تحول الموت لارقام ولنشرات إعلامية روتينية واخرى استثنائية..الجميع حريص على استهلاكها حتى دون ان يعي لماذا يفعل ذلك ...!!؟...اخيرا ينتصر الموت ويستحود على اهتمامنا وعلى الاحصاء فيه يوما بيوم ....ينتصر الموت وارهابه ..يضرب عما يصلنا من انباءه واخباره كل مكان واي مكان ...ويتوغل الموت حتى يجبرنا على ان لانحتفل به وان لا نقيم له الجنازات ولا ان يكون هناك مشيعون ...صور مرعبة لموت يخيف ...يرهب حتى ذوي الفقيد وعزيزهم فلا احد يدنوا على الاقتراب ولا على احتضانه وتوديعه الوداع الاخير ...مراسيم دفن اشبه بالتبرا العلني من من نفقدهم ..إدانة لهم على ضعفهم وادانة لنا على جبننا وخوافنا ..او خضوعنا للنظام و لوائحه ...وانا اشعر ببعض الاضطراب اكاد اكون اقتات من جسدي وعلى جسدي واعيش على اعصابي ..معدتي مضطربة كما جهازي المعوي ..اشعر بانني ساقتلني من مجرد التدخين والتدخين بشكل شبه مستمر على مدار كل صحوي ..اما نومي. فلقد تخلخلت تماما ساعته وساعاته وغدي في اسوء انواعه والاخطر انه منقسم على اكثر من ثلاثة مراحل انام ساعة وبعض نيف الساعة لاصحوا وبعد حوالي الخمسة والعشرين دقيقة اعود للفراش على ان استيقظ من جديد بعد اقل من ثلاثة ساعات وقد اعود لانام الاربع ساعات الاخيرة او قد لا اعود ....فقدت الصوت.. كنت فقط اتحدث مع نفسي ولا قدرة لي على الصراخ ..بعد وانا اشعر بان الحكاية غير مكتملة ولا تامة الحبكة وانها مليئة بالتناقضات..احتمل قليلا كل ما عادة لا اطيقه من الاعيب اعرفها جيدا كانت تغطي على كامل المشاهد ...وتبث وتمارس من كل الابواق وفي كل الميادين والساحات والشوارع والازقة ....كانوا من جديد قد خرجوا كلهم للشوارع وللميدان وكانوا حاضرون بكل قوة على الارض ...كانوا يخترقون اعمق طبقة في النوم ليهزوك منه ومعه اعمق مخاوفك ليقولون لك بكل بساطة نحن من نحكم العالم واللعبة ونحن من نملك ان نسخر من العالمين ونسخرهم في نفس الآن نحو..وفي اي اتجاه نريده ....صمت حين صمت الكل وحين لم يعد من كلام يعلوا كلامهم ....كنت اراها واضحة ..حرب تحوير ودعاية وتكالب على العقول لكنهم كانوا يلعبونها بكل مهارة وحرفية لانهم عمموا اول ما بدوا يعمموا في اجراءات الاخضاع والخنوع لاوامر السلطة .." الكمامات"...صمت وامتلات برغبة ان افهم ...ان اتابع ..ان لااحاول تسابق الاحداث وان اعقل حقي جيدا ....لا انكر الخوف الذي تحرك وسيطر على دواخلي لانني اعرفه وخبرته جيدا ..خوف افهمه ويفهمني لانه ببساطة يجعلني في كامل الثباث والجاهزية ومنتبه لكل شيء من حولي وهو ما جعلني في غاية التنبه ومدرك لحجم التهديدات المحيطة بي ...كنت مستوعبا تماما لمعني ان يخرجوا جميعا من كل الجحور وان ينتشروا ويسودوا دون اي موانع او تحفظات....كنت ادرك ان انقلابا عالميا يحدث بيننا وولادة لعالم جديد ولنظام جديد ...وكل من خرج منهم على اتم الاستعداد ليهبك اسوا جنازة ولينتهك جوفك ويعريك ويعرضك لاسوا ذل ومهانة على اقل تقدير وهو يحتززك على سرير "مرض "او ليحتززك اينما اتفق معه ودون ان تشاور او تفاوض او تحتج او تملك حقه ....وكنت اعرف انه في غياب اية شهود بعد اخلاء الشوارع والازقة كل شيء ممكن ان يحدث وان تزيف وقاىعه ....
