الاثنين، 4 يوليو 2022

يوميات : عوالمي السرية .../مابعد زمن كورونا ...(٠٧) حياتي الاسرية...


عندما نعاشر بعضنا البعض تسقط الاقنعة..نكف عن التظاهر كثيرا ..نمر لعتبة الصدق تدريجيا بالرغم منا لنضمن القليل من الصفاء والود الكافيين ليجعلنا نقبل بالاستمرار جنبا لجنب بعضنا  مع البعض ..

لم يكن عندي ما اخفيه او اسره بل لعلي كنت متسرعا في انتهاز اول الفرص لامارس البوح والاعتراف ..كنت اريدها ان تعرفني ..وان تبدا في عقلي ..وان وحدها تبدا في رسم الاعذار لي وتقبلي كما انا ..كما انتهيت بان اكون بكل ضعفي ونقائصي وحماقاتي ...

اعرف عني انني صعب المراس وانست زمنا ان اظل وحدي وان اعيش وحدي وذلك مشكل قد يرتسم كالجدار العالي بيننا ..واعرف ان مزاجي متقلب وصعب وشبه استحالة ان انضبط على وتيرة وحيدة مستقرة ..علاقاتي مع الزمن مرضية ..الليل يجدبني من جهة والنهار يتصارع واياه ليفرض علي حقائقه وانا انست من نفسي ان اترك لهما نفسي ليتقادفى بي كما يشاءا ويحلوا لهما ....

والدتي كانت مستعدة لتضحي بالكثير من اجل ان تسعدني قليلا وان تصالحني مع ايامي ..لم تعاند للحظة ولا استصعبت الوضع ولا اهتمت نهائيا باعتبارات الاخرين ..كانت فقط تستشعر حجم مسؤولياتها تجاهي وكانت كام يعز عليها ان ترى كم احزاني وفوضاي ..فارتات وبكامل عقلانية ان تهبني فرصة عمر لانسى قليلا مرارة الوحدة والاغتراب ولامتد في الاخر ومع الاخر ..ولما لا ان احاول ايجاد اسرة لي ..اسرة خاصة بي تجعلها مطمئنة علي ان حل وقت رحيلها عنا ....

لم افكر طويلا ولا تملكني التردد مطولا .اذ بمجرد ما خلى المنزل علي بعد عودة اخوتي لديارهم بانتهاء حدث اربعينية رحيل والدتنا وبناء قبرها حتي واجهتني بحقيقة وضعي ..كنت اعرف انني منهوك عصبيا تماما وانني اقاوم واكابر كي لا اسقط مجددا في انهيار عصبي مزمن ..

عائلة اخي سمير كانت الاخيرة التي حزمت حقائبها ورحلت عائدة لحياتها بفرنسا ..هم لوحوا لي بايديهم من سياراتهم حتى اخدتهم الطريق وانا بدات في اقفال النوافد وتسجيل العودة الى حياتي وغربتي في بيتنا وحينا وبمدينتنا وبكل الوطن ...عدت لفراشي حملت الدواء الذي زودتني به " مارتين " زوجة اخي سمير واخدت اول حبة منه "Paroxetine 20 mg  وغدوت افكر في حالي ..فيما ينتظرني من ايامي ..نمت تلك الليل بعد ان بكيت نفسي ولما استيقظت كان قراري جاهز ...حملت الهاتف واتصلت بها ..." الو سعاد ..انا طارق ...لنا ان نلتقي انا وحدي الان ..........."

كنت اعالج مشكلاتي ببعض الحكمة واعي جيدا ان وجود امراة ..شريكة لي بجانبي اضمن لي من فوضى المشاعر ولا اي محاولات تجريب نمط عيش ممكن ...

ربما كنت جد برغماتي ..."الذي تعرفه خير من من لا تعرفه ..."

هي تبقى امراتي وانا رجلها ..افترقنا حصل ذلك واضحى واقعا بيننا ولنا ان اردنا ان نبدله بواقع غيره ...

ومن جديد تضع شروطا عالية وتعقد الوضع وتطلب مني ان افهمها فهي غير مستعدة لان تنخرط في العيش مجددا معي بشكل تام لانه يلزمها ان لا تنسى ما عانته وما خسرته طوال امد انفصالنا عن بعضنا ولذلك فهي بحاجة للكثير من الوقت لتطمئن لعلاقتنا ببعضنا البعض ...

لعلي حتى انا كنت في حاجة لمساحة من الوقت اطمئن فيها اليها ولادرس خلالها حقيقة استعداداتها ونوياها تجاهي وتجاهنا ....

من جديد كان علي ان اقبل بنصف الحلول مرحليا وان انتظر ...

سعاد تكرفست في هذه الاربع سنوات ونصف التي انفصلنا خلالها عن بعضنا البعض هي بعنادها ابت ان تعترف باخطائها وتتحمل مسؤوليتها وانا من عمق الجرح الذي منيت به في صدري ومن وقع الصدمة الذي عرضتني اليه والذي ادخلني في حالة كرب ما بعد الصدمة (PTSd) ابتعدت تماما عن اي طريق يمكن ان يجمعنا او نلتقي فيه صدفة مع بعضنا كنت لازلت مثل الحوث الضخم الذي عندما يتادي يهجر للاعماق بعيدا ووحيدا ...

تركتني مريضا ارى من حوالي كل العالم البسيط الذي كنت اصنعه ينهار على راسي ..كل محاولاتي لبناء عالم اجتماعي لي امارس فيه ولو بشكل مؤقت دور تنجبس وتتوقف واعود من جديد لوحدتي ولغربتي ..لم يعد لي برنامج ..لم يعد هناك ما يستوعبني ..سقطت كل الاهداف القريبة التي كنت اسعى لتحقيقها من اجلنا ...والذي اجهز علي ودبحني ان حتى الصغيرة حنان ابنتي مضت معها وتوارت معها في المجهول بلا امل في حتى ان ارى او اسمع صوتها او احضنها لصدري في يوم قريب ...

ازيد من ثلاثة عشرة شهر وانا اعاقر الخمر وابكيني واهتم ببناء حديقة لي وكل من كان يتابعني يخالني احمقا بت 

ربما عدت لبعض صوابي عندما انتهى عمل القاضي او المستشار المقرر وسلم الملف لجلسة المحكمة بعد احدى عشرة مرة استجواب بمكتبه ..

كان الامر معي قد حسم وان كانوا هم جادون في تطليقي من هذه فليتحملوا دفع المبالغ التي اقرت بها المحكمة لاجراء التطليق للشقاق ..ولا مجالا بعد ليطلبوا مني ان احاول التفاوض معها على مبلغ التسوية .....

كنت مستاءا جدا من جميع افراد اهلي لانني كنت احسهم غير حاسين بي وغير مدركين للخسارة التي منيت بها 

كنت اعاني بحق ولا اتصورهم واعون بما يحصل معي ...

انا بكل بساطة اردت ان اكون بيتا ان انشا اسرة ان اجد لي دورا بسيطا اجتماعيا اكون به واقف به على قدمي ..وكنت بالفعل مراهنا على دعهم لي كلهم لا ليسوفونني وليقدموا لي ما لا يغني او يسمن من جوع ....

كنت اشعر بانهم بدورهم كلهم تخلوا عني واتخدوا زواية نظر مجانبة لما انظر اليه واراه ممكن جدا وواقعي وانتهوا بان رفعوا ايديهم عن القضية برمتها ورموا الكرة في ملعبي بدعوة وحيدة لي وهي ان اعدل من قواعد لعبي وان انسى انهم سيكونون بجانبي في ما اذا ارتايت ان العب جولات اضافية ....

عانيت بحق وخاصمتهم اجمعين لانه تبدى لي بانهم جميعهم تخلوا عني وتركوني في المعمعة وحدي ....

لم ابدا في استعادة بعضا من نفسي حتى عدت بطارق لشغفه بالقراءة والدراسة والبحث وبالتالي للانزواء وللوحدانية ....

الحقت ورممت زمني السابق بحاضر مثيل لاتمكن من مجرد الخطو والسير مجددا وان لا اعرف الى اين ....!!؟

اخدني الظل واغرقني تماما فيه ...لا اقتات الا من ذاكرتي ...الماضي كل ما هو لي حقيقي الى درجة بعيدة ..واحيانا يختلط علي وارتج ..وارتعد وتكبر مخاوفي ...ويخاصمني النوم وتسوء حالتي المزاجية ...

لا زلت احاول معالجة فجوات ذاكرتي ..تلك اللحظات العالية التي كان يحصل فيها اشبه بانطفاء او تعتيم شديد وكل ما يرتسم عنها اشبه بامكان ان تصدق فيها او لا تصدق ...وكلا الامرين يتطلبا مني ان اصيغ نظرية لحياتي ...كان استمر في النفي ..او الانكار ..او تصور الامر برمته كانه مجرد خلط ...ربما اشبه بامر تصور في لحظة امكان حدوثه ولم يحدث قط ولكنه انحصر جانبيا نحو انه تحول لذلك المأمول منه ان يكون قد حصل ...شكلته الرغبة فسهل تسلله للذاكرة على نحو مخادع ....

لم يكن ممكننا لي ان افكر بشكل حقيقي في حاضري او التخطيط لمستقبلي ..كنت مرتهنا لما اردته صادقا ان يحدث معي وان يكون لكنه ابى ان يحدث او يكون ...

كنت انفعل بشدة وعن جد مع خواطري وافكاري واساجل مع نفسي ..اثور واترافع واحتد واظل انسج نقاشات واحاديث لا تريد ان تنتهي ..كانت غربتي مزمنة ووحشتي للاخرين محرقة وكان يعدبني انني بعد على انتظاره.. زمن نتلاقى فيه من جديد لعلي فقط لاقول البعض مما اردت فعلا ان اقوله ولا يهم بعد ذلك ان نتوارى في البعاد من جديد ...

لطلما احسست بانني في حاجة لزمن اضافي وخاص يكون لي فيه حق رد ..وحق ايجابة عن كل الاسئلة المعلقة التي بقيت بيني وبين كل الناس الذين حاولوا فهمي او الذين ساءوا فهمي او الذين لم يحاولوا حتى اعارتي انتباههم ...

زمن القي به بكلماتي وامضي لحالي سبلي ...مع بعض الناس اصبح شبه مستحيل ان نلتقي ..ان يجمعنا الكلام لانه كذلك قدر لنا ان ننتهي وان نفترق ..وعندما اخد كل طريقه ابتلعه الطريق حتى اصبح جغرافيا من التضاريس تمتد بيننا وتحول دون ان نحاول بعد ان نلتقي لنقول ولو بضع كلمات ...مضينا ..انتهينا ...كنا ..

ومع بعض الناس الاخرين انهيت ما كان يستوجب ان اقوله عاليا وبمحضرهم وحسمت امري منهم ولا حتى الحاجة عادت تدعوني لافكر في ان اعلن لهم ما سبق وانجزته ....

تقاطعت دروبي مع العديد من الناس لحد غدى يصعب علي تذكر وجوههم ولا من اين يعرفونني ولازالوا يلقون التحية علي ...لا يمكنني ان اعقل كل شيء مع تمام يقيني بان كل شيء مسجل ها هنا بهذه الذاكرة التي تملك بعد الان ان تفاجئني في نفسي من جديد...

تعلمت من وانا صبي صغير ان ابكي حتى الصمت والنسيان ...كان يلزمني الكثير من عقد اتفاقات مع نفسي بكوني لا محالة سأنسى لانني لا اقوى على حمل الاذية بداخلي والمضي بها ..كما لا اثق في وعودي لنفسي بانني سأثأر في يوم ....الامر كان جد بسيط .." دعني انسى الان ان كنت سافعله بعد ايام او العديد من الايام ..."

اخطئت التقدير ..اخطئت انت التقدير ..اختلفنا ..كبرت في ذماغنا اننا انتهينا من بعضنا وصدقناها ...هيا لنصدق في البعض منها سوية على الاقل وننهي وجع الراس ..

كنت اعود بخطى سريعة نحو الظل ومتى اعتقدوا في انني غيرت حرفتي ولباسي وطريقة قص شعري وانتهى ان اكون لزوجة ومع زوجة وطفلة جميلة وخفت رجلي على الاسواق وانقطعت عالجوني باسرع نكران وكانهم ما عرفونني يوما ولا عاشرنا بعضنا وقتا يكاد يكون كمثل زمن ...

ربما فكرت في استرجاع اشياء مني اكيد انها كانت لي من قبل زمن سعاد وما تلاه ...واندهشت بادئ ذي بدء ثم تملكتني رغبة عاتية في مجرد السخرية والاستخفاف على حالي من حالي ...لم يكن في زمني غير الكثير من الوحدة والعزلة والوحشة وبعض الجنون والكثير من محاولات مكابرة العيش وخلق امكانات للاستمرار ..لمجرد الاستمرار...

ما من عودة الى اي مكان غير الذي لا زلت  به ولا من زمن غير مثيل ذلك الحاضر المبعثر والمرتجل باستمرار ..

كنت اسالني بجد :"ما الذي حصل معك !!؟ ما الذي تعطل فيك من جديد !!؟..

لم يعد لي غير زمني اعيد عده وحسابه والنظر فيه واحيانا المزح معه بلؤم :" وهل تعتقد فعلا انك شخت ايها اللئيم !!؟"

لدى عودة اخوتي وانا بعد اتابع اجراءات الطلاق لم يفهموا لماذا انا متاثر لمثل هذه الدرجة ومنفعل ومكتئب وبمزاج مريض ولا اريد غير الخمرة وفي حالة خصام مع الجميع ...

سمير الذي يألفني جيدا ويعرفني مليا تنحى جانبا مني وتركني اصيغ انهياراتي العصبية الصغيرة كما اريد لانني بالفعل كنت جد مضغوط وعلى وشك الانفجار ...

وبمضيهم لحالهم ذلك الصيف كانت اجزاء مني قد تشتت وكان يلزمني اعادة لم اجزائي وتبعثراتي ...

كنت اعرف انني عرضت نفسي للخطر واستقراري للانهيار وانني حتما ارتكبت حماقات ..والذي اعرفه جيدا عن نفسي انني كنت متأدى عميقا في ذاتي ...وان لغتي اصابها بعض العطل لم اعرف كيف اقول مابي ..او ما فعلا اعانيه او انا في حاجة اليه ....وكنت اعرف ان والدتي شاهدة على غرقي وفوضاي وتحول حالي للاسوأ ..

لم اعرف لي من اكثر من عشرة سنة وازيد الخروج باي شيء ولا محاولة فعل شيء حقيقي على ارض الواقع يقول ببعض ما انا صرت عليه او اود ان اصبح عليه ...فقط كنت اعرف انني اكبر واتقدم في السن وكذلك والدتي وكل الذين اعرفهم وعرفتهم في يوم بعيد او قريب ...كنت برغم الصلابة التي اتقنع بها اعرف كم هو خوفي كبير ...وكم لست على استعداد لاحمل ذلي وهواني وامضي راضيا ...لم ارد هذه الحياة التي اضحت لي انما حصلت عليه هكذا ودونما تخطيط مسبق ..كانت هي مجموع ايامي بما كانت تمضي عليه من رتابة ووحدة وجوع حقيقي للاخر ولمجال اكون فيه فاعلا كما اردتني دوما ...كانت حياتي كما الخسارة الكبرى التي يمكن ان يمنى بها المرء ...لاشيء من الاماني الكبرى او الصغرى تحقق ...فقط هو ذلك الاصرار الغريب على ان امضي وكما لا امضي ...متواريا خلف الظل ودونما حاجات ملحة تضعفني وتجعلني في حاجة لاتوسل الاخرين ...

ابكي نفسي ووحدتي لكنني في نفس الان مقتنع بانني هكذا اكون افضل حال ...لعل مثلي يناسبه ان يعبر الحياة كالخيال ..كما لو لم يكن ...

كان تحديا حياتيا واجتماعيا لا باس به ان اخرج من قمطي وكفني وان ابدا العودة للحياة الواقعية الاجتماعية وان اجدني دونما مناص مجبور على ان امارس الصراع باشكاله المتعددة لاوجد لي مكانا وفرصة ودورا على انه هامشي ..وان اختبر كل ما حشوت به راسي من ما كنت عاكفا على دراسته في مجال العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..

اخلصت في غاياتي واردتها بجد ان تظل معي وبجانبي لكنها الشقية لم تكن لتكبر على ما فهمته من حياتها وسارت على منواله ...لم تجد ما يناسبها من اهداف بجانبي ...كانت غير قادرة على ان تمثل بجواري دور الزوجة والامر بالنسبة لها ان تستمر في تلقي كل الاسئلة والاستفهامات التي لا تكف عن ادانتها ...حاولت بالفعل ان تتخطى ماضيها وما عليها من احكام اجتماعية لكنها عدمت الصبر الكافي والوعي اللازم لتفك الحصار عنها وتنسى ما كان ....وساعة كانت تتعب وتبتأس وتنظر حولها فلا تجد غيري تفجر في كل غيضها وحنقها وتحملني مثل الاخرين سبب تعاستها وحضها العاثر ...

بعودة اخوتي وعائلات ابناءهم كنت قد حسمت في بيت الجنون والاماني المجهضة وقبلت النزول للطابق الاول والاستقرار بغرفة به وبذلك كنت كمن قبل اخيرا بانه صار اعزبا وليس فقط منفصلا عن زوجته ...وحاولت ان اعيش الوضع الجديد 

استعنت بدواء "دوغماتيل "الذي كان يحسن من جودة نومي ..ويخفف عني الاعراض النفسية الجسدية التي كانت تلازمني وتبرحني بالالام والاوجاع وبسوء الحال ...وبحبوب "اطراكس 25مغ " التي كانت تخفف من حدة قلقي وتهبني بعض الاثار التهديئية والتطمينية لاتجاوز ايامي ....وفي مرات كنت الجا الى شراب "كالسي برونات "او الى حبوب عشبية مهدئة "سيداتيف بسي "...

استعدت قدرتي على ان اقرا وادرس لساعات متواصلة من يومي واخدتني عوالم الكتب الجادة والاعمال الروائية فاستعدت ولعي وحبي القديم ...اصبحت بقدرة على ان اخرج للشارع العام ولاجلس بالاماكن العامة وحدي ولاصيغ لي شكلا ونوعا من الظهور الاجتماعي وافرحني انني استطعت ان استعيد النظر للوجوه المالوفة لدي ولمن صاحبتهم بصريا من زمن اخد يبعد ولمن رافقتهم طوال حياتي ووضعتهم بين عيني ...

كنت قد استطعت ان اتجاوز واقعيا  الفراغ الذي خلفه رحيلها عن البيت ..هي نفسها لعلها عانت حتى تتقبل انه الفراق بينها ...وانني جاد هذه المرة كي لا اقبل بان تدخل وتخرج من حياتي ساعت تشاء هي ودونما ادنى مبالات لحجم الخسائر التي تخلفها داخلي ...ومع ذلك كنت اهتم جدا لمعرفة اي خبر عنها ..كان يهمني ان اعرف كيف عساها تعيش وتحيا ..لم اكن اريد لها ان تشعر بالندم او الاسى لكن ان تشعر بانها في الاول والاخير هي من تخلت عني وهي من صعبت العيش بيننا وهي من دفعت علاقتنا الى مهب الرياح العاتية ...

في حقيقة الامر لم يكن يصلني عنها اية اخبار تذكر كما انني لم اكن حتى ألمح وجودها في شارع من شوارع المدينة او احد اسواقها ...اعرف ان المدينة كبرت وانها تسكن الجهة الاخرى الجديدة من المدينة والتي لا تطأها قدمي ..على انها جهة مستقلة بمرافقها لذلك كان نادر جدا مرات ان تصادفنا وتقابلت عيني بعينها ...

كنت استحضر كلماتها واصرارها على ان تنقطع صلتنا ببعضنا ان افترقنا وداخلي كنت اعرف انها في احسن الاحوال تكابر وتتظاهر وانه صعب عليها ان توفر سبل العيش خصوصا مع وضعها الصحي المستجد من حادثة تكسر كلا قدميها ومن ما ترتب كذلك على عدم مكوثها قيد العلاج الفترة المطلوبة لتجبر الكسور التي اصابتها ..

كنت اعرف انها تعاني ويحز في قلبي تعنتها المجاني وايباءها الذي يبقى بلا معنى ..كنت اتمنى صادقا لو تعود ..لو تحني راسها قليلا وتنظر الي وتقولها صادقة انها اخطات في حق نفسها اولا وفي حقي انا تاليا وفي حقنا كلنا ....لكنني في المقابل كنت اعرف ان سعاد محال ..محال ان تعترف وتقر ولو على جتثها كما يقولون .....

لا اعرف ما عساه يكون مثل هذا الاباء او الممناعة...؟!!..لكنني اخاله كسوء فهم عميق ..او رد فعل مرضي بامتياز...لمعنى هنا للكرامة لو لعزة الذات حينما هو عناد في عناد...

عني انا فالذي اعقله مني جيدا هو كل تلك الاستعدادات عندي لأبدا معها من جديد او لاستانف معها المسير من حيث توقفنا على ان نكون سوية..في مقابل كامل اصرارها على ان تهد كل الجسور بيننا ..وفي مقابل ان تتمكن من هزمي وجعلي اقبل بلا شيء ..جعلي اقر بان احتياجي اليها مزمن فتنتصر على كل ارادة عندي في ان اصيغ حياة تليق بي ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...