الجمعة، 11 مارس 2022

يوميات : عوالمي السرية.../ قلة العفة...


 بعد ان نمر من هنالك وناخد الطريق لهنالك.. نتعلم ونحفظ الطريق ويسهل علينا تذكره ومع تكرار الذهاب والاياب عليه نستسهل السلوك اليه... وننسى الرحلة الاولى وعناء الرحلة الاولى... نملك الثقة في انفسنا وفي قدرتنا على عبوره في كل ما من مرة ننوي اخده وسلوكه... 

لم تهبني الحياة ما اردته وتمنيت عن حق الحصول عليه...لكنني عشتها بالشكل الذي اردته فسيان عندي ان تكون قد منعت عني ما طمحت فيه ورغبت فيه بكل قوة ما دمت حتى انا نفسي لا فوت فرصة ان اعيشها كما شئت انا لا كما ارادوا لي ان اعيشها..ولا كما اوهمتني هي انه بامكاني ان اختار وحيث لا يكون هناك من اختيار...

ضيعتني قدر ما استطعت لاجدني على الشكل الذي ابتغيته واردته ولا همني تقييم الاخرين ولا باليت بان اكون في حسن ظن الغير...

صعب علي في كل مراحل عمري الاندماج مع الاخرين خصوصا اولئك الاخرين النمطيين والنمودجين..ربما لم اكره في عمري كله امرا بقدر ان اخد الصف كما الاخرين وان اظل على انتظارهم كاي واحد منهم...كلا لم اكن ابدا كواحد من الاخرين ولا حبذت الفكرة ابدا مهما بدى لي قدر الضرائب التي يمكن ان ادفعها مقابل راي وموقفي هذا....

من ذلك العمر الحديث تعلمت ان اخد وقفتي ليس ببعيد عن الاخرين كما ليس بالقرب منهم...وتعلمت ان الزم يدي واضعها خلف ظهري وان استحظر مليا في راسي ان لا استعجل واستعمل يدي كما يفعل الاخرون وعوض ذلك ان استعمل نظراتي لتلجم اي يد تتسرع وتمتد تجاهي..ان افرض ارادتي دونما حاجة لان استعمل يدي..دونما ان اجر جرا لابدي عنفي...فكرت الاف المرات في سبل الدفاع عن نفسي ولا استسلمت لفكرة ان احرك يدي مثلما يفعلون...قبلت على نفسي ان اعالج بضربة خاطفة تدمي شفتي او انفي ولا قبلت ان اتورط في ردها بتلك الشاكلة ولا على ذلك النحو لا السريع ولا المتاني او المتاخر...كنت احمل محفظتي المبعثرة وانتبه لما اتسخ من ثيابي او تمزق دونما ان احاول مسحها او مداورته واعقل جيدا الحدث ومسببه..صاحبه وان امضي طريقي...حتى لغة الحسابات ما فضلتها بذلك الشكل النمطي الذي تمليه الرغبة في الانتقام ورد الصاع صاعين او انتظار لحظة التشفي....الحساب كان عندي لا يخص احدا غيري وليس فيه انا واخر...فيه فقط انا..كيف اخلص للااسامح وللااحقد ولاتعالى تماما..كيف ان لا اتاثر وان لا تنال مني في نفسيتي وتدفعني لاتغير في اتجاهات لا اريدها ولا اقبل بها...

فهمت حياتي ووجوي الاجتماعي على نحو خاص..كنت مستسهلا تماما فكرة ان اعيش وحسب...ان اقطع العمر او يقطعني بما اتفق وكيفما اتفق..

وتعلمت انا اتبدى على غير حقيقتي..ان اكون اي شيء يريدونه ويقدرونه هم من نظرهم لي ولحجمي وشكلي ولسلوكي على ان اصطدم معهم وانا احاول ابارز شخصيتي والدفاع عن وجهات نظري... 

تعلمت الصمت ودربت عيني على ان ترى جيدا ورؤيتها على ان تتسع وتحيط بكل شي يدور في حقلها وذاكرتي على ان تكون حاضرة تخزن وتسجل كل شيء... 

كنت التلميذ المرتبة ثيابه والمرتخية عضالته والغير حادة رؤيته كما ارادني السيد الوالد... وكنت التلميذ الغير مطلوب منه ان يقيم مجهودات خارقة ليتوفق بل فقط التلميذ اللاباس به الذي يحافظ على مستوى مقبول وينجح في حدود المعدل كما ارادني السيد الوالد  الذي لا يريد ان يكلف نفسه ووقته وجهده ليصنع مني المتفوق والمجتهد... 

كنت الطفل الذي يرضي والدتي.. الطفل الذي لا يثير المشاكل ولا الخناقات والذي لا يعود بثيابه متسخة ولا ياتي من يشكوها سوء تصرفه او سلوكه... 

والدي كنت خامس ابناءهم  والدور الذي رسموه لي كان دورا بسيطا وعاديا جدا ينسجم مع وضع اسرة لها عدد من الابناء وامكانتها محدودة وجد متواضعة... لم يحاولوا ان يغدوا في اي طموح كبير او يصنعوا من انايا انا راغبة وجادة في طلب تحقيق وجودها وذاتها بين الاقران... كانوا يريدون مني مجرد شخص عادي تكون له حياة عادية وبسيطة يانسهم في حياتهم ويظل لجانبهم بعد ان يرحل الكبار وتتزوج البنت الصغرى.... 

لا اريد ان اعالج رؤيتي هذه باجراء تحليل نفسي ولكنني دعني اقول ان هذه كانت اول صدمة في كل حياتي... لقد كان السيد الوالد يعرف جيدا ما يريده من ابنه الخامس وكان على اعتقاد ان تربيته ستكون جد سهلة وميسرة... وعلى ذلك المنوال تعامل معي اساسا اخي الاكبر خالد.. خليفة السيد والدنا في الارض.... ومن هاهنا بدا ونتج كل الخلاف والصدام بيني وبين اخي الاكبر وسلطة الاخ الاكبر.... 

لم اكن الغبي ولا السادج لينطلي علي تساهل وتسامح السيد الوالد مع اقبالي على الدروس وحتى الذهاب الى المدرسة ولطلما جربته وانا مفضوح في ادعاءاتي بالمرض لابطل الذهاب الى المدرسة  وكان يتقبلها بلا ادنى محاولات التعامل بصرامة او التمحيص في ادعاءاتي... 

السيد الوالد رجل تعليم متمرس وخبير له ان يعرف جيدا ويقيم مليا مستواي الدراسي واشكال تحصيلي للقواعد والمعارف الاساسية وبالتالي لو كان راغبا وجادا في ان يجعل مني تلميذا في المستوى المشرف لاوجد بدل الطريقة عدة طرق كان يدرس لي هو بنفسه او يلحقني بقسم للتقوية فيما ينقصني او يفوتني من استشاربه من دروس وقواعد...ولا كان يهزا حتى من محاولاتي اللجوء لاخوتي برغبة التحصيل الجيد والتفوق بالتالي:"اش غدي يقرى هذاك...."انا لم تكن عندي اية اعاقات ادراكية او حسية او معرفية تحول دون ان اتعلم واتلقى تعليمي بل وان اكون من المتفوقين...ليحكم علي بذاك الحكم:"اش غدي يقرى هذاك...."

حدث ان كنت اشكوا الوضع لوالدتي واضع نفسي مكان ابناء الجيران الذين لا يدخرون جهدا من اجل ان يحصل ابناءهم على تقديرات جيدة في دراستهم والذين يتكلفوا من جيوبهم الخاصة ليحصل ابناءهم على ساعة تقوية اضافية في عدد من المواد..بينما والدي لا يكلف نفسه حتى المراجعة معي ولا حتى تشجيعي على فعل ذلك...

في تلك المرحلة المبكرة حقيقة لم اكن املك تماما القدرة على حد النزيف...كنت ادرك ان اقبالي على التعلم دون المطلوب..كنت بما لا افهمه تماما لا استطيع ان احصر كامل انتباهي على العمليات التعلمية ويضيع مني تركيزي واجد جزئيات عديدة من الدرس تضيع مني ولا اتمكن من استعابها وفي المحصلة يبقى الدرس في مجمله بعيدا عن الاسترساخ في ذاكرتي...افهمه ولا افهمه كلية...ألم به في عموميته دون ان املك تذكره في كل تفاصيله ولا اعرف كيف اوصل البداية بالنهاية..لعلي ابدا يومي الدراسي بشعور بالتعب والوهن العقلي وباحساس بانني بلا رغبة في المتابعة ولا حتى في التحصيل او التواجد بالقسم الدراسي...ربما اعاني من تابعات ليلة لم انم فيها جيدا وتارقت فيها طويلا كما بكيت فيها بسبب واضح وبلا سبب وبذلك الكسل الذي يهم بي في اخر ساعات النوم وقرب الاستيقاظ مما يذهب عني امكان النهوض على احسن حال وفي تمام حالات نشاطي وتفتح ذهني.. ويبقى الضجر والملل سيد الموقف الذي يصاحبني طيلة الحصة الصباحية بالخصوص اما في حصة ما بعد الزوال الى اخر المساء فاكون مرهقا ومتبعا وغير قادر على تنشيط ملكات ذهني وقدراتي على التركيز...ويتعاظم عندي الاحساس بانني في العموم غير قادر ولا راغب في الدراسة ولا في شغل هذا المقعد الدراسي وبانني مجبور فقط على حمل حقيبتي والتوجه الى المدرسة كل يوم بلا ما يحفزني على المتابعة او ينمي في الرغبة على الاستمرار....البقاء في المنزل لم يكن كذلك ممتعا لكنه على الاقل يبعد عني ذلك التوقع المخيف والحاط من اعتبار الذات وانا ممكن في اي لحظة ان اتعرض للاهانة ولسوء التقدير من معلمي ومن زملائي بالفصل....

اضحت  المدرسة وبرنامجها حملا ثقيلا على قلبي وسببا كافيا ليدخلني في الثوتر والقلق ويستنفد مني طاقتي..ويعكر علي حياتي...تمنيت في مواجهة كل ذلك ان استيقظ يوما وقد قطعت كل صلاتي بحياة المدرسة والتمدرس لاتوجه لفعل اي شيء او لتعلم اي شيء اخر غير ان اكون مكرها على ما لم اعد اطقه...

مصيبتي انني كنت على وعي بان كل يوم دراسي يمر دون ان اقبل عليه بجد واستفيد منه كما ينبغي يضعني في ورطة ويزيد من تفاقم مشكلاتي التعلمية ويعرضني للفشل وينتهي بي للاحصل على العلامات المناسبة ابان الاختبارات والامتحانات....

ومصيبتي في نفسي انني كنت باشكال عدة اعي بان مشكلتي او مشاكلي ليست مع المدرسة بحد ذاتها ولا مع ما يدرس لنا وانما  من وضعيتنا الاسرية...من كل مشاكلنا التي نتخبط بها وعلى نحو مزمن....لقد كنت خائفا ومرعوبا ولا اتصور وجود اي حل يريحنا..يأمن استمرارا طبيعيا لاسرتنا ويجعلنا نكبر دون عقد او كوارث نفسية واجتماعية...عشت كل يوم بيومه من اوله الى اخره احمل امنية واحدة ان يمر وينتهي بسلام اما الغد فلا املك الا التوجس في شانه..شانه كشان كل ايامنا سواء كان الوالد محتس للشراب او غير متعاط له لانه على كلا الحالتين سيكون مزاجه متقلب ولا شيء مضمون بل كل شيء متوقع وفي اي لحظة قد تندلع الخناقات ويعلو صوت اللعان والسباب وقد يحدث التكسير والتحطيم الانتقائي لان السيد الوالد حتى في عز سكره ليس على استعداد ليمني نفسه بخسارات مادية فادحة وانما يعمد احداث الفوضى ونثر الاشياء او قلب مائدة ليس عليها الا بعد كؤوس وليس احداث تخريب عام سيكون عليه تعويض اضراره بعد لم الخناق وانتهاء المعركة لكنه بالمقابل كان على اتم استعداد ليمد يده ويضرب بها ويمسك بالوالدة ويمزق ثيابها ويدفع اي واحد من اخوتي يحاول التدخل وينكل به خصوصا وانه يعرف ان لا احد فيهم سيجرا على مبادلته اللكمات باللكمات ولا الركل بالركل ولا الضربات بالضربات.... كان يتعمد حالات الهيجان والزعاق ليستاسد ويحكم الموقف.. على انه في اتم استعداده ليحكم النتيجة لصالحه بمعالجة الموقف بطرد الوالدة واخراجها بالعنف والقوة من المنزل واغلاق بابه ولا يهم ما عساها ترتديه من ثياب ولا تاليا ما مزقه منه.... نحن الصغيرين كان يستغل سوء تموقعنا في مشهد العراك ما بين محاولة الدفاع عنا كي لا تصلنا ضربات طائشة وما بين محاولة الاحتماء بنا ليكيل ويوجه ضربات انتقائية ومحكمة التسديد للوالدة ولاي اخ يحاول التدخل... لم يكن في العادة محكوم بدرجة السكر الفادح عندما يعلنها معركة ويصر على ان تتطور وتندلع بل كان على العكس من ذلك يلزم حيطته عندما يكون في اسوء حالات السكر والتسمم بالكحول لانه يظل متذكرا لاخر معركة خاضها وهو على تلك الحالة وانتهت بتساقطه وتبهدل حالاته وبالاكتفاء بما يجعله في غاية الندم بعدها وهو السباب واللعان الفاحش والغير المراعي بالبثة... 

مرور تلك الليالي وقدوم صباحاتها ما كان يعني باي حال انتهاء المعركة وانما بداية شقها الكلامي ولغة التهديد والتعنيف والتحقير.. ويلزم اكثر من يومين لتهدا النبرة العالية والزعيق والصراخ وينفض الجيران عن التجمع في الحي لمتابعة تطوراتها والقيل والقول فيها.. لتستمر الحرب النفسية والمقاطعة وغياب الطعام المعتاد بغياب مصروف السوق والتسوق ولن تحط الحرب اوزارها حتى يتيقن من ان كل تهديدات الوالدة بترك المنزل او بتقديم شكوى ضده للشرطة او اللجوء للمحكمة ذهبت ادراج الرياح.. بل وليتيقن من ان لا احد من اخوتي الذين يستمر في استفزازهم لاستقراء ما ان كانوا فعلا  متحاملين  عليه وهل ذلك  يشكل تهديدا عليه  .. ليبدا في الاعداد للهدنة والتخفيف من كل اشكال التصعيد الذي يكون قد اعتمده وهو حريص خلال ايامه ان لا يتعاطى الخمر حتى لا يمسك عليه دليل ليس الا... 

نحن الصغيرين نقهر بالجو المسموم الذي يضج به البيت خلال اسبوع على اقل تقدير من ليلة الخناقة والمعركة وحتى خروجنا الى جانب البيت يفقد مداقه وطعمه ويصبح يضايقنا اكثر مما قد ينفس عنا لانه يكون علينا ككل مرة ان نواجه بما لا نعرفه نظرات الجيران وتهامسهم كما امكان ان تندلع خناقات كلامية بين الوالدة واحدى الجارات بسبب وجيه او بغيره والذي يكون فقط من تحسس زائد من والدتنا من نظرات الجيران وتهامسهم مع بعضهم على انه كان في احيان اخرى مقصود من بعضهم خصوصا بعد ان تكون الاوضاع بينهم قد ساءت وغدت عرضة للتاويل الجارح وللتفسير المشين... 

نحن الصغيرين  نقهر بتناول وضعنا من كل من ياتي المنزل من افراد العائلة بنية التدخل لاصلاح الحال بين والدينا... ونقهر بكم الدموع والنحيب الذي وحده ما تملكه الوالدة وتقدمه مع مضلوميتها لكل من ياتي المنزل او لكل من تقصدهم من معارفها وتصحبنا معها لبيوتهم... 

نحن الصغيرين  قد ناخد فطورنا الذي يعده الوالد في حالة ان كانت والدتنا قد تركت المنزل ونصحبه في الطريق الى مدرستنا ونحن نجاهد كي لا تتزعزع او تتبلبل نظراتنا لكل من يعرفنا او نعرف انه على علم بما حدث معنا وببيتنا وداخل اسرتنا.. 

نحن الصغيرين لم نعد نحاول ان نتصرف على اي نحو اخر غير انتظار ان تمر الايام وتحل الهدنة ويعود الوالد لاحتساء الخمرة ببعض الاعتدال ولوحده بالبيت قبل ان يعاود الخروج او استضافة اخوته ببيتنا ويبدا في تصيد الهفوات او الاخطاء البسيطة ليفجر مما شحن به ذاتيا او اجتماعيا لتندلع خناقة ومعركة جديدة وبلا توقيت لانها لم تكن بنمطية الماجورين والمياومين او صغار الموظفين التي يكون خلو البيت من ما ينفق سبب مباشر لاندلاع الخناق فيه.. معنا وببيتنا ابدا لم تكن الوضعية المادية السبب المباشر وان كانت من جملة الاسباب غير المباشرة والرئيسية لتلف الاعصاب ولتعكر الامزجة وبداية الشد والجدب نحو اندلاع المعارك من جديد.... 

هل كنت املك التطبيع مع الوضع...؟!  هل كنت املك التسليم بانه قدرنا وبانه قضاء من رب السماء...؟!  هل كنت املك ان  اتعايش مع كل جو التوثرات والفضائح والتصرف بلا مبالات كما كان يحاول الوالد التصرف به وكان لا شيء شائن وقع منه ويعقله الحيران والناس عليه...؟!  هل كنت املك ان احصر انتباهي بعيدا عن التفكير في مصيرنا يوم تندلع معركة تحطم نهائيا استقرارنا المزعوم...!!؟

انسنا على كل ما كان يقع ويحدث ان نعيش على اعصابنا..ان نتكيف على نحو مرضي مع ما كان هو واقعنا وواقع حال اسرتنا...لا نكاد نتوهم ان فترة الهدنة قد طالت وتجاوزت الشهر لنضع جانبا بعض قلقنا حتى يحدث الخرق الفادح وداىما بنفس الاسباب وبذات الحجج او بدونها وبلا سبب يذكر وقد تبتدا بمثل هذا الاستهلال:"وش توحشتي المدابزة والمناكرة....؟!"وتندلع الخناقة التمهيدية ماقبل الظهيرة او في اول الصباح لتسخن بالتدريج مع كل كاس سيحتسيها السيد الوالد وهو يغدي في نفسه الاستعداء وينوي جعلها معركة تكسير انوف وانفة وبعثرة كرامة وتذكير جميع من في البيت بانه سيده وربه الاعلى ودونه لانملك الا الشارع والجوع....

تعبنا كلنا من نفس مواويله وقلة حياءه وعفته...تعبنا من تذكرينا جميعا بالهوان الذي ينتظرنا ان قرر ان يحسم امرنا ويضع يده عنا...وتعبت من وضع الفرضيات انا وتصور ان اللحظة حانت ووجب علي ان اختار مع من يمكن ان امضي او ابقى...تعبت لدرجة تمنيت فيها عن حق ان يحدث الانفصال وان ننتهي لوضع التشرد الذي يهددنا به جميعنا دون ان ابقى اتحسبه في كل لحظة...وتمنيت صادقا لو عدمت الوجود نهائيا داخل هذه الاسرة..وتمنيت بحق لو اسعف ذات ليلة بان انام ولا استفيق نهائيا....

تعبت من النظر اليه وهو يقف لحانب معلمي مدرستنا يتجادب الحديث ويضحك ويبتسم بتادب ولطف وانا اخاطره بذهني واساله لماذا يفعل بنا كل ذلك واساله بلسان والدتنا او ليس حرام ما تفعله بنا...!!؟...

تمنيت لو يتعب وينتهي ليكف عن سلوكه الشائن معنا ويتبدل..يتغير لنفخر به كاب لنا يستحق منا الاحترام والتقدير ونسعى نحن لننال رضاه...تمنيت لو يلتفت في يوم وينظر باتجاهي وانا انظر اليه من مكاني ويكون قد سمع مني خواطري وتمنياتي ويستجيب لها....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...