اجلت ان اتناول دوائي الليلي وكانني حسمت في ان ليلتي ستكون دون مرقد ...لم يكن لي ان اختار التراجع ولا ان اقنع بكل فرحة كنت ارمقها تطل من عينها وتكاشفني بها ..ولا انا من من عاد يعرف كيف يتقلب ويتارق بمجرد التفكير في شان موعد له في الغذ مع ساحرته ..ربما فكرت في لحظات في امر انتظامي على العلاج الذي يلزمني وعلى يقين انني احتاجه لالم كامل تبعثراتي واوقفني من جديد على قدمي ..لكنها تلك الحالة النزقة ما ركبتني..وجعلتني احاول على الاقل الان ان لا اهتم بغير ايجاد مخرج من الورطة التي وقعت فيها ..لم يكن ممكن أن احتمل ما يحصل معي او مني لانني اضحيت انا كذلك مشتبه به في تدبير هذا الخرق السافر في مقدرات ذاكرتي ..
كنت اعرف انني اشتغلت كثيرا على موضوعة الذاكرة وعلى ذاكرتي بالخصوص اعقل مدى الدهشة التي كانت ترتسم على وجه اخي "سمير"وانا اقبل تحديه الذي رسمه لي مازحا ومعتقدا بانني حتى ولو حاولت بداية الدخول فيه فهناك اكثر من عامل سيوقفني ويثنني عن اتمامه والايفاء به ...كنت لما اشكوا له حاجتي للمزيد من القصص والمجلات والكتيبات الصغيرة يطلب مني ان اعيد قراءة كل مجموعاتي من قصص عطية الابرشي ومجلات المزمار الكبيرة والصغيرة الحجم وباقي القصص المصورة عن مجموعاتنا لأنه فيما بعد سيجري لي اختبارا على مدى قدرة ذاكرتي على الاستحضار والحفظ ...واوافقه لابدا في الحين ولاسهر لوقت متأخر حتى تنتهي والدتي من خياطتها وتذهب لتنام وفي الفجر اكون مستيقظا لاتمم القراءة واظل معتصما بالبيت ليحل علي اخر المساء وانا اتمت ازيد من مائتين واحدى عشرة مجلة مصورة وقصة لاظل في انتظار ان يعود من خرجة صغيرة مع صاحبه لوسط المدينة وتناول عشاءه فلحاق به بغرفته العلوية بالسطح وانا أخبره بانني جاهز للاختبار وانجح بأعلى مستوى ...وكان يعود ليدخلني في اختبار اخر كان اجري مسح خانات الكلمات المتقاطعة المبسطة للاطفال بمجلة المزمار العراقية وان اعود لملائها وملئ ما لم اكن بعد قد اهتممت بحله منها والتحدي يكون على الوقت الذي اقضيه بدون توقف في إنجاز التحدي وكذلك على عدد الاخطاء المفروض أن لا ارتكبها وعلى مجموع ما قمت بحله كما ينبغي ..اعقل كيف اهتممت بذلك الجانب الاخر غير تمرينات تقويتها وتقوية ترتيبها واستخدامات استحظارها ..ذلك الجانب الذي لم اقف فيه عند محاولة معرفة اضطراباتها والامراض التي تعتريها بل لذلك الاستخدام النفسي العميق ..لكيفيات التلاعب بها وتزيف احداثها ووقائعها ومسحها جزئيا وتطبيقاته في مجالات الحروب العلنية والسرية وفي حقول التجارب النفسية العسكرية ..وذلك ما استهواني وشغل حيزا كبيرا من اهتمامي الحاد وكلفني الوقت والجهد والامكانيات لاتابع في موضوعها ولاتحصل على كل ما توفر من مراجع معرفية ودراسات حولها .. وكنت كلما وجدت الفرصة سانحة لاجرب بعض تلك الأساليب والحيل النفسية اتجرا على فعله مع اصحابي وصاحباتي وحتى مع أناس قد اكون لأول مرة اقابلهم ...ربما ابقى مدينا لما وقع بين يدي من نصوص فلسفية كانت تقرا في مواضيع المعرفة /الابستمولوجيا ومواضيع عقل الوجود والموجودات ..لانها عبرت بي الى شكل اخر من المعرفة والتفكير واعطتني نفسا جديدا لاعود لقراءة كل اعمال فرويد وكل من يتناول مدرسته بالعرض او الاستناد اليها أو النقد فيها ... وهذه المرات كنت اقرءها برؤية خارجة عن الذات لانني كنت قد انتهيت من محاولات تحليل ذاتي او تعلم ممارسة التحليل النفسي ...وعدت من جديد لانظر في علم النفس المرضي /الاكلينيكي واربطه بما اخد يتجمع لي حول تلك الدراسات والابحاث المتعلقة بالذاكرة ..كنت اعرف انه بعد يعوزني الكثير من حل شفرات المعرفة والكثير من الالمام بالمعارف التي تتفرع اليها وكنت اجد السلوى في المجلات والملاحق الثقافية لالقي ولو ببعض نظري على ما تجود به من تقديمات ومداخل نظرية او ما تطرحه كمواضيع رزينة للملاحظة والاهتمام بها كحقول معرفية مستقلة بذاتها ضمن المعرفة الشاملة ..بقيت أعمال روائية تناولت موضوع الذاكرة راسخة في ذهني وتثير في حس التجريب اكثر فاكثر ..كان عمل لمصطفى محمود يحمل عنوان "شبكة العنكبوت"من بينها ورواية مغربية تحمل عنوان "دماغ العكروط" وعمل روائي قراته وانا نزيل مستشفى الأمراض العقلية لكاتبه "الهردي" بعنوان "احلام بقرة "...وكنت أرتب التلاعب بذاكرتي كما أرتب بوعي كامل او بغير وعي كلي الحالات التي ادخلني فيها واعرضني فيها واصعد في كل ذلك حتى الج عتبة الانهيار فانهار ...وانهار عن حق افقد كليا القدرة على التعرف على حاضري وكيفيات التعامل مع ابسط الموضوعات الحياتية اليومية وافقد صلاتي بمن حولي وارتاب في صلاتي بهم أساسا وانتهي بعد الكثير من التشنجات العصابية على أنماط ذهانية وافقد كليا القدرة على النوم او التركيز وتسوء علاقتي مع ذاتي ..مع جسمي ...لكنني كنت اعود لالم شتاتي مع اول صحوة وتنبه لما عليه أن يكون تصرفي وانطلق مجددا في عملية إعادة ترميمي ذاكرتي ووقف النزيف والسيطرة على وضع الانهيار ..كان الوضع سيكون كارثيا بلا ريب علي لو لم اكن قد اجدت ترتيب ذاكرتي على النحو الذي تتدخل لتسعفني هي ..كنت في اول التجربة انطلق من موقع المتعمد والمراقب والمتدخل الواعي ثم تدريجيا اتخلى عن آليات رقابتي الذاتية لاعبر للمناطق الظل والتشبيح والتزييف والهوام والهذيانات لانتهي لااعرف نفسي ..بعودتي مجددا احمل كشوفات تزيدني يقينا في قوة المعرفة وسلطتها وكان يكفيني كجائزة هذا اليقين المطلق مجددا بالرغم من ظروف ايامي المتشابهة وشبه الكالحة الا من متنفسات هنا وهناك وبين الفينة والاخرى ..هذا اليقين الذي جعلني قادر على المضي في الحياة وبكفاياتي الخاصة ولا اريد اكثر من ان اكون انا نفسي وما اريده منها .. كنت مللت من محاولات دفعي للتقدم للامام بمنظورهم الاجتماعي لحد انني بت اتعامل بترفع مع التضيق المتعمد الذي يمارسه علي والدي وتغيرات سلوك والدتي الفجائي والحاد من جهتي أما محاولات تدخل اخي الكبير"خالد"فلقد كنت فقط لا اريد ان أفسد عليه نواياه الطيبة والمشاعر التي يصدر عنها واسايره ..لم اكن في حاجة لاعود للمكاتبة بصحف كمراسل او غيره ولا لان اعود للاهتمام بالدراسات القانونية ولا حتى لاذهب لاجتياز المباريات الخاصة بالتوظيف ...لا لأنني مازلت على ذات قدر ايماني بفرنسا التي ساحمل اليها كطرد بريدي مضمون الوصول بل فقط لانني اصبعت عصيا على كل أنواع التكيف الاجتماعي وخارج آليات الضبط الاجتماعي البسيطة ..كان لي بالتاكيد احساس وتقدير خاص بذاتي لانني اعرفني ويكفيني ذلك ... رپما هذا التطور الحاصل معي ما جعلني اجمد علاقات عملية عدة واضيع علي ما كنت اكسبه كتعويضات مادية لاباس بها منها ..وانزل بي الى مستوى الظل ...كنت كل ماعدت اريده هو حريتي ولتكن حتى في مواتي او جنوني ..لم تعد تجدبني كما لم تكن تجدبني عن حق في يوم تلك الاحلام البراقة نعم كنت اطمح لان استقل بنفسي واؤمن وجودي الاجتماعي لكن ليس على حساب ان اتخلى كليا عن ماهيتي وان امسخ..وان اقبل بالتحويل الذي يسعون كلهم لاذخالي فيه ...كان عندي مجرد العناد.. العناد اهون عندي من ان اساق لما يريدونه مني ...انتهيت لاطرح فكرة أية علاقة عاطفية تنتهي برباط الزواج من ذهني بمثل ما كففت عن الاهتمام بان استقر بغرفة موضبة على مقاسي وتحتوي ما اريده من الاشياء..بل حتى الملابس المختارة بعناية التي بعثها لي اخي "سمير ،"عبر البريد تخلصت منها ببيعها باي ثمن لا لانني لم اكن بحاجة لها ولكن لانها كانت تأتي كمحاولة تعويض عن زمن انتظاري للذي لم ياتي ولا يلوح بيقين انه سياتي وانا بذاتي انظر انه كلما تأخر صعب علي ان اكون في مستوى تحدي الاندماج المفروض ان اقوم به اذا حدث وهاجرت للديار الفرنسية ...كنت اريد تقديرا حقيقيا واهتماما جادا وتدخلا حاسما يرفعني ويقدمني للفعل الاجتماعي وللمكانة التي عن حق استحقها والتي ارى غيري من من ملكوا الشيء القليل من الإمكانات ومن من يسندهم يتبواونها وهم غير جدرين بها ...وكان من حقي ان لا يعز علي نفسي او ادخل في عملية الاشفاق عليها باختياري ان أثبت على ايماناتي بنفسي ووعي بواقعي وبواقعنا الاجتماعي والسياسي ...وساعة تفلت اعصابي لتفلت ولتطيش ما همي باحكام الناس وتقيماتهم المتواضع عليها ...كان لزاما علي ان ابدا في التخلص من اوهامي التي تعودت على تقبلها كحقائق اجتماعية واعراف وتقاليد وانماط وسياقات واساليب اثبات وجود ..لاكسب حريتي وكرامتي ووفائي لنفسي ولمن عانيت في حبهم ..ربما كنت اقوم باسوء انتكاسة اجتماعية ومتجه للفشل الاجتماعي بمنظور العامة لكنني بداخلي ..مع نفسي كنت مقتنعا بانني افعل الصواب ولو على الاقل مرحليا ...كنت لا امانع في التحدث عن نفسي بنبرة التمرر والاسى هذه واكاشف من يهتموا لي من من حولي بارائي الخاصة وباعتباراتي الفلسفية لما اعيه من حياتي ومن حياتنا كلنا ..هناك من تفهم وهناك من كان مقتنعا لحد ما وهناك من اعتقد أنني امر من مرحلة عصية او من أزمات نفسية ما ان اعبرها حتى اعود عنها لسالف نشاطتي الاجتماعية ولحماستي لانجاح اي مشروع ...
لم اهتم باقتناص أية فرصة ..ربما لانني كنت متحسسا من كيفيات نظرنا لمعنى الفرص اذ كنت استهجن سلوك البحث عن الفرص التي لانستحقها ولا تمنح لنا ..الفرصة بهذا المعنى انتهاز واختلاس واحتيال ..وحتى في مدلولنا الشعبي هي "همزة "امر لا يخطر على البال وغير متوقع الحدوث والحصول لأننا لم نتدبره ونخطط له ونهيئ انفسنا لنيله ...اي شيء بيني وبين نفسي قد أقبل به واي شيء لا يخصني وحدي او رهين بتوافق اخر او مصالح غير معه..يكلفني الكثير من التفكير والتدبير قبل أن اخد فيه أي قرار ....عني انا اهون علي ان اعيش كما أنا كمجرد ظل يعبر هذه الحياة على أن اعقد صفقات ضد رغباتي الخالصة ..صفقات قد تعتبر ناجحة اجتماعيا لكنها قد تكون قاتلة لي ... بهذا الايمان فقط كنت اقبل بالتجريب وكسب الخبرات المهنية والاجتماعية لكنني ما كنت باي حال مستعد لاقبل التنمط في دور يتيم من الادوار المشاع الترويج لها كفرص تامين مستقبل عيش تحث ظل مهن وحرف ..
لم اجعل من حياتي تبعثرات بالعكس كنت حريصا على ترتيبها لكن على طريقتي ونمط تفكيري الخاص ...ذاكرتي لم تكن بها ثقوب ولا تحتمل ان تحتوي ثقوبا كل ماهناك انني كنت اعمد على ترتيبها بطرقي الخاصة التي تنسجم اساسا مع قناعاتي الراسخة ..."حنان"هذه مهما كان الذي جمعني بها لن تكون امراتي الوحيدة بمثل ما ترسخه اعتقادتنا الاجتماعية والشرعية والقانونية ..لا لانني ضد مبدأ الزواج الشرعي بالقدر ما انا ضد الزواج الاجتماعي وما يتضمنه من افكار أساسية منها القبول الاجتماعي الذي ليس الا احتواءا في ذات معايير المجتمع السائد ..انا لعلي اكثر شراسة في رفض الزواج السائد في مجتمعنا من "شهرزاد"حينا التي تخلت عن انوثتها هي الشقراء الساحرة الجميلة لانها فتحت عينها جيدا على حال زيجات كل نساء الحي وكل اقرابنا وكل من نعرفهم ولم تجد ما يسرها فيه ...كل زيجاتنا غير متكافئة لأننا كمجتمع نعاني اكبر الخلل في كل تركيباتنا .....
"حنان "هذه التي تؤكد معرفتي واحسبني كذلك انا ما ينكرها في لعله الحرص على أن لا اخسرها ...لانني كلما اردتها بعنف ان تكون بقربي وبجانبي وعشقت فيها ذلك الوعد /الوهم الجميل الذي ظلوا يغدون به عقولنا ومخيلتنا ويجملوه في عيوننا ..وعد ان تكون امراتي لي لوحدي وانا لها لوحدها اكون قد انزلقت في منحدر لن اصعد منه للابد ...انا ما اصدق في امرأة تكون لرجل واحد ورجل يكون لاربع ولما ملكت يمينه ...انا لا اصدق في امرأة لم يقوى رجلها على الانعاض للدخول بها ان تكون امرأته لوحده ..انا لا اصدق في إمكان أن تظل امرأة امرأة رجل شيخ زمن مرض موته لسنوات وهي بعد في مقتبل العمر ان تبقى كذلك ...انا لا اصدق في ان ذكرا يعد رجلا لما يتزوج امرأة ..ولا امرأة يتناوب على اغتصابها كل من ببيت عائلتها لن تعود إلي من تعودت منهم اغتصابها فقط لانها اصبحت امرأة رجل ...
"حنان"هذه لن تكون باي حال الا الحبيبة الحرة في ان تاتيني متى شاءت وان تفر مني متى ضاقت بي ..لا قوامية لي عليها ولا سلطة لاخضعها بها ولا حاجة لي بان انحنى خلف القانون ليعيدها الى بيتي رغم عنها وتحت طائلة انفاد الحكم بالقوة ..."حنان "هذه ان فعلا اقتربت من مداري فلقد اكتوينا سوية بكل نيران العشق فينا ..و رقصنا الرغبة بكل نشوتها ولذتها وما اهتممنا بان نفترق او نبتعد عن بعضنا ..لانه هكذا ديني في الحب وهذا هو زواجي الذي اعرفه وعشته ..
كنت قاسيا مع نفسي وعلى نفسي لاجعلها تحتك مع الحقيقة الواعية لا مع كل ما يحاولون استدخاله وحشره في رؤسنا..ومن وعيي الشخصي وايماناتي الخاصة كنت اكثر تعاطي مع الاخرين بافكاري وبقناعاتي الراسخة والتي بعد اكونها ..كنت مستعدا لأن افتح اي نقاش ومع اي شخص ومهما كان عمره او وضعه لابادله ارائي ومفاهيمي وما افقه من رسائل ..ولم احتاج لان اسمح لوهم الانتماء السياسي أو الايديولوجي الضيق ان يركبني لاشطح به ..لم اكن اعدني محسوبا على اي تيار حداثي او تقدمي او طلائعي وحتى عندما اخترت ان يلصق لي عنوان حزبي كان الجميع يحسبني غير جاد وهازل في ان ارتكب مثل هذه الحماقة وان اسمح بالقيام بمثل هذا التحول الجذري ..لكنني قلتها لهم بصراحة لست مع الحزب لا شكلا ولا قالبا ولا حتى كفكرة تنظيمية اجتماعية انا مع الشخص الذي يمثل الحزب هاهنا محليا واقليميا لانني كنت معه منذ ان كنت طفلا تلميذا بالمستويات الاولى ابتدائي ..وهو احتاجني وانا محتاج لاجدد بعض نشاطي ولاراقب الامور عن كثب .. وعدت وقلتها لهم صراحة بانني لا اعول على اي احد فيهم في دعمي او الالتزام معي لدفعي في هذا الاتجاه لانه بالنسبة لي الامر متعلق باهداف مرحلية واخرى مستقبلية وفيها حتى ما هو شخصي لكن محال ان اسلك معها اي طرق انتهازية او مصلحية ضيقة ..ورفعت بذلك التحدي عاليا في وجه من لم يصدقني وقلت لهم بأن الايام بيننا وها انا تحث انظاركم وملاحظتكم ...
"حنان"هذه اتت لتظهر في مجال رؤيتي وانا قد انسحبت من تحث الأضواء واسقطت متابعة المتشككين في نواياي وان كنت اعلم انني من جديد.فتحت عيون اخرين لم يكونوا من بين من شككوا في نوايايا بالعمل السياسي الحزبي ..
"حنان "هذه لو كانت تشك لحظة في لما جاءتني .."حنان "هذه لو كان في نيتها إعادة ترنيمة والدتها وأمهاتنا ونسج حبال تصيد رجل لها لما تقدمت مني .."حنان "هذه حتى ولو كانت امرأة متعة بمقابل لما جاءتني في مثل هذه الظروف التي انكستني اليها بكامل وعي وترتيب مني ...
"حنان"هذه بمثل ما هي مفعمة بالأنوثة وتحمل داخلها بركانا هادئا ..مفعمة لا ريب بالحياة ونظرتي قد تصيب ولا تخطأ..حنان ان كانت قد اقتربت مني فلقد اقتربت من اختيارها الذي تعقله هي لوحدها واردته بكامل قناعتها وانا على هذه الشاكلة قد اكون اختيارا نادرا وفريدا من نوعه لانني اعرفني جيدا لم اكن على أية حال ذلك المليح ولا ذلك الجميل الذي تنوي سرقته عروسات البنات وان كنت مشتهى اعنف اللذات الذكورية في زمن الرغبات العالية لشعب يبدوا وكأنه لا يريد ان يكبر عن الطفل فيه ..ولا كنت الفتى الرياضي الرشيق المتانق الذي يستهوي المراهقة ان يضمنه لمحموعاتهن المفضلة التي يتباهين بالتجربة فيها على من يعتبرهن غبيات ومحرومات من قرينتهن او حتى من الجيل الذي يكبرهن ..ربما تميزت في ساحات اخرى لكنها بلغة حسابات البنات الطامحات لتأمين مستقبلهن فلقد كنت رهانا خاسرا ...وانا على كل ذلك لم اكن يوما ابن "بابا "الذي وفر لي ما يكفيني ويكفي أحفاده المستقبليين لتحاول اكثر من واحدة الانتحار من اجل كحيل عيني ....انا ان ارادتني "حنان "هذه فلقد ارادت مني الانسان في وارادت ان تغامر في المعرفة معي الى اخر العمر بعيدا عن اي تعاقدات مصلحية ...الامر معي يختلف على أن يكون رومنسية متأخرة او مثالية او طوباوية او حتى نهج عبثي او فوضوية..او تحرر غير مسؤول ..لانه لم يكن ينطلق من اوهام او ضللات او من وعي انسان مريض غائب عن الواقع بل بالعكس كنت واقعيا جدا مع نفسي واردت أن اعيش حياتي كما هي وان اتمتع بكل لحظاتها لا ان اظل مبتئسا متشوفا غدا قد لا ياتي ..