الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019


يوميات: الطفل الذي اكونه .

لحد بعيد لم انتبه لما يمكن ان يكون اشبه بازمة خريف العمر ..كنت منتبها لما قد تعنيه عتبة الاربعين سنة من العمر وكنت مهيأ بالاكثر من تصور لها ومن رغبات كنت انتظر تحقيقها اثناءها ..هذا الاحساس بالخواء حولي وبالعياء من كل شيء لم االفه بمثل هذا الشكل والعمق ..جديد علي للاعرف كيف اداوره وامسك به ..بعد يحتويني في ظله ويغبو بي في فراغاته ..كنت اظل متابعا باهتمام اولئك الذين لا اعرف ماذا يحصل معهم بل فقط اجدهم ودفعة واحدة قد هرموا وشاخو وتحطم جسدهم ..نحل واضمر وتجعد وشحب في زمن قياسي وكانه مجرد لحظة واحدة ..لم اكن لاستوعب بانه فقط المرض ولم اكن لاقتنع بذلك ..ابدا كنت احسب ان من دفعهم للانحدار هو الزمن والعمر ..لم اكن باية حال اريد ان اغفل عن نفسي فاجدني قد تحطمت ..عاهدتني بيني وبين نفسي ان اظل متيقضا ان لا اغفل عني ..لست بحال لكي اخشي الحياة او الموت لكنني لست مرتاحا لاتقبل ان احملني كحطام مادي واتعكز بي ببؤس وموات ..منذ ان عشقت الرحيل عشقته في عنفوانه وعشقت ان اعيشه بابهة وسحر ..لن ابكيني علي اية حالة ..من زمن اردتني ان ارحل خفيفا كنسمة هواء ليس لدي ما اخاف عليه او اتعلق به ..من زمن قاطعت حب التذكرات وعدمت ان تكون لي محتفظاتي الخاصة ..لا صور ولا مسودات ولا رسائل او تذكارات صغيرة ..كنت اعزلني لاطول وقت عن الاخرين كانني اريدهم ان يألفوا غيابي ..والاقربون مني كنت كمن يعدهم تدريجيا علي فكرة انهم ممكن ان يعدموا وجودي في دنياهم وان يكونوا منفتحين علي احتمال كهذا ..كنت اريد ان ايسر علي الرحيل وان يتقبلوا مني مجرد فكرة جميلة قد تدعي انه كان الافضل لي وفي اوانه المناسب
الان بت اكثر برغماثيا لا اتصور امكان الرحيل دون ان افكر في الانقضاض علي اول فرصة تلوح لي لاغنم منها لانني ببساطة لا عدت املك امكان الوقت كله لادعها تهرب من بين يدي ..بات الاحساس بالعمر يثقل كاهلي ..لا يمكن حتي ان افترض عددا لا متناهيا من الفرص لازلت ممكنة لي ....لا يمكنني بحال غير ان اعيش باقصي حد ممكن حياتي المتبقية. ما منمجال بعد للتاجيل وللحلم بتعويض سياتي ..ليس هناك اكثر من اللحظات الحاضرة لاعشها باكثر عمق ..لست مهتما بما لم يكن بوسعي نيله ..انتهيت من ان اكون متمررا من ما حصل معي ومن ما ضيع علي. او ضاع مني ..وحتي الان لست مهتما حقا بان اقبض الاشياء بين،يدي باكثر من همي بان افعل كل ما بي وسعي لكي لا اتنازل عنها ..قد يكون بامكاني القول انني بالعمر الذي به لي ان اكون قد تجاوزت ان ابتأس لامر لم اتحصله ..تتساوي عندي الامور لن يكون من داع لان اغتم بما كان ولم يكن بالامكان ان اكونه لانه فقط لم يكن ممكنا ..لا اخالني غير متصالح مع زمني اكاد اقول لي : هيا ..دعنا من الحكايات الحزينة بعد يعوزنا السهر ونشتهي الليل والسفر والترحال والحب والعشق والروايات التي لا تنتهي و كل جميل ..
كانت اولى ارتساماتي علي التبدل في التعاطي معي من موقع التقدم في العمر لافتة لانتباهي ..من بعد ذلك بدأت في اعتيادها وعدم الاهتمام بما قد تعنيه ..لم استطع للان ان انسي انني كنت اصغر اخوتي واصغر تلامذة الفصل واصغر سكير بالحانة ..كنت دوما الاصغر ولازلت استمتع بان اكون الطفل بداخلي وان يرفض طفلي بان يكبر ..اللعبة الاخري تقبلتها بلا بأس ان يتغير شكل عمري وان احاول التناسب معه ..في اللحظات التي وبقسوة كان البعض يضغط علي لاتوائم مع ما اعتبروه ضرورات العمر كنت اغرق في الحزن ويتملكني الرفض واابي علي نفسي ان يكون علي واحب ان اطاوعهم فقط لانهم يريدون ذلك بينما انا اريد ان ادافع عن الطفل في وفي حقه ان يتجاوز كل شكل يغيبه ويقبر شيئا منه ..
لعلي الان بت غير متسامح في ان يساء الي او ان اتادى..لعلي بت غير ذي امكانية لان اتنازل عن حق لي ..لكنني بعد الطفل الذي يمكن ان يتحاوز بسرعة ويتناسي بمجرد ان يعتذر اليه ..الان كبرت علي ان كتم في قلبي او اكضم غيضي ..لا اسمح لي بان ابتلع الكلمات..او ان اخفي مشاعري..ولا احب مني ان لا اقول الاشياء في وقتها ..لست معنيا بان ترفض مني لكنه يهمتي ان لا اتجرع مرارة بقائها حبيسة صدري لما لا عدت املكه بوفرة من الوقت ..
كبر "طارق"اخده العمر لكنه بعد لم يتغير كثيرا لازال بنفس حلم وحنو وجنون الطفل الذي يكونه .. 

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...