الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

يوميات : مابعد عوالمي السرية..عالم الصمت (11) .تابع : سلاما متجددا فاطمة "10-1"

 - لغة الكلام:

"فؤاد"علمني الكلام و"فاطمة"علمتني لغة الكلام ..."فؤاد"ظل ذلك الشخص الغامض الغير مفهوم باستمرار ..الشخص الذي اختار الغياب والذي كان يقبع بين الجميع حتى ينسي الجميع في حضوره بينهم ..لم يكن يتربع في الصمت الا بعد ان ياخد كامل نصيبه من لفت الانتباه الى حضوره ..كان حريصا على أن يعلن كامل حضوره :"ايه ..انا هنا "....وكان يستزيد عليها بعد حين :"تذكروا ..انا مستعد لخدمتكم .."ثم كان يميل على الجميع ليهمس لهم انه سيكون هناك ...لم يكن يعلن انسحابه بل فقط كان يعقد اتفاقات سرية تضمن له بعض خصوصيته..كان يكفي ان يشد انتباه اكثر من واحد لموضوع يبث على التلفاز للحظات لينشغل هو بنفسه وليتراجع لمكان يختاره هو ولموضوع يروقه هو ويبدأ معه علاقة تعارف واكتشاف كنت اعرف انها طريقه ليستعيد بها مشكلاته ..تعاطيه مع جماعة رفاقه ..استغراقاته الفكرية ...لم يكن يتظاهر باي شيء .كان فقط على سجيته يتصرف ..قد يعدل من جلسته قد يترك المجلة او الصورة التذكارية البريدية ..قد يطرح جانبا المذياع المفكوك الوصال ..وياخد الوضع الذي يرتاح فيه غالبا ،وضع جلسة الأريكة حيث ظهره مسنود بالوسادة وراسه مائلة للأعلى وعينيه لا تبحلق في الفضاء ولا تبحلق في اي شيء وانما فقط متموضعة بين اعلى ..اقصى الاعلى ولا تنزل الى أدنى اسفل ...حتى بعد ان اصبح مذخنا معروفا كان يقوى على لجم رغبة التذخين كان ان استهواه جو الغرفة الشبه المعتم قد يبقى بها للاكثر من ثلاثة ايام وقد يتحرج فعلا من الخروج منها حتى لغرفة جلوسنا جميعا حيث نتناول الطعام والحديث والفرجة ..وسيكون ممتنا جدا لي لو تكفلت يتدبر تزويده بحاجياته من الطعام بغرفة اعتكافه وبعيدا عن انظارهم ...كان يقول لي :"انا مكنرتاحش ..انا ديما مشغول حتى الى معندي ماندير او عيت كنكون كنفكر ولا كنكون كنهضم هذيك شي لداز علي وكنت كنتفاعل معه ..."...

"فؤاد"ظل غير مفهوم ويساء فهمه باستمرار من اقرب الناس اليه حتى من الوالدة التي قدرت في زمن مبكر من طفولته بأنه مختلف ويتطلب رعاية مختلفة .نسيت وعمل هو بالاكثر من طريقة واعية ولاوعية على جعلها تنسى ان تعامله بمثل ذلك المنطق ..سيقول لي لاحقا في جلسة خاصة :"انا لبغيت نلفت ليها الانتباه بانني مختلف عن خوتي وعن الجميع من كنت صغير وانا عاود ثاني فضلت نخليها تطمئن علي وتشوفني كيما لخرين ..."...كان دائما لا يتحدث بجديد وانما اول ما ينطلق متحدثا كان يستعمل صيغا وتعابير توحي لك بأنه يستانف معك احاديث سابقة مع انك قد تصدم من حقيقة أنه لم تكن لك معه سابق حديث ولربما حتى معرفة قريبة ..كان يتخير جيدا الان واللحظة المناسبة ليرمي باول كلمات الربط والمفتاح وكان مع الغرباء يستخدم صيغا تحيل على ذاته ..على رؤيته ..على ارتسماته الجد خاصة ودون حاجة ليحاصرك في حقل ابصارك..دون ان ينظر حتى الى جانبك او نحوك ..ومباشرة يقتحمك ..يحرك فيك نوازعك الاجتماعية ..رغبتك في الدفاع عن نفسك ..ربما رغبتك في توضيح الالتباس الذي وضعك فيه ..ربما رغبتك في التعبير عن حالتك الشعورية التي مسها وعرى عنها برفق ..ربما رغبتك في التنفيس عن سخطك ..لم يكن في حاجة ليمارس على مخاطبه طرق الرصد وتتبع انفعالاته كان يكتفي بان يتركك انت على اريحتك تتحدث اليه بينما هو في حالة استغراق وهدوء وتحاشي تام ليحاصرك بنظرته ...ربما احتاج للاكثر من ابتسامة التشجيع التي يمارسها جزئيا عنك ..ربما احتاج ليخرج صوت ضحكاته المتوسطة لا الصغيرة المتقطعة ولا الطويلة المقهقهة ليجعلك على وئام معه فهو اكيد لا يسخر منك ولا تثير استغرابه كذلك وانما يسمع اليك ويتابعك ويتدوق معاني كلامك ...

"فؤاد"كان حريصا على أن يبادر باعلان انسحابه الفعلي وبان يكون انسحابا غير مفاجئ ..كان يمهد له بشتى الطرق والحيل ثم يعلنه وهو متيقن بأنه ترك داخلك ..فيك.. الاثر العميق والانطباع الجيد والحسن ..كان يقول لي :"معندناش علاش نغلطوا في حق الناس ..."

"فؤاد"الوحيد الذي كان يفاجئ كل مدع بأنه يعرفه بأنه لا يعرفه وانما يتبادر إلى ذهنه ذلك الاعتقاد عنه .."فؤاد"كان قادرا ان يستنهظ والدي ذاته من جلسته ليطلب هذا الأخير منه ان يعانقه لانه لم يكن يعرفه هكذا ...حتى اخوتي كلما خال احد منهم انه يعرفه يريه كم انه كان مجرد معتقد وظان في ذلك ...

اخي "فؤاد"علمني الكلام وطرق اخراج الاصوات وتركيب الجمل والتعابير الأولية ورسخ داخلي قواعدها الحسية ..كان التصويت واخراج الاصوات عنده كما علمني اكثر من رفع او خفظ لجهيرتنا في الكلام كانت عنده موقفا تعبيريا يجب اتخاده وبحزم  وفي الوقت المناسب ..كان لا يعيب علي رغبتي في الثرثرة والتحدث لكنه كان يوجهني للاقتصاد في قول اي شيء من اجل لا شيء لمجرد التحدث وفقط.."فؤاد"من علمني ان الصمت في احيان ومواقف اجتماعية هو اخير كلام ورد وجواب ...

"فاطمة "علمتني لغة الكلام ..لم تكن تحاصرني بعينها وب"انظر الي كما انظر اليك "فقط بل انظر كذلك لكل استعداداتي تجاهك ..وانظر الى "فاطمة "التي تحبك والتي لا تخلف وعودها نحوك ..وتصدقك.."ولعندها كلمة وحدة صافي ..صافي "

"فاطمة"كانت مستعدة لتتلون معي.. لتسايرني..لتتحول كما ارغب وكما اشتهي ..مستعدة في لحظة لتنزل على ركبتيها لتلاعبني كطفلة ولتتحدث الي بمنطق الاطفال  ..ومستعدة في لحظة اخرى لتتجاوز أية رقابة مجتمعية او أسرية لتاخدني بجانبها وتكاتفني وتقربني من نهدها ومن كل دفئها ولتهمس قريبا من وجهي :"حتى نوصلوا للدار ونهدروا .." هل كانت "فاطمة "تعني بأنها ستتكلم لي بحديث يخصها ؟!هل كانت "فاطمة "ستستدرجني لاتحدث لها ببعض اسراري الصغيرة ؟!هل كانت "فاطمة "تتحايل علي لكي لا نتحدث اطلاقا وانما فقط لنمارس الاعيب الحب ؟!لا لم تكن "فاطمة"من تلك الطينة كانت "فاطنة "تعني ما تقوله ان "نهدروا "هي ان "نهدروا "ان نتكلم نحن الاثنين ان نتسامر ان نتحاكى ان نعبر عن كل ما يخالجنا ويخاطرنا مهما بدى لنا تافها ان نتناوله بحضور اخر ..والمهم أن "نهدروا "ونحن في صفاء مع انفسنا كانت تقول لي :"انت كتعرفني وانا كنعرفك انا منخسرشي معك وانت متخسرشي معيا  ..."كانت تقول لي ببساطة كل شيء مباح بيننا ما دام لن يؤدي اي واحد منا ...كنت اعشق منها تلك اللحظة الأخيرة التي تعود فيها الي وتاخد اي شيء مني ..وجهي ..شعري ..كفي ..او تضمني ببساطة لحضنها حتى فيما صرت اطول قامة منها ..وتقول لي "سمحلي أخاي ديالي .."كان يهمها ان تطمئن علي لم تكن من من يستهويه دموعي او يلعب عليها كما كانت تفعل اختي الكبيرة "مليكة "حتى لما   تجرات على أن تختبر اعترافي ،بانني لما اشتاق اليها ابكيها وانام .فعمدت على أن تقسوا علي لترى دموعي عادت لتظل المساء كله تطلب ان اصفح لها وتقدم لي اعترافاتها اجمل اعترفات بأنها تحبني ..

"فاطمة "علمتني لغة الكلام ..لغة ان اقول كل شيء واي شيء دون ان اشعر بالعار او الخجل او الذنب ..وان اتجاوز أية اعتبارات ..والمهم أن أكون صادقا في كل ما اقوله ..كانت تقول لي وباحلى تودد :"شتي اخي طارق مكينشي حسن من الصدق ..الصدق كيدخل للقلب ..كلين الحجر .."

مع "فاطمة "لم يعد الكلام مجرد اخراج للاصوات وتراكيب وجمل وعبارات تصاغ وتلقى بل غذى لغة تفترض الصدق وتفترض الشجاعة وتفترض الاحساس بما تنوى قوله ولمن تنوي قوله ... 

مع "فاطمة "تجاوزت الريبة والقلق التي كانت تحملها نظرات اخي "فؤاد" كانت لا تتنازل لي لحظة في ان لا انظر إليها بشكل مباشر وان  اتبع نظراتها لاحقا لتسرح بي اينما شاءت هي ..كانت تطلب مني ان اثبت بنظرتي على متحدثي   أن لا اجعله يتلاعب باعصابي ويثير قلقي وتوجسي بما يحيل عليه :"شتي هذيك عقلها في راسك ..عرفوا فين كيبغي يطيحك وشوف فيه مباشرة متخليهشي يذوخك او ياثر فيك .." 

كنت اعقل جيدا انني صادفت مثل هذا التوجيه في اكثر من موضع ..قراته في روياتي الحبيبة وقراته ومثلته لما كنت اتقمس شخصية من شخصيات سيرة "حمزة البهلوان"وانني سمعته على لسان ممثلة إذاعية أو ممثل اذاعي في حصة التمثيل الاذاعي التي تبث على موجات القناة الإذاعية الوطنية الرباط ..وربما نبهني اليه اكثر من واحد ..لكنني ابدا ما كنت ساثبت عليه واستدخله في منظومتي الشخصية لو لم اتلقاه من عند "فاطمة "..

"فاطمة "هل كنت احبها ؟!! 

"فاطمة "هل كانت تحبني ؟!!..

كلما تذكرت هذا السؤال وهذا الاستفهام اشعر بالغصب ..كلما اراد من يعرفني جوابا عنه يتملكني الشعور بالحنق والملل...حتى والدي الذي لفت انتباه في الاكثر من موقف تلك العلاقة "العجيبة "التي توحدنا ببعض وادهشه اقبالنا على بعضنا لم يتمالك نفسه من ان يدخل علي خلوتي بغرفة السطح ويتقرب مني ويطلب ان يسالني سؤالا واجيب عنه بصراحة :"اجي ..قول لي شنو  بينك وبين فاطمة بنت خالتك "قلت له :"لا شيء كنبغيها وكتبغيني ..صافي " رد بتعحب:"كيفاش صافي وانتما كتبقو حتى كيطلع الصبح وانتما كتهدروا مع بعضيتكم وشادين راحتكم وكندوز انا من قدامكم وانتما زعماكين دايرين فيها ما كاين والو ..وتقولي صافي "وارد اليه وانا احرك راسي يمينا ويسارا :"والله ابوا ما كاين ديك شي لكيدور في راسك انا كنبغيها وهي كتبغيني من لي كتجي لعندنا كتكون موحشى في وانا كتلقاني كثر منها ومكنتهنوا حتى كنجلسوا نهدروا مع بعضيتنا ..الباقي ابوا هو كيجي هكذاك هي كبيرة مني وهي كتعرف حسن مني .."

لم اعرف لماذا يدعونني لابرر ما لا يبرر ..لانه فعلا لا يحتاج لتبرير ..

في الشاطئ الصخري "الماء الجديد"القريب من جهتنا السكنية وفي المرات القليلة التي كانت تزورنا فيها صحبة اختها "فاطنة "او صحبة اختي"مليكة " اكاد لا اذكر انها كانت تتركني للحظة دون ان تكون قربي او ممسكة بي ...من اول استيقاظنا  من النوم لخروحنا من باب بيتنا لا اسمع منها الا "طارق اجي حدايا ..""طارق فاينك  ..اجي قدامي " كانت تهتم بي ..تمسح بالفوطة شعري ..كامل وجهي ..تبقيني متلامسا بها لتدفئني ..تسالني ان بي الجوع ..وهي تحمل لي شيئا لاكله ..تعاود ان تطلب مني ان نذهب لنسبح معا وحتى في موضوع اختلاءها بنفسها لتتبول لم تكن تطلب مصاحبة اي احد غيري كما لم تكن تسال اي احد عن جديد احواله او عن سبب تعكر مزاجه قبل ان تسالني انا عن السر في ذلك ..

كانا اخوايا "سمير "و"خالد"يظلا يراقبان سلوكنا وكل واحد منهما يعلق بطريقته وكنا ندرك ونلتفت لما بينهما ويخصنا لكننا لم نكن نعره اي اهتمام زائد فقط لانه لا يستحق ذلك .."خالد "كان يتجاسر عليها ويقول لها بشكل مباشر:"وانتما لجات معكم ..اعايشين .."تنظر إلي بشكل جانبي وتبتسم ثم تنظر لخالد مباشرة في عيونه وهو ما كان اخي "خالد"يتحرج منه بشدة وتقول له :"شوف أخاي خالد ..عايشين ..عايشين بصح راك غالط الا تعتقد فشي حاجة فشي شكل بناتنا ..هذا انا لمربياه هذا ربتوا هنا (وتشير الى صدرها )هذا ربتوا ونزيدك كنبوسوا وكيبسوني من فمي وحدا بابا حدا عزيزي حدى يما حدى كلشي " وبتنمر هازئ ينقض عليها اخي "سمير ":"وعلاش حنا زعماكين مربتيناش  ..غير شوف وكان ..شوفي (ويقدم لها وجهه وشفتيه مشيراً لرغبته في تقبيلها )"وترد هي بصيحة منها :"اولي اسمير عليك انا فين نجيك وانت فين تجيني بش نكون ربيتك  ..والله حتى انتما زيدتوا فيه ..انا غذي نهز العايل ديالي ونسبقكم للدار لعند خالتي والله "وتظهر انزعاجها الذي ليس انزعاجا وانما احساس بالاحراج المتعمد وتكون بذلك وكأنها تطالب بتقديم اعتذار لها ...

"فاطمة"تجاوزنا واياها اي احساس مصطنع ..نكون على سجيتنا معا ..لا نحتاج لنمثل وقد نفعل ذلك بوعي اننا نمثل ..نتمسرح ..نلهو ..لكن غير ذلك لم نكن في حاجة لنتظاهر او لنخشى عيونا تراقبنا او تتطلع الينا ..كيفما طالت غيبتنا عن بعض نعود الى بعض عند اول وهلة التلاقي ..انا لا اعرف كيف عساها تقربني منها ولعلها هي كذلك ..قد نكتفي بتبادل النظرات لساعات ..نظرات افتقاد وحنين وفرح باللقاء وقد تنسى كليا انها لم تبادلني إلا بعض العبارات في زحمة السلام والتقبيل لخالتها ، والدتي ولاختي ولربما لزوجة اخي" خالد التي "تصحبنا ..قد تنشغل باعداد واجب الضيافة الاول ..قد تنادي علي وتسالني اين ذهبت "آسية "او "عواطف "..قد تفسح لي مجالا اثيرا على طاولة القهوة والحلوى والخبز والعسل والزبدة الطرية...وقد نظل في تسامرنا الى ساعة متأخرة بعد العشاء  لحين استشعار الجميع بالحاجة للنوم فتتطلع لوالدتي مخبرة اياها وكمن يطلب منها الاذن بان "طارق سينام معنا بالغرفة الكبرى بالطابق الاول وتطلب من "آسية"أن تحمل البطانيات وفي لحظة لعلي وانا امد لها كفي استجابة لطلبها ونحن ننزل الدرج تنتبه الي وتصيح في وجهي :"اولي اطارق مسلمتشي عليك والله اخي ديالي متنبهت شوفتك وانا ننسى كلشي سمحلي اخي ديالي سماحلي بزاف ..اجي عندي درعني ..د...ر..عني ..توحشتني ..انا توحشتك بلا قياس .."

"فاطمة "بسرعة اصبحت اطول منها لكنها لم تكن تبالي بان يكبر طفلها "العايل ديالها "الذي سلمته لاختها "آسية "ليكبر معها .."فاطنة "اختها الكبيرة كانت تتغامز معي لتوقع "فاطمة "وهي تتلحف ملاية خفيفة وتنوي ان تقيل بعد الغذاء مثل الجميع من غير "آسية "التي كانت تفضل ان تهتم بغسل الاواني وتنظيف المطبخ .افهم على "فاطنة "خطتها واباشر العمل عليها ..اخاطب "فاطمة "قائلا :"فاطمة نجي ننعس حداك اختي !؟"تدير راسها الي لتنظر لعيني مباشرة وبدون تردد تبدا في افساح المجال لي :"اجي قدامي أخاي ديالي .."وامضي لجانبها تناولني وسادتي بل وتحرص على أن تضعها بجانب وسادتها تفسح لي جانبا من الملاية التي تتغطى بها ..انحشر بجانبها تاركا بعض المسافة القليلة بيني وبين ظهرها الذي ولته لجانبي ..تنظر إلي جانبيا وتهمس لي :"قرب لعندي ..درعني ونعس معيا .."واسايرها لتنقض عليها اختها "فاطنة "ضاحكة ومقهقهة تسخر منها :"فاطمة كيفاش درعني ونعس معيا وش هد شي حدانا .."وكانها اكتشفت المقلب تبتسم وتقوس زاوية عينها وترد "ياه ..شحال انتما كتزيدوا فيه انا والله ما نويت شي حاجة  وانت (تنظر إلي بعتاب هازئ)حتى انت كتتقرى معها علي ..ياك اطارق وعقل فيها .." اقبلها على خدها قبلة كبيرة ترضية لها تتجاوب معي على نحو خفي اهمس لها قريبا من اذنها :"والله حتى كنحمق عليك وبغيت غير نشوفك قداش كتحمقي عليا "من بعيد ياتي صوت والدتي :"و نعسوا وسكتونا ..طارق "يتبعها صوت خالتي "زهرة":"فاطمة نعسوا ولا هودوا للتحث..يالاه "وتنزل "آسية "بخفة على صوت والدتها لتراقب الوضع وهي تبتسم وتتمسح بي بعيونها تحنوا علي بنظرتها .."فاطمة "تتابع الموقف تنظر إلي انظر ل"آسية "وتعاود النظر ل"آسية "تنظر إلي تعدل من استلقاءها وتخاطب اختها "آسية ":"آسية "الى كملتي يلاه نهودوا للتحث اختي هادوا راهم بانت ليهم في "تضحك "آسية "وتخاطبني انا :"يلاه اولد خالتي ..زيدي افاطمة "وتنهظ فرحة "فاطمة "ربما في راسها عشرات المخططات والافكار لتنفذها ..ربما تشتشعر انها ليست غبية لكي لا تفهم المقلب ولما يحيل عليه ..ربما شعرت لهنيهات بأنها مستثارة حسيا ...وربما تفخر بنفسها وبجراتها على تدبر الموقف ...وربما هي كذلك أحيانا تتصرف بكامل العفوية ودونما حاجة لترسم الاف الحسابات وتضع امامها عشرات العوائق بدون موجب ..

عندما كنت احكي لاستاذتي علاقتي بابنة خالتي "فاطمة "كانت لا تكف عن الابتسام في وجهي بل واحيانا كانت تصول بضحكتها وتتفطن لتعاود النظر في الممر لتتاكد من انها لم تلفت الانتباه اليها ..منذ ان قلت ل"فاطمة "بعلاقتي النوعية باستاذتي واستاذنتها في إمكان أن أتحدث عنها وعنا امام استاذتي لتوافق بالتاكيد ودون تردد تعبيرا منها بأنها تفهمني وتقدر احتياجاتي وتنتظر مني ان اوضح لها اهدافي البعيدة التي لا ينطلي عليها انني اخفيها بعد عنها أما استاذتي فكان يكفي ان اخبرها بانني لا اخفي على ابنة خالتي "فاطمة "اي شيء يهمني ويعنيني لتقول لي :"عاود ليها كلشي حتى انا كيهمني نسمع منها شنوا غذي تقول عليا "...

  -"فاطمة  وش كتظنني كنغلط مع استاذتي وش كتظنيها غير مرة هكذا ..رها قارية وعندها الباك وام وغزالة ومحافظة جدا هذيك هي لمعمرها تغلط في حق شي واحد ولا مع شي وحد بش تظنيها كتغلط مع تلميذ صغير عندها .."

+"اطارق مقلتشي ليك كتغلط معاك ولا كتغلط معها وانما انا مقدراش نصدق كيفاش طوعاتك وكيفاش كتقولي كتبغيها "

_"افاطمة ..اختي ..ابنت خالتي العزيزة عندي راه كيما كنبغيك ..كنبغي آسية كنبغي خالتي ..فاطنة ..ماما اختي عمتي خاك عبدالحميد ..محمد كنبغيها ..وباغي نكون قريب منها نهدر معها نتكلم معها نشوفها كتبتسم ليا ..نحس بها كتتحرك حديا كتلمسني ..انا هكذا والله مكنتصنع ولا كنراوغك .."

+"عارفك اطارق بصح اجي لهنا ودبا اذا تعرفتوا او شنو غذي تديروا ؟!"

_"ما حنا معروفين واتفقنا نلعبوها مفضوحين بش يتقبلنا كل واحد بحسب نيتوا ..حنا معدنا ما نخبيوا ..واحد صغير كيبغي وحدة كبيرة في العمر ومزوجة وعندها البنات وولد وموظفة .. أستاذة وعايش لاباس عليها اش غذي نطلب منها ولا غذي تطلب مني  انا هكذا قلتها ليها انا مشي ديك المراهق الإعتيادي لكيدور في ديك الساقية ديال الرغبة والجنس انا محتاج فقط مع من نهدر ويسمعني ويفتح لي قلبوا يتقبلني يعطني فرصة نطور معه ومع نفسي احاسيس انا معمري كننسى راسي ولا كنتجاوز الحدود ديالي  وانا كل النسا وكل البنات ديال عائلتي ربوني وربوني مزيان .."

+"وشنوا ردت عليك ...على هذ الهدرة اللخرة لقلتي ؟!"

_"ضحكت في وجهي وقالت لي 'لا باينة مربينك مزيان  'ثم شافت في مزيان وعاودت قالت لي 'لا والله عجبتني التربية ديالك "

كنت اعرف عن ماذا ابحث فيهن وعن ماذا يجدبني  اليهن ..كنت اريد الاكثر من الحب ..كنت اريد تعميق تجاربي وخلق اكثر من امتداد لمواضيع الحب الأساسية عندي بما يعني انني لا ابحث عن بديل مؤقت او مرحلي او عابر في حياتي بالقدر ما ابحث عن تثبيت اولى انطباعاتي واولى احساساتي بمعاني الحب ..وانا احب هذه وتلك وتلك  واترك نفسي وخيالي يقودني الى حيث يشاء  لم اكن في قرارة نفسي الا استكشف من جديد ومن جديد مرة أخرى تلك اللذات الأولى المحفورة عميقا في ذاكرتي وعلى  جسدي ...

ربما هذا ما اقنع استاذتي بالتعاطي الحر معي لقد كنت صادقا تماما معها لم اقل لها انني احب فيها "فاطمة "بنت خالتي لكنني قلت لها انها تشكل امتدادا لنفس الحب الذي لا يمكنه ان يتطور الا كحب خالص ونقي ومحايد  ولما سالتني :"وعلاش انا بالضبط "قلت لها بتمام الصراحة :"حيث انتي كبيرة مني وحيث انت ام ولفتي تعطي وتمدي في الحب ..انت لتقدري تسمحلي نتطور  معك وتحميني من نفسي حتى هي حيث انت فاهمة ..عندك تحاربك وعندك مرجعياتك لتحتكمي ليها وحيث انتي قارية وحيث انت كيف ما بغى يكون ماضيك عيشته دوزتي من هذ المراحل لدوزت منها ولو غير على مستوى الحلم وكنظن غذي تلقاي راحتك في انك تعاودي تتاملي فيه من موقعك الحالي انا مكنطلبشي منك تنزلي لعندي ولا انا نطلع عندك كل مكنطلب منك انك تحسي بي وتقرايني وتقراي راسك معايا ..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...