لا ان اظل محروما..عاطشا اجري خلف السراب ..وحتى بلغة الأرقام حسبتها واعدت مرات حسبتها ولم اجدها تقنع ..انا مجرد ابن موظف بسيط في سلك التعليم وتاريخه الشخصي والعام لم يسعفه ليتخلص من انانيته وسلوك المحرومين ليضحي ولا يذخر جهدا من اجل أبناءه ..وكل عائلتنا على ما كان حالها لم تكن لتناظر كبريات العائلات الملاكة المحلية والثرية او التي كسبت النفود لداخل الادارات والدوائر الحكومية ..وانا في وضعي الابن الخامس الذي لم يكمل دراسته ولم ينتظم في حرفة او مهنة ومجرد التفكير في وضعه يثير حفيظة الوالد لانه كان ببساطة يريد ان يخلص نهائيا من تابعات حمل أي مسؤولية شخص اخر ..كان يحس ان العمر ينسرق منه ومزاحه يسوء وحتما كان على استعداد لان يتخلص مني باي ثمن لانني بت اكلفه دون ان يستفيد مني ودون ان يكون متاكدا من تقدير تاريخ سينتهي معه عبئ ما اكلفه ..عن حق كان وضعي اكثر من بائس او متأزم او محاصر ...كنت ارى عن حق الفرص الحقيقية لأكون واملك كل المؤهلات لأكون فيها لكنه يعوزني الدعم الكلي ..وانا لم اكن لا اقبل على نفسي أن ابقى ادور كدابة الساقية واطحن في راسي واتنهد من ذاخلي الخيبات ...انتهيت لان اخوض معه الصراع ان كان ولا بد من خوض الصراع على أية حال في اي مكان وفي كل مكان .. الصراع بداية لاثبت وجاهة موقفي لانه ما كان مقبولا ان يرمي بي البحر دون ان يعلمني كيف اسبح ويقول لي تحرك ..تحرك فقط وهكذا ستستطيع السباحة وانتشال نفسك ...وكان علي ان اواجهه بواقع باقراني وقريناتي الذين لم يكونوا كلهم في احسن حال منا لكن ذويهم ما بخلوا عليهم بكل جهد ودعم يضعهم في تقدير الوصول السليم لبر امانهم الاجتماعي ..قبلت بوضع ان اخسر جزئيا ما كان الاخرون يسعون لربحه كليا على أن اترك لحالي وان املك قراري....
"حنان "هذه لن ارتضي لها ان ارهنها فيما انا مرتهن عنده بلا شك ولن ارضى بها الا مالكة لقرارها ...وعلى كل حال قد لا نكون نحن من اوجدنا قدرنا لكننا نملك ان نغير ولو قليلا فيه ...
"حنان "هذه ..ان تعقلني ولازلت متمسكة بان تبدا معي من جديد فإنها حتما تنظر للابعد من قدميها ..و"حنان "هذه .. لم تخرج فجأة من فراغ ..لعلها تملك اكثر الاسباب وجاهة لتقبل المضي بعيدا في طريقي ..طريق أن نعبر حياتنا بسلام ..
لعلي للان اتعاطى مع "حنان "هذه دون ان اتمكن من الامساك بها كذكرى حية ..لعلي تجاوزت ذلك الحد الممكن اعتباره تحفظا وقد اكون التزمت به بيني وبين نفسي للا اعرض سيرتها الخاصة للنبش والفضح ..وللان امضي محاذرا دون ان اسقط في الشك من وجودها اصلا في مثل تلك الحياة التي كنت اعيش عليها لانه شك أن ارتادني بقوة فهو ينسف مصداقية كل الحكي وكل عمليات الاسترجاع والتذكر ومن السهل علي بعد ذلك ان اعود للاتكال على فرضية أن العياء النفسي قد نال مني وانني لربما ولجت عتبة المرض من جديد ..او لاصدق في ان الزيف وحده ما نسجته ايامي هو والخواء..
الان في هذا الحاضر البعيد وبعيدا عن كل ما اذخلني اصلا في عملية الكتابة والسرد هذه سواء كان هم حكي حكايتي..او تدوين روايتي ..لا يمكنني ان اصدق في ان التي لمحتها وكانت هي "حنان"تلك لا يمكن ان لا تكون هي "حنان "هذه التي قد تكون على ما استعيده في ذهني وفي مخيلتي عنها وعن سابق لقائتنا ومغامرتنا. وحواراتنا هو مجرد استخلاق احداث او هي مجرد استيهامات تطورت ذاخلي للفتي المراهق في ..
الان وقبل ان نتقابل وجها لوجه وتعبرني للا انظر خلفي متابعا عبورها.. اعرف انها سيدة متزوجة وام ولا تسكن بعيدا عن حينا وربما هذا قد يكون سببا يحول بشكل اعتباري دون ان اتمكن من اللحاق بها في ذاكرتي مثلها مثل عديدات كففت على أن انظر اليهن على انهن كن في حياتي ذات يوم وكففن على أن يكن حاضرات في حاضري او تخليت انا نفسي على أن أفكر فيهن كممكنات او ببساطة ارفض ان اتحدث بصيغة كنت وكنا وكانني لا اريد ان اومن بان الزمن ينفلت مني وانني اعبر الشطر الاخير من حياتي النسبية ..من مراحل مبكرة من عمري صعب علي استعاب كيف يمكن أن نكون لجانب بعضينا البعض ونصبح فيما بعدها كاننا اغراب وكاننا ما كنا حيث ما عاد من إمكان لان نكون ...ربما حاولت في نفس الاتجاه من وازع المحاولة الصادقة ان افتح صفحة جديدة مع صاحبتي "فاطنة"التي تكبرني بخمس سنوات ..قلت لها أشياء عديدة كأن العمر يمضي بنا واننا لم ناخد فرصتنا كما ينبغي وانه مجرد قرار ناخده ويخصنا نحن معا لوحدينا يمد اتساعا لعمرنا فلماذا نفوته علينا ...كنت وقبل المحاولة اعرف انني كمن يصطاد في عمق بلا قعر ولا قرار وانني متى فشلت من قبل في ان اجعلها تقبل بان تظل لجانبي مهما كانت ظروفي لانني على استعداد لان اكتفي بوجودها الخالص..كنت اعرف انها متعبة ومرهقة وغير مستعدة لتامل في اي بداية جديدة ..وهو الشعور الذي لا ينتابني مع "حنان "هذه ومع عديدات غيرها ..ثمة احساسات قوية بأننا بعد مفتوحون على كل الاحتمالات واننا حتما سنعود لنلتقي وسيجمعنا الحكي الشهي من جديد ..مع غير هؤلاء تبقى فقط تلك النظرة الحزينة والمؤمنة على أن كل الذي كان بيننا قد تحجر ولا اي احتمال في ان ننسج ولو عنوان حكاية قصيرة جديدة ...
لا اصدق كما كان يحصل معي بعد سكرات ثقيلة ما اصحو واستعيد انني فعلته وانني عن حق انخرطت فيه وقدرت على المغامرة فيه ...بل اجدني اريد ان انتهي منه بسرعة واطرحه من تفكيري وتذكري له لاقدر على ممارسة عيشي البسيط والعادي ..كنت اصحوا على ما يشبه الصدمة واواجهها باشبه ما يكون بعملية حفظ الملفات او القضايا ..حفظا وركنا في الرفوف والخزانات الموجودة في الاقبية المملوءة بالغبار والتي يغزوها العنكبوت ويستعمرها ....لا اصدق انني جرات على مغامرة العيش بمثل ما فعلته وبدون أية مشاعر تكبيت او تثليب ...في آخر زيارة لاخي" فؤاد "لنا بمناسبة زفاف الصغيرة التي كبرت ابنة اخي "خالد" ."صوفيا "قلت له انني فقدت رغبتي في الشرب نهائيا لانني لم اعد اعرف كيف اسكر ولانني ساعة اشرب تنفلت مني كل شياطيني لدرجة يركبني الهلع مما يمكن ان اجرا على ارتكابه ...قلت له انني مررت الى مرحلة انني اصبحت اجدني فيها على درجة عالية من الخطورة وغير متسامح بالمرة ومنفتح على ابعد واسوا الاحتمالات مني ..ربما لم افصل معه كما هي عادتي معه وربما لم اقل الاشياء كما ينبغي ان اقولها له لكنه حتما استوعب على نحو ما ما همني بان اقوله بالضبط ولم اجرا عليه ..لعلي اردت ان اقول له انني بعد كل الذي مررت به وخبرته في حياتي لم يعد بامكاني ان اتنازل او اتساهل في حقي ...
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق