الأربعاء، 9 فبراير 2022

يوميات : الاحبة في زمن كورونا...06- تسجيل الخروج ...

      من زمن بعيد فقدت القدرة على ان ارى العالم او حياتنا كما يحكى لنا وكما يروج لها ..كنت لا استطيع ان اقتنع الا بما اراه بكامل حواسي ولا اصدق الا بما يصلني من العقل وعلى ان ذلك كان يجهدني ..يتعبني ..يورثني الارق والانهاك  النفسي ويخرب ميزانيتي للسجاىر والقهوة ويربك إمكانية صرفي 

      للادوية والعقاقير النفسية .ويضعني في اصعب المواقف كالرغبة في الانسحاب والانزواء وللارغبة في التعاطي مع شؤون الحياة اليومية ويضعف شهيتي لابدا الاجترار من نفسي من ذاتي ..من جسدي ..الا انني ما كنت لابالي بمنطق العامة لانني حينها فقط كنت اشعر بانني اعيش وافهم اصلا لماذا علينا ان نحتمل وجودنا وعيشنا ..لانه وانا اهتم حد الاغتمام والاكتئاب بما يستحق الاهتمام والتنبه اليه والهم به كنت اطيح بكل الاوهام والاستشكالات التي مهما تدرب عقل الواحد منا على التعامل معها لا يكف عن القلق بشىىنها وبذلك لا يملك ان يخرج من دوامتها...

      كنت وانا مستمتع بشكل غريب بالهدوء الذي تحقق مع فرض حالة الطوراء الصحية وحضر التجول املك كامل الوقت والراحة من ضجيج الاطفال في الحي والازقة المجاورة نهارا ومن ثوثر الاعصاب الذي عمدا يخلقه المراهقون وحديثوا السن من الشباب كل ليلة وهم يتسامرون تحث نوافد البيوت وفي ناصيات الشوارع ..ومن الحنق الذي يحدثه ارعنوا الليل وسكيره ومدللو من يملكون بالشوارع بسياراتهم ودرجاتهم النارية....لعلي كنت اتساءل في شان الاخرين  الذين وحده الخوف من سلطات تطبيق القانون التي خرجت باوامر واضحة لا تقبل باي تساهل وضدد اي مس بهيبة الدولة وممثليها واعوانها عن كيف هم محتملون ...وكيف هم منشغلون في ايجاد توازنهم فيما اقامر بالقول بانني اعرفه وخبرته جيدا وعلى علم بانه شبه مفقود في عالمنا ..في محيطنا ..في حاضر بلدنا الذي لا انكر حقيقة انه يسعى بكل جهد ليتغلب على ازماته ويحاول ان يتقوى على ضعفه ويصلح من عيوبه وتخلفه وينهظ ...كنت اعرف انني لو كنت بعد في عشرينياتي وبعد بجانب رفاقي وخلاني واصدقاىي لما ترددت لحظة في الاهتمام فقط بتوازني انا ولسعيت لرفع التحدي عاليا ولا جبنت للحظة في كسره والخروج على كل ما يقول به ....

      عشت بجانب زمرتي وجماعتي واصحابي واقعا عنيفا على كل المستويات لكننا وبوعي منا لم نكن نستهتر به وانما كنا محبرون على ان نعتنف في وجهه بدورنا ..لا مجال للقبول بالخضوع او الخنوع والاستسلام لجبروته ...عشنا تحث سيادة قمع مؤسساتي ممنهج ..عشنا داىما على غير وىام مع كل ما يمثل السلطة وحذرين من الاصطدام المباشر معهم وفي تدريب مستمر على كيفية إدارة التواجه مع ممثليهم عبر وضع سيناريوهات وسيناريوهات مقابلة لها تعالج الاشتشكالات وتحتويها ...

      كنا ببساطة واعون بلا جدوى اللعب على الاستفزاز او السماح لهم بان يستخدموه في حقنا ...ننوء بانفسنا بعيدا على ان ناخد على حين غفلة منا ..مستحضرين داىما لقواعد اللعب ومعتمدين على كامل جراتنا ووعينا وايماننا في اهمية الحوار كمنفد ومنفد معتبر لتسوية اي مشكل او خلاف ...كما كنا نلعب على ان نكون مريين لاننا بذلك نعلن على ان لا شيء في جعبتنا يدعونا لنتخفى او لنختار الدروب والمسالك الخلفية ...وكنا ببساطة نضع نصب اعيننا انهم اقوى منا دون ان نبخس من قدرنا فحتى نحن غير "ساهلين " ولا ضعفاء ولا نقامر على حريتنا وانما على ذكاءنا ...وعلى فهمنا لمكنزيمات المجتمع ولماهية السلطة وكيفيات تبديها وفي نفس الوقت نانس في انفسنا القدرة على ان نناور ونناور جيدا ....ببساطة لم نكن الاغبياء ولا المندفعين ....

      كنا في غير حاجة لنصادقهم او لنبالغ في احترامهم بل فقط على يقظة ومسافة  منهم وابداء جلي لوعينا وحسنا القانوني والاجتماعي الاعتباري ....لم نكن في الصف ولا خارجه لكن في المكان المناسب لنميز انفسنا ولنقول إلا محاولة التعدي علينا باسم "القانون " لاننا نعرفه جيدا ونعرف كيف ومن وظروف إنتاجه وفي نفس الوقت كيف يضرب ويحتال عليه وكيف يخرق جوهرا وترتكب الفضاىع باسمه ....

      كنا نوقر ناس السلطة وممثلي القانون كما عامة الناس ونطالب بالمقابل ان يتم توقيرنا لاننا وبكل بساطة ووضوح لسنا من القطيع "حنا مشي حوالى"... 

      وعندما كان يكون لا بد من التعريض لهزة الاختبار الاول لا نفكر كثيرا في النتائج بل نخوض التحدي وبكامل الاستعداد للمضي فيه للمجهول ....هنا كانت تتساوى الخسارة مع الربح وفي كل الاحوال لا نفكر في انه يمكن ان نخسر شيئا يذكر ...

      هنا بمدينتنا او خارجها كنا نحن من نضع الامتياز لذواتنا ولحضورنا وتواجدنا في الفضاءات والاماكن الاجتماعية العامة مع كامل الاستعداد لنجيب دون ان نساءل قانونيا ان اللعبة تبدا بسؤال وطلب جواب....من كثرة التفكر في امرهم استطعنا ان نتخلص جزئيا من التوتر الذي كان يستبد بنا عند اول احتمال للتواجه معهم ومعه استطعنا لحد بعيد من السيطرة على انفعالاتنا والحفاظ على تماسك اعصابنا ..كنا على وعي بكيف تدار السلطة وتمارس وعلى قدر كبير من التعامل بنفس اساليبها إذ كنا نراقبهم مثلما يفعلون هم داىما وبكامل التوجس  (كنا ديرين لهم حسباتنا حيث كنعرفوهم شنوا كيسواو ....)

      عندما كانوا يخرجون جماعات للشوارع والفضاءات العامة فهم على اتم التاهب لشنها معارك لتكسير العظام وشرخ الروس ...لكننا كنا نعرف بجانب ذالك انهم موجهون للا يفعلوها مع كل من كان ...كنا نعي ان اغلبيتهم يحمل ذات الخوف من ان يقع مع صيادي النعامات..كنا نعي ان على الجميع عسكرا ومدنيين ان يستوعبوا درس الاحترام والقواعد الاساسية والاولى المنظمة للمجتمع وكانت من ابرزها باننا غير متساوون ....ولا نحتمل ان نجمع كلنا كالبيض في سلة واحدة ...



        

         

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق

      Tariktariko

       ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...