الأحد، 22 مايو 2022

يوميات : عوالمي السرية ...مابعد كورنا حياتي الاسرية ..

 ١- الثقة...



تكبر داخلي هذه الرغبة في اجراء هذا الحديث ..في التكلم .. في قول اشياء واشياء تظل حبيسة بذاخلي وتتحرك بعنف ..تريد الخروج ...خارج كل سياق ما كنت احكي واسترجعه..ربما لان لا علاقة لها بذلك الماضي القريب او البعيد ولكنها مرتبطة بحاضر هذا الوقت ...بهذا الحاضر المبعثر كما هو دائما ..

وحدتي قد لا يكون اي جديد فيها ومهما حاولت استحضارها كانها معانات ستبدوا مجترة وقديمة ولا شيء فيها مستجد ..دائما كنت كذلك في معظم لحظات عمري ..كنت وحيدا ..وماذا بعد !!؟..

الزمن خاص ..زمن يهرب من اي التزامات ولا يريد ان يخضع لاطار يقيده او يخصه ...زمن اكون فيه ويسعني لا يهم نهارا او ليلا ولا اي ساعات منهما ولا ما عساه يكون اليوم وتاريخ اليوم ...

زمن بلا ذاكرة مهمة ..لا شيء يستحق ان يوضع حكاية او يقص عنه..

زمن غالبية وقته استرجاع ..ارتماء في تفاصيل الماضي البعيد وبعض من الماضي القريب ..

زمن كل الشخوص فيه غير حقيقة الا بمقدار ما كانت وما لم تتبدل فيه رغم كل امتداد زمنها وتاريخها ..

اعرف انني لن احي ولن اميت اي من شخوص ذاكرتي وقد لا افاجا بان ارفض وان احاصر متى سجل علي تطاول على تلك الذاكرة التي لا تخصني انا وحدي ...

لا ابالي بان اوضع بين معقوفتين وان يحسب علي انني امارس فضحا غير مقبول اجتماعيا ..لانني ما كنت لاهتم بنشر غسيلي ولا غسيل اي احد وجل ما ابتغيه ان اتخلص من ذاكرة قد تتعفن ولا تحكي اي شيء والاهم ان لا تملك ان تقول كل ما كان يجب ان يقال ويحكي قبل ان تضمحل وتضيع كالهباء المنثور ...

لم اكن قاسيا في احكامي ولا متطرفا في نظرتي للامور فقط حاولت ان اكون صادقا مع نفسي ومع من حولي حتى وان لن يرقهم حالي ولا حالهم كما تناولته من زاوية نظري ومن تمام حرية رؤيتي ...

"سعاد " اخدت الفرصة التي تستحق ..الفرصة الثانية ..فرصة كاملة بلا سابق احكام وبلا تدابير اختبارات وكشوفات تقيمات ..فرصة تامة لها كامل القوة لكي تنهي وتطمس التجربة السابقة التي كانت بيننا والتي انتهت على ذلك النحو الكارثي والدرماتيكي..وتاسس بالمقابل لزمن جديد يجمعنا ..يوحدنا ..يقربنا من بعضنا ..يديب اي خلافات بيننا ..يوصلنا فعليا للحظة المصالحة الخاصة ولتاسيس السلم والعيش الممكن مع بعضنا ...

كانت مغامرة من طرفي ..مغامرة بحق ان ابدا مع واحد انا اعرفه جيدا واعرف لحدود بعيدة نسبية امكانيات تغييره لكن ما كان مقبول ان الغي فعل اننا نتطور ونتغير ما دمنا في تفاعل مع الحياة ومع الناس ومع ظروفهما...

كانت مغامرة ادرك انها قد لا تسلم جرتي معها وانها قد ترتد فوق راسي ..لكنني كنت مدفوعا وعلى نحو واعي وصريح واخر غير صريح ولكنه واعي هو كذلك لاخضها ولاعيشها كتجربة عيش جديدة وبشكل كامل بدون ان اضع سقفا محددا لنهايتها ..النهاية ليست شاني ولكنها قد تاتي كنتيجة منطقية وموضوعية وعندها لا محالة من ان اتقبلها واعمل بها وانتهى ...

كان يلزمني اطار اطرح فيه المغامرة لكي لا تتحول مهزلة تجرني الا ما لا يحمد عقباه ...

من قبل اخد القرار كان نص روائي لنجيب محفوظ يطاردني بشدة ويفرض حضوره بقوة على فكري وذهني ..كان عمله الموسوم ب"حضرة المحترم "يجثم على فكري ..يمارس رصدا فوقيا علي ..وكل الذي كنت اردده داخلي بانني لن اعيش روايته بل اريد ان اعيش روايتي ...

ما كنت لاقبل ان تدخل حياتي وتخرج منها متى شاءت وتعاود الكر كذلك ودون ان تحس بانها مطالبة باي تفسير او تبرير منطقي ...

هذه المرة كانت مصممة على ان تلعبها خارج قواعد الزواج والعشرة والمساكنة الشرعية رفضت ببساطة ان تترك الكوخ الذي تكتريه في عمارة سكنية مقسمة بيوتاتها على عدد من المكتريين منهم المتزوجون ومنهم المطلقون ومنهم الاعزاب ...كان منطقها هش لا يستقيم ..ان الدعوى بانه يلزمها ان تتحوط وان تترك لها مكانا خاصا به تعود اليه لانها تعبت من ان تدور على بيوتات الاخرين وكل مرة يخرجونها الى الشارع ...قالت ان لا امان اضحى لها ...وانا لعلي افهم ان سابق انكسارها ودوران الدنيا عليها زعزعز الثقة بنفسها ..افقدها قدرتها على ان تركب التحدي كل ما من مرة وان تبدا من جديد مهما كانت الظروف التي تقابلها ...

سجلت كامل رفضي لهذا الوضع الشاذ وقلت انني لن ادعمه ..اما ان تكون معي او لا تكون ...خصوصا ان مجال بيتنا واسع ولا يكلفنا اي اجر وما من يطرق باب بيتنا طالبا باجرة او حق لديه علينا ...

ابت ان تترك كوخها لتقيم بشكل رسمي معي كما ابت ان اخبر اخوتي بانني اعدتها الى البيت وانني من يتكلف بكل مصاريفها ومصاريف البيت 

من جديد تمادت في الخروج لعالمها لحيث صاحباتها واحياءهم ونشاطاتهن سواء في البيع على ارضية الطرقات والشوارع وعادت لجلساتهن ولكوؤس الخمرة وسجائر الحشيش ولقصصهن وحكايتهن وعادت لتاتين لتطرق باب مسكني وهي سكرانة وفي حالة متدمرة وقد صرفت كل ما كان بحوزتها من مال قليل بل وتاتي وقد تعرضت لسرقة هاتفها ومفاتيح باب كوخها وباب ومسكننا وما كان معها من نقود ...بل وتاتي وقد تعرضت لمحاولة اعتداء بالضرب لما خرجت عن طورها وهي شاربة الخمرة تسب وتلعن كل ناس السوق الذي يتوسط حيهم ...

يعز علي حالها اعرف انها كبرت في السن واخدت تشيخ تجاعيد تجد مكانها تحث جفونها ..اما فمها ففي حالة كارثية من الدمار ..اسنان مكسرة وصفراء واخرى سوداء واخرى اخلت مكانها وحتى شفتيها اضحت بجلدتين جلدة متسخة بسواد وصفرة الدخان مغطاة باخرى ..ما زالت بنفس الحدبة الخفيفة على ظهرها وجسدها يشكوا من سوء التغدية .ما من نهذين ممتلئتين ولا ردفين ...كلها على بعضها في حاجة الى ترميم والى اعادة تاهيل ..بالاضافة الى الكسرين الذي تعرضت له على مستوى القدمين والقصبتين والذي وان وقفت منه عليها فهي لا زالت تعاني الالم والتعب بسرعة ولازال اسفل قدمها يتذمل ....

قبل ان نعاود الاتصال ببعضنا بعد وفاة والدتي كنت اعرف انها اشعلتها معركة مع اهلها مع كل العائلة ووصل الامر باخيها من والدتها ووالدتها ان قدم بلاغا وشكاية بها لمصالح الدرك الملكي بدعوى تهديد اهل بيته بتصفيتهم جسديا وقد قدموا تسجيلات بذلك للمصالح الامنية .. 

كما علمت بان حتى ابنتها حنان هددتها بان ان لم تترك ساحتها وتنساها فهي بدورها ستوصلها الى الدرك والمحكمة معها ...

وكل القصة حسب روايتها هي تدور عن باي حق يزوجون بنتها دون حضورها ودون علمها ودون مشورتها ....

وجدتها هي هي لازلت تجتر ويلها لوحدها وتوجد الاسباب ايجادا للاتتغير بل لتبقى بكل الحقد الذي ياكلها من الداخل ويمتص دمائها ويعكر صفوها ويفسد علاقتها ...

هالني حالها وشكل وجهها وتعنتها بعد لا تريد ان تصدق الا ما تصدقه هي وان كان لا عقلا يقول به ولا نظرية تدفع به ...

ضيعت كل صاحباتها القديمات وابتدات مع اخريات بنفس الاستعداد لتضيع اول واحدة منهن لن تنسجم مع افكارها او خواطرها او جنونها ...

ابتدات معها تاركا لها حرية القرار واتخاده ..قالت يلزمني الوقت لاطمئن ولاقرر ..قلت خوديه لكن بحساب لن يكون بامكاني ان احتمل ان تضعيني في اختبار دون ان اضعك بدورك في نفس الاختيار ...ثم عدت وقلت ..صعب سعاد ان نبدا حياة جديدة نفتقد فيها كلينا لاهم عنصر الثقة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...