لما قررت الابتعاد لم افكر في الانسحاب ولا فكرت في مهادنة الاجواء ولكنني كمن اختار ان يقتصد في الحركة ..ان يخرج من القطار الذي يركبه ليعاود تفحص وادراك السرعة التي كان يمضي عليها ذلك القطار ..كان راسي يعج بافكار كثيرة حد التشوش..كنت اعاني من حالة ذهنية قريبة من الخلط .لا اعرف ان فقدت معها القدرة على تحديد اتجاهي او سقطت في براثين من يملي علي قراراتي ويحدد لي اتجاهاتي ..كنت اعج بانفعالات متناقضة فانا في حاجة لاثباث ذاتي لكنني في ذات الان لا اريد ان اتورط في الاوهام ولا ان انساق مع اللغط الاجتماعي وادور كدابة الساقية لاعيد انتاج خوائي ..ولا يمكنني ان اظل مستعرا ..اقتات من أعصابي ومن جسدي باصطفافي خارج اللعبة الاجتماعية مجرد مراقب ،اعزل ..غير فاعل ..
عندما قررت الابتعاد كنت مستوعبا تماما لمن كان يهمه ان ابتعد ..ولمن حاول ان يزيحني من الطريق ..ومن اماكني ..ومن فضاءاتي الحبيبة ..ولمن حاول اقصائي ..ولمن حاولوا محاصرتي...
عندما قررت الابتعاد لم اكن مهزوما ولا كنت ضعيفا ولا كنت يائسا او حائرا ...لكنني كنت بعكس ذلك تماما ..كنت قويا بما يكفي لاختار ان اغير من مسلكي ومن محيطي ومن نظرتي ورؤيتي للاشياء التي اعتادت أن تؤثت المشاهد من حولي ..وكنت مدركا وبحدس قوي بان العالم نفسه تغير ويتغير للايعود كما كان ابدا ...
بداية التسعينيات ..بداية تفكك منظومة دولية وسياسية وايديولوحية عمرت طويلا هي وحربها الباردة التي انتهت رسميا مع سقوط جدار برلين في نهاية سنة 1989... هل كان يعني ذلك هزيمة الافكار الكبيرة وكل ما شكل المبادئ والقناعات ..؟! هل كان يعني ذلك انتصار الغرب وثقافته وبالنسبة لنا انتهت الحرب وانتهت حاجتنا لجزء من تلك الصحوة ...؟!! ..
بداية التسعينيات كنت قد اخدت مسافة من الرفاق وكنت قد ودعت مقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل بشكل رسمي على أن لا شيء كان يمنعني من دخوله والمكوث به رفقة من ظلوا اصدقائي ورفاقي لكن دون ان انشط به او اساهم في برامج الشبيبة العاملة المتحولة والتي كانت تعد العدة لانقلاب على كتابة الفرع بعد ان سيطر "اليساريون " على المقر ..كنت أعرفهم واحدا واحدا لكنني لم اعمل على كسب صدقاتهم ..لم يكن عامل السن وفارقه المشكلة ولكنه مزاجي الذي يرفض التعاطي مع اصحاب الأفواه الكبيرة والذين يصنعون الفرق صنعا ليغطوا على نواقصهم ... كان منهم من يشغل وظيف التدريس الاعدادي و الثانوي وكان منهم من للتو تحصل على وظيف ومنهم من دخل للتو مدرسة تكوين رجال التعليم الابتدائي..بالنسبة لهم كانوا ينتظرون الوقت الكافي ليتعرفوا علي او بالاحرى ليدرسون امكانيات التعامل معي لانهم لم يكونوا ليتعاملوا معي كما أنا في ذاتي ..بالعشرين سنة التي هي كل عمري ...كانوا يبحثون عن الجزء الذي يصلح ان يتعاطوا فيه معي لانهم لم يكونوا ليقبلوا ان نترافق ونتصاحب ..ولم يكن حرصهم على ايلاءي بعض الاهتمام الا كمثل اعتراف بانني من فتح لهم الباب ليفكروا في استخدام مقر النقابة كفضاء لتجميع مكونات اليسار والحركة التقدمية بالمدينة والاستفادة من غطاءه ..كانت بينهم سابق معرفة ومحطات نضال وتاريخ مشترك ونقاشات مفتوحة كنت غائبا عنها وكان بينهم ود ولقاءات سمر وشراب لم اكن حاضرا فيها ..وبينهم مشاريع وافاق يعولون عليها لم اكن ضمنها ..بحسبة جانبية هم من يملكون القرار في ضمي اليهم من عدمه ..في اشراكي وايلاء دورا اساسيا او ثانويا ..وبحسبة جانبية وبعد ان ألفوا المقر والقدوم والاجتماع به وراقهم الجو ومدوا اقدامهم فلا شيء عاد بإمكانه أن يزحزحهم منه وانا مجبر بشكل او باخر على القبول بهم اذا اردت ان اكون "شيئا"في معادلة وجودهم لكن هذه هي الإشكالية معي لانني لم افكر في يوم في الانظمام إلى جماعة يسار او أو الى أي اتنظيم اخر وحتى استقطابي من طرف الكاتب المحلي للفرع "فخر الدين .."كان استقطاب نادي ينشط في التربية غير النظامية لمقر شبه خالي ومهجور وكل المكاتب القطاعية الممثلة بالفرع تكاد تكون اسمية وبالكاد بضع عناصر أحادية من كل مكتب نقابي من كانت تأتي بين الحين والاخر مع "فخر الدين "او لتسال عنه ..لم تكن تعقد اجتماعات لا اسبوعية ولا شهرية ولا من نشاطات تعبوية او نضالية ..الكتابة المحلية كانت تسعى بشكل فردي في التعاطي مع بعض مشكلات العمال او الباحثين عن عمل مع إدارات العمل أو منذوبية الشغل او لدى السلطات العمومية وكانت تجدد لنفسها مكتبها دون جموع عامة لتضمن استمرارية تواجدها الذي كان يوشي بأنه كسبي ومصلحي ..الكاتب العام المحلي كان هو النقابة ومعه طالب جامعي يسنده هو الشبيبة العاملة ..الكاتب المحلي ممرض اعزب متفرغ للعمل النقابي يتخد غرفة بالمقر كسكن له وأحواله الصحية متعبة من اكل الشوارع ومن الرطوبة التي تعشش جدران المقر القريب من شاطئ البحر ..والكاتب المحلي للشبيبة العاملة "عبد الخالق الحمدوشي "في أغلب الأحيان بتطوان وعندما يقدم للمدينة يظهر بصحبة "فخر الدين "يظهر دون ان يتدخل في نشاطنا او يطلب اشاركه فيه وان بدى مع الوقت اكثر ميلا للجلوس معنا خصوصا في امسياتنا .واخد يكون او يسترد علاقاته ببعض منا امثال "عبد السلام الصروخ "و"بدر الدين الساخي "....واصبح وضع النقابة والفرع من صميم النقاشات التي تثار بيننا ويبدى حولها عدد من الملاحظات والرغبات في المساعدة على تجاوز عقباتها وتنشيط ادوارها واحياء مكاتبها ...
نحن كنا اقران ..ابناء جيل واحد متقارب في العمر ونعيش تقريبا نفس معانات وجودنا ونفس الصراعات النفسية والاسرية وان لم تكن بنفس الحدة .."الصروخ عبد السلام"و"بدر الدين الساخي"لم يكونا من جماعتنا الأصلية وان تقاربنا لدرجة حميمية واصبحنا اصدقاء وأصحاب ورفاق ..ومعهما معا لانهما كانا الباقيين من فرقة كانت تشتغل على المسرح ومسرحية "الأقدار "كانت ايام الاعداد لها وعرضها بدار الشباب فرصتنا للتعرف عليهم ونحن نهوى المسرح والتمثيل ونحن نشكل مع بعض (الشريف محمد الطريبق .محمد الگراب .رفيق بلقرشي .اختي بشرى ) نادي الافاق بدار الشباب الراشدي وارتبطنا بداية باعضاء الفرقة "حسن العدلي . عزيز قريدش .يوسف ملوك ".الذين حاولوا توجيه تداريبنا المسرحية لكنهم لم يكونوا جادين تماما ولا ملتزمين وبعد وقت من الزمن كفوا نهائيا عن القدوم للدار بينما كان "بدر الدين الساخي"بتقاسيم وجهه الحادة وبانفعاله وعصبيته المكضومة حريص على زيارة الدار والوقوف لسبورة اعلاناتها وتذخين سجائره ببابها او على الرصيف المرتفع قليلا المقابل للدار وكان احيانا بصحبه "عبد السلام الصروخ" او يلتقي به هنالك لانه على غير "بدر الدين الساخي"كان حريصا على التطفل على أنشطة النوادي والفرق الناشطة بالدار ويستمتع برفقة روادها والتحدث اليهم وكان يبدوا اكثر اجتماعية من "الساخي "الذي كان يتمتع بشخصية قوية وكارزيمية وكان يدهشنا بسلوكه المعاكس لمظهره اذ كان جد ودود وطيب وعلى صلاة واسعة بكل اولئك الطلبة الجامعيين الذين كانوا يتدفقون دفعة واحدة حينما يكون هناك نشاط ثقافي كمحاضرة او ندوة او حلقة دراسية هم واولئك الذين كنا نعرف عنهم انهم ينتمون لشبيبات حزبية كشبيبة حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وشبيبة حزب التقدم والاشتراكية والشبيبة الإستقلالية ..ويزيد من دهشتنا ان كل عابر من طريق الدار على اختلاف حرفته او مهنته او منطقة سكناه كان يناديه باسمه المتداول "بدرو" او "الساخي "كان شخصا معروفا ومقدرا ..ومعنا وجدناه ذا صدر رحب يتسع لكل نقاش وقدرنا فيه عقله المنفتح والعميق ذي المعرفة المترسخة ..كان يحب القراءة وفي معظم الاوقات كان يحمل كتابا او اكثر من كتاب ..واحد يقرا فيه والاخر من اجل اعارته لصاحب له طلبه منه او هو ببساطة من عرض ان يزوده به لتوسيع النقاش بينهم ...
"عبد السلام الصروخ"و"بدر الدين الساخي"لم يتحولا معا لصديقين لنا وانما كل واحد منهما صادقنا على طريقته واسلوبه الخاص ومعهما معا لم نشعر بآية تبعية او احتواء من نوع ذاتي خاص ..بيننا تكون احترام متبادل وتفاهم مشترك يقدر خصوصية كل واحد منا ولم تكن فيه تلك النزعة الفوقية الاستاذية او الأبوية او الأخوية (الاخ الاكبر) ..كان بيننا قدرة على الانصات والتحاور والنقاشات التي اتت بيننا على حدة نبرتها كانت تلين ويتخللها كم رائق من الضحك والتفكه والسخرية المريرة ...
عرفناهما في ادق خصوصيتها وعاشرناهما ..كانا اكبر من ان يسقطا في نقاشات الذوات وفي التعاطي بلغة الحزازيات وحتى لما توسعت حلقاتنا ظلا محافظين على مسافة خاصة في التعامل مع كل واحد او كل زوجين قريبين من محموعاتنا على حدى ومقبلين على التعاطي معها بأشكال منسجمة ومغايرة لما غيرها ..كانا قادرين على تفهم خصوصية كل علاقة في مجموع علاقاتنا ببعضنا وقادرين على أن ينظما خلافاتنا دون سياسية تأليبية او انحيازية ودونما خداع ...
نحن كنا نكون فيما بيننا مجموعة رفاق وكان يسكننا ذلك الهم في ان نكبر على مرحلتنا السيكولوجية والنفسية بكل ما يطبعها ويثبتها من تنميط اجتماعي وثقافة شعبية وان نتجاوز السقوط في العبث والعدم او في دوامة الاجترار للافكار وللمخدرات وللاوهام ..ولما حدث ان عرفنا بعضنا البعض بباقي اصدقائنا ورفاقنا وتوسعت شبكة علاقتنا اكتشفنا كم نحن نكبر في ذواتنا وفي رؤيتنا للامور والأشياء ...
مع "الصروخ ","وبدر الدين الساخي" لم يحدث أن تعاطينا بمنطق سياسي ضيق ولا تداولنا في الانتظام على شكل معين ومحدد ولا حتى على مستوى الافكار لم نشعر بأنهم اوصياء علينا ويسعون الى توجيهنا ايديولوجيا وخندقتنا في فكر معين ..كنا احرارا في قناعتنا وعلى ذلك الأساس كنا نتصارع ونتقارع في الافكار ومع الافكار ...
بمقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل حدث ان وجهنا بنقد لسلوكنا سواء تجاوزناه او لم نتجاوزه فلم نقف طويلا عنده وانما مررنا منه لنعقله على المستوى الفكري والسياسي وكانت فرصتنا لنقرا في النقد والنقد الذاتي وفي مسألة العمل الجمعوي ولنتجاوز كذلك حالات الفراغ والملل والاحباط التي كانت تواجه بعضنا او كلنا بدرجات متفاوتة في الوعي بها ..
انحسرت مجموعتنا عن اشخاص منها مع انتقالهم من مرحلة التلمذة للجامعة او لاختيارهم الالتزام مع اسرهم والاشتغال الى جانب رب الأسرة ومع ذلك لم نفكر لحظة في انهاء ما داومنا عليه لفترة طويلة من اللقاءات والاجتماعات بمقر النقابة بل لعلنا تعودنا الاستمرار مع من يحضر في انتظار ان يغيب ليحضر الاخر او ليحصل ان نتحصل الاجتماع الكامل بكل افراد المجموعة ...لاتعرف كيف كنا مصرين على المضي قدما رغم فضاء النقابة المظلم والكئيب ورغم جو المدينة الرمادي طيلة فترة الشتاء واول الربيع ..لعلنا على ذلك النحو استطعنا أن نخلق إمكانية أن نثير الاهتمام ونجلب مبدئيا رغبة الاخرين في الانظمام الينا ومشاركتنا نقاشاتنا المفتوحة حتى انسوا المكان والفضاء وبرنامجنا .الذي لم يكن ينتهي بمجرد خروجنا اخر المساء وبعد مضي ساعات من الليل وانما كان يستمر ونحن ناخد ممشى شارع محمد الخامس وساحة التحرير ونحن ناخد طريق ايصال كل من اراد مغادرتنا لمنزله حتى تنتهي ثلاثة أفراد ثم فردين ونستودع بعضنا ..
مع الاخرين كان صعب ايجاد رابط كل يوم للتحدث الجاد والتحاور ولم اكن من من يستسغ احاديث كل يوم وقول اي شيء وعندما يكون هناك حديث دائر بينهم يصعب كذلك التطفل عليه خصوصا لما يبدوا انه حديث ابتدأ قبل الان وحديث ممتد ..
ليس سهل اقتحام الاخر وفرض ذاتك عليه او استعراض قدرك ليعيد اعتبارك خصوصا مع وجود فارق السن والتجربة واختلافها ومع كل المترسب عندنا اجتماعيا حول العلاقات والاجيال ...
انا نفسي لم اسعى لتكسير نمط كسب العلاقات لا لانني لم اكن لاقدر عليه ولكن لانني لم أجد داخلي الحافز للفعل ذلك ...كنت مشغولا بيني وبين نفسي بالتفكير في المستقبل ..وكنت مهموما بالحاضر المبعثر ..ولم استشف حاجة في ان أقصر تجربة تطوري على نفس المجموعات التي كانت تفد على النقابة والتي كنا نتفاعل معها لانه بدى لي تطور مخصوص لا يفي بما اتطلع اليه وبما ابحث عنه وبما قد يخدم مصلحتي الشخصية حتى انا كذلك ...وكان اهون عندي ان اخوض تجارب جديدة وابدا على مسارات مختلفة من ان افقد القدرة على توجيه نفسي او اعدم الاختيار ..
بعد كان بامكاني ان اناور لاتخلص من الضغوط التي تمارسها علي اسرتي ..والدي واخي الاكبر والبداية من مكان اخر او في مجال آخر ومع زمرة رفاق جدد وفي فضاءات مختلفة كان انجح مناورة يمكنني اتباعها وانجع سبيل يمكنني الحصول فيه على المزيد من الخبرات والمهارات والمعارف ...
لم اهدم اي معبد فوق راسي ولا تحولت عن ما امنت به من افكار ومبادئ ولا هجرت الاصحاب والرفاق ..كنت لا زلت انا هو انا بكل وفائي لنفسي ولمن عاهدتهم على ذلك كل ما هناك انني كان يجب ان اكبر قليلا على نفسي وان انظر الى الأمام ..
كنت في وضع العاطل عن العمل وبلا مهارات حرفية او تدريب تقني مهني وضجر من ان اجدني جزءا من الوقت الثالث بالنسبة للآخرين اكانوا طلبة او تلامذة يدرسون او موظفون او عمالا ..ولم يكن وارد في خطتي ان احترف الاشتغال بالعمل الجمعوي او السياسي ولا ان اقدمني على شاكلة برجوازي صغير ..كنت مستعدا لان ابدا في اي مجال او عمل قار يحفظ لي كرامتي ويحترم انسانيتي ويوفر لي حدودا للعيش الكريم وكان هذا من جملة الاسباب التي جعلتني مستثارا عصبيا وغير قادر على الاستمرار مع الاستاذ بديع ولا مع جريدة الحزب "جريدة الحركة "وتركتهم دون ان انظر ورائي ....وعدت لارفض الاستمرار في العمل لصالح الإدارة حين بدا التسويف والتلاعب بي وتركت الساحة كلها وخرجت اسيح في الطرقات والخلاءات المجاورة الغابة ولشاطئ البحر الصخري بكل انواع القلق الذي ابتليت به وبكل الخوف الذي كان يعتمل داخلي...
عشت اياما عصية وجد صعبة حسبت فيها انني فقدت السيطرة على مجريات حياتي وانني انقلبت على نفسي وضيعت الطريق وعبثا كنت احاول لملمة تبعثر ايامي وشجاعتي وثقتي بنفسي ...كنت ادرك ان دور اللامبالي واللامهتم لا يناسبني كما ان لباس المتحدي لن يصونني وقد يوقعني في بئر بلا قرار .. ومع ذلك لم ابرمح لاي عودة لاي محطة سابقة من حياتي ..ما من مجال للتراجع حين انني كنت املك كافة اسبابي الذاتية والموضوعية لكي لا اشك في سابق قراراتي التي اتخدتها تحث الضغط او بمعزل عنه الاساسي عندي انني اتخدتها بكامل حريتي وقناعتي ولا همتني كثيرا العواقب او ما يحسبه الاخرون عني ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق