس ويضج بي من رغبات ..ربما لانني ببساطة لم اكن دوما في احسن حال ولان بعض حالات التغييب او لاقلها بعض حالات التعاطي الشديدة كانت تعيق انسياب لغتي وتحول دون ان تمكني من القدرة علي التعبير عن حالي ..واحيانا فقط لانني امتلأ بالخواء والفراغ فاضيع توازني وتنجبس لغتي ..
اذكر انني لطلما كنت مع الكتابة والكتابة باي شكل ممكن ومتاح واثير ابعد علي ان اكون مع اسلوبية ما معينة او مع قواعد كتابة بالضبط ..كنت مع الانسياب لغة كيفما اتيح المهم ان لا اعاند الرغبة في التعبير والكتابة ..
علاقتي معها لربما لم تعد مقنعة او كافيةكان يلزم ان اطور من امكانية ان اكتب كما احدث نفسي لاكتب اكثر من مجرد خواطري وانسياباتي او ارهاصات اللحظة. اردتها لغة ممتعة للفكر اكثر من لغة نفسية واردتها لغة تحكي وتروي علي لغة تتناسل كما ياتي او يتاتى ..
علاقتي مع الكتابة لم ترقي لتكون اكثر من لغة من يفتقد للتواصل مع الاخرين ويحتاج لمجرد الكلام وانا كنت اريدها لغة تقدم خبرة عمق واعماق ..سودت الكثير علي مراحل متعددة وكنت انتهي دوما بتدميرها وغالبا بحرقها ..
روادتني فكرة ان استعيد كتابة يومياتي وخواطري الشخصية وراودني كذلك سؤال الهدف والغاية والبعد من ورائها ..؟! هل من حاجة اكثر من نفسية في ذلك ؟! هل ساملك ان اخاطب العمق واحرر خبرات القاع وانقلها واحويها الكلمات والتعابير ..؟! هل من الممكن ان يكون هناك قارئ مفترض لها ؟! ..
اعرف حالي جيدا واعرف انه تاتي علي لحظات يصعب فيها علي ان ارتفع عن حدي المنخفظ جدا الي حد ضعيف جدا في الاداء وفي الانتباه والتركيز في عدد من الموضوعات والاشياء..واكون متعرضا اكثر فاكثر لافقد الرغبة تماما في فعل اي شيئ.واكون في حاجة لبعض الوقت ولربما لكثيره كي استعيد وثيرتي وحركيتي ..لعلي تراجعت اكثر خلال هذه النوبة وبت مستشعرا اكثر لسرعة الانحدار ..اكتئابي يتسلل اليه بعض هوسي ويدفعني للخارج حيث يمكن ان ارتكب الاكثر من حماقة.. حيث يمكن ان اعرضني للانقسام والتشضي ..مع مجرد اكتئابي قد ينجح الامر معي وانفلت من بين اي لحظة مناسبة..يكفي فقط ان اظل متنبها.. مع هوسي قد اتجاوز مدارتي حيث اكف علي ان اكون الا متعددا ومتخففا في الآن ذاته من كل رقاباتي ومنفتح علي كافة الاحتمالات ..
الفت مني ان لا اترك كل الابواب مشرعة وان احمي شراعي من العواصف والانوال اعرف انه لا يكون دوما بالمستطاع ان اتدخل في الوقت المناسب لأجنبني من الانهيارات لكنني كنت اعرف كيف علي الاقل الابعاد بين الواحد منها والاخرى الى ان التقط انفاسي واستعيد مني بعض بعضي..
تعلمت ان اتحمل جزاءتي وحدي وان ادفع ضرائبي وان متي امكنني ان لا احملني مبعثرا لأطلب استجماعي من جديد فلاكابر ولاحاول لمي بل لاحاول لمي علي افضل نحو ممكن لي علي الاقل لانني بعد احتاجني هاهنا ..كنت اسلو بامكان ان اعرف كيف أرعاني بكل عللي لوحدي  ما عدت اقوي على ان اثير كل ذلك الهراء والسخف من المشاعر حولي..ولا عدت احتمل ان اعرضني ولو لبعض من مهانة ..
لطلما كنت اعني ما اقوله؛ افهم معني ان تكون الصحة رفاهية وان يكون طلب العلاج او التشافي اكثر من مجرد حق اساسي للانسان فينا ..ان يكون علي المعدوم منا ان ينسي وان لا يامل في الحصول عليه مدام لم يحمل حملا اليه ..
اعرف جيدا حدودي ومعني ان اضع كفاياتي انا بنفسي لنفسي وكيف ادعي انني لا ابصر شيئا عوض ان لا احصل علي غير السخط والتذمر والغضب ..لا اريد ان،انظر لنفسي كخاسر كبير او صغير .افضل ان لا انظر بالمرة بمنطق الخاسر والرابح لانني لست مهزوما بكافة الاحوال.. بعد احيا هاهنا حتي وان بت احبن عن دخول المعارك ..
في اتعس اللحظات والمواقف كنت متيقنا ان ليس هناك من يستطيع سحبي واستدراحي لاقع وانني وحدي من اسمح لنفسي بذلك وانه ان كان يلزمني ان انتبه وان احرص.. فعلى ان لا اخدلني لكن ابدا لا تكون الامور معي واضحةكما الان فتختلط علي.. في آن اكون متيقضا ،مراقبا لوضعي وفي آن لا اعرف كيف اغفل واشرد للاتنبه حتي اكون قد وقعت ..
يصعب علي ان اظل علي قدرة الامساك دوما بي ..بافكاري.. باسترجاعاتي وتذكراتي، بخواطري بالفجوات التي تسحبني اليها وتتركني عرضة للتوهمات والضلالات ..فيضيع مني الزمان ويتحول المكان وتستغرقني الاخيلة وتلفحني نار من الاسئلة وتستنزفني الاستفهامات ..وتدريحيا ابدا في فقدان القدرة علي اكتشاف ماهيتي ..من اكون انا علي وجه الضبط وما تكون وحدتي وما عساها تكون فعلا تحتويه ذاكرتي ..
مع اكتئابي وحده اظل متعلقا ببارقات امل خفية تينع هاهناك بدواخلي وتفاجئني ..ولا افقد القدرة علي ان احلم وتكبر في تدريجيا الرغبة في الكلام فاعقدها محادثات مع ذاتي اانسها وتانسني اعانقها وتعانقني حتي تاتي لحظة ان اصالحها وتصالحني ..مع اكتئابي وهوسي اخرج علي واطارد اشباحي والاصوات في .أنازل مخاوفي واضرم النار بقبائلي المتفرقة اكفر بوجودي وضعفي واغضب من صمتي اشك في حقيقتي وارتاب من سلوكي لا اتق في مساعي لا اعرف هل اريد سلامي او نهايتي..؟!!
بالامس البعيد كان يشغلني هم ان اكون مسموعا حتي بجنوني وهذياناتي بعد ذلك كنت اريد للصمت ان يبتلعني ويتخفي بي لانني هكذا وجدتني لا يمكن ان اكون مسموعا او علي الاقل لن اكون مفهوما .الان يظل احتمال ان اسمع صدفة ان افهم صدفة ..صدفة قد تنبت شيئا بكوامني قد تفند ادعاء ان لا شيئا من كلماتي يثمر او يزهر ..


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...