الاثنين، 23 سبتمبر 2019

يوميات : بلا اوهام

كنت اتمني ان تكف عن الاعيب التعارف واللقاء الاجتماعي وان تكون واضحة مع نفسها.. معي ..في ما قد تريده مني ونتلقي حوله ..تظل هي متمسكة علي ان تداور وتناور وتختبر وتنصب الفخاخ ..غير قادرة لان تعبر الي وتقتحمني مباشرة ..تتمسك علي ان تبقيني وهي تبعدني في نفس الوقت .. وانا لا اقدمني الا علي ما اكونه ..مجرد انسان يريد ان يتشارك حياته ..يعز عليه ان يبقي علي وحدته ويريد اخرا لجانبه ..لم افكر في صيغة لوجودنا معا غير ان نريد ذلك ..الباقي لنا ان نتدبره ..اعرف جيدا ما يكونه واقعي ولست لانكره لانني اعيشه بما يكون عليه ولا املك ان ابدله ..ولا هي تملك ان تبدل واقعها لكننا نملك معا ان نجد صيغة مفتوحة لنكون ..لنعيش معا ..اشياء منها قد تريد واخرى بعد ترسم الحواجز وتقيم الحدود ولا تستطيع معها ان تتجاوز ما تريده لما قد لا تريده ..
يكون العمر قد اخدنا ..ونكون قد جربنا ان نكون ..نكون قد اختبرنا حيدا الحياة لنعرف الان اننا ببعض اختيارتنا لا نسعد او نهنأ بلحظات ما تبقي من عمرنا ..واننا ان كنا جادين في ان نعيش عمرنا فعلينا ان ننسي كل الذي ضيقوا علينا به فرص ان نعيش كما نريد وان نحقق ذواتنا بما نرغب فيه حقا ..علينا ان نتجاوز كل الصيغ القديمة التي تخنقنا وتثقلنا بالعجز وتحد قدرتنا علي ان نتحرر ..
لا اخالني لم احسبها بلغة الواقع ..لكن كل ذلك الحساب قدفت به لما وراء ظهري لانه لا يقول الا بواقع اتفاقي بين من لا مكان لي بينهم ..انه لن يكون واقعي الا متي كنت منتميا اليهم اما وانا شبه ملفوظ بينهم فلا يمكنني الا ان اخلق العالم الذي اريد ..
ليست في حاجة لان اقدم لها اية كشوفات تعرفني بما ارفضه واقبله من واقعي  ..وتعرف انني لا اريدها الا لنفسها ....تعرف لحد انني كفرت بدينهم ودنياهم ولا اومن بغير الانسان ..لا اريد لاي كان ان يخضعني لحلاله او حرامه ولا ان يلجمني بمقبوله ولا مقبوله ..خبرت جيدا معني ان اكون انا نفسي دون ان اكون في حاجة لان اضعني في ميزان اي احد ..
كنت اتمني ان اجدني معها علي بعض خلاف ونحن نناقش افكارنا وارآنا نحن ..ونحن نتجادب الحديث والحكي عن احلامنا ورغباتنا نحن ولكن ليست رغبات جماعات قبلت علي نفسها ان يحكمها قانون او دين او اخلاق ما واختبرت ان تقايض نفسها وفقها ..
كنت ابحث عندها عن،نضوج معين يفوق نضوج جسدها وثمارها ..كنت اسلوا عندها عن مستوي اخر من الخيال والحلم يسمح للاشياء والمشاعر بيننا ان تنموا وتكبر وتينع ..
لا املك لمن سبق وان كنت اريدهم بحق لجانبي وتحت اي شكل ممكن ومقبول واخترن ان لا يصدقن الامكان واخترن ان لا يجرأن علي الحياة وان يغامرن الي ان اشعر بانهن لحد ما يبعثن علي الرثاء وان لم افقد ابدا احترامي لهن لانهن ببساطة لم يكن بامكانهن ان يكن الا ما استنسخوا ليكونن عليه ..انا لم اكن،مجرد حالم حين اعتقدت جازما بامكان ان نكون فقط ان نريد ذلك ..ولا كنت واهما وانا اعرف ان عددا اخرا من الناس ما وقف في وجههم شيء حال دون ان يكونوا ويحققوا وجودهم الاثير ..
لم،استسغ علينا ان تشيخ واشيخ لجانب كل حرماتنا ورغباتنا المؤجلة بعد ..ان نلتقي عند امكان ما يقربنا من ان ننوجد ونحقق وننجز احلامنا ورغباتنا ان لا نقبل علي انفسنا ان نعاني فقط لاننا لم نكن وفق ما قدر علينا ان نكونه اجتماعيا ..
تعبت من الكذبات الكبرى ومن ارتداء الاقنعة ..تعبت من الجري وراء الاوهام الاجتماعية والتي لا نجني من وراءها غير السراب ..تعبت من كل ما يلجمنا وهو يدعي الخير لنا ..كنت احلم بان نعانق بعضينا وننسي خوفنا قليلا في احضان بعضينا ونكتشف الي اي حد ان هذا امكان اخر متاح لان نحس باننا بعد بهذا الجسد نوجد ونعيش..كنت اتمني ان نجلس ساعات لنفسينا وان نقول كل احساساتنا ونهز قليلا شكنا وحيرتنا وان نعود سوية متخففين من كل مايؤلمنا ويجعلنا غير منسجمين مع انفسنا ويسلمنا لكل ذلك الارق والرغبات في البكاء ..كنت اتمني ان اجد الوقت الذي اكاتبها فيه وتكون فيه هي الاخري في ذلك الجانب الاخر تتابعني وتكتب او تتحدث الي ..لست في حاجة لمن يعتقد انه سيذكرني بكل الفقر والحرمان الذي يحوطني ويحدني ويبعثرني وكانني نسيته او يمكن ان انساه وانا اعيش بذاخله ..لست في حاجة لمن يريد فقط ان يفني في المادة بينما هناك اوسع افاق لحياة الروح ..
لاكن هذا الحالم الذي يريد علي ان اكون ذلك العاجز علي ان ينجز المصالحة بينه وبين نفسه وواقعه ..لاكن ذلك الذي يعيش خارج واقعهم علي ان اكون مجرد شيء بلا قيمة ..بلا قدرة ..بلا امكان بينهم ..هي ارادة اخري علي ان اكون عوض ان اظل مقصيا وممنوعا ومرفوضا ومجرما في ان اكون ..الاخرون بقبولهم لي يعطونني شكلا أفقا مرسوما بدقة لاستمر بالوجود بينهم،وليكون بامكاني ان ابادلهم ..بغير هذا الشكل يتبراون مني ..يرفضونني ويكون كالجبر علي ان ابقي في مكاني اعاني وبلا حد فلماذا اصر انا علي ان اصدق في كل اشكالهم ؟! لماذا اقبل علي نفسي ان اعاني ؟! ..
لم افقد مني هذا الذي يسكنني ويصيغ افكاري ..دائما كنته ..كنت وفيا لنفسي ولاحبتي ..ولم اكن راغبا الا في حد عنده فقط اكون انا نفسي..لم اكن علي استعداد لاقبل ما يملي علي ولا لان اتبع القوافل فقط لانها تسير ..اخترت ان اقبع في العراء وظلمة الليل ورعدة الوحدة علي ان اطارد القوافل التي ترحل كيفما اتفق ..اردت عددا من الاشياء كما اشتهيت ان تكون لا كما اجمع علي ان تقدم ..حرمت علي نفسي حتي ان افرح كما اعتاد ان يفرح الاخرون لانني كنت اريد فرحا غير اعتيادي لا اجماعا حوله ..
لم تعد لي الكثير من الاوهام ..ذبحتها في اكثر من مناسبة قربنا للحياة التي اريد ..تخلصت منها محاولا في كل مرة ان اتخفف من احمال ثقيلة جبلنا علي حملها دون ان نجرا حتي علي ان نتساءل لماذا نفعل ذلك ؟! ..امضي علي اية حال بلا وهم ان يعترف لي احد بانني قدرت ام لا اقدر علي الحياة ..لانه ببساطة حياتي اعيشها وبلا الكثير من اوهام
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...