الأحد، 29 نوفمبر 2020

يوميات :عوالمي السرية (19)..شخصية "حنان "هذه...تابع / 5-1

 هل هزمت بالفعل ...؟! هل استطعت ان اتخلص من انانيتي وان اقبل التنازل عنك هكذا بكل سهولة ..؟! محال من الذي اعرفه مني ان يستسيغ طعما ما لم يكن هو من اختاره ...

"حنان "هذه عرفتني وخبرتني في منتهى قوتي وحقيقتي ..واتتني مرات لتهز مني الارعن في والمتذمر حد الملل من كل شيء ولتقول لي :" هيا ارفع راسك ..انا من تحدثك .."..

وكنت اظل انظر إليها جيدا ..اخد كامل وقتي لاعيد رؤيتها ..اكتشافها .. تذكرها..معانقتها بكل الشوق الذي في عيوني ..امسح شعرها ..احيط  وجهها بكفي ..الامس شفتيها باصبعي ...اداعب خدها  بظهر  كفي ...ادنو بانملي من عينها لاداعب جزءا من جفنها ...انظر إليها وابقى هناك لا ارحل الى أي مكان آخر  ..ما من ذكريات استعيد بحضورها الطاغي ..انظر إليها فقط ولا اتعدى الى  ان الامسها بحق ..كنت ادرك انها غاضبة مني او علي ...كنت اعرف انها لا تقبل مني الاعيب الموت التي ألجها  واندفع تجاهها ...كنت اعرف انها تريدني هاهنا بجانبها مقبلا على الحياة ...

اشياء مني متعددة كانت تنتظر ان تاتي "حنان "هذه الي ..كانت تامل بحق ان تاتي الي ...ان تظهر فجأة امامي وتصيح في وجهي ..:"طارق ..شوف في ...انا لكنهدر معك ..."لاستوعب انها الان تتحدث الي ويجمعنا الحديث من قبل ..ذلك الحديث الشيق الذي لطالما تقت اليه وعشت اتخيل ان اجريه ..ان أعيشه ..ان امارسه...وان اعيد تشكيله ليكون متجددا دائما ..ذلك الحديث الذي ما ان كنت ابدا في التحدث عنه ووصف أشكاله التي اتصورها والمعاني الممكن ان يحتويها ..حتى ودون ان تكون عندي أية نية في التأثير على مخاطبتي حتى المح في عينيها ذات الشوق لكل ذلك الحديث ...ويحدث ان نبدا مع بعض صياغة حديثنا الخاص ...

من زمن بعيد غارق في طفولتنا ..كنت أداور الاصحاب لاعرف منهم اساليب السحر التي تجعل تلك تقترب بسهولة من ذلك ..كنت اريد ان اعرف كيف لي ان اقترب من انثى واطلب ودها..كنت اريد ان اعرف حتى ما عساها هي ستقوله له ..وستقوله بينها وبين نفسها ...كنت اعرف انني متهيب من التجربة لحد الشعور بالخوف ..وهو ما كنت ارفضه مني ...كنت اظل انسق في الكلمات والعبارات وانتهي بان ارمي بها خلف ظهري واصمت داخليا بقناعة ان كل هذا لن يجدي نفعا ...بيني وبين نفسي كنت أخبر بان الامر في غاية السهولة ولا يحتاج للكثير من الكلام انه تماما مثل كل الذي خبرناه في الاعيبنا ..ان تاتي الي ..ان تقترب مني ..ان تتلطف بي وان تنظر فجأة لعيني بشكل مباشر وتقدف في وجهي بعبارتها دفعة واحدة :"نتصاحبوا ..."...او ان اظل مراقبا اياها ..ان اترصدها بعيوني ..ان اجعلها تشعر بأنها تعنني ..وتهمني وان اقترب منها لاجسر لها مسافة ان تقترب هي اكثر مني وان اقول لها :"تهدري معيا ..."ولا يهم ما عساها ستقول بعده ..."وشنو غدي نقولو ..."او :"وحنا كنهدروا مع بعض ..."او "انا باقى صغيرة على ذيك الهدرة ..."لا يهم ما ستلوكه من كلمات بعدها ومن قبلها ..من الان الذي قالت لي فيه انها تقبل مني ان اراقبها وانني  اعني لها شيئا ..ومن الان الذي حركت في الرغبة والجراة لاقترب منها ومن الان الذي اقتربت هي فيه مني ...كنا قد بدانا "الهدرة .." ...

كنت اعرف اننا مهما كبرنا لن نكبر على خبراتنا العميقة الأولى ..وكنت اعرف انني كنت اخوض العيش على اكثر من مستوى للاقنع بتجربة واحدة للاحساسات وانني في ساعات لم اكن اعاني من اي حرمانات جنسية او عاطفية عامة غير أنني اكاد افنى من جوع محدد لاحساسات بعينها .؟احتاج لان استعيدها ..لان اعيشها ..لان اتنفس داخلها .."حنان "هذه الجوع اليها كان قاتل ..لانه جوع من نوع خاص ..جوع لمن يشغل عقله معك إلى أقصاه ..جوع لمن على استعداد لان يحطم مثلك كل الاصنام وكل الطابوهات ..جوع لمن نادرا وحميميا جدا ان تجمعنا لحظة ضعف نبكي فيها سوية ويرتشف كلينا من دمع بعضينا ..ونتحاضن بقوة وعنف كمن سنفتقد بعضينا للتو وللابد ..جوع لمن نمضي سوية ..جنبا إلى جنب ..كفا لكف..ورافعين راسئينا غير مبالين بامارات الحب الذي كنا للتو نمارسه والتي تفضحنا ..  

"حنان"..تريد ان تجدبني من اسفاري في عوالمي لاعيد اكتشاف حقيقتي البسيطة معها ..حقيقة الطفل الذي كبر بالاتفاق معي ..كبر بسرعة ولحظة واحدة  ورفض حتى ان يعترف تمام الاعتراف بكل الذي جعله يودع طفولته مبكرا جدا هكذا ...

"حنان"هذه لم تكن الطفلة التي ربيتها على انها امراتي "كريمة مراتي "التي كانت اروع الاحساسات التي تهبني اياها لما تنخرط معي في مزاج امومي..لما تاخدني وكانني انا طفلها ولما اترك لها ان تعيد خلقي وراسي على صدرها مدفون بين ثديها واصابع كفها تمرح في شعري ..تداعبه بكامل الحنو ..

"حنان "هذه  تعرفني في اعماقي السحيقة..تعرفني خارج كل الأقنعة التي اجيد ارتادءها .. تعرفني في جوعي الخاص للانثى البدائية ..للانثى المحترقة دائما ودوما لتمارس الاحساس بذاتها وجسدها ....مع "حنان "هذه لم يكن هناك وقت خاص للحب ولا مكان محدد سلفا لذلك ...في اي مكان ..في اي زمان ..ونحن نتبادل النقاشات الجادة ونحن نحضر عرضا سينمائيا او محاضرة لم نكن نكف على أن نمارس الحب ..دائما كان هناك أسلوب لنمارسه وللانبالي  او لنهتم لعيون قد تكشف محادثتنا ..وقد يتطور الحديث ليصبح فاضحا ولا اي منا يهتم او يبالي ...كانت جاهزة لتتصدى لاي احد قد يفرض نفسه علينا وينوي التدخل ...وكم كنت احب منها قتاليتها تلك ..كانت في لحظة واحدة تحتد ويتعكر مزاجها وتصبح مستعدة لتدخل معركة وتربحها ...

كل الذي اعتقد انه ناولني العبور اليها كان صدقي ...كنت صادقا معها لاقصى درجة ...ربما كل اللواتي عرفتهن يوما كن متجاوزات لمسالة الغيرة علي ..غير انه مع "حنان "هذه كانت ملغية تماما ..كانت ابعد حتى على أن تحتمل كفكرة وكفكرة تملكية ..كان لها ان تاخدني من جانب أية واحدة لتقبلني ملا شفتي وتحضنني قليلا ثم تخاطب مرافقتي :"تهلاي فيه ..."وتتركنا معا ...كانت رائعة لاعيش معها كل فنتازيا العشق التي تشربتها من اروع الروايات العالمية المترجمة وقصص الشرق السحرية وكل الافلام التي سلبتني والموسيقى والاغاني التي سكنتني .."حنان "كانت قادرة على تذهلني بكامل تجاوبها الغير المفتعل او المتصنع مع احتياجاتي النفسية والسيكولوحية  ...تلمح كفي وقد امتدت وسط زحام نسوة السوق فتمد يدها لتحضنها ثم تكمل عبورها ...نترافق مسافة مشوار وكتفي  لكتفها دون ان نتفوه باي حديث ..دون ان نكون على سابق موعد او انتظار ان نتقابل ..وقد نفترق دون ان نتوادع حتى لأننا اكتفينا .."حنان "عندما اخدها مديرة ظهرها لي ترقد مستسلمة لاحتضاني لها ..لا تصد اي ملامسة لي ...وحتى عندما اشعل سجارتي لا تتبرم من دخانها..نظل واقفين لزهاء الساعتين نتابع عرض شريط الصباح ضمن فعاليات النادي السينمائي ..رافضين  ان ناخد مقعدا ضمن الحضور ..وقد يحدث أن اخد او تاخد هي كلمة ضمن النقاش الذي يعقب مشاهدة الفيلم ونحن على تلك الوضعية ...ارغمناهم على أن يانسوا منا حريتنا في ان نحب بعضينا على مثل ما نفعله..."حنان "في اي لحظة قد تنزرع واقفة بجانبي وبكامل تنبهها ستتابع ما اخوض فيه مع اي كان موقعه السلطوي او السياسي وستتدخل ولن تحتاج لتعتقد بأنه يمكن ان اصحح لها ما ستقوله من موقع انها عارفة بمشاغلي ولحدود المقبول واللامقبول مني ..انها صوة مني يؤكد حتى لمن لا يعرفها ويعرف بسابق علاقتنا ببعض انها تدركني ..تعرفني في أعمق خصوصياتي وحتى في طريقة تفكيري وقياسي للامور ..."حنان "لم تكن "كريمة مراتي "التي تدرجت معي منذ ان كانت طفلة تحملها امها لروض الاطفال وقررت أن اصاحبها واستملحت ذلك ثم تكفلت انا بايصالها على مدار السنة لروض الاطفال وايصالها لمنزلها وكانت أحيانا تقضي بجانبي فترة الظهيرة كلها الى أن اعيدها اخر المساء من الروض لمنزلها.."كريمة مراتي "مثلما كنت حريصا على أن اطعمها بكفي لقمة لقمة وهي تجلس حجري اضحت هي لما كبرت كذلك أشد الحرص على أن تطعمني وان تهتم بكل راحتي  ..."حنان "هذه تحققت معها كل "الهدرة "التي حلمت وشغفت يوما بان احقق الشيء القليل ..القليل منها مع كل بنت تعلقت بها ...

"حنان "تقبلتني في كل اطوار عمري ..في كل تقلبات احوالي ..ربما لم تكن لتوافقني في عدد من اختياراتي وكانت لا تصمت في وجهي وتعبر بكل غضب وغيض عن امتعاضها من بعض مواقفي وتصرفاتي الاجتماعية لكنها ابدا لم تحسسني بأنها على غير وفاق معي انا او أنها مدعوة لتاخد مني موقفا عاطفيا اخرا ..قد لا نخرج بتوافق فكري حول قضية نتناقش حولها لكنها لم تكن لتودعني بغير امتع القبلات واعنف الاحضان ..وليبقى الخلاف الفكري قائم بيننا ...

مع "حنان "لم اكن في حاجة لاي ادعاء ..حتى تغطية افلاسي لم اكن في حاجة له معها ...هي قد تلحق بي دون استفهام ان دعوتها لدخول مقهى ..تعرف انني قد تدبرت امر مصروف اضافي يكفي وانتهى الامر ..."كريمة مراتي "كانت ستسال حتما ولن ترتاح الى أن تعرف كل ملابسات الامر ...

"حنان"كانت ترسم جيدا الحدود مع الغرباء الذين تجدني بصحبتهم ولا تتخلى عن صرامتها في التعامل معهم والتدخل لتصحيح النصاب ....و"حنان "نفسها مستعدة في لحظة واحدة لتعاملهم بكامل الندية ان لمست مني انني اعاملهم كذلك ... اصحابي أصحابها لكنها تعرفني انا وحدي وصاحبتها صاحباتي وحر انا في التعاطي معهن كما اشاء..

"حنان "هذه احبت بشكل رائع "كريمة مراتي "  كانت تتقبل منا لعبتنا الجميلة وتستحليها بدورها ..تجلس "كريمة مراتي "لي كطفلتي تنظر لعيني بحب وشغف وهي مطمئنة لاحتوائي لها بين ذراعي وهي لا تكف عن طرح الأسئلة وطلب الكثير من التوضيح والتعبير عن كامل رغبتها في ان تعرف اكثر ..وغير ناسية لان تزواج الحاحها بخلق جو من المرح والامتاع ..كان مجرد النظر في عينيها الرماديين وشكل وجهها الطفولي الممتلئ يكفيني لاشعر باكبر امتاع وفرحة ...لكنها كانت تابى على نفسها ان تتركني دون ان تشعرني انها كبرت وتكبر ..تظل تتحرك في جلستها بين حجري على الارض المنبسطة محاولة اثارتي جنسيا لاشتشعر دفئ جسدها الممتلى من الردفين هي القصيرة القامة  بعض الشيء..كانت تعرف هي نفسها انها كبرت على مثل هذه الالعاب لكنها ظلت اللعبة الاثيرة لها ولي ..لم تكن تمل من ان تذكرني بأنها الطفلة التي احببتها واحبتني واندفعت تريد بسرعة أن تكبر لاحبها عن حق كانثى حقيقة ..لم تكن "كريمة مراتي "لتتنازل لاية واحدة تريد ان تسرق منها مكانتها كطفلة واعدتها مند ان كانت بنت لم تكمل عمرها الخامس بعد ..واعدتها وخطبتها لنفسي على أن تكون امراتي الصغيرة وانا رجلها الكبير ..و"حنان "يروقها اكثر الطريقة التي تعبر بها "كريمة مراتي "عن نفسها ..عن خصوصية علاقتنا ببعضنا ..وعن لما لا تمانع في ان تكون لي علاقات اخرى ...وتاخد "كريمة مراتي "لتجالسها مثلما كانت معي ..وهي تهمس لها بأنها بدورها ستحبها وتحبها مثلما تحب حبي لها ..وكل الذي كان يلزم "كريمة مراتي "لتتجاوب مع "حنان "هذه وتدخل معها في اللعبة ان تلقى من عيني الإشارة وان لا اشيح بعيني بعيدا عنها ...

لم اكن لاستغرب مما يحصل معي لكنه كان يتسلل لداخلي احساس متكاثف بالوجود والاغتراب معا ..احساس بانني اتعرف علي ..اكتشفني في اعماقي على غير الصور الممكن ان يتعرف بها علي اي احد يدعي انه يعرفني ..واكتشف كم هو ممتع للغاية ان اقابل مني الطفل الذي كان يحلم في غفلة عني  وتعمدت ان اتجاهله في ..الطفل الذي كنت اجده يبرق مع الدمع التي تنهمر من عيني رغم مكابرتي وانا غارق في قراءة الروايات وفي مشاهدة افلام الزمن الجميل الكلاسيكية العربية ..الطفل الذي تراهق هو الاخر في خفية عني ودون ان يحرجني وغدى يحرك في حب الموسيقى الفرنسية العاطفية وسينما ووجوه فرنسا ...ويثير في الحلم بفرنسا ...فرنسا التي لا اعرفها الا من الروايات الشعبية  المترجمة ..فرنسا الأبواب الخلفية والازقة والحارات الكئيبة ..فرنسا التسكع والخمرة والشعر والادب ..فرنسا الاخرى لم اكن بقادر على ان ابني معها حلما لانها كانت تخيفيني ..لا اتصورني سانجح في بناء أية علاقات طبيعية بها لانني مغروس هاهنا وحتى الحب الذي كبر بتواطئ مني لفرنسية تختارني انا المسكون باللغة العربية والمسحور باجواء الروح الشرقية كانت "حنان"هذه تجسده في ابهى تعبيراته وتعيشه معي بكل رحابته ...

لم تكن لحظات منفلتة من ذلك العيش اليومي الرتيب ..بل كانت جزءا اساسيا من يوميات عيشي الاثير ...رتبت حياتي لاعيش ايامي كما اردتها ..كما اريدها ..وحتى في عز انشغالتي كنت مصرا أن ابقي لي مساحات خاصة لأكون انا فيها بمثل ما أريد ان اعقله مني ...كنت حريصا على أن ابقي لي مكانا يلصق بشخصي في مقهي ..وليس اي مقهى عام وحسب ..بل اقرب مقهى للروح الفرنسية التي تستهويني ..مقهى مفتوح في وجه اي زوجين متحابين ..مقهى تاوي اليه اجمل المراهقات ...ركن على الاقل بمقهي عام متاح للحب العمومي ..مقهى يعبق بالعطر  الانثوي وينعم بالاضاءة الخافتة ...وكنت قد وجدت بغيتي بمقهى "لاكوست"..وكسبت ود  صاحبها والمستخدمين بها واخدت كامل حريتي بالقراءة والكتابة بها والجلوس لاطول الساعات  .. كنت بعيدا على أن أرى من ركني القصي الذي ارتاده مما اعطاني مساحة للخلوة وجعل من المكان أشبه بالمخبا العام الذي أقصده لاجلس لوحدتي وسط الناس ولا اشيع خبره الا بين اقرب الاصحاب والصاحبات لي..حتى لا يتحول لمنتدى ويضيق علي من زواري ويضيع علي الوقت الذي خصصته اصلا للكتابة والقراءة ..

تعرفت للحانة المجاورة للمقهى " حانة الكعبوري"   واخدت تعرج عليها قدمي في بعض الامسيات كما في بعض الظهيرات لاحتساء بضع جعات متى كانت احوالي المادية ميسرة ..واخدني جو السجائر وروائح الشراب والطعام المطهي  وثرثرات زوارها الشبه الدائمين ..كنت اجلس كرسيا بركن على حافة "الكنطوار  "..بزاوية مائلة تجعلني متخفي باعطاء ظهري لكل والج للحانة ..وفي نفس الوقت قادر باستدارة جانبية خفيفة من مراقبة كل حركة دخول للحانة ..اكتفيت طوال الفترة الأولى على مجرد الاستمتاع وبتجاهل  مبادلة النظرات مع روادها لكنني مع ذلك كنت حريصا على تكوين علاقات نظرية مع من كانوا يعتبرون من روادها الاوفياء خصوصا من من كانوا مثلي هم بالعادة يجلسون لوحدهم وينصرفون لوحدهم  ..ربما كان بامكاني ان اثمل في امسيات بالحانة لكنني فضلت ان لا افعل ذلك ابدا وان احافظ على وتيرة شرابي الخفيف حتى عندما بدأت تجمعني بضع دردشات  مع من تقربت منهم ...

اقصد المكتبة للمطالعة ولاستعارة الكتب بمثل ما حافظت على كامل اتصالي باصحابي و الاستمتاع لجانبهم بالتذخين بين الفينة والاخرى وتنظيم سهرات شراب بمقهى المحطة الطرقية التي تظل فاتحة ابوابها على مدار ساعات اليوم والليل كله وقد نحولها لمقهى "مرحبا"المعروفة باسم صاحبها "كرميلوا" الواقعة على مقربة من ساحة "كواطروا كامينوا "  ..كنت أوسع من دائرة نشاطاتي واهتماماتي ليكون بامكاني دائما ان اتخير وبتنوع برنامجي اليومي واجعله يستجيب لاحتياجاتي النفسية ويعوض علي الوقت الذي كنت اقضيه منكبا على نحو عملي في نشاطات سياسية أو أشبه بذلك تتطلب مني كامل تنبهي وانضباطي الشديد مع الدور المفترض انني اتقمسه وامارسه ..  

"حنان "هذه   كانت ملتزمة ببرنامج دراستها ومتى سمح لها الوقت بان تقابلني كانت تأتي من تلقاء نفسها ..وكانت على العموم قادرة على أن تترصد خط سيري  وتصل الي او تبلغني خبرا بأنها تريد ان تراني ..وكان دائما اي وقت يناسبنا ..كان التسكع على طول الافريز السفلي للشرفة الاطلنتكية في الظهيرات ممتع في كل الفصول ..وكان البقاء اعلى التلة المشكلة لساحة "دار المخزن "بعد غروب الشمس بكل ما تشكله اطلالتها على الميناء وعلى الطريق الرئيسية لطنجة وعلى موقع مدينة ليكسوس الأثرية ..بالإضافة لتطرف المكان والمنطقة المحيطة به عن باقي اضواء وحركة المدينة والاسواق والازقة الشعبية مكاننا الاثير لنستحظر روحانيتنا ولنتشبع بالهدوء والسلام وليحلو لنا أن نمارس الحب دونما الكثير من التحفظ ...

"حنان "هذه ابدا لم تكن تلك البنت المستهترة ولا المهزوزة الشخصية كان لها اباءها الخاص وعزتها بنفسها وقادرة على أن تصوم الدهر على أن ينال منها من لايستحقها ...احيانا كانت تبدوا مرهقة ومتعبة وعبثا تقاوم الرغبة في البكاء واول ما تراني حتى تتنفس الصعداء وتقف مكانها وتعرف انني ان لم اتيها ..او تجاهلتها فلن تلحق بي ..لن تقوى على أن تنادي علي ..وتعرف ان جسارتها وجرئتها انتهت اول ان قررت هي ان لا تبحث عني ..وقررت أن تغالب حاجتها لي ..وأنها متى راتني ولم تمضي لحال سبيلها كما تفعل كل ما كان هناك ما يدعوا للا نلتقي حسب تقديرها الذي اعرف انها تضعني في نظره ..فهي لم تعد تقوى على المكابرة ...ولم يكن لي ان اتجاهلها البثة مهما كانت ظروفي ...ومهما كان  شخص الذي ارافقه والمصالح التي تربطني به ... هي من جانبها كانت تعرف انني ملتزم بقرار ان لا ابحث عنها في محيطها السكني ولا بمحيط الثانوية التي التحقت بها ..ولا لي لان اسال عنها صاحبتها القريبات منها .اللواتي ابادلهن السلام والتحية ولا سؤال بعده عنها او عن غيرها ..هن يملكن ان يبلغنني خبرا او أمرا منها او يرتبن لي موعدا معها ..لكن انا قررت معها ان اظل غائبا وان ابدا لن احاصرها بطلبات مقابلتها ...ربما لم تتقبل الامر بادئ الأمر لكنني عمدت على توضيح كامل قناعتي التي تقف خلف تبني مثل هذا القرار ...ببساطة كنت دائما احكم تمييز جماعتي الأولى من صاحباتي وأصحاب الحي الذين كبروا لجانبي (على اعتبار انني كنت اتقمس معهم دور الطفل الذي كنت أتركه بمعزل عن كل تفاعلاتنا وانفعالاتنا ...بينما انا كنت كبرت قبل أن ادرك عمر الخامسة ) ..  كانت متجمعة عندي عشرات الشواهد المتخلفة من مواقف كنا نعيشها ونختبرها ونترصدها ..وكنت اعرف جيدا ان اي واحد منا مهما كان طبعه ومستوى ذكاءه متى تحكمت رغبة فيه ما عدم طريقة للوصول بها لتحقيقها ...حتى احقر الرغبات او مما قد تعرضه للاحراج الشديد بعد نيلها او قد تعرضه للعقاب والمنع ان اكتشف أمره بعدها ما كان ليبالي الا بتحقيقها ...انا وقفت جيدا عند مساءلة كل ما الذي حقا كان يحرك فينا مثل تلك الرغبات ومثل تلك الإرادة لتحقيقها ..وعدت وتساءلت مرات بالكثير من الاسى عن اين تذهب كل تلك الإرادة التي كانت بحوزتنا لما كنا صغارا في العمر ..وما الذي يمتصها منا ويكاد يقتلها عند البعض منا ليتحول الى اندل جبان ومرتعد ومتردد لبقية عمره ...وعدت لمجموعتي لاحرضهم على أن يحتفظوا لاطول عمر ممكن بالطفل فيهم لانه خلاصهم من كل دجل يرتكب في حقنا باسم التهديب والتربية والتنشئة الاجتماعية وباقي التحويرات الأخرى التي تاسس لها السوسيولوجيا ..

