كنت اعي جيدا انه لا مجال للعب بينهم وحتى ان حاولت ذلك فخطر السقوط محطما جد وارد ..لكنني في نفس الآن ادرك مليا انه حتى للكبار العابهم الخاصة التي تاخد اسماء مختلفة ومنطقا اخرا ..
منذ ان قررت قطع الطريق والوصول لساحاتهم كنت اعرف انني اخترت اصعب مسلك لأكون بينهم ...ربما لو عبرت القنوات الرسمية العادية وبحث بدوري عن من يسند ملف ترشيحي لاجتياز مباراة القبول في صفوف الامن ثم التحويل للانظمام للإدارة اثناء فترة التكوين لما استطعت مع كل ذلك ان اجد لي مكانا لاعبر بحق اليهم ولاحترقت قبل البداية ..
اخترت الظل ...اخترت ان انضم الى عالم الصمت ..اخترت ان اغامر بكل شيء الى أبعد الحدود..لم اختر مهنة ولا وظيفا ..اخترت نمط عيش ..اخترت عالما بقواعد مختلفة وبمبادئ مغايرة ..عالما كل شيء فيه محسوب بدقة متناهية ..عالما يهتم بكل شيء واي شيء ..عالما يعتمد أساسا على المعرفة ..والمعرفة فيه هي التي تصنع القوة التي لا تتماهى مع السلطة وانما تستحود عليها ...
كنت قد خلصت الى تمام جاهزيتي للانطلاق والعبور وحسمت في امر كل الاخرين من حولي ..كانت المساءلة واضحة بالنسبة لي :لا يوجد اتباع او مومنون لراعي ضعيف ومتردد ومشكاك ..لا توجد هامة من فراغ ...قد يلعنني الجميع الى ان اتبث وجودي ..قد لا ينتهوا من تجريبي وادخالي في التجارب الى أن أعلن وجودي ...
لم يكن ممكنا ان ابقيني على الهامش واطلب في نفس الآن فسح المجال لي لاغنم منهم او كما بعضهم ..لم تكن الإدارة أو غيرها من الأجهزة لتقبل على الدوام التعاطي مع من يعتبرون أنفسهم صائدي جوائز وكانت هي بارادتها الواعية او عبر ادواتها تنهي بعد حين اسطورتهم ..لانها لا تقبل الانقسام على نفسها وترفض المساومة ..كان جاري به العمل ذلك النوع من التسخير بمقابل تعويضات متفاوتة ..ربما كانت مصالح بعينها تعتمد على منح تعويضات وكالة الإنعاش الوطني لمن تسخرهم لحسابها ..وكانت كذلك امكانات تحويل الموظف المداوم لموظف شبح مع تسريع وتيرة ترقيته ومنحه تعويضات وبدل مختلفة وبسخاء ..وكانت هناك إمكانية الحاق موظفين بذاتهم
لاداراة معينة على سبيل الإعارة لتفريغهم لما سيتم تسخيرهم اليه ...ربما كانت هناك اعتمادات مالية تصرف تحث بند مصاريف مختلفة وتناول في اظرفة ..ربما هناك حسابات جارية غير خاضعة للتدقيق والافتحاص ..كما ربما تكون هناك صناديق سوداء غير مطالب بالكشف عن عملياتها ....لكن الاكيد ان كل ذلك المال لا يمكنه ان يكون سائبا مع ورود أن يتعرض جزء كبير منه للتبدير والضياع...
لم يكن هناك من يملك ان يخبرك الحقيقة لانه في اجزاء منها هو نفسه لا يعرفها ..وعندما يتعلق الأمر بالموظفين الرسمين فهولاء اكثر حذراً في صرف اي مبالغ لا خوفا من ان يطمع من اضحو تحث امرتهم ورهن تسخيرهم بل لانهم غير قادرين على ضمان فعالية ما يبدرون ويزرعون وما عساه سيحصلونه ..لانهم غير مستعدين ببساطة لان يلحظوا اكثر مما بين أيديهم ..لانهم ليسوا اصحاب رؤيا ولا اي احد منهم يملك الادعاء بأنه من يملك تقييم كل المواضيع ...
الموظفون الرسميون منهم محكومون بنظام الإدارة وبالتسلل الاداري وبالتقيد بالنظام ..محكومون بالتبليغ للمستوى الاعلى وانتظار الاتي ..برقية جوابية او اشعار بالتوصل او ببساطة ذلك الرد الالي الإعتيادي :"انتظر التعليمات ..."..عندما يتعلق الامر بأعمال مكتبية وبتتبع عادي للاحوال او رصد روتيني للاوضاع وللراي العام المحلي أو الإقليمي وبتكوين ملفات معدة مسبقا نماذجها فالعمل ياخد نفس وتيرة اي عمل اداري في اي مصلحة من مصالح الادارات والدوائر الحكومية العادية الامر لا يحتاج الى ذكاء كبير او الى ابداع في الحلول ...
الموظفون الرسميون سواء المداومون منهم في مكاتب او بسيارات تبقى هويتهم لحدود بعيدة معروفة وليس كل واحد منهم على تمرسه وخبرته يمكن اعتباره رجل ميدان او رجلا قابلا لاختراق الميدان ...انهم في الغالب مفضوحون في نواياهم قبل هوية الوظيف الذي يزاولونه وقد لا يكون واضحا بما يكفي العموم ليعرفوا ماهيته وخصوصيته ...
على الارض تختلف كافة الحسابات وكل الموظفين الرسميين يبدون ككراكيز يمثلون ادوار السلطة ويتابهون باداءهم الردئ..
كنت ارصدهم جيدا كيف يتحركون ..وكيف يوهمون بعضهم البعض بأنهم موهوبون وكيف يتصنعون الاهتمام والعجرفة وكيف يتذاكون على البسطاء من الناس ...
كنت اقترب اكثر من دوائر شبكاتهم الاستعلاماتية لاتعرف عن كثب على طريقة اشتغالهم ..واساليب استقطابهم .. ونوعية المهام المطلوبة منهم ...وكانت لا تختلف كثيرا عن نهج البوليس العادي في كسب واشي لجانبه أو اللجوء الى المراوغة والارهاب النفسي للحصول على تعاون في تحري او تحقيق روتيني ...
كانت سمعتهم سيئة في عموم الاوساط الشعبية واسوا من سمعة "الحناش" الكنية التي التصقت بمفتشي الشرطة القضائية العاملة بالميدان لأن هؤلاء على كل مدققون جيدا في المعلومة التي يريدون الوصول اليها واساليب وصولهم اليها نمطية ويكفي أن يقرر الواحد من الناس على أن لا يتعاون للا يجدوا معه وسيلة أخرى ...
من غير تفرد عمل الإدارة في مراقبة كل التراب الوطني وكل ما يعتمل فوقه وحاجتها لصياغة تقارير يومية عن كل تحرك ونشاط سواء سياسي او نقابي او جمعوي او ديني او امني او جماعي منتظم او غير منتظم ..عام او خاص ..علني او سري ..بالاضافة الى متابعة ما تطلبه منها الدوائر القضائية من ابحاث خاصة او جهات حكومية أخرى من إجراء تقييمات لحالات وقضايا او حوادث محددة ..الامر الذي كان يتطلب منها التشتث في كل الاتجاهات ويتطلب منها جاهزية قصوى للتبع في الزمان والمكان لانه في احيان يكون عامل الوقت عنصرا هاما للتقيم المناسب ...
الإدارة نظريا متواجدة في كل مكان ليس بمجهودها الخاص وانما كتحصيل لمجموع عمليات التنسيق مع مختلف الأجهزة الاستعلامية والأمنية والجنائية الاخرى لكن الاعتماد على هذه القنوات الرسمية يوشي اكثر مما يقول او يخبر عن الحقيقة لان كل ما يتجمع بين ايدي مكتب الإدارة الإقليمية او المحلية هو مجرد بيانات رسمية ونسخ محاضر ووثائق أنجزتها باقي المصالح الإدارية وبشكل تلقائي تسلم نسخ منها للإدارة ..وتبقى كل تلك الحقيقة التي تمسكها حقيقة رسمية اي انها قد لا تكون هي الحقيقة ...ربما في مستويات الافادة الرسمية لمقدم الحي او شيخه ليست هي الافادة الشفاهية التي قدمها للقائد او لرئيس قسم الشؤون العامة بالمقاطعة او الملحقة الادارية ...السيد المقدم تقليديا شخص خدوم ونسج علاقاته النوعية مع محيطه وخصوصا مع كبار السن ..السيد المقدم لا يتحرك الا بناءا على اخبار تنقل اليه وهو يمارس مهامه الروتينية في تقبل وتسليم افادات تبنى عليها معطيات شواهد إدارية ومن خلال ذلك يتسنى له تكوين سجله الاجتماعي عن ساكنة القسم المعني به من تراب مقاطعته ..والسيد المقدم بلا تكوين قانوني او اداري او استعلاماتي وانما يصنع شخصيته هو والمحيط الاجتماعي يسندها او يرفضها ..السيد المقدم لا يكون اول من يصل إلى بؤرة الحدث لكن يساهم بشكل فاعل في إعطاء البيانات الأولية عن هويات والحالات الشخصية لاشخاص الحدث لكل من يهمه الامر وبدوره كان حاضرا لجانب باقي الاطراف والأجهزة الأخرى المعنية ...السيد المقدم حتى عندما تفد عليه معلومة قد يعتقد بأنها ذات أهمية فهو مجبر على أن يوصلها على طبيعتها الخامة لمن يشتغل كعون له لأن هذا الأخير من يملك توجيه بحثه من عدمه ...واذا كان السيد المقدم على هذه الحالة بالإضافة إلى مستواه التعليمي وانتماءه القبلي وعمره وحساسية موقفه مع شريحة كبيرة من الشباب والاهم انتماءه الاداري الى فئة الاعوان المسخرين الغير مسوات وضعيته الإدارية ولا أجرتهم (قبل سنة 1994) فهو غير قادر على ان يكون رجل الميدان على انه يوجد في الارض ويمارس مهام الراصد البشري لانه متشوش بجهله وانعدام إمكانياته غير قادر على ان يتحرك في كل الاتجاهات وباتساق ودون ان يقع في الأخطاء او المحضورات ...
وجود عدد من الاقسام الذات طبيعة استعلاماتية بما تتحصله ويتحمع لديها من بيانات ومعلومات تقنية مع وجود اطار قانوني تنظيمي يحدد ويوكل لها عدد من المهام والتدخلات التي تشترك فيها مع إدارات اخرى ربما اكثر تخصصية منها في مستويات محددة قد ياثر على جدية القيام بالمهام وتفضيل تركها للجهة المختصة أساسا اكانت أمنية شرطية بحثة او إدارية او قضائية والاكتفاء في افضل الأحوال بالتبليغ برؤس الاقلام وبالعناوين العريضة عن الاحداث المستقات منها المعلومات ...
السيد المقدم المهتم بعمله انسان يجري في كل مكان ويتعب بلا مقابل ليتحرى في شان كل معلومة تصله لانه بالاساس لا يستحود على مصادر معلوماته ..ولا يمتلك ارشيفا ورقيا او الكترونيا ..ربما على مستوى العاصمة وفي بعض المناطق الحضرية اوجد للمقدمين نظام سجلات مقسمة على جداويل ثابتة ومتحركة تغطي كل ساكنة القسم الترابي المعني والقيم عليه يدون عليها كل المتغيرات والمستجدات اول باول ..وفي بعض المناطق حاول مع مقدمين تطوير اداءهم التشخيصي الهوياتي الأولي بتجميع صور شخصية ونسخ مصورة من بطائق وطنية او ما يقوم بالتعريف الرسمي عن الشخص ...لكن كل هذا كان من قبيل ابداع الحلول والتجريب ولم يعرف لها ثبات او تأطير رسمي ...
السيد المقدم لجانب ساعي البريد واعوان التبليغ القضائي ومحصلي فواتير الماء والكهرباء والمبلغ بالضريبة او الجابي كلهم يشتغلون على الارض ويتعرفون عن قرب على الناس وعن بعض احوالهم وعن بعض استعداداتهم من خلال التعرف على طباعهم وميولاتهم الاجتماعية العامة ..لكنهم لا يرقون ليكونوا راصدين بشرين لانهم بلا تأطير رسمي وبلا توجيه وبلا سند او دعم ومع ذلك يتم اللجوء اليهم والاستعانة بهم لكن في العادة ليس قبل اعتمال الحدث ولكنه بعد وقوعه .....
الاعتماد على تقارير مستقات من اعوان السلطة المعروفين من لدن العموم والموجهون اداريا وسلطويا لغايات بحث او تقصي محددة سلفا على كل ما وارد ان يعدل في مضمونها او يجتزء منها لغايات مصلحية خاصة يبقى غير ذي مردودية اذا ما استثنينا الشق التثبتي من الهويات والعناوين والخطوط العريضة للاحداث ...
الإدارة تجري ابحاثها الخاصة في كل القضايا الرائجة امام المحاكم وتلك التي تنجز في حقها المساطر الضبطية بمراكز ودوائر الشرطة و الدرك وان قد يتكفل هذا الأخير بلعب دورها في المناطق الريفية البعيدة والتي لا توجد تمثيلية للإدارة فيها ...لكنها في الغالب تجريها انطلاقا من ما يصلها من نسخ محاضر واوراق ملفات القضايا..اي بناءا على ما عموما تمت غربلته في مستويات دنيا واولية ودبج بعد ذلك على اعتباره الحقيقة او الافادات الصحيحة بجانب البيانات والمعطيات والارقام الرسمية ...ولكي لا نشكك في كل شيء على الاقل يبقى وارد جدا ان تختفي بعض الحقائق وتزيف بعض الوقائع ويدلس في بعضها قبل أن تضمن المحاضر الرسمية ...
الادارات الجماعية والدوائر الرسمية المختلفة و مكاتب واقسام المحاكم ومفوضيات ودوائر الشرطة ...غارقة في الروتين وفي البيروقراطية ومواردها البشرية اما محدودة او عديمة الكفاءة كما مواردها المالية واللوجستيكية لذلك فالاعتماد على أن توفي كل ملف حقه وكل معلومة حقها أمر غير وارد بطبيعة الحال ...
الإدارة ربما لانها موجهة لتراقب كل الميدان تتمتع بحس نظري عالي لكنه دون المطلوب ميدانيا ..والغير المناسب في الصراع ضد الوقت والزمن المحسوب...
والاعتماد على العناصر البشرية الإدارية المطحونة بالروتين والدوام ومشاكل اليومي والاجرة والمعيشة كمصادر أساسية لتغطية الخصاص في المعلومات والاستشهاد الأولي عن الأحداث والوقائع الخاصة يدخل الإدارة نفسها في دوامة العمل الإداري الرسمي البحث الذي غير ما هو مطلوب أو مسنود اليها ....
بالتاكيد لم اكن وحدي من يعي هذه الحقائق لكنني كنت املك الجرأة لاقول بها ولمن يعنيهم الامر ..بل وكنت اقدم جوابا عن سؤال يبقى واردا في اذهانهم ويتعلق عن ما شاني انا بكل هذا ..؟! او على الارجح وما هدفي من وراء كل ذلك ...؟! ..ولم اكن ابتسم او افرك كفي يدي ببعضهما البعض بل كنت ابسط مرامي القريبة والبعيدة واتحدث باقصى ما يمكن من الصراحة ...لانني كغيري لا املك ان اكون تماما صريحا ...
خلف كل مظاهر السلطة والمركز الوظيفي والوضع المادي الاجتماعي لم يكن هناك غير انسان تتعبه وتوثره لاقصى حد تلك المهام الطارئة المطلوب منهم انجازها وفي ظروف قياسية ..وبعيدا عن ذلك هو نفسه يتساءل عن ماجدواه في كل ما يداوم عليه وبامكان اي كان ان ينجزه وربما احسن منه ...
من وراء مظهري البسيط وحداثة سني وتقاسيم وجهي المألوفة..وهدوئي او بعض خجلي وتحسسي في المواقف الاجتماعية لم يكن يعيرونني الاهتمام الزائد وسرعان ما يتجاهلون وجودي وفي ذلك كان يترك لي المجال الواسع لاتابعهم في ادق تفاصيلهم ولاسبر لغتهم وطرق تعبيرهم وحركاتهم وسلوكاتهم الانفعالية ولما لا اكون شاهدا وراصدا لنقط ضعفهم ولخروقاتهم وانفلاتتهم ...
تعودت ان لا استبق الأحداث ولا ان اضجر سريعا من ملاحقة ومتابعة اهدافي المتحركة والنشطة وحتى الخاملة مؤقتا ..كما وحيث لم تدعوا الحاجة بعد لادون واستعرض كل المعلومات والاستقراءات التي بين يدي فانا لست مقيدا الا بتخزين كل ذلك في ذاكرتي ودون الحاجة لاثرثر فيها دونما جدوى ..
كانت عندي مشاريع محادثات اهيا لها باستمرار ..محادثات مع مسؤولين امنين ورجال سلطة وأصحاب قرار لكنني لا افرض زمني الخاص لانجازها فعليا بل اترصد الزمن العام المناسب والمناسب جدا لاتمامها على احسن وجه ولاخرج منها رابحا كما خططت لذلك ...
منذ ان طلقت اناي الاجتماعي وما عدت اهتم لتقييم الآخرين لي ملكت كامل حريتي لاسلك كما اختار ..ومنذ أن وسعت شبكة علاقاتي الاجتماعية مع من يتحوزون على السلطة محليا واقليميا ضمنت لي مجالات أوسع لممارسة حريتي ...كنت خارج دائرة الملاحقة التلقائية من مختلف الأجهزة لا على اعتبار انني مقرب من السلطة وهو النعث الذي تفاديت الوقوع فيه وحاولت ان لا اجعله يلتصق بشخصيتي ..كنت افضل ان اعتبر ناشطا في محيطها ..في مداراتها ..على أن يشكك في شرعية وجودي قريبا من رجالات السلطة ...كنت موقرا ومن معي او بصحبتي من أية مضايقات او معاكسات تعود ان يتعمدها كل منتسب للامن او القوات المساعدة في دورياتهم الراجلة او المتنقلة في حق عموم الناس ان ابدوا القليل من الشبهة او الخرق للاداب العامة والقواعد الاجتماعية ..وكنت اعرف بداءا كيف تحصلت على ذلك لاضع جيدا في الاعتبار انه لا يجب ان اقنع بذلك فقط او اطمئن له فيضيع مني وقاري وامتيازي ..مثلما كانوا هم في انتظار ترقياتهم كان علي بالمثل ان احصل ترقي بكامل امتيازاته ...
لم اتعب من السير بخطى حثيثة نحو ايجاد مكان لي في ذلك العالم وكان همي الوحيد والاوحد ان اعرف ..ان اعرف اكثر وان ابادل هذه المعرفة ..وحيث انا افعل ذلك اتحصل على السلطة ..يتنازل لي على حيز منها ..واكسب لشخصي الثقة وتفتح لي الابواب وتقضى لي مآربي في أسرع وقت ودونما تعقيدات ...
ربما على الجانب الاخر كنت اضنى واشعر بالارتباك من وضعي المادي ومن تطلعات الاهل الشخصية لابنهم وان معي في قرارة نفسي لم يكن يشكل الامر فارقا معي فانا متساوي مع حجم الاستثمار الذي ضخ في ..انا لا يمكنني ان اكون خارج معادلة هذا وضعي من وضع واعتبار اسرتي وامكاناتها ..انا لا يمكنني ان اتجاهل بآية حال الواقع وحبروته المادي ولا حتى على مستوى الحلم ...كان علي ان اظل ممسكا بنظرتي التقيمية لاوضاعنا المجتمعية ولاحولنا الاقتصادية وللظرفية السياسية التي نمر كلنا منها ..لاتمكن بالفعل بان احيا وان استمتع بما يتحصل لدي ودون تذمر او اسى او نذب حظ..