السبت، 22 يناير 2022

الاحبة في زمن كورونا ..../02- رجل متوهم كبير اصادقه اسمه احمد نعمان ...


 هل انتهينا ...؟! هل انتهى ما بيننا ...؟! هل فعلا مقتنع انا على الاقل ان ما بيننا دخل دورة التحجر وان لا جدوى من أية محاولة لجعله ينبض ببعض الحياة من جديد .....؟! ...

يا عزيزي ....من زمن بعيد ايقنت بانني برؤية مختلفة لانني ببساطة اتخدت ان اسير متواريا لا اقصد الا الظل ومكتفي فقط بان ارى ..وان اراقب ..وان ارصد ..وان اجن بافكار ما يتبدى لي وما يتجلى لي من بعض حقائق واكتشافات ...رؤية لا سعيا لي من خلفها الا ان ازيل كامل الاوهام التي بعد تسحرنا ...رؤية اردتها عارية بلا زخارف ولا ايقونات ولا الاعيب الضوء او العتمات تتخللها وبلا اي ادعاء من اي نوع ولا تحث اي طائل بانني ملكت الحقيقة او سعي سعي كامل يتقصد الامساك بهذه الحقيقة ...!!؟...

احمد نعمان ....ثلاثة وثلاثون ستة علاقة ...ما كانت كلها بجوار بعضنا ولا كنا في اشد التقارب بيننا ...

ثلاثة وثلاثون سنة يستنكر علي فيها عديدون انني كنت فيها بعد على تمام الاستعداد لان ابدا معه في كل مرة حدث قبلها وسيحدث بعدها الافتراق ....لا اظنه شخصيا لم يستنكر علي هو ذاته أن أكون بعد بنفس الاريحية وسعة الصدر لاقبل بلا اي تحفظ ان ابدا معه من جديد وكأنه لم يحدث ابدا بيننا اي شنان ..بالنسبة لي كان الامر جد محسوم وواضح نصب عيني : ما جدوى ان لا اتقبل الاختلاف ...؟! ما الداعي لان لا نتطور وداىما على مسار مختلف وبعيدا عن كل ما قد يعكر صفو العلاقة بيننا ...

وانا على مشارف الخمسين من العمر ..وربما قد ادركها في الاقل من الشهرين وبكل الاحساسات الكثيفة بذاخلي التي لا تجعلني البثة اشعر بانني كهل ..تعب من الحياة بالقدر ما انني فقط شبعت منها ومفارق لها عما قريب ....(وان لا اقول كم هو حقا يتمثله هذا القرب ...!!؟)..تتعمق في احساسات كما رغبات في ان اقصر علي سبل اللف والدوارن ...ربما هي بقايا قراءات ترسخت لي من وانا مسحور بقراءة الانجيل والتعرف على المسيحية ..من زمن دشنته صديقة عمر وصاحبة مرحلة جميلة وصعبة من حياتي ومبكرة من ايام عمري ...كانت بطلتها العزيزة "خديجة علوش " التي حملت لي نسخة مترجمة من الانجيل وهو اتفاق قدري حدث دونما اي قصدية ودونما اي يعني انه كان بحد ذاته يقدم او ياخر او يشاكل وضعا ليضع وضعا اخر ...هي انذاك لم تكن تسعى الا ان تتقرب مني بعد ان استوعبت بان كانت خاىفة وبلا اي لزوم ..ومترددة لحد يحز في النفس من ان تسمح لي ولها بان يحدث التقارب بيننا ...

انه الاعتراف ولا استسيغ ان اقول عنه او ان أفهمه بتلك الصيغة التي تجعل منه طقسا / طقس الاعتراف ...(ما همني انا باية طقوس ومن اي نوع كانت ...؟! ) 

عزيزي احمد نعمان ...بكل الطرق استفزتني لأن اقول لك وجهرا بما تعنيه لي ..بكيف اراك ..وبالذي لم يغيرني نحوك ...وتوسلت لك بان تكف عن مثل تلك الطرائق لانني لا اقبل بان اخسر تحدي  بانني حر بان احتفظ بارىي الشخصية لنفسي ..كما حر بان اراك كما اريد ان اراك لكن دون ان يعني ذلك او ان يحتمل ذلك تفسيرا بانني اضمر اكثر مما افصح ..او اساير مواضعة تعرف انت قبل غيرك انني غير متواضع على أن اتواضع معها وانني دفعت الكثير والشيء الغالي والنفيس مقابل تعنتي وجهري بانني ضددها ...

في اخر لقاء وسمر بيننا ..اي قبل اقل من اسبوعين على الاعتداء العنيف والقاسي الذي تعرضت له والذي انتهى بان ايقنت بانك وبانني اوصلنها الى نهاية الفراق بيننا ...والذي فيه دفعت الامور لتحتد بيننا لانني كنت غير قابل بالمرة لان العب دورا مللت منه لحد الامتعاض دورا العارف النفسي والذي يلزمه الكثير من الكياسة والترفع والحياد لافضل عوضه ان اخرج مشرطا ودونما داع لان ارتجف او اتردد وابدا في  تشريحك وبلا ان أكون مباليا بانني قد اصحو وحيدا من جديدا ومفارقا لمسامر ومتحدث اكتسب الكثير من فنون المداورة والقليل فقط من لغة الحوار ...

أتعبتني ونرفزتني اساليبك السمجة في جعلي اخرج عن صمتي ...بل اخرج عن ما ياطر قناعاتي وارضخ لنزال انا لا ارى اي جدوى اساسا منه اللهم لان قد يكون مغذيا اساسيا وانت في حاجة لان تنفس عن ما اخد يتملكك من غيض وقنط وسام ..علاوة على انك كنت تترصد في كل الاونات الأخيرة الفرصة لتعود لنفسك ولوحدتك ولفردانيتك او لفرادة افكارك والكثير من الاوهام التي تضمن لك القدرة بعد على الاستمرار وعلى مصارعة طواحين الهواء ...

عندما نشعر ان ساعتنا قد أوشكت قريبا على الانتهاء نفقد لربما القدرة على إطلالة فصول تراجيدية ايامنا وعلاقتنا..ولربما نميل للغة الحسم وحتى اعمال القطيعات..ونفضل الادعاء بأنه من الحكمة بان نسلك سبل السيوف البواثر وضربات المشارط على اي تقنيات سادية ....انا نفسي لا ارى بانه من المعقول أن نظل دوما بنفس الترحيب والتقبل بان تعطى لنا الدروس طوال مراحل عمرنا لأننا بذلك ابدا لن يتسنى لنا ولو من باب بعض الفخر و الاعتزاز بالنفس بان نقول بأننا بتنا اكبر من تلقن لنا الدروس بما ينتقص من فكرة او رغبة النصوح التي تخامرنا وقد نعتقد بأننا ادركنا بعضا من مراتبها  ...

حاصرتني بشتى السبل واساني ذلك جيدا ...لماذا تريد ياصاحبي ان اسيء اليك ...؟! لماذا تشنها حربا كل همك فيها بان تلتمس لنفسك فيها العذر في ما لا ولن اوافقك فيه من ما تضخم ذاخلك من عداء غير مبرر وقد يكون مرضيا تجاه كل الاخرين ..كل رفاق الامس القريب والبعيد وكل الناس ...قد افهم اننا في تفاعلتنا الاجتماعية لا نكون على ذات القدر من الانسجام والتجانس او التطابق وان هناك منا من غير مستعد بان يكون في كل حال تابع ..مجرد تابع ..فلماذا كل هذه المغالات...؟! ...

لما اردتها كلمة فصل وسواء بيننا  انظرتك لحين في وضع الترتيب عندي ..وقلت لك بلا أدنى مراوغة او جبن شهادتي في حقك ساكتبها وسانشرها وكما تعرفني لا احمل وهم ان تلاقي الكثير او حتى القليل من الاهتمام لانني متى قررت وبكامل قناعتي واختياري ان انسحب للوراء وان اختفي في الظل فانا لا أبالي بان يعيرونني اي اهتمام ولا بان يعترف لي اي كان من من لم ينطلق من تلقاء نفسه باي فضل او دور او حتى بأنه قد يعقل بان واحدا مثلي عاش يوما بينكم وكان يتقاسم معكم الوجود هاهنا ...

لم اقبل كما لم اطق النظر الى حال وجهك وما خلفه حادثة الاعتداء الجسدي عليكم ..ولم اتقبل ان اسمعك بغير نبرة صوتك الذي فيه الكثير من الادعاء بالقوة والمعرفة والعظمة والغرور ..مثلك ..مثل صاحب الفته جيدا يوم ينسلخ عن جلده ويكف على أن يتصرف بمنطق هواه وتبعا لاوهامه يختل توازنه ..عندي يشبه الأمر فقدان القدر الاكبر من كامل وجوده ..عندي اهون ان يموت وهو مصر على انه العاقل الوحيد في هذا العالم على أن يتراجع ويبدأ سلسلة تقمسات ضدا على كل ما وسم شخصيته ...

ونيتشه المجنون الذي وافق جنوني الذي تحفظه الملفات الرسمية ويشهد لي كل من عايشوني والذي بعد هناك الكثيرون الذين يجرونني جرا لاعاود تدبيج صفحات دفاتره الرسمية وسجلاته الاجتماعية ..يابى علي نبرة الاخلاق الزاىفة وكلمات الاسى والشفقة فكيف لي بان اجر قدمي جرا لاعايدك في سريرك و"اواسيك " في مصابك او انتهز الفرصة لالاعبك لعبة الكوتشينك او المرافق النفسي .....كلا ياعزيزي ليس من شيمي بان اقول الا ما يلزمني عن حق بان اقوله ....

لك سي احمد ...او الاستاذ احمد ...او الصحفي احمد النعمان او المفكر العصامي احمد نعمان او كل ما تقول بانك تكونه وتكونه كامل اعتذاري لا استطيع ان انجر لان انافقك وان لا اقول لك :"خد مما غفلت عنه ...نل بعضا مما تجبرت على ان تراه وتدركه وتعيه مع انه منطقي وموضوعي وتقول به كل الشواهد ......صعب...صعب جدا صديق العمر بان تحتفظ لنفسك فقط الحقيقة والنزاهة والصرامة والشرف وبان تجعل من الجميع خونة وفاسدين وغير نزهاء وغير مثقفين وغير متعلمين ....والطامة الكبرى بان تدعو بانك الاجدر بان يلتحق بك الاتباع وبان يمجدك التاريخ .....

من زمن بعيد وليس ببعيد كثيرا دعوتك بان تتحفظ قليلا وان تراعي الشيء الكثير وانت تفرق في الالقاب وتمنح في النعوث على كل من راقك او انسجم في لحظة مع هواك 

وفي اخر مكالمة دارت بيننا بعد عودتك من المستشفى وكانت خارج منطق العقل وخالصة لمنطق القلب ...قلت لك لا تبحث عن فهم لما اطر الحادثة ولا لما عساها تكون ملابساتها الا في ذاكرتك ..تجاوز اثر الصدمة وابحث في ذاكرتك ستعرف بتمام اليقين وبكامل الحجة عن من كان طرفها الجبان او الارعن او البطل بلغة تصفية الحسابات ..وبانه بامكانك ان تستعيد كل تسجيلات علبتك السوداء وبعدها لتاخد الإجراءات اللازمة ان وجدت بانه بالفعل هي ما يجب ان تقوم باعمالها .....ولعلي تجرات اكثر وطلبت منك ان تكون هذه المرة صادقا مع نفسك ..استرح قليلا من التغذي على مجرد الاوهام ...

وبيني وبينك والناس شهود حضر من حضر منهم او غابوا ..اعرف جيدا بانك لن تستريح ابدا دون ان تعود لتغرق في تبني الكثير من الاوهام ....

ليس من طبعي الشماتة  في اي احد لكنني لا اتوانى عن انتهاز الفرص المناسبة لاقول ما يجدر بي وتازرني في ذلك بدوري بعض من بعض اوهامي التي انا نفسي لم اخرجها من قوقعتي وبعد لعلها تملا من ما يشكل نواقصي وضعفي البشري وتغذي لعلها بعض من حرماناتي او عقدي النفسية .....فلا تحسبن بان قولي سنحت به اي رغبات تجريح او سد حساب ...لا حساب بين الرفاق ...ولا شماتة بين الاصحاب ..ولا عزاء للرجال ....

وعد الرجل دين في عنقه وانا اعدك بانني لن انتهي منك ولن انتهي من التعلق بذاكرة عميقة ومتسعة تجمعنا وساتواصل طويلا معك حتى اضجر من جديد منك فاتركك لتراكم المزيد من الاوهام لتحرك في من جديد الرغبة في ان اتواصل معك الى ان اصبح في خبر كان او تسبقني انت اليه .....

طارق بومنينة الذي تخاصمه دوما دون ان يسيء اليك في شيء ..          .                       

الأحبة في زمن كورونا...../1- جمرات الافتقاد..

 اتخدت مسافة لاباس بها من كافة الأحداث ومن كل موضوعات سفر الكتابة والبوح الذي خضت فيه حتى لعلي كدت افقد الخريطة والبوصلة والرغبة في كل جدوى السفر من أساسه ....كانت لحظة وفاة الوالدة ووجود كل الأحبة والناس الطيبين دفعة واحدة وفي زمن صعب ..قاهر عنوانه الاكبر "زمن كورونا " ما هز اخر اوراقي ليبعثرني على انني لطالما كنت من اشد المحتسبين لمثل هكذا واقعة ...تاثرت على نحو عميق جدا ..وهو مع ذلك لم يفقدني للحظة رباطة جأشي او يعرضني للبلبلة (اجتماعيا على الاقل ...!) ...ربما عنى للكثيرين انني كنت من بقي لجانبها الى اخر لحظة من عمرها ...بينما انا كنت اتنفس الصعداء لانني قويت على مواجهة كل مخاوفي على أن كل شيء في كان يدعوني لان اقدم استقالتي واهرب الى اي مكان اكون في مناى فيه على أن تخرج جنازتها مع جنازتي ...وحده نيتشه كان يسخر مني كما عادته أن يفعل من كل البشر ...وحده من حرك في كل ابالسة العالم ليحررني من كل الاوهام التي يضجر بها كامل وجودنا الاجتماعي ...وانا كنت منقادا بكامل صحوي للاصدق الا ما أريد أن أصدقه ...خرجت منهوك القوى ..متعبا تماما لكن رؤيتي صافية وفي غاية التجرد وبلا اي حاجة لان اكون مبتاسا لحالي ...واتفق من جديد ان لا اخرج في جنازتها بدورها وان لا اعرف قبرها في حينه....(ما عنت لي يوما المقابر باي شيء يذكر ....!؟)...بعد وفي انا لحقاىقي ولا اامن كثيرا في حقيقة أن من تغادرنا اجسادهم وحضورهم المادي لا تبقى ارواحهم فينا ومعنا وبدواخلنا ....اخر همي كان حال اوضاعي المادية وتدابير الحياة لانني كنت مفتوحا على كل الاحتمالات واضحيت في اتم استعداداتي لمواجهة أي وضع وكل وضع له ان ياتي او يترتب ..كنت فقط وبسخرية سوداء عميقة انتظر ما عساه ستاتي به هذه الايام ....حتى الزمن بالنسبة الي كان كمن توقف على أن يمضي ...وحده احساس يزداد يتقوى في لما يتعدى ان اسميه حدسا او توجسا يفيد بأن رحيلي بدوري بات دنيا جدا ولأنه بما يفوق مجرد الرغبة او التمني المدفوع بما قد يختلط مع الرغبة في الخلاص (ربما الخلاص كخوف من نزال المواجهة ..) فانا لطالما رردتها وافصحت عنها وبشكل علني وغير قابل للكثير من التاويلات او اعمال الخيال او العقل او وهما معا ..اشعر بانني تخمت وشبعت من الحياة وبكل بساطة انى فى ان اتوسل الرحيل ..لا كافكار انتحارية ولا من سوداوية اظلت بغيامها على نفسيتي واطبقت بعتمتها على مزاجي....

من جديد ..ومن داخل نفس الايقاع البسيط والفقير للتلوينات..استمررت اقدم في خطواتي ...في احيان كثيرة تركبني الحيرة من كل ذلك الذي يدفعنا على الاستمرار في الحياة ...اتقبل ايامي دون أن تحمل لي اي معنى جديد...واكف عن متابعة ما يجري من حولنا ..لم اعد اطيق بالمرة التعاطي مع نشرات الأخبار الدولية او الوطنية وحتى المحلية ما عادت تحمل اي جدة تذكر ...في قلبي وذاكرتي جرح عميق بعد ينزف ولا اريد له ان يندمل حتى لا انسى وحتى لا اسامح او اتجاوز ...قناعتي تامة وما عادت تحتمل اية مراجعة او شيء من التشكيك ...لم اقبل البثة بان نتعرض لكل ذلك القدر من الاستغفال والضحك على الدقون والاسترخاص ..."هيا ...غيروا كل قواعد اللعب ..وابعثوا قدرا جديدا ..لكن دون اقحام حياتي او صحتي او وجودي في شيء ..." كانت اصعب فترة عانيت فيها طوال الوقت وكل الوقت فترة الاغلاق الشامل باسم الوافد الجديد بيننا "كورونا "...

لم اخرج الى اين ...لم اجرا يوما على خرق حظر التجول..لكنني في كل مرة كان يبدا انفي في السيلان كنت انزع الكمامة اللعينة والتي لم استسيغ ارتداءها بالمرة ومع اول تخفيف لاجراءات الاغلاق الشامل تخلصت تماما من ارتداءها وان ابقيت بها بجيب سروالي او سترتي حتى لا اعد غير متمثل  للقانون او مستخف بالنظام ....وعند هذا كنت مستعد لاسوا مال على ان اسمح لنفسي بحتى الانتساب لمفهوم القطيع ..وبيني وبين نفسي كنت مصرا على تذكيري :"انا مشي حمار ....."

امي انهت حياتها ..ماتت ..وكلنا سنموت يوما لا غبن في الامر لكن ان فجاة واحدة ودفعة واحدة اصبحنا ممنوعون من ان نقابل بعضنا وان نتزاور وان نسالم ونعانق بعضنا وان نجاور بعضنا وان نخرج للشوارع وان نمارس كامل حريتنا في التنقل والتبضع والتسكع ...باسم ان صحتنا وصحة القطيع اهم وتهم ...هيا ..كل الا صحتي او صحتنا متى كانت تهمكم ؟!..ولا متى اعرتم حتى انتباها لوجودنا نحن ...نحن الذين نعاني في كل الاوقات وفي كل المناسبات وبلا اية مناسبات حتى ....

لحظة وفاة الوالدة  لم يكن عندي وقت لاضيعه في اي احساس بالحزن او الاسى  هو فقط الحنق والغضب ما تملكني وانا اتدبر ما يلزمني بعد من ترتيبات الجنازة وكنت اسب في قرارة نفسي الظروف التي اوقعتني في مثل هذا المازق ..قدريا كنت مبتاسا لانني وحدي واتفق عبر كل القنوات ان اظل وحدي ..وان اسال مثل هذه المسؤولية...في اخص الاوقات التي كان يجب ان يكون فيها بجانب الوالدة وان يلعب دوره ككبير العائلة ويتركني لكل الادوار الاخرى والتي في غياب لاي لاعب اخر غيري تحتم علي ان العبها..سقط في ما يشبه الغياب وخرج من تاريخ العائلة ..كان هناك ..كان يرتحل في متاهات ذاكرته يعقل اشياءا وينسى ما عداها ..كان بدون شك يحاول ترميم جهازه النفسي والعصبي..دون ان يكون مستوعبا بعد وقع ما حدث معه وطوح به الى مثل هكذا قرار ...كان بلا شك غارقا في اسوا كابوس واعمق صدمة ...وانا كان يقتات مني السخط والحنق تجاهه ..مع اختلاف انني لم اكن شاكا في ان ماحدث معه حدث معه وانه لا يعني النهاية على كل حال ..غير قابل منه ان يضيع مثل هذه الفرصة ليكون وليعطي بزخم وليصاحب والدته الى مثواها الاخير..وليحنن اكثر قلبي تجاهه ساعة المحه يبكيبها وبكامل الحرقة والافتقاد ...:"تبا لك ...من خبرك بانني قد استهوي ان انوب عنك ...وتبا لك مرة اخرى ..لقد خيبت ظني فيك وانا كنت شبه موقن بان انتهيت بان تكون المنتصر والقوي الذي لا يهزم ....تنسحب في اسوا زمن "زمن كورونا"..وتنسحب في اصعب الاوقات التي لطالما اعددت نفسك اليها وينتظرك فيها الاخرون ...."...لانزال بيننا ولا لاحد بان يتقول علي ويقول لي بانها فرصتي لاتبث ولابدي ما بجعبتي ....

لم تكن عندي دموع لاحجرها في عيني اصلا ...كان وحده السخط والحنق ما يملاها ...كنت افكر في المواقف التي تنتظرني...والاجراءات  الإدارية التي ينبغي ان اسارع بانجازها ..شهادة الوفاة والدفن ..الوجوه التي علي مضطرا ان اراها وان اخاطبها في موضوعها وانا لطالما نايت بنفسي بعيدا عن كل مداراتها .."تف ..تف ..."...كما علي تدبر امر من سيتكفل بغسلها واعداد كفنها والذي سيقرا القران على جثمانها وكما علي ان لا انسى بان لا اجرة يستحقها مني وانما علي ان اساير وان لا اسمح باستغفالي .....و واين اترك نفسي والبس غيري لاقابل واتقبل مراسيم العزاء ....من من لا يكنون لي اي رقيق مشاعر ومن من لا يحبونني لوجه الله وبدون اي سبب او مبرر يعادونني ...كما افكر في اولئك الذين لن يتركوا المناسبة تمر دون ان يحاولوا تقزمي وسحب اية مبادرة مني وسيعملون على ركني جانبا ...

كنت لا اريد ان اعرف الا ان هذه الايام التي افجعني وزلزلني التفكير فيها طوال العمر هاهي قد حلت وغير كل ذلك لا يهم ..لست حتى في حاجة لان افكر فيه لانني على نحو اوتوماتيكي ساعالجه ولن يكلفني اي جهد يذكر او يدعوا للتذمر...

سعيت جاهدا لابقيها بجوارنا لحين يجتمعوا كلهم بها في اول فرصة ممكنة وكان الكل يعول على صيف 2021 ...لكنه زمن كورونا والقهر ..زمن الاستغفال والضحك على الدقون ..زمن السجن الكبير والحجر الجماعي  والقهر الممنهج  والتراجع على كافة الحريات والمكتسبات الديمقراطية ..زمن كافر وسادي يتلذذ بتعذيبنا جميعا ...

حاولت بشتى السبل ان لا اخدلهم  فيها ..لكن هيا حدثت النهاية وكل ما عدت اريده هو ان انتهي بسرعة من كل ما تتضمنه مثل هذه النهاية لننتهي ونعود بسرعة لنستانف سيرنا الذي كف على ان يكون عاديا ولا طبيعيا ولا كما الفناه مند ان اخدوا في تسويق ادوات ولوازم العهد الجديد والنظام الجديد وقواعده الجديدة ..

لا يفرق معي ان رحلت الوالدة في زمن موسوم بقهر جديد يدعى كورونا بالقدر الذي يغبنني ان يستمر معنا وان تحل نهاياتي بدوري في عهده دون أن يصفوا بعد الوقت لنستعيد بعضا من حياتنا ..."سحقا لجيل مثل جيلنا ان يكون شاهدا على كل هذا الموات  والتراجع والتقهقهر والجحود والدعوة للتبلد والبرود ......."




        

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...