الاثنين، 31 يناير 2022

يوميات: الاحبة في زمن كورونا....05-النكسة....


 تكبر بعيدة عن عيني...بعيدة عن كل رغباتي في احتضانها بكل قوة وطويلا كما لو كان ذلك للابد...تكبر ويكبر حجم الاشتياق اليها وشيء مثل الخوف لكنه ليس بتمام الخوف ..شيء يفقد ذواخلي نظامها ..يبلبلها ...يزلزلها ..ويعرضني لحرقة الاسئلة ...لا املك ان اصدق للحظة انها يمكن ان تكف يوما عن حبي او تشك للحظة في انني قد اكف عن استحضارها  والبكاء من لوعة افتقادها ....

ما كان يمكن أن تنطلي علي الخدعة .....هل لانني شكاك بطبعي ..؟! كلا ...هل لانني قد اكون عرضة لان اصدق او لا اصدق ولان اكون قناعات او ضلالات كمجرد اعراض كلاسيكية لمريض عصابي ومر من تجارب مع الذهان ...؟!....لا الا هذه ...لم اكن في يوم متحمس لنظريات التشكيك والموامرة...ولا كنت من طينة الشخصيات البارونوية...وان عانيت بما لا يتصور من ما كنت اخشى ان يكون خلطا ذهنيا مرضيا او مخض استبصارات ذهانية فصامية .....

لم يقنعني لطيلة الاثنين والعشرين سنة الاخيرة من عمري كل تصوراتي بانني قد اكون في حاجة لالج ومن جديد مسالك العيادات النفسية والعصبية ...ولا قهرني الضغط الذي كنت اجدني تحثه عندما كان يستحيل ان احصل على مجرد مهدء خفيف او منوم ....ولا انسقت خلال كل هذه المدة لاقبل على التوجه لمصالح الاستعحلات الطبية الا متى احسست فعلا بالحاجة القصوى لافعل ذلك لاحصل على حقنة "ديازبام " او حقنة "لاركاتيل .."ما كان هناك من يمانع من طرفه في ان احصل بها ...بل عشت داىما في صراع مع نفسي وفي تحد مستمر لذاتي ..غير قابل بان اختار الدروب القصيرة والخلفية واسمح لنفسي بان تنهار وتستسلم وتضعف مني ....

قصدتهم الان وحصلت على وصفة طبية لمدة ثلاثة شهور ستكون كافية لاعاود مراجعة القرار ولاختار بكل حرية وعن قناعة ان بعد اشعر بالحاجة لمعاودة الانتظام على العلاج النفسي والعصبي....نعم تعبت ...قهرني زمن كورونا ..اوقض علي كل المواجع والفواجع وفتح عيني على حقيقة انني كبرت وفي طريقي لاصبح شيخا ...وان الاحبة من حولي يرحلون ويودعون دنيانا ...

لم تنطلي علي الخدعة ..لانني كنت افهم واستوعب كل ضرورات المرحلة واللحضات الراهنة التي وصل اليها كل العالم وكل الكون لكن دون ان اسلم باسلوب الخدعة التي وجه به كل العالم ...لتحترق كل الاهداف الكبري وكل خير عام منشود امام التحايل علينا اجمعيين .....

اعرف جيدا الارض التي اقف عليها واعرف جيدا حال اغلبيتنا وحال الناس الذين انتمي اليهم ..اننا مغلوبون على امرنا بالكاد نعبر الحياة ومن اضيق سبلها واوعر دروبها ومرغمين على ان نعيش حتى ولا رغبة حقيقية او حادة لنا في ان نفعله ونحن نقر عن بينة باننا لا نحيا فقط نعيش ..حرصين على ان لا ننتحر وان نفعل ذلك اجتماعيا وسياسيا ونفسيا ..فكيف لي بان اقبل مثل هذا القهر الجديد الموسوم باسم كورونا ....؟! ...

اعرف ان "زوادة "اغلبيتنا فارغة وافرغوها لمن حرص على ان يجوع طوال الوقت لعله يربح القليل من العمر من اردل ذالك العمر الذي يرعبنا جميعا ...

كنت اعرف انهن يكبرن جميعهن وتكبر همومهن واحلامهن ومخاوفهن وشكوكهن...كما احتياجاتهن وينفد بالمقابل صبرهن على احتمال الحرمان والمزيد منه ...اي زمن شقي يبشرون به ويفرضونه علينا يريد تحويلنا فيه جميعا لمجرد رقم مرصود..وغير مكلفة خدمة رصده ....!!؟.

لا اعقل انني خادعتهن في يوم وان شيطتهن كي لا يقبلوا باللعبة الاجتماعية وفي نفس الوقت ان لا يكونون مضطرين ليكون صداميين تجاهها ...

قضت على "هاجر" وفجرت ذاخلي الرغبة في الصمت والمزيد من الانسحاب من حياة الآخرين ...لانها فقط ما كلفت نفسها ان تهمس في اذني بشيء خاص ان تطمىني من جهتها على انها حفظت الدرس جيدا ..اما ان تغامر او تتمرد او تعيش حريتها فانا ابدا لم اكن في يوم اريد لها ان تفعل غير ذلك ...ان تفهم الحياة وان تعيشها كحقيقتها هي لكما نتخيله او يريدوننا ان نصدقه ....

لا اعرف ان بعد قد نتقابل وقد يكون لنا وقت لنخوض في مثل هذا الحديث ...لا لانني في حاجة لان تبرر لي شيىا خاصا بها ويعنيها هي فقط بل فقط لانني اريد ان اطمىن على انها تعرف جيدا ما تريده وكيف تثبت وجودها وتدافع عنه .....

لم اكن خاىفا على بناتي من قدرهم ولا متخوف في انهن قد يكن في يوم في حاجة لان يساءلونني ...مند اول وعيهن كنت واضحا وصريحا معهن ....لم اقبل في يوم ولا كنت في يوم راض على سلوك والدي ولا على اسلوب الوالدية في مجتمعنا على الخصوص لذلك لم اتمنى ان يلحق علي يوم اكفر بما مقتنع انا به ومنه واجدني والدا تقليديا وكلاسيكيا ....استمتعت في سنهن الصغير بحاجتهن لان يكون لهن والد و"بابا "لكنني سرعان ما تنكرت لهن ودعوتهن ليتحاوزوا معي ذلك انا لا اريد ان اكون الا "طارق " بالنسبة لهن ...رجهلهن الاول الذين لا يشكون للحظة في انه يعبدهن وهن يحبونه ...وان لا يشكون للحظة في انهن متى ادركن الحاجة لان اكون لجانبهن بانهم لن يجدونني كذلك .....مثلي مثل كل الاباء و الامهات كنت انانيا وفي حاجة الحب وهو شافعي ...وكل اشياء الدنيا كانت عندي في كفة وحاجتي للحب في الكفة الثقيلة والوازنة ....من شاءت منهن ان تتنكر لي فلتفعله لا ردا املكه غير ان الزمن كفيل بان يخبرها اليقين ....

ما الذي يبكينا ..؟! ما الذي يحز في قلوبنا ..؟!.ما الذي يفقد طعم وقيمة كل الاشياء غير الاحبة والحب لهم وغير فقدانهم او رحيلهم  عنا وغير ان نصاب بعمى الالوان ونشعر باننا غير محبوبون وغير مرغوب فينا ....

زمن موحش ادخلنا مكرهين وموجهين في مراجعة كل قيمنا وسلوكاتنا واهدافنا وقدراتنا...دون مراعاة ان كانت مراحلنا النفسية والسيكولوجية والعمرية مواءمة لنفعل ذلك ودون تحسب لتعصب البعض منا والذين غير مستعدين بالمرة لتقبل كل ما لا يصدر من ذواتهن ويخدم توازنهم واستمراريتهم ....

كانوا موغلين في القسوة وهم خارج كل برتكولات الممارسات العلاجية يفرضون على كل من  له تبعية سيكولوجية او ادمان ان ودون تدرج ودون اي مساعدات حقيقية ومتابعة نفسية دقيقة  ان يتخلص منها ويتدبر حاله وان يصمت ويغلق فمه وان لا يجرا حتى على الاحتجاج او مجرد القول في انه لا يستطيع او يطلب القليل من المساعدة ...

هل كانوا غافلين او متحاهلين لحقيقة ما يكونه الالم والالم النفسي بالخصوص ...؟! 

في بلدنا كان ريس الحكومة ممتهنا وحاصلا على دكتوراه في الطب النفسي والعصبي وممارس ..اذن لا محال ليقول لي احد بانه لم يكن على وعي فيما اقحمنا فيه من الالم والالام ولا كان يصعب عليه تصور اي جحيم ترك فيه عددا من ابناء الشعب كل ذنبهم انهم لم يملكوا ان يكونوا متوافقين مع المجتمع ومع الاخرين فتعبوا او انهاروا او سقطوا في بحث مضني عن التخلص من غربتهم والالامهم في الادمان وفي ما عاده من ادمان على المخدرات بكل اصنافها الى باقي الادمانات السلوكية القهرية ...(القمار ...حمى الشراء والتسوق ...التسكع .......)...

"السيد العثماني "الذي كان يشبه لحد بعيد (على الاقل حسب نظرتي انا ) صاحب دكان بالحي لم ارضى له ان يخرج بذلك الشكل الجارح والمنقص للاحترام والحاط بالكرامة من المشهد السياسي بعد الهزيمة التي مني بها حزبه ... حتى احقرنا ما كان يمكن ان يهان ويسب ويجرح فيه مثلما فعل الجميع معه .../عز علي كانسان ....وكان يستحق ان يترك بسلام لاننا كلنا نعرف وندرك بانه كان مجرد انسان اخر منا غلب على امره ...رىيس حكومتنا السيد عز الدين العثماني كان بدوره مثل اغلبيتنا مغلوب على امره ولا كان يستحق ان يشمت فيه سلفه ورفيق طريقه السيد "عبد الاله بنكيران"....

كانت لعبة اكبر منا جميعا ..اكبر من كل البلد وكل تجمعات إقليمية او تكثلاث دولية ...ومفروض ان تلعب لكن دون خشونة ..دون الاعيب وحيل وتحايلات ...كنت الان في مثل هذه الظروف ان نبزغ كاستثناء ...ان نكون الاستثناء الذي كنا نتباهى باننا نجرا على ان نخلقه ونكونه ...جرحت في انتمائي لمن كانوا يتماهون وبكل تفاني مع كل سلوكات التابعين من البلدان الاخرى ولا نسمع منه الا "آمين... آمين..." ولاول مرة ابدت كامل استعدادي لاجهر واقول لهم :"لست معكم ..."..    

   

الخميس، 27 يناير 2022

يوميات: الاحبة في زمن كورونا....04-بعيدا عن حبيبتي ..ابنتي


 ابدا لن نعود لكما كنا...انتهى زمن واقحمنا في زمن وعهد جديد...سلب من تحث قدمينا البساط ..لم نشاور حتى ولا اخد راينا ....ولاول مرة اشعر وكانك خدلتني بعدما صدقت في كل دعواتك لنلتحق بالركب ولنقفز نحن الثالثيون لنقل القطار قبل ان يفوتنا ونتعفن في تخلفنا العام (عزيز الحبابي)...لم احسب للحظة انهم قد يجراون على ان يفعلوها بنا وان يسجلوا خروجنا جميعا من كل مناحي الحياة الاجتماعية ويجمدوا كامل انشطتنا وان يجبروننا على تصديق الوهم القاتل لنرضخ ولنجترع الخوف والرهاب فتختلط علينا الحقائق ونفقد معه القدرة على التوجه الى اين ...الى اي نحو الا ما عساهم يحددونه هم .....هم الذين اجادوا كامل الاعيب الاختفاء والتمويه والسحر ...هم الذين كدسوا كل انواع التسلط والتحكم باسوا بطانة يمكن ان تبطش دون ان تفكر للحظة في التراجع او ترتجف ...هم الذين قد نجزم اننا نعرفهم ويتبين لنا اننا لا نعرفهم بالمرة لانهم غير مرئين ولا معدودين ولا قابلين للمس او او الامساك ...


كانت اقدر لعبة اجتمع العالم على ان يلعبها وبلا هوادة او ذرة شك في إمكان ان تقابل برفض او ثورة او حتى احتجاج مسموع بما يكفي ليحدث بعض الصدع او البلبلة فيفكروا في إمكان ولو محدود ليتراجعوا او ليأجلوا بعض خطواتهم ....


كان أسوا فيلم رعب يمثل علينا جميعا ويسخر منا كلنا لانه مع كل الدقة في الإخراج ومع كل التقنيات المسخرة لانجاحه كان اسوا فيلم لاضخم جمهور اتفق كل صناع الدراما على انه من المستحيل ارضاء ادواقهم فكيف الزامهم بان  يصدقوا انه حقيقة وانه قنبلة كل المواسم لانه بعده سيكف عن تمثيل اي فيلم للاكثر من سبب اقلها ان لا قيما ستبقى لتقوم اي عمل درامي جديد ....


كان الفليم الاضخم في التاريخ الذي سمح له بان يدبلج محليا ولا باس بان يتبل محليا بما يناسب مطبخ اية دولة وحكومة على ان لا يمس بجوهر الفيلم ورسالته الاوحد ....


كان الانتصار الجائح الذي تحقق باقل الخسائر واخضع كل ساكنة العالم للاسر والاعتقال وللتحكم...كان التتويج الاعظم لكل ما اشتغلت عليه مختبرات العالم النفسية والعصبية مند ازيد من قرن وهي تختبر اساليب التحكم في النفوس البشرية وانى لها ان تخضع العالم بتقنياته ...كفت عن ان تخاطب الكبت فينا وتعزف على الرغبة فينا لتسوق لنا كل ما تغتني به وتطغى به علينا لانها الان ذهبت مذهب اعتى كهنة العالم واشدهم حقدا على كل خير باق فينا وعلى كل انسيتنا لتبعث فينا الموت وتحفز فينا اشد غرائزنا عمقا وحيوانية واشرش ما له ان يبلبل كامل كيانا ويزلزل ذواخلنا ويرعبنا ليفقدنا توازننا فيسهل لهم انقيادنا ....حرب بدهاء فاق كل خلق او ابداع سابق للدين او للمثلوجيا....حرب ساوت خارج كل قاموس معروف بيننا بين  "الموت " واي  "حادثة موت" بموت واحد ووحيد سموه كورونا ....او موت لا يختار ويضرب دون ان نراه وكلنا في هذه اللحظات تحت رحمته هو لا سواه ......ايماننا ...سلامنا او تسليمنا بان الموت قدر ونهاية طبيعية لنا تسلب بدورها من يقيننا وتحل معها معادلات يصعب تصديقها لكن عليننا ان لا نشكك فيها وتحث طائلة ان يجرم من يحرأ على القول بعكسها ....


هنا ..كان يصيبني الجنون...لا اقوى على حتى السماح باذني ان تتقبل ما تصدح به ابواق السياراة التي سخروها لترقي عكسيا كل واحد منا وعوض ان تصرع ساكنه تسكنه جنيها المخيف والكريه ...."الله لا يسمحاك ....حتى وانت لا تصدق بانك مغلوب على امرك لنصدق نحن بانه تم تسخير صوتك وفن التنشيط الذي تتقنه لتمارس الدعاية وتمرير خطابات السم على عموم بلدتنا وعلى مدار اليوم والايام ...الله يحرق الجدر ديال بابك يمتى بان ليك باننا حقا اما غدين نعيشوا كاملين او غاذي نموتوا كاملين .....والله يسمحاك انت لي موتي في هذا الزمن ورحمك المرض من انك تقبل توجه لينا حنا بعدا كاملين لكنقولوا بانك ساهمتي في تربيتنا ...الله يرحم خونا محمد العربي اسحيسح ويسامحك ....اما ديك القواد بغيت لموا اسوا كونسير .يخنقوا بالسم كيما سمم لينا ايامنا وقوى علينا الباطرونا والبياعة ..."


وانا على ادنى عتبة من بلوغ عمر الخمسين تساوى عندي هم الدنيا ولا عدت اخشاها بالمرة ...الموت قريب جدا مني مثلما لم يخطر ابدا في بالي وانا مهوس بافكار الانتحار ..الموت يصاحبنا جنبا لجنب وفي كل هنيهة نعبرها يرافقنا ...من منا يضمن ان لا ياخذه في الهنيهة اللاحقة او بعدها وباي اتفاق ...اقولها ساخطا لعمتي "فطوم "..."وهل يملكون ان يحجبوه عن الموت ..."واردف قائلا لها :"وماذا لو كان كل هذا من قبل ترتيبات الحياة لتنهينا ..."..


لا اعرف لكنني بكل حرقة كنت اشكوا الحال معي هاتفيا لاخي "فؤاد"...واعبر له عن كامل اسفي لانني لا املك ان اغيب منطق القلب لصالح منطق العقل ولا العكس ...لا املك ان انقسم على نفسي ....


لم ولن اكون قاسيا مع اختي الصغيرة التي يقتلها مرض السرطان ...وانا مرعوب من ان افيق في لحظة على خبر انه فعلها بها ....بنبرة السخرية المرة استكثر عليها ان يكون في نفسها شيء من حتى وبعد طامعة في حياة طويلة ومديدة ...(هل كنت اقتل الامل فيها ...!؟) ..اقول لها انها تعيش هبة خاصة ..منحة مجانية من الحياة من حيث أنها اخبرتك انك على قائمة من ممكن ان يرحلوا وعما قريب ....انه السرطان وسرطان يرافقها مند سنة سنوات ....وهذه السنة بلغ بها لمنطقة ادرك جيدا الويل الذي تزخم به ..لانني خبرته بأشكال متعددة ..انها منطقة الألم ...الالام ...واعود لنفس نبرتي في حديثي اليها وانا اغبطها على ما يمكن ان تنعم به من خزانات الاطباء الحديدية من مواد مخذرة وافيونية ...اضحك واقهقه وانا ادعوها لان تستمتع ب"التقرقيب "قدر ما تحتاجه ...وان اعرف جيدا انني وانا في اشد درجات التخدير والتقرقيب كنت على عكس كل ما يخاله الاخرون عن حالي كنت اكون في افضع حالات الحزن والالم والرغبة في الرحيل ....


لم اعبر ضفة البحر الأبيض المتوسط ولا الأطلسي في يوم كما لا يبدوا انني سافعل ذلك يوما ....ولا سافرت ابعد من طنجة من سنوات ..وعندما لا يكونون بضيافة المغرب لا اجتاز علامة الكيلومتر الاربعين اي لا أغادر بلدتي ....ولا مكانا اصلا عاد بالإمكان لي لان اسافر اليه واستضاف فيه ..فما همي بجواز تلقيح او بشأن اختبارات الكشف عن الإصابة بكورونا او متحوراتها ...اعرف انني من زمن بعيد محاصر هاهنا ...واستوعب جيدا معنى القرار الذي اتخذته وصرفته في حوض دورة مياه احدى العلب الليلية بمدينة الرباط دون اي تردد وافقدني بطاقة هويتي الوطنية لسنوات التي عمدت لرميها وشطفها بالماء لتعبر لقنوات المجاري ...كنت اعرف انه يكفيني رقمها الذي حصلت عليه مبكرا بحكم انني تلميذ مستويات الباكلوريا ..وبعد تجربة فقدان الحرية بجنحة تأكد لي بانني مضبوط جيدا من دوائر التشخيص القضائي والجنائي بمعنى انني معروف محليا وموضوع تحث "المراقبة النظرية العامة والاجتماعية "...كان بحوزتي جواز سفر لا لزوم بدى واضحا منه فكنت احمله لعله يبلى في جيب سترتي وداخل حقيبتي ...لعل ثمن انجازه وهمه يسترخص بمثل هذا الاستخدام المتكرر...بقيت مصرا على ان لا احمل بطاقة هوية وطنية لا تحمل صفة مهنة مشرفة ازاولها ...ان اعقل جيدا انني لا اساوي شيئا في وطن لا دورا اجتماعيا ووضيفيا امارسه فيه وداخله وبجانبه ...بل لا كينونة تذكر يمكن ان تكون لك وانت مهمش اجتماعيا وغير قادر على ان تعيل حتى نفسك ... كنت حينها بالرباط العاصمة وكان الحدث محاكمة نوبير الاموي وكان الشوارع والازقة معسكرة وكل الاجواء مشحونة ..وكنت لا استطيع تفادي ان لا اشعر بانني مخنوق..وغاضب بلا اي سبب ..او دون ان افهم ....لعلي كنت بعد أعشق الشعر وحلم ان اجدني شاعرا ذات يوم فعز علي ان تفقد الشوارع والازقة براءتها وعفويتها بمثل ما كان حادثا وبشكل فج ومهدد للاعصاب ومثير للقلق العنيف ...

لم اكن حينها راضيا على ما اقحمتني فيه الإدارة وهي تسخرني لمصالح شخصية محضة ...وهي تريد ان تركب فوق ظهري لتعبر للمراكز وللرتب والمنافع وان للجحيم والاحتراق وللاسوء /التصفية .....

ابدا ما خلت انني قد اكون قد ركبت القطار الخاطئ ...كنت اعرف انني افعل الصواب في اكمل صورة يمكن لي ان اعقلها واتدبرها ...ما كنت لابالي باي نعوث او توصيفات اجتماعية /اجتماعية ..اي وسطية وتنحاز لها اطراف من مجموع اطراف اخرى مجتمعية ...عديد من الوظاىف والمهن كانت معرضة دوما للاشتباه ولانحياز في الوصف او متحامل عليها ...وهذا لا يعيب في شيء اجتماعي بل هذا من طبيعة المجتمع ..لسنا متوافقون او متطابقون فيه كما ادورنا وشخصياتنا وامزجتنا ......كنت اريد ان العب ذلك الدور وبنزاهة وضمير ..لم ولا كنت ذلك "البركاك "او الواشي الخسيس او بياع ....ولا مرشدا للشرطة او مخبرا لجهات استعلامية كنت في الميدان ورجل ميدان ..كنت في العمق ..في القلب ...كنت ارتجف واخرج كل ما في احشاىي وتعتصر معدتي وتعقد كي ترفض اي طعام غير القهوة والاقراص المهدىة قبل ان اقر بتسليم تقرير ما ...كنت اظل خاىفا ومرعوبا وغير قادر على ان استسلم للنوم كنت اضطرب كليا قبل ان استقر على قرار ان ادلي بما كنت ادلي به او اصمت عنه ...كنت اساءلني لمرات متكررة واساءل دوافعي الشخصية واحاول ان استبين حقيقة ما ارومه من خلف كل ما افعله ..لم اكن ارحم ذاتي لانني كنت خاىفا عليها ان تتشوه ..لا كما عمد عديدون على تشويه سيرتي الاجتماعية الشخصية ومحاولة محاصرتي ..بل لانني وبكل بساطة كنت حريصا على ان لا افارق الطفل الذي اكونه واحتفظ به داخل هذا الجسد / القناع ...كنت بعدا احمل الهش مني والذي يتطهر على الوسادة قبل ان ينام كنت بعدا ابكي واجهش في البكاء حد الاختناق قبل ان اخلد للنوم ...كنت اعرفني ضعيفا وخاىفا وبلا اجنحة ويعوزني الكثير من الاهتمام والحنان والرعاية لاقوى ...كنت على عكس كل ما اتبدى عليه اجتماعيا وعلى عكس كل ما يحسب لي جراة او ذكاء اجتماعيا او تحصلا للسلطة ولبعض النفوذ والامتيازات ..كنت اقر بانني غير منسجم اجتماعيا وعلى خلاف معه وبانني اواجه مصاعب حقيقية في التكيف مع النظام وفي الخضوع لضوابطه ...وعندي ميل مترسب للانزواء وللانسحاب ..لست من طينة المقاتلين ولا بحظهم ...وانني شبه منهار عصبي لطول الوقت والاوقات على حقيقة انني مريض نفسي بشكل رسمي ....

كان عندي حس ذلك الطفل الذي يميل بكل عفوية ليصد كل ما لا يشعره بالاطمىنان..ودون بان يبالي بما قد يكون رد فعل من صده عنه ..وحس ذالك الطفل الذي يحب ان يعامل جيدا والاحترام وبلا استغفال او استغلال .....لم اكره يوما العاصمة كما كرهتها تلك الايام ولا استطبت الخمرة بمثل تلك المرارة على انني قليلا فيما سياتي من بعد عاقرت فيها الشراب من اول لحظة صحو الى غفوات النوم كما كنت كنت افعله وكان يتركني اعاني صداعا مزمنا على مدار الوقت واليوم ....لعلي كنت مكتىبا وتحث ثاثير مزمن الخمر مما افسد مزاجي وفاقم من احساسي بالسخط والغضب والرغبة في الثورة خصوصا انني بت مقللا في الحديث والرغبة فيه ...

لم اكن لاستسيغ بالمرة الاحساس بالترهيب والتخويف ..كان اي احساس بالتهديد يعكس شخصية مغايرة عن كل ما عهدته مني ويفجر في رغبات مدمرة 

وهاهم من جديد يحفزون في كامل الرغبة في التحدي وهم يشعرونني على الدوام بالاستفزاز وهم كالة لا هم لهم الا الاخضاع وما تدربوا عليه او قهروا على تعلمه ان لا يفكروا كثيرا بل ان ينفدوا وان لا يتساهلوا او يترددوا للحظة ..محبرون في احسن الاحوال على مجرد الطاعة ولحد الطاعة العمياء....

افهم الكثير ونفهم اننا كلنا في حاجة للتغيير وللتحديث الاجتماعي واننا وصلنا من زمن الى ما يشبه الحضيض والافلاس التام وللخواء واننا في اشد حاجة لايجاد اشكال وانساق جديدة تحتوينا وتنظمنا وتدفعنا لنتجاوز انهيار القيم من حولنا وضياع معظمنا وتخلف الكثير عن حتى الوعي بنا اصبحنا عليه ولا كيف اضحينا عليه ....لكنني لم اقبل ان يحجر علينا كما السفهاء او المعتوهين او فاقدي الاهلية ...وتحث الاجبار والقمع والترهيب ...

ملامح وجهي اضحت قاسية ونظراتي صارمة مهددة ومتوعدة وكل مافي ينفر ويقولها بصراحة ..."حل عن طريقي ....لا تدنوا مني .؟اياك ان تختبرني...."...

ما عساي قد اخسر ...والدتي الطريحة بالفراش التي خبرت كامل الامراض وما اقعدها الا لانه المرض الاخير .."مرض الموت "...والدتي على كل تعلقها بي وخوفها على ان تعدم ووجودي بجانبها في رحلتها الاخيرة تعرف انها لن تترك وحيدة ولا مهملة ومن ولدت مثلها ما ماتت ولو غادرت دنيانا ....ربما قد اخسر كلبتي العزيزة "زعبيطة " وابنتها "الريزو" وذكرهما "فارس "..لكنني كنت داىما واضح معهم وصريح اتحاههم ..لا تكلفونني اكثر من طاقتي واستحملونني كما استحملكم لكن لحل واحد منا قدره لست الخالق ولا الرزاق لكم الله مثلما لعله لي ....حياتي عشتها بكل اجزاىها بل بما فيها مما لم اكن قابلا به ورافضا ان اعيشه ورافع في وجه راية العصيان وفي اتم الاستعداد لرفع التحدي وتصعيده الى اخره ...ولا رغبة حقيقية لي في ان اعيش اكثر ....

كنت مكلوما تجاه احبتي وتحاه الناس الطيبين اما على النحو النفسي فلقد كنت انوء تحث اثقل حمل وهم ..الافتقاد ..افتقاد من احبهم حد الجنون ....كنت لا اعرف شيىا عن مصيرهم وعن مصيرها هي آخر عناقيدي والحب الذي اعادني لاعاقر الخمرة لازيد من ثلاثة عشرة شهر بشكل شبه يومي وحدي وبالفراش وبدون ادنى رغبة في ان اتحدث لاحد او اخرج لاشاهد حتى مجرد الناس والاخرين واشكال الحياة ....

كنت اعرف انها من جديد تكبر بعيدة عن عيني وعن حضني فلا اصدق ان هذا الذي حدث يحدث من جديد معي ...وهل لي ان اتمني ان لا يكون حدث اساس ان استعدتها بالقرب مني لاعاود فاجدها ناات بعيدا عني ..كنت ابكيها بحرقة ومع كامل الاسف لا املك الاقرار بان الحياة غير عادلة او انها لم تنصفني لانها هي هكذا كانت داىما وعلى هكذا ستظل فما فاىدة مثل هذا الوعي الغير ناضج ...؟!....

كنت اشتاق لكلهن لكنني لحدود بعيدة كنت اعرف انهن بجوار من يحببهن اكثر مني ولجوار من هن جزء منهن الا هي كانت بلا كلينا ...مع جدتها وبكل البون الشاسع من السنوات الذي يصعب التقارب بينهما وكنت خاىفا من ان تنساني وتنسى كل الذي حاولت جاهدا ان انقل لها ....تقرر ان تصبح بعيدة عني وان لا يكون بامكاننا ان نرى بعضينا وان لا نحاول تصنع ذلك بل ان نامل فقط في انه ممكن وممكن جدا ان تعود الحياة اتقابلنا لبعضنا وساعتها لنا من جديد ان نختار ...اما ان نتقابل مقابلة الغرباء او نعود لاخضان بعضينا ونتعانق للابد ....

كانت كل الاشارات التي التقطها تقول بان الامر خرج من تقدرينا وانه رهن اشارتهم هم وانهم ربحوا معركتهم وان الامر سيستمر هكذا لاطول من كل التوقعات ....وانا ازداد اصرارا على ان لا اعلن او اقرر بانني هزمت ولا اسمح لهم بان يهزمونني نفسيا على الاقل ....كان من جديد علي ان التحف جيدا على الطفل الذي اكونه واحتفظ به لنفسي واهدهده ليطمىن من جديد ويكف عن الجزع وان اعاهده على انني لن اسمح لهم بان يسرقوه مني .....وكنت اسمح لنفسي بان تسرح وتخلم بيوم اصبح فيه طفل ابنتي التي كانت تكبر بعيدة عني ..ابنتي التي سترعاني وتدللني كما لو اكون انا طفلها ....

  

  



الأربعاء، 26 يناير 2022

يوميات: الاحبة في زمن كورونا...(الرسائل المفتوحة ) 03- احمد نعمان جابها في راسوا بلا "ربحة ".../ملصق.


 

الثلاثاء، 25 يناير 2022

يوميات : الاحبة في زمن كورونا...03-احمد نعمان جابها في راسوا بلا "ربحة "...


 تحول الموت لارقام ولنشرات إعلامية روتينية واخرى استثنائية..الجميع حريص على استهلاكها حتى دون ان يعي لماذا يفعل ذلك ...!!؟...اخيرا ينتصر الموت ويستحود على اهتمامنا وعلى الاحصاء فيه يوما بيوم ....ينتصر الموت وارهابه ..يضرب عما يصلنا من انباءه واخباره كل مكان واي مكان ...ويتوغل الموت حتى يجبرنا على ان لانحتفل به وان لا نقيم له الجنازات ولا ان يكون هناك مشيعون ...صور مرعبة لموت يخيف ...يرهب حتى ذوي الفقيد وعزيزهم فلا احد يدنوا على الاقتراب ولا على احتضانه وتوديعه الوداع الاخير ...مراسيم دفن اشبه بالتبرا العلني من من نفقدهم ..إدانة لهم على ضعفهم وادانة لنا على جبننا وخوافنا ..او خضوعنا للنظام و لوائحه ...وانا اشعر ببعض الاضطراب اكاد اكون اقتات من جسدي وعلى جسدي واعيش على اعصابي ..معدتي مضطربة كما جهازي المعوي ..اشعر بانني ساقتلني من مجرد التدخين والتدخين بشكل شبه مستمر على مدار كل صحوي ..اما نومي. فلقد تخلخلت تماما ساعته وساعاته وغدي في اسوء انواعه والاخطر انه منقسم على اكثر من ثلاثة مراحل انام ساعة وبعض نيف الساعة  لاصحوا وبعد حوالي الخمسة والعشرين دقيقة اعود للفراش على ان استيقظ من جديد بعد اقل من ثلاثة ساعات وقد اعود لانام الاربع ساعات الاخيرة او قد لا اعود ....فقدت الصوت.. كنت فقط اتحدث مع نفسي ولا قدرة لي على الصراخ ..بعد وانا اشعر بان الحكاية غير مكتملة ولا تامة الحبكة وانها مليئة بالتناقضات..احتمل قليلا كل ما عادة لا اطيقه من الاعيب اعرفها جيدا كانت تغطي على كامل  المشاهد ...وتبث وتمارس من كل الابواق وفي كل الميادين والساحات والشوارع والازقة ....كانوا من جديد قد خرجوا كلهم للشوارع وللميدان وكانوا حاضرون بكل قوة على الارض ...كانوا يخترقون اعمق طبقة في النوم ليهزوك منه ومعه اعمق مخاوفك ليقولون لك بكل بساطة نحن من نحكم العالم واللعبة ونحن من نملك ان نسخر من العالمين ونسخرهم في نفس الآن نحو..وفي اي اتجاه نريده ....صمت حين صمت الكل وحين لم يعد من كلام يعلوا كلامهم ....كنت اراها واضحة ..حرب تحوير ودعاية وتكالب على العقول لكنهم كانوا يلعبونها بكل مهارة وحرفية لانهم عمموا اول ما بدوا يعمموا في اجراءات الاخضاع والخنوع لاوامر السلطة .." الكمامات"...صمت وامتلات برغبة ان افهم ...ان اتابع ..ان لااحاول تسابق الاحداث وان اعقل حقي جيدا ....لا انكر الخوف الذي تحرك وسيطر على دواخلي لانني اعرفه وخبرته جيدا ..خوف افهمه ويفهمني لانه ببساطة يجعلني في كامل الثباث والجاهزية ومنتبه لكل شيء من حولي وهو ما جعلني في غاية التنبه ومدرك لحجم التهديدات المحيطة بي ...كنت مستوعبا تماما لمعني ان يخرجوا جميعا من كل الجحور وان ينتشروا ويسودوا دون اي موانع او تحفظات....كنت ادرك ان انقلابا عالميا يحدث بيننا وولادة لعالم جديد ولنظام جديد ...وكل من خرج منهم على اتم الاستعداد ليهبك اسوا جنازة ولينتهك جوفك ويعريك ويعرضك لاسوا ذل ومهانة على اقل تقدير وهو يحتززك على سرير "مرض "او ليحتززك اينما اتفق معه ودون ان تشاور او تفاوض او تحتج او تملك حقه ....وكنت اعرف انه في غياب اية شهود بعد اخلاء الشوارع والازقة كل شيء ممكن ان يحدث وان تزيف وقاىعه ....

بدات اشعر بالاختناق ...ثم بتمام الاختناق لما انتهيت ليكبر الرفض داخلي ..لا ...لست معكم ..اقبل كل شيء الا الاستحمار والاستغباء ...هيا لاخيرا نترجاه مهما كان قدره من من ينتهج مثل كل هذه الاساليب ....ولا خيرا اريده اصلا انا من من يستهدف العقل في ويحجر على حريتي تحث اي مبرر ....

وحده صوت "جوليا "يصدع في راسي ..."انا بتنفس حرية ..."ويخفف من حدة عصبيتي ونرفزتي ....

لم افتقدكم في مثل هذه الظروف لانني كنت ارفضها جملة وتفصيلا ...لا اريد لوجودا هامشيا لكم في مشهد "الحقرة "الساىد..لا اريد ان اقول بحضوركم ليس لي ما اقوله او اضيفه وانا كل الذي كنت افتخر باستخضاره عن اوضاعنا واوضاع البلد وعن ذلك الضوء الذي بدل ضلمة ازقتنا وكل بلدتنا في اوقات "حني الراس وقطع النفس وزيد ..سير بحالتك.."انتهى لاسوا حلكة ...وان كل الاحترام الذي حفظناه لمن دفع الضرائب غالية لدرجة اننا لربما لم نتفق معه على جدوى تلك التضحيات الجسام والمكلفة خوفا على ان تضيع سدا ولا تقدم شيىا اضافيا يقربنا من ذلك الغد الذي كنا ننشده ونريده بقوة ...وان كل ذلك الاحترام يسرق منا وهم يعودون بنا إلى اسوا حقب التسلط والقمع والدعاية وتكميم الافواه والدوس على كل المكتسبات والحقوق ....

"كورونا "....اين كان اهتمامهم بنا ونحن المغلوبون على امرهم نقف الساعات في اقدر الامكنة ونواجه اسوء النظرات واحقرها لنقابل طبيبا يتافف حتى من الاقتراب منا فكيف ليفحصنا ويدبج وصفة وينتهي زمن المعايدة بزمن التدبيج ..دقيقتين ..خمس دقائق في احسن الاحوال ....وعلى اغلبيتنا ان يتسول تسولا ثمن صرف الدواء ...اما لا احدا منا يعرف انه سيجرا على انتظار حلول موعد اجراء فحص بالاشعة دون ان يفقد الرغبة كليا في اتمام الفحص...و"خلص عد تدوز ..."..و"الطبيب  لم ياتي ..."....و"سبيطار عامر مكينش البلاصة ...."والبنح مقاضي والسورناج ماكينش ............."الله ينعل لي ميحشمش ...."

كنت متعوبا بجد ومتى انهت حتى الصيدلية صرف دواء اساعد نفسي به من حين لآخر "دوغماتيل 50منغرام " و"اطراكس 25 منغرام " وكان خيارا متاحا في احجامي المعقول والموضوعي عن فتح باب المعالج النفسي والعصبي الذي لا حيلة ولا قوة لي ماديا على فتحه على نفسي ومتابعة فتحه ....والذي في الحقيقة كنت كمن يفتح به بعضا من عينيه على عمشها ..."اقضي به والسلام "...منع عني ...وكما كان يعطى لي من مزاحية خاصة منعت منه بذات الميزاجية ...هكذا والسلام وان ليست ولم تكن تلك هي الحقيقة ...لان الحقيقة كانت بسيطة ومريرة "اقل من خمسة دراهم ربح معي من صاحبة الصيدلية طبيعي ان تدفعها للا تريد بي زبونا لها ..من من تاجر يحتفظ باشباه الزبائن المفلسين .....!!؟ ...

سخطت على كل الاوضاع ....ولا اقنعوني بالتغيير الذي يستهدفونه لا لانهم من يملونه ومن فوق ليسير الى تحت وفي كل اتجاه ..بل لانهم من جديد بدو مستعدين ليضربو تحت الحزام ومن الامام والخلف وفوق الروس وبكل قوة وعدم تمييز وبلا رحمة او تعاطف وبدون الحاجة ليوضحوا دوافعهم ولا بالتاكيد ليسموا ان مايفعلونه بنا جبن وخساسة وخيانة كبرى ..في حقنا ....

لم ولن يحدث معي انا بالخصوص ان اتبجح باية نضالية خضتها ولا عن مواقف لي وقفتها تجاه القضايا الكبرى او المصيرية او المطلوبة ..فقط من يملك الشجاعة والقدرة على الاعتراف له ان يقول عن ادوار كانت لي وعن احلام كبيرة حملتها بين عيني وعن ساعات وساعات طوال كانت بكل الجهد المبذول فيها وبكل الارق الذي كان يسكنها والحب الذي يحركها غير خالصة لي وانما لمجموعنا ..لكلنا.. للانسان فينا ..للهم فينا ....ليهمني الان او بعده ان يحسب تداعي محاولة ركوب على الموجة .....

لا اعرف ...ربما لم يحرك في شيء التسجيل الصوتي الذي بعثه لي صديقي "احمد نعمان " كرد على ما نشرته في حقه من شهادة ولا وجدت من داع يدعوني لافتح معه قناة التواصل الهاتفي من جديد كما طلبه مني .....واردت ان اقول له اشياء كثيرة كان لست على استعداد على اقله في هذا الحاضر والايام المقبلة من ان اتعاطى مع اي احد ...وانني في حاجة لان اكون وحدي .....وان اقول له مثلا :"دع لنا بعض الوقت ..على اقله لاتناسى ولابتلع الاهانات المتكررة في حقي ....."ثم ازحت الفكرة تماما من ذهني ..لم اقبل ان اجر لتبرير موقفي ولا ان احتوى في موقف يجرني فيه لان اعتذر عن ما لا يحق لي ان اعتذر في شانه .....

احمد نعمان .....لعله ابى على نفسه ان يستوعب خطابي ...تغاضى على ان يفهم عني ...ورفض ان احشره  في الزاوية ...وبتاثر مبالغ فيه اقطع بان يكون قد اساء لي .....وهو يعرف جيدا انني بدوري لم اسا اليه ولا جراة لي على حتى ان افكر في الإساءة له ....

احمد نعمان ..حان الوقت فقط ليفهم ويكف عن إثارة الاسئله الغبية والبليدة مثل كونه مهتم بمعرفة كيف اراه وما اخاله وما احسبه عنه ....نعمان اما ان يكون يعرفني او لا يعرفني ...وانتهينا ....نعمان الذي اشكوا له حجم افتقادي للرفاق ولزمنهم وللاحباب والاصدقاء و للناس الطيبين البسطاء يضن علي ان اكن له اطيب المشاعر واجلها ...يشكك في ذميتي نحوه وفي احترامي وتقديري لشخصه ...نعمان الذي ما جاملته يوما ولا بعته الوهم يخالني انافقه وانا فقط احترمه ....

ياعزيزي ...قلتها لك بلغتنا ...قلت لك عن قبيلتنا التي خرجت عنها لا لان صدرها لم يتسع لي او لانني خجل من نفسي تجاهها وقلت لك عن انسحابي من كل مركز المدينة للهامش ومن جديد من الهامش للظل وللوحدة لا من حسابات ولا تبيت للنويا بل فقط من ما املاه على منطق القلب ...ودعتهم جميعا وودعت بعدهم احب الامكنة و لا نسيتهم يوما ولا قرا اي واحد منهم في عيني اقل كلمة عتاب او لوم بل فقط كم احبهم وكم اقدرهم وكم لا زلت حريصا على ان اتابعهم واكبر لجانبهم وان ليس في مستواهم ولا بوهم من يتوهم منهم او بواقعية من يفرض ذالك على الجميع ...

قلتها لك صريحة : ما من تحدي مفروض علي ان اركبه ...ان اخترت والاخرون ان اختاروا ما يرونه مناسبا لهم فلماذا اخاصم فيما لا حق لي في ان اخوض اصلا فيه ....بل الاولى علي فيه ان احترمهم ...ما معنى ان اخاصم كل ما لم يتفق معي ...؟!. ما فاىدة ان اغبن عندما تفترق سبل وتوجهات حياة بعضنا عن بعض ونبتعد ...وننوء في اتجاهات قد لا تجمعنا ذات يوم .....

وقلتها لك واضحة ....:لا احدا منا يمتلك الحقيقة ..كامل الحقيقة ..لا احد منا يحتكر الحقيقة لنفسه او يشايع بها بين اترابه واقرانه واتباعه ....

اسات لي كثيرا لانك كنت دوما حريصا على ان تجربني.."لا تجرب الرب ..."الانجيل ..../والرب في القلب ..والرب هو القلب ... 

حريص على تدخلني في التجارب ..تتبجح بالاسماء الكبيرة والكتب التي قراتها وبالصحافة التي مارستها وبفتحك الفلسفي ونظريتك السياسية الاجتماعية الكبرى......لتسمع مني ولاتناطح معك ....او لانحني امامك ككبش ...وانا على راسي وعيني كل الذي استطعت ان تقنعني به دون ما لم تدرك سبيله معي ....واعود فاقول لك :اعرفك لحد بعيد جيدا فكف عني فانا املك بذاتي قدرتي على التمييز والحكم ولا رهان بيننا ولا كانت من نقط ضعفي او ادماناتي المقامرة ....

اسات لي كثيرا لانك اقحمتني على مدار سنوات وسنوات في محاولة التعصب لجانبك ..هكذا كنت ولا زلت صعب المراس بنزعة تكبرية ولا تقبل "حتى ريحة شحمة الحقرة او التنمر " وذلك شانك انت ليس شاني ولا امري ولا قضيتي ....انا اتعامل معك ..حريص على دوام علاقتنا وتعاطينا فيها بكل إيجابية واريحية وها هنا وارفع براءتي ..وارفض اي محاولات لجري  لارتصاص خلف اي جهة او تيار او افراد ....

اسات الي كثيرا لانك ابيت علي منطق القلب في التعامل وابيت عليه بلا شفقة انني لم اشطح في مقام العقل لما يستدعيه الامر وحال التعاطي بيننا ...

واسات الي لانك بعد اقل من اسبوعين على قرار ان تقاطعني وقعت في اسوا موقف اعتداء جسدي ...اسات الي لانك اقحمتني بشكل او باخر في السؤال عن ماذا لو لم نقاطع بعضنا واستمرت مسامرتنا ولقاءتنا ...؟! ثم في السؤال عن كيف سمحت بالذي حصل ان يحصل معك واين كان كل الذي كنت حريصا على ان احذرك منه ...ولماذا عاندت و"قسحت راسك " ولم تسمع جيدا لي ...انا لم اكن يوما عدوا لك للا تعر كل كلامي وكل وصاياي حقها ....ام لعلك كما فهمت وانا اناورك واحيلك من بعيد لبعيد لتعي انك تبدي اعراض كمن يعاني جنون عظمة حسبتني بدوري اعاني اعراض جنون الرهاب ...وان العالم مسالم ومهادن ولا من شيء يدعوا للقلق ...

"تف ...تف جبتها في راسك  بغرورك ...ضنيتك قارئ حسابك وطلعتي كانبوا ..."

واذا كنت تعرفني جيدا وصديقك القديم كما تدعي فهل تعتقد في بانني اجرا على ان اقابلك وان انظر في وجهك واتمتم بالعبارة المشجعة وبنوايايا واماني لك بالشفاء ...لا ..لن تكون تعرفني اذ ذاك ...ومن الاحسن لك متى جرات على فعل ذلك ان تتبرا مني لانني اناذاك ساكون قد بعت نفسي ولا عدت الوفي لها ولكل الاحبة والناس الطيبين ...

انا فقط بامكاني ان اقولها لك عاليا مرة اخرى "حو فيك جيبتها في راسك لمقصحوا على خواها ودبا من تبرى ويرجع قاسح نشفوك ....ودبا مع السلامة وكل عام وكورونا معنا ومن اسوا لاسوا .... 



السبت، 22 يناير 2022

الاحبة في زمن كورونا ..../02- رجل متوهم كبير اصادقه اسمه احمد نعمان ...


 هل انتهينا ...؟! هل انتهى ما بيننا ...؟! هل فعلا مقتنع انا على الاقل ان ما بيننا دخل دورة التحجر وان لا جدوى من أية محاولة لجعله ينبض ببعض الحياة من جديد .....؟! ...

يا عزيزي ....من زمن بعيد ايقنت بانني برؤية مختلفة لانني ببساطة اتخدت ان اسير متواريا لا اقصد الا الظل ومكتفي فقط بان ارى ..وان اراقب ..وان ارصد ..وان اجن بافكار ما يتبدى لي وما يتجلى لي من بعض حقائق واكتشافات ...رؤية لا سعيا لي من خلفها الا ان ازيل كامل الاوهام التي بعد تسحرنا ...رؤية اردتها عارية بلا زخارف ولا ايقونات ولا الاعيب الضوء او العتمات تتخللها وبلا اي ادعاء من اي نوع ولا تحث اي طائل بانني ملكت الحقيقة او سعي سعي كامل يتقصد الامساك بهذه الحقيقة ...!!؟...

احمد نعمان ....ثلاثة وثلاثون ستة علاقة ...ما كانت كلها بجوار بعضنا ولا كنا في اشد التقارب بيننا ...

ثلاثة وثلاثون سنة يستنكر علي فيها عديدون انني كنت فيها بعد على تمام الاستعداد لان ابدا معه في كل مرة حدث قبلها وسيحدث بعدها الافتراق ....لا اظنه شخصيا لم يستنكر علي هو ذاته أن أكون بعد بنفس الاريحية وسعة الصدر لاقبل بلا اي تحفظ ان ابدا معه من جديد وكأنه لم يحدث ابدا بيننا اي شنان ..بالنسبة لي كان الامر جد محسوم وواضح نصب عيني : ما جدوى ان لا اتقبل الاختلاف ...؟! ما الداعي لان لا نتطور وداىما على مسار مختلف وبعيدا عن كل ما قد يعكر صفو العلاقة بيننا ...

وانا على مشارف الخمسين من العمر ..وربما قد ادركها في الاقل من الشهرين وبكل الاحساسات الكثيفة بذاخلي التي لا تجعلني البثة اشعر بانني كهل ..تعب من الحياة بالقدر ما انني فقط شبعت منها ومفارق لها عما قريب ....(وان لا اقول كم هو حقا يتمثله هذا القرب ...!!؟)..تتعمق في احساسات كما رغبات في ان اقصر علي سبل اللف والدوارن ...ربما هي بقايا قراءات ترسخت لي من وانا مسحور بقراءة الانجيل والتعرف على المسيحية ..من زمن دشنته صديقة عمر وصاحبة مرحلة جميلة وصعبة من حياتي ومبكرة من ايام عمري ...كانت بطلتها العزيزة "خديجة علوش " التي حملت لي نسخة مترجمة من الانجيل وهو اتفاق قدري حدث دونما اي قصدية ودونما اي يعني انه كان بحد ذاته يقدم او ياخر او يشاكل وضعا ليضع وضعا اخر ...هي انذاك لم تكن تسعى الا ان تتقرب مني بعد ان استوعبت بان كانت خاىفة وبلا اي لزوم ..ومترددة لحد يحز في النفس من ان تسمح لي ولها بان يحدث التقارب بيننا ...

انه الاعتراف ولا استسيغ ان اقول عنه او ان أفهمه بتلك الصيغة التي تجعل منه طقسا / طقس الاعتراف ...(ما همني انا باية طقوس ومن اي نوع كانت ...؟! ) 

عزيزي احمد نعمان ...بكل الطرق استفزتني لأن اقول لك وجهرا بما تعنيه لي ..بكيف اراك ..وبالذي لم يغيرني نحوك ...وتوسلت لك بان تكف عن مثل تلك الطرائق لانني لا اقبل بان اخسر تحدي  بانني حر بان احتفظ بارىي الشخصية لنفسي ..كما حر بان اراك كما اريد ان اراك لكن دون ان يعني ذلك او ان يحتمل ذلك تفسيرا بانني اضمر اكثر مما افصح ..او اساير مواضعة تعرف انت قبل غيرك انني غير متواضع على أن اتواضع معها وانني دفعت الكثير والشيء الغالي والنفيس مقابل تعنتي وجهري بانني ضددها ...

في اخر لقاء وسمر بيننا ..اي قبل اقل من اسبوعين على الاعتداء العنيف والقاسي الذي تعرضت له والذي انتهى بان ايقنت بانك وبانني اوصلنها الى نهاية الفراق بيننا ...والذي فيه دفعت الامور لتحتد بيننا لانني كنت غير قابل بالمرة لان العب دورا مللت منه لحد الامتعاض دورا العارف النفسي والذي يلزمه الكثير من الكياسة والترفع والحياد لافضل عوضه ان اخرج مشرطا ودونما داع لان ارتجف او اتردد وابدا في  تشريحك وبلا ان أكون مباليا بانني قد اصحو وحيدا من جديدا ومفارقا لمسامر ومتحدث اكتسب الكثير من فنون المداورة والقليل فقط من لغة الحوار ...

أتعبتني ونرفزتني اساليبك السمجة في جعلي اخرج عن صمتي ...بل اخرج عن ما ياطر قناعاتي وارضخ لنزال انا لا ارى اي جدوى اساسا منه اللهم لان قد يكون مغذيا اساسيا وانت في حاجة لان تنفس عن ما اخد يتملكك من غيض وقنط وسام ..علاوة على انك كنت تترصد في كل الاونات الأخيرة الفرصة لتعود لنفسك ولوحدتك ولفردانيتك او لفرادة افكارك والكثير من الاوهام التي تضمن لك القدرة بعد على الاستمرار وعلى مصارعة طواحين الهواء ...

عندما نشعر ان ساعتنا قد أوشكت قريبا على الانتهاء نفقد لربما القدرة على إطلالة فصول تراجيدية ايامنا وعلاقتنا..ولربما نميل للغة الحسم وحتى اعمال القطيعات..ونفضل الادعاء بأنه من الحكمة بان نسلك سبل السيوف البواثر وضربات المشارط على اي تقنيات سادية ....انا نفسي لا ارى بانه من المعقول أن نظل دوما بنفس الترحيب والتقبل بان تعطى لنا الدروس طوال مراحل عمرنا لأننا بذلك ابدا لن يتسنى لنا ولو من باب بعض الفخر و الاعتزاز بالنفس بان نقول بأننا بتنا اكبر من تلقن لنا الدروس بما ينتقص من فكرة او رغبة النصوح التي تخامرنا وقد نعتقد بأننا ادركنا بعضا من مراتبها  ...

حاصرتني بشتى السبل واساني ذلك جيدا ...لماذا تريد ياصاحبي ان اسيء اليك ...؟! لماذا تشنها حربا كل همك فيها بان تلتمس لنفسك فيها العذر في ما لا ولن اوافقك فيه من ما تضخم ذاخلك من عداء غير مبرر وقد يكون مرضيا تجاه كل الاخرين ..كل رفاق الامس القريب والبعيد وكل الناس ...قد افهم اننا في تفاعلتنا الاجتماعية لا نكون على ذات القدر من الانسجام والتجانس او التطابق وان هناك منا من غير مستعد بان يكون في كل حال تابع ..مجرد تابع ..فلماذا كل هذه المغالات...؟! ...

لما اردتها كلمة فصل وسواء بيننا  انظرتك لحين في وضع الترتيب عندي ..وقلت لك بلا أدنى مراوغة او جبن شهادتي في حقك ساكتبها وسانشرها وكما تعرفني لا احمل وهم ان تلاقي الكثير او حتى القليل من الاهتمام لانني متى قررت وبكامل قناعتي واختياري ان انسحب للوراء وان اختفي في الظل فانا لا أبالي بان يعيرونني اي اهتمام ولا بان يعترف لي اي كان من من لم ينطلق من تلقاء نفسه باي فضل او دور او حتى بأنه قد يعقل بان واحدا مثلي عاش يوما بينكم وكان يتقاسم معكم الوجود هاهنا ...

لم اقبل كما لم اطق النظر الى حال وجهك وما خلفه حادثة الاعتداء الجسدي عليكم ..ولم اتقبل ان اسمعك بغير نبرة صوتك الذي فيه الكثير من الادعاء بالقوة والمعرفة والعظمة والغرور ..مثلك ..مثل صاحب الفته جيدا يوم ينسلخ عن جلده ويكف على أن يتصرف بمنطق هواه وتبعا لاوهامه يختل توازنه ..عندي يشبه الأمر فقدان القدر الاكبر من كامل وجوده ..عندي اهون ان يموت وهو مصر على انه العاقل الوحيد في هذا العالم على أن يتراجع ويبدأ سلسلة تقمسات ضدا على كل ما وسم شخصيته ...

ونيتشه المجنون الذي وافق جنوني الذي تحفظه الملفات الرسمية ويشهد لي كل من عايشوني والذي بعد هناك الكثيرون الذين يجرونني جرا لاعاود تدبيج صفحات دفاتره الرسمية وسجلاته الاجتماعية ..يابى علي نبرة الاخلاق الزاىفة وكلمات الاسى والشفقة فكيف لي بان اجر قدمي جرا لاعايدك في سريرك و"اواسيك " في مصابك او انتهز الفرصة لالاعبك لعبة الكوتشينك او المرافق النفسي .....كلا ياعزيزي ليس من شيمي بان اقول الا ما يلزمني عن حق بان اقوله ....

لك سي احمد ...او الاستاذ احمد ...او الصحفي احمد النعمان او المفكر العصامي احمد نعمان او كل ما تقول بانك تكونه وتكونه كامل اعتذاري لا استطيع ان انجر لان انافقك وان لا اقول لك :"خد مما غفلت عنه ...نل بعضا مما تجبرت على ان تراه وتدركه وتعيه مع انه منطقي وموضوعي وتقول به كل الشواهد ......صعب...صعب جدا صديق العمر بان تحتفظ لنفسك فقط الحقيقة والنزاهة والصرامة والشرف وبان تجعل من الجميع خونة وفاسدين وغير نزهاء وغير مثقفين وغير متعلمين ....والطامة الكبرى بان تدعو بانك الاجدر بان يلتحق بك الاتباع وبان يمجدك التاريخ .....

من زمن بعيد وليس ببعيد كثيرا دعوتك بان تتحفظ قليلا وان تراعي الشيء الكثير وانت تفرق في الالقاب وتمنح في النعوث على كل من راقك او انسجم في لحظة مع هواك 

وفي اخر مكالمة دارت بيننا بعد عودتك من المستشفى وكانت خارج منطق العقل وخالصة لمنطق القلب ...قلت لك لا تبحث عن فهم لما اطر الحادثة ولا لما عساها تكون ملابساتها الا في ذاكرتك ..تجاوز اثر الصدمة وابحث في ذاكرتك ستعرف بتمام اليقين وبكامل الحجة عن من كان طرفها الجبان او الارعن او البطل بلغة تصفية الحسابات ..وبانه بامكانك ان تستعيد كل تسجيلات علبتك السوداء وبعدها لتاخد الإجراءات اللازمة ان وجدت بانه بالفعل هي ما يجب ان تقوم باعمالها .....ولعلي تجرات اكثر وطلبت منك ان تكون هذه المرة صادقا مع نفسك ..استرح قليلا من التغذي على مجرد الاوهام ...

وبيني وبينك والناس شهود حضر من حضر منهم او غابوا ..اعرف جيدا بانك لن تستريح ابدا دون ان تعود لتغرق في تبني الكثير من الاوهام ....

ليس من طبعي الشماتة  في اي احد لكنني لا اتوانى عن انتهاز الفرص المناسبة لاقول ما يجدر بي وتازرني في ذلك بدوري بعض من بعض اوهامي التي انا نفسي لم اخرجها من قوقعتي وبعد لعلها تملا من ما يشكل نواقصي وضعفي البشري وتغذي لعلها بعض من حرماناتي او عقدي النفسية .....فلا تحسبن بان قولي سنحت به اي رغبات تجريح او سد حساب ...لا حساب بين الرفاق ...ولا شماتة بين الاصحاب ..ولا عزاء للرجال ....

وعد الرجل دين في عنقه وانا اعدك بانني لن انتهي منك ولن انتهي من التعلق بذاكرة عميقة ومتسعة تجمعنا وساتواصل طويلا معك حتى اضجر من جديد منك فاتركك لتراكم المزيد من الاوهام لتحرك في من جديد الرغبة في ان اتواصل معك الى ان اصبح في خبر كان او تسبقني انت اليه .....

طارق بومنينة الذي تخاصمه دوما دون ان يسيء اليك في شيء ..          .                       

الأحبة في زمن كورونا...../1- جمرات الافتقاد..

 اتخدت مسافة لاباس بها من كافة الأحداث ومن كل موضوعات سفر الكتابة والبوح الذي خضت فيه حتى لعلي كدت افقد الخريطة والبوصلة والرغبة في كل جدوى السفر من أساسه ....كانت لحظة وفاة الوالدة ووجود كل الأحبة والناس الطيبين دفعة واحدة وفي زمن صعب ..قاهر عنوانه الاكبر "زمن كورونا " ما هز اخر اوراقي ليبعثرني على انني لطالما كنت من اشد المحتسبين لمثل هكذا واقعة ...تاثرت على نحو عميق جدا ..وهو مع ذلك لم يفقدني للحظة رباطة جأشي او يعرضني للبلبلة (اجتماعيا على الاقل ...!) ...ربما عنى للكثيرين انني كنت من بقي لجانبها الى اخر لحظة من عمرها ...بينما انا كنت اتنفس الصعداء لانني قويت على مواجهة كل مخاوفي على أن كل شيء في كان يدعوني لان اقدم استقالتي واهرب الى اي مكان اكون في مناى فيه على أن تخرج جنازتها مع جنازتي ...وحده نيتشه كان يسخر مني كما عادته أن يفعل من كل البشر ...وحده من حرك في كل ابالسة العالم ليحررني من كل الاوهام التي يضجر بها كامل وجودنا الاجتماعي ...وانا كنت منقادا بكامل صحوي للاصدق الا ما أريد أن أصدقه ...خرجت منهوك القوى ..متعبا تماما لكن رؤيتي صافية وفي غاية التجرد وبلا اي حاجة لان اكون مبتاسا لحالي ...واتفق من جديد ان لا اخرج في جنازتها بدورها وان لا اعرف قبرها في حينه....(ما عنت لي يوما المقابر باي شيء يذكر ....!؟)...بعد وفي انا لحقاىقي ولا اامن كثيرا في حقيقة أن من تغادرنا اجسادهم وحضورهم المادي لا تبقى ارواحهم فينا ومعنا وبدواخلنا ....اخر همي كان حال اوضاعي المادية وتدابير الحياة لانني كنت مفتوحا على كل الاحتمالات واضحيت في اتم استعداداتي لمواجهة أي وضع وكل وضع له ان ياتي او يترتب ..كنت فقط وبسخرية سوداء عميقة انتظر ما عساه ستاتي به هذه الايام ....حتى الزمن بالنسبة الي كان كمن توقف على أن يمضي ...وحده احساس يزداد يتقوى في لما يتعدى ان اسميه حدسا او توجسا يفيد بأن رحيلي بدوري بات دنيا جدا ولأنه بما يفوق مجرد الرغبة او التمني المدفوع بما قد يختلط مع الرغبة في الخلاص (ربما الخلاص كخوف من نزال المواجهة ..) فانا لطالما رردتها وافصحت عنها وبشكل علني وغير قابل للكثير من التاويلات او اعمال الخيال او العقل او وهما معا ..اشعر بانني تخمت وشبعت من الحياة وبكل بساطة انى فى ان اتوسل الرحيل ..لا كافكار انتحارية ولا من سوداوية اظلت بغيامها على نفسيتي واطبقت بعتمتها على مزاجي....

من جديد ..ومن داخل نفس الايقاع البسيط والفقير للتلوينات..استمررت اقدم في خطواتي ...في احيان كثيرة تركبني الحيرة من كل ذلك الذي يدفعنا على الاستمرار في الحياة ...اتقبل ايامي دون أن تحمل لي اي معنى جديد...واكف عن متابعة ما يجري من حولنا ..لم اعد اطيق بالمرة التعاطي مع نشرات الأخبار الدولية او الوطنية وحتى المحلية ما عادت تحمل اي جدة تذكر ...في قلبي وذاكرتي جرح عميق بعد ينزف ولا اريد له ان يندمل حتى لا انسى وحتى لا اسامح او اتجاوز ...قناعتي تامة وما عادت تحتمل اية مراجعة او شيء من التشكيك ...لم اقبل البثة بان نتعرض لكل ذلك القدر من الاستغفال والضحك على الدقون والاسترخاص ..."هيا ...غيروا كل قواعد اللعب ..وابعثوا قدرا جديدا ..لكن دون اقحام حياتي او صحتي او وجودي في شيء ..." كانت اصعب فترة عانيت فيها طوال الوقت وكل الوقت فترة الاغلاق الشامل باسم الوافد الجديد بيننا "كورونا "...

لم اخرج الى اين ...لم اجرا يوما على خرق حظر التجول..لكنني في كل مرة كان يبدا انفي في السيلان كنت انزع الكمامة اللعينة والتي لم استسيغ ارتداءها بالمرة ومع اول تخفيف لاجراءات الاغلاق الشامل تخلصت تماما من ارتداءها وان ابقيت بها بجيب سروالي او سترتي حتى لا اعد غير متمثل  للقانون او مستخف بالنظام ....وعند هذا كنت مستعد لاسوا مال على ان اسمح لنفسي بحتى الانتساب لمفهوم القطيع ..وبيني وبين نفسي كنت مصرا على تذكيري :"انا مشي حمار ....."

امي انهت حياتها ..ماتت ..وكلنا سنموت يوما لا غبن في الامر لكن ان فجاة واحدة ودفعة واحدة اصبحنا ممنوعون من ان نقابل بعضنا وان نتزاور وان نسالم ونعانق بعضنا وان نجاور بعضنا وان نخرج للشوارع وان نمارس كامل حريتنا في التنقل والتبضع والتسكع ...باسم ان صحتنا وصحة القطيع اهم وتهم ...هيا ..كل الا صحتي او صحتنا متى كانت تهمكم ؟!..ولا متى اعرتم حتى انتباها لوجودنا نحن ...نحن الذين نعاني في كل الاوقات وفي كل المناسبات وبلا اية مناسبات حتى ....

لحظة وفاة الوالدة  لم يكن عندي وقت لاضيعه في اي احساس بالحزن او الاسى  هو فقط الحنق والغضب ما تملكني وانا اتدبر ما يلزمني بعد من ترتيبات الجنازة وكنت اسب في قرارة نفسي الظروف التي اوقعتني في مثل هذا المازق ..قدريا كنت مبتاسا لانني وحدي واتفق عبر كل القنوات ان اظل وحدي ..وان اسال مثل هذه المسؤولية...في اخص الاوقات التي كان يجب ان يكون فيها بجانب الوالدة وان يلعب دوره ككبير العائلة ويتركني لكل الادوار الاخرى والتي في غياب لاي لاعب اخر غيري تحتم علي ان العبها..سقط في ما يشبه الغياب وخرج من تاريخ العائلة ..كان هناك ..كان يرتحل في متاهات ذاكرته يعقل اشياءا وينسى ما عداها ..كان بدون شك يحاول ترميم جهازه النفسي والعصبي..دون ان يكون مستوعبا بعد وقع ما حدث معه وطوح به الى مثل هكذا قرار ...كان بلا شك غارقا في اسوا كابوس واعمق صدمة ...وانا كان يقتات مني السخط والحنق تجاهه ..مع اختلاف انني لم اكن شاكا في ان ماحدث معه حدث معه وانه لا يعني النهاية على كل حال ..غير قابل منه ان يضيع مثل هذه الفرصة ليكون وليعطي بزخم وليصاحب والدته الى مثواها الاخير..وليحنن اكثر قلبي تجاهه ساعة المحه يبكيبها وبكامل الحرقة والافتقاد ...:"تبا لك ...من خبرك بانني قد استهوي ان انوب عنك ...وتبا لك مرة اخرى ..لقد خيبت ظني فيك وانا كنت شبه موقن بان انتهيت بان تكون المنتصر والقوي الذي لا يهزم ....تنسحب في اسوا زمن "زمن كورونا"..وتنسحب في اصعب الاوقات التي لطالما اعددت نفسك اليها وينتظرك فيها الاخرون ...."...لانزال بيننا ولا لاحد بان يتقول علي ويقول لي بانها فرصتي لاتبث ولابدي ما بجعبتي ....

لم تكن عندي دموع لاحجرها في عيني اصلا ...كان وحده السخط والحنق ما يملاها ...كنت افكر في المواقف التي تنتظرني...والاجراءات  الإدارية التي ينبغي ان اسارع بانجازها ..شهادة الوفاة والدفن ..الوجوه التي علي مضطرا ان اراها وان اخاطبها في موضوعها وانا لطالما نايت بنفسي بعيدا عن كل مداراتها .."تف ..تف ..."...كما علي تدبر امر من سيتكفل بغسلها واعداد كفنها والذي سيقرا القران على جثمانها وكما علي ان لا انسى بان لا اجرة يستحقها مني وانما علي ان اساير وان لا اسمح باستغفالي .....و واين اترك نفسي والبس غيري لاقابل واتقبل مراسيم العزاء ....من من لا يكنون لي اي رقيق مشاعر ومن من لا يحبونني لوجه الله وبدون اي سبب او مبرر يعادونني ...كما افكر في اولئك الذين لن يتركوا المناسبة تمر دون ان يحاولوا تقزمي وسحب اية مبادرة مني وسيعملون على ركني جانبا ...

كنت لا اريد ان اعرف الا ان هذه الايام التي افجعني وزلزلني التفكير فيها طوال العمر هاهي قد حلت وغير كل ذلك لا يهم ..لست حتى في حاجة لان افكر فيه لانني على نحو اوتوماتيكي ساعالجه ولن يكلفني اي جهد يذكر او يدعوا للتذمر...

سعيت جاهدا لابقيها بجوارنا لحين يجتمعوا كلهم بها في اول فرصة ممكنة وكان الكل يعول على صيف 2021 ...لكنه زمن كورونا والقهر ..زمن الاستغفال والضحك على الدقون ..زمن السجن الكبير والحجر الجماعي  والقهر الممنهج  والتراجع على كافة الحريات والمكتسبات الديمقراطية ..زمن كافر وسادي يتلذذ بتعذيبنا جميعا ...

حاولت بشتى السبل ان لا اخدلهم  فيها ..لكن هيا حدثت النهاية وكل ما عدت اريده هو ان انتهي بسرعة من كل ما تتضمنه مثل هذه النهاية لننتهي ونعود بسرعة لنستانف سيرنا الذي كف على ان يكون عاديا ولا طبيعيا ولا كما الفناه مند ان اخدوا في تسويق ادوات ولوازم العهد الجديد والنظام الجديد وقواعده الجديدة ..

لا يفرق معي ان رحلت الوالدة في زمن موسوم بقهر جديد يدعى كورونا بالقدر الذي يغبنني ان يستمر معنا وان تحل نهاياتي بدوري في عهده دون أن يصفوا بعد الوقت لنستعيد بعضا من حياتنا ..."سحقا لجيل مثل جيلنا ان يكون شاهدا على كل هذا الموات  والتراجع والتقهقهر والجحود والدعوة للتبلد والبرود ......."




        

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...