الأحد، 15 سبتمبر 2019

يوميات : مقاطع

- انت..
انتهت الحكاية التي لم تكن تستحق ان تحكى ..انتهت مثلما تنتهي الحكايات القصيرة المكررة والتي تحتوي الكثير من الابتدال ..لم يتبقي في نفسي اسي لكونها خيبت ظني ..لم اكن لاحمل ظنا مهما تجاهها كنت احدس انها يمكن ان تكون اي شيء اخر علي ان تكبر كحكاية ..
لم تكن لتريد اكثر من حس المغامرة ..القليل من الوهم وبعض من تمويه ..ما كانت لتريد غير ماألفت ان تتحصله من اعجاب يكفيها في دنيا وحدتها ..وغير بعض النزير من الدفئ يبعد عنها برودة الفراش ..لا تستطيع ان تكون خارح الدائرة التي اجتهدت لتحيط نفسها بها والممتلئة بالزيف والوهم والاكاديب الاجتماعية المعتادة ..
يحزنني قليلا انها انتهت لمثل هذه التعاسة والخواء ..كنت اريدها ان تكون بعد الشهية ..الممتلئة بالرغبات ..القادرة علي ان تجمح وراء الاخيلة والاحلام وتمارس كامل سحرها علي كل الاشياء
كنت اريد منها الناضجة التي تخلصت من ان تحفل بعد للاخريين وتعيش ابهي عمر حرة من الاحلام المعلبة الجاهزة للجميع ..كنت اريد منها ان تملك ان تعبر عن نفسها بكل اللغات ابعد من ان تكون مختنقة بالقمط الذي ألبسونا اياه منذ ان وعينا حالنا ..
يحززنني انني لم استطع ان استسيغ الحكاية تمنيت بحق ان تكون قد تطورت بكل مافيها وما تحتويه لتكون شكلا اخرا يحتمل المزيد من التشكل والتطور ..لم ارد منها ان تفقد عنقوانها قبل الاوان ..
انتهيت .قد تظل بصحبتي بعض من الصدى ..بعض من التخيلات عنها لكنني حتما انتهيت منها دون ان احضي بالحكاية التي املتها بحق ...
***. ***. ***.
- هي ..
قلت الذي اردته لكنني بقيت مضطربا ..لعله نفس خوفي بان لا افهم جيدا ..ان اكون قد اسات التعبير عن نفسيً ولم استطع ان ابلغ حقيقة عن ما اردته ..قلت بالخوف الذي يسكنني ..قلت بانه عادي جدا ان اكون بقدر افتقادي للامن والاطمئنان ..لم اكن لاعير اهتماما حقيقيا بان يلتفت قليلا الي لكنني كنت في حاجة للتنفيس عن هذه الاحاسيس ..ليس لي لاركن لمخادعة نفسي وانا فعلا خائف ..اعرف مني انني لن استكين ولن اهمد ولن استسلم لواقع الحال بالذي احمله ذاخلي ..بالذي عشت ارعاه داخلي ...
لم اكن اريد ان ابقي حبيس نفس التداعيات ولا ان اتحول للحن علي اسطوانة مشروخة ....اردت ان اعبر لدوائر اخري ..ان اعاود النظر من زوايا اخري لما لعلي اريده او بعد ارغبه ..لا يمكن ان اقبل مني ان ابقي داخل نفس الشرنقة اعاني بلا معني ..
التخلي عني الذي اعيشه حقيقي ويؤدني عميقا ،ينزع بي لاشعر بالتهديد الخارجي لي ..اعرف انه مهم حدا ان لا افقد ثقتي في نفسي ولا في قدرتي علي المواجهة ..لكنني لا استطيع ان اقيم حائلا دون ان تصيبني احساسات الخوف والرهاب ..واكون في لحظة وكانني اريد ان استعحل قدوم الهول علي انتظاره ..
لا اعرف ان حقيقة استوعبت معني ان اكون ببساطة اعاني ..واعتصر الاما شديدة ..اشياء عديدة قد لا اكون اعنيها ..قد لم اكن اريدها ان تحدث معي ..بل لعلي صادقا كنت لا اريد ان اسقط فيها ..لكنني احيانا افقد القدرة علي ان اعبر جيدا عن مابي ..عن ما اريده وعن ما يخالجني ..
***. *** ***
- هم ...
ليست المرة الاولي التي تجتاحني فيها الرغبة في ان اكف تماما عن الكلام وان اصمت .ان اظل وحدي في وحدتي ..ان انهي الي اقصي حد علاقاتي مع الاخرين ومع العالم ..ومع الاشياء ..يحدث معي دائما ان اعود لنفس الرغبة في ان اهاجر بعيدا في الاعماق ..وليتملكني الاحساس بانني هاهنا بينهم،ليس لي اي مكان وانني عبث احاول ان اجد لي بينهم مساحة وجود ..
عندما جاءوا كلهم هذا الصيف بقيت علي مسافة منهم اراقبهم واراقب نفسي ،غير قادر علي ان اكون غير محافظ في علاقتي بهم ..لا اريد اية عواطف مشحونة ولا اي تعلق بهم ..لا اعرف فعلا انا كيف يملكون هم ان ينسو كل شيء بمجرد ان يغادروا وكيف لا ياتي عليهم وقت ليبعثوا ولو بمجرد تحية صغيرة ..هم كما اعقلهم تعلموا ان ياتوا ويذهبون ..انا لم افارق هذا البيت الا لهناك او لهناك ولفترات محدودة وتنتهي لحيث بقيت للان ..كل احلام انني يوما ما سالتف علي هذه اللعنة واغادر هذه الدار وهذه المدينة وهذه الشوارع والازقة وهذه الشمس والسماء والارض لم تتحقق ..كل احلام بناء علاقات جديدة والانفتاح علي عوالم جديدة وبهية واكتشاف مناطق اخري لم تتحقق ..يذهبون ..يعدون وقد تغيروا ..يحملون اشياءهم الجديدة واصحابهم وناسهم الجدد وانا بعد هاهنا ابهت وارثي واشيخ ..انظر اليهم وانظر لنفسي ولا اري غير عمر يعبرني ويشكلني ويثقلني حمله وغير ما قد اضحيته ولا يمكنني بحال ان اتخلص منه او انكره مني..رغم وعي التام بما يعتمل اثره داخلي والذي كنت احاول ان اثبطه كنت من الداخل اتعرض ..واتآكل ..كان يلحقني الاذى ..لم استحمل ان ابرر نفسي ..لم اكن اريد ان اتحدث عن نفسي..ربما حتي في المرات المعدودة التي فعلت ذلك ،فعلته باقتضاب وتركيز وكنت اعني ما اريد ان ابعث به واوصله ..كنت مهتما بان اعمد لذلك ..كنت في حاجة لرسائل مثل تلك اوجهها ..ولعلي كنت ارتجي من خلالها ان يلتمس لي العذر ..ان افهم لحد ما ..!!؟كنت اسعي جادا لان ازيح اي سوء فهم او تقدير بيننا ..
معهم كان يلزمني ان اكون حريصا علي ان لا اتعب معهم ..ان لا احاولهم،بالمرة كي لا افشل معهم .كانت المسافات بيننا تكبر في كل مرة ونعدم ان نجد مساجات مشتركة نلتقي فيها ..يظلون مختلفين عني ولا يمكنني ان اسايرهم فيما بعد يؤمنون به ويصدرون عنه ..كنت اتحرق شوقا لان اتكلم .. ان اتحدث اليهم وان اثرثر اليهم دونما توقف ..لكن كانت احيانا اللغة تقف حاجزا واحيانا اخري لاننا لن نتوافق ..ما من اشياء حقيقة وقوية توحد اهتماماتنا وترابطنا ..
للان لا افهم جيدا معني ترابط حقيقي ..لم اعشه لافهم جيدا ..كنت دائما من خلف وجهي مستترا اراقبهم وحسب..اتتبعهم ..اكاد اهيم بهم بكل حياتهم بكل تفاصيلهم لكنني دائما مستشعرا بتلك المسافة التي تبعدني عنهم ..تجعلهم بعيدين عني..رغم انهم،قد يعتبرون جد قريبين مني ..كنت وانا الطفل بعد ابحث في عيون الاخرين الابعد عنا عن معني ان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها تلك المسافة القائمة التي تجعلني استشعر البعاد عنهم ..وكنت اسمح للطفل في ان يحلم ..ان يتمني ان يرغب ..ان يتعلق بهم ..كنت طفلا تعوزه اشياء كثيرة ولايحسن التعبير عنها ..لم اكن لاقول ما اريده لانني بقدر ما كنت افهمه اعي انني لا يحدر بي ان اطلبه ..ليس ببساطة ان اطلبه ..كبر معي جوع كبير لان احب ..لان اكون مرغوبا ..لان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها الحدود ..جوع لان احتضن ولا اترك ..
*** *** ***
- انا ...
عندما كنت اراقبها ،اتجاوز من تكون ..اتجاوز الزمن ..اتجاوز فكرة ان تكون ممنوعة ..مكنتني من ان اعبر اليها بكل سلاسة ..كنا اصحابا طيعين لاندفع بسرعة في التحدث اليها بكل ما كنت اود تناوله والتعبير والتصريح عنه ..كنت مشغولا من قبلها بان اعرف لحد بعيد من تكون الانثي ..كيف تفكر ؟! وكيف تسلك وتتصرف ؟! معها عبرت بسهولة لهذه المنطقة وجدتني قادرا علي ان اتماهي لحد بعيد مع ذلك النوع من التفكير والتخاطر ..ووصلت معها لصدق عجيب ..واقتربنا من بعضينا ..وبدات اتخلص من حذري ..عندنا انتبهت كانت قد طارت واصبحت بعيدة ومختفية .كلحضات ساحرة تلاشت فجاة في قدرها الخاصة وتركتني لحاضري المبعثر الذي لم اعرف ان امسك بترتيبه بل كل ما فعلت ان اغرقته فيً الفوضي.لن استعيدني حتي لو قصدته الا علي شاكلة اخري ..مرة جديدة اضيعني ..واتوهني لاعيد تشكيلي ..
الان اجدها فقط قد كبرت ونمت ..الان فقط اجدها انثي قد اتمت وانطلقت ..الان فقط اجدني قد اصبحت اكبر واشيخ ..
*** *** ***




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...