٣- البحث عن المصالحة ...!؟
لست في حاجة لان اقرا ما خلف خطابك ولا لكي افهم دواعي قول اي شيء او كل شيء مادامت اختلفت دروبنا ..او فشلنا في ان نصنع نقطة الالتقاء ...!!؟ ..
حيحتي ...كنت اعرف ان ذالك منتهاك ..بكامل الرعونة تهدين اي جسر للتواصل بيننا وتسدين الباب التي انفتحت امامك بكل سعة وترحيب ...
عمرتي راسك وجيتي عوالى على خزيت ...تدركين جيدا انك الخاسرة قبل ان تفكري حتى في المحاولة ...خسرت قبل ان تعلينها علانية امام كل الناس الذين ايقضتيهم من نومهم لتفرجينهم في ..ناسية انك ستكونين الفرجة ..من سيهتم ..ومن سيتجاوب معك ..تعرفين مسبقا ان الصمت سيكون كامل جوابي عن كل سفالتك ...
لن اعاتبك اعرفك ضائعة ..اعرفك تبحثين عن اي سبب وجيه او مقنع يساعدك على الخلاص من كل عبئ حياتك التي لم ترضيك قط او فقط لمجرد سويعات ...سويعات تجرعين فيها بضع كؤوس تشعرك بالتعاطف مع نفسك ومع بعض من العالم وليس كل العالم الذي خاصمتيه ونسيت حتى لماذا ....!!؟.
سعاد ..عبثا تقاوم ..مجبورة على ان تعاند الى اخر رمق كي لا تسقط او تنهار قصتها ..لا يمكن في لحظة ان تجد كل الذي ادارت له ظهرها وناصبته العداء كان مجرد خطء كبير وفادح ...
عبثا ظلت تبحث عن عائلة هي من رفضت الانتماء اليها او بالاحرى هي من تمردت عليها وخرجت عنها ...الواقع انها كانت صغيرة بعد على ان تاخد اية قرارات ..لكن الحاصل هو ما وقع وتتالى ...وكان الليل وويل الليل وكانت الكلاب الضالة والذئاب وكانت القسوة وكان الاذلال وكانت كل انواع المرارات وكان الشارع الخالي والبرد والجوع والخوف ...وكانت سعاد التي لا تملك ان تعود للخلف ..كانت التي فقدت ان تكون طفلة وان يكون لها بيت وحضن دافئ يسامح ويغفر ...
اذكرها وهي تجفل من النوم مرتعدة صارخة .."وامي وامي ..."..كنت احس بها غير قادرة على ان تتظاهر طوال الوقت بانها قادرة على ان تتجاوز كل مخاوفها وبانها فعلا تعاني وبعمق ...
تلك التي احببتها ..تلك الانسانة الحقيقية ..الصادقة في مشاعرها الغير محتاجة لان تفكر في حيحة تعيد برمجتها وتشغل اليات دفاعها عن نفسها حتى وهي تعقل جيدا ان كل ما ستفعله لن يساهم الا في تازيم موقفها ..لكن من يبالي ..وهي من هم لهم تغدوا ولا من بيت استطاع في يوم ان يشعرها بانه بيتها ..ولا من حاضر مهما راق جوه ودام امكنها الاطمئنان اليه ..لقد صدقت في اللعنة ..
صعب ان تعيش متوجسا..خائفا..مرعوبا..والاصعب ان تعلق امالا كبيرة على غد سياتي ولا ياتي ...
من اجل نصر في معركة واحدة تخسر كل الحرب لان الحرب ليست معركة واحدة...سعاد ارادت اعتبارها وعدمت بدون ان تعي الطريق لنيله ..من جديد وكما دائما كانت تلهت وراء السراب لانها لم تصدق ان ما حصل، حصل..وكان يجب ان ينتهي عنده..ما كان يتوجب ان تعلق فشلها على اي احد ..وهكذا من اجل ان تستمر الحياة ..ما كان يجب ان تفكر كثيرا ...
لست في حاجة لان امسك قصة ماثرة او مقنعة لادافع عن الحق في ان اكون وان اوجد ...
تعرف جيدا انها مضطربة وكفت على ان تلاقي نفسها وخائفة من ان تختار الانسحاب ...
لا اعرف لماذا كنت مصرا على ان اتلقفها ولا ادفعها نحو السقوط ...كانت سهلة امامي ..قادر على ان اتخلص منها مثلما تفعل هي بدون لحظة تردد او مراجعة للنفس ...لكنني اخالني كنت اريد ان اعرف فعلا كيف تراها تعاني ..ما الذي تعانيه ...كنت اريد طريقا لاستوعبها اكثر ..ربما باصرار ان لا اخسر المعركة معها ..ربما بانانية ان اجعلها ممتنة لصدقي وتقدر بعض نبلي ...كنت مستعدا لان اخسر اشياءا كثيرة من اجل ان اجعلها تصدق انها اختياري ..وانني راض بنصيبي ويحق لي ان اكون سعيدا به ...لكنها تابى الا ان تذكرني بنفسي زمن العناد والمكابرة ..زمن التلف والانهيارات العصبية ..كانت مستعدة لان تخسر كل شيء الا وفاءها لنفسها ..كانت مستعدة لان تصدق في كل ضلالتها لكي لا ينهار عالمها ...
صدقت في انها ضحية ولن تقبل ان تنازع في ذلك ..والسبيل الوحيد لاقناعها ان تشاركها اوهامها الخاصة جدا وان تضمحل امامها لتحل هي مكانك ..لتبتلعك كي تكون هي ..وهي فقط في كل معادلة الزوجين او الشريكين او العشران ...
بكل بساطة لم يكن بامكاني ان اسايرها تكفيني عللي النفسية وامراضي ..لا يمكنني ان اقبل ان اكون مجرد وعاء ..او نحو شكل مجرد ..وقلتها بصراحة ..لو كانت تقدر على امتلائي لما همني ان تكون هي النبع وانا المستقر ..او تكون هي كل الوهم الذي تضج به دواخلنا ..لكنها لم تتملكني ولا غيبت كامل وعي بانني حتى انا في حاجة لان اكون ولان انوجد ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق