الاثنين، 14 أكتوبر 2019

يوميات : ايامنا واحلامنا الصغيرة ..(تابع : عوالمي السرية "١١")

كل الالعاب ممتعة وكل الالعاب التي تجمعنا تجعلنا فرحين ومنطلقين وقادرين علي ان نعبر عن عمرنا وعن وجودنا وعن روح الحياة فينا ..لكنه تبقي لعبنا السرية وحدها من يهبنا السعادة ..الاحساس باننا متوافقين مع انفسنا ومنسجمين مع من حولنا ..وحدها اللحظات التي نتواري فيها عن اعين الاخرين ونختلي فيها مع بعضنا تبقي اجمل اللحضات التي لا نكف عن استعادتها وبامل ان تتاح لنا فرص اخري لمةلها وللاجمل منها ..
لم نكن لننساق بلا نهائية في مغامرتنا ..كان يلزمنا الوقت لننسي الوجل الذي كان يحيط ويلف كل خطوات الانطلاق في اكتشفاتنا ..كنا نخاف علي العابنا من تطفل الكبار الذين قد يفسدون كل شيء..ونخاف ان يطالنا المنع والتحريم والعقاب ..كنا لعلنا نخاف ان نالف عادة العابنا ونستسهل الاقدام عليها فيتم ضبطنا وتقع عند ذلك الكارثة والفضيحة علي الاقل بيننا وبين انفسنا والقريبين منا ..ودونما ان نعرف كيف كان يحدث،الامر كنا نخف من اتصالاتنا ومن تقرباتنا الحميمية وربما نتصنع حتي البرود والفتور في علاقاتنا ..كنا نحاول باية،طريقة ان نبعد الانتباه الينا ..وان ننهي اي شك يمكن ان يكون،قد حام،حولنا ..وكنا نبقي علي انتظار ان لا يحدث،شيء يقول او يوشي بان العابنا عرفت وانكشفت ..كنا حتي فيما بيننا نتصنع ان لاشيء حدث يستحق ان نتذكره او نتحدث عنه ..كان علي ان لا اتفاجا اذا ما حاولت ان امد يدي متوددا ان يتم ابعادها لانه كان ينبغي ان نؤكد لمن حولنا علي الاقل ان لاشيء خاص جدا بيننا وان علاقتنا عادية او دون العادية ..كان علي ان لا اندهش اذا ما تجاهلت وكفت مثلا علي ان تناديني لالتحق بها ..او ان لا تعيرني اي اهتمام بالمرة ..كان قاسي علي ان اتقبل مثل هذه المعاملة وهذا السلوك في المرات الاولي ثم، فهمت من من تكبرني سنا انها السبيل الوحيد لننفي اي اشاعة حولنا وحتي قبل ان تنولد ..وانها الطريقة المثلي لنغطي علي مابيننا بحجاب لا يخترق .. وانه ينبغي علينا ان نتناسي ما يحصل بيننا ليكون بامكننا ان نعيدها ..ان يصبح الامر ممكنا وغير مثير لاية،شبهات ..كانت تقول لي وانا حزين والدموع محتبسة في عيني توشك ان تنهطل بانه علي ان لا اتعلق بها كي لا يلاحظ احد ما بيننا ..وتقول انها تريدني ان نكون معا ونمرح معا ولذلك علي ان اتصرف وكان لا شيء حصل ...استوعبت الامر كما ارادت وتعلمت ان انتظر ..ان انتظر وانا ناسي اتناسي..ثم ان اكف عن الانتظار وان لا انسي لانني اريد ..ثم ان احاول حقيقة ان انسي كل شيء وابحث،في جهة اخري عن سلوى ونسيان حقيقي وفعلي..ويصبح الامر انه متي هي تتجاهلني وتبعدني عنها فانا ساتجاهلها وسابتعد عنها لاخري غيرها وسانسها نهائيا ..
عندما كان يضربني والدي بشدة ..انكمش علي نفسي ولا اعرف كيف احقد عليه ..كنت فقط احاول ان انسي..واحاول اكثر ان اجعله بدوره ينسي واريد بحق ان نستعيد علاقتنا وكأن لا شيئا حصل ..عندما كان يصدر مني امر يدعو للتنكيث عليً. والتندر مني من اخوتي ووالدي كنت اصاب بالحنق والتخبط وانا اجاهد لاجعلهم،ينسونه ويريحونني من تذكر الموقف الذي كنت فيه ..وبيني وبين نفسي لم،اكن اريد ان اعقل اي موقف يخيف مررت منه ولا اي ادي تعرضت اليه ولا اللحظات الصعبة التي كانت تعصف بالبيت وتهدد استقراره ..كنت لا اريد لي الا بعض الذكريات الجميلة التي تبعث في قدرا من الاطمئنان والسلام ..
كنت كمن،يريد ان يعض علي يده ويلتهم،اصابعه من الغيض والحنق والخيبة التي كنت اصاب بها وانا بالفرحة البس وامشط شعري واطلب من والدي قليلا من العطر لاتعطر به واستعجل الخروج ولما اقابلها تسلم،علي بقليل من الانتباه وتتجاهل ان تضمني اليها او ان تشبع وجهي وخدي بالقبلات لا تكلف نفسها حتي ان تربث علي شعري او تمتدح تانقي ونظافتي ..واصاب بخيبة،قاتلة انا الذي كنت احلم،بها واستعيد علي مدار الايام السابقة ما جمعنا وضمنا وانتظر علي احر من الجمر فرصة اللقاء اللاحق ..وها هي تنكرني ..
كانت وهي تحدق لعيني تنكر علي انها احبتني ولاعبتني ..وجهي لوجهها وهي كمن لا يذكرني او يعرفني ..انا صغير علي ان افهم امورهم الكبيرة من اين لي لاعرف انها تصدني لكي لا اتعلق اكثر بها ..؟! من اين لي ان ادرك انها فقط تضبط ايقاع العلاقة كي لا تنفلت خصوصا انه ليس هناك تناسب بين طرفيها في الاكثر من امر وموضع ..؟! من،اين لي ان افهم،انه ضروري لي في هذه المرحلة ان اعقلن بعض عواطفي وان لا اتمادي في احلامي وطموحاتي ..؟! انا حتي الذي استوعبته لم،يكن،الا انه يجب علينا ان نمثل امام،الاخرين ما يجعلهم،يعتقدون ان علاقتنا ليست مطبعة،بما يكفي لتكون بيننا اشياء خاصة وخفية ..لم،اكن لاعرف انها طريقتهن في حد الامور علي ان تتطور الا بما يردن هن ..انها طريقتهن في مسك الامور بين ايديهن ..انها الان لعبتهن هن ليجعلنني طوع امرهن ولسن طوع امري ..
كانت اول المساء معي في خلوتنا وفي اخر المساء كانت قد عرفت كيف تصطنع خلافا او مشكلة لنتخاصم ولتتركني غازمة كما تعلنه علي ان تكف نفسها محادثة واحد مثلي ..لم اكن اعرف ما عساه يكون هذا الجنون ؟! ولا لاصدقه ..خصوصا انه لم يصدر مني اي ذنب ليتصرف في حق نفسي بمثل هذه القسوة والعجرفة والانانية والنكران ..
لحظاتها كنت اكرهن،جميعا ..اكره تقلب احولهن ..اكره عطرهن ..اكره كل ما يمت بصلة،اليهن ..اكره حتي اختي الصغيرة الحبيبة لقلبي..كنت بحق اتالم واحتار في امرهن ..وبطبيعتي احاول ان اتحاوز الموقف النفسي الذي يسبب لي الالم واجاهد في القيام،باي شيء وكل شيء للاافكر فيهن وفيما سببنه لي .،وكنت انسي...
اقف علي مسافة منهن واواعد نفسي ان اكون يقضا ومنتبها هذه المرة لكي لا اقع في شرك لعبتهن ..لا احكي شيئا ..اكتم بصدري ما كان ولا اذكر غير انه ينبغي علي ان لا اسلم لهن كل قيادة اللعبة ..لكنني لا انكر ان لهن اساليبهن الخاصة في جعلي في لحظة واحدة انسي حذري وانساق من جديد في مخطاطاتهن ..فبعد ان اظل متمسكا علي ان لا اعود اليها حتي تاتي هي وتصالحني وتطلب ان اسامحها ..في لحظة تلتحق بي وتعرف كيف تطلب مني ان ارافقها وتتحدث الي موصلة ما كان بالامس البعيد بالحاضر واجد ان كل تحفظاتي تنهار وكل تحوطي ينفك وانساق اليها وتبدا فصول جديدة من الانطلاق في لعبة والاعيب سرية ..
واعترف لهن بالانتصار علي مرة اخري لانني اسلب من جديد حق المبادرة ولا اكون الا منفعلا في اللعبة ..اكون مرة اخري اوخد دون اتفاق واضح بيننا بل فقط اجزاء مني تتواطئ علي فانساق .ولا امانع واقبل ان يوهب لي ما يشأن وبالطريقة التي تحلوا لهن وفي الزمن الذي يخترنه هن ..واتساءل بيني وبين نفسي عن من اكون انا الذكر في هذه اللعبة ؟! الست مجرد تابع لهن ..الست مجرد دمية تحركها خيوط يمسكن بها هن ..؟!
من جديد ايقن انهن،سيدات الالاعيب كلها وانهن هن المتحكمات ونحن ما نكون،غير طوع امرهن واشارتهن ...
بيني وبين نفسي كنت اريد العابا نكون فيها علي قدم،مساوات لا غالبا ولا مغلوب ..كنت اريد لعبا نزيها نتصارح فيه ونرسم حدوده سوية ..لا اريد ان استغفل تحت اي مسمي كان..
الاكبر سنا مني ألمتني كثيرا لانها كانت تتصرف في كما تريد وبالشكل الذي تريد وفي الوقت الذي تريد ولا حقا لي في ان اتقدم اليها واطلب منها انا اي شيء الا ما تريد هي اصلا ان اطلبه منها ..
صغيرة جيراننا كانت تغرس اضافرها في ساعدي وكفي وبقسوة تدميها وتترك اثارها بارزة..وهي بين من يتصنع ملاعبتي والعراك معي ومن يتقصد ان يصبني ويفسد علاقته بي..في لحظة كانت تنقلب علي وتكيل لي الصد والهجران ..وتنقطع علي ان تعيرني ادني اهتمام ..كنت اظل انظر اليها بحسرة وعدم،تصديق ..برغبة عارمة فيها وبياس منها ..بحزن شديد يفقدني توازني ويشعرني بانني لست علي خير ..
"مع السلامة" التي كانت تنطق بها وتودعني بها كانت حارقة ودابحة ..كانت تعرف انني قطعت الطريق الي عندها ..وطرقت باب البيت من اجل رؤيتها ..من اجل حنانها وحبها ..لكنها تتجاهلني وتتركنا للصمت وتهتم باكمال اشغالها وكانني لست بحوارها ..كانت تعرف كيف تتعبني بمجرد ان اظل مترقبا وافكر بيني وبين نفسي وكانت تدعني ابتئس واياس واعزم ان اعود لحالي ولا تكلف نفسها الا ان تقول لي "مع السلامة "..في طريق العودة كنت ابكي وتسسلل الدموع من عيني امام الناس وعندما ادخل بيتنا اختلي بنفسي لاعاود بكائي ونحيبي ..لم،اكن،اتوقع منها حتي هي ان تكون قاسية معي قادرة علي ان تنكر انني احبها وانها تحبني وتعرف كيف تحبني ...كان الطفل الذي اكونه يتحول فجاة الي طفل شقي وحزين وغير محضوض وغير منصوف بالمرة ..
كنت اجري واعدوا بنفس واحدا حتي اصلها وانا الهت اناديها باسمها وكلي فرح وبهجة برؤيتها وبكل برودة تسلم،علي وبكل رسمية تسالني احوال اسرتي والدتي والدي اختي اخوتي ..ثم،تقول لي ان ابلغهم،سلامها وتتركتي .،كانت ببساطة تصدمني..الم تعانقني اخر مرة كنا بمنزلهم ..الم تذخل لغرفتها وتعرت وغيرت ملابسها وهي مفسحة لي المحال لرؤيتها ..الم تاتي وتضمني لصدرها وتنحني لتقبلني وتعاود تقبيلي..الم تقودني بحجة لم،الغسيل المنشور بالسطح لحيث لعبت معي الاعيبا تدنيني منها ثم،لا تبعدني الا لتدنني واخدت كفي لاتحسسها وكل مرة واني شاءت وعندما كانوا يسلمون علي بعضهم اعلانا بنهاية زيارتنا قادتني لحيث الباب وضمتني بقوة لصدها وقالت لي بان اقبلها بحرارة ..
عرفت خيبة ان اعدوا لالحق بعمي وكلي طمع في ان يهبني قطعة نقذية ولا يهبني اياها ..وعرفت خيبة ان نتصور انا واختي كم سنمنح في العيدية من قريب لنا نذهب سوية لزيارته ولا يمنحنا فلسا واحدا لكنها ليست بحجم الدمار الذي تخلفه في مثل تلك الخيبة الاخري..انها تجعلني اتعدب ..
في سنتي الثالتة بعد التحضيري والقسم الاول كنت قد بنيت علاقة ممتازة مع القراءة كنت قادرا علي ان اطالع اي نص مبسط وابني المعني ولا اجد صعوبة في التعرف علي تراكيب الكلمات والجمل ..واستهوتتي قراءة القصص والمجلات الملونة لم اكن لاحب من دراستي غير دفاتري باغلفتها البلاستيكية الملونة والتسطير باقلام،الحبر الجافة الملونة ورسم الحروف والكلمات ببطء وتاني محاولا ان اجعلها مقبولة فاتجاوز رداءة خط كتابتي كما علمني والدي ..كنت انجز المطلوب من واجبات وتمارين واحفظ بسرعة النصوص الواجبة حفظها وارددها سماعا علي اخوتي او والدي لافرغ لقصصي ومجلاتي ...التهمهما واجاهد لاتجاوز بعض صعوبات مقاطعها..كنت احب ان استغرق في القراءة واستجلاء المعاني والصور الجديدة علي ..كنت احب ان ابدوا مثل اخوتي حاملا كتابا اقرا فيه في سهرتنا حتي ساعة النوم ..كنت احب ان اجلس بالقرب من امي وهي تفترش فرشا بالقرب من باب مسكننا بالطابق الاول للبيت وبالقرب من ضوء نافدة بالممر الصغير هناك يمكنها وضواية ببهو المنزل من الخياطة للملابس النسوية التقليدية ..وكنت احب نظرتها الي وانا اقرا باهتمام واستغراق قصصي وكتبي ..احببت بحق عالم الكتب والقصص والحكايات كانت قادرة ان تولجني عوالما..،تاخدني بعيدا وتنسيني احزاني والامي الصغيرة وكنت احلم بانني في يوم ساتمكن من كتابة قصتي وحكاياتي..وساكون كاتبا بدوري....كنت احب الكتب باشكالها والوانها وبطريقة طباعتها واتخيل ان تكون لي مكتبة ضخمة محملة بالاف الكتب المتنوعة والمختلفة وان يكون راسي ممتلأ بالحكايات والرويات والامثال ..كنت مخضوضا لان لاخوتي ما يمدونني به في كل مرة من قصص ومجلات ..كما انني بدات اخوض تجربة شراء واقتناء مجلات وقصص صحبة اخي الذي يكبرني ..كنت فرحا بنفسي لانني بسرعة كنت اقرأ واتعلم القرأة ولا اواجه صعوبات جمة ..وفرح كذلك بعمي الاصغر الذي اثني علي هوايتي وشغفي بالمطالعة..وفرح لانه اصبح لي ما افعله بوقتي وبنفسي دون ان احتاج لاحدا بجانبي ..وكان يمكنني ان اقضي كل فترة الزوال في القراءة وساعات اخر المساء والليل دون،ان اشعر بقنط او ملل ..خفت حركيتي قليلا اتنقل بين السطح وغرفة اخوي الكبيرين وغرفة صالون ومكتب ومكتبة والدي واستلقي في اي مكان من البيت لاتصفح واقرا مجالاتي مستمتعا بعالم رسومها وطريقة عرضها وبخطوطها المختلفة والونها وصورها ..اتعرف علي اسماء مدن ودول جديدة فيكبر العالم في نظري ويكون لي اكثر من سؤال لاوجه في شانها لاخوتي ..كنت اريد ان اعرف اكثر وان اتمكن من،جمع معلومات اكبر من كل اقراني ..كنت اريد ان اتفوق عليهم وان،انال الاعجاب من من حولي..كنت لا اقرا فقط بل اتعلم معان جديدة وقيما جديدة واتاثر بما اقراه بمثل ما افرح واحزن واغضب واتشبع بالفضول لما يحدث مع بطل القصة او السلسلة المرسومة ..واتسع مجال خيالي وتخيلي واحلام يقضتي ..لم يكن ذهابي للمدرسة الا واجبا ااديه بمضاضة ..لم استطع ان انسجم واكون علاقة جديدة مع المادة الجديدة علي "اللغة الفرنسية" كنت اجدني غير قادر ان اتابع وتيرة تعلم باقي التلامذة وسرعة اكتسابهم قدرات النطقً بها دون ان يلاحظ عليهم المعلم ويصحح من طريقة نطقهم او رسمهم،لحروفها وقراءة مقاطع كتابية منها ..ربما لم اجد صعوبة تذكر في مادة الحساب كما كنت علي كل اتابع بوتيرة لاباس بها مواد اللغة العربية وان كان انتقالنا لاقسام قديمة ومغطات بالقرميد والصفيح وبنوافد اما مغلقة تماما بالواح خشبية او باقمشة او قطع مسطحة بلاستيكية ادخل المزيد من القنوط علي وكنت خصوصا في المساءات اشعر بالحزن الشديد وبانني متوتر عاطفيا كأن اريد ان ابكي بلا سبب او لا طاقة عندي لاتابع وكل ما اريده ان اعود لبيتنا ..كانت انارة القسم شحيحة وصفراء كئيبة ..ويزيد من كأبة المكان ان نهارات الخريف والشتاء قصيرة ورمادية وصوت تهاطل الامطار فوق السقف الصفيحي في الصباحات او المساءات يثير القلق داخلي ويعرضني للبلبلة ..
لم،تكن،الايام تمر سريعة كما لم،نكن نكبر بسرعة كنت اخرج احيانا من القسم الدراسي مثخنا بالجروح وخجل من نفسي ومن اقراني ..كنت اوبخ واشعر بالفرق بيني وبين زملائي ..لم،اكن مشاركا ارفع اصبع يدي لاعطي الاجابات وانما كنت عادة منكمشا علي نفسي وخائف من ان يختار المعلم سؤالي واختباري.،لم،يكن من عادة المعلم ان يعاقبنا بالضرب الا علي سلوكنا المشاغب لكنه كان صارما ويريدنا ان نتعلم ..وبيني وبين نفسي لم،يرقني ان اتعلم منه هذه اللغة الجديدة علي ..
تاتي مواسم الدراسة وتغير الفصول وضوء النهارات مع بعضها ..وتستغرقنا الاوقات التي تاخدها المدرسة طوال ايام الاسبوع الستة الا يوم،الاحد ..لا نعود من الفترة الصباحية الا لنرتاح قليلا وناخد طعام الغداء ونعود لاخر المساء وايام الشتاء وقد اظلمت السماء ..البرد والامطار والرياح لا تسمح لنا بان نخرج للازقة وللحارة ..والنهوض صباحا من النوم في الجو البارد متعب ومنهك ..وكنت اصاب كثيرا بوعكات صحية فانا اما مريض بالزكام او بالام البطن او من الام سن اوضرس تالفة ..وكنت الزم البيت ليومين حتي ثلاتة ايام وكنت علي انني مريض احب ان اخد الطريق الي المدرسة وادق بابها الحديدي ليفتح لي الرجل الودود حارس مدرستنا ويسمح لي بان التحق بوالدي بقسمه ..كنت افضل ان ابقي معه جالسا باخر طاولة اتسلي بكتابة او نقل نص او اطالع في مجالات اصحبها معي .علي ان استعيد دوامي المدرسي العادي الذي ما ان اعود اليه حتي اواجه بحقيقة ان،دروسا قد فاتتني وانني لا استسهل مني القدرة علي ان الحق باقي التلامذة ..
يوم الاحد المشمس فرصتنا للخروج وكل صبية الحي للعب والجري والمرح بالخارج ..نكون بحق قد اشتقنا للقاء بعضنا البعض..يوم الاحد للصبية مع بعضهم للعبة كرة القدم وال"بي".والجري والعركات الصغيرة ..الاناث لايخرجن الامتاخرات حتي وان حقيقة لا يشاركن في اشغال تنظيف البيت الاسبوعية ولكن لان كبيراتهن مشغولات وغير مسموح ان يخرجن دون رقابتهن ..لكنني قد لا انظم اليهن الا فيما بعد ساعة العصر حية يكون الصبية قد تفرقوا لمجموعات وكفوا عن التصايح والتدافع وقدف الحجارة الذي قضو فيه كل الصباح وفترة الزوال ..الاحد يوم غير عادي بالنسبة لي ..هو يوم،التحدي عندي لاكون مثل صبيان الحي اقراني هو يوم علي ان اشاركهم العابهم وانا اعرف مسبقا انني لن اكون الفائز بينهم ولا المهاجم بينهم ولا الاول في اي شيء يتسابقون فيه ..يوم،الاحد يوم،التظاهر عندي بانني علي قدرة اقراني وانني لن ابكي كالصغار ولن انسحب او اذهب لاشتكي احدهم وانني حتي لو سقطت ووقعت ارضا وجرحت ساخد قليلا من بصاقي وساحك به جرحي وساستانف لعبي او جري..يوم علي اقراني ان يتقبلوني فيه كاحدهم وانا لن احتج علي موقعي منهم المهم ان اكون معهم ..اعود منهوكا متسخا لانظف حالاتي واغير ثيابي وانتظر مع اختي فسحة ما بعد العصر لا قابل الاخريات ولا شاركهن جلاستهن وحكايتهن لاكون برفقتهن الممتعة لي..لن افتح مجلة او قصة ان لم تكن تمطر بالخارج الا اخر المساء ،بالليل ..وقد لا افتحها نهائيا لان يوم،الاحد يوم،استثانئي اخر فوالدي يقضيه بالخارج صحبة اعمامي وزوجي عمتي واخرون وعودته بالليل حتي وان لم،تكن عودة عاصفية سيلعن ويسب فيها وسيمارس فيها كل عربدته وفوضاه فهي ستكون عودة بطبيعة اخري سكره وحده من،يحدد طبيعتها ومزاجها ونحن كلنا علينا ان نتقبل ما ستكون عليه نفسية،والدي ونسايره سواء في هزله وضحكه وقهقهاته ورغبته في ان يلاعبنا ويتصارع واخوتي كما في رغبته ان يمد بالسهر لساعات متاخرة من الليل علي معرفته المسبقة باننا كلنا يلزمنا ان ننام لنستيقظ مبكرا لمدارسنا ..الاحد قد لا يكون،يوما جميلا الا في فصل الربيع حيث قد نخرج صحبة جدتنا وعماتي وكل جيش اولادهم لجنانا ..للهواء الطلق ونتلاعب ونلهو وناكل ونحصل علي القطع النقدية من الجميع ..
في الايام العادية قد نلتقي لفترات قصيرة جدا بالحي لنتحاكي وقلنا يكون لنا ما يكفي من الوقت لنلعب ..في الايام العادية قد يشكل الحدث ان تاتي التي تكبرني سنا صحبة اخوتيها لتنادي علي وتطرق بابنا ونفرح بهن واختي الصغيرة ..بات الان هناك ما يجعلها تاتيني وفي يدها قصصا او مجالات لتبادلني ما عندي ..اصبح يجمعنا انا وهي الان اهتمام وهواية لنتحدث فيها ولتكون سببا في ان نتزاور ..
لم نكن نكبر بسرعة ولم تكن الايام تمر بسرعة نظل نعبر الايام البطيئة والمضجرة بالكثير من الجهد والصبر الذي ينهكنا ولا يسلمنا للعطل المدرسية الطويلة الامد نسبيا الا وقد استنزفنا ..
كان،يحدث ان لا تاتي جدتي لتبيت بمنزلنا لاكثر من اسبوعين لرداءة الاحوال الجوية ولا نسهر مطولا هي فقط فترة ما بعد غروب الشمس الا حدود نهاية ارسال التلفزيون في حدود الساعة العاشرة والنصف الا ما دون،الحادية عشرة ليلا ونفترش اماكننا لننام وناخد فطورنا صباحا مجتمعيين لتخرج بعدها جدتي من منزلنا للسوق ومنه لبيتها وربما تبقي معنا احدي عماتي لحين تساعد والدتي في اعداد الخبز وترتيب البيت وتذهب ادراح حالها لبيت جدتي ..كنت صباحاتها ارغب بحق ان لا اذهب للمدرسة وان ابقي بالمنزل ولم يكن دائما يتساهل معي والدي في ذلك ..
كانت عادة يوم الجمعة لا ندرس الا الفترة الصباحية وبمجرد عودتنا من المدرسة تكون والدتي قد انهت تقريبا اعداد صحن كبير من الكسكس بالخضر ولحم،الدجاج وتضع اخر اللمسات ليكون كل شيء جاهز لناخد طريقنا الي منزل جدتي حيث،يوم،لقاء كل افراد العائلة هناك وكل يحضر ما اعده من طبق للغداء ..وكانت تتسابق والزمن لتكون هنالك قبل اذان صلاة الظهر ..ونتلتقي مجددا صبيان وصبيات العائلة وكبارنا ..ونحاول تبعا لتوصياتهم ان لا نثير المشاكل بيننا وان،نتودد لبعضنا ..نبقي لاخر المساء لتبدا كل اسرة في جمع اطباقها المغسولة وتهياة قففها للعودة لبيت اسرتها الصغيرة ..والدي مع عمي ومع الباقية ان لم يحل عملهم،دون ان ياتوا فقط للغداء والمغادرة مباشرة يجلسون لخمرتهم بغرفة الرجال واحيانا يصعدون لكوخ السطح او يغادروا جميعا للجنان ..يوم الجمعة قد تخرجنا والدتنا لجولة بشوارع وسط المدينة بعد ان ترسل قفتها مع احد اخوتي الكبار ..
امسيات ايامنا قد لا يبقي بالمنزل سونا نحن والدتي واختي وانا ..الوالد قد يذهب الي منزلهم،عند اخوته وقد لا يتاخر عن التاسعة ليلا لانه يلزمه ان ينام ليستيقظ لعمله في الغد ..اخوتي بعدما يعودون من،مدارسهم،وياكلون ما توفر كوحبة للعشوية من خبز وزبدة او زيتون وشاي ساخن ويخرجون ليمروا علي اصحابهم ..امي لا تستريح من المطبخ واشغال البيت الي الخياطة ..لا تنهض لتنام بغرفتها مع والدي الا في اخر ساعة من الليل وبعد ان يكون كل واحد منا قد دخل فراشه واخوتي الكبيرين قد صعدا لغرفتهما بالسطح ..الوالد ان مكث،بالمنزل ولم يكن يشرب فهو بغرفة صالونه وبمكتبه يهيا ويعد تحضيراته ويصحح كرسات التلامذة ..وساعة بداية نشرة الاخبار يخرج البهو حيث التلفاز القديم،بالابيض والاسود ليتابع النشرة ويفرض نظام الجلوس للتلفاز ولسهرة اليوم لمتابعة فيلم او مسلسل تلفزيوني ...قد يحدث ان ننسلل واختي لنصعد لغرفة،اخوتي ونتسلي بالجلوس الي واحد منهما  علي الاقل ..ونصخبه بكثرة اسئلتنا وبرغباتنا في ان يعلمانا الكثير من الامور كالرسم او اشغال يدوية او حركات رياضية للكاراتي او مفردات احنبية ..وحده الاكبر مني كان اختصاصيا في رواية الحكايات والخرفات والقصص الطويلة لنا ..بسلم،الدرج نجلس لصاحباتنا من بنات جيراننا وكان يسمح الكبيرات التي كنا ياتين ليطمئن علي اخواتهن بان يمكثن معنا اطول فترة ..كنا حيث،لسنا تماما بالخارج وانما كمن،بالبيت ابعد من ان نثير قلق اهالينا علينا .لكنه كان يلزمنا ان نجلس بهدوء وان لا نثير الصخب او الفوضي حتي لا يتم انهاء لقاءتنا والمنادة علينا لدخول البيت والافتراق ..وكان للحكايات ان تينع بيننا وللكلام ان يكون،سيد جلستنا ..كان دائما لنا ما نقوله ونحكيه لبعضنا وما نريهم،اياه من جديد اشياءنا وما حصلنا عليه ..وما عدنا نتبادله من قصص ومجلات وما قد نحتاج اليه من بعض المساعدة في انجاز دروسنا او الترديد علي بعضنا من ما حفظناه من نصوص..
كنا نصحب بعضنا في خرجتنا للدكان لنتبضع اشياءا طلبت منا او نؤدي مهاما معا كجمع اثوابنا من حبل نشر الغسيل بالسطح او ادخال اصاصات الزهور والورد من السطح للدرج  ..
كنا نتداوق ما طبخ ببيتنا حيث كل واحد منا يحمل بعض ماطبخ كطعام ببيتهم محشوا في قطعة خبز لنبادله بدورنا ما احتفضنا بقليله خصيصا لهذا الغرض..كنا نتقاسم قطعة حلوتنا وحبات فاكهتنا مع بعض كما همومنا الصغيرة ومتاعبنا واحلامنا ..كنا نعيش في هذا الفناء المتمثل في سلم،الدرج الكثير مما يشكل حياتنا نحن الصغار وكبارهم وتبقي لنا بعض الفسحة بجوار طوار بيتنا والممشي الي غاية دكان الحي او الفران ..وسطح البيت خصوصا في العطل القصيرة وبعض الاوقات وان كانت ناذرة ..باقي صبيان الحي وصبياته لا نلتقيهم،الا صدفة ربما في طريق من او الي الدكان او الفرن او ربما في مساء وبمفردهم حيث لم،ياتي استاذهم او لم يذهبوا للمدرسة ..لم،نكن كلنا نرتاد نفس المدرسة ولا لكلنا نفس العشيات التي لا ندرس فيها ..لذلك،لا يكون اللقاء الرسمي الا يوم،الاحد وايام العطل المدرسية ..
كنا كلنا نحلم،بالعطلة الكبيرة ،بالصيف والسفر والبحر بنهاية عذاب حمل المحفظة والذهاب الي المدرسة ونم مبكرا لان لك غدا مدرسة تذهب اليها ..وكلنا مع بعض القليل من الاختلاف نشكوا من صرامة اهالينا وعدم تسامحهم،معنا ونشكوا من قائمة الممنوعات الطويلة ولائحة المهام المطلوب منا تعلمها والتقيد بها ..كنا نعرف داخل دائرتنا ان هناك من يعيش قساوة ولا يعرف ادني تسامح،معه ويعاقب بشدة وكنا نسمح صراخهم،وتوسلاتهم من موقفنا في الزقاق وهم يضربون بعنف ويسلخ لحم جلدهم بالسياط حتي المخادع الماكر الذي كان يتباهي طوال الوقت بانه يفلت من العقاب لان له جدة تسكن وعمته مقابلا لمنزلهم،تدافع عنه وتحميه كان عندما ياتي دوره نسمع صراخه وتوسلاته وبكاءه من بعيد من جوار مسجد الحي حتي يسمع ..وكنا نعرف فيما بيننا ان احولنا المعيشية ليست كلها علي ما يرام ..كنا نعرف منا من لا يشبع خبز يومه،بتعبيرانا ..كانت هناك اسر صبية فقراء يسكنون لجوارنا ..وبالكاد ياكلون الخبز وبعض المرق والخضر وبحساب وقياس ..وبلباس لا يوفي الحاجة ونفسه يكاد لا يتغير طوال الموسمين الصعبين اخر الخريف والشتاء واول الربيع ..لباس يبرز اوضاعهم،المتردية ويشكل الفرق بيننا ..كنا نحمد الله كما علمونا لاننا احسن من غيرنا ..علي اننا نحلم،ونشتهي ونتمني الحصول علي الكثير من الاشياء تنقصنا ..كنت احلم،بغطاء وثير ملون اتغطي به عوض البالي الرمادي والبرتقالي الرث الذي اتغطي به ..كنت احلم،بحداء جديد مناسب عوض الذي يعطيني والدي الفرشات لامسحه بذهن بني قبل الخروج للمدرسة ..كنت احلم ببوط مطاطي بلون احمر او ازرق اتباهي بلبسه والمرور به من فوق البرك وفي وحل ساحتنا المدرسية دون ان تبتل جواربي ..كنت احلم بنعطف بلاستيكي ملون بقب ارتديه فوق ملابسي ..كنت احلم بحلوي العيد تكون متوفرة في وجبات فطورنا كل يوم ..كنت احلم بالمربي بنكهات مختلفة والجبن والبيضة المسلوقة ..كنت احلم بمقلمة ممتلئة بالاقلام والادوات المدرسية الغالية الثمن ..كنت احلم بان اذهب للمدرسة واشتري في الطريق اسفنجا ساخنا التهمها او اشتري ربع لتر حليب ونصف خبزة طويلة " بارزيان " يضع لي فيها البائع جبنة ويذهنها ويلفها لي بورق لف لاقضمها وانا في طريقي للمدرسة كما كنت الاخظ ابناء بعض الاسرة الموسعة احوالها يفعلون .. ..كنت احلم بان اجد والدتي تنتظرني امام،باب المدرسة ومعها حبات تمر او زبيب لتقدمها لي ..كنت احلم بان نكون،اكثر من،ابناء موظف متوسط الحال يستطيع ان يكفينا ما نحتاج اليه ..وكنت احلم ان ارتاد مدرسة حديثة البنيان كما بنات جيراننا ..مدرسة بها اقسام حقيقية وحديقة وممرات ليعبر منها التلامذة لفصولهم غير الرمل الاحمر الذي يتحول لوحل في مواسم تهاطل الامطار ..كنت احلم بان يكون لي اب لا يسكر ويضيع نقوده كما اسمع الوالدة تقول عنه في الخمرة وعلي اخوته وفي الخواء الخاوي ..ولا يثير خوفنا وخجلنا من حالنا ..كنت احلم ان اكبر وان انسي كل هذا وان اكون بافضل حال حتي وان لم،اكن اعرف كيف ..


                        
                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...