لم اختر الاعتصام باناي ..ولا استهواني من اي جانب لعب دور الدجوان..انا افصحت لها منذ البداية عن ماهية تبادل الأدوار بيننا ولم يفتني ان اخبرها بانني شخصيا مللت ان اقدمني ذكرا لا أشبه ذكور مجتمعي لاناث نسقيات ..اردن لهن ان يلعبن نفس اللعبة بكل الفر والكر فيها ..بكل اساليب التحريض والاثارة والانسحاب ..بكل ذلك التلميح بالقبول والعودة للمانعة ...بكل ذلك التحايل .. الذي لم ياتي من فراغ وانما كان انجع وسيلة لترويض ذلك الذكر المنفوخ فيه من كل جهة ..مجتمعنا ذكوري بامتياز ..تاريخنا تاريخ تسلط الذكور على الاناث ..وعلاقتنا مهما بدى الجنس فيها مشاع ويمارس بالوفرة نظل مكبوتين لأننا لا نمارس الحب الذي يشبع رغباتنا وانما ننخرط في هوس جماعي جنسي ناقص ..

كل الذي دعوت اليه بداية بيننا ان نتنازل عن  اعلاء اللاثقة التي تسمم علاقاتنا الخصوصية بين النوعين ..ان نتنازل عنها لصالح الانسان فينا ...وان ننسى نهائيا طقوس الصيد والطريدة ..ولانني كنت احدس صعوبة ان تبلغ تماما مرامي ومنطلقاتي وحتى ان استوعبت مفاهيمي فلا محالة سيربكها الواقع المحيط بها وقد يعود فياخدها ليحتويها في ظل مفاهيمه هو ..فلقد كنت متمهلا بها وعمدت باقتراحي فقط ان ازيح عن كاهلها المخاوف الكلاسيكية التي تعترض اي بنت في مجتمعنا فكرت او جرات على الدخول في علاقة نوعية ..وهكذا تنازلت لها عن المبادرة الذكورية ..هيا انت الذكر وانت من يملك الحق في مبادئتي  وانهاء علاقتنا متى شئتي ..انت من له الحق في ان يطلب مواعدتي ومقابلتي ولا حق لي في رفضها تحث طائلة ان تحتجي وتصرخي حتى في وجهي وتقلبي علي الطاولة ولك الحق حتى في ان تهمليني وتتجاهليني بينما انا لا حق لي في الكيل بمكيالك..لك الحق في ان تاتي باحثة عني حتى منزل اسرتي او ان تسحبيني من وسط جماعة اصحابي ولا عليك لومة اما انا فلا رضى لي غير رضاك عني ...ولاحقا حتى تقنيا كان لها الحق كاملا في ان تلاعبني هي متى شاءت وبالشكل الذي ترغب فيه ..انا كان علي أن احتمل ..وان اخلص نفسي من كل ما يمكن ان يعتمل في راس او كيان اي ذكر تقليدي من ذكور مجتمعنا  ..ربما كان يعز علي كثيرا حال الواحدة من اناثنا .. ربما صاحبت لمستوى عميق الكاتبة والباحث الدكتورة نوال السعداوي واستمعت طويلا للهمس الذي كان يحتوى كتابات وابداعات اديباتنا العربيات  ..وربما لانني كذلك كانت عندي تلك الرؤية المخالفة التي يصدر عنها أدباء ومبدعوا العالم غير العربي ...

