تكبر بعيدة عن عيني...بعيدة عن كل رغباتي في احتضانها بكل قوة وطويلا كما لو كان ذلك للابد...تكبر ويكبر حجم الاشتياق اليها وشيء مثل الخوف لكنه ليس بتمام الخوف ..شيء يفقد ذواخلي نظامها ..يبلبلها ...يزلزلها ..ويعرضني لحرقة الاسئلة ...لا املك ان اصدق للحظة انها يمكن ان تكف يوما عن حبي او تشك للحظة في انني قد اكف عن استحضارها والبكاء من لوعة افتقادها ....
ما كان يمكن أن تنطلي علي الخدعة .....هل لانني شكاك بطبعي ..؟! كلا ...هل لانني قد اكون عرضة لان اصدق او لا اصدق ولان اكون قناعات او ضلالات كمجرد اعراض كلاسيكية لمريض عصابي ومر من تجارب مع الذهان ...؟!....لا الا هذه ...لم اكن في يوم متحمس لنظريات التشكيك والموامرة...ولا كنت من طينة الشخصيات البارونوية...وان عانيت بما لا يتصور من ما كنت اخشى ان يكون خلطا ذهنيا مرضيا او مخض استبصارات ذهانية فصامية .....
لم يقنعني لطيلة الاثنين والعشرين سنة الاخيرة من عمري كل تصوراتي بانني قد اكون في حاجة لالج ومن جديد مسالك العيادات النفسية والعصبية ...ولا قهرني الضغط الذي كنت اجدني تحثه عندما كان يستحيل ان احصل على مجرد مهدء خفيف او منوم ....ولا انسقت خلال كل هذه المدة لاقبل على التوجه لمصالح الاستعحلات الطبية الا متى احسست فعلا بالحاجة القصوى لافعل ذلك لاحصل على حقنة "ديازبام " او حقنة "لاركاتيل .."ما كان هناك من يمانع من طرفه في ان احصل بها ...بل عشت داىما في صراع مع نفسي وفي تحد مستمر لذاتي ..غير قابل بان اختار الدروب القصيرة والخلفية واسمح لنفسي بان تنهار وتستسلم وتضعف مني ....
قصدتهم الان وحصلت على وصفة طبية لمدة ثلاثة شهور ستكون كافية لاعاود مراجعة القرار ولاختار بكل حرية وعن قناعة ان بعد اشعر بالحاجة لمعاودة الانتظام على العلاج النفسي والعصبي....نعم تعبت ...قهرني زمن كورونا ..اوقض علي كل المواجع والفواجع وفتح عيني على حقيقة انني كبرت وفي طريقي لاصبح شيخا ...وان الاحبة من حولي يرحلون ويودعون دنيانا ...
لم تنطلي علي الخدعة ..لانني كنت افهم واستوعب كل ضرورات المرحلة واللحضات الراهنة التي وصل اليها كل العالم وكل الكون لكن دون ان اسلم باسلوب الخدعة التي وجه به كل العالم ...لتحترق كل الاهداف الكبري وكل خير عام منشود امام التحايل علينا اجمعيين .....
اعرف جيدا الارض التي اقف عليها واعرف جيدا حال اغلبيتنا وحال الناس الذين انتمي اليهم ..اننا مغلوبون على امرنا بالكاد نعبر الحياة ومن اضيق سبلها واوعر دروبها ومرغمين على ان نعيش حتى ولا رغبة حقيقية او حادة لنا في ان نفعله ونحن نقر عن بينة باننا لا نحيا فقط نعيش ..حرصين على ان لا ننتحر وان نفعل ذلك اجتماعيا وسياسيا ونفسيا ..فكيف لي بان اقبل مثل هذا القهر الجديد الموسوم باسم كورونا ....؟! ...
اعرف ان "زوادة "اغلبيتنا فارغة وافرغوها لمن حرص على ان يجوع طوال الوقت لعله يربح القليل من العمر من اردل ذالك العمر الذي يرعبنا جميعا ...
كنت اعرف انهن يكبرن جميعهن وتكبر همومهن واحلامهن ومخاوفهن وشكوكهن...كما احتياجاتهن وينفد بالمقابل صبرهن على احتمال الحرمان والمزيد منه ...اي زمن شقي يبشرون به ويفرضونه علينا يريد تحويلنا فيه جميعا لمجرد رقم مرصود..وغير مكلفة خدمة رصده ....!!؟.
لا اعقل انني خادعتهن في يوم وان شيطتهن كي لا يقبلوا باللعبة الاجتماعية وفي نفس الوقت ان لا يكونون مضطرين ليكون صداميين تجاهها ...
قضت على "هاجر" وفجرت ذاخلي الرغبة في الصمت والمزيد من الانسحاب من حياة الآخرين ...لانها فقط ما كلفت نفسها ان تهمس في اذني بشيء خاص ان تطمىني من جهتها على انها حفظت الدرس جيدا ..اما ان تغامر او تتمرد او تعيش حريتها فانا ابدا لم اكن في يوم اريد لها ان تفعل غير ذلك ...ان تفهم الحياة وان تعيشها كحقيقتها هي لكما نتخيله او يريدوننا ان نصدقه ....
لا اعرف ان بعد قد نتقابل وقد يكون لنا وقت لنخوض في مثل هذا الحديث ...لا لانني في حاجة لان تبرر لي شيىا خاصا بها ويعنيها هي فقط بل فقط لانني اريد ان اطمىن على انها تعرف جيدا ما تريده وكيف تثبت وجودها وتدافع عنه .....
لم اكن خاىفا على بناتي من قدرهم ولا متخوف في انهن قد يكن في يوم في حاجة لان يساءلونني ...مند اول وعيهن كنت واضحا وصريحا معهن ....لم اقبل في يوم ولا كنت في يوم راض على سلوك والدي ولا على اسلوب الوالدية في مجتمعنا على الخصوص لذلك لم اتمنى ان يلحق علي يوم اكفر بما مقتنع انا به ومنه واجدني والدا تقليديا وكلاسيكيا ....استمتعت في سنهن الصغير بحاجتهن لان يكون لهن والد و"بابا "لكنني سرعان ما تنكرت لهن ودعوتهن ليتحاوزوا معي ذلك انا لا اريد ان اكون الا "طارق " بالنسبة لهن ...رجهلهن الاول الذين لا يشكون للحظة في انه يعبدهن وهن يحبونه ...وان لا يشكون للحظة في انهن متى ادركن الحاجة لان اكون لجانبهن بانهم لن يجدونني كذلك .....مثلي مثل كل الاباء و الامهات كنت انانيا وفي حاجة الحب وهو شافعي ...وكل اشياء الدنيا كانت عندي في كفة وحاجتي للحب في الكفة الثقيلة والوازنة ....من شاءت منهن ان تتنكر لي فلتفعله لا ردا املكه غير ان الزمن كفيل بان يخبرها اليقين ....
ما الذي يبكينا ..؟! ما الذي يحز في قلوبنا ..؟!.ما الذي يفقد طعم وقيمة كل الاشياء غير الاحبة والحب لهم وغير فقدانهم او رحيلهم عنا وغير ان نصاب بعمى الالوان ونشعر باننا غير محبوبون وغير مرغوب فينا ....
زمن موحش ادخلنا مكرهين وموجهين في مراجعة كل قيمنا وسلوكاتنا واهدافنا وقدراتنا...دون مراعاة ان كانت مراحلنا النفسية والسيكولوجية والعمرية مواءمة لنفعل ذلك ودون تحسب لتعصب البعض منا والذين غير مستعدين بالمرة لتقبل كل ما لا يصدر من ذواتهن ويخدم توازنهم واستمراريتهم ....
كانوا موغلين في القسوة وهم خارج كل برتكولات الممارسات العلاجية يفرضون على كل من له تبعية سيكولوجية او ادمان ان ودون تدرج ودون اي مساعدات حقيقية ومتابعة نفسية دقيقة ان يتخلص منها ويتدبر حاله وان يصمت ويغلق فمه وان لا يجرا حتى على الاحتجاج او مجرد القول في انه لا يستطيع او يطلب القليل من المساعدة ...
هل كانوا غافلين او متحاهلين لحقيقة ما يكونه الالم والالم النفسي بالخصوص ...؟!
في بلدنا كان ريس الحكومة ممتهنا وحاصلا على دكتوراه في الطب النفسي والعصبي وممارس ..اذن لا محال ليقول لي احد بانه لم يكن على وعي فيما اقحمنا فيه من الالم والالام ولا كان يصعب عليه تصور اي جحيم ترك فيه عددا من ابناء الشعب كل ذنبهم انهم لم يملكوا ان يكونوا متوافقين مع المجتمع ومع الاخرين فتعبوا او انهاروا او سقطوا في بحث مضني عن التخلص من غربتهم والالامهم في الادمان وفي ما عاده من ادمان على المخدرات بكل اصنافها الى باقي الادمانات السلوكية القهرية ...(القمار ...حمى الشراء والتسوق ...التسكع .......)...
"السيد العثماني "الذي كان يشبه لحد بعيد (على الاقل حسب نظرتي انا ) صاحب دكان بالحي لم ارضى له ان يخرج بذلك الشكل الجارح والمنقص للاحترام والحاط بالكرامة من المشهد السياسي بعد الهزيمة التي مني بها حزبه ... حتى احقرنا ما كان يمكن ان يهان ويسب ويجرح فيه مثلما فعل الجميع معه .../عز علي كانسان ....وكان يستحق ان يترك بسلام لاننا كلنا نعرف وندرك بانه كان مجرد انسان اخر منا غلب على امره ...رىيس حكومتنا السيد عز الدين العثماني كان بدوره مثل اغلبيتنا مغلوب على امره ولا كان يستحق ان يشمت فيه سلفه ورفيق طريقه السيد "عبد الاله بنكيران"....
كانت لعبة اكبر منا جميعا ..اكبر من كل البلد وكل تجمعات إقليمية او تكثلاث دولية ...ومفروض ان تلعب لكن دون خشونة ..دون الاعيب وحيل وتحايلات ...كنت الان في مثل هذه الظروف ان نبزغ كاستثناء ...ان نكون الاستثناء الذي كنا نتباهى باننا نجرا على ان نخلقه ونكونه ...جرحت في انتمائي لمن كانوا يتماهون وبكل تفاني مع كل سلوكات التابعين من البلدان الاخرى ولا نسمع منه الا "آمين... آمين..." ولاول مرة ابدت كامل استعدادي لاجهر واقول لهم :"لست معكم ..."..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق