الجمعة، 25 ديسمبر 2020

يوميات :عوالمي السرية..(25) بعيدا عن حنان "هذه.."3 تابع :"11-1"


 بدى لي ان الحكاية لن تعرف نهاية ..وانني متى قلت بالانسحاب الا وعدت للمزيد من التوغل في هذه الطريق ...من جديد تنفتح الستارة على فصل كان بعيدا عن تصور إمكان اللجوء اليه ....

الأحداث تتسارع من حولي وكل الوقت ما عاد ملكي لوحدي والخارج ياخدني اليه ولا املك ان اشتاق لخلواتي ولسحر العراء والتأمل ..حتى عندما ادخل غرفتي في آخر ساعات الليل والنهار قد بدأ يتضح وليس امامي في الغالب الا خمس او ستة ساعات لانامها ..لا اجدني قادرا على مؤانسة نفسي ..ينتابني الاغتراب ولكي لا اغرق في الشجن ابتلع حبتي الى ثلاثة حبات من دواء نيوزنان 25 منغرام وانتظر أن تمر الخمس والعشرين دقيقة ليبدا مفعول الدواء المنوم ...اعرف كم انا في حاجة لانام عميقا دون اخيلة ودون تلك الحالة القاتلة من نوم الصحوة ..واعرف كم انا في حاجة للاعتناء بقواي العصبية ...

كلما تجاوزت مرحلة عصية ما كنت اسلم الا للاعصى منها ...وكلما فكرت في ان اعود لوحدتي..للقراءة والكتابة ولسماع الموسيقى ولاعيش القليل من الحب الا وورطتني في الاكثر من مغامرة حقيقية ان لم تكن مجموعة معارك مفتوحة ..

طلبت من مجموعة الاقتراحات التي صغتها في نهاية عرضي أمام القائد رئيس الشؤون العامة لعمالة العرائش تمكيني من بعض ما لديهم من سلطة ...كنت جادا في ما اطالب به وان على سبيل الاقتراح ..واعرف في نفس الوقت انه مطلب قد ينظر اليه على انه حماقة مني لكنني كنت اعرف جيدا ما اقوله واعنيه بالضبط ولدي مجموعة ترتيبات لانجاحه  وتحقيقه ..وكنت قد وعدت مجموعاتي الاقرب بانني ساخرج ببعض حقيقتي للعلن...لم اشك لحظة واحدة في مقدرتي على كل الخوف الذي كان يلازمني  ..كل الذي كنت احتاجه كم عال من الانفعال ..لاصيغ خطابي ولانجز العرض ..لاتمكن من انجازه فعليا وفي ظروف زمنية مناسبة ..

لم يصدمني التجاهل البصري الذي قابلني به السيد العامل مولودي بوسيف وكان بالإمكان للتقديم الذي قدمني به السيد القائد امامه ان يخلخل نسق تفكيري او يوقعني في بلبلة بصرية ..لم يقدمني اليه باسمي ونسبي وانما باللقب المكنى به اداريا وكان على مسمع من موظفي كتابته الخاصة .. لم يذهب تخميني للبعيد .فانا على كل حال اكاشف اللعبة واقف امام السيد العامل لا كمدعو  رسمي لحفالات الاستقبال ..لا كاصغر مدعو اكون بين الحضور  واعرف ان ذلك لوحده مع تكراره كفيل بأن يثير انتباهه واهتمامه ليبحث في خلفيتي ..ولا مجال لنتبادل السلام الرسمي كما جرى بذلك البرتوكول بعد نهاية كل حفل استقبال رسمي ..الان والان على الاقل اعرف انه تواصل جيدا معي انا الذي كنت احاصره بنظراتي في اي تحرك رسمي يكون على شرفه ..لم اكن انظر الا لعينيه خلف زجاج نظراته السميكة ..لا ازيح عيني عن عينه ولا الى مرافقه او هندامه ..كنت اعني جسارتي واقول له بصريا اننا سنلتقي وسيكون بيننا الاكثر من حوار ...

من جملة ما طلبته دعمي حضوريا في الشارع العام والإدارات العمومية  من طرف رجال السلطة والامن  لانها الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتوفير الحماية لي ..جعل عناصر التنظيم تصدق هذه المرة انني لست فردا هينا ولا مجرد مرشد للأجهزة الأمنية ...كما طالبت بتوسيع التنسيق بين جميع الاجهزة الامنية والمسؤولي الدوائر الحكومية الممثلة على مستوى الاقليم لمحاصرة عناصر التنظيم التي استطاعت أن تستقطب لها في كل دائرة اكثر من عناصر ..على أنني اقترحت بالمقابل ان يسمحوا لي باتمام مهمتي بمعرفتي التي صغتها على الشكل التالي :مباشرة الحوار مع رؤساء الخلايا واستدراجهم لتقديم اعترافات ومراجعات..ولانجاح ذلك لابد من ان تمارس السلطة ودوائر الأمنية والحكومية ضغطها وذلك عبر تكثيف المراقبة والتتبع الملحوضين لعناصر التنظيم واستعمال آلية الاستفسار الإدارية مع العناصر العاملة او الموظفة وآلية التحري الاداري في حق الباقين عبر الشيوخ والمقدمين وتعطيل مصالحهم الإدارية ...كانت خطتي بسيطة وتتلخص  في كشف الغطاء عن التنظيم وادخال عناصره في شرك التوجس والبلبلة الفكرية والنفسية ...ومن ناحيتي جعلهم يعيدون تقييم حسابهم معي وكذلك خطابهم نحوي ..لم اطلب أمرا او تفويضا كتابيا رسميا ..كل الذي أردته موافقة على خطة التوهيم تلك لكسب الوقت للتيقن اكثر من طينة عناصر التنظيم وايهم قابل للتحويل من الصعب المراس والاكثر خطورة فيهم ...

كانت خطتي تتقاطع مع تجربة النظام الناصري مع جماعة الإخوان المسلمين بمصر في شقها الرصدي وفي توجهها لخلق فرص المصالحة مع التنظيم وذلك عبر اخضاع عناصره للمراجعة الفكرية والسياسية والسلوكية ..لم اقل ولم اشر باي دعوة صدامية او عنيفة في حق اشخاص التنظيم ولا بانجاز المساطر وتقديمهم للعدالة لتقول حقها فيهم ..

كنت اعرف بانني ساثير الاكثر من استفهام  ومن حقي كان علي ان افعل ذلك  ..كان أمامهم خيارين اولهما ان يتقبلوا مني كامل معلومات الملف والقضية كاي مبلغ يسلك مسطرة  التبليغ ومهما طلبوا من افادات فلا يمكنني ان اعطي كل ما بحوزتي وثانيهما ان يقبلوا اللعب معي وان يمدوا لي في هامشهم ... وهنا كنت في حاجة لابرام هذا الاتفاق لاحمي نفسي من المساءلة القانونية لانني كنت قد بدأت فعلا في ايهام عناصر التنظيم بانني احمل صفة وانني لست وحدي وانما انا جزء من جسم السلطة ..وكان على من يمثل السلطة ويصدر عنها ان يمد لي شيئا منها ..ان يرعاني ..وان يفتح لي الابواب والمهم أن يثق في لانني جدير بالثقة واعرف جيدا حدودي كما ادرك مليا مرامي القصيرة والبعيدة المدى ...

دراستي المتمعنة للقانون الجنائي الخاص رسمت لي ساحات المعارك وضمنت لي ان اتحرز الوقوع في اشتشكالات مع القانون وسلطات تطبيقه ..كنت حريصا جدا على أن اتعامل وفق مقتضيات القانون وكنت اول من يبلغ عن نفسه ان خامره شك بأن تحركاته يمكن ان تثير شك عناصر أمنية مراقبة اخرى ..لم اغامر بان اتجاوز الخطوط الحمراء او المناطق الرمادية ..لم الجأ للتدليس او الاحتيال والنصب وحتى فيما يخص تعاملي مع اصحابي من المجموعات التي كونتها والتي كانت كنز معلومات لي متجدد لم احاول ابعادها عن الصورة وضعت كامل استعدادي للكشف عن مصادري الخاصة والمتعاوينين معي لكن وفق تعهد بمراعات كل المجهودات التي بدلوها واستعداداتهم للتعاون ..

كانت مدينة العرائش تتراءى لي كامراة مضجعة تنتظر وصالي بعد ان قدمت لي اخطر اعترافاتها واسرارها ..كان يكفي ان اتخير ان اضع يدي لتتجاوب معي بمثل السحر والموسيقى ..لم اضيع كل مجهوداتي عبثا كان يكفي ان اتحرك الى أي مكان او نقطة فيها لاجد هنالك من على اتم الاستعداد ليمكني من المعلومة التي اريدها او ليسعى لي في البحث عنها...لكنني لم اكن في حاجة لازرع عيونا تراقب وتترصد ولا في حاجة لتتدفق علي سيول من المعلومات التي قد لا اعرف على الاقل حاضرا ماذا عساني افعل بها ..بل كنت محادرا من ان اعرف اكثر مما انا في حاجة فعلا لمعرفته ..كنت خائفا من ان اتورط في أعمال قذرة ..لم احسبني يوما واشيا باحد ولا همني من يخالف او يتجاوز القانون لانني من صميم انتباهي كنت ادرك ان كل واحد منا هو في ذلك الوضع يكفي فقط وجود النية والتدبير في حسر  الغطاء عنه ...وذلك لم يكن ليكن وفق هوايا الخاص ولا قناعاتي وانما تحدده إرادة سياسية عليا لها منطقها  الخاص وحساباتها الخاصة ..كنت انحو بنفسي بعيدا عن صغار المهربين وتجار الحشيش بالتقسيط وصغار الجانحين والمرتشين والفاسدين والقوادة والعاهرات وسارقي المعونات والقطع الأرضية وسماسرة الانتخابات ..لكنني لا  اسقطهم من  كامل تنبهي واهتمامي  .لطلما اشتغلت على ملفاتهم وراكمت بيانات عديدة عنهم لكنني انتهي بان اشعل النار في كامل اوراقي وملفاتي حرصا على أن لا تورطني في معارك لا احد يريد ان يذخلها على الاقل في هذه المرحلة السياسية من حاضر البلاد ...كان علي في اجزاء مني ان اطرح مني ذلك المثالي المتغني بالنزاهة والشرف وان لا انساق تاليا في التطبيع مع كل عيوبنا ومساوئنا ومركبات نقصنا ..كنت اعرف نظريا ومن كل التقارير الإخبارية الرزينة عمل الأجهزة الإستخبارية وساحاتها  وكنت اعرف مجال عمل الإدارة لكن من حيث هي ابخست حقي فلماذا اتشنج انا وافصح عن ما ليس مطلوب مني ...هي حاولت استعمالي كأداة طيعة ووضعي في حجم محدد وانا كان علي تكتيكيا أن لا ابدي تذمري الى أن حان الوقت لاطالب ببعض رد الاعتبار ...

شربت وحدي في جلسة على كرسي طاولة مكتبي زجاجة "كونياك 501"مهربة بلا صودا وذخنت بلا توقف سجائري السوداء الرخيصة "كازا سبور " لم اهتم بتغيير أشرطة الموسيقى الغنائية هو وحده شريط غنائي للمغني الراي "حسني " تركه لي اخي "فؤاد" كنت اقلبه كل ما من مرة ...في البداية كنت احاول استعادة الموقف لكنني ضعت في استرجاع شكل الوجوه والنظرات وكل ما لم يقال شفاهيا ..مع تصاعد الكحول في راسي استرخيت وبدات اضحك من حالي على حالي ..وجدتني مثل الدونكيشوط اصارع طواحين الهواء وكل عتادي مزيف ..ووجدتني اسوا من الدونكيشوط اقايض مسيرة عمر بوهم ..ربما لو لم اكن اعرف دوافع من من حاصرني او سعى لذلك من الرفاق لنصبتهم العداء ولسعيت لتدميرهم بكل جهدي ومن هنا كنت اسخر منهم ومن حالي لانني مدرك تماما لما عساه الحقد ان يولده ويفعله بنفسية المرئ منا ...خلف كل تلك الخطابات السياسية والاحالات الفكرية لم يكن يقبع غير حاسد و غيور رفضته من عرضت علي ان اصاحبها ...وخلف كل ذلك المظهر المترفع والمتعجرف لم يكن يختبا غير من مستويات حرمانه جعلته ينتبه ويترصد لمستوى وشكل انفاقي وذلك وحده من يقف خلف مناصبته العداء لي ...هي دائما نفس الحكاية هراء وضحيج كبير  ليخفي حقائق بسيطة جدا ...لم اكن لاومن في هراء العين والحسد كما كان ببساطة شديدة وعفوية يقول بها صديقي "منير الهنا "على أنني قد ابتسم بتخابث وصديقي "بدر الدين الساخي "يعيد تسمية الأشياء فيسميها "الصراع الطبقي "او الفوارق الاجتماعية "او "التطاحن الاجتماعي "...وحتى يبدا في عرض وتوضيح نظرته يفرمل ويصمت ويبدأ في الضحك وهو مقتنع داخليا بانني فقط احاول ان أخرجه من صمته وحدته ليسهب في الحديث والنقاش ..

كان يغيضني اولئك المتشدقين الكبار بالكلمات وباسماء الكبار وكان عادي جدا ان اتقبلهم مثل غيرهم من أصناف الناس والمجتمع لو أنهم لم يقحمونني في صراع شخصي معهم لكن بدعاوي  عامة قيمية او عقائدية او موقفية سياسية  ..من جديد كانوا يلعبون دور المتنمرين علي ..من جديد كانوا يسعون لتقزيمي ليبنوا هامة لهم على حسابي ...وكان لا يناسبني ان ادخل معهم في معارك تصفية كان موقفي واضح منهم ومعهم :هيا راقبوني وتابعونني جيدا في حاضري الذي أحياه واعيشه وراكموا حقدكم في نفوسكم واحلموا بيوم الانتصار علي الذي لن تنتصروا ان انتصرتم فيه الا على حرماناتكم وكبتكم..اما انا فلا شان لي بحياتكم وبكل امراضكم ...

كنت اعي انه لا بد من الصراع ..خوض الصراع على اكثر من جبهة خصوصا وانني متواجد وسط المجتمع  واتفاعل معه لكنني لست مجبورا على دخول المعارك الصغيرة والهزيلة والخاسرة مسبقا ...مع ذلك الذي كان يتغنى بالنضال والدفاع عن الحقوق وهو يراقب بعينه اي مذخن يمر بجانبه لعله يعرفه ليشحد منه سجارة او بضع انفاس سجارة كان يكفيني ان امر بجانب "خديجة "صاحبتي من مجموعة الزنابق لأجعله يتبرم ويداور في مشيته ويبصق ويخرج بضع اصوات من جوفه ويحترق من الغيض والسخط ..وكان يكفيني ان امر من جواره والفت انتبه لي قبل أن ادخل حانة "الكعبوري "  لاحتسي الجعة في الوقت الذي يحلم هو برشفات قهوة ساخنة أو باردة وبضع انفاس سجارة ...وهكذا انهي كل الصراع بيننا الذي لم يكن بحال صراعا سياسيا او نهجويا ولا رفاقيا وحتى مقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي يعتقد انها مقر قيادته ليعشعش فيها وعطالته فهو ان نسى لن ينسى انني انا اول من فتحها في وجه كل قوى اليسار والحركات  التقدمية بالمدينة ...وذلك الذي   بكل جسارة وحقارة سعى لمحاصرتي بفضيحة جنسية في الوقت الذي كان عن حقيقة يثير كامل تعاطفي الانساني واعامله بكل ود ونذية والذي لم ينساق معه وينطلقون في   ترويج الامر عني الا من على طينته لم اقصد اقصاءه من الحياة الاجتماعية العامة ولا تدميره اجتماعيا وان تحقق ذلك لا كنتيحة وانما كنهاية من مجموعة نهايات كنت اتوقع ايصالها اليها بعد ان جعلت كل صاحب له يضاجعه وبعد ان ضاجعته واخرجته عاريا من بيتنا امام مرى كل بنات ونسوة الحي ..انا ما همتني ميولاته الجنسية ولا نكوصاته انا عز علي الحب الذي كنت اكنه له لا غير ...

كنت اشرب بمرارة ولا رغبة لي في الحزن او الشجن ولا في العشق او الجنس ولا في نذب حظي الذي تعثر منذ ان عادت محاولة تهجيري  لفرنسا ( لغاية الدراسة من طرف اخي "سمير"بعد ان تم تسجيلي بمدرسة للفن الحرفي بمدينة فلينسيان وارسال استدعاء للحضور على اثرها تقدمت لمصالح القنصلية العامة لفرنسا بطنجة بطلب تأشيرة رفض لعدم توفري على شهادة الباكلوريا المقوم المعتمد لمنح تأشيرة اتمام  الدراسة بالتراب الفرنسي  ) خاوية الوفاض ...لم تكن محاولة لترد او تناقش لانها كانت حقيقية وكان علي ان اصدق انها كذلك بعيدا عن ان كانت تستجيب لطموحاتي الشخصية انا ولما اريده انا عن حق وما اقدر عليه انا بالفعل ..كانت فرصة ثمينة لاي واحد يبحث عن فرص حقيقية لاثباث الوجود الاجتماعي وانا لعلي كنت ارى فيها فرصة للبداية في بيئة جديدة ونظيفة ..

كنت اشرب من "كونياك "تبضعته  من موزع وكان يصحبني "سي احمد"رجل الإدارة الذي وجدته يترصد خروجي من البيت ..كنت اشرب بحق الورقة المالية التي سلبت السيد العميد اياها وبدون تخابث وانما كاشارة مني الى كل امكانات انفتاح علاقتنا ببعضنا الى أبعد المستويات بعيدا عن اي ضغينة .."سي احمد" ببساطة كان يحاول ان يستقرا حقيقة ما دار بمكتب القائد رئيس الشؤون العامة للعمالة بل ويحاول استجماع انطباعاتي المخلفة عن ما دار من ما قبل ظهيرة هذا اليوم الى حين قرب غروب شمسه ...و"سي احمد" على انه كان مبعوثا ورائي من طرف السيد العميد كما سيخبرني هو بنفسه الا انه لم يكن بذاته يعرف الهدف من وراء استخدامه لذلك فانا لم اكن في حاجة لان اتابع او اترصد ومن قبل  الان ولا من اساليب للضغط او التهديد المبطن وانما كانت التفاتة ذكية من السيد العميد ليعيد لي الاحساس بالاطمئنان وليؤكد لي وقوفهم بجانبي على اعتبار العلاقة الطيبة التي تربطني ب"سي احمد "كانسان...

اشرب على نفس واحدة ولا رغبة لي في اكل اي شيء ...وحتى ابسط شيء قد احلم به واطمع فيه اعرف انه محال...لم اكن احلم الى بمتى ينتهى كل هذا الذي اصبح مثل الكابوس يطاردني في صحوي ونومي ..اريد ان استعيد سلامي مع نفسي او غبائي ..اريد ان اعيش مثل كل الناس بسيطا عاديا وهو ما لا اعرفه وهو ما يجعلني دائما اتبني فكرة أنني مريض وغير متكيف مع المجتمع ...

عندما سمعت خطوات والدي تنزل الدرج اطفات زر الكهرباء لانني لست على استعداد لسماع مواله عن غلاء الكهرباء والمعيشة وغيره ...وبتنقلي للاستلاقاء على فرشي لحين ان ينتهي والدي من قضاء غرضه بالمطبخ احسست بالرغبة في اغماض عيني والغفو...كانت اصلا زجاجة الشراب قد أوشكت على الفراغ ونمت لاستيقظ على دقات باب غرفتي ونداءات والدتي لي فاستجبت لها ساءلا اياها عن كم تكون الساعة التي لم تكن تتجاوز العاشرة والنصف   كما أخبرتني وهي تطلب مني ان انهظ لان مقدم الحي يطلبني وينتظرني  امام البيت..

كنت بكامل لباسي ارتديت فقط الحذاء الذي كنت نزعته بهدوء من قدمي ومضيت للحمام ثم خرجت لالقي التحية على السيد مقدم الحي "عون السلطة "واطلب امهالي دقيقة من الوقت حملت فيها مصروف يومي الموضوع فوق ثلاجة المطبخ و ما تبقى لي من سجائر وعدت لاستوضح المقدم عن امر الزيارة ليخبرني ان السيد القائد "الرياحي "يطلبني لامر خاص بمكتبه تصنعت الإستغراب طالبا المزيد من التوضيح فتصنع مظهر الجدية دون التودد الذي بدأ به وبصوت خافت اخبرني ان السيد القائد رئيس الشؤون العامة للعمالة هو من وراء التدبير وانه حسب علمه فهو للتنسيق فيما بيننا من مواضيع .....        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...