الأحد، 29 نوفمبر 2020
يوميات: عوالمي السرية..(19)..شخصية "حنان"هذه ..تابع /5-1.
يوميات :عوالمي السرية (19)..شخصية "حنان "هذه...تابع / 5-1
هل هزمت بالفعل ...؟! هل استطعت ان اتخلص من انانيتي وان اقبل التنازل عنك هكذا بكل سهولة ..؟! محال من الذي اعرفه مني ان يستسيغ طعما ما لم يكن هو من اختاره ...
"حنان "هذه عرفتني وخبرتني في منتهى قوتي وحقيقتي ..واتتني مرات لتهز مني الارعن في والمتذمر حد الملل من كل شيء ولتقول لي :" هيا ارفع راسك ..انا من تحدثك .."..
وكنت اظل انظر إليها جيدا ..اخد كامل وقتي لاعيد رؤيتها ..اكتشافها .. تذكرها..معانقتها بكل الشوق الذي في عيوني ..امسح شعرها ..احيط وجهها بكفي ..الامس شفتيها باصبعي ...اداعب خدها بظهر كفي ...ادنو بانملي من عينها لاداعب جزءا من جفنها ...انظر إليها وابقى هناك لا ارحل الى أي مكان آخر ..ما من ذكريات استعيد بحضورها الطاغي ..انظر إليها فقط ولا اتعدى الى ان الامسها بحق ..كنت ادرك انها غاضبة مني او علي ...كنت اعرف انها لا تقبل مني الاعيب الموت التي ألجها واندفع تجاهها ...كنت اعرف انها تريدني هاهنا بجانبها مقبلا على الحياة ...
اشياء مني متعددة كانت تنتظر ان تاتي "حنان "هذه الي ..كانت تامل بحق ان تاتي الي ...ان تظهر فجأة امامي وتصيح في وجهي ..:"طارق ..شوف في ...انا لكنهدر معك ..."لاستوعب انها الان تتحدث الي ويجمعنا الحديث من قبل ..ذلك الحديث الشيق الذي لطالما تقت اليه وعشت اتخيل ان اجريه ..ان أعيشه ..ان امارسه...وان اعيد تشكيله ليكون متجددا دائما ..ذلك الحديث الذي ما ان كنت ابدا في التحدث عنه ووصف أشكاله التي اتصورها والمعاني الممكن ان يحتويها ..حتى ودون ان تكون عندي أية نية في التأثير على مخاطبتي حتى المح في عينيها ذات الشوق لكل ذلك الحديث ...ويحدث ان نبدا مع بعض صياغة حديثنا الخاص ...
من زمن بعيد غارق في طفولتنا ..كنت أداور الاصحاب لاعرف منهم اساليب السحر التي تجعل تلك تقترب بسهولة من ذلك ..كنت اريد ان اعرف كيف لي ان اقترب من انثى واطلب ودها..كنت اريد ان اعرف حتى ما عساها هي ستقوله له ..وستقوله بينها وبين نفسها ...كنت اعرف انني متهيب من التجربة لحد الشعور بالخوف ..وهو ما كنت ارفضه مني ...كنت اظل انسق في الكلمات والعبارات وانتهي بان ارمي بها خلف ظهري واصمت داخليا بقناعة ان كل هذا لن يجدي نفعا ...بيني وبين نفسي كنت أخبر بان الامر في غاية السهولة ولا يحتاج للكثير من الكلام انه تماما مثل كل الذي خبرناه في الاعيبنا ..ان تاتي الي ..ان تقترب مني ..ان تتلطف بي وان تنظر فجأة لعيني بشكل مباشر وتقدف في وجهي بعبارتها دفعة واحدة :"نتصاحبوا ..."...او ان اظل مراقبا اياها ..ان اترصدها بعيوني ..ان اجعلها تشعر بأنها تعنني ..وتهمني وان اقترب منها لاجسر لها مسافة ان تقترب هي اكثر مني وان اقول لها :"تهدري معيا ..."ولا يهم ما عساها ستقول بعده ..."وشنو غدي نقولو ..."او :"وحنا كنهدروا مع بعض ..."او "انا باقى صغيرة على ذيك الهدرة ..."لا يهم ما ستلوكه من كلمات بعدها ومن قبلها ..من الان الذي قالت لي فيه انها تقبل مني ان اراقبها وانني اعني لها شيئا ..ومن الان الذي حركت في الرغبة والجراة لاقترب منها ومن الان الذي اقتربت هي فيه مني ...كنا قد بدانا "الهدرة .." ...
كنت اعرف اننا مهما كبرنا لن نكبر على خبراتنا العميقة الأولى ..وكنت اعرف انني كنت اخوض العيش على اكثر من مستوى للاقنع بتجربة واحدة للاحساسات وانني في ساعات لم اكن اعاني من اي حرمانات جنسية او عاطفية عامة غير أنني اكاد افنى من جوع محدد لاحساسات بعينها .؟احتاج لان استعيدها ..لان اعيشها ..لان اتنفس داخلها .."حنان "هذه الجوع اليها كان قاتل ..لانه جوع من نوع خاص ..جوع لمن يشغل عقله معك إلى أقصاه ..جوع لمن على استعداد لان يحطم مثلك كل الاصنام وكل الطابوهات ..جوع لمن نادرا وحميميا جدا ان تجمعنا لحظة ضعف نبكي فيها سوية ويرتشف كلينا من دمع بعضينا ..ونتحاضن بقوة وعنف كمن سنفتقد بعضينا للتو وللابد ..جوع لمن نمضي سوية ..جنبا إلى جنب ..كفا لكف..ورافعين راسئينا غير مبالين بامارات الحب الذي كنا للتو نمارسه والتي تفضحنا ..
"حنان"..تريد ان تجدبني من اسفاري في عوالمي لاعيد اكتشاف حقيقتي البسيطة معها ..حقيقة الطفل الذي كبر بالاتفاق معي ..كبر بسرعة ولحظة واحدة ورفض حتى ان يعترف تمام الاعتراف بكل الذي جعله يودع طفولته مبكرا جدا هكذا ...
"حنان"هذه لم تكن الطفلة التي ربيتها على انها امراتي "كريمة مراتي "التي كانت اروع الاحساسات التي تهبني اياها لما تنخرط معي في مزاج امومي..لما تاخدني وكانني انا طفلها ولما اترك لها ان تعيد خلقي وراسي على صدرها مدفون بين ثديها واصابع كفها تمرح في شعري ..تداعبه بكامل الحنو ..
"حنان "هذه تعرفني في اعماقي السحيقة..تعرفني خارج كل الأقنعة التي اجيد ارتادءها .. تعرفني في جوعي الخاص للانثى البدائية ..للانثى المحترقة دائما ودوما لتمارس الاحساس بذاتها وجسدها ....مع "حنان "هذه لم يكن هناك وقت خاص للحب ولا مكان محدد سلفا لذلك ...في اي مكان ..في اي زمان ..ونحن نتبادل النقاشات الجادة ونحن نحضر عرضا سينمائيا او محاضرة لم نكن نكف على أن نمارس الحب ..دائما كان هناك أسلوب لنمارسه وللانبالي او لنهتم لعيون قد تكشف محادثتنا ..وقد يتطور الحديث ليصبح فاضحا ولا اي منا يهتم او يبالي ...كانت جاهزة لتتصدى لاي احد قد يفرض نفسه علينا وينوي التدخل ...وكم كنت احب منها قتاليتها تلك ..كانت في لحظة واحدة تحتد ويتعكر مزاجها وتصبح مستعدة لتدخل معركة وتربحها ...
كل الذي اعتقد انه ناولني العبور اليها كان صدقي ...كنت صادقا معها لاقصى درجة ...ربما كل اللواتي عرفتهن يوما كن متجاوزات لمسالة الغيرة علي ..غير انه مع "حنان "هذه كانت ملغية تماما ..كانت ابعد حتى على أن تحتمل كفكرة وكفكرة تملكية ..كان لها ان تاخدني من جانب أية واحدة لتقبلني ملا شفتي وتحضنني قليلا ثم تخاطب مرافقتي :"تهلاي فيه ..."وتتركنا معا ...كانت رائعة لاعيش معها كل فنتازيا العشق التي تشربتها من اروع الروايات العالمية المترجمة وقصص الشرق السحرية وكل الافلام التي سلبتني والموسيقى والاغاني التي سكنتني .."حنان "كانت قادرة على تذهلني بكامل تجاوبها الغير المفتعل او المتصنع مع احتياجاتي النفسية والسيكولوحية ...تلمح كفي وقد امتدت وسط زحام نسوة السوق فتمد يدها لتحضنها ثم تكمل عبورها ...نترافق مسافة مشوار وكتفي لكتفها دون ان نتفوه باي حديث ..دون ان نكون على سابق موعد او انتظار ان نتقابل ..وقد نفترق دون ان نتوادع حتى لأننا اكتفينا .."حنان "عندما اخدها مديرة ظهرها لي ترقد مستسلمة لاحتضاني لها ..لا تصد اي ملامسة لي ...وحتى عندما اشعل سجارتي لا تتبرم من دخانها..نظل واقفين لزهاء الساعتين نتابع عرض شريط الصباح ضمن فعاليات النادي السينمائي ..رافضين ان ناخد مقعدا ضمن الحضور ..وقد يحدث أن اخد او تاخد هي كلمة ضمن النقاش الذي يعقب مشاهدة الفيلم ونحن على تلك الوضعية ...ارغمناهم على أن يانسوا منا حريتنا في ان نحب بعضينا على مثل ما نفعله..."حنان "في اي لحظة قد تنزرع واقفة بجانبي وبكامل تنبهها ستتابع ما اخوض فيه مع اي كان موقعه السلطوي او السياسي وستتدخل ولن تحتاج لتعتقد بأنه يمكن ان اصحح لها ما ستقوله من موقع انها عارفة بمشاغلي ولحدود المقبول واللامقبول مني ..انها صوة مني يؤكد حتى لمن لا يعرفها ويعرف بسابق علاقتنا ببعض انها تدركني ..تعرفني في أعمق خصوصياتي وحتى في طريقة تفكيري وقياسي للامور ..."حنان "لم تكن "كريمة مراتي "التي تدرجت معي منذ ان كانت طفلة تحملها امها لروض الاطفال وقررت أن اصاحبها واستملحت ذلك ثم تكفلت انا بايصالها على مدار السنة لروض الاطفال وايصالها لمنزلها وكانت أحيانا تقضي بجانبي فترة الظهيرة كلها الى أن اعيدها اخر المساء من الروض لمنزلها.."كريمة مراتي "مثلما كنت حريصا على أن اطعمها بكفي لقمة لقمة وهي تجلس حجري اضحت هي لما كبرت كذلك أشد الحرص على أن تطعمني وان تهتم بكل راحتي ..."حنان "هذه تحققت معها كل "الهدرة "التي حلمت وشغفت يوما بان احقق الشيء القليل ..القليل منها مع كل بنت تعلقت بها ...
"حنان "تقبلتني في كل اطوار عمري ..في كل تقلبات احوالي ..ربما لم تكن لتوافقني في عدد من اختياراتي وكانت لا تصمت في وجهي وتعبر بكل غضب وغيض عن امتعاضها من بعض مواقفي وتصرفاتي الاجتماعية لكنها ابدا لم تحسسني بأنها على غير وفاق معي انا او أنها مدعوة لتاخد مني موقفا عاطفيا اخرا ..قد لا نخرج بتوافق فكري حول قضية نتناقش حولها لكنها لم تكن لتودعني بغير امتع القبلات واعنف الاحضان ..وليبقى الخلاف الفكري قائم بيننا ...
مع "حنان "لم اكن في حاجة لاي ادعاء ..حتى تغطية افلاسي لم اكن في حاجة له معها ...هي قد تلحق بي دون استفهام ان دعوتها لدخول مقهى ..تعرف انني قد تدبرت امر مصروف اضافي يكفي وانتهى الامر ..."كريمة مراتي "كانت ستسال حتما ولن ترتاح الى أن تعرف كل ملابسات الامر ...
"حنان"كانت ترسم جيدا الحدود مع الغرباء الذين تجدني بصحبتهم ولا تتخلى عن صرامتها في التعامل معهم والتدخل لتصحيح النصاب ....و"حنان "نفسها مستعدة في لحظة واحدة لتعاملهم بكامل الندية ان لمست مني انني اعاملهم كذلك ... اصحابي أصحابها لكنها تعرفني انا وحدي وصاحبتها صاحباتي وحر انا في التعاطي معهن كما اشاء..
"حنان "هذه احبت بشكل رائع "كريمة مراتي " كانت تتقبل منا لعبتنا الجميلة وتستحليها بدورها ..تجلس "كريمة مراتي "لي كطفلتي تنظر لعيني بحب وشغف وهي مطمئنة لاحتوائي لها بين ذراعي وهي لا تكف عن طرح الأسئلة وطلب الكثير من التوضيح والتعبير عن كامل رغبتها في ان تعرف اكثر ..وغير ناسية لان تزواج الحاحها بخلق جو من المرح والامتاع ..كان مجرد النظر في عينيها الرماديين وشكل وجهها الطفولي الممتلئ يكفيني لاشعر باكبر امتاع وفرحة ...لكنها كانت تابى على نفسها ان تتركني دون ان تشعرني انها كبرت وتكبر ..تظل تتحرك في جلستها بين حجري على الارض المنبسطة محاولة اثارتي جنسيا لاشتشعر دفئ جسدها الممتلى من الردفين هي القصيرة القامة بعض الشيء..كانت تعرف هي نفسها انها كبرت على مثل هذه الالعاب لكنها ظلت اللعبة الاثيرة لها ولي ..لم تكن تمل من ان تذكرني بأنها الطفلة التي احببتها واحبتني واندفعت تريد بسرعة أن تكبر لاحبها عن حق كانثى حقيقة ..لم تكن "كريمة مراتي "لتتنازل لاية واحدة تريد ان تسرق منها مكانتها كطفلة واعدتها مند ان كانت بنت لم تكمل عمرها الخامس بعد ..واعدتها وخطبتها لنفسي على أن تكون امراتي الصغيرة وانا رجلها الكبير ..و"حنان "يروقها اكثر الطريقة التي تعبر بها "كريمة مراتي "عن نفسها ..عن خصوصية علاقتنا ببعضنا ..وعن لما لا تمانع في ان تكون لي علاقات اخرى ...وتاخد "كريمة مراتي "لتجالسها مثلما كانت معي ..وهي تهمس لها بأنها بدورها ستحبها وتحبها مثلما تحب حبي لها ..وكل الذي كان يلزم "كريمة مراتي "لتتجاوب مع "حنان "هذه وتدخل معها في اللعبة ان تلقى من عيني الإشارة وان لا اشيح بعيني بعيدا عنها ...
لم اكن لاستغرب مما يحصل معي لكنه كان يتسلل لداخلي احساس متكاثف بالوجود والاغتراب معا ..احساس بانني اتعرف علي ..اكتشفني في اعماقي على غير الصور الممكن ان يتعرف بها علي اي احد يدعي انه يعرفني ..واكتشف كم هو ممتع للغاية ان اقابل مني الطفل الذي كان يحلم في غفلة عني وتعمدت ان اتجاهله في ..الطفل الذي كنت اجده يبرق مع الدمع التي تنهمر من عيني رغم مكابرتي وانا غارق في قراءة الروايات وفي مشاهدة افلام الزمن الجميل الكلاسيكية العربية ..الطفل الذي تراهق هو الاخر في خفية عني ودون ان يحرجني وغدى يحرك في حب الموسيقى الفرنسية العاطفية وسينما ووجوه فرنسا ...ويثير في الحلم بفرنسا ...فرنسا التي لا اعرفها الا من الروايات الشعبية المترجمة ..فرنسا الأبواب الخلفية والازقة والحارات الكئيبة ..فرنسا التسكع والخمرة والشعر والادب ..فرنسا الاخرى لم اكن بقادر على ان ابني معها حلما لانها كانت تخيفيني ..لا اتصورني سانجح في بناء أية علاقات طبيعية بها لانني مغروس هاهنا وحتى الحب الذي كبر بتواطئ مني لفرنسية تختارني انا المسكون باللغة العربية والمسحور باجواء الروح الشرقية كانت "حنان"هذه تجسده في ابهى تعبيراته وتعيشه معي بكل رحابته ...
لم تكن لحظات منفلتة من ذلك العيش اليومي الرتيب ..بل كانت جزءا اساسيا من يوميات عيشي الاثير ...رتبت حياتي لاعيش ايامي كما اردتها ..كما اريدها ..وحتى في عز انشغالتي كنت مصرا أن ابقي لي مساحات خاصة لأكون انا فيها بمثل ما أريد ان اعقله مني ...كنت حريصا على أن ابقي لي مكانا يلصق بشخصي في مقهي ..وليس اي مقهى عام وحسب ..بل اقرب مقهى للروح الفرنسية التي تستهويني ..مقهى مفتوح في وجه اي زوجين متحابين ..مقهى تاوي اليه اجمل المراهقات ...ركن على الاقل بمقهي عام متاح للحب العمومي ..مقهى يعبق بالعطر الانثوي وينعم بالاضاءة الخافتة ...وكنت قد وجدت بغيتي بمقهى "لاكوست"..وكسبت ود صاحبها والمستخدمين بها واخدت كامل حريتي بالقراءة والكتابة بها والجلوس لاطول الساعات .. كنت بعيدا على أن أرى من ركني القصي الذي ارتاده مما اعطاني مساحة للخلوة وجعل من المكان أشبه بالمخبا العام الذي أقصده لاجلس لوحدتي وسط الناس ولا اشيع خبره الا بين اقرب الاصحاب والصاحبات لي..حتى لا يتحول لمنتدى ويضيق علي من زواري ويضيع علي الوقت الذي خصصته اصلا للكتابة والقراءة ..
تعرفت للحانة المجاورة للمقهى " حانة الكعبوري" واخدت تعرج عليها قدمي في بعض الامسيات كما في بعض الظهيرات لاحتساء بضع جعات متى كانت احوالي المادية ميسرة ..واخدني جو السجائر وروائح الشراب والطعام المطهي وثرثرات زوارها الشبه الدائمين ..كنت اجلس كرسيا بركن على حافة "الكنطوار "..بزاوية مائلة تجعلني متخفي باعطاء ظهري لكل والج للحانة ..وفي نفس الوقت قادر باستدارة جانبية خفيفة من مراقبة كل حركة دخول للحانة ..اكتفيت طوال الفترة الأولى على مجرد الاستمتاع وبتجاهل مبادلة النظرات مع روادها لكنني مع ذلك كنت حريصا على تكوين علاقات نظرية مع من كانوا يعتبرون من روادها الاوفياء خصوصا من من كانوا مثلي هم بالعادة يجلسون لوحدهم وينصرفون لوحدهم ..ربما كان بامكاني ان اثمل في امسيات بالحانة لكنني فضلت ان لا افعل ذلك ابدا وان احافظ على وتيرة شرابي الخفيف حتى عندما بدأت تجمعني بضع دردشات مع من تقربت منهم ...
اقصد المكتبة للمطالعة ولاستعارة الكتب بمثل ما حافظت على كامل اتصالي باصحابي و الاستمتاع لجانبهم بالتذخين بين الفينة والاخرى وتنظيم سهرات شراب بمقهى المحطة الطرقية التي تظل فاتحة ابوابها على مدار ساعات اليوم والليل كله وقد نحولها لمقهى "مرحبا"المعروفة باسم صاحبها "كرميلوا" الواقعة على مقربة من ساحة "كواطروا كامينوا " ..كنت أوسع من دائرة نشاطاتي واهتماماتي ليكون بامكاني دائما ان اتخير وبتنوع برنامجي اليومي واجعله يستجيب لاحتياجاتي النفسية ويعوض علي الوقت الذي كنت اقضيه منكبا على نحو عملي في نشاطات سياسية أو أشبه بذلك تتطلب مني كامل تنبهي وانضباطي الشديد مع الدور المفترض انني اتقمسه وامارسه ..
"حنان "هذه كانت ملتزمة ببرنامج دراستها ومتى سمح لها الوقت بان تقابلني كانت تأتي من تلقاء نفسها ..وكانت على العموم قادرة على أن تترصد خط سيري وتصل الي او تبلغني خبرا بأنها تريد ان تراني ..وكان دائما اي وقت يناسبنا ..كان التسكع على طول الافريز السفلي للشرفة الاطلنتكية في الظهيرات ممتع في كل الفصول ..وكان البقاء اعلى التلة المشكلة لساحة "دار المخزن "بعد غروب الشمس بكل ما تشكله اطلالتها على الميناء وعلى الطريق الرئيسية لطنجة وعلى موقع مدينة ليكسوس الأثرية ..بالإضافة لتطرف المكان والمنطقة المحيطة به عن باقي اضواء وحركة المدينة والاسواق والازقة الشعبية مكاننا الاثير لنستحظر روحانيتنا ولنتشبع بالهدوء والسلام وليحلو لنا أن نمارس الحب دونما الكثير من التحفظ ...
"حنان "هذه ابدا لم تكن تلك البنت المستهترة ولا المهزوزة الشخصية كان لها اباءها الخاص وعزتها بنفسها وقادرة على أن تصوم الدهر على أن ينال منها من لايستحقها ...احيانا كانت تبدوا مرهقة ومتعبة وعبثا تقاوم الرغبة في البكاء واول ما تراني حتى تتنفس الصعداء وتقف مكانها وتعرف انني ان لم اتيها ..او تجاهلتها فلن تلحق بي ..لن تقوى على أن تنادي علي ..وتعرف ان جسارتها وجرئتها انتهت اول ان قررت هي ان لا تبحث عني ..وقررت أن تغالب حاجتها لي ..وأنها متى راتني ولم تمضي لحال سبيلها كما تفعل كل ما كان هناك ما يدعوا للا نلتقي حسب تقديرها الذي اعرف انها تضعني في نظره ..فهي لم تعد تقوى على المكابرة ...ولم يكن لي ان اتجاهلها البثة مهما كانت ظروفي ...ومهما كان شخص الذي ارافقه والمصالح التي تربطني به ... هي من جانبها كانت تعرف انني ملتزم بقرار ان لا ابحث عنها في محيطها السكني ولا بمحيط الثانوية التي التحقت بها ..ولا لي لان اسال عنها صاحبتها القريبات منها .اللواتي ابادلهن السلام والتحية ولا سؤال بعده عنها او عن غيرها ..هن يملكن ان يبلغنني خبرا او أمرا منها او يرتبن لي موعدا معها ..لكن انا قررت معها ان اظل غائبا وان ابدا لن احاصرها بطلبات مقابلتها ...ربما لم تتقبل الامر بادئ الأمر لكنني عمدت على توضيح كامل قناعتي التي تقف خلف تبني مثل هذا القرار ...ببساطة كنت دائما احكم تمييز جماعتي الأولى من صاحباتي وأصحاب الحي الذين كبروا لجانبي (على اعتبار انني كنت اتقمس معهم دور الطفل الذي كنت أتركه بمعزل عن كل تفاعلاتنا وانفعالاتنا ...بينما انا كنت كبرت قبل أن ادرك عمر الخامسة ) .. كانت متجمعة عندي عشرات الشواهد المتخلفة من مواقف كنا نعيشها ونختبرها ونترصدها ..وكنت اعرف جيدا ان اي واحد منا مهما كان طبعه ومستوى ذكاءه متى تحكمت رغبة فيه ما عدم طريقة للوصول بها لتحقيقها ...حتى احقر الرغبات او مما قد تعرضه للاحراج الشديد بعد نيلها او قد تعرضه للعقاب والمنع ان اكتشف أمره بعدها ما كان ليبالي الا بتحقيقها ...انا وقفت جيدا عند مساءلة كل ما الذي حقا كان يحرك فينا مثل تلك الرغبات ومثل تلك الإرادة لتحقيقها ..وعدت وتساءلت مرات بالكثير من الاسى عن اين تذهب كل تلك الإرادة التي كانت بحوزتنا لما كنا صغارا في العمر ..وما الذي يمتصها منا ويكاد يقتلها عند البعض منا ليتحول الى اندل جبان ومرتعد ومتردد لبقية عمره ...وعدت لمجموعتي لاحرضهم على أن يحتفظوا لاطول عمر ممكن بالطفل فيهم لانه خلاصهم من كل دجل يرتكب في حقنا باسم التهديب والتربية والتنشئة الاجتماعية وباقي التحويرات الأخرى التي تاسس لها السوسيولوجيا ..
لم اختر الاعتصام باناي ..ولا استهواني من اي جانب لعب دور الدجوان..انا افصحت لها منذ البداية عن ماهية تبادل الأدوار بيننا ولم يفتني ان اخبرها بانني شخصيا مللت ان اقدمني ذكرا لا أشبه ذكور مجتمعي لاناث نسقيات ..اردن لهن ان يلعبن نفس اللعبة بكل الفر والكر فيها ..بكل اساليب التحريض والاثارة والانسحاب ..بكل ذلك التلميح بالقبول والعودة للمانعة ...بكل ذلك التحايل .. الذي لم ياتي من فراغ وانما كان انجع وسيلة لترويض ذلك الذكر المنفوخ فيه من كل جهة ..مجتمعنا ذكوري بامتياز ..تاريخنا تاريخ تسلط الذكور على الاناث ..وعلاقتنا مهما بدى الجنس فيها مشاع ويمارس بالوفرة نظل مكبوتين لأننا لا نمارس الحب الذي يشبع رغباتنا وانما ننخرط في هوس جماعي جنسي ناقص ..
كل الذي دعوت اليه بداية بيننا ان نتنازل عن اعلاء اللاثقة التي تسمم علاقاتنا الخصوصية بين النوعين ..ان نتنازل عنها لصالح الانسان فينا ...وان ننسى نهائيا طقوس الصيد والطريدة ..ولانني كنت احدس صعوبة ان تبلغ تماما مرامي ومنطلقاتي وحتى ان استوعبت مفاهيمي فلا محالة سيربكها الواقع المحيط بها وقد يعود فياخدها ليحتويها في ظل مفاهيمه هو ..فلقد كنت متمهلا بها وعمدت باقتراحي فقط ان ازيح عن كاهلها المخاوف الكلاسيكية التي تعترض اي بنت في مجتمعنا فكرت او جرات على الدخول في علاقة نوعية ..وهكذا تنازلت لها عن المبادرة الذكورية ..هيا انت الذكر وانت من يملك الحق في مبادئتي وانهاء علاقتنا متى شئتي ..انت من له الحق في ان يطلب مواعدتي ومقابلتي ولا حق لي في رفضها تحث طائلة ان تحتجي وتصرخي حتى في وجهي وتقلبي علي الطاولة ولك الحق حتى في ان تهمليني وتتجاهليني بينما انا لا حق لي في الكيل بمكيالك..لك الحق في ان تاتي باحثة عني حتى منزل اسرتي او ان تسحبيني من وسط جماعة اصحابي ولا عليك لومة اما انا فلا رضى لي غير رضاك عني ...ولاحقا حتى تقنيا كان لها الحق كاملا في ان تلاعبني هي متى شاءت وبالشكل الذي ترغب فيه ..انا كان علي أن احتمل ..وان اخلص نفسي من كل ما يمكن ان يعتمل في راس او كيان اي ذكر تقليدي من ذكور مجتمعنا ..ربما كان يعز علي كثيرا حال الواحدة من اناثنا .. ربما صاحبت لمستوى عميق الكاتبة والباحث الدكتورة نوال السعداوي واستمعت طويلا للهمس الذي كان يحتوى كتابات وابداعات اديباتنا العربيات ..وربما لانني كذلك كانت عندي تلك الرؤية المخالفة التي يصدر عنها أدباء ومبدعوا العالم غير العربي ...
"حنان "هذه لم تكن سهلة المراس ..عندما جاءتني بشكل رسمي تلك المرة لتطلب مصاحبتي .".نتصاحبوا .."مما قالته لي على شكل مكاشفات انها في البداية عجبتها ..وأنها قالت بينها وبين نفسها لماذا لا تجرب نوعي ..وكنت استوعب معنى أن ترغب البنت المراهقة المتحررة شكلا والمتسامح معها بحدود اسريا ومن محيطها القريب ..في التجريب ..انها ببساطة خطة لقائين وحسب هواها ورغبتها اما ان تدخلك في مزاجها الخاص من اول لقاء او تتركك للقاء ثاني ثم وداعا ...ولا محاولة تنفع معك وتجدي معها ...كانت تلك لعبة الذكيات من الاناث اللواتي وعين اولا برغباتهن وبحقهن حتى هن في ان ينفسن عنها ويمارسنها وبمطبات الدخول في علاقات غير متكافئة ومع عقلية ذكورية سائدة حريصة على اغتنام الفرص وتمريرها والتباهي بتعدد التجارب والخبرات العاطفية والجنسية ..و تحسبهن لمن يقف منذ البداية رقيبا ومحاسبا لهن هن اولا وقبل اي اخر ..لعيون المجتمع وأحكامه القاسية ..
"حنان "هذه ..وهي تفصح لي بذلك لم تشكك في كوني سافهم بالتالي من خلال مكاشفتها انها تفضح نفسها امامي وأنها بذلك كمن تقر بأنها لها هي كذلك تجاربها ..ثم عادت لتقول لي انها الان قصدت بالفعل ان تعرفني عن نفسها وان تقول لي بانني استهويها بافكاري ..بشخصيتي وأنها ترغب في ان نتصاحب ....ولانها يومها ..مساءها لم تتصيدني بتظاهر غيره وانما جاءتني وبشكل مباشر وببعض النرفزة والحدة وهي تطلب بعض وقتي فلقد كان لازما علي ان اسايرها وابادلها رسميتها فقلت لها انني مرحب بطلبها لكن بشرط ان تعقل انها هي من اتتني ..ومن ملكت الجرأة لتطلب مصاحبتي وعليه فهي الذكر ..الرجل وانا الانثى ..المرأة ..
لما خرجنا سوية من باب الاعدادية وبمجرد ما عرجنا على جانبها الايمن في زقاق خافت الإضاءة حتى طلبت منها استثناءا ان تحقق لي رغبة في ان اعانقها وان احتويها بين ذراعي وان احضنها قويا لانني فرح بها ومنتشي باحلى دعوة لنحب بعضينا التي جاءتني بها ..ان تحقق رغبتي بان تاخدني هي اليها ان قبلته مني ..وبعدها منحتها امر تسيري كما تشاء هي وبالشكل الذي يوافقها ولا يثير لها أية مشكلات اجتماعية أو يعرضها لاي حرج ...
جميعنا (وان كان يحصل معي الامر على نحو اخر..) كنا نمر من اطوار المراهقة ..."حنان "هذه كانت تصغرني ..كانت قريبة من مجموعات "الزنابق "لكنها لم تكن منهن ولا زاولت معي نشاطات المسرح والغناء والترفيه او ساهمت في نشاط ثقافي لجانبي ..ولا كانت من اولائك البنات التابعات للرائدات من بنات المؤسسة واللواتي يركبن ظهور صاحباتهن للوصول السهل لمرادهن في الظهور او التقرب من نوعيات ذكور بعينهم ..."حنان "هذه كانت متميزة بانوثتها وبتعمد أن لا تظهرها بل وان تظهر وكأنها ذكورية الميول وعلى غير عادة البنات ذوات الصوت الرخيم كانت هي تفتعل خشونته وغير متحفظة في اعلاء صوتها والاحتداد في نقاشتها ..كما كانت عصبية الطباع وغير متسامحة في حقها ولا تستسيغ اي محاولة للتحرش بها ... كنت اعرف ان مجموعات "الزنابق "المتحلقات حولي ..هن البنات الصغيرات الحلوات الانيقات وكل واحدة منهن بقوام مختلف وسحر مختلف احاطني بنوع من الكاريزما ..وجعل عيون عدد من المراهقات الصغيرات يتعقبنني لكنني لم افعل اكثر من تقبلهن دون أية محاولة مني لاستغلالهن والعودة بي لثقافة الاصطياد والغنائم ..."حنان "لفتت انتباهي مثلما لفت انتباهها واخدت وقتها مثلما استطاعت أن تاخد حيزا دائما من تفكيري ومن اهتمامي ومن متابعتي لها من بعيد لبعيد ..واقتربت مني ..دبرت اقترابها من دائرتي واكتفت بان تدرسني عن قرب ولطلما تجادبت معها خصيصا هي النقاش دون ان اعينها هي بالضبط ودون ان تكون شريكة مباشرة فيه ..وانا اتحدث للاخريات كنت اخصها هي بتركيزي على ما ألاحظ انه يستهويها من مذاكرة او حديث او موضوع نقاش..فتحت معها قناة غير مباشرة وامتعها اسلوبي في كسب ودها والاهتمام بها فاخدت تتجاوب معي ليصبح أغلب النقاشات ثنائية بيني وبينها ...صاحباتي من مجموعات "الزنابق " كن منطلقات معي ومتماديات معي بتحبب يمسكن بذراعي ..يطلن كفهن لمكاتفتي ..ينغرسن في باجسادهن .. يطلبن ان يسلمن علي بالقبلات الحبية ..لكن حتى لما تطورت علاقتي ب"حنان"هذه حافظت على مسافة بيني وبينها وكذلك فعلت هي ..انا لم يستهويني شكلها وان لفت انتباهي تظاهرها الذكوري غير انها بتكامل انوثتها سكنت عيوني واستحقت ان تنال حيزا لها في داخلي ..لم انسج معها في خيالي اي مشروع علاقة قبلي ... كما انني كنت فعلا غير قادر على تصور إمكان قيام علاقة نسقية لي مع اي واحدة في الوقت الذي كانت تجمعني الكثير من العلاقات مع عديدات لكن كل واحدة غير الاخرى وكل واحدة مبثورة وتنقصها أشياء عن الاخرى وكلها جميعا لا يمكن ان توصف على انها علاقة نسقية او نمطية من تلك التي ينشئها ذكور مجتمعنا مع اناثه ..كنت "كنهدر "مع عديدات وكانت عديدات "متصحبات معيا "وكانت لي مع بعضهن علاقات ممارسة مفتوحة لكنها لم تكن تعني اعراف العلاقة كما كان اقراننا ينشؤنها ويتواجدون فيها ويمارسون خلالها ...ومن كانت تريد ان تعرف عني احوالي العاطفية والعلاقاتية فكان يكفيها ان تفتح عينها جيدا علي ولتحاصرني في زاوية انتباهها ..لتعرف انني لاثير غيرة أية واحدة اكون معها او بجانبها ولتعرف انني في كل حصة دراسية اجلس لزميلة انثى في الغالب الا من صاحبين على أكثر تقدير وان اي زميلة بشكل او باخر نتصاحب مع بعضينا ..وانني ارافق اكثر من واحدة في طريق من او الى الاعدادية ..وانه يحصل ان اقابل صاحباتي من الحي وصاحبات البحر والشاطئ والصيف وصاحبات المدرسة ..وصاحبات اختى اللواتي يتحولن لصاحبتي ...واقول صاحبات وليس مجرد صديقات بذلك المعنى الكلاسيكي للصداقة ..
"حنان "هذه لم أراهن عليها انا وانما دخلا عليها الرهان سوية صديقي "الشريف "و"الكراب " وكل منها يؤكد لي انها ستاتي الي ..ستاتي الي..اما انا فلم أراهن عليها لانني لم اكن لاستسيغ ان اقيم تلك العلاقات العابرة ..علاقات يومين وانتهينا ..كان يكفيني ان اجتر الطريق على مدار الأيام المتتالية طوال سنة او سنتين دراستين مع صاحبة نتبادل الكلام والحكي والبوح الخاص ونتشارك بعض الاهتمامات ونتساعد في القيام ببعض الواجبات المدرسية ..ونسمح لانفسنا ببعض الاقتراب الغير المكشوف من بعضينا على أن أضيف لمجموعتي اسم بنت مرت علي وهكذا فعلت معها وها ما فعلته معي وها انا مع غيرها ...
"حنان "هذه يومها اقرت لي بأنها تعرف انني من غير اولئك الطينة من الذكور لانها تتبعتني وسالت وبحثت خلفي ...وحتى شخصية " س ن " تعرف من تكون وتقربت منها وعرفت قصتي الطويلة معها ولا يشكل معها فارق علاقاتي الخاصة بها مادامت هي بذاتها ما منعتني من باقي علاقاتي بصاحباتي ولا صاحباتي شكل معهن فارق اعلاءي الادبي لعلاقتي ب"س ن " ( سناء بنت حينا...)
"حنان "لم تجد ولا وجدت معها صعوبة لانها اخدت كامل وقتها للتفكير وللتدبير ومتى اقتنعت اتتني ودون لف او دوران قالت لي العبارة التي كنت اتوق لسماعها من شفتيها هي بالضبط :"نتصاحبوا ..."
"حنان "هذه الذي راقني فيها والذي راقها في على كل الموضوعات الاخرى كان الشكل الذي نفكر به ونرى به ونحلم عبره ...
الخميس، 26 نوفمبر 2020
يوميات : عوالمي السرية. (18). هزيمتي مع حنان"هذه ". تابع /4-1
يوميات : عوالمي السرية..(18) هزيمتي مع حنان "هذه "..تابع / 4-1
لن اتقبل الهزيمة بالتاكيد امام يقيني الذي يحدد لي نظرتي ويطبع احساساتي ..عندما انظر اليك اعرف انني اعرفك..ربما لن اعرف الاجابة عن أسئلة كثيرة محتملة يمكن ان لا اطرحها حتى في آنها ..لكنني اتصرف على نحو انني مكتفي ..مكتفي فقط بان اراك وان انظر في عينيك وان يشملني ذلك الاحساس العميق بانني اعرفك وتعرفينني ...واعبر وتعبرين ...ربما ذلك المشاكش في قد يحاول التلاعب بي ويستفزني ويهزء مني :"ثم ماذا ...؟!اهكذا سيمضي العمر بكما وانتما لاتتحاركا ...؟!"...وارد عليه +"هي تعرف متى بالتاكيد ستاتي الي ...هي متأكدة بانني احتفظ لها بداخلي بارحب مكان وباشهى الاشتياقات ..."..هكذا كنت اخاطب نفسي وانا اجلس لطاولة حانة بمدينة الرباط اعب في الجعة الباردة مكتف بوحدتي غير مستعد للمغامرة في الجلوس الى اي احد بالمرة ..لكن قد يحدث الاستثناء النوعي كما كنت اسميه ...فانا مستعد لارضي اي واحدة تاتي لتجلس الي او قد تخاطر بان تلفت انتباهي الخاص وتتبعني في اشياءي الخاصة فاجسر عليها الطريق للوصول الي ...وللمحاولة معي ..ولا يهمني حال عمرها او شكلها او الدور الذي تتقمسه ...لا شيء يضاهي ان تستجيب لراغبة في بالشكل الذي تحبه وترتضيه لنفسها ...بالتاكيد لن أكون خاسرا في كل الاحوال ..اعرف كم هو في غاية الامتاع ان تجلس لاي انثى وان تتبادل معها اي حوار وباي لغة كانت واعرف كم هي الانثى معطاء حين تتقبلك وتبدا في محاولات سبرك واكتشافك ...انها بسرعة تتحرك باتجاه ان تحتويك ولا تعود مبالية بآية اعتبارات أخرى ...لانها فجأة تكتشف هي نفسها ان بدخلها لا توجد الا هي ..الانثى فيها ..تلك الانثى الغير قابلة للتدجين وللصهر في القوالب الاجتماعية النمطية ..تلك الانثى التي رعتها هي بنفسها وتساءلت حولها وخافت عليها وقلقت بشانها ورفعت التحدي معها عاليا ..تلك الانثى التي هي كل شيء لها ..هي من تعود اليها لتنام في حضنها ..وهي من تعانقها في احزن الساعات وتلفها بين ذراعيها لتستشعر السلام يعود اليها ...تلك الانثى الغير المتطلبة والتي تكتفي بالقليل لكنها لا تشبع من ان تعامل جيدا كانثى ...على مثل هذا النحو تطورت علاقاتي مع عديدات ...واستطعت ان انزع منهن ما يرضي في بقايا الذكر الحضاري بالاعتراف لي بانني اجيد معاملتهن..وانا ..انا الحقيقي كان قد اكتفى من لحظة ان عبرت الي لتقول لي ارغب فيك بشكل من الاشكال ...
"حنان"هذه عبرت الي ...ولها هي وحدها ان تعبر الي متى شاءت ..انى شاءت ...
""حنان"هذه ..انثى حقيقية وستظل كذلك الانثى التي هي من تقرر متى تعبر لاي ذكر تريده ...واي ذكر حقيقي لن يرفض عبورها اليه ...واي ذكر لايملك ان يتطاول على حق ليس من حقوقه ..لا يمكنه الاقتراب ابدا من اي انثى لا تريده ...
كنت اقول لنفسي وبيقين :"لماذا اتعبني معها ...؟!وهي ابدا ما لم تكن راغبة في فهي لن تسمح لي باللحاق بها ...هي وحدها من تادن وهي من يجب ان تطاع ..." ...اعرفهن جيدا كيف يصبحن بليدات وباردات ..منعدمات الاحساس ولا تنطلي عليهن أية حيلة ...واي حيلة لنا امام سيدات الحيل ورباتها ...؟!..
انا كان يكفيني ان اكون منتبها وان أكون صادقا مع نفسي ..وان اتصرف على سجيتي ...هن من كن يملكن الحق في ان يفسحن لي الحق في رؤيتهن..في متابعتهن ..في بناء ذلك الحوار ..وهن من يتقدمن بتلك الخطوة الأولى الى الامام ...هن من يهزن ثقتك بنفسك او يبعثنها فيك وينظمن أسلوب الاقتراب من مدارهن ...مدار الانثى فيهن...
"حنان"هذه بالتاكيد لم تنسجها احلام الفتى المراهق في ولا كانت من من تابعها هواي ورغب فيها حتى تعفنت الرغبة داخله ..."حنان "هذه رافقتني اجمل محطات حياتي ومثلما حرصت هي على ان تدخلني جنتها ادخلتها جنتي وجناني ..لم تطردني يوما ولا طردتها يوما ولا طردنا اي اخر ...
كنت مهتما بان اتحدث كثيرا لصديقي "عبد الرحيم السباعي "بما يجول في خاطري من انطباعات خاصة عن مجموعة من المواقف التي تحصل واجدني فيها ..."عبد الرحيم "رغم بساطته ومحدودية تعلمه يملك حسا رائعا وقدرة على إدارة النقاش والاستماع والمشاركة ..لم اكن اريد ان اتعبه بتلك الحوارات الأكاديمية والنظرية ..كنت اتعاطى معه بمنطقي الشخصي منها ...افكر جيدا كيف امرر له عدتي المعرفية على نحو عاطفي ..باسلوب اعرفه فيه على وجهات نظري ومواقفي من القضايا المجتمعية الكبرى والعميقة ..من ارائي وتصوراتي حول الانسان فينا ...
مع "عبد الرحيم"لا اكف عن السخرية من نفسي لانني بالفعل ارتضيت لنفسي مواقفا جانبية ليست غريبة او شاذة لكنها تهدم في الكثير من يقينيات المجتمع وتفضح تناقضاته ولأن المجتمع خادع بتماسكه وزائف حتى في القيم التي يدعوا اليها ولا يمارسها فلقد كانت افكاري تدعوا للضحك وللسخرية لان المفروض ان واحد منا على صواب وعلى حق او يلامسهما والاخر مهزلة ...ولانني لا اريد ان ادعي انني على صواب ابدا في السخرية من نفسي ...من نفسي التي لا تقر بكامل انسجامها مع ذاتها ولكنها تحاول ذلك بينما الاخرون غير مبالين ومنقسمين على انفسهم ويمارسون الزيف علانية ...ويسمون الاشياء بغير اسمائها ...
"حنان"هذه ...راقتني كثيرا لانني رقتها ..كنت لا الوك الكلام ولا اعجنه بمنظور العامة ...تعودت ان اكون صريحا مع نفسي ومع غيري ...لم اكن متحفظا ولا مراعيا كما لم اكن اباحيا او مستهترا ...فقط تعلمت ان اقول الاشياء كما هي وكما ينبغي ان تقال ..لا مجال للتاويل اللامنتهي ولا مجال لترك ثغرات لعل الفهم يتحقق من خلالها او عبرها ...
"حنان "هذه تركت لها ان تقودني الى أي مكان ارادت ان نتواجد فيه سوية او بين الناس ..وقبل ذلك تركت لها ان تقود علاقتنا ببعضنا الى المدى الذي تحبه وتريده وتشتهيه..
""حنان "هذه ظلت تلك البنت الصغيرة ابنة السابعة او الثامنة في العمر التي اتعبها التفكير وانتهت لان تذهب مباشرة للفتى الذي يخصها أمره وتقول له وعينها تواجه عينه :"نتصاحبوا ...تتصحب معيا...." قالتها له ولم تندم لانها فكرت جيدا في انها قد تندم على مبادئته وقد تندم على انها سمحت لفتى مثله ان يقترب منها وهو لا يستحقها ...وقالتها له بوحي خاص منها لا لانها رات غيرها يفعلن ذلك فاردت ان تجاري اسلوبهن ...بل لانها قويت على أن ترغب في التجريب على الاقل بقناعة منها انها لن تخسر الشيء الكثير على كل حال ...
"حنان"هذه خالجها التردد فيما اقدمت عليه لا لاكتشفاها انها اوقعت نفسها في حماقة بل فقط لانها كانت تحاول حسم الصراع داخلها ...وكانت ترغب في الانتصار على نفسها الغير الحقيقية ...
"حنان "هذه كانت متأكدة في ما تريده لكنها في نفس الآن خائفة ..خائفة ان تسيء للانثى الراغبة فيها وتجرحها لذلك كانت في حاجة للاكثر من الشجاعة ..كانت في حاجة لان تثق في انها لم تكن ترهن حقيقتها بخداع ما ...
مع "حنان "هذه نسيت انني لم اكن الفتي الذي تأتيه بنت السابعة او الثامنة من تلقاء نفسها ...انا لم اكن فتى ولا كنت مجرد طفل منذ ان تجاوزت عتبة الخمسة سنوات ...وفيما بعدها وعلى كل تخلخل نظرتي للامور بقيت محافظا على تماسكي ولا ندمت على أنني كبرت قبل الاوان بوقت طويل ومبكر جدا ...نسيت انني في عز الاعيب الطفولة لم اكن طفلا وانما كنت اساير وامثل بينما انا اراقب واحلل وافكك ...لو حاولت ان العب مع "حنان "هذه بمنطق الفتى الذي ارصده من خلال الاخرين وما كنته ابدا لخسرتها ولا انقلبت على اولى محاولاتي ...كنت اعرف ان بنت السابعة او الثامنة سرعان ما تكبر وسرعان ما تنقظ نفسها وتتنكر لمجموعات من تلاعبهن او تتعرف عليهن لتضمن أن تكبر وتنمي حياتها الخاصة بعيدا عن اي احساسات بالضعف او الشعور بالامتنان لاحد ...
مع "حنان "هذه تنحيت جانبا وظللت اتابعها...اتابع الى أي درجة هي قادرة على أن تمل الدور الذي اقحمت نفسها فيه قبل أن تملني انا بدوري ...
مع "حنان "هذه لم اقل: لا ولا قلت: نعم ...ولا قلت :سنرى...لكنني واجهتها بهذه الحقيقة وقلبت معها الدور ..لاكن انا ابنة السابعة اوالثامنة ولالبس مشاعرها واخيلتها ..لاتطلع لكامل مخاوفها وهواجسها ولاجعلها ..لاحاول جعلها هي تتقمسني كما تراني وكما تعتقد أنني اروقها ورقتها ...كنت اتكلم عوضا عنها واترك المجال لها لترد علي كما تحسب او تعتقد أنني سأرد عليها من موقعي الحقيقي ..اقنعتها أن نلعب بداية هذه اللعبة دون ان نتطلع للنهاية حتى لا نفسد على كلينا متعة الاكتشاف ...
مع "حنان "هذه لم اردها أن تكبر ابدا عن الطفلة التي جاءتني تتقمسها ففكرت بان نتجاوز لعبتنا الأولى لأن تصبح ببساطة هي الذكر وانا الانثى ونلعب في جوها ...
مع "حنان "هذه ضمنت ان العب كل الاعيب التي استهوتني وشدتني وسحرتني وما كنت لعبتها على تلك الطريقة ابدا ...كنت اترك لها كامل الحق في ان تحتال علي بمنطق الذكر واسمح لنفسي بان اتدلل لها بمنطق الانثى ... اترك لها ان تقودني في دروب هواها لحيث تشتهي وانا من يفكرها بحدود اللعبة ..انا من يذكرها بقواعد اللعب ..انا من قد يهز منها يقينها في انها قد تاخدني بمنطق الذكر الذي نعيش به في مجتمعنا ...
"حنان "هذه كانت تكبر بسرعة غير أنها ظلت ابدا بنت السابعة او الثامنة التي تأتي وتقترب مني وتطلب مني ان "نتصاحب ...نتصاحبوا .."واصبح مدلول "نتصاحبوا "يتطور في كل مرة تبعدها عني الانثى التي اتقمسها مدام الذكر الذي تتقمسه هي قد تطاول وتجاوز وتمادى ....اصبحت "نتصاحبوا .."تجديد مستمر لعلاقتنا وتطور لفرحتنا ببعض ...
"حنان "هذه على اعتبارها تلعب دور الذكر المتحضر فينا قلبت كل المعادلات وطرحت مثلما يفعل الذكر من قاموسها لغة هذا عيب وهذا لا يجوز وهذا حرام وضمنت بذلك الانثى الحقيقية فيها ان ان تتنفس بملئ ارادتها وبكامل حريتها..وسهل عليها ان تكسر القواعد الاجتماعية المحددة للسلوك العام ولانماط التعارف بين جماعات الاناث والذكور من الاقران ومن خارج دائرتهم ..وانا على اعتباري العب دور الانثى كنت احرك فيها السؤال والمساءلة واترك لها الفرصة والمجال لتعيد تقييم دور الانثى الاجتماعي ...
ومع "حنان "هذه بالتاكيد لم نكن مثل الارانب ولا كان الصمت يغلبنا ويدفعنا مباشرة لنتوارى عن الانظار لنمارس الحب والاعيب الهوى ..كنا نستمتع بالصمت عندما يطبق بيننا ونتبادل الاصغاء لبعضينا ونسمح للنقاش ان يحتد ولاصواتنا ان ترتفع متى احتجنا ذلك ...
عندما اخدت تودعني (يودعني الذكر الذي تتقمسه ) كان يحب علي ان اخجل من ان اسالها عن موعد تلاقينا ..كان يحب ان ادعها هي (هو ) تطلبه او تتدبره بمعرفتها ...ومتى اصبحت ملحاحة اقابل الحاحها بنهج مثيله لتنتبه لما يمكن ان ينشاه بيننا او يعرضنا اليه ...
حتى عندما كنا نتصافى ونتصارح ونمضي في منتهى صدقنا ناسين تقمس ادوار الاعيبنا نظل نتفكه على انفسنا وعلى ما حلى بيننا من الاعيب ...حتى بتنا نشتاق لان نفسح المجال بيننا من الوقت الاخر بان نعاود نفس اللعبة الممتعة بيننا ...ويفضحنا حجم اشتياقنا لنتبادل الادوار لانه يحقق الامتاع لكلينا ولاننا نكتشف عبره ونتعلم من خلاله اهم ما يلزمنا لنتجاوز كل العيوب التي تقضي وتنهي وتدمر العلاقات بين النوعين في بيئتنا ....
"حنان"هذه ابكتني بشدة وهزت مني كل قشرة اتخبا داخلها ..."حنان"هذه ارهقني حبي لها وما كنت استشفه من حبها لي ..."حنان "هذه فكرت في الاكثر من مرة من ان انساها ..ان اقتلعها من ذاكرتي ومن وجداني ..لانها كانت اكبر من ما قد استحقه .. معها ..بحوارها كان كل العالم محجوب عن نظري لا ارى سواها ..وهي كانت تنظر إلي بكمال وجودي ..لم اكن طفلها ولا احسستني بذلك ..كنت رجلها ..
"حنان"هذه .. تقراني في صمتي ..وتتحرك نحوي لتجيب عن كل رغباتي ...عندما اتركها يستعصى علي ان استعيد احساسي بالعالم وبالاشياء من حولي ..اكون بعدا غارقا في اللحظة التي كنت فيها لجانبها ولالد الاحساسات التي كانت تولدها داخلي ...
كنت متعلقا بها بشكل فضيع ويلزمني ان لا انكر ذلك فحسب بل يلزمني دائما أن أرتب نفسي لتلك الساعة التي اعرف انها قد تأتي ...ساعة ان نفترق وتفترق طرقاتنا عن بعضينا ... لا انهزامية مني ولا تشاءما كان يراودني ...لكنها الحقيقة كما كنت اعتبرها وانا مفكر فيها ...هي تكبر ..هي المشتهات من الجميع ..وهي حتى ولو لم تكن بعد تميل للتفكير بنمطية الاناث اللواتي في سنها ومرحلتها ..فهي بالتاكيد ستعرف يوما هذا الميل وسيكبر السؤال ذاخلها وستحتار وستنتهي بان ناخد القرار ..والذي لن يكون في صالحي ..انا شبه حسمت في قراراتي العملية ولا اعرف كيف اداورني ..على أنني مهما فعلت هاهنا لاتمكن من تحقيق ذلك الحد الادنى من الاستقلال المادي فلن يكون بامكاني ان اقدمني على أنني ذلك القادر على أن يفتح بيتا ويقوم على رعاية مصالحه ...اعرف انني مهما جربت وعدوت وقطعت من المسافات لن أكون في مستوى من سيقبل به اجتماعيا في مثل هذا المقام ...وفي غير ذلك انا بعد يلزمني الكثير من الوقت وامامي بعد طريق طويلة لاقطعها ...حاولت مرات متعددة مع "حنان "هذه ان افتح عينها على هذه الحقائق المادية الاجتماعية ...لكنها لم تكن تريد ان تعرف مني غير ما يجعلني افعل ذلك بلا كلل في كل مرة اتطرق فيها لمثل هذا الموضوع ..كان لا يهمها الا ان تعرف مني كم انا عاشق ..مغرم بها لدرجة أنني بت اريد منها ان تهون علي هذا الحب وترحل برفق وتهجر بدون ان تنال مني ..
علاقة بلا مستقبل ...بلا أفق منظور ..لكنها علاقة متجدرة عاطفيا ..علاقة هزمتني اجتماعيا وحتى سياسيا ..لانني لم اكن املك ان أدافع عن نفسي فيها ..ولا استطيع ان اتحدى في اختياري ان اكون معها وان اظل معها ...مكنتها مني لانني لا املك ان اجعلها تكون لي ابدا ...اشعر بكامل الامان لجوارها لكنني اعدمه لما اتركها ..وابدا في تصور ان كل الذي نعيشه بجانب بعضينا وكل لهفتنا على بعضينا أشبه بالحلم او المستحيل ...تمنيت بحق ان تحدث تلك الضربة الغير المتوقعة من الحظ ..وتمنيت لو فجأة يعلو نجمي واتالق ...لاسعد بجانبها ..لكن ما كان لها ان تحدث ببساطة ...كنت احتاج لابتلع العشرات من حبات المهداءات لازيح الغم الذي يركبني من الانشغال بها ...عني انا ما كنت لافارقها لحظة ..لكن كان يلزمني ان اتظاهر بالقوة وان اكابر وان لا اتجرا على حتى قطع الدروبات او الطرق التي قد تسلكها متعمدا مقابلتها ..ما دامت هي لم تحدد موعدا للقاءنا او لم تتحرك اتجاهي وتطلب مني ان اصاحبها ...
كنت اسخر من نفسي على حظي التعس ..ففي الوقت الذي اجد من يبادلني الحب بكامل سخاء يكون حاضري خاوي الوفاض لا زرع ازرعه وانتظر نباته ولا باب انتظر ان تفتح في القريب امامي ...
هاهي "حنان "هذه ..وها انا ..مفلس اجتماعيا ..متعطل عن العمل ..بلا أفق مادي منتظر ...ها "حنان "هذه وها هو الواقع بكل جبروته المادي يقف هازئا مني ..
معها كنت بقادر على ان اتجاوز جراحي لكنها ما ان تتركني حتى تهيج دواخلي ...هي كانت قريبة مني ومتاح لي ان اقابلها وان اقضي معها اطول الاوقات لم تكن مثل اي واحدة أخرى تعلق بها قلبي وحدث ان افترقت طرقتنا عن بعضينا ...
"حنان "هذه لم تكن ابدا فرصة وضيعتها ..."حنان "هذه استوعب وعيي الشقي انني لن انالها كما لو كانت فرصة العمر ابدا ...ومابين أن اصدق عميقا في تجسير هذه الهوة الاجتماعية المادية التي تقف بيني وبينها مستقبلا ان لم تكن مطروحة بذات الحدة في حاضر علاقتنا ..وما بين ان القي بكامل عزيمتي على المضي في درب مسدود ..وما بين ان استمر كمن يختلس اللحظات وهو يعرف انه سينتهي ممنوعات منها ذات يوم ...
بالطبع يصعب علي ان اصدق انك لم تكوني لي ...
بالطبع يصعب علي ان اصدق انك كنت لي
بالطبع يصعب على أن اصدق ان الواقع المادي الاجتماعي هزمني ...لذلك كان اهون على أن انكرك ..وان احجبك من ذاكرتي ...
الخميس، 19 نوفمبر 2020
يوميات :عوالمي السرية..(17)..حقيقتي مع حنان "هذه /تابع :3-1
يوميات :عوالمي السرية ..(17)..حقيقتي مع حنان "هذه "/تابع 3-1
اجلت ان اتناول دوائي الليلي وكانني حسمت في ان ليلتي ستكون دون مرقد ...لم يكن لي ان اختار التراجع ولا ان اقنع بكل فرحة كنت ارمقها تطل من عينها وتكاشفني بها ..ولا انا من من عاد يعرف كيف يتقلب ويتارق بمجرد التفكير في شان موعد له في الغذ مع ساحرته ..ربما فكرت في لحظات في امر انتظامي على العلاج الذي يلزمني وعلى يقين انني احتاجه لالم كامل تبعثراتي واوقفني من جديد على قدمي ..لكنها تلك الحالة النزقة ما ركبتني..وجعلتني احاول على الاقل الان ان لا اهتم بغير ايجاد مخرج من الورطة التي وقعت فيها ..لم يكن ممكن أن احتمل ما يحصل معي او مني لانني اضحيت انا كذلك مشتبه به في تدبير هذا الخرق السافر في مقدرات ذاكرتي ..
كنت اعرف انني اشتغلت كثيرا على موضوعة الذاكرة وعلى ذاكرتي بالخصوص اعقل مدى الدهشة التي كانت ترتسم على وجه اخي "سمير"وانا اقبل تحديه الذي رسمه لي مازحا ومعتقدا بانني حتى ولو حاولت بداية الدخول فيه فهناك اكثر من عامل سيوقفني ويثنني عن اتمامه والايفاء به ...كنت لما اشكوا له حاجتي للمزيد من القصص والمجلات والكتيبات الصغيرة يطلب مني ان اعيد قراءة كل مجموعاتي من قصص عطية الابرشي ومجلات المزمار الكبيرة والصغيرة الحجم وباقي القصص المصورة عن مجموعاتنا لأنه فيما بعد سيجري لي اختبارا على مدى قدرة ذاكرتي على الاستحضار والحفظ ...واوافقه لابدا في الحين ولاسهر لوقت متأخر حتى تنتهي والدتي من خياطتها وتذهب لتنام وفي الفجر اكون مستيقظا لاتمم القراءة واظل معتصما بالبيت ليحل علي اخر المساء وانا اتمت ازيد من مائتين واحدى عشرة مجلة مصورة وقصة لاظل في انتظار ان يعود من خرجة صغيرة مع صاحبه لوسط المدينة وتناول عشاءه فلحاق به بغرفته العلوية بالسطح وانا أخبره بانني جاهز للاختبار وانجح بأعلى مستوى ...وكان يعود ليدخلني في اختبار اخر كان اجري مسح خانات الكلمات المتقاطعة المبسطة للاطفال بمجلة المزمار العراقية وان اعود لملائها وملئ ما لم اكن بعد قد اهتممت بحله منها والتحدي يكون على الوقت الذي اقضيه بدون توقف في إنجاز التحدي وكذلك على عدد الاخطاء المفروض أن لا ارتكبها وعلى مجموع ما قمت بحله كما ينبغي ..اعقل كيف اهتممت بذلك الجانب الاخر غير تمرينات تقويتها وتقوية ترتيبها واستخدامات استحظارها ..ذلك الجانب الذي لم اقف فيه عند محاولة معرفة اضطراباتها والامراض التي تعتريها بل لذلك الاستخدام النفسي العميق ..لكيفيات التلاعب بها وتزيف احداثها ووقائعها ومسحها جزئيا وتطبيقاته في مجالات الحروب العلنية والسرية وفي حقول التجارب النفسية العسكرية ..وذلك ما استهواني وشغل حيزا كبيرا من اهتمامي الحاد وكلفني الوقت والجهد والامكانيات لاتابع في موضوعها ولاتحصل على كل ما توفر من مراجع معرفية ودراسات حولها .. وكنت كلما وجدت الفرصة سانحة لاجرب بعض تلك الأساليب والحيل النفسية اتجرا على فعله مع اصحابي وصاحباتي وحتى مع أناس قد اكون لأول مرة اقابلهم ...ربما ابقى مدينا لما وقع بين يدي من نصوص فلسفية كانت تقرا في مواضيع المعرفة /الابستمولوجيا ومواضيع عقل الوجود والموجودات ..لانها عبرت بي الى شكل اخر من المعرفة والتفكير واعطتني نفسا جديدا لاعود لقراءة كل اعمال فرويد وكل من يتناول مدرسته بالعرض او الاستناد اليها أو النقد فيها ... وهذه المرات كنت اقرءها برؤية خارجة عن الذات لانني كنت قد انتهيت من محاولات تحليل ذاتي او تعلم ممارسة التحليل النفسي ...وعدت من جديد لانظر في علم النفس المرضي /الاكلينيكي واربطه بما اخد يتجمع لي حول تلك الدراسات والابحاث المتعلقة بالذاكرة ..كنت اعرف انه بعد يعوزني الكثير من حل شفرات المعرفة والكثير من الالمام بالمعارف التي تتفرع اليها وكنت اجد السلوى في المجلات والملاحق الثقافية لالقي ولو ببعض نظري على ما تجود به من تقديمات ومداخل نظرية او ما تطرحه كمواضيع رزينة للملاحظة والاهتمام بها كحقول معرفية مستقلة بذاتها ضمن المعرفة الشاملة ..بقيت أعمال روائية تناولت موضوع الذاكرة راسخة في ذهني وتثير في حس التجريب اكثر فاكثر ..كان عمل لمصطفى محمود يحمل عنوان "شبكة العنكبوت"من بينها ورواية مغربية تحمل عنوان "دماغ العكروط" وعمل روائي قراته وانا نزيل مستشفى الأمراض العقلية لكاتبه "الهردي" بعنوان "احلام بقرة "...وكنت أرتب التلاعب بذاكرتي كما أرتب بوعي كامل او بغير وعي كلي الحالات التي ادخلني فيها واعرضني فيها واصعد في كل ذلك حتى الج عتبة الانهيار فانهار ...وانهار عن حق افقد كليا القدرة على التعرف على حاضري وكيفيات التعامل مع ابسط الموضوعات الحياتية اليومية وافقد صلاتي بمن حولي وارتاب في صلاتي بهم أساسا وانتهي بعد الكثير من التشنجات العصابية على أنماط ذهانية وافقد كليا القدرة على النوم او التركيز وتسوء علاقتي مع ذاتي ..مع جسمي ...لكنني كنت اعود لالم شتاتي مع اول صحوة وتنبه لما عليه أن يكون تصرفي وانطلق مجددا في عملية إعادة ترميمي ذاكرتي ووقف النزيف والسيطرة على وضع الانهيار ..كان الوضع سيكون كارثيا بلا ريب علي لو لم اكن قد اجدت ترتيب ذاكرتي على النحو الذي تتدخل لتسعفني هي ..كنت في اول التجربة انطلق من موقع المتعمد والمراقب والمتدخل الواعي ثم تدريجيا اتخلى عن آليات رقابتي الذاتية لاعبر للمناطق الظل والتشبيح والتزييف والهوام والهذيانات لانتهي لااعرف نفسي ..بعودتي مجددا احمل كشوفات تزيدني يقينا في قوة المعرفة وسلطتها وكان يكفيني كجائزة هذا اليقين المطلق مجددا بالرغم من ظروف ايامي المتشابهة وشبه الكالحة الا من متنفسات هنا وهناك وبين الفينة والاخرى ..هذا اليقين الذي جعلني قادر على المضي في الحياة وبكفاياتي الخاصة ولا اريد اكثر من ان اكون انا نفسي وما اريده منها .. كنت مللت من محاولات دفعي للتقدم للامام بمنظورهم الاجتماعي لحد انني بت اتعامل بترفع مع التضيق المتعمد الذي يمارسه علي والدي وتغيرات سلوك والدتي الفجائي والحاد من جهتي أما محاولات تدخل اخي الكبير"خالد"فلقد كنت فقط لا اريد ان أفسد عليه نواياه الطيبة والمشاعر التي يصدر عنها واسايره ..لم اكن في حاجة لاعود للمكاتبة بصحف كمراسل او غيره ولا لان اعود للاهتمام بالدراسات القانونية ولا حتى لاذهب لاجتياز المباريات الخاصة بالتوظيف ...لا لأنني مازلت على ذات قدر ايماني بفرنسا التي ساحمل اليها كطرد بريدي مضمون الوصول بل فقط لانني اصبعت عصيا على كل أنواع التكيف الاجتماعي وخارج آليات الضبط الاجتماعي البسيطة ..كان لي بالتاكيد احساس وتقدير خاص بذاتي لانني اعرفني ويكفيني ذلك ... رپما هذا التطور الحاصل معي ما جعلني اجمد علاقات عملية عدة واضيع علي ما كنت اكسبه كتعويضات مادية لاباس بها منها ..وانزل بي الى مستوى الظل ...كنت كل ماعدت اريده هو حريتي ولتكن حتى في مواتي او جنوني ..لم تعد تجدبني كما لم تكن تجدبني عن حق في يوم تلك الاحلام البراقة نعم كنت اطمح لان استقل بنفسي واؤمن وجودي الاجتماعي لكن ليس على حساب ان اتخلى كليا عن ماهيتي وان امسخ..وان اقبل بالتحويل الذي يسعون كلهم لاذخالي فيه ...كان عندي مجرد العناد.. العناد اهون عندي من ان اساق لما يريدونه مني ...انتهيت لاطرح فكرة أية علاقة عاطفية تنتهي برباط الزواج من ذهني بمثل ما كففت عن الاهتمام بان استقر بغرفة موضبة على مقاسي وتحتوي ما اريده من الاشياء..بل حتى الملابس المختارة بعناية التي بعثها لي اخي "سمير ،"عبر البريد تخلصت منها ببيعها باي ثمن لا لانني لم اكن بحاجة لها ولكن لانها كانت تأتي كمحاولة تعويض عن زمن انتظاري للذي لم ياتي ولا يلوح بيقين انه سياتي وانا بذاتي انظر انه كلما تأخر صعب علي ان اكون في مستوى تحدي الاندماج المفروض ان اقوم به اذا حدث وهاجرت للديار الفرنسية ...كنت اريد تقديرا حقيقيا واهتماما جادا وتدخلا حاسما يرفعني ويقدمني للفعل الاجتماعي وللمكانة التي عن حق استحقها والتي ارى غيري من من ملكوا الشيء القليل من الإمكانات ومن من يسندهم يتبواونها وهم غير جدرين بها ...وكان من حقي ان لا يعز علي نفسي او ادخل في عملية الاشفاق عليها باختياري ان أثبت على ايماناتي بنفسي ووعي بواقعي وبواقعنا الاجتماعي والسياسي ...وساعة تفلت اعصابي لتفلت ولتطيش ما همي باحكام الناس وتقيماتهم المتواضع عليها ...كان لزاما علي ان ابدا في التخلص من اوهامي التي تعودت على تقبلها كحقائق اجتماعية واعراف وتقاليد وانماط وسياقات واساليب اثبات وجود ..لاكسب حريتي وكرامتي ووفائي لنفسي ولمن عانيت في حبهم ..ربما كنت اقوم باسوء انتكاسة اجتماعية ومتجه للفشل الاجتماعي بمنظور العامة لكنني بداخلي ..مع نفسي كنت مقتنعا بانني افعل الصواب ولو على الاقل مرحليا ...كنت لا امانع في التحدث عن نفسي بنبرة التمرر والاسى هذه واكاشف من يهتموا لي من من حولي بارائي الخاصة وباعتباراتي الفلسفية لما اعيه من حياتي ومن حياتنا كلنا ..هناك من تفهم وهناك من كان مقتنعا لحد ما وهناك من اعتقد أنني امر من مرحلة عصية او من أزمات نفسية ما ان اعبرها حتى اعود عنها لسالف نشاطتي الاجتماعية ولحماستي لانجاح اي مشروع ...
لم اهتم باقتناص أية فرصة ..ربما لانني كنت متحسسا من كيفيات نظرنا لمعنى الفرص اذ كنت استهجن سلوك البحث عن الفرص التي لانستحقها ولا تمنح لنا ..الفرصة بهذا المعنى انتهاز واختلاس واحتيال ..وحتى في مدلولنا الشعبي هي "همزة "امر لا يخطر على البال وغير متوقع الحدوث والحصول لأننا لم نتدبره ونخطط له ونهيئ انفسنا لنيله ...اي شيء بيني وبين نفسي قد أقبل به واي شيء لا يخصني وحدي او رهين بتوافق اخر او مصالح غير معه..يكلفني الكثير من التفكير والتدبير قبل أن اخد فيه أي قرار ....عني انا اهون علي ان اعيش كما أنا كمجرد ظل يعبر هذه الحياة على أن اعقد صفقات ضد رغباتي الخالصة ..صفقات قد تعتبر ناجحة اجتماعيا لكنها قد تكون قاتلة لي ... بهذا الايمان فقط كنت اقبل بالتجريب وكسب الخبرات المهنية والاجتماعية لكنني ما كنت باي حال مستعد لاقبل التنمط في دور يتيم من الادوار المشاع الترويج لها كفرص تامين مستقبل عيش تحث ظل مهن وحرف ..
لم اجعل من حياتي تبعثرات بالعكس كنت حريصا على ترتيبها لكن على طريقتي ونمط تفكيري الخاص ...ذاكرتي لم تكن بها ثقوب ولا تحتمل ان تحتوي ثقوبا كل ماهناك انني كنت اعمد على ترتيبها بطرقي الخاصة التي تنسجم اساسا مع قناعاتي الراسخة ..."حنان"هذه مهما كان الذي جمعني بها لن تكون امراتي الوحيدة بمثل ما ترسخه اعتقادتنا الاجتماعية والشرعية والقانونية ..لا لانني ضد مبدأ الزواج الشرعي بالقدر ما انا ضد الزواج الاجتماعي وما يتضمنه من افكار أساسية منها القبول الاجتماعي الذي ليس الا احتواءا في ذات معايير المجتمع السائد ..انا لعلي اكثر شراسة في رفض الزواج السائد في مجتمعنا من "شهرزاد"حينا التي تخلت عن انوثتها هي الشقراء الساحرة الجميلة لانها فتحت عينها جيدا على حال زيجات كل نساء الحي وكل اقرابنا وكل من نعرفهم ولم تجد ما يسرها فيه ...كل زيجاتنا غير متكافئة لأننا كمجتمع نعاني اكبر الخلل في كل تركيباتنا .....
"حنان "هذه التي تؤكد معرفتي واحسبني كذلك انا ما ينكرها في لعله الحرص على أن لا اخسرها ...لانني كلما اردتها بعنف ان تكون بقربي وبجانبي وعشقت فيها ذلك الوعد /الوهم الجميل الذي ظلوا يغدون به عقولنا ومخيلتنا ويجملوه في عيوننا ..وعد ان تكون امراتي لي لوحدي وانا لها لوحدها اكون قد انزلقت في منحدر لن اصعد منه للابد ...انا ما اصدق في امرأة تكون لرجل واحد ورجل يكون لاربع ولما ملكت يمينه ...انا لا اصدق في امرأة لم يقوى رجلها على الانعاض للدخول بها ان تكون امرأته لوحده ..انا لا اصدق في إمكان أن تظل امرأة امرأة رجل شيخ زمن مرض موته لسنوات وهي بعد في مقتبل العمر ان تبقى كذلك ...انا لا اصدق في ان ذكرا يعد رجلا لما يتزوج امرأة ..ولا امرأة يتناوب على اغتصابها كل من ببيت عائلتها لن تعود إلي من تعودت منهم اغتصابها فقط لانها اصبحت امرأة رجل ...
"حنان"هذه لن تكون باي حال الا الحبيبة الحرة في ان تاتيني متى شاءت وان تفر مني متى ضاقت بي ..لا قوامية لي عليها ولا سلطة لاخضعها بها ولا حاجة لي بان انحنى خلف القانون ليعيدها الى بيتي رغم عنها وتحت طائلة انفاد الحكم بالقوة ..."حنان "هذه ان فعلا اقتربت من مداري فلقد اكتوينا سوية بكل نيران العشق فينا ..و رقصنا الرغبة بكل نشوتها ولذتها وما اهتممنا بان نفترق او نبتعد عن بعضنا ..لانه هكذا ديني في الحب وهذا هو زواجي الذي اعرفه وعشته ..
كنت قاسيا مع نفسي وعلى نفسي لاجعلها تحتك مع الحقيقة الواعية لا مع كل ما يحاولون استدخاله وحشره في رؤسنا..ومن وعيي الشخصي وايماناتي الخاصة كنت اكثر تعاطي مع الاخرين بافكاري وبقناعاتي الراسخة والتي بعد اكونها ..كنت مستعدا لأن افتح اي نقاش ومع اي شخص ومهما كان عمره او وضعه لابادله ارائي ومفاهيمي وما افقه من رسائل ..ولم احتاج لان اسمح لوهم الانتماء السياسي أو الايديولوجي الضيق ان يركبني لاشطح به ..لم اكن اعدني محسوبا على اي تيار حداثي او تقدمي او طلائعي وحتى عندما اخترت ان يلصق لي عنوان حزبي كان الجميع يحسبني غير جاد وهازل في ان ارتكب مثل هذه الحماقة وان اسمح بالقيام بمثل هذا التحول الجذري ..لكنني قلتها لهم بصراحة لست مع الحزب لا شكلا ولا قالبا ولا حتى كفكرة تنظيمية اجتماعية انا مع الشخص الذي يمثل الحزب هاهنا محليا واقليميا لانني كنت معه منذ ان كنت طفلا تلميذا بالمستويات الاولى ابتدائي ..وهو احتاجني وانا محتاج لاجدد بعض نشاطي ولاراقب الامور عن كثب .. وعدت وقلتها لهم صراحة بانني لا اعول على اي احد فيهم في دعمي او الالتزام معي لدفعي في هذا الاتجاه لانه بالنسبة لي الامر متعلق باهداف مرحلية واخرى مستقبلية وفيها حتى ما هو شخصي لكن محال ان اسلك معها اي طرق انتهازية او مصلحية ضيقة ..ورفعت بذلك التحدي عاليا في وجه من لم يصدقني وقلت لهم بأن الايام بيننا وها انا تحث انظاركم وملاحظتكم ...
"حنان"هذه اتت لتظهر في مجال رؤيتي وانا قد انسحبت من تحث الأضواء واسقطت متابعة المتشككين في نواياي وان كنت اعلم انني من جديد.فتحت عيون اخرين لم يكونوا من بين من شككوا في نوايايا بالعمل السياسي الحزبي ..
"حنان "هذه لو كانت تشك لحظة في لما جاءتني .."حنان "هذه لو كان في نيتها إعادة ترنيمة والدتها وأمهاتنا ونسج حبال تصيد رجل لها لما تقدمت مني .."حنان "هذه حتى ولو كانت امرأة متعة بمقابل لما جاءتني في مثل هذه الظروف التي انكستني اليها بكامل وعي وترتيب مني ...
"حنان"هذه بمثل ما هي مفعمة بالأنوثة وتحمل داخلها بركانا هادئا ..مفعمة لا ريب بالحياة ونظرتي قد تصيب ولا تخطأ..حنان ان كانت قد اقتربت مني فلقد اقتربت من اختيارها الذي تعقله هي لوحدها واردته بكامل قناعتها وانا على هذه الشاكلة قد اكون اختيارا نادرا وفريدا من نوعه لانني اعرفني جيدا لم اكن على أية حال ذلك المليح ولا ذلك الجميل الذي تنوي سرقته عروسات البنات وان كنت مشتهى اعنف اللذات الذكورية في زمن الرغبات العالية لشعب يبدوا وكأنه لا يريد ان يكبر عن الطفل فيه ..ولا كنت الفتى الرياضي الرشيق المتانق الذي يستهوي المراهقة ان يضمنه لمحموعاتهن المفضلة التي يتباهين بالتجربة فيها على من يعتبرهن غبيات ومحرومات من قرينتهن او حتى من الجيل الذي يكبرهن ..ربما تميزت في ساحات اخرى لكنها بلغة حسابات البنات الطامحات لتأمين مستقبلهن فلقد كنت رهانا خاسرا ...وانا على كل ذلك لم اكن يوما ابن "بابا "الذي وفر لي ما يكفيني ويكفي أحفاده المستقبليين لتحاول اكثر من واحدة الانتحار من اجل كحيل عيني ....انا ان ارادتني "حنان "هذه فلقد ارادت مني الانسان في وارادت ان تغامر في المعرفة معي الى اخر العمر بعيدا عن اي تعاقدات مصلحية ...الامر معي يختلف على أن يكون رومنسية متأخرة او مثالية او طوباوية او حتى نهج عبثي او فوضوية..او تحرر غير مسؤول ..لانه لم يكن ينطلق من اوهام او ضللات او من وعي انسان مريض غائب عن الواقع بل بالعكس كنت واقعيا جدا مع نفسي واردت أن اعيش حياتي كما هي وان اتمتع بكل لحظاتها لا ان اظل مبتئسا متشوفا غدا قد لا ياتي ..لا ان اظل محروما..عاطشا اجري خلف السراب ..وحتى بلغة الأرقام حسبتها واعدت مرات حسبتها ولم اجدها تقنع ..انا مجرد ابن موظف بسيط في سلك التعليم وتاريخه الشخصي والعام لم يسعفه ليتخلص من انانيته وسلوك المحرومين ليضحي ولا يذخر جهدا من اجل أبناءه ..وكل عائلتنا على ما كان حالها لم تكن لتناظر كبريات العائلات الملاكة المحلية والثرية او التي كسبت النفود لداخل الادارات والدوائر الحكومية ..وانا في وضعي الابن الخامس الذي لم يكمل دراسته ولم ينتظم في حرفة او مهنة ومجرد التفكير في وضعه يثير حفيظة الوالد لانه كان ببساطة يريد ان يخلص نهائيا من تابعات حمل أي مسؤولية شخص اخر ..كان يحس ان العمر ينسرق منه ومزاحه يسوء وحتما كان على استعداد لان يتخلص مني باي ثمن لانني بت اكلفه دون ان يستفيد مني ودون ان يكون متاكدا من تقدير تاريخ سينتهي معه عبئ ما اكلفه ..عن حق كان وضعي اكثر من بائس او متأزم او محاصر ...كنت ارى عن حق الفرص الحقيقية لأكون واملك كل المؤهلات لأكون فيها لكنه يعوزني الدعم الكلي ..وانا لم اكن لا اقبل على نفسي أن ابقى ادور كدابة الساقية واطحن في راسي واتنهد من ذاخلي الخيبات ...انتهيت لان اخوض معه الصراع ان كان ولا بد من خوض الصراع على أية حال في اي مكان وفي كل مكان .. الصراع بداية لاثبت وجاهة موقفي لانه ما كان مقبولا ان يرمي بي البحر دون ان يعلمني كيف اسبح ويقول لي تحرك ..تحرك فقط وهكذا ستستطيع السباحة وانتشال نفسك ...وكان علي ان اواجهه بواقع باقراني وقريناتي الذين لم يكونوا كلهم في احسن حال منا لكن ذويهم ما بخلوا عليهم بكل جهد ودعم يضعهم في تقدير الوصول السليم لبر امانهم الاجتماعي ..قبلت بوضع ان اخسر جزئيا ما كان الاخرون يسعون لربحه كليا على أن اترك لحالي وان املك قراري....
"حنان "هذه لن ارتضي لها ان ارهنها فيما انا مرتهن عنده بلا شك ولن ارضى بها الا مالكة لقرارها ...وعلى كل حال قد لا نكون نحن من اوجدنا قدرنا لكننا نملك ان نغير ولو قليلا فيه ...
"حنان "هذه ..ان تعقلني ولازلت متمسكة بان تبدا معي من جديد فإنها حتما تنظر للابعد من قدميها ..و"حنان "هذه .. لم تخرج فجأة من فراغ ..لعلها تملك اكثر الاسباب وجاهة لتقبل المضي بعيدا في طريقي ..طريق أن نعبر حياتنا بسلام ..
لعلي للان اتعاطى مع "حنان "هذه دون ان اتمكن من الامساك بها كذكرى حية ..لعلي تجاوزت ذلك الحد الممكن اعتباره تحفظا وقد اكون التزمت به بيني وبين نفسي للا اعرض سيرتها الخاصة للنبش والفضح ..وللان امضي محاذرا دون ان اسقط في الشك من وجودها اصلا في مثل تلك الحياة التي كنت اعيش عليها لانه شك أن ارتادني بقوة فهو ينسف مصداقية كل الحكي وكل عمليات الاسترجاع والتذكر ومن السهل علي بعد ذلك ان اعود للاتكال على فرضية أن العياء النفسي قد نال مني وانني لربما ولجت عتبة المرض من جديد ..او لاصدق في ان الزيف وحده ما نسجته ايامي هو والخواء..
الان في هذا الحاضر البعيد وبعيدا عن كل ما اذخلني اصلا في عملية الكتابة والسرد هذه سواء كان هم حكي حكايتي..او تدوين روايتي ..لا يمكنني ان اصدق في ان التي لمحتها وكانت هي "حنان"تلك لا يمكن ان لا تكون هي "حنان "هذه التي قد تكون على ما استعيده في ذهني وفي مخيلتي عنها وعن سابق لقائتنا ومغامرتنا. وحواراتنا هو مجرد استخلاق احداث او هي مجرد استيهامات تطورت ذاخلي للفتي المراهق في ..
الان وقبل ان نتقابل وجها لوجه وتعبرني للا انظر خلفي متابعا عبورها.. اعرف انها سيدة متزوجة وام ولا تسكن بعيدا عن حينا وربما هذا قد يكون سببا يحول بشكل اعتباري دون ان اتمكن من اللحاق بها في ذاكرتي مثلها مثل عديدات كففت على أن انظر اليهن على انهن كن في حياتي ذات يوم وكففن على أن يكن حاضرات في حاضري او تخليت انا نفسي على أن أفكر فيهن كممكنات او ببساطة ارفض ان اتحدث بصيغة كنت وكنا وكانني لا اريد ان اومن بان الزمن ينفلت مني وانني اعبر الشطر الاخير من حياتي النسبية ..من مراحل مبكرة من عمري صعب علي استعاب كيف يمكن أن نكون لجانب بعضينا البعض ونصبح فيما بعدها كاننا اغراب وكاننا ما كنا حيث ما عاد من إمكان لان نكون ...ربما حاولت في نفس الاتجاه من وازع المحاولة الصادقة ان افتح صفحة جديدة مع صاحبتي "فاطنة"التي تكبرني بخمس سنوات ..قلت لها أشياء عديدة كأن العمر يمضي بنا واننا لم ناخد فرصتنا كما ينبغي وانه مجرد قرار ناخده ويخصنا نحن معا لوحدينا يمد اتساعا لعمرنا فلماذا نفوته علينا ...كنت وقبل المحاولة اعرف انني كمن يصطاد في عمق بلا قعر ولا قرار وانني متى فشلت من قبل في ان اجعلها تقبل بان تظل لجانبي مهما كانت ظروفي لانني على استعداد لان اكتفي بوجودها الخالص..كنت اعرف انها متعبة ومرهقة وغير مستعدة لتامل في اي بداية جديدة ..وهو الشعور الذي لا ينتابني مع "حنان "هذه ومع عديدات غيرها ..ثمة احساسات قوية بأننا بعد مفتوحون على كل الاحتمالات واننا حتما سنعود لنلتقي وسيجمعنا الحكي الشهي من جديد ..مع غير هؤلاء تبقى فقط تلك النظرة الحزينة والمؤمنة على أن كل الذي كان بيننا قد تحجر ولا اي احتمال في ان ننسج ولو عنوان حكاية قصيرة جديدة ...
لا اصدق كما كان يحصل معي بعد سكرات ثقيلة ما اصحو واستعيد انني فعلته وانني عن حق انخرطت فيه وقدرت على المغامرة فيه ...بل اجدني اريد ان انتهي منه بسرعة واطرحه من تفكيري وتذكري له لاقدر على ممارسة عيشي البسيط والعادي ..كنت اصحوا على ما يشبه الصدمة واواجهها باشبه ما يكون بعملية حفظ الملفات او القضايا ..حفظا وركنا في الرفوف والخزانات الموجودة في الاقبية المملوءة بالغبار والتي يغزوها العنكبوت ويستعمرها ....لا اصدق انني جرات على مغامرة العيش بمثل ما فعلته وبدون أية مشاعر تكبيت او تثليب ...في آخر زيارة لاخي" فؤاد "لنا بمناسبة زفاف الصغيرة التي كبرت ابنة اخي "خالد" ."صوفيا "قلت له انني فقدت رغبتي في الشرب نهائيا لانني لم اعد اعرف كيف اسكر ولانني ساعة اشرب تنفلت مني كل شياطيني لدرجة يركبني الهلع مما يمكن ان اجرا على ارتكابه ...قلت له انني مررت الى مرحلة انني اصبحت اجدني فيها على درجة عالية من الخطورة وغير متسامح بالمرة ومنفتح على ابعد واسوا الاحتمالات مني ..ربما لم افصل معه كما هي عادتي معه وربما لم اقل الاشياء كما ينبغي ان اقولها له لكنه حتما استوعب على نحو ما ما همني بان اقوله بالضبط ولم اجرا عليه ..لعلي اردت ان اقول له انني بعد كل الذي مررت به وخبرته في حياتي لم يعد بامكاني ان اتنازل او اتساهل في حقي ...
.
الاثنين، 16 نوفمبر 2020
يوميات :عوالمي السرية ..(تابع :16)..قصتي مع حنان "هذه ..تابع /2-1..
يوميات :عوالمي السرية ..(تابع 16)..قصتي مع حنان "هذه "../تابع 2-1.
تركتني راضيا عنها ..ابتسم بداخلي وتغلبني ابتساماتي فتخرج كتعبير على وجهي ..وددت في السهر ..في المشي لمسافات طويلة دون هدف في اكثر الأزقة الموحشة والخالية من الناس ..فكرت بجنون بان اعاود ولفي القديم وانطلق منحدرا عبر الشوارع والطرقات حتى اجدني بمدخل مدينة العرائش بطريق طنجة وامضي فوق الاسفلت واقطع قنطرة وادي اللوكوس وانزل لامضي بين حشائش جانب الطريق الى ان اصل الى موقع مدينة ليكسوس الأثرية ولا اتوقف عندها وانما اكمل الطريق وقد خفتت إضاءة الطريق الا من اضواء السيارات وهديرها فوق الطريق ...امضي وفقط حتى يخلو راسي من اي تفكير ..حتى تتحول كل الصور التي كانت تطاردني الى بياض واسع ومطلق ..وابدا في التوجس والحذر ...ويرتفع في داخلي ذلك الحس القوي بالتنبه وتتسع حدقة عيني وتنفتح كل حواسي ويتنشط جسدي لاجده خفيفا يكاد لا يمشي وانما ينسل ويعبر الطريق الجانبي بسلاسة متجاوزا كل عثراته واعرف مسبقا اين اضع قدمي ..ويكبر داخلي الاحساس بالتيقظ ..وتتحول عيني لكاسحة تجوب كل المكان وتكشفه وتحسب حساب اي شيء قد يتحرك بما فيها السيارات القادمة في اتجاهي وكلي استعداد لاتحرك في الوقت المناسب ..لا مجال للاحتمال او التردد فقط هي المواجهة ما ترسخ لدي كقناعة غريزية ..لا إمكان للتراجع ..لا معرفة لي بالخوف ..اي شيء يتهددني املك القدرة على ازاحته من طريقي ..انتهيت من هذا التمرين الذي كلفني ازيد من عشر سنوات للاانتهي منه ابدا ..ابقى كامنا واعود لممارسته ..جربت فيه الكثير من الحالات النفسية لاتعرف على ردات فعلي العصبية والنفسية والجسمية ..قطعته تحت الامطار والرعد .. قطعته وانا في اعصى نوباتي اكتئابي وفي اشد حالات الانهاك وانا مضرب عن تناول الطعام للازيد من خمسة أيام ..قطعته وانا في اعنف حالات التخدير بالاقراص ...وانا ازاوج بين الامفيتامينات (أدوية عقلية منشطة ) وبين الكحول ...قطعته دوما بنفس الاحساسات تقريبا ..ما ان إميل على طريق ديور الحواتة لاستقيم على طريق طنجة حتى اتحول لانسان اخر ..لا شيء يمكن ان يعيقه ولا حتى دوريات الشرطة التي تمشط الطريق الجانبي المؤدي لشاطئ راس الرمل او عناصر السد القضائي المتنقل ما بين مدخل الطريق الفرعي لراس الرمل وموقع ليكسوس والى الامام منه او الى الخلف غير بعيد عن القنطرة ..دائما كان هناك من من مجرد رؤيتي يعرفني ولانني كنت اختار ان امر من الجهة المقابلة لوقوفهم متفاديا أن أقف لاحد تجمعني معه علاقة ما ..وتاركا لهم فرصة تتبعي ورصد سلوكي في نفس الوقت فلا احدا على الاطلاق اقترب مني ليحقق في هويتي او ليتجرا على استفهامي حول ماذا أفعله بهكذا طريق وفي مثل هذا التوقيت الجد متاخر من الليل ولم يكن هناك سبب سحري يخصني الا ما هو من سابق ترتيباتي ... العرائش اعرفها منذ ان فتحت عيني وكنت احملها معي بين عيني كل نهاية عطلة صيف ونحن نودعها لمدينة القنيطرة ..وهناك لا يكف اخي "فؤاد"من ان يتجول بي ذهنيا وافتراضيا بالعرائش بل جعلني اقلب كل الاماكن الواقعية بمدينتنا الام القنيطرة لانظر اليها على انها العرائش ... العرائش عنت لي الكثير ..البحر ..احضان عماتي وجدتي واعمامي وكل العائلة ...جناننا واطيب اجاص وباكور وعنب وثوت ورمان ..كلبتنا "هنيدة "وعناقها ...ساحة الرحبة بحدائقها الصغيرة والانيقة وبكراسيها ذات الزليج المصورة عليه شخصيات جميلة ...ساحة وسط المدينة ...المدينة القديمة باصواتها وازدحامها وروائحها ... العرائش كل من كان يصحبني معه في خرجاته كان يعرفني على جزء خاص منها واول ما اعقله من المكان من كنت بصحبته اول مرة اكتشفه فيها ... العرائش النائية والضاحية قدمها لي اخي "فؤاد"كاجمل الهدايا ودائما ونحن نسير على اقدامنا ولا مجال للتلكك بالتعب او العياء او صعوبة تضاريس الطريق ..ودائما كان يوصلني الى رحاب المدينة وقد حل الليل ...مع اخي "فؤاد"عشت امتع المغامرات لاكتشاف كل نقطة نقطة من المدينة وعلى الارض ومن ان قفز بي من عمر الخامسة سنوات لاصبح كبيرا كاي كبير اخر ...
العرائش كحاضرة صغيرة محدودة شوارعها ومرافقها والباقي جنان واحياء هامشية ومنطقة صناعية فلاحية بطريق القصر الكبير واخرى بجوار الميناء البحري...كل المدينة قد تختصر في الميناء ومحيطه والمحطة الطرقية ومحيطها ومستشفى اللامريم ومحيطها وثكنة القوات المساعدة وما يقبع بجوارها وخلفها وقصر البلدية والمدينة القديمة التي تتحوط به ..ومستوصف "الطري"وساحة دار المخزن والأحياء الخلفية للمدينة القديمة ومدرسة البلدية والأحياء المحيطة بها والسوق المركزي ومحيطه وثكنة رجال الاطفاء ومبنى الدائرة الأولى للشرطة المقتطع منها ومحيطهما السكني ومبني مفوضية الشرطة أعلى تلة السوق المركزي اليومي ويبقى مدخل المدينة الرئيسي ومبنى المحكمة الابتدائية واسفل الطريق المنحدر مبنى الدرك الملكي وبالحهة الغربية للمحكمة تبقى الاحياء الهامشية والعشوائية التي تنتهي بسوق الجملة ...واذكر العرائش على لسان عمي "محمد"تلك التي شبه تقريبا الكل يعرف فيها الكل او يحدس انه يعرفه ...واي وجه غريب يكشف نفسه ...وظلت العرائش كذلك حتى اواسط الثمانينات..كل المدينة كان يضبط النظام الامني بها بضع عناصر من رحال الشرطة النظاميون تحت امرأة ضابط والباقية من مفتشي شرطة واعوانهم في الضابطة القضائية تحت امرأة ضابط وقسم بفردين يمثل ما كان يعرف بالقسم السياسي وكل هولاء تحت امرأة عميد رئيس المفوضية.. عدد الجميع لم يكن يتجاوز الاربعين على الاقصى تقدير في بداية الثمانينات بينما كانوا لايتجاوزن العشرين في السبعينيات ..وكانوا في مهامهم قد يحتاجون لمساندة من أفراد القوات المساعدة واحيانا لدعم عناصر الوقاية المدنية واحيانا يسخرون اعوان السلطة المحلية من شيوخ ومقدمين وشواش وعمال الخدمة بالبلدية المؤقتين ..كل وسائلهم اللوجستيكية عبارة عن جيب لاندروفير متوسطة واحدة دائمة الاعطال والاخرى جديدة نسبيا وسيارة رونو 4 كسيارة لرئيس المفوضية تحولت مع تولي العميد "العمالي "الى سيارة متسعة سوداء اللون ..اعقل عليهم الواحد تلو الآخر واعقل جيدا على انهم كانوا يلعبونها جيدا كانوا اسياد المدينة بدون منازع ..ولحقت بعدد منهم خصوصا العناصر المدنية الزي شهرة الأبطال ونسجت عنهم مخيلات الناس قصصا لم تكن كلها صحيحة ..انا بقيت وفيا لدروس اخي "فؤاد"كما كنت اولي انتباهي لتوجيهات اخي "سمير "النفسية ..بقيت محافظا على الاعتناء بهندامي وحسن التصرف الاجتماعي ومهما كنت أطلق العنان لجموحي باللعب والحركة مع اقراني كنت بمجرد ان نتجاوز عتبة الغابة او الشاطئ للطريق العام حتى اعدل من هندامي واضبط سلوكي بما في ذلك حتى سلوك عبور الطريق والسير فيه ..كان لزاما علي ان لا الفت انتباه المارة من الناس لسلوكي او لمظهري فاتعرض لانتقادهم المباشر او اسجل في ذاكرتهم كشخص قليل التربية ..مع اخي "فؤاد"عنى لي الاحترام أمرا اخر لا يحتمل معه وجود الخوف او الخشية كان يوقفني قبالة الحرس البلدي ويقول لي انظر اليهم بشكل عادي وتعامل معهم مثلهم مثل اي انسان اخر بالمجتمع لاحظت منهم تجاوبا تجاوب معهم ..طلبوا منك الابتعاد طاوعهم دون تردد او خوف ...كان يقول لي بان اجاريه وانظر كيف يعبر من امام عناصر الشرطة المشرفين على حراسة بنك المغرب والذين يقفون بمدخل المفوضية مرفوع الراس بنفس وتيرة مشيته منتبها وغير متطاول في تنبهه او متذاكي عليهم ..
بقيت تعاليمه راسخة في ما أتى من حياتي حتى عندما ابتعد ليكمل دراسته الثانوية بمدرسة جابر بن حيان في شعبة المحاسبة بتطوان ..بقيت على كامل احترامي لهم وفي تمام تنبهي لهم خصوصا العناصر الجديدة والمستبدلة بمن كان يخرج على المعاش او ينقل في العادة ليشتغل فترة من الزمن بمدينة القصر الكبير أو يولى مهمة بتطوان حيث كانت هي عاصمة الاقليم وسياتي علي وقت همني بالدرجة الأولى لا ان اعقلهم وحدي بل اجعلهم يعقلونني فكنت اغتنم اول فرصة لوجود عنصر جديد مع عنصر قديم يعرفني عن قرب او تطورت علاقتنا الاجتماعية النظرية لمرحلة من التودد وتبادل التحية والسلام لاتقدم او لاظهر في مجال رؤيتهما ليتنبه لي من اعرفه وهكذا الفت انتباه الوافد الجديد بانني موضع ترحيب وتقدير من عناصر الشرطة الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة بالمدينة ..كان جارنا المفتش "حسن بلد"المعروف ب"كولمبوا "خير من سهل علي الوصول لهدفي لانه كان يكن لي مودة خاصة جدا ولا يتجاهلني في اي وضع اجتماعي كان دون ان يتقدم لي ويسلم علي ويقبلني على خذي ويثني على سلوكي وعلى ذكائي بينما كانت زوجته مهتمة بالسؤال عني ولا يفوتها ان تتوقف الي لتضمني اليها ....سيتطور الوضع وساعود لالتقي بهم على صفات متعددة وتربطني بهم علاقات على اكثر من مستوى لكنني لم اتخلى عن رصد اي اختفاء لعنصر منهم ومعاودة ظهوره او لظهور الوافدين الجدد ...كان يهمني في المقام الأول ان اعرف عن نفسي أن أقول "هذا انا .."وفي المقام الثاني بعد ان اسرق انتباههم ابدا في تطوير علاقتي النظرية بهم لاكسب تعاطفهم على اعتبار انني كنت اعرف ان من يقع بين ايديهم لا ينال اي تعاطف منهم خصوصا ان لم يكن مسنودا ..وفي كل ذلك ما كان يهمني غير حريتي ولا يعنني غير ان لااودى فيها او امس فيها ...وعندما بدأت اترك لنفسي الحق في ان تتمرد قليلا على الاعراف الاجتماعية لم اهتم بكسب تواطئهم لصالحي بل سعيت بجهد وحيلة لاصادق كل سكير فيهم ولاقول له ها هو الشاب الصغير الذي لن تعرفوه ابدا لانه لا يسكر حتى الثمالة ابدا وكثيرا ما كنت اوصل جليسي منهم حتى باب بيته وهو يقاوم عبثا الترنح والتقئء ... تملكت عن حق المقدرة على أن ادهشهم في الكثير من حقائقهم المزيفة عن الناس وعن المراحل العمرية وعن ذاكرة الناس الجماعية وتسنى لي في الاكثر من مقام ان اكون من ياخد اعتبار حضوره ليخلص جماعة أصحابه ومرافقيه على الاقل من موقف تحقيق الهوية والسوق الى المخفر ..كانت حتى تقف فجأة علينا سيارة جيب لاندروفير خاصتهم وعندما يلمحونني بينهم ونحن نسكر او مجرد نتجول في شوارع المدينة ليلا لساعات متأخرة او نحن بمقهى ليلي كانوا يحيونني ويكملوا طريقهم هذا ان لم يكن يسنح المكان والزمان بان ينظم الي الصديق الاقرب لي بينهم لنتذاكر ونتفاسر عن اصدقاء جلستنا الخمرية سواء بالحانات او بالجوار على طول السور القصير المحيط بالشاطئ الى حيث افريز الاطلنتكي ...
لم يكن لاسمح بالخوف من ان يتملكني ولا كنت لاستبعد اي سيناريو اتعرض فيه للمخاطر ..للخطر وهذا ما همني بالدرجة الأولى والقصوى ...كانت لا تروادني مجرد خواطر وتصورات انفعل معها واخالني فيها أدافع عن نفسي بل كنت مقتنعا تماما بقدرتي على أن اقتل كل من يتهدد حياتي او يعرضني للخطر ..أن اقتل بكل عنف وبكل قوة الاندريالين التي كانت تغلي في راسي وانا على طريق طنجة احيانا لا اولي ظهري لاعود راجعا بوسط المدينة حتى يبدأ ضوء النهار بالظهور ...كنت ما ان اضع رجلي مفتوحة ببعض الانفراج المقصود لثتبيت وقفتي ومشيتي وابدا في الخطو حتى يحترق كل الكحول من دمي واستيقظ ويطير كل مخدر من عقلي ...فقط هي العودة من كان يلزمها سيطرة اخرى ومن نوع اخر لانني ما ان ادخل المدينة وابدا في مأنسة اضواءها حتى يتملكني خذر شديد يكاد يوقعني ارضا ويغلبني لاجدني مترنحا اكاد اسقط ارضا. وكان يلزمني ان اعاود ضبط نفسي واعصابي على انسحاب الاندريالين ومقاومة حالة الارتعاش والتعرق الشديد الذي كانت تصيبني وحالة انحباس الصوت التي تطالني هي وبعض التشوش في استعاب الاصوات ...لانني كنت اعرف ان كل الخطر الواقعي قد اتعرض له وانا على هذه الحالة وانا اعبر أزقة مظلمة والوجهة التي كنت قادما منها جهة نائية او غير معروفة وتطرح اكثر من سؤال واحتمال ودائما كان في كل ركن وزاوية وناصية جماعة يحتسون الشراب او يذخنون الحشيش او في انتظار اي فرصة ليتصيدوا شريكا جنسيا ذكرا كان او انثى شردت عن صاحبها او خرجت من تلقاء نفسها وحالتها هي كذلك تبحث عن من يتطاول عليها ..كان علي ان اعيد تنظيم دورتي الحيوية بسرعة .. كأن احرص على افراغ ما في متانتي وظل محصورا .. كأن ابدا في تدريب حبالي الصوتية على اجراء محادثة وكان يكفي ان اتعاطى مع الامر بوعي لاجلي حالة الحبسة العرضية التي كانت تصيبني ..ان أقف للحظات قصيرة وادرب عيني على كمية الضوء الجديدة المفروض ان اتعرض اليها وان اغير بالتالي طريقة مشيتي المتاهبة والرخوة العرضية الى مشية متوازنة وان اعبر الطرقات من وسطها وان اتحاشى الالتفاف الجانبي الحاد لكي لا اصطدم باحد متركن هناك ولا تفادى وقع المفاجئة غير السارة ...لم اكن لالقي اي سلام على اي احد او جماعة .. اعبر من أمامهم لكن على نفس المسافة القريبة في وسط الطريق ..واواجهم بنظراتي المتفحصة مثلما يفعلون هم وانتظر إشارة تعرف من احدهم او منادة من يعرفني منهم وعندها لا مجال للااشاركه التحية وحتى الوقوف معهم لبعض الوقت حسب جو وقفتهم وطبيعة الحاضرين فيها ...لم اكن اامن حتى خطر الكلاب لكنني لا اخشها كليا ولا اسمح لها بأن تشم في رائحة الخوف اعبر من امامها وكلي تربص بها أي حركة عدائية ساواجهها بكل عنف وقد أصبح انا من يطاردها وهي تعوي هاربة مني ...لكنني وبدون رهاب مرضي كنت حذرا من السيارات والدراجات النارية وحتى الهوائية خصوصا ليلا والشوارع خالية ويكاد يكون رجال الامن شبه غائبين كليا ..اخاف من الدهس المتعمد من مجانين الليل الذين يعبون الشراب مع همومهم ويمزجون كل أنواع المخدرات لكي ينسوا ولا ينسون شيئا فيتحولوا الى معتهوين عنفين ورعناء غير ابهين بكل ما يمكن ان يجرؤا على ارتكابه لينفسوا عن كم الغيض الذي يكاد يدمرهم ...
فكرت في ان احملني واسهر للصبح بالمقهي الليلي ... ثم تذكرت انني بعد لم اذخن أية سجارة منذ تلك التي خرجت لرهدة المكتبة لاذخنها واعود لداخل قاعة المطالعة واظل محدقا لمن تركتني على وعد ان نتقابل في الغذ وعلى اطيب الوعود الخفية ...
تمشيت لحيث ساحة أربعة طرق وكسرت الاتجاه منزلقا عبر الشوارع لبيتنا ..مذخنا سجائري بدون توقف وباستمتاع وانا بعد مستحضرا كامل رضاي على الفرحة التي قابلت بها مكاشفتي ..كان الوقت متاخر على جلسة التلفاز بصالة البيت فدخلت غرفتي بعد ان اعددت كوب قهوة سوداء غير ثقيلة وحملت عددا من الملاحق الثقافية لصحفتي الاتحاد الاشتراكي والعلم التي اعاود قراءتها من جديد ومن جديد كلما كانت تنقصني مادة للقراءة..بشكل اوتوماتيكي كنت اعرف انها احسن طريقة لانظم طريقة تفكيري عوض ان اسبح في الفضاء مع من كانت تسحر في ...كنت ادع مزاجي يقودني الى الجنس الذي يستهوني القراءة فيه ويوفر لي القدرة على التركيز داخله وهكذا مقال الى مقال او نص ادبي لنص ادبي او قصيدة لقصيدة حتى اجد العتبة التي بولوجها الج الى حقيقة ما يشغل بالي بالضبط لان كل ما قد كان يعلو سطح تفكيري مجرد انشغالات ذهنية لحضية وعابرة وتخفي اكثر ما تفصح عن حقيقة ما يشغلني في العمق ...
كنت بيني وبين نفسي مقتنعا الى حد بعيد بان "حنان "هذه قد اعطتني راس الخيط لامسك بتلاليب الحكاية التي لعلها تجمعني واياها ..كنت ومن اول ظهور وظهور ثاني لها في مجال رؤيتي ومكاني الحميمي الخاص "المكتبة "نظرت فيها ذكاءها ..لم تكن ابدا تلك البنت السادجة والمفضوحة التي جاءت للمكتبة لتمر منه مرور الكرام وتلقي فقط ببعض ما تخاله سحرها وتتكل على أن ينبت لها عاشقا ينهل دروسه نهلا وهو في قمة انتصابه منتظرا أن يحقق رعشته لما ينجح ويحصل على وظيف او من تلك اللواتي يضربن موعدا خارج رقابة الاهل ومعارفهم بالمكتبة ليخرجوا سوية ويتمشون كاي زملاء في انتظار المرور من اي زقاق مظلم او خالي من المارة ليسرقوا بعض القبلات ..."حنان "هذه اقتربت مني لتسلم علي من وجهي وتسمح لي بان احضنها على رصيف اكبر شارع بالمدينة وكان في اي لحظة يمكن ان تلمحها والدتها .."حنان "هذه حتى في حركتها هذه تأكد لي بأنها تعرف حتى اكثر سلوكاتي تحببا ؛الحب العلني ..ابدا لم اجد في ان اقول احبك باي طريقة متاحة ما يدعوا لان اتستر فيه ..هكذا كنت وكنا منذ زمن طفولتنا الخاصة والى الان مع كل صاحباتي واصحابي نتلامس ..نتعانق ..نقبل بعضنا البعض ..نتحادى ...نفعل كل ما يحلو لنا وامام عيون وانظار الجميع ..لكننا لم نكن ابدا بويهمين او منحلين اخلاقيا بالمفهوم الاجتماعي الضيق لأننا نعرف ونقدر ونتحاشى الاصطدام لمجرد الاصطدام ...
"حنان "هذه كانت مركزة على حالتي النفسية وبالضبط على تلك التي كنت مفضوحا بعنف تعاطي الشديد للحبوب المخدرة لكنها لم تلعب معي لعبة من يستهويها دور المعالجة النفسانية او دور الخالة المتفهمة او حتى الدور الذي تجيده كل الاناث تقريبا دور الامومة ..."حنان "هذه بكثرة ما حامت حول الموضوع وتطرقت اليه ثم عادت لتوضح بأنها لا تحاكمني باي شكل من الاشكال وأنها تعرف جيدا سلوكي العام ..اعطتني هذا الاحساس بأنها كمن كانت تحاول تذكري بها ....اتذكر "حنان "بنت خالي واتذكر بالفعل انني بعد ان اودعتها الحافلة الطرقية صحبة اختها "سعاد" وكل الذي بعد يفصلها على عرسها لا يتعدى الخمسة عشرة يوما بقيت للاكثر من اسبوع لا اريد ان اصحوا من التخدير القوي وعلى بطن فارغة الا من الماء والقهوة السوداء الثقيلة والسجائر ..كنت على أنني من البدايات الأولى للتعلق بها اعرف انها لن تكون لي لكنني هكذا كنت دائما ما أن اصدق بإمكان حب حقيقي الا وانساق ولا اصحوا الى على نوبة انهيار عصبي جديدة ... اتذكر انني تصرفت على نفس النمط مع كل من احببتهن وتفرقت طرقنا عن بعضها البعض ..فهل يمكن ان تكون لي قصة شبيهة بهذه مع "حنان "هذه ...؟!يصعب أن اصدق ان بذاكرتي خروم بمثل هذا الحجم لانسى ...اذن هل حصل وان قابلتها وخرجت معها وانا معزول في حالة تعاطي الشديد ومن بعد ذلك اكملت تعاطي فضيعتها وضاعت ذكراها عني ..لا لا يمكن مع مثلها ان تكون غير اعتيادية واستثنائية وتنتسى بسهولة ولو تحث تاثير اي مخدر ..اذن لا مناص من ان اقتنع بانني انا من حجبها عن ذاكرته وبكامل التعمد والتخطيط لسبب بسيط جدا هو انني احببتها بعمق في يوم من الأيام والباقي كله تفاصيل تشبه بعضها البعض في تناولها لطبيعة بيئتنا وظروفنا الاجتماعية التي تحول دون إمكان استمرار العلاقات العاطفية وتطورها الطبيعي دون رقابات وتدخلات من الاهل والمجتمع ..لكن حتى هذه التفاصيل تبدوا لي لا تنسجم مع ما تبدى لي منها من استقلالية وثبات في شخصيتها وحتى في سلوكها معي ..
اضحى لزاما علي ان افهم لغز حجبي لها من ذاكرتي مادامت اكدت لي سابق معرفتنا وعلاقاتنا ببعض ..وهو نفس احساسي وحدسي ..
"حنان"هذه ظهرت في مجال رؤيتي الخاص وانا منتظم اعبر فترة نقاهة من اخر نوبة عصبية شديدة مررت بها ..لم تظهر في فترة الصحو الأولى من النوبة كما يمكن ان يظهرن تلك اللواتي قدر لهن ان يكون على مقربة مني او من دوائري وانا في قمة فوضاي وفضائحي قبل أن انهار تماما وان كانت كما يوشي كلامها عني تعرف عن قرب الحالات التي اكون عليها فهي تعرف الاكثر عني وتعرف طبيعتي التي ترفض ان يتدخل احبتي ولو بمحاولة مساعدتي مادمت لم اطلبها صراحة منهم وكنت اعتبر عن حق موافقتهم على مبدئ هذا قمة الاحترام لي وللحب الذي يجمعنا ويربطنا ببعضنا الاخر ..."حنان "هذه جائتني وانا في اصفى الحالات الذهنية وان اشعر بانني بعد منهوك نفسيا وجاءت والوقت كله ملكها ما فزعت لو تاخرت في الاقتراب منها ولا تظاهرت ومثلت علي ادوارا عندما تقدمت لمحادثتها ..اصغت الي جيدا وتحدث الي جيدا وودعتني اجمل توديع وغدا لنا اجمل موعد سيكون على أية حال ..واحدة بمثل تصرفها هذا اعني لها الكثير وبالتاكيد تعني لي الاكثر ..فلماذا ازحتها من ذاكرتي القريبة ؟!بل لماذا لم امسك بها بكلتا يدي واعانقها مدى الحياة واجعلها دائمة الحضور في حياتي ..؟!
تمكنت مني الرغبة في البكاء وأصبحت حقيقية ..بكاء بلا صوت ..بكاء يخصني وحدي وليس على شيء اخر غير نفسي التي ستقتلني يوما بحماقاتها ... حتى اختباري للحب الحقيقي ينهي بي على مشارف ان اضيع عقلي ..كل علاقاتي لم اخرج منها الا بانهيار عصبي ومع توالي النوبات الحادة كان خطر ان اقدم على محاولة انتحار مميتة وقاتلة جد وارد وكان كل من حولي يبداون في القلق نحوي وانا لا اكون ذاتي في مأمن من ما يعتمل داخلي لكنني ابدا بأشكال متعددة في قطع صلاتي بمن حولي ..بتدمير اشياءي العزيزة علي ..بحرق اوراقي وتمزيق كتاباتي وصوري .. بمحاصرتي باخد عدد من السلفات الصغيرة التي يصعب أن اردها دفعة واحدة فاضطر الى تغير الطريق في كل مرة كما الأماكن المعتادة وينتهي بي المطاف ليضيق علي الخناق ..اتصرف بمنتهى الحماقة كان ادخل الحانة واسكر ثم اتسلل دون ان ادفع الفاتورة ..اثمل وابدا في لعن الجميع بالحي على أنني احبهم جميعا كما اعرف انهم يحبونني. لكنني ماذا افعل وانا ابحث عن كافة الاسباب التي تجعل الياس التام يتملكني لاصفيها لنفسي ..لاقتلني ...
"حنان "هذه يمكن ان يكون سر حجبي لها من ذاكرتي القريبة رغبتي في استشعار طعم خسارتها لاناولني الحجة تلو الحجة لاختار الرحيل عن هذا العالم ...
"حنان "هذه على الارجح انها كانت قريبة جدا ورافقتني من زمن بعيد مرافقة نظهر فيها مع بعض ثم نعاود الاختفاء لعلنا نحتمل تابعات تبدل احوال ايامنا ..."حنان "هذه قد تمت بصلة لكل مراحل عمري ولعلها هي من صاغت معي الاتفاق على أن نترفق ببعضنا وان لانحرق المراحل دفعة واحدة ..."حنان"هذه لعلها امنت بما كنت انا نفسي دائم الدعوة اليه والتعبير عنه بان ناخد كامل وقتنا في التعرف لبعضنا .في القرب والابتعاد من مداراتنا ..في اشباع وإعادة توليد الاشباع لعواطفنا ..في محاولات التجريب في طرق اخرى ومع اشخاص اخرين لنتعرف على ما قد نشكله ويكون مختلفا عن ما يشكله كل واحد منا مع اخر غيرنا .."حنان "هذه قد تكون تلك الحاضرة دوما والغائبة كذلك ...و"حنان "هذه لا مجال للشك في انني حاولت اغتيالها وانا اخطط لاحدى محاولات انتحاري في عز انهياراتي العصبية لانتهي الان على محاولات النفاذ ومن جديد لذاكرة اعماقي لانتشلها واستعيدها ...
الأحد، 15 نوفمبر 2020
يوميات : عوالمي السرية..(15)..*حنان "هذه"..
يوميات :عوالمي السرية ...(تابع :15)..*حنان "هذه "..
كم تبدوا تلك الايام بعيدة وصعبة على الإمساك حتى على مستوى الذاكرة ..لا اعرف كيف احتملنا ان يذهب كل واحد منا في طريق مختلف ..كل الذي نعقله ولا نعقل ملابساته انه كان لكل واحد اسبابه الخاصة...اكذب على نفسي لو قلت انني اعرف كل ما يحصل معي او حصل معي ...نظرت اليها وهي قادمة في الاتجاه المقابل لي وقلت مع نفسي :"جاءت في الموعد ..جاءت وكأنها تعرف انني في حاجة لرؤيتها ..لمجرد رؤيتها ...ياه كم كنت في حاجة ماسة لرؤيتك .."تقابلت عيوننا من بعيد ..حاولت ان تزيح عيني عن عينها وتحولهما لصاحبتها سايرتها لهنيهة ثم عدت لانظر مباشرة في عينها وانا اقول لها ذاخلي :"كلا ..اريدك انت .."..اقتربنا من بعضنا وعبرت مجال رؤيتي ..حتما لم افكر في النظر خلفي ..كانت بعد احملها بين عيني ولا ارى غيرها من كل الاشياء من حولي ..كنت اردد بيني وبين نفسي :"ياه ...كم تغيرنا ..."وكنت احدس داخلي فكرة اننا لم نتغير فقط لكننا كبرنا في العمر ...كانت بصحبتها صاحبتها القديمة التي لم تتجوز بعد ولا انجبت اطفالا كم فعلت هي ..ربما الان قد افهم سر تحويلها لنظري لمرافقتها ..ربما كمن كانت تهمس لي +",انظر ..انا بعد محافظة على اصحابي القدامى ...انا بعد احفظ عهودي .."...بقيت مشغولا طوال اليوم والمساء ونمت بها وهي تتوسط مقلة عيني وأصبحت الى الان مشغولا بها .متساءلا عن ما الذي يحدث معنا لنصبح هكذا نمضي ..ونتقابل وقد يجمعنا نفس المكان دون ان نقترب من بعضنا ..دون ان نحاول حتى التفكير في إمكان ذلك ...ما الذي جعلنا نتصرف كالغرباء عن بعضنا البعض ..؟! ..
إختلفت الطرقات بيننا ..كان كل واحد منا يعرف انه اختار دربه ليمشي فيه لنهايته لكننا اتفقنا على أن نكون مع بعض ..اتحدت ارادتنا على أن نعطي لكلينا فرصة أن يعبر حياة الاخر ..انا كنت مصمما على المحاولة ..كنت مصرا على أن لا احبن ..مثلها كان صعب ان أتركه وان لا التفت اليه ..كان فيها اكثر الاشياء التي اتعرف عليها جيدا لانها تسكنني ..جزء من شخصيتي .. وأصبحت مستلبا بان اتعرف على هذه الآنسة التي وكأنها ترتديني بالمقلوب ...اصبحت مسكونا بان اتعرف على أجزاء مني في صيغتها المؤنتة...كنت لحد ما لا استسيغ لعبة التعارف بين الجنسين المغايرين ولا عدت براغب حتى ان ابدا من حيث لن تختلف النهاية ..وكنت لحد بعيد قانع بعلاقاتي المفتوحة التي لا تكلفني اي صداع راس ولا اية احزان او اسف ...على أنني كنت لا اجدني اتمتع باي سحر لاتكل عليه واعول عليه أن يقدمني اليها ...كما انني كنت ابعد عن مناطق الهزات والتوثرات النفسية لانني ابانها كنت اتابع بانتظام أدوية ضبط الانهيار العصبي وهي كانت تتكفل بلفي بأغطية امان تجعلني مكتفي بنفسي ومطمئن بالقدر الكافي على نفسي ما دمت قد اودعتها بين ايدي امينة ..ايدي المعالج النفسي ..تواجدي بالمكتبة اضحى شبه عادة يومية لما بعد الزوال ..ارتاح في صمت وجو المكان واترك لذهني ولمخيلتي ولذاكرتي ان تسافر مع قراءاتي ...فرضت هي نفسها على المكان لان لا احد يمكنه منازعتي في انني صاحبه الوفي وانني من اول مرتاديه تقريبا على الاطلاق ..فرضت حضورها بكامل انوثتها وبحدة تقاسيم وجهها وصرامة تعابيره ..شدت عيني وبالرغبة العميقة التي تنفتح عليهما وتسكنهما على شكل شفتيها وابهرني خيالي الذي تعقبهما ..كتمت تنهيدات داخلي وتحاشيت ان استمر في النظر اليها وهو ما لم أفعله فيما سياتي من ايام تالية ...كانت صاحبتها يمرن عليها لتغادر المكتبة معهن ولم اكن بقادر على ان امنع نفسي من الفرح وانا اقابل منها وجها اخرا ..وجه مبتسم ..فرح ..شهي ..وصوت مغناج ببعض الثخونة الذكورية لعلها كانت مصطنعته باتقان وبكثير من التمرين والاعداد حتى اصبحت تمتلكها وكأنها اصلا صواتيا فيها ...رافقتها بعد ذلك في كل مكان كنت اعبره واجدها تعبره هي كذلك ..رافقتها بتنبه واهتمام زائد ..هذه المرة كنت اشغل كل فكري وكل مواهبي على الاستقراء لأكون عنها صورة ذهنية اوضح ..كنت مصمما على ان اتعرف عليها وهذا ما كنت اقوله لما كانت تتقابل عيوننا ونحن بالمكتبة ونحن نحرص على أن نجلس في اقرب مكان يتيح لنا أن نكون متقابلين النظر فيه لبعضينا ...نازعتني بعض افكاري وخواطري قليلا نحوها وحاولت ان تسرب لي الملل والياس ..كانت تصور لي عبث المحاولة من جديد وتثنني عنها وتخيل لي انه مجرد سيناريوا فليم كلاسيكي قديم او مشاهد من روايات رومانسيه شعبية او لربما الحالة النفسية التي انا عليها وشبه انزوائي ووحدتي الشبه دائمة منذ آخر انتكاسة ما جعلني ابدا في الاحساس بالجوع العاطفي ولربما ببعض الحاجة للممارسة الجنس ليس الا ...
لم اكن اجري تمارين على ذاكرتي ولا كانت الأدوية تقحمني فيها فقط كانت في لحظات تمر علي صور من اقرب حالات الفوضى التي كنت اعيشها وصعدتها في والتي كنت احاول ان لا اجعلها تفعل في بتكبيت ضميري ودفعي لتبني احساسات الندم والشعور بالذنب ...كنت اقول لنفسي :"هذا هو حال طارق لاتقبله كما هو "كنت اعرف انني في حاجة لاعقد الهدنة مع نفسي ولاتصالح معها ..كنت في حاجة لارمم ذاتي واعتني قليلا بجسمي وبحالته الصحية ...مظهري انسته وانست معه كم يقلقني حاله وكم بالرغم عني عانيت معه وبسببه ..لكنني بالمقابل تعلمت جيدا كيف لا اجعله احد اسباب تعاستي وسر ما يبدوا علي من ميل للانطواء الاجتماعي الذي ابدا لم يكن في يوم كذلك حتى في اسوء معاناتي النفسية كل ما كان انني كنت مكتفي بعوالمي الخاصة وبفضاءات تحركي الاجتماعية الخاصة لم اكن بحال معني بتلميع صورتي الاجتماعية ولا بالظهور بمظهر رجل العلاقات الاجتماعية ...كانت لي دوائر اصدقاء وأصحاب خاصة كما لي طقوسي الخاصة واماكني المألوفة والمفضلة والشوارع والازقة الاثيرة التي اطرقها واسلكها وغالبا محددة سلفا ..كما لي ساعات لانسى فيها العالم والعالمين ولا اهتم الا بما احتسيه ولا يهم المكان الذي قد يرسوا عنده مزاجي واشتهي ان اسكر فيه ..كنت اعرف مسبقا ما تكونه الحقيقة الاجتماعية للفرد عند الاخرين وكنت اسخر منها لانها لا تعني أية حقيقة كل ماهناك كانت عبارة عن حكم او تقييم تصرف او سلوك لوحظ على فرد في لحظة من لحظات شتى غير مقدر لها أن تلاحظ وتتابع ليكون الحكم شاملا او تقريبا كذلك ..وعلى كل ما كان يهمني ان يترسخ ذلك الحكم ويتعمم ويظل لصيقا بي من ذاكرة ناس تفتخر بأنها تعقل الامور جيدا ...
كنت اكسر روتين ايامي ذات الوتيرة المتوسطة التي لم تكن تعج بكثرة النقاشات والحماسة والرغبات والفوضى ولا كانت منخفضة كئيبة سوداوية ...ربما فيها الكثير من البطئ الذي يجعلني أكثر قدرة على تامل الاشياء من حولي واستعادة علاقاتي مع الاماكن ومع وجوه الناس ..مع اصوات العالم الخارجي ..مع حركات الشوارع وتنقل المركبات ..مع ضوء النهار واضواء الليل ...كان يكفي ان انتظم لما لا يتعدى الاسبوع مع الأدوية لابدا في تحمل أثارها المزاجية ولارتدي نمط عدسات اخرى تحول رؤيتي للموضوعات وللناس وتبقني بعيدا عن اي صراع نفسي ...
علاقتي مع "عادل "ابن حينا لم تتبدل وان عرفت الكثير من التحول ..ظل هو هو صديق مقرب وحميمي .. كنت أقصده بمحل حلاقته حيث يشتغل وغالبا ما كنت اصادف معه صاحبنا "عبد الرحيم السباعي "...كان يفرح بمجيء ويتندر على بتفكه بانني جئت وجاء الكلام ...كنت قد أقبل بان اتعاطى معهما بضع انفاس صغيرة ومحدودة من الحشيش ..لم يكن يرقوني ان ادخنها بشكل عام وحتى عندما احن اليها افضل ان اتعاطها وحدي وبغرفتي الخاصة وربما اعاقرها لايام حتى اضجر منها واكف عنها لفترة ..
مع "عادل "الذي يصغرني سنا كنت عاطفيا جدا ..كان صغيرا جدا عندما أختار هو ان يصاحبني ..كان كبير أخوته وكان يعاني دون ان يملك الفهم لماذا يعاني ولا مايعاني منه بالضبط ..كان طفلا صغيرا وكانت امه من ترعاه والده كان دائما غائبا مهاجرا ..مسافرا وحتى عندما قرر المكوث لاطول فترة ممكنة كان مقسما بين اسرتين له بزوجتين واطفال لكل منهما ..."عادل "من الذين كانت تلحقه كنية والدته في التعريف عنه ..كان وسيظل كذلك على الاقل في ذاكرتنا "عادل ولد المصبحية"..لم يكن يشار إليه باسم والده او كنية والده كما كان الحال مع "نورالدين ولد الجعواقي "او "هشام خاه ديال محمد"و"محمد خاه ديال هشام الطويل "لانه كان كل طفولته يصاحب اخاه وغير معروفة حكاية انفصال والده عن والدته المتكفلة بهما كليا وهي تحتضنهم صحبة اختهم الصغرى بمنزل اسرتها مع اخوال صبيتها وخالتهم العانس ..
"عادل "يعقلني لسنوات عدة وفي حالات متعددة وبعد يتحدث عني وكانني احد أبطاله الذين يعجبونه ويذكر لي انني دائما كنت اعامله جيدا واخدت بيده في طريق اختبار العديد من تجارب الحياة والانفتاح عليها ..
"عادل "يحتوني باحترامه لي ويجعلني اتعامل معه بذات الاحترام والاهتمام .. ربما لم يكن بمقدرته ان يساير نقاشتنا التي كانت تحتدم خصوصا اذا انظم الينا "محمد الشكذالي "صديق طفولتي المقرب والذي لازمنا بعضينا البعض في كل مراحل عمرنا لكنه كان يستلذ جوها ويسعى بكل جهده على أن يبقى متنبها لما يدور فيها ومستوعبا قدر الإمكان الافكار التي نتداول حولها ..
"عادل "لم يكن ممكنا ان يتابع دراسته لذلك انقطع في مستوى ابتدائي أدنى وهو بعد صبي صغير .. ولا كانت ظروفه الأسرية تسمح له بأن يكون أية اهتمامات او هوايات جادة كالقراءة او الموسيقى او حتى الرياضة ..وظروفه تلك هي من جعلته كذلك مختلفا عن بقية أقرانه ..ربما كان بينه وبين نفسه يشعر بانه اكره على وضعه الشخصي ولم يختره او يستشار فيه ..وبينه وبين نفسه كان يتمني وضعا اخر وفرصا متكافئة تستجيب لطموحات الفتي الذي كانه ..
مع "عادل"كنت اضبط موجة تدفقاتي العاطفية لانه ببساطة يجعلني بذاكرة حية على زمن طفولتي وطفولة اقراني بالحي ..ببساطة كان حضوره يلحقني بماضي البعيد لاستعيده على مستوى انفعالاتي الأشد عمقا والاكثر رسوخا والتباسا في نفس الوقت بذاكراتي ..
عندما كنت اقر بيني وبين نفسي بانني في حاجة للعلاج اتدبر سبله واخضعني اليه ..ربما كان هناك من يشكك في جدواه وانا لا اتابعه باستمرار بمثل ما لا اعايد المختص بشكل دائم ..لكنني انا كنت مقتنعا بأنه المسلك الوحيد لاسيطر على نوبات تقلبات مزاجي التي يمكن ان تقتلني في يوم ..
كان يلزمني ان اوقف عجلة زماني على أن تدور في ساقيتها المعتادة مرحليا لاعيش ما يشبه فترة نقاهة جديدة وسلام جديد ...كنت احن فيها لاستعيد بعض دفئ علاقاتي باصحابي الذين لا نهملهم لكن طرق بعضنا المختلفة تبعدنا عن بعضنا ..وكنت هذه المرات اخدني للمقهي في غير ساعاتي المعتادة وبغير نية ان اجلس للقراءة وبعزم على أن اجالس اصحابي الذين مر علينا وقت لم نكن نتفارق فيه وكانت بيننا اكثر من أنشطة نمارسها سويا ومن مشاريع افكار وأعمال نهتم بها ..كان مرحب دائما بي من كل عائلة "بنكبور "ومن كل دائرة اصدقائهم الذين اضحوا اصدقاء لي كذلك لكنني لم اكن موضع تقدير خاص الا من نادل المقهي "عبد النبي "الذي كان يحب مني قدرتي على تجاوز انتكاساتي وتخبطاتي وقدرتي على مفاجئته دائما بانني بعد اسيطر على الامور ولا داعي ليقلق علي ..
كان اسمها "حنان" قد يراودني الشك في ذلك من موقع انني قد اخزن اسما في ذاكرتي وحتى بعد ان يصحح لي في اقرب مناسبة يصعب علي إعادة ادخاله مكان الاسم الاول الذي ثبت عندي ..ولم يكن اسمها لوحدها بل حتى صاحبتها التي ترافقها هي واخت لها كان اسمها "حنان "...
مع الاسف لم اهتم بعد كم من "حنان "تعرفت عليها في أيام حياتي وكل "حنان "كان يكفي ان يكون اسمها "حنان "لاجدني مسكونا بالرغبة في التعرف على كيف ستكون "حنان "هذه وكلهن ..كل "حنان"لم تكن في النهاية تحيل الى على "حنان "وحيدة احتلت مكانها عميقا في قلبي وذاكرتي "حنان "بنت خالي ..السمراء القمحية الناطقة العيون الشهية دائما وابدا ..
"حنان "هذه لم يجدبني اليها كل ما الفت الانجداب اليه عند كل من كانت تدعى "حنان "..هذه شغلتني ذهنيا حتى تعاليت عن اعارت اكتمال انوثتها انتباهي ..."حنان "هذه لم تفجر في سيل العواطف التي كونتها في سابق مراحل حياتي مع كل من تقربت اليها وكانت تدعى "حنان "...
"حنان "هذه أثارت في الرغبة لاطاردها لانني بدون ان استوعب تماما كيف حصل او يحصل الامر كنت استشعر بأنها تطاردني وبتخطيط مسبق ... وبانها ترفع التحدي بيننا عاليا ..كانت ترمقني بمثل ما افعل بدون تعبير ...كانت تقول لي "انا هنا "بمثل ما كنت اقوله لها "انني هاهنا "لم تكن تتهمك من نظرات استكشافي الأولية بل كانت توما لي بأنها تعرف عن ماذا اسعى التعرف عليه وتنتهي لكي لا تبوح اكثر ولا تحيل على نفسها او جسدها وحتى ان تصرفت بعفوية ولاح من شكل جسدها ما يمكن ان ان يشكل موضوع اثارة ..كانت تتعمد ان تلوح بعينها لما حصل امام عيني ولفت انتباه غيري ان لم يكن قد ابدي انه لفت انتباهي بدوري ...
"حنان "هذه لو كنت خارج وتيرتي المتوسطة لتعاملت معها كقضية يلزمني الاستخبار عنها ولا ارتحت حتى اتمكن من جمع أكبر قدر من المعلومات الشخصية والاجتماعية عنها ..لكنني كنت بنظرتي التاملية قد قبلت التحدي الذي رفعت سقفه بيننا وقبلت بان اهتم بها على طريقتي الخاصة ..لن اسعى إلى رصدك ..لن اتعقبك الى أي مكان ..لن احتاج الى أية معلومة يقدمها لي احد اخر عنك او احتال في طلبها منه ..ساترك لعنايتي ..ساتبعك في ادق تفاصيلك ..سافضحك بينك وبين نفسك حتى تنفتح لي معرفتك ...
"حنان "هذه ..حركت بداخلي الإثارة عميقا ..نبهت كل حواسي..حركت بداخلي الرغبة القوية لامتلاك حقيقتها او على الاقل البعض منها .."حنان "هذه جعلتني اتراجع للخلف في جلستي للمطالعة واشيح وجهي قليلا عن رؤيتها والتفكير فيها .."حنان"هذه جعلتني اتراجع للوراء وابدا في التفكير بحق في الاقتراب منها ..
"حنان "كانت تلميذة بالثانوي ..تسكن حيا متميزا على ناصية سوق الكبيبات بالمدينة القديمة ..تلبس بشكل عصري وحداثي كاف ليبدي روعة انوتثها وسحر وجهها ..غير متانقة ببهرجة بل تبدوا بسيطة وطبيعية كاي بنت في عز عنفوانها وهي بالكاد قد تكون بنت الثامنة عشرة او التاسعة عشرة ...
هل كان يهمني ان اعرف اكثر وبدقة اكثر من كل هذا لابدا في رسم صورة تخطيطية عنها في ذهني ؟!لا ..كان يكفيني ان اتابعها فيما بت اعرفه ..ان انظر لسلوكها الاجتماعي داخل اطار الحي ،السوق ..المركز التجاري الذي تسكنه والذي يحصل ان اخترقه قاطعا الطريق من او الى المكتبة او في غير مثل هذا المشوار صحبة احد رفاقي او حتى وحدي ..وان اقيس مدى حرارتها الاجتماعية التفاعلية مع ناسه ..مع الباعة وأصحاب الدكاكين الذين قد لا نعرف منذ متى وهم هناك ولازالوا كما كانوا يشكلون الوجوه القديمة والمالوفة والراسخة في اماكنهم
هم وغيرهم من ساكنة المدينة القديمة الذين يفتخرون بان ينعثوا أنفسهم بأنهم العرائشيون الحقيقيون والاصليون للتأكد فقط من معطى فرضي صغته في راسي :"هل هي عرائشية ؟! هل هي على الاقل عرائشية المنشا ؟!"لانني كنت اعرف انها ان كانت كذلك وان كانت بنت المدينة القديمة فهي بالتاكيد تعرفني وبالتاكيد اعرفها ...لا ..وليس كل هذا فقط بل الاكيد انه كانت بيننا سابق معرفة قريبة من بعض ..اين وكيف ومتى هذا ما ساعرفه بعد ان بدأت اتيقن من انها هي كذلك لان لا احد يتحاشى سلام تلك المرأة التي تجتدب الحديث مع جميع من يقابلها وتتعامل وكأنها ام للجميع ..ولا بنت تتقبل الغزل الفاضح من ذلك الشيخ الذي يبيع النعناع والبقدونس وحبات الليمون دون ان تكون كبرت .داخل نفس الحي او عاشت بالسوق صحبة والدتها البائعة..ولا بنت ترد السلام والتحية على شباب الحي الذين يجتمعون بالقرب من باب القصبة اتقاء التحرش بها مثلا ان لم تكن بحق تربت بالقرب منهم ...
"حنان"هذه ..كانت بنت المدينة القديمة ..بنت العرائش..تدرس بثانوية محمد بن عبد الله "التجيرية". وهي بلا شك درست المستوى الاعدادي باعدادية الامام مالك في غير مرحلة دراستي بها لكنها قد تكون تعرفت علي من من بقيت على علاقة بهم من بنات مجموعة "الزنابق " اعرف جيدا ذلك السلوك الفضولي والمتساءل عندما تلاحظك بنت مراهقة وبنات في سنها يستوقفونك ويرتمون عليك بتحبب واحدة تستدعي الاخرى حتى يشكلوا عليك حلقة مبهحة .تعج بالفرحة والحبور والود والمحبة ..فتقف او حتى لو لم تقف للتتطلع فإنها تبدا في الاستفسار عنك وعن ماتكون وعن لماذا يحصل معك انت بالضبط ما رأته يحصل معك وكثيرا ما كان يحصل معي ذلك من بنات المجموعة الحبيبات الى قلبي ..وستحصل على بعض الجواب وستتعرف على "طارق "ذاك الذي كان وتالق نجمه ذات ايام بالاعدادية كما لم يكن يتنبأ لي الجميع ..وستتعرف بالتالي على حكايتي الحزينة التالية والتي تتداول كالنار في الهشيم "طارق "الذي تغير من ان حاول تمزيق شرايين يده في محاولة انتحارية عنيفة ...وقد تتبعني اكثر لتحاول بدورها ان تعرف كيف يكون حاضري وستعرف ما يعرفه الكثيرون عن "طارق "ذاك النوعي والمثقف والناشط الجمعوي والذي يشتغل مكاتبا ومراسلا صحفيا لعدد من الجرائد والذي قد يظهر صحبة بعض وجوه المدينة وساستها ..ولو همها التعرف علي لوجدت اكثر من طريقة لاقتحامي كما كن يفعلن الكثيرات من قريناتها وزميلات دراستها دون ان يكون همهمن التقرب اكثر على الاقل مرحليا ..فهل تكون "حنان "هذه احداهن ؟!من يدري ان كنت انا نفسي يتساءل ..!؟ فانا يحصل لي ان اتصرف بتودد بالغ واقبل ان يتجرا علي العديدون واتعاطى معهم بتحبب وتلقائية دون ان يكون همي منهم شيء وبسرعة قد لا احتفظ بهم في ذاكرتي القريبة والحاظرة دوما ناهيك على التبدل السريع والعجيب الذي يحصل مع الصغار ومع الصغيرات بالخصوص اذ قد تكفي فترة قصيرة نسبيا ليتحولن لاخريات لا يشبهن ما كن عليه من قبل ... ثم انا نفسي دائم التحول واطور من نفسي باستمرار حتى اكاد لا اعود اتذكر كيف كنت في سن مبكرة الا عناوين المرحلة ولا من وجوه من درسوا معي غير من كنت مهتما بهم ويهمونني ..وهي "حنان "هذه الا يعقل ان تكون واحدة من اللواتي اقتربت منهن ؟!هي بالتاكيد جميلة ومعتنية بنفسها وغير خجلة من انوتثها وبلا شك كانت كذلك في صباها و ربما احلى من الان ..هي بالتاكيد كانت تنزل البحر ..والبحر فضاؤنا الحميمي المفتوح الذي نتعارف فيه كل على بعضه وقد نسمح بان نتمادى في تعارفنا إلى تبادل الاكتشاف واللعب الحميمي ..وقد تكون من اولئك الذين يفرض وضع الجلوس في القارب الذي يقلنا الى شاطئ راس الرمل لتجلس ملتصقة بي ولاحاول انا تلين الموقف عليها وعلي بإجراء محادثة معها قد تادي بتعارفنا الأولي ليسهل اقتراب اي طرف منا من الاخر وقد تطلب او تسمح لي بان اطلب منها ان تسبح معي بما يعني ان نتلامس ..ان نتعانق ..ان نتكاتف..ان تقبلني ان رقتها وان افعل مثلها انا كذلك وغير مهم كم اكبرها او كم تكبرني ان اجتدبت الي وسمحت لي بان اجتدب اليها .. وهي متى كانت تنزل الشاطئ فهي بالتاكيد زارت لأكثر من مرة في عز موسم التصييف شاطئنا الصخري القريب من جهة سكنانا وهناك شكل اخر من التعارف الندي والصريح ..والاكيد اننا سنكون قد اجتمعنا في الاكثر من مناسبة ربما على هامش فعاليات ثقافية او فنية أو مسرحية او حتى في تظاهرات عرس وزفاف التي تقام بالشوارع وبازقة الاحياء الشعبية ...وربما أكون ببساطة قد تعرفت عليها عن طريق واحدة تكبرها وكانت تصاحبها ليحصل بعد ذلك ان تحرص هي الصغيرة على أن تبادلني السلام والسؤال لفترة قبل أن أن تختلف طريقنا عن بعضنا ونتخلف لاحقا عن ممارسة نفس عادة مبادلة التحية بيننا حتى نخال مع مضي الوقت اننا لا نعرف بعضنا البعض ..
هي ..قد لا تكون اقتربت مني ابدا لكنها كانت قريبة من دوائري..هي قد تكون كعديدات امضينا عمرهن الصغير في تتبعي والاهتمام بي من بعيد ...انا نفسي اعرف من بعد تتحين الفرصة لاقتحامي ولا افعل شيئا لاشجعها على ذلك لان منطق اللعبة يتطلب القبول بموقف الطرف الآخر من حيث انه هو من اختار ان يضعك في مجال رؤيته واهتمامه وعليه وجب منك انت تقديره والبقاء فقط منتظرا أن يعبر هو اليك ...اذكر جيدا كيف انهت تناسل تلك الأسئلة والحيرة برأسي اختى الصغرى"بشرى"وهي تؤكد لي حقيقة أن البنات بدورهن يهتمن لمن يعحبهن ويتمنين ان يفتحن معه علاقة وان كل واحدة وما يعجبها ...واثبت لي الحقيقة مع صاحبات لها اهتممن بي ...وفيما بعد صرت اتصرف بذكاء تجاه نظرات وحركات بعضهن التي يعبرون بها تجاه اصحابي ورفاقي وافطنهم لمثل هذه الحقيقة ...
"حنان"هذه قد تكون تلك البنت التي راهنت علي ان تاخدني اليها في الوقت الذي يناسبها والاكيد انها جسرت سبل ذلك على مراحل كانت تعبر فيها مجال رؤيتي وتستحود فيه على كامل تنبهي ..اي انها كانت تتعمد ان تسحرني لتهيم بي في زمن وحدها تعلمه ...
"حنان"هذه يلزمني ان اصل اليها في ذاكرتي قبل أي مكان آخر ..لان "حنان"هذه تولد في دائما الاحساس بانني اعرفها ..فهل تكون واحدة من اللواتي صدوني عند اول محاولة اقتراب منها او حتى جس النبض فالمني ذلك لازيحها تماما من ذاكرتي ومن الانشغال بها ذهنيا ..حصل معي ذلك ولم يكن من جرح في انايا او نرجسيتي ولكنه كان ببساطة قبول بلعبة اننا لم نتوافق فلندع بعضينا وكاننا ما عرفنا بعضينا لا داعي لمولد الحقد بيننا ان لم نستسغ الحب علاقة بيننا ...
"حنان"هذه لا ينبغي على أن اتركها تتعبني لانني ببساطة ساقلب معها المعادلة التي لن اتحاهلها فيها ولكنني ساتعامل معها كما لو لم اعرفها الا متى ظهرت في مجال رؤيتي بكل هذا الوضوح وبكل هذه الحدة في الحضور ولكي اسهل عليها الطريق وعلي سافضح خواطري بشانها امامها ولها انها ان تقرر هي ما شاءت من موقع ما تكون هي قد وصلت إليه معي او بخصوصي وهكذا سنكون حتما قد انتهينا اما لنبدا من جديد او لناسس لبداية ممكنة او لنحول الاتجاه ...
هل كنت عمليا بما خلصت اليه ؟!ام هل كنت اعالج الحالة الذهنية التي اقحمتني بها باساليب علم النفس المهني وبمهارات التكيف مع الأوضاع او القيام بالتحويل المناسب ..؟!ربما توسمت في الطريقتين طرق بابها ..الاقتراب منها ...المخاطرة بإمكان خسارتها نحو ان افوز بالتعرف عليها لانها بالفعل انثى تستحق مني ان لا اجعلها تمضي دون ان تعبث بكياني وتستوطن جزءا من ذاكرتي الحية ...كان يعز علي فقر حال من لم يجرب ..من لم يلهت وراء المعرفة ..من لم يولى امر ان يتمتع بجنة الارض بالا ..كنت اغضب من من اجدها او اجده مجرد قانع بحياته الباهتة والموحشة والمقفرة ..لم اكن اقبل من كل من كان يدور قريبا من فلكي ويمت بصلة لدوائري ان يمضي في تبلد وسذاحة حاله ويبقى حبيس ردود الفعل المتشنجة او المرضية ..كنت من تلقاء نفسي اقرر أن اتدخل لاهزه ..لاصدمه حتى بينه وبين نفسه ..لاعركه قليلا لاعرفه على مدى اتساع الحياة وعلى مدى زخمها وثراءها وكنت اعرف انني في مساعي ذلك حتما اريده في صفي ..لجانبي لكنني اريده حرا في كامل اختيارته وبثبات ارادته في تبني أية قناعة بعد ذلك وفي ان يسلك اي طريق ...وكان يكفي ان اتخير اللحظة المناسبة لاتوجه اليه بالحديث والحوار لانني ملكت مهارة إدارته بالتعود والتطوير في كل مرة كنت افعل ذلك ...
لم اسالها هل تعرفني او هل سبق ان تقابلنا ..؟!..لم اناديها حتى بالاسم الذي التقطته تنادى به ... اقتربت منها فقط وهي تقف لصاحبتيها بالممر الذي ينتهي الى الباب الكبيرة لمبنى منذوبية الثقافة ويؤدي الى الخارج إلى ساحة دار المخزن "الكومنداسيا"..كانت متحسسة جدا من اقترابي لأنني تعمدت مساءها ان اكف عن المطالعة واختلاس النظر اليها بين الفترة والاخرى وابدا في كامل تاملها واكتساحها حتى مكنتها من ان تشعر بالتوثر ..كان علي ان اهزها قليلا كما فعلت هي معي طوال المدة السابقة لكن بتمهل ...انا تعمدت ان اواجهها لامهد لخطوة الاقتراب هذه .. وخاطبتها في إمكان أن أقف اليها الوقت ذاته الذي تقف اليه مع صاحبتها بافريز الساحة المكل على الميناء وللابعد منه على موقع مدينة ليكسوس الأثرية ومجرد التحاور معها ..تطلعت الي مليا مباشرة في عيني ولم أضف شيئا على كلمة "زيد ...(هيا).."وهناك حدثها عن كل ما جال في خاطري نحوها وعن حقيقة ما حركته في وتحدتث عن نفسي..عن حاضري ..عن احتياجاتي النفسية الحالية بكل صدق وتحرات ان اقولها لها بصراحة بانني لست مستعدا لاقحمني في خسارة جديدة ...وحددت معنى كم كلفتني تلك العلاقات العاطفية الغير متوازنة من خسارات ..كانت معظم الوقت تصغى الي واحيانا تبتسم في وجهي وصاحباتيها كانتا ذكيتين لم يحاولا تذكيرها بكم استغرقنا من الوقت وكم بات الاوان متاخرا ..وانا مادمت قد بدأت الكلام وتحاوزت عثراته الأولى فلقد قلت كل شيء وبدات اصبغ امكانات علاقة ما تجمعنا ..تقربنا من اكتشاف بعضنا لما يكفينا من الزمن الخاص بنا ودونما شرط او قيد او التزام بغير الصدق وبغير ان نكون اولا وقبل اي شيء اوفياء لانفسنا ولاختيارتنا..هي كررت بابتسام لأكثر من مرتين عبارة "تعرفني تقول تعرفني وتقول في نفس الوقت بانك قد لا تكون تعرفني "شرحت لها المنطق الذي يدفعني لمثل هذا الاعتقاد مع كامل حرصي على أن اصدقها حتى فيما قد يقبع خلف شكي الخاص ولم اتحجج بما يمكن ان يكون مجرد اثار عرضية مترسبة لتعاطي الأدوية النفسية والعصرية لفترة طويلة من الزمن..لفتت صاحبة لها انتباهي لخلو الساحة من المارة وتاخر الحال بالتالي لابدا في وضع نهاية لمحادثتي ففهمت عني انه وجب التحرك من المكان على الاقل وكان طريقنا واحد اللهم هي بمجرد عبور الزقاق الى باب القصبة ستكون قد اشرفت على باب بيتها وصاحبتها غير بعيد عنها..اكتفينا بالمضي جنبا إلى جنب لم تكن تنظر إلي ولا انا فعلت ذلك وفي وسط الشارع توقفت كمن ااودن لها ان تلقي بامر الانسحاب وذهاب كل واحد منا لامره لكنها انظرتني وطلبت من صاحبتها انتظارها لحين الذهول للبيت والعودة لايصالهما لبيتهما هما الأختين الصنوين للبعضهما ..
رافقتهن من جديد ودخلنا الأختين لمنزلهما وعدنا لنتمشى في بعض من الشارع وتوقفنا منه جانبا مفتوحا على الشارع الذي يقبع به منزل اسرتها ..كنت قد أصبحت غير قادر على ان استمر في الكلام ..خلت انني قلت كل شيء وعبرت تماما عن ما كان يجول في خاطري والان ما عاد يهمني حتى ان تقرر هي فيما عساها ستفعل بي وببوحي لها ..كنت متوثرا من الصمت الذي داهمنا وفجات اندلعت هي بالكلام بمثل وتيرتي ..ابتدأت متعثرة لتنطلق بسلاسة وعفوية في التعبير ..اكدت لي بان حدسي كان صحيحا وأنها من اختارت ان تعاود الظهور في مجال رؤيتي وفي مكاني الحميمي الخاص "المكتبة "وقالت لي انها متأكدة انني اذكرها واذكرها جيدا وأنها لا تقدر حاجز النسيان لاثار ما اتعاطاه من عقاقير ..لانها تعرف عني حالات تعاطي العنيفة لبعض المهداءات في ساعاتي العصية ..لم تكن تفاجئني ولكنها كانت تفعم دواخلي بحالة سلام مطلقة ..بدت مهتمة بحالتي النفسية ومركزة ببعض الحدة عليها مما عاد ليحرك في غيضا داخليا علي ..على "طارق "الذي اكونه في بعض الحالات .. لم احاول ان اطلب منها تدقيقا فيما كانت تسرده عني ..كنت منتظرا أن يأتي الاخبار والتفصيل منها لكنها كمن احست بالحاجة لان تبرر نفسها اكثر امامي ..كانت تبحث عن تبيان دواعي ظهورها الان في حياتي ومترددة او خائفة من ان اسيء فهمها ..بدت لي تائهة وتعاني..كانت قد كفت على أن تنظر إلي مباشرة في عيني ..تتحاشى نظراتي ..ربما فكرت لأكثر من مرة من ان توقف محادثتها لي وتنسحب بهدوء ..كانت تحوم حول فكرة العلاقة كما يتصورها الذكور وكنا تتصورها الاناث دون ان تحدد موقفها هي منها وتعود لتنقض اهتمامها بالخوض حتى في الحديث عنها ...كانت لحد بعيد تشعر بانني فضحتها ولم افضح نفسي امامها بالقدر الكافي ..ربما كانت تعول على عامل الوقت والايام بيننا لتجعل سلوكي يفضحني لتلاعبني بضع الاعيب الحب ..وانا علمت من متابعتي لطريقة افصاحها لي الغير التي تتحدث بها انها لن تقول لي اكثر مما قالته على الاقل ان لم اساعدها في ذلك .. وطلبت منها ان نعود لمقال الصفاء بيننا لمقام انني اعرفها وهي تعرفني ولنبقى في ثناياه وعدت لاتحدث بحرقة عن ما يعني لي ان تكون تعرفني وتعرف انني اعرفها وأنها مازلت مصرة على أن تعرفني على ما قد يسجل علي اجتماعيا وقد لا يسندني ..لكنها ابت علي ان يشكك احد في قدري على الاقل من جانب كل الذين عرفونني واقتربوا مني وعاشوا تجارب اجتماعية بجانبي وأكدت لي بأنها لو كانت تعرف بانني لا اصلح اجتماعيا لما كانت لتقف لتخاطبني او تقبل حتى بان انظر إليها .. وعبرت بها إلى منطقة الامان بوثبة متجاسرة :"اذن اصحاب .."ردت علي وهي توما براسها ايجابا :",نعم اصحاب .."..وخلال تلك الاثناء اثار انتباهي لسيدة قطعت الشارع الذي يقابلنا ودارت على يمين وهي تنظر يمينا و شمالا كمن تبحث عن احد ..فوجهت انتباهها لربما تكون والدتها تلك السيدة وخرجت تبحث سر تاخرها نظرت جهتها وأكدت لي صحة تخميني وقبل ان تنطلق في اتجهاها وبعد ان حاولت بتردد أن تنادي عليها اقتربت مني وطلبت مني ان نكمل الحديث في الغد في نفس موعدنا المسائي ..قالتها وهي تبتسم من اقرارها بأنها كانت دائما معي على موعد بالمكتبة وهذه هي نفس حقيقة ما صار معي منذ ان عاودت الدخول لمجال رؤيتي ولفضاءاتي الحميمية الخاصة ..عادت لتنظر جهة امها التي كانت ذاهبة في اتجاه منزل صاحبتيها ثم استدارت لي واقتربت اكثر لتسلم على من الوجه وتنظر في عيني بتودد وغزل وتواعد وتهمس لي :"حتى للغدة ..(حتى الى الغد ).." لم اقدر على أن امنع نفسي من تقريبها اكثر من حضني وان احضنها لهنيهات واهمس لها صادقا وعن حق :"شكرا ...شك.........را بزاف .." ومضت مسرعة وهي تردد بصوة عالي :"صافي ..غذا ..بسلامة .."
Tariktariko
ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...