الأحد، 22 أكتوبر 2023

يوميات : عوالمي السرية..../تابع : مابعد زمن كورونا ...(٣-١) الحاضر.


لطالما سمعت عنهم ان البيت هو قبر الحياة ولعل ذلك ما جعلني عازف عن زيارة المقابر ..لان اية مقبرة لن تحمل غير بعض الاثر المادي لفقيدنا اما وجوده الحقيقي فهو في القلب ..في الذاكرة ..معنا ...في هذا البيت الذي لم افارقه بعد ..لا اخفي كم كانت رهبتي كبيرة ..كنت خائفا جدا من ان تطاردني الاشباح ..ان يكبر علي حضورهم الروحي وان لا اعرف كيف اخرج للهناك ...ربما كنت مشغولا جدا بتوقع ما عساه يمكن ان يحدث معي ...كنت اشك في مدى امكانيتي  على التعايش مع الخواء ..ومع الفراغ ...ومع مجرد اجترار الماضي...قلتها لمن اعرفهم ..قلت انني مثل ذاك الذي سقط من طائرة ..من علو شاهق وليس معه حتى مضلة الهبوط ...وبذاخلي كنت متحسسا على نفسي اخاله يمكن ان يثشتت ..وان يضيع في السراب ...تلقفني اخي سمير وا ختي بشرى ..ازالا كل ضيم مادي يمكنه ان يعرضني فشعرت بسلام يغمرني ويعبر بي بعيدا عن اي وكل اهتزازات ...كنت متعوبا جدا وبسبب وبلا اي سبب معروف ...

كانت لي شبه خطط لا يمكن ان يقال عنها مشجعة ولكنها كانت تتصور الواقع وامكاناتي المادية وقدرتي على المواجهة ..والاهم ذالك الاستعداد الغريب للبدئ في اي اتجاه ...لم اتحصل في نهاية امدي ..في حاضري على اي اصدقاء او أصحاب لي ان اتقاسم معهم بعض العيش والهموم ...كنت وحدي ..بثقتي بنفسي وبكامل شكوكي في الواقع ..كنت اعرف تماما ما يعنيه واقعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي لبلدنا ..وكنت للاسف ادرك ما مدى مرارة السعي لمجرد العيش هاهنا ببلدنا ...وكنت ادرك بالضبط ما يكونه الحصار لانني عشته في ادق صوره وتفاصيله واعرف كم هو كريه ...

بالامس وكما قبله وقبله كنت لوحدي غير انه كانت بجانبي والدتي وكان خط الهاتف لا ينقطع بيني وبين اختي حبيبتي..كانت هناك اكثر من فرصة لعدم الخوض بمشقة في دروب الحياة ..كانوا أكثر من ضمانة املكها واطمئن لجانبها ...ورحلو ...رحالتا كل من والدتي وبعدها بعشر اشهر اختي ...لم يكن الامر مفاجئا البثة وهذا لا يعني انه يسير علي طيه وحمله ذاخلي ...

حاولت جاهدا ان ابقيني خارج اي صراع ..ان امضي كالظل..ان احاول ان لا ارى لانني ببساطة اريد ان اعيش بسلام ...غير انه من جهتهم ما كانوا ليتركونني ..اعرف جيدا ان عددا منهم ينتظر  ظهور مجرد مؤشر ضعف او تيه  ليصفي حساباته  معي..وكان عادي جدا لي مثل هذه المعارك ..لانني عشت معها دائما ..لكن ما كان مرفوض من جهتي ان ادخل حربا خاسرة او يختار لي وقت حرب لا يناسبني ....

الان قد اقول انها في طريقها لتقتنع بان لا طريق يمكن ان تجمعنا سوية ..واتمنى فعلا ان تعيش حياتها بعيدا عني ..انا جربت وجربت واعطيت عوض الفرصة فرصتين وهي قالت كلمتها وفعلت ارداتها ..لم انسى انها لم تنسى للحظة ان مكانها ليس هنا وليس بالتاكيد بجانبي ...والان لها ان تفعل ما شاءت حتى ولو كان مجرد تصنع وافتعال الازمات بيننا ..انا ما عدت اهتم بكل الاخرين .. تكفيني وحدتي على كل مرارتها وصقيعها ...

اعيش خريف العمر بلا اية اوهام وبلا نزق او تحايل على الواقع ..احمل نفسي واتحملني ..يبقى انجاز كبير أن اقطع كل يوم يومي ..ان اعبره بسلام وبدون ان اكون في حاجة لغيري ..رغباتي اعيشها كما هي ..وهي صغيرة على كل حال ...اعيش وعلى بعد مسافة صغيرة ارى وارنو للموت ..لتلك النهاية الحتمية ..لا فكرت يوما بان احيا عمرا طويلا ولا اريده ..لي تلك الرغبة في ان ارحل قبل عمر الضعف والمرض والانين ..لا اريد ان اختبر في صبر الاخرين الطيبين معي ...انا في مجمل حياتي عشت طويلا جدا ومن حقي ان اقول انني تعبت ومتعب من قبل الان بزمن ...

جاء منهم الذي جاء وانسوني بحضورهم ورفقتهم ..وعادوا لحال سبيلهم كما مقدر لهم وبقيت هذه المرة على قرار ان ابقى وحدي لست في حاجة لان اخسر ذاتي وافسد عيشي برفقة من لا يريد ذلك ...بالتاكيد يبقى عندي بعض خوفي وبعض هواجسي التي تلون ايامي وتهبها مداقا ما ...

مر وقت طويل على اخر مرة كتبت فيها او انشغلت بتوضيب موقعي الافتراضي ومدوناتي ...ربما كل ايامي تلك كانت مرهونة بالأدوية التي اتعاطها وتحث تأثيرها ..وربما لانني في قرارة نفسي كنت في حاجة لوقفة طويلة اراجع فيها نفسي وحتي ما اردت ان اكتب فيه واتحدث عنه ...


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...