الأحد، 12 يونيو 2022

حنان الخلطي -بومنينة...../عوالمي السرية ...( الوثيقة رقم:A128مكرر ))

خواطر من القلب الى القلب : عنوان اساسي ...../ الى ابنتي حنان ...
لم الحقك ..ولم اشارك في اي نقاش تشاوري في شان ارتباطك ...والحقيقة المرة ان كل اخبارك كانت غائبة عني...تعرفين عادتي يابنتي العزيزة ..لا ابحث عن الخبر وانما اجعله هو ياتي عندي هذا حال الخبري استقصاء وبحث وتحري ...الاخبار هي من تبحث عنهم وليسوا هم ...
افترقنا للاكثر من اربع سنوات اقسم انني رايتك خلالها مرات.. انت او اخرى حسبتها قد تكون انت ولكن لا يهم غير انني كنت ابحث عنك في الوجوه في الحركات في النظرات كل الوقت وطوال الوقت لعلي المحك وتلمحينني ..لعل عيناي تعانق عن حق عيناك ...وانسى نفسي فيها لما لا ادري لكم من الوقت ...
كنت في حاجة لان اعرف ولو في حدود ادني ماذا عساها تفعل معك الحياة والى اين تقودك....وكنت استعر بالرغبة في ان اراك ..ان المس وجودك ..ان اقترب منك وان اضمك بقوة الى صدري واسالك كيف تعيشين ....؟!! وهل لا زلت تتذكرين كل الكلام الذي كان بيننا...؟؟
طارق خاصتك (طارق ديالك )حقيقة لم يكن يعرف الى اين ستاخده خطاه ...كان فقط يعاني وجوده ويتصارع بالرغم منه لاثباث وجوده الاجتماعي ...وجاءت والدتك "سعاد "  جاءت في ليلة جد خاصة ...شيء واشياء بيننا كانت تقول اننا بيننا اكثر من سر وداع لنعقل جيدا انفسنا ومن نكون ....
لم تمانع للحظة في ان تصحبني الى منزلي عانقتها من خلف ونمت لجانبها كطفلة طوال الليل ...كانت تبدوا لي طفلة متعبة ومعذبة وضائعة وخائفة ....
انا قبل ان يضيع سكري اخذت حبوبا مهداة واعددت قهوة سوداء مركزة واعلنتها ليلة بيضاء بجانب هته التي جلبها لي حظي او قدري في هذه الليلة من شهر نوفمبر ٢٠١٢.
سعاد ...لها طريقتها في الحدث عن نفسها وفي سرد قصصها وهي شحيحة في ذكر التفاصيل ..ودائمة التساءل حول مخاطبها وهل ممكن ان تبوح له وتعترف له ام تعطيها التفاصيل الخاوية والقصص المزيفة ....

في مقال دعوتي لطلب الطلاق من والدتك (في ٢٢فبراير ٢٠١٧ ) اول حيثية تطرقت اليها كانت :"...ان هذه العلاقة الزوجية لم ثتمر على انجاب ابناء ولا وجود لاي حمل ." فهل لك ابنتي حنان ان تعي مقدار ما يعني لي ذلك انا ما صدقت يوما بانني قد اكون غصنا ذابلا في شجرة العائلة او احتقر وجودي لدرجة انني قد ارغب ان امر من الحياة دون ان اترك او اخلف اثرا من بعدي ...ان على الزواج فلقد كان وارد ان لا يتسنى لي ابدا لكن متى اتفق وحدث فهو بشكل طبيعي حرك الرغبة العاتية في ان يكون لي اطفال ..ابناء ..ان ارى حبي وهو ينمو ويكبر امامي وبحضوري ككائن حي وحقيقي ...
كانت اول ضربة عميقة احصل عليه في الصدر مباشرة متى اخبرتني ان لا حاجة لها لاية وسيلة لتنظيم الحمل لان الامر لن يحصل معها .....
لم اكن العقيم ...ولم تكن هي عاقر ولكنها تعرف ماذا فعلت بنفسها لتحمي نفسها من مزيد من الاطفال في مثل وضعيتها الاجتماعية كام عازبة ....
كنت انت " حنان " كل السلوى وكل تعويض مقبول من رب السماوات والارض في شان الابن والابنة وفلذة الكبد ....واحببتك من قبل ان نجتمع ببعضنا بعد مضي ازيد من خمسة اشهر على لقاءنا ببعضنا انا ووالدتك في نوفمبر ٢٠١٢..حتى عقد زواجنا  الرسمي في ١ ابريل ٢٠١٣ ...
هل تراني اتماهى مع نمادج بشرية اخرى غيري وعبثا اسعى لايجاد تطابق ما حسي او شعوري بيني وبينهم في هذا الصدد ؟!!   لا اعتقد ياعزيزتي ...ربما لم احسبها يوما جيدا ..وربما كنت احجبها عن وعي الاساسي لاعتبارها لا حقة ولانني بعد كنت ابحث عن الانثى التي يمكن ان ارتبط بها في مثل ظروفي ومزاجي الشخصي ....لكنني عميقا كنت مسحورا بعالم الطفولة ..بهذه المخلوقات التي لا تعرف ولا تؤمن الا في الحب ..في تحقيق لذاتها وامنها العاطفي ومستعدة لتتعلق بكل من يبدل من اجلها ولو القليل ..القليل ...
"حنان " وهي تناغي طفلتها "افنان " وتقبلها في نفس الخد وبتتالي  تقول لصغيرتها ابنة الشهرين : " عليك ابنتي كنضرب الخدمة وشحال عندي منك بش منخدمشي عليك ..."
ظهرت لي حنان ليست مبالغة في خطابها لكنها مغالية في تقمس دور الام والاب في نفس الان ....
حنان بعد صغيرة من ايام فقط بلغت سنها العشرون صامتة وعميقة التفكير ...تفكر طويلا قبل ان تهمس بكلمة ..في اولى زيارتها لنا لتقضي المساء والليل والنهار التالي معنا قبل ان تعود الى جماعتها القروية للزوم ان تتابع دروسها هاهناك برعاية جدتها التي ربتها كابنتها وليست كحفيدة لها ...اعقل جيدا انها وهي ترسم قلوبا واشكالا وعلامات وكتابات انها كتبت :" بابا طارق ...طارق احبك بابا ....."كنت فرحا جدا بها لكنني خشيت عليها من هذا الشعور الذي لا تعبر الا عن افتقادها اليه وعن عميق حرمانها منه ...انا كنت سعيدا بانها فكرت في امكان تعويض ما او احلال ما معين لصورة اب تفتقده باخر قريب منها وممكن جدا لكنني انا لم اتعود على مثل عذا الشعور ...كان جميع احبتي وصغار عائلتي ابناء وبنات اخوتي ينادونني باسمي طارق دونما حاجة للقب عم او خال ...واطيب نعث يمكنوا اضافته اخي طارق ...كانت عندي مؤاخدات كثيرة على نظام القرابة عندنا وعن ما ينظم حياتنا الاجتماعية وكنت مخنوقا بصددها وارى انه يلزمها التفكيك فيها واعادة صياغتها وتحديثها لتغدوا ممكنة ومنطقية وقابلة للاستدماج على نحو سلس وفاعل وهادف ....
كنت اقول لهم جميعا :"انا لست عم احدكم ولا خال اي منكم انا طارق ويمكنني ان اكون اخوك طارق هذا منتهى ما يمكنني ان اكون فيه معكم صادقا ...."

اخدت "حنان "الصغيرة واجلستها حجري وقلت لها انه يسعدني ان اكون "باباها " لكن يفرجني اكثر لو اكون باباها صديقها الذي ليست في حاجة لتناديه بغير اسمه الشخصي "طارق "وقلت لها اشياءا كثيرة عن الصدق وعن الحب وعن الرغبة وعن الحياة الاجتماعية وعن احتياجتنا النفسية والعاطفية ....كانت تصغى الي بكل تمعن وتحسس رهيف لكل معنى ..معنى كلمة ارومه وابانت انها تفهم حقيقة ان لا نتسرع في تشكيل حقيقة لعواطفنا لانه تلزمها الكثير من الوقت لتتشكل وتكتمل على اجل صورة ممكنة وانها الحاجة هي من تدعوا لوجودها ولا ستخدامها ...
كانت متفقة معي وانا كنت اكاد ان اطير فرحا بهذه الابنة الجميلة الذكية والمرهفة الاحساس 
"حنان " كانت تكبت اكثر مما تفصح عنه ..وكانت تعاني على نحو لا شعوري عميق ...كانت اكبر من عمرها الحقيقي ...نضجت شعوريا قبل قريناتها ..وان استمرت في الدلال على جدتها التي تناديها "يما " بينما والدتها " سعاد " تناديها ب " ماما "...
كان سكنهم القروي بسيط ونظيف ومرتب على نحو يدعوا للارتياح ..كان بيتا حجريا مشكلا من غرفة اساسية وغرفة صغيرة جانبية ومطبخ ..وساحة خاوية احتوت " خبازا " للخبز التقليدي ومرحاض بجانب باب الفناء المسور بصفائح القزدير ..."حنان " لعلها ابانها ما كانت تشعر بفقر الحال لانها كانت ممتلئة باحساسات الكفاف والقناعة بالاضافة الى ان " يماها " ما كانت تبخل عليها بما تراها تشتهيه وجادة كانت في ان تهبها احسن تربية واقومها ...

"حنان " كانت طويلة القامة ونحيفة البنيان وبشعر اسود فاحم طويل وبتقاسيم وجه طفولية جميلة لكنني كنت الاحظ انها تخفي قلقا داخلها على تعاملها السيئ مع وجبات الطعام اذ تكاد لا تاكل الا النزير ..تخطف الطعام كما العصفور ..في داخلها لعله كان رفض في ان تنموا وتكبر بسرعة ..ولربما كانت مستمتعة بقوام صغير لا يثير الانتباه الى جسدها ويجعلها في ذات الان تغنم بالمزيد من الرعاية والخوف عليها والاهتمام الزائد بها ...
الرجل الوحيد الاقرب مكانيا وزمنيا منها خالها "العياشي " الملقب ب" حميد " وهو اذ ذاك اب لبنتين " ريحان " و "هاجر " ابنة الثلات سنوات اما الاولى فهي تقارب عمر " حنان " ..لكنه من عالم محافظ وذكوري بامتياز تكفيه بناته عن اي اهتمام حقيقي ووازن بالصغيرة " حنان "...
"حنان " لعل البيت الذي كان يحلوا لها الاقامة به منزل خالتها " رحيموا " باصيلا حيث زوج خالتها " عزيزها " يدلعها ويحنوا عليها اما اولاد خالتها فهم يتخاطفون على حنان ويلبوا لها كل رغباتها في الخروج والتجول والتسكع واللعب في فضاءات الالعاب والسيرك الحضري لكن همها الوحيد والذي كان يعكر صفو ايامها هو اشتياقها الزائد ل" يماها " السعدية الجدة التي تعودت ان تنام لجوارها كل ليلة ولا تفارقها ...
تعاملها مع "السعدية " يماها جعل حنان اكثر من ملتصقة بصدرها الحنون ومتعلقة بها اكثر من الطبيعي ...لا تعاملها معها كان ينحو نحو مسلك مرضي ...فحنان بعيدا عن اهتمامها الشخصي بدراستها وبعيدا عن شلة صاحباتها بنات حيها وبنات خالها كانت كمن لا تريد ان تكبر عن حضن جدتها ..كانت تسلك تصرفات لا تناسب سنها فقط لتضمن لنفسها حضن واهتمام "الجدة السعدية "...التي لعلها هي الاخرى دخلت معها لعلاقة مرضية واصبحت بدورها تستجيب لها دون ان تعقلن او تدفع نحو ضبط سلوكاتها مع ما يتوافق تقريبيا مع عمرها وعمر اقرانها ....
"حنان " كانت تعاني وذكرتني بنفسي في مثل عمرها كنت دائما اشكوا من اوجاع وامراض ومتاعب صحية حقيقية واخرى ليست تماما كذلك وانما لا اعرف ربما عندما اركز اكثر معها تعاود انتيابي واشعر بها ..ولا اعرف كيف كنت استثمر العلل تلك والوعكات الصحية لاتهرب من الذهاب للمدرسة او لا احصل على المزيد من الاهتمام واصبح في محو اهتمام وسؤال الجميع عني ...
"حنان " كانت مصرة على تجويع نفسها لتصاب بالدوخة والعياء والتعب ..."حنان " كانت جد مزاجية في تناول الطعام هكذا وبدون سبب سوى جعل الاخر يعتقد في ان ما يحصل مع هذه البنت ليس بطبيعي ....
"حنان " كانت تحمل عنادا غير طبيعي فهي قادرة على ان تصم اذانها وتتظاهر بان الامر كمن لا يعنيها او يخصها ..وكانت قادرة على تمنح عكس المنتظر والمتوقع منها فاستجابتها من نوع الذي يثير الاعصاب ويصيب بالنرفزة وهي تفعل ذلك بعمدية خاصة كمن يريد ان يعرف مكانته وعزته عند الاخر او كمن يختبر صبر الاخر عليه ..وهي في كل ذلك كانت تشكوا وتعاني من ازمان شديد في الحب ..كانت تدرك جيدا ان وضعيتها الاسرية جد خاصة 
تتبعت الصغيرة "حنان " جيدا في محاولة لفهمها اكثر وكنت اريد ان اعرف عنها كيف عساها تتقبل وضعها الاسري المركب فانا اجدها معتمدة كلية على يماها السعدية بينما تنظر من بعيد الى امها ماماها سعاد ..تضع مسافة بصرية بينها وبين سعاد والدتها كما لعلها تحمل قلقا تجاه تصرفاتها ...نظرتها لسعدية يماها دنية ..قريبة لماحة ..سريعة وذكية بينما هي لسعاد مرتقبة ..بطيئة ..خاوية من الاحساسات او تكاد تكون كذلك ..واحيانا فيها تكالب عاطفي وغنج تجاه امها ....علمت ان السعدية تهدد ..تتوعد بالعقاب وقلما تكون جادة في ذلك بينما سعاد حال واحوال قد تنقلب في لحظة من مجرد التهديد الى محاولات تنفيده وابداء عنف زائد في ذلك ....الامر لعله عند سعاد اكبر من نرفزة وتوثر وقلق سببه عوزها للتذخين وهو ما لا يحصل ببيتهم وبحضورهم ..لقد لاحظت ان سعاد لا تملك صبرا طويلا على اي احد وسريعة الانفعال و اتخاد القرارات وفي العادة يعود عليها ذلك بالندم والاسف الشديد ...















































 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...