بدات اشعر بالاختناق ...ثم بتمام الاختناق لما انتهيت ليكبر الرفض داخلي ..لا ...لست معكم ..اقبل كل شيء الا الاستحمار والاستغباء ...هيا لاخيرا نترجاه مهما كان قدره من من ينتهج مثل كل هذه الاساليب ....ولا خيرا اريده اصلا انا من من يستهدف العقل في ويحجر على حريتي تحث اي مبرر ....
وحده صوت "جوليا "يصدع في راسي ..."انا بتنفس حرية ..."ويخفف من حدة عصبيتي ونرفزتي ....
لم افتقدكم في مثل هذه الظروف لانني كنت ارفضها جملة وتفصيلا ...لا اريد لوجودا هامشيا لكم في مشهد "الحقرة "الساىد..لا اريد ان اقول بحضوركم ليس لي ما اقوله او اضيفه وانا كل الذي كنت افتخر باستخضاره عن اوضاعنا واوضاع البلد وعن ذلك الضوء الذي بدل ضلمة ازقتنا وكل بلدتنا في اوقات "حني الراس وقطع النفس وزيد ..سير بحالتك.."انتهى لاسوا حلكة ...وان كل الاحترام الذي حفظناه لمن دفع الضرائب غالية لدرجة اننا لربما لم نتفق معه على جدوى تلك التضحيات الجسام والمكلفة خوفا على ان تضيع سدا ولا تقدم شيىا اضافيا يقربنا من ذلك الغد الذي كنا ننشده ونريده بقوة ...وان كل ذلك الاحترام يسرق منا وهم يعودون بنا إلى اسوا حقب التسلط والقمع والدعاية وتكميم الافواه والدوس على كل المكتسبات والحقوق ....
"كورونا "....اين كان اهتمامهم بنا ونحن المغلوبون على امرهم نقف الساعات في اقدر الامكنة ونواجه اسوء النظرات واحقرها لنقابل طبيبا يتافف حتى من الاقتراب منا فكيف ليفحصنا ويدبج وصفة وينتهي زمن المعايدة بزمن التدبيج ..دقيقتين ..خمس دقائق في احسن الاحوال ....وعلى اغلبيتنا ان يتسول تسولا ثمن صرف الدواء ...اما لا احدا منا يعرف انه سيجرا على انتظار حلول موعد اجراء فحص بالاشعة دون ان يفقد الرغبة كليا في اتمام الفحص...و"خلص عد تدوز ..."..و"الطبيب لم ياتي ..."....و"سبيطار عامر مكينش البلاصة ...."والبنح مقاضي والسورناج ماكينش ............."الله ينعل لي ميحشمش ...."
كنت متعوبا بجد ومتى انهت حتى الصيدلية صرف دواء اساعد نفسي به من حين لآخر "دوغماتيل 50منغرام " و"اطراكس 25 منغرام " وكان خيارا متاحا في احجامي المعقول والموضوعي عن فتح باب المعالج النفسي والعصبي الذي لا حيلة ولا قوة لي ماديا على فتحه على نفسي ومتابعة فتحه ....والذي في الحقيقة كنت كمن يفتح به بعضا من عينيه على عمشها ..."اقضي به والسلام "...منع عني ...وكما كان يعطى لي من مزاحية خاصة منعت منه بذات الميزاجية ...هكذا والسلام وان ليست ولم تكن تلك هي الحقيقة ...لان الحقيقة كانت بسيطة ومريرة "اقل من خمسة دراهم ربح معي من صاحبة الصيدلية طبيعي ان تدفعها للا تريد بي زبونا لها ..من من تاجر يحتفظ باشباه الزبائن المفلسين .....!!؟ ...
سخطت على كل الاوضاع ....ولا اقنعوني بالتغيير الذي يستهدفونه لا لانهم من يملونه ومن فوق ليسير الى تحت وفي كل اتجاه ..بل لانهم من جديد بدو مستعدين ليضربو تحت الحزام ومن الامام والخلف وفوق الروس وبكل قوة وعدم تمييز وبلا رحمة او تعاطف وبدون الحاجة ليوضحوا دوافعهم ولا بالتاكيد ليسموا ان مايفعلونه بنا جبن وخساسة وخيانة كبرى ..في حقنا ....
لم ولن يحدث معي انا بالخصوص ان اتبجح باية نضالية خضتها ولا عن مواقف لي وقفتها تجاه القضايا الكبرى او المصيرية او المطلوبة ..فقط من يملك الشجاعة والقدرة على الاعتراف له ان يقول عن ادوار كانت لي وعن احلام كبيرة حملتها بين عيني وعن ساعات وساعات طوال كانت بكل الجهد المبذول فيها وبكل الارق الذي كان يسكنها والحب الذي يحركها غير خالصة لي وانما لمجموعنا ..لكلنا.. للانسان فينا ..للهم فينا ....ليهمني الان او بعده ان يحسب تداعي محاولة ركوب على الموجة .....
لا اعرف ...ربما لم يحرك في شيء التسجيل الصوتي الذي بعثه لي صديقي "احمد نعمان " كرد على ما نشرته في حقه من شهادة ولا وجدت من داع يدعوني لافتح معه قناة التواصل الهاتفي من جديد كما طلبه مني .....واردت ان اقول له اشياء كثيرة كان لست على استعداد على اقله في هذا الحاضر والايام المقبلة من ان اتعاطى مع اي احد ...وانني في حاجة لان اكون وحدي .....وان اقول له مثلا :"دع لنا بعض الوقت ..على اقله لاتناسى ولابتلع الاهانات المتكررة في حقي ....."ثم ازحت الفكرة تماما من ذهني ..لم اقبل ان اجر لتبرير موقفي ولا ان احتوى في موقف يجرني فيه لان اعتذر عن ما لا يحق لي ان اعتذر في شانه .....
احمد نعمان .....لعله ابى على نفسه ان يستوعب خطابي ...تغاضى على ان يفهم عني ...ورفض ان احشره في الزاوية ...وبتاثر مبالغ فيه اقطع بان يكون قد اساء لي .....وهو يعرف جيدا انني بدوري لم اسا اليه ولا جراة لي على حتى ان افكر في الإساءة له ....
احمد نعمان ..حان الوقت فقط ليفهم ويكف عن إثارة الاسئله الغبية والبليدة مثل كونه مهتم بمعرفة كيف اراه وما اخاله وما احسبه عنه ....نعمان اما ان يكون يعرفني او لا يعرفني ...وانتهينا ....نعمان الذي اشكوا له حجم افتقادي للرفاق ولزمنهم وللاحباب والاصدقاء و للناس الطيبين البسطاء يضن علي ان اكن له اطيب المشاعر واجلها ...يشكك في ذميتي نحوه وفي احترامي وتقديري لشخصه ...نعمان الذي ما جاملته يوما ولا بعته الوهم يخالني انافقه وانا فقط احترمه ....
ياعزيزي ...قلتها لك بلغتنا ...قلت لك عن قبيلتنا التي خرجت عنها لا لان صدرها لم يتسع لي او لانني خجل من نفسي تجاهها وقلت لك عن انسحابي من كل مركز المدينة للهامش ومن جديد من الهامش للظل وللوحدة لا من حسابات ولا تبيت للنويا بل فقط من ما املاه على منطق القلب ...ودعتهم جميعا وودعت بعدهم احب الامكنة و لا نسيتهم يوما ولا قرا اي واحد منهم في عيني اقل كلمة عتاب او لوم بل فقط كم احبهم وكم اقدرهم وكم لا زلت حريصا على ان اتابعهم واكبر لجانبهم وان ليس في مستواهم ولا بوهم من يتوهم منهم او بواقعية من يفرض ذالك على الجميع ...
قلتها لك صريحة : ما من تحدي مفروض علي ان اركبه ...ان اخترت والاخرون ان اختاروا ما يرونه مناسبا لهم فلماذا اخاصم فيما لا حق لي في ان اخوض اصلا فيه ....بل الاولى علي فيه ان احترمهم ...ما معنى ان اخاصم كل ما لم يتفق معي ...؟!. ما فاىدة ان اغبن عندما تفترق سبل وتوجهات حياة بعضنا عن بعض ونبتعد ...وننوء في اتجاهات قد لا تجمعنا ذات يوم .....
وقلتها لك واضحة ....:لا احدا منا يمتلك الحقيقة ..كامل الحقيقة ..لا احد منا يحتكر الحقيقة لنفسه او يشايع بها بين اترابه واقرانه واتباعه ....
اسات لي كثيرا لانك كنت دوما حريصا على ان تجربني.."لا تجرب الرب ..."الانجيل ..../والرب في القلب ..والرب هو القلب ...
حريص على تدخلني في التجارب ..تتبجح بالاسماء الكبيرة والكتب التي قراتها وبالصحافة التي مارستها وبفتحك الفلسفي ونظريتك السياسية الاجتماعية الكبرى......لتسمع مني ولاتناطح معك ....او لانحني امامك ككبش ...وانا على راسي وعيني كل الذي استطعت ان تقنعني به دون ما لم تدرك سبيله معي ....واعود فاقول لك :اعرفك لحد بعيد جيدا فكف عني فانا املك بذاتي قدرتي على التمييز والحكم ولا رهان بيننا ولا كانت من نقط ضعفي او ادماناتي المقامرة ....
اسات لي كثيرا لانك اقحمتني على مدار سنوات وسنوات في محاولة التعصب لجانبك ..هكذا كنت ولا زلت صعب المراس بنزعة تكبرية ولا تقبل "حتى ريحة شحمة الحقرة او التنمر " وذلك شانك انت ليس شاني ولا امري ولا قضيتي ....انا اتعامل معك ..حريص على دوام علاقتنا وتعاطينا فيها بكل إيجابية واريحية وها هنا وارفع براءتي ..وارفض اي محاولات لجري لارتصاص خلف اي جهة او تيار او افراد ....
اسات الي كثيرا لانك ابيت علي منطق القلب في التعامل وابيت عليه بلا شفقة انني لم اشطح في مقام العقل لما يستدعيه الامر وحال التعاطي بيننا ...
واسات الي لانك بعد اقل من اسبوعين على قرار ان تقاطعني وقعت في اسوا موقف اعتداء جسدي ...اسات الي لانك اقحمتني بشكل او باخر في السؤال عن ماذا لو لم نقاطع بعضنا واستمرت مسامرتنا ولقاءتنا ...؟! ثم في السؤال عن كيف سمحت بالذي حصل ان يحصل معك واين كان كل الذي كنت حريصا على ان احذرك منه ...ولماذا عاندت و"قسحت راسك " ولم تسمع جيدا لي ...انا لم اكن يوما عدوا لك للا تعر كل كلامي وكل وصاياي حقها ....ام لعلك كما فهمت وانا اناورك واحيلك من بعيد لبعيد لتعي انك تبدي اعراض كمن يعاني جنون عظمة حسبتني بدوري اعاني اعراض جنون الرهاب ...وان العالم مسالم ومهادن ولا من شيء يدعوا للقلق ...
"تف ...تف جبتها في راسك بغرورك ...ضنيتك قارئ حسابك وطلعتي كانبوا ..."
واذا كنت تعرفني جيدا وصديقك القديم كما تدعي فهل تعتقد في بانني اجرا على ان اقابلك وان انظر في وجهك واتمتم بالعبارة المشجعة وبنوايايا واماني لك بالشفاء ...لا ..لن تكون تعرفني اذ ذاك ...ومن الاحسن لك متى جرات على فعل ذلك ان تتبرا مني لانني اناذاك ساكون قد بعت نفسي ولا عدت الوفي لها ولكل الاحبة والناس الطيبين ...
انا فقط بامكاني ان اقولها لك عاليا مرة اخرى "حو فيك جيبتها في راسك لمقصحوا على خواها ودبا من تبرى ويرجع قاسح نشفوك ....ودبا مع السلامة وكل عام وكورونا معنا ومن اسوا لاسوا ....