"حنان "هذه لم تكن سهلة المراس ..عندما جاءتني بشكل رسمي تلك المرة لتطلب مصاحبتي .".نتصاحبوا .."مما قالته لي على شكل مكاشفات انها في البداية عجبتها ..وأنها قالت بينها وبين نفسها لماذا لا تجرب نوعي ..وكنت استوعب معنى أن ترغب البنت المراهقة المتحررة شكلا والمتسامح معها بحدود اسريا ومن محيطها القريب ..في التجريب ..انها ببساطة خطة لقائين وحسب هواها ورغبتها اما ان تدخلك في مزاجها الخاص من اول لقاء او تتركك للقاء ثاني ثم وداعا ...ولا محاولة تنفع معك وتجدي معها ...كانت تلك  لعبة الذكيات من الاناث اللواتي وعين اولا برغباتهن وبحقهن حتى هن في ان ينفسن عنها ويمارسنها وبمطبات الدخول في علاقات غير متكافئة ومع عقلية ذكورية سائدة حريصة على اغتنام الفرص وتمريرها والتباهي بتعدد التجارب والخبرات العاطفية والجنسية ..و تحسبهن لمن يقف منذ البداية رقيبا ومحاسبا لهن هن اولا وقبل اي اخر ..لعيون المجتمع وأحكامه القاسية ..

"حنان "هذه ..وهي تفصح لي بذلك لم تشكك في كوني سافهم بالتالي من خلال مكاشفتها انها تفضح نفسها امامي وأنها بذلك كمن تقر بأنها لها هي كذلك تجاربها ..ثم عادت لتقول لي انها الان قصدت بالفعل ان تعرفني عن نفسها وان تقول لي بانني استهويها بافكاري ..بشخصيتي وأنها ترغب في ان نتصاحب ....ولانها يومها ..مساءها لم تتصيدني بتظاهر غيره وانما جاءتني وبشكل مباشر وببعض النرفزة والحدة وهي تطلب بعض وقتي فلقد كان لازما علي ان اسايرها وابادلها رسميتها فقلت لها انني مرحب بطلبها لكن بشرط ان تعقل انها هي من اتتني ..ومن ملكت الجرأة لتطلب مصاحبتي وعليه فهي الذكر ..الرجل وانا الانثى ..المرأة ..

لما خرجنا سوية من باب الاعدادية وبمجرد ما عرجنا على جانبها الايمن في زقاق خافت الإضاءة حتى طلبت منها استثناءا ان تحقق لي رغبة  في ان اعانقها وان احتويها بين ذراعي وان احضنها قويا لانني فرح بها ومنتشي باحلى دعوة لنحب بعضينا التي جاءتني بها ..ان تحقق رغبتي بان تاخدني هي اليها ان قبلته مني ..وبعدها منحتها امر تسيري كما تشاء هي وبالشكل الذي يوافقها ولا يثير لها أية مشكلات اجتماعية أو يعرضها لاي حرج ...

جميعنا (وان كان يحصل معي الامر على نحو اخر..) كنا نمر من اطوار المراهقة ..."حنان "هذه كانت تصغرني ..كانت قريبة من مجموعات "الزنابق "لكنها لم تكن منهن ولا زاولت معي نشاطات المسرح والغناء والترفيه او ساهمت في نشاط ثقافي لجانبي ..ولا كانت من اولائك البنات التابعات للرائدات من بنات المؤسسة واللواتي يركبن ظهور صاحباتهن للوصول السهل لمرادهن في الظهور او التقرب من نوعيات ذكور بعينهم ..."حنان "هذه كانت متميزة بانوثتها وبتعمد أن لا تظهرها بل وان تظهر وكأنها ذكورية الميول وعلى غير عادة البنات ذوات الصوت الرخيم كانت هي تفتعل خشونته وغير متحفظة في اعلاء صوتها والاحتداد في نقاشتها ..كما كانت عصبية الطباع وغير متسامحة في حقها ولا تستسيغ اي محاولة للتحرش بها ... كنت اعرف ان مجموعات "الزنابق "المتحلقات حولي ..هن البنات الصغيرات الحلوات الانيقات وكل واحدة منهن بقوام مختلف وسحر مختلف احاطني بنوع من الكاريزما ..وجعل عيون عدد من المراهقات الصغيرات يتعقبنني لكنني لم افعل اكثر من تقبلهن دون أية محاولة مني لاستغلالهن والعودة بي لثقافة الاصطياد والغنائم ..."حنان "لفتت انتباهي مثلما لفت انتباهها واخدت وقتها مثلما استطاعت أن تاخد حيزا دائما من تفكيري ومن اهتمامي ومن متابعتي لها من بعيد لبعيد ..واقتربت مني ..دبرت اقترابها من دائرتي واكتفت بان تدرسني عن قرب ولطلما تجادبت معها خصيصا هي النقاش دون ان اعينها هي بالضبط ودون ان تكون شريكة مباشرة فيه ..وانا اتحدث للاخريات كنت اخصها هي  بتركيزي على ما ألاحظ انه يستهويها من مذاكرة او حديث او موضوع نقاش..فتحت معها قناة غير مباشرة وامتعها اسلوبي في كسب ودها والاهتمام بها فاخدت تتجاوب معي ليصبح أغلب النقاشات ثنائية بيني وبينها ...صاحباتي من مجموعات "الزنابق " كن منطلقات معي ومتماديات معي بتحبب يمسكن بذراعي ..يطلن كفهن لمكاتفتي ..ينغرسن في باجسادهن .. يطلبن ان يسلمن علي بالقبلات الحبية ..لكن حتى لما تطورت علاقتي ب"حنان"هذه حافظت على مسافة بيني وبينها وكذلك فعلت هي ..انا لم يستهويني شكلها وان لفت انتباهي تظاهرها الذكوري غير انها بتكامل انوثتها سكنت عيوني واستحقت ان تنال حيزا لها في داخلي ..لم انسج معها في خيالي اي مشروع علاقة قبلي ... كما انني كنت فعلا غير قادر على تصور إمكان قيام علاقة نسقية لي مع اي واحدة في الوقت الذي كانت تجمعني الكثير من العلاقات مع عديدات لكن كل واحدة غير الاخرى وكل واحدة مبثورة وتنقصها أشياء عن الاخرى وكلها جميعا لا يمكن ان توصف على انها علاقة نسقية او نمطية من تلك التي ينشئها ذكور مجتمعنا مع اناثه ..كنت "كنهدر "مع عديدات وكانت عديدات "متصحبات معيا "وكانت لي مع بعضهن علاقات ممارسة مفتوحة لكنها لم تكن تعني اعراف العلاقة كما كان اقراننا ينشؤنها ويتواجدون فيها ويمارسون خلالها ...ومن كانت تريد ان تعرف عني احوالي العاطفية والعلاقاتية فكان يكفيها ان  تفتح عينها جيدا علي ولتحاصرني في زاوية انتباهها ..لتعرف انني  لاثير غيرة أية واحدة اكون معها او بجانبها ولتعرف انني في كل حصة دراسية اجلس لزميلة انثى في الغالب  الا من صاحبين على أكثر تقدير وان اي زميلة بشكل او باخر نتصاحب مع بعضينا ..وانني ارافق اكثر من واحدة في طريق من او الى الاعدادية ..وانه يحصل ان اقابل صاحباتي من الحي وصاحبات البحر والشاطئ والصيف وصاحبات المدرسة ..وصاحبات اختى اللواتي يتحولن لصاحبتي ...واقول صاحبات وليس مجرد صديقات بذلك المعنى الكلاسيكي للصداقة ..

"حنان "هذه لم أراهن عليها انا وانما دخلا عليها الرهان سوية صديقي "الشريف "و"الكراب " وكل منها يؤكد لي انها ستاتي الي ..ستاتي الي..اما انا فلم أراهن عليها لانني لم اكن لاستسيغ ان اقيم تلك العلاقات العابرة ..علاقات يومين وانتهينا ..كان يكفيني ان اجتر الطريق على مدار الأيام المتتالية طوال سنة او سنتين دراستين مع صاحبة نتبادل الكلام والحكي والبوح الخاص ونتشارك بعض الاهتمامات ونتساعد في القيام ببعض الواجبات المدرسية ..ونسمح لانفسنا ببعض الاقتراب الغير المكشوف من بعضينا على أن أضيف لمجموعتي اسم بنت مرت علي وهكذا فعلت معها وها ما فعلته معي وها انا مع غيرها ...

"حنان "هذه يومها اقرت لي بأنها تعرف انني من  غير اولئك الطينة من الذكور لانها تتبعتني وسالت وبحثت خلفي ...وحتى  شخصية " س ن " تعرف من تكون وتقربت منها وعرفت قصتي الطويلة معها ولا يشكل معها فارق علاقاتي الخاصة بها مادامت هي بذاتها ما منعتني من باقي علاقاتي بصاحباتي ولا صاحباتي شكل معهن فارق اعلاءي الادبي لعلاقتي ب"س ن " ( سناء بنت حينا...)

"حنان "لم تجد ولا وجدت معها صعوبة لانها اخدت كامل وقتها للتفكير وللتدبير ومتى اقتنعت اتتني ودون لف او دوران قالت لي العبارة التي كنت اتوق لسماعها من شفتيها هي بالضبط :"نتصاحبوا ..." 

"حنان "هذه الذي راقني فيها والذي راقها في على كل الموضوعات الاخرى كان الشكل الذي نفكر به ونرى به  ونحلم عبره ...


   

             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...