الخميس، 3 أكتوبر 2019

يوميات : المسموح واللامسموح به ( تابع : عوالمي السرية "٤" )


كانت لنا احاديثنا الخاصة التي لم،اكن استلذها معظم الوقت دون ان اعتقد مع نفسي انني ذلك الفتي المؤدب الذي يحرم عليه ان يخوض في قلة الحياء او يتكلم علي ذلك النحو ..لكنني فقط لانني استهجنها ولانها كانت تنتهي بان تعطيني انطباعات وسخة واحساسات بالقذارة ..كنت اعرف انني علي نفس انتباههم ووعيهم بما يجري من حولنا ..كانت نفس الاشياء قد يستهوينا مراقبتها وتلفت انتباهنا بقدر معين ..لكنني لم،اكن في حاجة لان اتحدث عنها بطريقتهم المبتدلة كما انه لم تكن عندي نحوها اية احكام ..انا كنت اتقبلها كما هي ..بما هي وقد يرقوني اكتشفها وتتبع اختلافها علي انها لم تكن كلها تعني لي من قبل الشيء المهم،لولا ان اخرا يكبرنا لفت انتباهنا اليها وجعلنا نهتم ونتساءل نحوها او لربما احدنا بما لا اعرف كيف تماما تلقفها واثارها فينا ..فنحن لم نكن علي نفس المدارك ولا التجارب والاختبارات ..كان فينا الماكر وحيلي والغبي الساذج والمدعي الكذاب والصادق الغشيم والمتذاكي الذي يخدع بسهولة وصاحب الراس الصلبة الذي لا يتاثر ولا يسمع الا نفسه ..وكان فينا المتنمر والارعن والمتنر عليه من الكل وباستمرار ..وكان فينا القوي والضعيف وكان فينا الاول علينا في كل سباقاتنا والعابنا وتحدياتنا والذي ياتي الاخير دوما ..لم،نكن كلنا لنسلك بنفس الطريقة ولا كلنا لنكتسب القدرة علي الحديث والحكي واستخلاقه بنفس القدرة وعندما نحتك ببعضنا نتبادل الاستهواء والاعجاب والتعلم من بعضنا ..
كان حدث استثنائي ان امكث وقتا طويلا من المساء الي ساعات متاخرة من الليل مثلا مع زمرة منهم وان اجاريهم،في العابهم وتنمراتهم وازعاج الناس والجيران وان اجلس مثلهمعلي الارض المتسخة واردد مثل البقية اغاني اكبرنا او امكرنا وان نحدث الضوضاء ونطرق الابواب ونفر ..او نتحلق لاحاديث وقصص الالعاب الخفية مع الصغيرات ومن يكبرهن ..لانني ببساطة قد اعنف واعاقب ان عدت متسخ الثياب او ممزقهم او بجراح في القدمين او الركبتين والمرفقين وسيكون من،نصيبي عقاب اشد لو حدث وان اتي من يشكوني لولدتي ..
كان الاصحاب المسموح،لي بملاعبتهم،مختارون لي والباقون كانهم،ممنوعون علي او غير مرغوب لي بالتواجد معهم،..وكل الذي اعرفه انهم،هم،يعرفون لماذا وان الامر يتعلق بالكبار واحكام الكبار ..وبين المختارين لي لم،اكن لاجد المتعة الحقيقة لانني كنت اجدهم سخيفين وتافهين وساذحين واقل ذكاءا وجبناء ..لكن هل كنت ارغب في ان اكون مع الاخرين .؟ نعم لكن ليس دائما لانني لم اكن لاستطيع مجارتهم لا في قدراتهم او قوتهم ولا في مهارتهم ولا في اسلوبهم،علي التحدث والنطق بالكلمات ولانني كنت فقط بالعطف يسمح لي بالانظمام،اليهم ..كان هناك من،يتفضل بان يعرض عليهم،قبولي ويتراجهم،في ذلك ..ولانني سريعا ما كنت ساتحول الي ملهات لهم ومحط سخريتهم وتنمرهم علي..لم اكن،لاجذبهم،لعالمي ولا لأحضى برغبتهم،في ان يكونوا اصحابي ..لم،يكونوا لبستسيغوني وليستهووني ..لعلي كنت ثقيلا علي قلبهم واميل للبنات ولالعاب البنات لاكون من قبيلتهن وغير فطن وصلب ومحتال استحق ان اكون لجماعتهم ..وكان يعز علي انني حتي من استخفت به وحسبت انني ساغلبه يغلبني ..كان يعز علي انني ابقي ضحكتهم ويتنكتون علي لايام،لانني بسرعة كنت اقع ضخية مكرهم ..كانوا يوقعونني في عراك علي انهم،ستجمعون لنصرتي ويتركونني وينسحبوا شامتين في ..كانوا يعرفون كي يثيرون غيضي لاحاول الشجار مع احدهم،فينال مني لانسحب باكيا لمنزلنا ..كان يستهويهم ان يرجونني في العابهم مثل ما ليس منتظرا منه ان يحقق اهدافا او يسد ثغرة ..حتي في العاب الكرة ان اشركوني فدوري ان اقف عند الشباك لتسدد علي الاهداف التي تكون حتميا ان تسدد بعد ان خرجت الكرة من بين اقدامهم ..او ان يكون علي ان اظل عالقا في حراسة ثيابهم،بينما هم نضوا للسباحة وسيتغيبون عني لاطول وقت ..وكنت احلم،بانني يوما ما ساتجاوز كل عثراتي وساكون قويا لاجاريهم ولما لا اهزمهم ..كنت احلم بان اجعلهم،يغيرون مني و يعودون الي برغبتهم،في ان يتقربوا مني هم،هذه المرة ..كنت احلم بان،اصبح قويا لادافع عن وجودي بينهم ..لكنني لم،اكن اعرف كيف سانال ذلك ..كانت تعوزني عضلاتهم،وبنيتهم الجسمية ..قدرتهم،علي ان اعدوا واركض مثلهم،سرعتهم علي نشل الاشياء والقفز ركضا..لم،اكن اعرف كيف اصبحوا هم،كذلك ومن اين اكتسبوا قوتهم ..كنت اكل واكثير من الاكل كما يقولون لاصبح قويا لكنني لم اكن اقوى ..كنت انا الوافد من مدينة اخرى لم،اعش لجوارهن السنين الخمسة الاولى من حياتي واليها لربما ارجعت سبب علتي او لانه لم يكن مسموحا لي بما كان مسموحا لهم مثل الخروج والبقاء اليوم،باكمله في الخارج..واللعب دونما نهي بالحجارة وبقدف الاشياء والتعدي علي الصغار والحيوانات والمضي وحدي للشاطئ الصخري او للغابة ..كان حدود المسموح،لي مخالف عن حدود المسموح ،لهم ..وكان الزمن المخصص لي للخروج للزقاق وحدود تسكعي به غيرها عندهم ..وما ممكن ان اعاقب عليه بطريقة او اخري مخالف تماما لما يمكنهم،ان يعاقبوا عليه .،كان طبيعي جدا ان يكبر الغبن معي وبذاخلي احساس فادح،بالنقص ونزوع لان اصمت واكبت وميل لان،اظل علي مسافة منهم مع استمرار في مقارنة دائمة بيني وبينهم ..
اتبع والدتي الي بيوت العائلة والاقارب ومعارفنا ،اغير لباسي بما يليق واصحبها واختي التي تصغرتي بعامين ونمكث بالبيت عند زياراتهن لنا ..واطول وقت خارج عن الدراسة اقضيه صحبة اختي بالبيت او بجواره ومع صاحباتها هي..التي حاولت اكثر من مرة ان اقاطعهم وابتعد عنهن لعلي اخلص من سبتهم ونعتهم لي بمصاحب البنات ..النعث الذي كان يبخصني قدري ويضفي علي صفات الرخاوة والضعف وانعدام الذكورة وهو ليس الحقيقة التي كنت احس بها مع نفسي لانه لم يكن ينقصني ان اكون مثلهم،غير ان العنف الجسدي واللفظي كان غير مسموح،لي وانعدام،التهذيب كان يعني ان اظل سارحا النهار كله بالازقة والشوارع والمطارح ..وابن السوق ان اكون بلباس متسخ .حافي القدمين متسخهما او اذهب دون اخوتي لشاطئ البحر او للغابة ..والغير المربي ان اطليق صوتي عاليا بالصياح والسب وان اضايق الكبار ..لم،يكن،ينقصني سوي ان انقض كل ما تهذبت عليه وان اسقط واتخبط في التراب والرمل وانهض واعاود الجري وان اغوص في برك ماء المطر وان اتحدي كل النظرات ومن لم استطع مواجهته ابتعد عنه مقدرا من المسافة وانهال بقدفه بالحجارة والسباب ثم،ان اهرب ..ان اجرب نفسي مرات مع من يصغرنني ثم،من يقاربنني سنا ثم،مع من،يكبرنني بتحديهم والتعدي عليهم،الا ان يقوي عودي ويصلب واصبح قويا بالمراس..واعدم ان اخاف او ارهب اي كان ..وان اتعلم كيف احتقر البنات واخيف الصغيرات مني واتنمر واحتال عليهن ..ان افعل كل ذلك،واكثر ..وهو ما لم،يكن مسموحا لي لانني يجب ويجب ويجب ان،اكون واكون واكون ..ولم،اعرف ان،اجد تعديلا يقبلوه ويمكنني في نفس الوقت ان اكون،مثل باقي الصبية الذين يلعبون ويتواحدون بالشارع والازقة احرارا واقوياء وقادرين ...كانت التسلية الممكنة هي ان اشارك اختي وصاحبتها وبنات من نزورهم او يزوروننا العابهم ..وان،لا اكون مشاغبا معهن لانه علي ان استوعب مع ذلك انني ذكر وهن،اناث ..وهي المعادلة التي لم تكن صعبة علي لافهمها لانني ادرك تماما بانني ذكر وهن اناث ومختلفين عن بعضينا لكنني لا اعرف تماما ما هي حدود ذلك بعيدا عن اختلافات تكوين حسمينا ونبرتنا في الكلام وما نرتديه من بعض الثياب ولم،اكن،لاتفطن الي ان مشيتنا مختلفة او ان بعض سلوكتنا مختلفة لانني لم،اجدني مدعوا لملاحضتها والانتباه اليها هي في حد ذاتها ..كنت اعرف ان بعض الالعاب محصورة علي الاناث كأن تهتم،بعروسها ودميتها لكن ما المانع ان اشركها العابها وان احاول اعداد دمية قصب والبسها اثوابا واقص لها شعرا واهديها لاختي او انافسها الاعداد ..ما المانع ان نرسم،جداول علي ارضية سطح،منزلنا نقفز مربعاتها وفق قواعد محددة سلفا او انط الحبل مثلما تفعل هي ..ما المانع من ان نتفق علي اعداد طبختنا علي موقدها الفخاري الصخير واشاركها الطهي..بل لماذا لا اقابل ببعض الاستهزاء سوي لما احاول مشاركهتن العابهن خارج البيت.اما داخل بيتنا او بيتوهن فلا احد يتجرأ علي ممانعتي او استنكار ذلك علي ..كنت اعرف انني صحبتهن،لا اتجرد من،ذكورتي ولا اسلبها وانني كل ما في الامر انني في حاجة،لتجزية،وقت فراغي وللخروج من احباطاتي في ان اشارك بقية الصبية العابهم،العنيفة والخشنة ..كنت اعرف انني صحبتهن ،لا اتظاهر بانني واحدة مثلهن بل ابقي انا من انا وانما اشاركهم،اهتماماتهن وانشطتهن والعابهن ما دمنا بالبيت ودام انني لا احب ان اظل وحدي بالقرب من البيت او بعتبته دون ان،اشارك الاخرين سرمحتهم والعابهم وتسكعهم بالجوار ..واخي الذي يكبرني باربع سنوات غالبا مايذهب لاصحابه ويبتعد عن المنزل وقليلا ما يصحبني معه لانني ببساطة اصغر من ان اسايره واصحابه نشاطهم واندفاعهم ..علي انه لما يمكث،بالمنزل بصحبتنا هو من،بتخير لنا ما سنتشاركه من العاب او حكايات ونشاطات ويجعلنا سعيدين بصحبته لنا ...كان مدام،ان،للبنات من غير الصبية اوقات محدودة اكثر للخروج للجوار لا اخرج غالبا الا لما يكون مسموحا لاختي بان تفعل ذلك وابقي لجوارها مفظلا ان نبتكر العبنا ومرحنا وحريصا علي ان اتعلم ما تتقنه هي من مهارات مخصوصة لها وللاناث ..وحتما هي كانت سعيدة بان ابقي مانسا لها وحدتها وسعيدة اكثر بان يكون لها حق مرافقتي للخارج وللابعد من الجوار لما غدي مسموحا لي بان،اذهب لقضاء بعض الاغراض كابتياع حاجيات للبيت او الذهاب لمنزل احد افراد العائلة لايصال غرض او خبر او للاضطلاع علي امر ..او حتي للتجول في شوارع وسط المدينة في الاعياد والمناسبات ما دمت اعرف جيدا طريق العودة ومدربا علي ان اتفادي مشاكشات الاقران والعودة باختي التي تصغرني سالمة من،الاذي للبيت ودون،ان،نتعرض لمكروه ..وحتما كان،سيكون الوضع دون اختي جحيما لمن،بمثل وضعي وان،لا اعرف تماما كيف كان سكون،الحال لو ان،اختي كانت صبيا ذكرا عوض ان تكون انثي ..؟! لاعرف لكنني اظنه كان سيكون مختلفا بلا ريب ولربما كنا سنكون مثل اخوينا الاكبرين الذين يتشاركانوفي كل شيء بما في ذلك غرفة،نومهما بسطح منزلنا ..
مع اختي الاصغر مني ناخد نفس الطريق للمدرسة ونعود سوية وقد نصحب والدنا في المعتاد خصوصا لما كنا احدث سنا لكنه حين،ان المدرسة قريبة من البيت كما كل شيء اخر بمدينتنا الصغيرة بما فيها منازل اقاربنا والسوق والصيدلية والمتاجر ووسط المدينة ولطلما جلتها مشيا علي الاقدام،صحبة والدتي والدي ..اعمامي ..جدتي ..عماتي ..ابناء العائلة الكبار..وحفضتها عن،ظهر قلب واختبرت مرات بشانها ونجحت اصبح ممكن،لي ان اخرج واختي بعيدا عن البيت بالاستئذان طبعا وبموافقتهم المسبقة ..وكنا كصاحب وصاحبته نخرج ..اكاتفها وتصحبني او تمسك،بكفي ونمضي ..لم.نكن،الا في مناسبات معينة او مرة كل شهر نملك،ما يكفي من،نقود لنشتري ما نريده ونشتهيه ..في الايام،العادية هي قطعة واحدة او شيء واحد نشتريه وبقطعة،نقدية نحاسية اللون انا الكبيرة وهي الصغيرة اي نصف ما امنح،اياه هو فقط ما تناله حتي في اخر كل شهر او في الاعياد ..لكننا كنا نملك ان نفرح بها مؤقتا ونحلم بالغد الذي لنا والذي سيمكننا من كل نريده ونشتهيه ونعوزه ..نفرح باننا سوية بينما الاخرون لا يملكون ان يخرجوا ويتصاحبوا مثلنا ..نفرح لاننا نمسك،بكفي بعضنا وباننا لا نتخاصم وحتي وان حصل بيننا ذلك سريعا ما نتصالح ..نفرح باننا نملك ثيابا نظيفة ومرتبة حتي وان لم تكن جديدة وجميلة وكما نتمني ان تكون ..نفرح لاننا مغايرين عن الاخرين لا نفترق ولنا دائما اكثر من شيء لنقوم به سوية حتي وانه يحصل ان نضجر ونمل احيانا ونتمني لو ملكنا حياة مختلفة ووالدين ميسورين بامكانهما ان يوفرا لنا كل ما يحلوا لنا ..
مع اختي الاصغر مني كنت اشعر بقدري وشاني واحب مني ان اشعر بانني مسوؤل عنها وانني ارعاها وان الكل يفرح بي ويتباهي بي ويوصوها بي لانني اهتم،بها واصاحبها ..معها اشعر بالاكثر من الانس وبالكثير من الابتهاج لاننا سوية يمكننا ان نخلق الاكثر من لعبة ونمارس الاكثر من نشاط ولنا ان نتشارك القراءة للقصص والمجالات المصورة والرسم والاشغال اليدوية كما لي ان اشاركها تعلمها للخياطة والتفصيل الذي كانت تشرف عليه والدتي .وان اشاركها تنضيف البلاط والكنس وجمع الاغراض المبعثرة وترتيب غرفة جلوسنا وحتي غسل بعش الصحون والاطباق القليلة التي كانت والدتي تتركها عنوة كحصة اختي من غسيل الاواني ..كنا نتشارك معا حب ان نبدي اهتمامنا بالبيت ونيل رضي والدينا واعجاب ناس الحي برؤيتنا سوية نقوم،ببعض الاعباء الصغيرة ..كان،للبيت ايقاعه الخاص في النوم،والاستيقاظ والقيلولة وكان لنا معا ايقاعنا الحاص حبنا ان نستيقظ مبكرا ربما مع اول تباشير النهار والتسلل الي السطح ربما لمجرد الاستمتاع بخواء الحي والشارع الذي نطل عليه من سور السطح ومراقبة اولي الحركات التي ستعرفها اسطح بيوتات الجيران ونحب ان تلقي علينا تحيات الصباح من الكبار ..كنا بطبعنا حرصين علي ان لانثير الصخب او الضجيج حتي لا نتعرض للعقاب ان حدث وايقضنا والدنا او احد اخوتنا ..بلا فطور نقضي اكثر من ساعتين الا ان تستفيق والدتي لتحضر وجبة فطورنا ....نادرا كان ان نخرج،للحي مبكرا وكان ان تتفق بنات جيراننا ان نتسلل ونخرج للقاء بعضنا مغامرة جميلة لا تحصل دائما لان احاديث،الصباح كانت مختلفة كما لباسنا ومظهرنا يكون منا النشط ويكون منا بعد النعسان الذي لم ياخد كفايته من النوم،لربما ..يكون،منا من يحلوا له ان يجلس ملتصقا بالاخر مستدفئا به من،برودة الصباحات ويكون،منا من يحلم،فقط بفطور شهي كانويكون باسفنج ياخن او بخبز وقطعة جبن فيتقرر ان نراهنوعلي من فينا سيتحايل ليحصل علي ما يشتهي ..كنا نعرف اننا سنكشف لكننا نصر علي المحاولة والفوز بما نريده لانه كان يعني بيننا ان اهالينا حينما سيتجبون لنا سيعبرون لنا علي انهم،راضين عنا وعن سلوكنا وحسن تصرفنا ..نعم،كنا نعرف انه ليس بوسعنا دائما ان نجعلهم كذلك راضين عنا واننا نمارس شغبنا ونصم،اذاننا عن نداءتهم ونثير غيضهم..وسخطهم،حتي انهم،قد ينهالون علينا بالضرب باول ما يقع عليه ايدهم،سواء كان صندلا او حذاءا او فضيبا متوفر مسبقا لهذه الغاية..كنا نعرف اننا لا نملك،ان نتشهي كل مرة علي والدينا ليرضخوا لاشتهاءتنا ويوفروا لنا ما نحبه ..كنا ندرك،علي غرار ما يقوله امامنا ان الحياة،ليست سهلة لمن له ابناء ومجرد وظيف او عمل بسيط وان النقود لا تكفي ولا تسد كل الاحتياجات وانه،ليس بوسعهم،ان،يتوجهوا الينا دائما بسؤال عن ما نريده من السوق او علي الاكل او كفاكهة ان كانت متوفرة ورخيصة ..كان مجرد ان نخير بين اكثر من شيئين يبهجنا ويحسسنا باننا محضوضون وبالفعل كما يقولون لنا احسن بكثير من عددين غيرنا ..ربما كان يرهقنا نفس الطعام خصوصا علي وجبة الفطور وكنا نريد شيئا اخر غير الخبز الباردة اللامتماسكة اللب والزبدة والشاي او بعض القهوة بالحليب والتي لم تكن دائمة ..ربما المربي ..ربما خبزا مصنعا ساخنا مقرمشا وجبنا ..ربما زيتونا اخضر عوض الاسود وربما بعض الكعك والحلوي المنزلية او قطع بسكويت نقتنيها ..ربما كنا نشتاق لحبات الفاكهة،عندما تختفي من المائدة ..ربما كنا نتضايق جدا من وجبات العشاء الغير الغنية والمدبرة كيفما اتفق والتي غالبا ما تكون فقط اصنافا من المعجنات الرخيصة الثمن ..ولربما كنا نريد تعويضا عن الحلو المفقود بقنينة مرطبات عائلية نرتشفها بتلذد ..او حتي ..
 نقدية خارجة عن نظام المصروف ..لكننا كنا نتجاوز كل ذلك،لاننا ببساطة بعد صغار وغدا سنكبر وستتغير كل الامور والاشياء معنا ..
كنا انا واختي نفرح بما تعده وتحيكه لنا والدتنا من ثياب صوفية بتزامن وباول ذهابنا للمدرسة بثياب العيد الجديدة وان كنا غير راضين علي حقائبنا المدرسية التي غالبا لم تكن بالموصفات التي نرغب فيها ولا من نوعية حيدة وتتمزق بسرعة وتحتاج لتدخل الوالد لاصلاحها وترقيعها في كل ما من مرة..كنا نحس بالفرق ونتحدث عنه بيننا ..الفرق بيننا وبين عدد اخر من الصبايا وصبيان في اللباس ..في نوعية حقائبهم ..وحتي في سحنتهم كانوا مختلفين كان يظهر عليهم النعيم الذي يعيشون فيه ..فيما يحملون معهم من قطع حلوي وبسكويت وشكلاطة ..وكان الدارج عندنا ان نحيل كل ذلك الي حضيهما بوالديهما ..وبانهما يملكان ..كانت مجرد مدرسة ابتدائية قديمة وبها اقسام مسقفة بالقرمود ونوافد مغطية بقطع البلاستيك السميكة ووسط احياء شعبية معظمها بعد بمساحات خالية لم تبني ..وكنا بحق اغلبية شعبية ،متوسطة الحال او فقيرة لكن هذا كان لا يمنع ان يوجد بيننا من هم،باحسن حال كان هناك الحرفيون والصناع والمهنيون الذين كنا نلحظ عليه امتلاكهم لسيارات ويرتدون جيدا وكانت قفف نساءهم تاتي ممتلئة مما تبضعوه من خضر وفواكه ولحوم ..وكان حال ابناءهم،متميز في كل شيء عنا وكان هناك ابناء الجالية المهاجرة وكبار الموظفين والمستخدمين .والتجار ..كنا نعرف ان وضعنا احسن من كثيرين كان الفقر شبه عام ونحسه في العيون ونراه في الحال والهندام وغالبا ما كنا نشعر بوقعه لما كنا نري اباء وامهات هولاء الفقراء كانوا بحال بئيس ومنهد بالشقاء ووجوههم محترقة بالشمس ومنكمشة بالطيات..وكان عادي جدا ان نشعر بالتعاطف معهم اكثر من اصحاب الحال الجيد او المعتبر ..لكننا لم نكن لنفهم اكثر من هذا لاننا من كل هذا لا نري الا ما يهمنا نحن ويخصنا ..لم،نكن نريد اكثر من ان يكون حالنا نحن بخير وان يتحسن اما عن الرضي فهو تلك الحالة التي تجعلنا متقبلين ما نحن عليه لكننا نريد اكثر ..
كان وضعنا الاعتباري بوظيف والدنا كمعلم اقسام ابتدائية يضيفي علينا منزلة ويجعلنا مقدرين من كل تلامذة المدرسة وعديد منهم،يسعي للتقرب منا والاحتكاك معنا وحتي من اوليء امور التلامذة كذلك ..لكن ابعد من ذلك،لم،نكن متميزين في شيء مثلنا مثل بقية ابناء الحي نتخاطف علي قطع الخبز الساخن لما يخرج من الفرن الذي يطهوه لنا ونتفنن في قتل الجوع بالخبر المرشوش بالسكر وبحشو الخبز بقطع الطماطم الطازجة او بالبصل والزيت النباتية نكل كل قطع الخضر نيئة ولا نتحرج،في تسلم،رغيف الصدقات وبالمدرسة كنت اول من سجله والدي بالمطعم، المدرسي الذي كان يطعمنا خبز بلون يميل الي السواد وبزبدة صفراء قوامها عجيب كما مذاقها اللذيذً..واطباق الشعرية (نوع من المعجنات ) بالحليب المعد من مسحوقه المذوب بالماء ،واحيانا حبات ثمر كبيرة وشهية او قطع شكولاتة وكان كل ذلك جزء من النساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الامريكية للمغرب ولغايات الاطعام المدرسي ومساعدة الفقراء ..
لم،نكن نعاني فقرنا وتواضع حالنا لاننا كنا نعيشه كقدر لا نملك معه ان نرفضه او نعاتب احدا عليه نعيش حرماتنا وكل احلامنا متوجهة للحظة قد تاتي بحلو او غير معتاد ومالوف كوجبات الاعياد والمناسبات تنسيني قسواة الحال ..نحن لم نكن حقيقة لنعاني مع نوعيات ما ناكله ونتعيش عليه وحتي عندما نرفض اكلة ما ونعبر عن امتعاضنا منها لم نكن،في حقيقة الامر نريد اكثر من بيضة مقلية او علبة سردين معلية نصنع منها شطيرتين وزجاجة كيموندة متوسطة نتقاسمها انا واختي او قطعتي جبن بينما كان اخي الاكبر يتعالي صوته ويعبر عن كانل غظبه ويحتج برفض ان يتناول اي طعام لانه مل من نفس الطعام وعلي تعبيره :"وكاننا معدومون ولا نملك شيئا .." حدث مثل هذا كان يوثر اجواء البيت علي ان الوالدة كانت لا تستريح الا ان تطيب الاجواء وتزيل التوثر عن البيت ..
كثيرا ما تلذذت باكل قطع الخبز الحافية وانا بفراش النوم واخيانا تحت الغطاء النوم..كنت اجده حلوا ولذيذا وطيبا ولا اتوقف عن السلل في كل مرة للمطبخ لاخد قطعة حتي اشعر بكامل شبعي وبرغبة عارمة في النوم ..
جارتنا الشابة الحديثة الزواج التي تكتري السكني التحتية لمنزلنا كانت تدللنا انا واختي وتقدم لنا اشهي حلوي وكعك وزبادي منزلي وسفوف باللوز وقطايف وازكي واطيب حريرة كان زوجها صاحب محل خياطة ومن كل ما يملكونه لا من اثات وحسب بل ومن،لباس وتجهيزات الكترونية كنا نعرف ان حالهم،المادي معتبر مع انهما بعد لا يملكا منزلا ويكتريا من والدينا سكنن..
كنا نعرف ان الشي ء الوحيد الذي يجعلنا في وضع لا باس به هو اننا نملك منزلا بطابق نسكنه نحن وغرفة مستقلة كذلك بالسطح لاخوي الكبيرين وكنا نفهم من كلامهم ان كراء سكننا يعود بنفع علي وضعنا المادي واننا محسودون علي ذلك ..ضف الي ذلك ان لعائلتنا جنان كبير وبعض الدور القديمة بالمدينة العتيقة هو ارثهم من حدي المتوفي والد والدي..
كنا حاضرين في كل خلاف او خصام علي مصروف البيت وما سيقتني من السوق وما اعد من طعام وعن الخبز التي ترمي وعن قنينة الغاز التي لا يريد والدي ان يستوعب انها فرغت ولم نشربها وعن لماذا التبدير في استعمال الماء والكهرباء وعن لماذا حذاء جديد والحذاء بعد يمكنه اعادة اصلاحه لدي الاسكافي ويعود جديدا ..!!؟ لكننا لم نكن،نبالي كثيرا كنا نتبادل النظرات انا واختي وقد نبتسم او نضحك ونهز كتفينا وننسحب الي السطح او نخرج،لنجلس عتبة البيت..كنا نتشارك اعتبارنا لما يحدث انه نفس الموال ولا شيئا فيه جديد ..فقط كنا نريد للشجار ان لا يتطور ويكبر وكنا نريد بالخصوص ان لا تصل اصواته للجيران ..كان يشقينا ان يعرف الاخرون عنا ان بيتنا يعج بالمشاكل وصداع الراس والخصامات علي كل شيءواي شيء ..
اختي الاصغر مني تكبر بجانبي واخي الذي يكبرني يكبر لوحده ويبتعد عنا محظوط انا بالثياب اخوتي التي يفصل منها والدي ويقصر منها لتناسبني واختي محظوظة بما تعده لها والدتيً من كسوات او جيبات وقمصان بما يتبقي لها من اثواب وقطع حرير تعدها قفطاتا وقمصانا لزبناءها من صاحباتها ومعارفها لكنها كلما تكبر يتقلص الامكان لان ما يتبقي من هامش في القطع الاصلية للثوب لا توفي بالمقياس ..ولقد كنا ممتنين للوالدة وهي المهتمة بكل شؤننا واضافة لذلك تقضي باقي كل الوقت ولساعات متاخرة من الليل وهي تخيط ..وقد تحتاج لان تنهظً مع اوليتسلل خيوط الضوء لتستكمل الخياطة بالابرة وتارة بماكينة الخياطة لما يتطلب الامر ذلك وبما تتحصل عليه تحاول سد الخصاص الشاسع دائما ..كنا نعلم،ذلك ونستوعبه حيدا ونعرفه وهي كانت لا تكف عن ترديده وحكيه امام،صاحباتها واقاربنا ..تحكيه ومشاكلها اللامنتهية وخلافاتها المتكررة مع والدنا وهي تجشع بالبكاء والدموع المقهورة ..لتعدي اختي فتاخد هي الاخري بالبكاء ولافقد حينها ضبطي لنفسي فابكي بدوري معهما كذلك ..
كان يتطلب وقتا ليس هينا وحزينا ليمر لننسي ونتجاوز ما يتخلف عن مثل تلك المواقف ..حتي محاولات ان اخرج،دفاتري من المحفظة وان اهتم بتسطير وتصحيح واعادة عنونة نصوصي واحوبة التمارين او بالتلوين لم تكن تفلح لانني اظل علي حال ان اخرجها وان افتحها وان لا اتقدم،في شيء ..ومحاولات اعادة ترتيب مجموعة قصصي ومجالاتي وانتقاء ما ساعيد قراءته من جديد كنت افعلها محاولا فقط لان انسي اثر مثل تلك الامسيات التي كنا نصحب فيها الوالدة لمنزال معارفها او اقاربنا وتنتهي علي مثل تلك،الشاكلة ..دموع وانات قهر وسعال بكء وتشنج وانقطاع في التنفس ..كان يعز علي حالنا كلنا ..ولا اعرف من ساواسي ولا جهة من ساقف مناصبا او معاديا ..كان،دائما هو نفس الخلاف واسبابه ومسبباته ..كانت دائما نفس الدعاوي علي الخمر وعلي المكوث بالخارج ونسيان الابناء واحوالهم وخوفها علي ضياع مستقبلهم اما عنها هي فمن زمان نسيت حالتها ووهبتها فقط لابناءها ..كانت دائما نفس لغة الارقام تحضر وعن معقولية ولا معقولية ان تتدبر الاطعام ومتطاباته بمثل هذا الهزيل من مبلغ وقطع نقدية ..ولم،اكن اريد الا شيئا واحدا الا ان لا اكون حاظرا في مثل كل هذه المواقف والخصمات والعراكات .لانني اتعذب بسببها وارثي لحاليً..
وكان يحصل ان نبتعد عن بعضنا ..كنت اريد ان ابقي وحدي كما كانت تريد هي الاخري ..وكل الذي كنت اعرفه اننا لسنا علي مايرام لنمضي في حياتنا كما ان لا شيء يقع من حولنا..وبسببنا ويخصنا ..                                                                      

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

يوميات : بين صغيراتي والاكبر سنا مني ..(تابع : عوالمي السرية "٣" )

كانت هكذا دائما الصورة : واحدة صغيرة تروقني وتسلب لبي ..لها ان تتدلل علي كما تشاء ..لها ان تأمر في وتنهي ..لها ان استجيب لها في كل ما تريده ..احب ان امسك بكفها واتركه بين راحة كفي ..اجب ان تداعب وجهي بشعرها وهي منغرسة في بكل حسدها ..احب منها ان تكاتفني كأنها الكبيرة وتسالني ما بي ..واحدة صغيرة تلعب معي دور الحبيبة وواحدة اكبر مني ..فتاة مكتملة الانوثة ..شابة في مقتبل العمر تلعب معي دور الحبيبة كذلك ولكنها الحبيبة التي لا محالة ستفارقني في يوم لرجلها هي ..واحدة اكبر مني تستطيع ان تلعب بمشاعري كما يحلو لها..وتستطيع ان تشعلني وتطفئني ..واحدة تتركني دائما في اشتياق لها ..لرائحتها ..لملمس ثوبها ..لصوتها.. لاحساس بان عينها تراقبني حتي وهي تبادلني قبلات الخد سلاما ..لواحدة اكبر مني تتطلعني كلي دون ان تخجلني ..كيفما كانت حالتي تهبني الاحساس بانني مقبول وبانني بلا اي نقص ..تمد يدها لوجهي او لشعري او لهندامي ..يهمها ان تلمسني ..ويهمها اكثر ان تلحظ اثر ذلك علي سحنتي ..واحدة اكبر مني تملك ان تجعلني ادرف الدموع بحضورها وتملك هي ان تتابعها تنزل حارة علي خدي قبل ان تتبع نزولها باصابع كفها ثم براحة كفها تمسحها وتدوبها علي كامل خدي لتاخدني الي حضنها وتدفن راسي بين نهديها ..
واحدة صغيرة لا تتصرف كالاخريات ولاتحب ان يقترب منها الاخرون لكنها تقترب مني انا ..لا تحب تهامس البنات وضحكات غوايتهن ..تقف علي مسافة منهن وتحب وحدتها وتحب وقفتها بجسدها النحيل شامخة وتحب ان تكون الاجمل بينهن والاكثر استقلالا منهن ..وتحبني ..
وواحدة اكبر مني تخضع من ارادت لسحر انوتثها ..ذكية بلا ريب وتعرف الكثير ..ودودة ومجاملة وعطوفة ..تبدوا علي غير حقيقتها هادئة ومستسلمة بينما هي ملتهبة بالمشاعر وثائرة بالرغبات وغارقة في بحر من الاشتهاءات ..تتصنع بعض البرود وعدم الاهتمام بينما هي تغلي بنار من الرغبة ..لا تترك فرصة تفوت دون ان تاخدني الي لحظة خاصة اكون فيها رجلها ..تاخد ساعدي من تحت وتدنني من نهدها ..او تترك،لكفها ان يجوب كل ظهري بملامسات دافئة.. لذيذة
   ..او ببساطة تمد بوجهها وتنحني لتودع قبلات علي خدي ثم تاخدني لحضنها وتعصر جسدي بين ذراعيها ..
واحدة اكبر مني تاخدني من،بين كل رفاقي وتمسك بي ..تدني منها وتدعوني لامضي لجانبها ..واحدة تكون اكثر من،ان اكون اعرفها او اصادقها ..واحدة تكون في تلك،اللحظة مقابل كل اناث ونساء الدنيا ..واحدة تحجب عن نظري كل الناس ولا اري وانا معها غيرها هي ..واحدة،لا اقول لها ما يمكن ان اريده منها لكنها كانها تفهمه مني وتهبني اياه دون ان اقوله ..واحدة تعرف جيدا حتي انها تقسوا علي وتوجعني ..لانني اصغر واضعف وارهف من ان اتحمل كل الحب الذي تمنحني اياه ..واحدة قد تجعلني ابكي بتشنج وحدي في الفراش لانها مهما كانت وكيفما كانت معي ليست لي ..لن تكون لي ..
صغيرتي تثالبني بعجرفتها ..وتنال مني بصدودها هي لا تمنح الا متي شاءت ..تعرف انني متحرق لضمها ..تدرك انني فقدت اية،رغبة في التحدث او مجارات الرفاق وانني لا اريد الا ان اصحبها هي لكنها تستلذ حالي وترفض ان تعترف لي باية مودة لانها تغار علي ولانها لا تريدني الا لها وتقولها بالاكثر من،طريقة ولغة ..صغيرتي اخاف عليها من نفسي..اخاف ان أأذي جسدها اخاف ان اكسر فيها شيئا فاترك،لها نفسي وقامتي وجسدي لتاخدني هي كما تشاء ..لا تتحرك،لها يدي الا متي اخدتها هي لحيث تريد وتضعها او تاخد في تحريكها ..
مع صغيرتي اظل منتبها لانها في اي لحظة ستأمر وستقول وانا ساطاوع ..لن تكتفي بان تمسك،بي من خاصرتي وتضع راسها علي صدري بل ستملي علي ما افعل بها ..
صغيرتي لن تاخدني من بين رفاقي واصحابي بل ستاخدني من،بين البنات وقد يستهويها ان تفعلها مع الكبيرات ..صغيرتي تحس انها امراتي ..انها لي وانني ملكها هي ..
صغيرتي قد تعشق ان تحبني بحضورهن ..امامهن جميعا لها ان تلتصق بي وترفع راسها لي وتنادني بشفتيها لاقبلها ..لها ان تاتيني بلا عنج او دلال وتجلس بحجري وتكاتفني وتقرب راسيً من صدرها العاتق غير مهتمة بهم ..صغيرتي تحب ان يعترف لها الجميع بانني انا من تخيرته ..
كنا صغارا .وكان الكبار احيانا يؤذوننا ويتصرفون نحونا بمزاجية وببعض القسوة وهم،يفرضون علينا ان ننهي لقاءتنا والعابنا الحبيبة وان نفترق ..كنا صغارا نحب ان نحب من،الجميع وان نترك،بسلام وان لا يملي علينا الكثير من ما يجب وينبغي ومالا ينبغي ويجب ..
كنا صغارا لنريد منهم ان ينسوننا قليلا ويكفوا عن ان يذكروننا باننا صغار وبانهم،الكبار ..كنا نريد منهم ان يكفوا عن اثارة مشاكلهم والحياة بحضورنا واثارة قلقنا دونما موجب ..
لم،نكن لنهتم كثيرا ..كنا ناكل كل شيء واي شيء وننام في اي مكان ولا نهتم ..لربما كان يسحق شعورنا ان لا نرتدي الكسوات والاثواب والاحذية المناسبة والجميلة ..ربما كان يزعجنا ما يقتني لنا من العاب ودفاتر واقلام وما لا يقدم لنا من هدايا ..لكننا ونحن نتحاكا ونتشاكي لم نكن لننسى ان لهم،علينا افضال وانهم يتعبون ويشقون من اجل ان يقدموا لنا فرص ان نعيش..كنا نقدر منهم كل ذلك،لكننا نريد منهم ان يتركوا لنا بعض حريتنا في ان نختار وان نريد وان نحلم ..كنا نريد منهم،ان يكفوا عن مناصبة العداء لكل ما نحبه وان يجنبوننا قواعدهم واملاءتهم،التي لا تنتهي وان يكفوا عن اخافتنا بكل تلك العيون التي تطاردنا وتتصيدنا وتتهمنا ..
كنا صغارا ليكون،لنا ما نجلس سوية لنتحدث فيه ونتشكي منه ونحلم،فيه ..وتحن فيه ايدنا للتتعانق ولا تترك بعضها ونتمني معه ان تطول الطريق كمن فقدنا الاتجاه او كمن،لا يريدان ان يعودا ..كنا صغارا ونملك ان نبعث الاكثر من،ابتسامة علي محيا لاننا كنا نبدوا جد منسجمين وقريبين وكنا نعرف ما يجول في خاطرهم كنا نعرف اننا نجيد ان نكون احبابا واحبة مثلما لا يجدوننا الكبار الاخرون القريبون الذين لا يكفون عن اذيتنا بنظراتهم،الزجري والمشكاكة ..
كنا صغارا ونعرف اننا لا نرتكب الخطايا وحتي وان حدث ما يشبهها ففي عرفنا انها لم،تكن الا جزئ من العابنا الحبيبة التي نجد فيها بعض فرحنا الخاص واننا لا نتقصد الوقوع في اية اخطاء او اثام ..
كان،يتعسنا ان يقطعوا علينا لقاءتنا ويعسكروا علي خلواتنا ..كان يغيضنا ان يمنعوا عنا الخروج بلا بسبب واضح ..لم،يكونوا ليقدورا اننا بدورنا نحتاج لنلتقي ولنكون،بعيدين عن عيونهم ولنمارس بعض فرحنا ولنتحاكي طويلا فيما بيننا بعيدا عن كل ما يقوله ويعيدون قوله بينهم،..
مع صغيرتي كنا نسمع لبعضنا وساعة صفو مزاجها كنا لا نكف عن،الثرثرة ..كان،بيننا الكثير لنتحدث ونتحاكي فيه ونحلم فيه..حتي ووجه كل واحد منا مشيح عن الاخر او موضوع علي ركبتيه المضمومتين..كان يكفينا ان نقف لبعضينا ملتصقين ونتحدث او نسير.. ان نبتعد ولو قليلا عن رفاقنا وعن كل من،يذكرنا باننا مسؤليته ..ليكون،بامكانها ان تقولها بسيطة وبالغة التعبير :" كاتفني .."وليكون لي ان اداعب شعرها قبل ان استجيب واكاتفها..لم اكن لافكر في ان اهرب بها او تهرب بي في زقاق جانبي خال او بزاوية بمذخل بيت بطوابق عليا كما كنا نفعل ساعة يطيب لنا ان نغافل الجميع ونمرح،سوية كما يفعل الجميع من،اقراننا ..كنا لعلنا سوية لا نفكر في ذلك،معظم،الوقت بقدر ما نظل في حاجة لان نلتقي نهار ومساء كل يوم ولو للحظات قصيرة ..
صغيرتي قلما كانت ممثلئة الجسم ..عادة تكون،متوسطته او نحيلة وبنهدين بعد قد اينعا ..وبقوام رائع ..لم،تكن لاحتاج معها اية حيل لتصبح القريبة مني..لانها كانت من تاتي وتميزني في كل معاملاتها وتفضلني عن الاخريين ..كنت لاغار علي صغيرتي عندما ياتي الاغراب وعندما اري نظرات الاعجاب لها من من يكبرونني سنا..وعندما تطيل وقفتها وتمد عنقها لتقبل يافعا حتي وان كان قريبهم ..واغار من بعض بريق عينها وهي ترمق ذاك الممتشق القامة والجيد التهندم الذي اطل علينا في محيطنا وكنت اعرف انها تغار علي حينما تاتيني ومباشرة تسالني راي في تلك او تلك التي بدت متميزة في عيون جميع الرفاق والرفيقات ..صعيرتي لا يمكن ان تكون الا تحبني واحبها لكن لا نقولها كما يفعل الكبار بل نعيشها..
وحدها لربما عبارة "تعجبني " كنا نتبادلها وساعة ان تعلونا الرغبة في ان نختلي لالعابنا الخاصة ..
الاكبر سنا مني لا تبدوا مهزومة امام صغيرتي لانهما لا يتنافسان علي بل يتركاني لبعضيها ..تعرف ان صغيرتي امراتي وصعيرتي تعرف انني رجل الاكبر مني..وانا مثلما تقبلت وجود هذا المخلوق الذي يسحرنني ويروقني بشكل بالغ تقبلت وجودي بينهما كما انا دون ان اعرف تخصيصا لي ..
الاكبر مني ليست في حاجة لان تاخد مني اعترافات بخصوص صغيرتي ..ومتي كانت ضمن حديثا كانت تريد مني ان ابقي عليها قريبة مني ..كانت تشجعني علي ان نبقي دوما لجانب بعضنا وان لا نفترق ....وصغيرتي لا تقول شيئا بخصوصها لكنها قد تدفعني للمضي نحوها لما تراها مارة بالقرب منا ..كانت تسمح بان تعريني اياها ..لعلها كانت مطمئنة من جهتها علي ولربما كانت تري بعض الخير لي في ان اكون لصحبة من تكبرني ..
لم،نكن،طول الوقت نتصاحب ونلتقي ..لكن معظم الوقت الذي كنا نقضيه بالخارج نبحث علي بعضنا ونفعل ذلك ..ونفترق علي وعد اننا سنلتقي وان الغد لنا ..ولكنه كان يحصل ان يختفي احدنا وان يصبح عصيا علي ادراك اين يمكن ان تراه او تقابله ..وكان ينولد فراغ هائل ..مضجر وقاتل ..يبلبل كل صوابي ويزعزع ثقتي بنفسي ..كانت الاخري تعرف انني احترق من،الانتظار وانني اشقي بنفسي ..وكانت تتغير في معاملاتها لي لتغدوا اكثر حنية علي ومستعدة لتخدمني بكل اريحية ..
صغيرتي هي من اختارتني وفضلتني ..والاكبر سنا مني هي من جعلتني اتعلق بها لكنها هي من يسر علي الوصول اليها ..اما الاخري فهي حاضرة علي الدوام ومتجددة
 وقادرة علي تعركني كما تشاء ..الاخريات جميعهن ليفعلن بي ما يشان لكنهن لن ياخدنني من الاخري ..لان ما بيننا اقوي من اي شيء وكل شيء يمكن ان يربطني بهن ..
صغيرتي ليست متعددة ..هي ،هن معدودات في امكنة مختلفة ونائية عن بعضها ..ولا يرون بعضهن،باستمرار ..قد تكون بمدينة اخري ..بحي اخر وعالم اخر ..قد تكون،بيضاء او سمراء..قد تكون قريبة من العائلة وقد تكون مجرد واحدة تتابع دراستها بنفس مؤسستنا التعليمية ..صغيراتي هولاء ..لا يتشابهن في الطباع لكنهن واحدة فيما يثرن في من مشاعر ..جميعهن اخترنني وتعلقن بي ويملكن ان يتخاطبن معي بمجرد النظرات ..وجميعهن يبدون،لي كبيرات في ما يحملنه داخل رؤسهن ويصدرن عنه وعاقلات وباردات عن الاخريات علي ان ضماتهن ضمات نساء كبيرات مدركات لكل شيء ..
الاكبر مني سنا قادرة علي ان،تخلق في الاكثر من تغيير والصغيرة يروقها ان،تفعل بي الاكبر مني ذلك ..متفقين بشكل ما علي ان تعتني بي الواحدة منها تلو الاخري ..متفاهمين علي ان يعداني تدريجيا لاكبر وانضج واواصل طريقي ..وانا سعيد بان اكون لهن جميعا ..اشعر بثرائي وغناي ومقدار ما انا محظوظ ومثير لغيرة اقراني ومن يكبرونني ومن يتنمرون علي ويحاولون اثارة المشاكل في طريقي ..لم،اكن،في حاجة،لاثبت لهما انني الاقوي او الاقدر علي مواجهة المتنمرين بي كانتا حريصتين علي ان انأي بنفسي عن العركات وصداع الراس والمشاكل مع من لا يستحقون منا ان نلتفت اليهم،وكانوا يحبون مني ان اهتم بما وجدتني فيه من شغف بان اقرا الكتب والروايات والمجالات ..وبعض عزوفي عن الخروج للرفاق وملاعبتهم ..
من،واحدة لاخري ..يملأن علي حياتي ويعششن في كل ركن من مخيلتي واحيانا يستفزنني ويستمرن في استفزازي واثارتي وانساق لمداعبة نفسي لوحدي واستفراغ ناري عاريا من كل ثيابي وصورهن تلاعب خيالي وتسرح بي بعيدا ..كنت اريد ان اتخلص من توتري ومن نفوري الموجع والمألم ....اريد ان استعيد هدوئي وقدرتي علي ان اتنفس بملا صدري..لكنني لم،اكن مشحونا كايام الحر والصيف القائضة وقنوطا بنفسي،للاملك اي رغبة سوي في ان اداعب نفسي اطول وقت وباستمرار حتي انهك تماما ..في ايامي العادية كان هناك ما يجعلني لا استانس بتعرية نفسي ومداعبة حسدي لانه كانت عندي اكثر من لذة لاستمتع بها ..كان يهمني ان استجمع رغبتي تلك وادخرها لوقت تكون فيه ممتعة وغنية بالاثارة خصوصا لما اصبحت مداعبتي تينع لي ندا ابيضا ثخينا استلذه ..كنت احب مني ان اظل علي تحرقي وتقلبي علي فرش بسيط اعده بسطح منزلنا وانا اطالع رواياتي وادهش بلغة لها هي الاخري ان تثير في الرغبة وجموحها..كنت استمتع بقدرات علي وصف ما لا اخالني كنت ساعرفه من مشاعر تراودني واحلم،بها كنت اجدها بين سرد الرويات والقصص كانت مرأة الرواية مثيرة هي الاخري وحكي العلاقات يبعث الرغبة داخلي ويشعلها ..ويوسع افق خيالاتي واشتهاءتي ..بت اكثر انتباها لما اكون بحضور واحدة او علي مرأى منها باشياء جديدة علي ..بشفتيها ..بشعرها ..بعينها .،بحجم النهد او اتساع الصدر ..باصابع الكف ..بقوامها ..بقدميها ..بطريقة ارتداءها للباسها ..بجواربها ..بحمالة صدرها وخيوطها ..ببريق لعابها علي شفتيها ..بممسك القلم بين اناملها ..بطريقة خلعها وارتدائها لحذائها او صندلها ملاعبة ..واستهواني ان اتابع ما كنت غافلا عنه ..واكتشفت لعبا لذيدة استمتع بها بمفردي في حضورهن..احيانا كانت تجعلني غير منتبه لدرس يلقي او لالعاب تجري ..واكتشفت كم هي ساحرة هذه المخلوق ومرغوبة ..لم اكن استسيغ الطريقة التي كان يتحدث،بها رفاقي واصحابي عنهن كانت مبتدلة وقذرة وتخلو من اية رقة ..كنت اجدهم،غير قادرين علي ان يتخلصوا من،ذكرهن دون ان يحكوا ما بين فخديهم وهم،يعتقدون انفسهم افحل المخلوقات ..كنت اجد ان الحديث،عنهن باستمرار علي ذلك النحو الذي يتصورهن جمحوات وملتهبات ولا يرغبن في امر اكثر من يداعبن وترتكب فيهن الرذيلة جارح وغير منصف ويثير غيضي وسخطي..ولما كنت اكون منتظرا واحدة تاخدني عنهم،كنت مضطرا لان لا اجاريهم والتزم صمتي واصغائي لهم،فقط..كنت اعلم،بيني وبين نفسي انهم،مجرد مدعيين وكاذبين كبار ومختلقين قصص وحكايات لانني كنت اختبر انهن ليس ابدا علي هذه الصورة او الحقيقة لانهن كن دوما ممتعات علي اقل تقدير ..
عندما كانت تاتينا وبنية ان تبيت ليلها بمنزلنا كانت تلون البيت بالفرح وتحلوا لنا مؤانستها ..كانت تعد فراشنا لننام بينها وكان يحلوا لنا ان نتحاكي بصوت خافت تحت جنح الظلمة ..كانت تاخدني لحضنها ..تضمني لصدرها وتتحسس جسدي بكفها ..تقبلني من شفتي وتسالني ان اشتقت اليها ..كنت اندس فيها واعانقها ،ادع وجهي لوجهها وخدي لخدها اللافح بالدفئ ..تاخد يدي لصدرها ..تجعله ينسل من فسحة الثوب ليعانق صدرها ..وتعود لتقبلني وتطيل القبلات ....كانت تسمح،لنفسها ان تقترب اكثر مني وقد تعري جزءها السفلي الذي يثير في نفوري ..وتسمح،لكفها ان تتحسس توثري وتداعبه وهي لا تكف عن ضمي اليها ..كانت تعود لاستلقاءتها علي ظهرها وتحملني لتضعني فوقها واستسلم لملامستها ..تنزع عني قليلا لباسي التحتي وتتركني لعرائها ولانفاسها واصواتها المبحوحة والمكتومة ..لم،تكن الاخري لتعرينا اهتماما كانت تتظاهر بانها مستغرقة في نومها وتتركنا لسمرنا ..لم يكن ليخفي عنها شيئا كنا قد حسمنا الامر بيننا وفهمت عني بصريح العبارة ما كان يحدث بيننا..ولم،تعلق بشيء مهم بالقدر ما كانت قد رفعت كتفيها معبرة عن، لا مبالتها ..وعن غير ممانعتها ان يحدث ما يحدث بيني وبين زائرتنا القريبة ..كانت تعلم،ما تعني ان تاتينا وتنام،ليلتها معنا كانت تبتسم،بملأ عينها وهي تشير لي بانها اتت وانا لم اكن،لاشعر بادني خجل اوحرج منها ..كنت اكثر من،معتاد منها ان تاخدني اليها وتعتني بي في جسدي بين،جسدها ..كنت منذ ان عقلت وهي تحملني لصدرها وعلي ظهرها وبين حجرها ..وهي تضمني بين فخديها وتقبلني من،فمي ..ثم،وهي تنيمني علي صدرها وتجعلني احتك بها ..كانت ان لم تاخدني اليها انا من يدنو منها ويفتح ذراعيه ليحتويها من منتصف قامتها وكيفما اتفق لتشدني هي اليها وتعبث بشعري وتتلمس ظهري وتجلس لاجلس بين حجرها ..لم،اكن،اريد ان افهم اي شيئا غير انها تحبني وتعتني بي علي نحو حميمي جدا..وانها تحب ان تناديني بصاحبها العزيز علي قلبها ..
لم،تكن،الوحيدة التي تفعل معي ذلك كان هناك اخريات غيرها لكنهن لم يكن قادرين علي ان يبعثوا داخلي كل ذلك السلام،والهدوء والدعة لم،يكونوا قادرين علي ان يقدموا لي كل ذلك الحب ودون ان اشعر بانهم،ربما يادونني ..
مع الاخري التي تعقل كل اسراري لم،يشكل هذا الامر مشكلة او حرجا بيننا بالعكس كان يجعلنا اكثر غير مبالين بما يحدث،بيننا ومستانيسنه اكثر ..ربما كنا نخاف ان نضبط في يوم ونعاقب ..لكننا كنا نتدبر خوفنا ونتجاوز ارتباك الخطوات الاولي ..ودائما بيننا الاكثر من كلمات سر ونظرات سز ومفتاح لنتواصل بيننا ولنجد السبيل لنختلي ببعضنا ولو جزئيا لنخوض العابنا الحبيبة ..ربما غرت عليها في اوقات لكن،لم يكن ذلك طوال الوقت كما تذهب هي معي للا تغار علي لاننا لبعضينا ..                                                                              

السبت، 28 سبتمبر 2019

يوميات : الاخريات ..(تابع : عوالمي السرية ) .

لانها كانت اكبر مني ..وكانت تستطيع ان تناديني ..تستطيع ان تفسح لي المجال لمرافقتها ..يمكن لها ان تكاتفيني..ان تمسك كفي بين كفها ..ان تهتم بترتيب هندامي ..لها ان تمسد شعري القصير ..كانت المسافة التي اقف بيني وبين نفسي تجاهها مختلفة ..لم تكن بمثل من تاخدني ببساطة لحضنها وتغمر وجهي بالقبلات الدافئة ..لم تكن تلك التي تعانقني علي قصر قامتي وتتركني علي صدرها اغفو للحظات ..لم تكن تلك التي يمكنني ان استلقي بجانبها فتقربني وتحتويني بين ذراعيها حتي استكين وتتركني لانام ..ولم،تكن بمثل اولئك اللواتي يكدن لا بعرفن غير ان يكن ظريفات وودودات ومرحات ودائما يستهويهن ان يتمسحن بك..كانت بمسافة عمرها تنتصب وبروعة محتلفة يكونها جسدها تعتصم وبقدرة عجيبة علي ان تملا الفراغ بين كلماتي وخواطري وافكاري وسبر احساساتي تدنوا مني ..لا تتجاسر بملامستها وانما تقول لي ببساطة انها تفهمني ..لا تاخدني اليها ولكنها تقولها : اقترب مني ..لا تسالك لكن تطلب مني ان اجلس بجوارها بمحادتها تمسك بي بكل حنو ودفئ ..كانت من اجدها فجاة خلفي او بجواري وهي تدعوني لنمضي سوية ..كانت من يمكن ان لا يهجم علي بالعناقات او القبلات لكن تنحني قليلا علي وتتركنا لنطبع قبلات علي خدي بعضينا ونفترق او نسير ..كانت تنظر مباشرة الي عيني وتتحدث وانا ارنو اليها وعيني معلقة لعينها ..كانت لذة ان ترافقها وتمضي لجانبها بطعم،اخر ..
كان،يلزمني وقت لازيح بعض الدهشة التي تصحبني عند افتراقنا ..ولربما وقت اطول لانسي ان افكر في كل تلك المشاعر التي تظل عندي بعد ان تبتعد عني..كانت الرغبة فيهن مغايرة ..كن يتواجدن ويعبرن حياتي ويفعمن احساساتي بمداق غريب وساحر ..كن،يثرن كامل اهتمامي بروائح عطرهن ..بنوع ونمط لباسهن ..بعنايتهن بانفسهن ..كانت هناك اكثر من واحدة لتناديني ..وبابتسامة وفرح غير مبالغ ترحب بي وتقف الي ..وتتفحصني وتبدي كامل عنايتها بي ..كن بنات جيران ..كن قريبات من العائلة ..كن مجرد واحدات تعارفنا ربما علي شاطئ البحر ..ربما في حفل زفاف او عقيقة ..ربما في موقف ما ..وكن كلهن مختلفات عن نسوة طفولتي ويفوعتي ..
كن،اكبر سنا مني ..انضج مني ..ويجدن العناية بالاخرين ..كن قادرات علي ان يجعلنني استوعب الي حد معني ان تعي انك،تحب اخرا ..معني انك تحب ولا تشتهي الا بقدر ..معني انك تحب وفقط دون ان تتخيل الاتي ولا ما يمكن ان يكون ..كن يحركن القدرة علي الحلم ويحررن بعض الاخيلة لكن دون ان يجعلنني منساقا للابعد من تمني ان أراهن واقابلهن مجددا وباستمرار ..
كن يهبنني امكان ان ابادل معهن المواقع دون ان اعرف كيف ..؟!! امكان ان اكون في سنهن ..في قدرتهن علي ان اعتني بنفسي وبمن هن اصغر مني او بمثل عمري ..كن يلحقنني بعالمهن الذي اتصوره شاسعا ورحبا وممتلأ بما يمكن ان يعطي ويقدم للاخرين ..وساحرا يعد بالكثير لكنه ليس متسرعا في ان يفرغ نفسه او يضيع اثره ..عالم يعبر بيننا وهو واثق يعرف ماذا يريد ويملك نظرته للاشياء والناس .. كنت استغرق في احلامي الخاصة واسابق الزمن وابني قصورا من الاوهام ..كنت اعرف انني لا يمكن ان الج عالم الكبار بمجرد ان احلم واتمني لكنه كان يحلوا لي ان ادع نفسي لاحلم بهذه وتلك ونحن قد كبرنا ولم نفترق ..مع الاخريات لم يكن ممكن مثل هذا الحلم لانه لا يمكن ان يكون ..هن قد لا يكن كلهن في مفترقات الطرق ليعبروا دفعة واحدة لعالم الكبار وليقمن حياتهن واسرهن ..لكنهن بعيدات علي ان الحق بهن وفي كل وقت يحاولن ان يرفعن ذلك الحرج بيننا وكانهن يرفعن يافطة او شعارا مكتوب عليه :"ومع ذلك هذا لا يمنع .."لا يمنع من ان نتعلق ببعضنا ..لا يمنع من نمارس بعض الحب بيننا ..لا يمنع من ان نفسح المجال للحلم بيننا ..
كن هناك وكانت الاخريات هناك ..كن قادرات علي ان يزرعن الحب بذاخلي ويفعمن الحلم بعيني ..كن وديعات وبحنو يملاني انسجاما مع ذاتي بينما الاخريات كن شيقات وممتعات بلا حدود معهن الفرح يعم ويغمر كل شيء ..بينما ظلت الاخريات اللواتي يهبن بكل سخاء واريحية يهبن بكل دفئ وطراوة ..وكنت موزعا بينهن في كل عمري ..لكن،ليس بمثل ما كنت مشدودا لاقتحم،عالم من هن يكبرنني سنا ..مع هؤلاء لم اكن لاقنع الا لان اعرف في ماذا عساهن يفكرن ..؟! كنت اريد ان اقبض علي مساحات الحلم التي تسكنهن ..كنت اريد اكونهم وان امضي مثلهن ..بجسد متناغم يعبر عن نفسه بانسجام وثقة ..بنظرة تحمل كل الدعة والسحر والتفهم ..بقدرة علي ان ابادل العطاء واكسب الحب والاحترام ..بفهم،لما اريد ..كنت اريد ان اكبر وان اخطوا سريعا في العمر وان يكبر معي مثل عالمهن ..عالم اكون انا فيه من انا لكن بروعتهن هن علي الحب والتفهم والانصات والتعبير ..كنت اريد لي مصدرهن علي توليد كل تلك المشاعر الحنونة والدافئة والباعثة علي الحلم ..كنت اريد فائضا من الحب اوزعه بدوري بكل سخاء وطمعا في ان اقابل بمثل ما استشعره انا من امتنان وتعلق وحب ..كنت اريد ان املك نفس قدرتهن علي تسريب كل ذلك الاحساس بوجودك بحضورهن ..هن لم يكن طفلات او مراهقات صغيرات ولا في سن الكبيرات مثل العمات او بنات الخالات والاخوال وقريباتنا ..هن كن واعدات بكل شيء..ومعهن انا موعود بكل شيء وباجمل واروع الاحساسات ..كنت اخشي في جزء مني علي ان اكبر لانني قد اكف علي ان اكون قريبا منهن ..لكنني مع ذلك كنت احلم،ان اكون ذلك الذي يقدر علي ان يجمع بين ما يكونه وبين عالمهن هن ..
لم،اكن لاستطيع تخيل بما يعتمل فيهن من احساسات لكنني انطلق بعيدا في تصور احساسهن وهن مستمتعات بنظرات الاخرين لهن وهن يحملن جسدا قد امتلا وكف عن ان يستدير كما اتفق ..وهن يحملن قامتهن ويمشين مشبعات بجسدهن دونما خجل بل بكامل الرضي عن انفسهم .وبابتسامتهن التي تسحر وتمني ..وهن بعرفن جيدا كم هن مرغوبات وشهيات وصعبات علي الامساك ..
ان اخد انا منهن ثراء استثنائي وشعور بانني املك دنيا لوحدها لي ..وان اسرح في تخيل ان اكون مثلهن بالقدرة علي ان استمتع بجسدي وانال الرضي والاعحاب وان يكون بامكاني ان ادني من حضني من اريده ان يكتسف جنتي وارغب فيه او اوعد واخلف في وعدي او انثر هنا او هناك بعض سحري ولا التفت لانظر للوراء ..
ان اكون رجلها الذي ترتضي وان،تمسك،بي بزهو او تاخدني بكامل الرفق والحنو لتحضني مودعة وهي تهمس بالقرب من،ادني باطيب الكلمات والتمنيات..كان يذهلني ويجعلني اقطع طريقي وانا لا املك ان استشعر جسمي وكانني من خفته اطير او احلق في عالم سحري وبعد رائحة عطرها تملا خياشم انفي وتهز انفاسي ..
كنت مسحورا بما يكتنزنه من روعة وقدرة علي تهدئة خاطري وازلة اي توثر من جسدي ..كان عالم،انثوي حقيقي يتكشف لي واريد ان اعبر اليه حتي وانا لا اعرف كيف ..؟! لعلي كنت مجدوبا لاتصورني وقد وجدتني فجاة واحدة منهن ..تشبههم ..لها ان تختلي بنفسها وتمارس رعايتها لكل ثمارها وتمكت الوقت الكافي لتسرح شعرها وتعتني بجمال وجهها وتستعيد في ذات الان كل النظرات التي كانت تحاول اكتساجها والتي كانت تجول وتعبر كل حسدها وتدغدغ شعورها الاثير وتقف للمرآة لتداعب كامل جسدها وتوزع عليه امتع ملامسات ....
كن جميلات في عيوني..تملكن ان تزددن جمالا يوما علي يوم..وسحرا يجدب كل من،ينظر اليه ..كن بحضورهن يحولن كل شيء ويرققنه ويلطفنه ويجعلنه مهدبا ،سائغا ..ينطق بدوره بجماله الخاص ..لاحب ان انسي كل مذكر في واريد ان اذوب اكثر واسيح في قالبهن ..لانني وجدتهن وحدهن من يستحقن كل الحب وكل الاهتمام..وحدهن الجمال ووحدهن يجسدن الرغبة في منتهاها ..
لم،امضي بعيدا في خواطري وتصوراتي لالج ذلك العالم،السري والحميمي من وجودهن المتميز ..لم اكن لاعرف تماما ماذا قد يعني بالضبط ان يكن بجسدهن المختلف ولا ماذا لهن ان يفعلن به لكنني معهن كنت اعرف انهن ممتعات يجدن الاستمتاع ومرغوبات لدرجة انني اكف عن التفكير في اي شيء ولا اريد سوي ان احضن بكل عنف وقوة حتي افقد كامل احساسي بجسدي ..ولما تنتهي مني اكون بحق اريد ان اكتشف احساسها هي بي ..واحساسها هي بجسدها وهي تتشاركه وتذيب فيه جسدا اخرا ..لم،اكن لاعرفه لكنني اتصور انه سيرقوني ..وسيعجبني وساريده ..كنت اعرف انني لن اكونها لكنه يظل ممتع كل ذلك الانشغال بهن ..
صغيراتي جموحات ولا حد لارضاءهن ..ومتقلبات المزاج قد يفرن من بين يدي ومن تحت ذراعي في اي وقت كما قد ياتين ليدعونني بكل جراة لنمارس العاب الحب في اي وقت يرقهن ..
صغيراتي ذكيات لحد يشد الانتباه ويلجم الحركة لهن ان يصعقن من الدفئ والحرارة التي تنبعث من اجسامهن ..يعرفن كيف يلتوين ويتقوسن وينزلن برؤسهن للوراء ذاهلات ..يجدن العناق واستترك اعانقهن وووجوههن مشيحة عن وجهي شبه نائمات علي كتفي او مجرد الاستلقاء واغماض العين كغائبات عن الوعي ..
صغيراتي جسورات ليفضحنني امام الكبار .ويجعلنني خجلا من نفسي لا اعرف كيف التم علي جسدي ..
صغيراتي لا اتخيلنني مثلهن لانني لا اريد ان اكون حمقاء ..جموحة لا تسيطر علي جسدها وتكوي كل من يدنوا منها .. 
صغيراتي مثلي تريد ان تكبرن سريعا واحيانا يعز عليهن ان يكبرن بسرعة ...صغيراتي قلما يتصورن انفسهن الا ملتفات علي ازواج وكبيرات وانا لست بمثل احلامهن ..ربما اجدني مع الاخريات وهن ياملن ان لا يتسرعن وان ياخدن كامل وقتهن في اختيار الصواب اليهن ..ربما اجدني معهن وهن يردن حيوزات اضافية من الحرية ..ربما اجدني معهن وهن يعبرن بشكل او باخر عن رغبتهن في هدم الاسوار بين الجنسين ..اجدني معهن وهن مع انهن يشكون يريدن مني كذلك ان اعبر عن ما بي ،يشجعنني علي بعض البوح والشكوي ..اجدني معهن وهن قابلات علي ان يتجاوزن ويتسامحن مع الكل ومع اي شيء علي ان يعبرن الطريق بسلام ..
احببت ان اكون رفيقهم وصديقهم والمقرب منهن ..احببت الزمن الذي اكون لجوارهن حتي وان طغي عليه الصمت واكتفينا فيه بتوزيه نظراتنا علي الاشياء والعابرين ....احببت ان نتشارك في نظراتنا ان نملك بعض نفس الحس والحدس والتخمين وان نتشارك تعليقتنا الخفية الصامتة ..احببت اللحظات التي اكون فيه محل مكاشفة واعتراف ..اللحظات التي يخصني ويضعن عندي بعض اسرارهن ..اللحظات التي كانت تعني لي ببساطة انني عبرت اليهن واكون بالنسبة لهن ليس كاي واحد اخر ..لحظات لا تقارن بما يتبقي عندي منلحظات ذاك البوح الاخر الي لانقوله وانما نمارسه لانني ولاننا لم،نكن لنعاني من،ان نتكاشف ونتسلام مع ذواتنا مع اجسادنا ..
معهن لم،اكن،لاتعرض للحرج او لموقف متساءل متشكك مفترض ..كن دائما مستعدات لان يدافعن،عن موقفي وشخصي بل وليتدخلن لصالحي كن،يفرضن الحماية علي ..كان بامكانهن،ذلك وكان لهن،خالص امتناني ومحبتي لانهن يوفرن لي مثل ذلك الاحساس بالامان بجوارهن ..مع صغيراتي كنا دوما متهمون ومخونون ومراقبون ومعرضون ..كنا لا ندعوا للاطمئنان ..مع الاخريات عشت كل ما حلمت به روعة التمشي والتحدث والتقارب والتلامس والحب التي لم،يكن ممكن تحقيقها كما اشتهي واحلم،مع صغيرات عمري ..كان فرق العمر حاظرا لكننا كنا لا نعيره اهتماما ..كان لنا ان نكون كما نشتهي ونرغب بالرغم من ذلك ..
عبرت حياتي الراهنة غير مفصول علي ان اود واواصل كل نساء عمري ..كنت العاشق لالعبنا الحبيبة والمشتعل بالرغبة في ان اخوض الاكثر من تجربة وكنت في ذات الان .المتاسي بشعفه والمتمرر من احساسات افتقاده لان يكون باستمرار مع الاخريات اللواتي يكبرنني ويعرفن كيف يحببني ويجعلنني احبهن وفي نفس الان كذلك،في حاجة الي حضن الكبيرات..وكان علي ان ابحث عن صيغة او توليفة اجمعهن كلهن فيها بما يمكن ان يناسبني ..كنت في حاجة لواحدة تملك كل مايشدني عند كل نساء عمري اترك،لها كل رغباتي واستودع عندها كل احلامي وتكفني هي كل ذلك التبعثر ..وفتحت حدقة عيني جيدا مستتبعا كل واحدة وسؤال واحد عندي : ايمكن ان تكون هذه او هذه ..كنت دونما ان استوعب الامر تماما منهكا ومتعبا من كم الاسرار التي احتفظ بها وموزعا بين احساس اناني يريد انثي لي .خالصة لي واحساس يقبل بان اكون علي هامش حب اخر لكائن حقيقي او افتراضي تعيشه الاخري وكنت اريد للحضات الساحرة ان تطول وان اتجاوز احساس انني كمن يسرق ما ليس له او يغتنم،فيما لا حق له فيه ..كنت مرهقا بالرغبة التي لا تشبع واعاني بجسدي الذي لا يفتر ولا ينهد..متوثرا اغلب الاوقات وافقد تركيزي للموضوعات ..مسيطرة علي اهوائي في ان اجد لي امراة تكفيني ..احلم بهذه واتركها لاحلم باخري وقد احلم بهن جميعهن دفعة واحدة ..اتسعت دائرة خلوتي بنفسي ووجدتني غارقا في قراءة الكتب والرويات ..ومحاولة ان اكتب بدوري خواطري ويومياتي وان ابدع ..وقرائتي زادتني صمتا وتلحفا علي مشاعري واوسعت اكثر مخيلتي وجعلت الرغبة في متطلبة هذه المرة ..لا تريد اي شيء يمنح لها وانما تتخير ما تريده ..كان عالمي الذاخلي ينفتح اكثر علي عوالم جديدة بالقراءة ..وكنت التهم،بشراشة كل ما يقع تحت يدي من كتب وقصص ورويات ومجلات ..وكل همي غدي ان اتدبر ما اقتني به كتب ورويات ..عوالم غدت في ما ينقصني ..ملكتني لغة لافهم،بها ما يحصل وكيف يحصل فينا ومن حولننا ..ملكتني مساحات جديدة لاحلم فيها ..وقدمت لي هواية جديدة علي ان انصت للاغاني والموسيقي..وان اطرب ،وان استمتع بالاصوات ..وهذه قدمتني لاقع تحت سحر الشاشة الصغيرة وافلام زمننا الجميل ..ووجدت لغات جديدة لها ان تحكي عن ما يقع داخلي وعن ما احس به ..وتعلمت ان ادرف الدموع العزيزة قبل ان انام ..وان اصحو بوجه منتفخة عيونه وسهدي ..وان،اقطع الطرقات بصحبة هموم جميلة وان اجلس بالفصل الدراسي منتبها وغير منتبه ..كنت قد اخترت ووقعت في غرامي ..
الذي كان يتحرك،في معرض لبعض التلف والعطب لم اعرف لماذا اصبحت معظم الوقت مريضا وعلي ان اقضي صباحات ايام،دراسية بالمستوصف القريب من البيت في الطابور منتظرا معايدة الطبيب مرة من تحسس غذائي ومرات من انتفخات كانت تطال كامل وجهي وتصحبه لايام ..جسدي كان قد امتلا قليلا ومتعرق بغزارة دائما ..حركتي كانت فاترة كمن تعوزه الطاقة اللازمة..ونظراتي كانت حزينة فيها انطفاء وبعض انكسار واحساس عال بانني لست علي مايرام ..بان جسدي ليس بخير ..
لم،اكن،اعرف انني اكبر رغما عني وانني بدات في استعاب امور لم اعهدها من قبل وانها تثقل كاهلي ..تهد حلي وتجعلني اشبه بالمهزوم،امضي ..كنت،اطالع نفسي كثيرا واتفحصها ولا اريد مني ان اكون،فاشلا او ارعنا او احمقا ..كنت الزمني بان اقدم مجهودا اضافيا لاوفق بالدراسة لكنني كنت،في مواد معينة اخدل لم،اكن لاحصل علي دعم او مساعدة لاتقدم،فيها ..كما كنت بيني وبين نفسي اعرف انني ضيعت اساستها ولم انل،قواعدها وفوت علي تفسي ان اتمكن منها بحق ..كنت احدس ببديهتي ان لا مستقبلا ممكننا لي بدون ان استتبع دراستي واحصل علي فرصتي ..كنت اعيش واقعي الذي لا يسر ولا يعد ولا يمني ..كنت اعرف معني ان،لا نكون نملك،غير بعض كفافنا واعرف لحد ما ما ينتظرني ان اخفقت او فشلت ..وكنت،بالفعل اريد ان اواصل واصل لانني بكل احلامي ساجن،ان،فقدت الطريق ..
اتسعت دائرة احلامي كما كبرت اسئلتي واستفهاماتي كنت احمل حيرتي ودهشتي ورغبتي في ان اتخفف من اسراري وارحل لابحث عندهن عن ملتذ اسكن اليه واطرح فيه معاناتي .لكنني ام،اكن،اجرا علي ان اعبر عن نابي ..عن ما يلزمني او اريده حقيقة ..كنت اعتقد انني كنت ملهوفا فقط لرؤيتهن والشبع من حضورهن وكنت كذلك لكن في نفس الان كنت اريد اكثر ..اريد ما لا اعرف كيف اعبر عنه ..ربما لانني اشعر بالخجل او العار او لانني مشمئز من بعض قذارتي ..او ربما لانني اخشي من ان يستهزأ من كلامي واحتقر ..
لم اكن،اريد الكثير من المداعابات ولا ان اغرق في الاحضان ربما كنت اريد فقط ان اقرب وان اكاتف وان يربث،قليلا علب خدي ..كنت اريد حنانا ويعوزني ان اهدأ قليلا ..كنت اريد كلامات تطمئنني وتعيد انسجامي مع،ذاتي..كنت اريد من تنزع عني مخاوفي الغير واضحة واضطرابي ..كانوا ينبهونني الذ انني اكبر وكنت ادرك،ذلك لكنني لا استوعب الي اي حد يحدث معي ذلك ..رغباتي كبيرة ومتنوعة ومختلطة علي للا تجعلني اعرف صوابي ..اريد ان اتنمر قليلا وان استمتع لجوارها ..واريد ان نفر من الحي لاي مكان يكون بامكاننا فيه ان نتحسس جسدي بعصنا ونتعانف بقوة كما بتنا نحرص علي فعله مادمنا بتنا محاصرين برقاباتهم،..وكنت اريد ان اذهب اليها لتحضني علي الاقل مرتين في لقائي ووداعي..وان تخصني بالحديثعن ما يسغلني ..وكنت اريد منتلك ان تلتفت الي ان تعيرني ولو مجرد نظرة مهتمة ومبالية ان تنبس من،بين شفتيها البهية اية كلمة وحبدا لو كان نداء باسمي ..وكنت اريد من الاخريات مجرد حضورهن لجواري والبقاء مشدودا لكل ما يتحرك فيهن ..ابتسامتهن ..كلماتهن ..اصواتهن ..دفئ ممسككهن ليدي ملامساتهن التي توزع بكياسة وعناية ..صخب من المشاعر يعج بي ..يرهقني ..يفسد علي طعم ايامي ويحولني باستمرار لاغدوا حزينا وتعيسا وضجرا وساخطا علي وضعي ..كنت ادرك انه لو استطعت الكلام عن مابي وما ينتابني ساتخفف من ثقل احمالي..لكن مشكلتي كانت انني بعد لم،اجد من بحق يمكن لها ان تصغي لي وان تفهمني..ويكون،بامكننا سوية ان نعيد نرتيب كل الفوضي التي اثارها كل اولئك،الذين يدورون في فلك علاقاتنا ..كنت اقبض علي كل الصور الجميلة واحساسات اللحضات الحبيبة وما يتبقي من اثر الازمنة الطيبة اللذيذة والمفرحة واصوغها جميعها واحلم ان اعيشها مع واحدة فقط لا هي ممنوعة ولا محرمة ولا تكبرني لاكون،بلا امل معها ولا هي في اي لحظة يمكن ان تكبر وتتجاوزني وتتركني بعد لالعاب الزقاق ولجلسات عتبات البيوتات ..كنت اعرف ان هذه الواحدة قد تسلبني قدرتي علي مجارات العاب اقراني الشيقة وقد تطلب مني اخلاصا لها لوحدها لكنني كنت املك ان ادوار مثلما تعلمت ..وان انقسم علي رغباتي فاترك لي ان ابقي علي وفاق مع نساء عمري علي ان اهبها هي كل احلامي ووفائي واخلص رغباتي ..
منذ ان عرفت الطريق الي عالم،وحدتي واخدت اكتفي بنفسي لاوقات طويلة.اخدت في الابتعاد عنهن وعن المكوث لجوارهن لا لانني لا استمتع بمرافقتهن ولكن لانني اراهن في عالم احلامي اروع حيث يكون لي ان اضيف علي لقاءتنا المتخيلة الاكثر من السحر والرقي والبهاء ..ولما اخرج واقابل واحدة منهن تكبر الابتسامة بين شفتي واتنفس الصعداء وكانني اقول : وهاهي اخيرا ..هاهي اتت من تسلي نفسها قليلا وتسلي عن نفسي بعض شجوني ..هاهي اتت ساحرة من ارض الواقع لتاخدني لبعض الوقت عن نفسي الملتاعة والموجوعة دون سبب واضح ..هاهي جاءت من ستداعب احلامي وتزعزع قليلا من انطوائيً علي نفسي ..بالتاكيد لن تكون من صغيرات عمري او قريناتي ستكون اكبر مني و ستحمل كامل انوتثها ربما في ابسط ثوب او اجمله و كذا اسرارها وسيكون لها ما تحكيه حتي اننا لن نستكمله وسنفترق وستوصيني بنفسي..ربما ستطلب مني ان لا اقلق او انزعج ..ربما ستدعوني لاستمتع مع نفسي وان لا ابالي ..وربما ستلح علي لاتيها كلما لمحتها او ازورها بالبيت وانا لا اتحرج بالمرة منها ..ربما ستقولها متسلسلة ودفعة واحدة وبصوت محموم وباماءات من الراس وضم،شديد ليدي التي بين يدها لانها كمن تريدني فعلا ان اصدقها ..بالتاكيد ساحملها في عيوني وساحلم بها وستتسلل من بين حروف كلمات الكتاب وستسرق تركيزي وستلقي بي في شرود واسهام حتي استيقظ علي صوت يهزني او ضوضاء الخارج ..لعلي معها ..معهن اكره عمري واكره الذي لا يجعلني امضي سوية لجانبهن كل الطريق والحياة ..واكره الانحدار الذي اجدني فيه وانا اتشوف غدا لا اعرف ان سيناولني ان اكون الي جانب من من من اهوي وتقبل بي..ويغمرني الاحساس بالياس ..
ربما كان يفيدني ان استعيد اللحظات التي مرت معهن وهن حريصات علي ان انظر مباشرة اليهن وهن يقدن رؤيتي لتسرح وتجوب حيث يقررن هن ربما علي الصدر المستدير الممتلئ الذي لا يخلو من نفور او علي الضامر الصغيرة ثدياه الصلبتن ..ربما لشفتين ربما للعنق ربما لراحة كفهن ..حبث استعيد وتيرة تنفسي العادية واستشعر بعض الراحة تسلل لجسمي..
                                                  

الخميس، 26 سبتمبر 2019

يوميات :عوالمي السرية

عندما اترك لك ان تقوديني لحيث تشائين وكما تشائين فلانني ارغب في ان اترك لك نفسي لتقوديها في درب اكتشافك ..اكون في حاجة لان اتخلص من خوفي ومن رقاباتي واتبعك ..اكون مستعدا لانسي حدودي واقتحم حدودك ..
اعتقدت كثيرا انني في احسن الاحوال لا املك الا ان اعبر عن رغبتي ثم ارضخ لقرارك انت .ان تسنحي لي بان اقترب من مداراتك او تظلي علي الباب مسدودا بيننا ..كن،دوما من يملكن قرار المغامرة .ان يمدن الوصل او يتركن الحبل مقطوعا بيننا ..كن،دوما لهن كامل الحق في يتشكلن وفق ما يتراى لهن هن ويتماشي مع نظرتهن هن ..لم تكن ارادتي تهم ولا رغبتي تعني ..لان التقدير دوما بملك ايمانهن ..هن من يخترن نحن لا نفعل ذلك ..
كنت اعرف انني مهما حاولت ..مهما تلونت واردت واردت ..سابقي غير مجاب الا ان تقرر هي.ومتي يمكن ان تقرر وعلي اي نحو وفي حدود ماذا ..؟!....كل ذلك لا يمكنني ان اكون انا من يحسم فيه لانه سلطتها هي وتقديرها..
لا اعرف كيف تعلمت ان،استجيب علي هذا النحو ؟لكنني كنت هكذا منذ ان بدات اعقلني واعقل كيف اتصرف تجاه الاخرين ..كنت اعرف بان من لم تدنوا مني لن ادنوا منها ..كنت اعرف ان يدي ستكف عن مطاوعتي ولن تمتد ان لم يمسك بها ان لم تاخد اليها ..كنت اعرف ان يدي سترتد الي وستكف عن ان تمتد متي لفضت او ابعدت ..وكنت اتعصر برغبتي واحترق وارضي بان اظل في مكاني لا املك ان ادنوا ان لم يدني مني ..هل كنت اخشي علي نفسي من المبادءة ؟ هل كانت تعوزني الشجاعة علي ان اكون الجريئ والجسور ..؟ لا اعرف ..! لكنني اذكرني جيدا كنت استحلي ان اكون الراغب المحترق الصاخب بهواه..وان اكون الذي يملك ان لا يتمادي ان لا يتجاوز احترامه لنفسه وللاخر..لم اكن لاقبل علي نفسي ان افرض ذاتي بتعنت وان الهت وراء رغبتي بتوحش..كان يستهوني ان احتضن .كان يمتعني ان اعطي ان اكون بدوري مرغوبا ..ان يمسك بيدي واجدب لخوض اكتشافات جديدة ..
لم،تكن،الانثي في حياتي تلك التي تؤخد عنوة كانت تلك،التي في لحظة تدونوا مني وتاخدني اليها ..كانت،قوية لتقول وتكشف عن ما يخالجها وما قد تريده ..كانت هي الجسورة علي ان تعانقني امام كل الناس ولا تهتم،الا بي ..
كانت الانثي دوما مرغوبة لكنها عصية علي ان تدونوا منها ولا سحر عندي لادنوا منها متي هي لم ترد ذلك ..كان علي ان انتظر وان اظل منتظرا لما لا يمكنني ان اعرفه تماما الي ان يتفق ان تريد او لا تريد ذلك للابد ..وكنت عندما امتلا قناعة بذلك التفت لاحاول من جديد مع اخري دونما ان اتخلص نهائيا او اكف عن الانتظار ..فقد تاتي ..وساكون دوما مستعدا لان ادونوا منها واتمادي ان هي ارادت ذلك ..
كنت احاول بان،ارغب وبان اسحر وبان اعبر عن ذلك كنت بداخلي احمل ايمانا ما بانني ليس علي ان ،اكون اكثر من ان اكون صادقا في ذلك
  وانتظر ان افهم،جيدا وان اقدر بالشكل المناسب .لم،اكن،لاحمل تقديرا جيدا عن نفسي لم،تكن احوالي جيدة ..لم اكن محل من،يغار منه ولم،تكن علاقتي مع المرآة جيدة ..لكنني كنت احمل استعدادات عجيبة ومدهشة لاحب ولارغب ..
في اولي العاب الحب عدمت ان،اكون المكتشف الاول كنت المنقاد الي اللعبة ولاحترام شروطها التي لا اكون،انا من يفرضها ..كنت اعطي بقدر ما يريد الاخر كنت حرا في ان ارفض لكنني لم اكن حرا في ان اطلبه او اخده دون موافقة ..كانت اولي الالعاب وفق هذا النوع من،الاستمتاع ..تاتي واحدة وتاخدك الي لعبة جميلة وممتعة ومدهشة وتتركك حينما تريد في الوقت الذي تريده هي وعلي النحو الذي ترتضيه هي ..لم،يكن يهم،كل الحنق الذي كنت امتلأ به ولا الغضب الذي يعصف بي ولا كل عزمي علي ان،اثار لنفسي كنت سريعا ما اعود لانغمس في لعبتهن بشروطهن هن مجددا ..لم يكن يهم ما تتبقي عندي من مشاعر تجاههن او تجاه وضعي نحوهن ..بمثل ما كنت استدعي لعناق حار ودافئ واغمر بالقبلات واستمتع بالملامسات الحنونة وقد اترك،في احوال اخري تعلمت ان اظل فقط مترقبا قرار العودة وتعلمت ان اقف عند حدود الرغبة ..كنت استعر بنار الرغبة واشعر بالحزن والرغبة في البكاء اظل احوم حولهن التصق بهن لعلهن ينتبهن هن لي وياخدنني اليهن كما يستحلي لهن فهو سبكفيني..
كن دوما قادرات علي ان يقدنني في الالعاب التي ترقهن .كنت انظر اليهن ..اتابعهن ..اتحسس وجودهن يقتربن مني ..يغوونني بالشكل الذي يريدنه ..يجرني لانقاد اليهن حيث يردن ..كنت علي الجانب الاخر اعشق ان اتابعهن بصمت واعشق نفسي وانا مدفوع لارق لهن كما يشأن ..كان يحدث ان ابقي مجرد مستمع وحتي عندما يكون علي ان اتحدث لا اريد ان اجانبهن او اثيرهن ضدي ،تعلمت ان اسايرهن وان اكون صداهم ..وان اكون بالانعكاس الذي يرغبن فيه ..وحتي عندما يكون الصمت السيد بيننا اقبله واترك فقط لعيني ان تتابعهن وتتشوف البداية الممكنة لما يمكن ان ياتي منهن هن ..
في لحظات كنت اود بحق ان ابادئ ..ان امد يدي ..ان اعانق وتختلط علي المشاعر ولا اعرف كيف اعبر عنها ..افقد ان اتصرف بعفوية ،ارتبك واستغرق في الحيرة والشك ويكبر خوفي وترددي ..واتمني ساعتها فقط لو اتخلص من رغبتي تلك لرغبة اخري في ان اعانق عوض ان اعانق ..ان تمتد اليد نحوي عوض ان امد يدي فلا تصل ..ربما انني تعلمت في مرحلة لاحقة كيف اتحايل لكنني لم اشك لحظة في انني اكون مكشوفا ومفضوحا وانه متي لم يردن ان يرضين شيئا بداخهلهن فلن يرضينني ..لسنا في حاجة لذلك ..
للالعاب وقت وزمن وتنتهي ..تصبح ممنوعة او علي الاقل غير ممكنة وغير مسموح بها بدرجة،صارمة ..لا اعرف كيف كان يحصل ان يصبح اللقاء ناذرا ومحدودا في الزمن والمكان ..لا اعرف كيف كنا نتعلم ان نترك المسافات بيننا وان نشيح بنظرنا للبعيد عن عيون بعضنا ..لا اعرف كيف كانت تتبدل المكاتفات والعناقات لمجرد ملامسات سريعة ووجلة وانسحابية ..ربما كان يبقي الحوار مفتوحا بيننا ..ربما كان وميض عيننا اكثر لمعانا وسحرا ودفئ الكف وهي تلامس الكف اكثر دهشة وروعة ..لكنني كنت ادرك بحدس طبيعي اننا انتهينا من نكون اكثر فصاحة وتعبيرا عن ما نريده او نشتهيه ..واننا نواجه بعدا يفصلنا ويشكل الرغبة في كلينا ..وتعلمت من جديد ان احترم المسافات بيننا وان اتخير الجانب الذي اركن فيه منتظرا ان تحدث المعجزة ..ان تاتي الفرصة التي وحدهن من يمكن،ان يتدبرنها ويكسرن التوقع ويدفعن باللحظة الي حيث يملكن ان يقلن الاشياء باجمل تعبير وان يفتحن الرؤية علي اوسع حلم ممكن ..
كن مخلوقات جميلة تفاجئني باستمرار وتشدني اليها ..استمتع بحضورهن وبحلوا لي ان اكون لجوارهن ..كنت اكتفي بان اظل بالقرب منهن ..منتبها ..اطالعهن بصمت ..الامسهن بنظرتي واتحسس وجودهن بجواري ..استجيب لندائهن ..لمرافقتهن ..ليتحدثن الي ..ليقتربن اكثر مني لكن دون ان املك،انا ان اكون من يريد ويقدر ويطلب ذلك ..
تسللت عادة البكاء الي قبل ان انام ..كلما انتبهت الي انني كنت مدعوا اكثر ومقربا اكثر ولم اوهب بسخاء اكثر وكنت ارغب في الاكثر تكبر حرقتي ويهزني شوقي وتلفحني رغبتي وابكي ..
عرفت بانني مختلف عن الاخرين كنت المح جسارتهم ..كانوا قادرين علي ان يسلكوا بقوة معهن واحيانا كان بامكانهم،ان،يكونوا عنيفين وملحاحين ..كانوا يتطاولون،بالكلمات وفي الاحاديث ولا يخشون من ان يتركوا ايدهم،تاخدهم لحيث يريدون ..بينما كنت،قابعا في مكاني وصدفتي باق علي ذات سلوكي ومشاعري ..ربما فهمت منها في وقت لاحق بان الامر فقط ان علي واحد منا ان يترك،نفسه للاخر وليس مهم،من،يكون الاول وانه متي استسلم لرغبة الاخر في ان ياخده لحيث،يجيد ان يعتني به هو فليس مهم من،اراد الاول ..وانه متي كان علي واحد ان يتدبر ذلك،الزمن الخاص وذاك الظرف فعلي الاخر ان يستترك،نفسه له ..فهمت ..كان،علي ان افهم اننا نتساوي في رغبتنا وان قد لا نتساوي في تقدرينا للان المناسب والشكل المناسب لان نحققها ..كما كان علي ان اقبل سابقا اننا بعد كل زمن نكبر علي الاعبنا لكننا نجد لها اشكالا جديدة .. كان علي ان لا ابالي طويلا بمن كان الاجدر به ان يبادئ ..بمن شكلا هو المطلوب منه ان يطلب وان يريد ..وان يتمادي ..كان علي ان انسي لمن اسند الدور اصلا ولا لماذا يجب ان يكرس علي ذلك النحو ..بيني وبين نفسي لم،اكن ابادل الادوار ..بل كنت اقارب الامر علي نحو اخر كان سيان عندي ان اكون،هنا الانثي وتكون هي الرجل ..بدت لي الرغبة لاهي مذكرة ولا مؤنثة ..بل هي فعل نريده ونقيمه سوية بذكاء ونجتهد لنتقن تحقيقه وان في جانب كل واحد منا اخر يكتشف من بعيد ويغامر بالاستفهام ويقرر ويعقد الاتفاقات والموامرات الجميلة وينجز الخطوات الاولي ليتاكد له ان الاتفاقات قد حصلت وانتهينا لنريدها سوية ان تحصل ..انها لا تنفيني الا في جزء صعير تتدبر فيه ان تحصل مني علي موافقتي ،علي ارادتي كذلك في اننا نريد سوية ان يحصل بيننا ذلك .
عندما ننخرط فعليا في العابنا الحبيبة نكف عن الكلام ..نتواصل بلغة اخري ،ندع لجسدنا بان يفصح عن نفسه ،ان يعبر بطريقته ويقول رغبتنا ،يقول وجودنا علي نحو بديع ،يختصر علينا المسافات والترثرات ..يدمجنا في عزف شجي ،حنو ..حلو ..لذيذ .. ويعرفن تماما متي وكيف ينهين اللحظات البهية للا انتبه لاي شيء غير رغبة اخري في ان اعود لوحدتي واستعيد كل اللخطات ..لحظة ،لحظة ..
لم،اكن لافهم جيدا معني ان ما بيننا ينبغي ان لا يتجاوز الاحترام ولا لماذا حقيقة يلزمني ان الجم رغبتي !!؟ولا لماذا يجدر بي ان لا اقتحم جسد اي اخر متي لم يسمح لي بذلك !!؟ ..
قريبة مني ..تتمسح بجسدي ..تدنو مني بشعرها ،بوجهها ..تتلمس بكتفي ..بذراعي ..تسمح لي تكون بان اقترب واستسلم لها ..تمسك كفي ..تبعث في كل الطاقة اللازمة لاحرر كفي وامسك بها حيث هي توجهني ..ولا اعرف كيف هي للرغبة ان تعلو فينا ولا كيف يمكن للفعل ان يتطور معنا ..لكننا ننجززه بتمتع كامل ودونما خشية .. هي تدرك جيدا كيف تتحرك معي ..كيف تثيرني ..كيف تلهبني وكيف وتهدأ من ثوراني وهي التي تعرف الي اين يمكن ان تصعد الذي يكبر فينا .. العابنا ممتعة وقد تدوم علي فترات طويلة وغير متباعدة .وتستغرق تفكيري وتجنح باخيلتي وتولد في الاكثر من استفهام وسؤال ..
تعتني بي جيدا ..تتعقبني في كل تحركاتي وسكناتي ..في اشيائي وخواطري ..لا تنسل من حولي الا لتعود بكل رشاقة لتنقض علي شرودي وتهزني من احلام يقظتي لكنه كان يحدث الفرح عندما يكن هناك عندما ياتن بضحكاتهن وسرورهن ولغوهن الجميل بذاخلي تتحرر اكثر من طاقة وترنو عيني باكثر من فرح ولذة ..بجوارهن اكون في غاية الحضور واكثر اقبالا علي ان يتحقق الاستمتاع وتعقد العابنا لم،اكن للا اكتشف ان هناك فرق ما يوجد وان الطريقة التي تقودني بها اليها مغايرة وعزيزة علي قلبي..كان هناك سحر خاص يربطني اليها وهي وحدها التي تعرف كيف تمارسه علي وتعبر بي عبره الي جنان عجيبة ..
ملكت كل عفوية المواقف وتلقائيتها بكل بساطة كانت تعرف كيف تولجني عوالمها وتغدق علي بحنوها وتسامحني علي نفسي المنقسمة ..كانت كمن يعلم،جيدا ما يدور في راسي الصغير ويملأه من مخاوف فتاتي بكل رقة وبمجرد لمسة بسيطة تهدأ من روعي وتسكن العواصف بدواخلي ..
لم،تكن لتغار لم،تكن لتمنع عني ان اخوض العابا مع غيرها ..لم،اكن،لاخفي عنها شيئا ..لم،تكن لتعاتبني او حتي لتطيل امد خصاماتنا الصغيرة ..
كنت انساق في العابهن واستعذبها  ..لكن معهن كان دائما يبقي ذلك الخوف من افتقادهن ..ربما لانهن لم يكن يحسن التظاهر بان ما يحدث بيننا ليس مهما ولانهن كن بشكل او باخر سريعا ما يصدن مني اي محاولة اقتراب او دنو كانت طبيعية بالنسبة لمن ادني ولم يكن بخيلا في ان يكون منتبها مطاوعا ..وكنت اعود للج استفهماتي واجدني احملها هي مسؤلية كل ما يحصل معي هي التي لم تعلمني ان اكون سيد المواقف ..هي التي ابقتني دوما متاهبا لان اخد ما يعطي لي فقط لا ان يستجاب لي ان اردت ..ربما لم،تكن قاسية معي في ذلك لكنه بيني وبين نفسي كان يسبب لي الالم .كانت مرغوبة في كل الاوقات لكنها لا تصل الا في وقتها الخاص ..
كانت العابنا الخاصة واتفقنا علي انها لا تعدوا ان تكون العابنا وفقط واننا سنكبر يوما عليها ولن تعود مسموحة لنا ..كنا منطلقين في اغتنام كل فرصنا لنلهو ولنبقي علي خلواتنا السرية  ..كنا نعاني حياتنا بقدر ما نعقل عليها نتاثر بها كانت احيانا الايام تمضي بطيئة وحزينة وخالية من الفرح وكنا نكبر في غفلة عن انفسنا وكان صعب علينا ان نلغي ارتباطنا الذي الفناه واوغلنا تشابكه ..الا انني بدوت مهتما في كل مرة بان اجرب السؤال بطريقة مختلفة حول ما يتطور بيننا ولم،اجابه اي .حظر او منع الا علي مستوي مشاعري واحساساتي انا فقط ..ولم،اجابه الا بمثل نفيه او الرغبة في التجاسر علي نفيه فعلا ..لانه كان حاظرا وكنا ندرك،جيدا اننا وحدنا من نجعله باديا وعاليا باسوار وجدارات شاهقة او مجرد مساحات متحررة من اية حدود او حواجز ..كنا نحن من يستحيب ليافطات المنع فنتوقف او نحذر او نبالغ في سرعتنا او تخفينا او تحايلنا علي الرغبة فينا ..
عندما بدات اشكو ا رغباتي دفعتني اكثر لان اجرب مع اخريات لكنني لم،اكن،اعرف الا طريقتها واستعصي علي ان اتقدم،اية خطوة..صعب علي ان اتعداها لشكل اخر ولتجارب اخري ..ابقيت عليها النجم الوحيد الذي بامكانه ان يكون دليلي في قفار الرغبة الموحشة ..
كنا نملك نظرتنا الخاصة للعالم وعوالمنا نحن التي لا تنفتح للكبار ..لم،نكن،لنبالي كثيرا قد نخاف للخظات لكننا نجرأ ..كانت تكفي ان تنبثق الفكرة لننجر وراء تحقيقها ..وكنا نعرف كيف نتامر علي الكبار وكيف نتظاهر امامهم مغفلين صغار لا ندرك اي شيء ..كنا سافلين وملاعين صغار نستبيح كل شيء ..ولا نغقد براءتنا لاننا كنا فعلا نحس باننا احرار في ما نريد وفي كل ما نذهب اليه ..كنا صرحين الي اقصي حد في التعبير عن رغباتنا عن ما نحبه ويعجبنا وعن حتي ما نكرهه ونحتقره ..كنا نعرف اننا منظورون وملاحظون ومراقبون في كل سلوكنا ونشاطنا وكان يمتعنا ان نكسر كل ذلك وان نتجاوزهم ونوجد لنا خلاوتنا المدهشة بكل العابها وسفالتها..دائما لنا امكان ابتكار عشرات الحيل والطرق لكسر رقابتهم،والاستمتاع بعالمنا ولا يفوتنا ان ناخد كامل حقنا في العابنا المكشوفة بحضورهم ..كنا نستطيع ان نتخيل الامور ان لم،نتمكن تماما من ادركها والوقوف علي معرفتها حقا ..كنا نملك،ان،نفهم،ما يحصل وكيف يحصل في عالم،الكبار ولا نتمثله في العابنا لان العابنا هي حياتنا هي اختراعتنا نحن ..وعالم مستقل لوحده ..كنا ابعد ان نعترف بالحدود والحواجز بيننا ..
لم تكن تنكر علي شيئا.لعلها لانها لم تكن في حاجة للتصرف معي بتجاهل ..كنا نعبر لنمارس حياتنا بشكل عادي وسلس وقد نبقي علي ذلك لوقت طويل نسبيا قبل ان،نعاود التفكير بداية في ما قد نستانفه بيننا ..كنت،قد بدات الكف علي ان احاول التحايل عليها او استمالتها متي غدت اكثر صرامة معي في ان،لا اتجاوز حدي ..بالكثير من الجهد توصلت لاعقد الهدنة بيني وبين نفسي واترك لها المزيد من المساحة لتتحرك بعيدا عني ..كانت،بذلك،قد اقبرت في حلم ان اكون الخشن والرجل الذي ينال متي اراد ذلك ..وغي نفس الوقت روضت مشاعر الغضب والعنف بذاخلي وعركتني جيدا ..كنت اعرف انني لن اادي اية واحدة وحتما لن اسبب في اديتها بوشاية مني او بالحديث عنها لاخر..وانني مستعد لان اتصرف بتجاهل تام لما يمكن ان يكون قد حدث بيننا لانني ببساطة هكذا ربتني وشكلتني بطريقتها..
لم،ابتعد ولم،تبتعد عني ..لكننا حولنا لعبة العيون التي كانت تستهوي التحديق والمتابعة والرصد والتامر الي لغة اخري للتواصل بيننا ..كنا وكل يوم،يعبر نطور لغتنا ونفتح ابعضينا نوافذا جديدا نطل منها علي العالم وناس من خلالها توحش عوالمنا ..كان،بامكانها ان،تكتشف موقعي بمجرد القاء نظرة ..كنت مفضوحا لها وكانت تعرف متي انها اسكنتني وصاغتني لما قد تريد هذه المرة ان تهبه لي منها خالصا وشيقا ..مهما كان،شكله او مداه او زمنه او ايقاعه كنت اتزود منه في سفري لوحدي في عوالمي الداخلية..وكنت اكتفي واقنع به ..مع الاخريات لم،نذهب بعيدا الا في مقدار كم يلزمنا من اللف والدوارن لنبدا في قول الاشياء ..وبعدها في التحايل لنشوه قول الاشياء ولنداريها ونزيفها ..لم،تكن تريدني ان اكون،ساذجا ولا غرا ..كانت تويع حدقة عيني جيدا لاري الامور في حقيقة دوافعها ..ولاكون منتبها لاسلوب جديد لم،يكن دارجا بيننا من قبل ..اذ لم،نكن،في حاجة لان نسلب بعضنا اشياءنا وقطع نقودنا الصغيرة مقابل ان نخوض العابنا المفرحة ..وكان يحز في قلبي ان ينقض علي كقطاع طرق القصص التي كانت تملأ رؤسنا التي غذت شغوفة بان تقرا وتطالع القصص والرويات ..كنت اشعر بالسوء وبانني متاد في جسدي كذلك كلما وقعت بين يدي من،تصيدتني لانجز لها غرضا وتحايلت علي بالاعيبها ....
كنا سريعا نقيم،العلاقات بيننا ونحب بعضنا وسريعا قد نفقد الاهتمام ببعضنا ..كنا مع حجمنا الصغير نخلص لمن نحب ..نتشارك كل مانملك ..نعبر سريعا لنكاتف بعضنا ولنتجاسر علي جسدي بعضنا ولنحب بعضنا لاحقا دون اي شعور بالذنب او الخجل ..قد نلتقي لاول مرة ونحب بعضنا علي طريقتنا نحن في المساء نفسه ونفترق لنفقد حتي صور بعضنا الممكن،ان تظل عالقة في ذاكرتنا..
كنا لما نتفق لا نضيع الزمن علينا ..نهرب ونتخفي في اي ركن او درج ونداعب بعضنا بكل عرينا او بنصفه ثم..نفر جريا لنلحق الرفاق او المنزل دون اي حاجة للكثير من الكلام والثرثرات ..كان لنا زمن خاص لنحلم..ونتخيل ..ونتامر بمفردنا ولما تحين الفرصة نستسلم،لمامراتنا دون ان نقرر كشف خططنا ..
كنت منساقا لان،اقع في كل مرة ..لان يتم اخدي في المغامرة الصغيرة ولم يكن يعوزني الوفاء المطلوب لمن تعتني بي حيدا وتحبني علي طريقتها ..كنت ملتزما من جهتي بان اكون مراعيا ومنصتا ذكيا ومحاورا شيقا وامين سر مخلص وطوع امرها متي ارداتني ورافقتني وطلبتني ..ولم،يحدث ان كنت المنبود بعد ان تم،تقريبي من واحدة منهن ..كنت ابقي علي كامل ودي وشغفي الي ان يحدث ان يبتعدن ..او يتجاوزني بمسافات طويلة ..
كانت لي مواثيقي التي تمنعني من افصح او ابوح بحقيقة عوالمي السرية وبحدائقي ..كنت التف علي نفسي وصمتي واكذب ان اضطررت ولا اشاركهم رواية قصص بطولاتهم وجولاتهم ..ومنهم،من كان لا يهتم،بامري بل كل ما يريده ان يصل عبري لبعضهن ..لكنني لم،يكن لي ما احكيه لهم،ولا لي لاملك،طريقا اليهن ..
بيني وبين نفسي كانت تبقي لي تساءلتي واستفهاماتي التي كانت تكبر مع الايام وبعض كبير من الحزن لانني لم اكن لامنع عن نفسي ان تعيش الفرق وتستشعره وتقيم المقارنات بينها وبين اقرانها كنت مجبورا الي حد كبير لاهادن ولاسالم ولاذاهن لانني لا اقوي علي المواجهة ولانني لم اهتم بان اكون الاقوي ولا كان عالمي يستوعب العنف والتدمير ..كنت اضعف من ان اخوض معارك اقراني وسباقاتهم ورهاناتهم ..كان جسدي فاترا بلا طاقة لالعاب القوة والسيطرة والاخضاع ..بلا عضلات او جراة لاتعدي حدي واكف عن التامر كالاناث ..وكنت استغفل بسهولة من طرفهم،لانني لم اتعلم مكرهم ..لم اكن لاجاريهم لهوهم وصخبهم ونذالاتهم ..كنت اكثر لزوما للبيت وفي الخارج قضيت فترات طويلة لا الازم الا فتيات الجوارولا اتشارك الا العابهن ..وبالبيت ابقي علي شغفي بان اقلد اخوتي الكبار واهتماماتهم،وتبقي لي عوالمي السرية والعابنا المفرحة والاسرار الصغيرة التي نتشاركها ..كان لي دوما رفيق او اكثر قريب ..احتاجه ويحتاجني ..اسير لجنبه ويسير لجنبي ..نحلم،بصوت مرتفع ونلع بعضنا لنجري وراء تحقيق وانجاز مشاريعنا الصغيرة ..لم يكونوا من طينتي لكننا كنا نتفق علي ان نتصاحب وان ينقاد الواحد منا للاخر وان يهتم،الواحد منا بالاخر ..كان دوما يبقي لي عالم اكتشافاتي الاولي سري الذي اقبض عليه كجمرة نار ملتهبة وكبئر عجيب امر ارتوائي منه ..كانت دائما اقرب من ان تتركني لاي كان ..كانت كل صحبتي واحبها الي قلبي..كما كانت كل حيرتي وانقسامي .،
                              

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

يوميات : بلا اوهام

كنت اتمني ان تكف عن الاعيب التعارف واللقاء الاجتماعي وان تكون واضحة مع نفسها.. معي ..في ما قد تريده مني ونتلقي حوله ..تظل هي متمسكة علي ان تداور وتناور وتختبر وتنصب الفخاخ ..غير قادرة لان تعبر الي وتقتحمني مباشرة ..تتمسك علي ان تبقيني وهي تبعدني في نفس الوقت .. وانا لا اقدمني الا علي ما اكونه ..مجرد انسان يريد ان يتشارك حياته ..يعز عليه ان يبقي علي وحدته ويريد اخرا لجانبه ..لم افكر في صيغة لوجودنا معا غير ان نريد ذلك ..الباقي لنا ان نتدبره ..اعرف جيدا ما يكونه واقعي ولست لانكره لانني اعيشه بما يكون عليه ولا املك ان ابدله ..ولا هي تملك ان تبدل واقعها لكننا نملك معا ان نجد صيغة مفتوحة لنكون ..لنعيش معا ..اشياء منها قد تريد واخرى بعد ترسم الحواجز وتقيم الحدود ولا تستطيع معها ان تتجاوز ما تريده لما قد لا تريده ..
يكون العمر قد اخدنا ..ونكون قد جربنا ان نكون ..نكون قد اختبرنا حيدا الحياة لنعرف الان اننا ببعض اختيارتنا لا نسعد او نهنأ بلحظات ما تبقي من عمرنا ..واننا ان كنا جادين في ان نعيش عمرنا فعلينا ان ننسي كل الذي ضيقوا علينا به فرص ان نعيش كما نريد وان نحقق ذواتنا بما نرغب فيه حقا ..علينا ان نتجاوز كل الصيغ القديمة التي تخنقنا وتثقلنا بالعجز وتحد قدرتنا علي ان نتحرر ..
لا اخالني لم احسبها بلغة الواقع ..لكن كل ذلك الحساب قدفت به لما وراء ظهري لانه لا يقول الا بواقع اتفاقي بين من لا مكان لي بينهم ..انه لن يكون واقعي الا متي كنت منتميا اليهم اما وانا شبه ملفوظ بينهم فلا يمكنني الا ان اخلق العالم الذي اريد ..
ليست في حاجة لان اقدم لها اية كشوفات تعرفني بما ارفضه واقبله من واقعي  ..وتعرف انني لا اريدها الا لنفسها ....تعرف لحد انني كفرت بدينهم ودنياهم ولا اومن بغير الانسان ..لا اريد لاي كان ان يخضعني لحلاله او حرامه ولا ان يلجمني بمقبوله ولا مقبوله ..خبرت جيدا معني ان اكون انا نفسي دون ان اكون في حاجة لان اضعني في ميزان اي احد ..
كنت اتمني ان اجدني معها علي بعض خلاف ونحن نناقش افكارنا وارآنا نحن ..ونحن نتجادب الحديث والحكي عن احلامنا ورغباتنا نحن ولكن ليست رغبات جماعات قبلت علي نفسها ان يحكمها قانون او دين او اخلاق ما واختبرت ان تقايض نفسها وفقها ..
كنت ابحث عندها عن،نضوج معين يفوق نضوج جسدها وثمارها ..كنت اسلوا عندها عن مستوي اخر من الخيال والحلم يسمح للاشياء والمشاعر بيننا ان تنموا وتكبر وتينع ..
لا املك لمن سبق وان كنت اريدهم بحق لجانبي وتحت اي شكل ممكن ومقبول واخترن ان لا يصدقن الامكان واخترن ان لا يجرأن علي الحياة وان يغامرن الي ان اشعر بانهن لحد ما يبعثن علي الرثاء وان لم افقد ابدا احترامي لهن لانهن ببساطة لم يكن بامكانهن ان يكن الا ما استنسخوا ليكونن عليه ..انا لم اكن،مجرد حالم حين اعتقدت جازما بامكان ان نكون فقط ان نريد ذلك ..ولا كنت واهما وانا اعرف ان عددا اخرا من الناس ما وقف في وجههم شيء حال دون ان يكونوا ويحققوا وجودهم الاثير ..
لم،استسغ علينا ان تشيخ واشيخ لجانب كل حرماتنا ورغباتنا المؤجلة بعد ..ان نلتقي عند امكان ما يقربنا من ان ننوجد ونحقق وننجز احلامنا ورغباتنا ان لا نقبل علي انفسنا ان نعاني فقط لاننا لم نكن وفق ما قدر علينا ان نكونه اجتماعيا ..
تعبت من الكذبات الكبرى ومن ارتداء الاقنعة ..تعبت من الجري وراء الاوهام الاجتماعية والتي لا نجني من وراءها غير السراب ..تعبت من كل ما يلجمنا وهو يدعي الخير لنا ..كنت احلم بان نعانق بعضينا وننسي خوفنا قليلا في احضان بعضينا ونكتشف الي اي حد ان هذا امكان اخر متاح لان نحس باننا بعد بهذا الجسد نوجد ونعيش..كنت اتمني ان نجلس ساعات لنفسينا وان نقول كل احساساتنا ونهز قليلا شكنا وحيرتنا وان نعود سوية متخففين من كل مايؤلمنا ويجعلنا غير منسجمين مع انفسنا ويسلمنا لكل ذلك الارق والرغبات في البكاء ..كنت اتمني ان اجد الوقت الذي اكاتبها فيه وتكون فيه هي الاخري في ذلك الجانب الاخر تتابعني وتكتب او تتحدث الي ..لست في حاجة لمن يعتقد انه سيذكرني بكل الفقر والحرمان الذي يحوطني ويحدني ويبعثرني وكانني نسيته او يمكن ان انساه وانا اعيش بذاخله ..لست في حاجة لمن يريد فقط ان يفني في المادة بينما هناك اوسع افاق لحياة الروح ..
لاكن هذا الحالم الذي يريد علي ان اكون ذلك العاجز علي ان ينجز المصالحة بينه وبين نفسه وواقعه ..لاكن ذلك الذي يعيش خارج واقعهم علي ان اكون مجرد شيء بلا قيمة ..بلا قدرة ..بلا امكان بينهم ..هي ارادة اخري علي ان اكون عوض ان اظل مقصيا وممنوعا ومرفوضا ومجرما في ان اكون ..الاخرون بقبولهم لي يعطونني شكلا أفقا مرسوما بدقة لاستمر بالوجود بينهم،وليكون بامكاني ان ابادلهم ..بغير هذا الشكل يتبراون مني ..يرفضونني ويكون كالجبر علي ان ابقي في مكاني اعاني وبلا حد فلماذا اصر انا علي ان اصدق في كل اشكالهم ؟! لماذا اقبل علي نفسي ان اعاني ؟! ..
لم افقد مني هذا الذي يسكنني ويصيغ افكاري ..دائما كنته ..كنت وفيا لنفسي ولاحبتي ..ولم اكن راغبا الا في حد عنده فقط اكون انا نفسي..لم اكن علي استعداد لاقبل ما يملي علي ولا لان اتبع القوافل فقط لانها تسير ..اخترت ان اقبع في العراء وظلمة الليل ورعدة الوحدة علي ان اطارد القوافل التي ترحل كيفما اتفق ..اردت عددا من الاشياء كما اشتهيت ان تكون لا كما اجمع علي ان تقدم ..حرمت علي نفسي حتي ان افرح كما اعتاد ان يفرح الاخرون لانني كنت اريد فرحا غير اعتيادي لا اجماعا حوله ..
لم تعد لي الكثير من الاوهام ..ذبحتها في اكثر من مناسبة قربنا للحياة التي اريد ..تخلصت منها محاولا في كل مرة ان اتخفف من احمال ثقيلة جبلنا علي حملها دون ان نجرا حتي علي ان نتساءل لماذا نفعل ذلك ؟! ..امضي علي اية حال بلا وهم ان يعترف لي احد بانني قدرت ام لا اقدر علي الحياة ..لانه ببساطة حياتي اعيشها وبلا الكثير من اوهام
  

الخميس، 19 سبتمبر 2019

يوميات : وجوه

بقيت هنا والعالم يمكث هناك ..علي الجانب الاخر مني..لا اعرف كيف اقترب منه ..كيف ادنو منه واتفاعل معه ..ولا اطمئن اليه ..
لم،اكن اراهن علي ان يمتد بي العمر ..كنت دائما انتظر ان اقتل نفسي ..لم اكن لاقيم اية حسابات للوضع الذي انتهيت اليه ..هي فقط العشرة سنوات التي هبتها خالصة له كانت خارج اي تقدير ..كانت اكبر هدنة اردتها لاعبر لغد اخر ..لحياة حقيقية غير كل الهراء الذي وجدتني فيه ..دافعت عن نفسي بكل قوة وتمسك بان لا اخسر ..احيانا كنت اعيش علي شبه لا شيء ..علي الحضيض ولا استسلم اعدني بذاك الغد الذي لم ياتي ابدا ..
عشرة سنوات انتظر منه ان ياتي يوما ويجلس الي ويتحدث لي كالكبار ويقول لي :"عبرت الي ..عبرت لما تستحقه عن جدارة .." كنت كالكلب الاجرب الذي لم يسأل فيه احد ولا اهتم بان يموت ويجيف..كان ياتي ويخرجني لزهاء الساعة ،قهوة سريعة وجولة علي الاقدام تكون بذاتها طريق عودتنا للمنزل ..كان يصد اية محاولة مني لان اتحدث له عن نفسي..وحتي عندما امتلك ناصية الكلام يكون كمن لا يسمعني ..لايرد علي بشيء ..لا يهتم ....يعود بي للبيت ويكون قد انهي لقاءه معي ومراسيمه ..
عشر سنوات ضيعتها سدا ..وهي العشر سنوات الوحيدة التي حاربت فيها نفسي وافكاري وحلت فيها دون ان تتمكن مني افكار اغتيال نفسي ..
لم،اتجاوز الي اي مكان الورطة الكبيرة التي وجدتني فيها مند ان حاولت البداية من جديد..كان يندلع في وجهي بصراخه ولعانته وسباته ويعلي صوته ليكون مسموعا لمن بخارج البيت ..كان بكل بساطة يطردني من بيته ،يريدني ان اخرج الي الشارع يقول انه لا يهمه الي اين ..لارحل عنه وفقط..لم اكن مستعدا باي حال لان ابدا في المجهول ..حتي لو اردت ان اثور لكرامتي المهدورة ..لا يمكنني ان اجعله يتمكن مني ويضيع علي رهان ان اكون في مستوي الحلم الذي يقدمه لي اخي ولطلما وعدني به ..كان علي ان ابتلع الكلمات في حلقي وان امسك نفسي علي ان اثور او انفعل ..وانسحب لغرفتي لادخن السجائر وبخوف ان تفرغ العلبة مني سريعا وانا قد عدمت اية مصروف اضافي او طارئ قد احتاجه ..كان علي ان اتحمل..وكان هو يدرك جيدا انني انتهيت لكي لا يمكنني ان اواجهه فتمادي ..اذلني بحق وكان قاسيا معي ....تركتهما معا لحياتهما ولصراخهما ولشد الحبل بينهما وقطعه ..وتركت معهما ان ان اعرف كل ما كان يحدث ويتطور في حياة الاخرين من افراد اسرتي ..لم اكن اعرف عنهم اي شيء ولا يصلني عنهم اي خبر ..لا احدا منه ربط الاتصال بي شخصيا في يوم ..
كانت خرجتي لشوارع المدينة منتهي الاغتراب ..اخرج فقط بوهم،انني بعد موجود ويمكن ان اتواحد بالخارج بجوار الناس والاخريين ..لم يكن يربطني بهم شيء ..لم يكن لي بينهم بعد من من القي عليه حتي التحية او السلام كنت قد ابعدت بالتجاهل المصطنع حتي من اصروا ان يضلوا محافضين علي القاء التحية علي .. لم اكن اريده ان يظلوا علي علاقة بهذا التي اكونه بعد الان ..انتهيت منهن كما انتهيت بان اكون علي ود او وفاق مع اي احد من جيران الحي..كنت قد بدات اقسي درجة من وحدتي ومن صمتي ..كنت بغرفتي استحلي ان اردد الكلمات بين شفتي بصوت لانني كنت علي اشتياق لان اتحدث لان اتكلم ..لان اخرج الاصوات والحروف ..لان اقول ..
حالي كان رث كنت بلا ملابس تقريبا غير اشباه لباس قديم وغير متناسق ورخيص..كان،يلزم ان انتظر بين السنتين والثلاتة سنوات لكي يحضر لي ببعض الثياب الذي لا اتخيره وقد لا يكون علي مقاسي او لا ينسجم مع احتياجي .والتي قد لا تغطي غير فصل الصيف والخريف ..وان كنت محظوظا قد تسافر الوالدة وفي عودتها قد تاتني ببعضه ..والذي كيفما كان وعلي اية شاكلة كان سالبسه ويجب ان اكون ممتنا لانني وجدت من ممكنني من قطع البسها ..
كنت اعرف جيدا معني ان لاتكون تملك وان لاتكون تقدر وان لاتكون في مستوي ان تكون ما تريده او ما يتماشي مع الاخرين..كنت اختزن في داخلي مشاعر قاتمة هي نتاج خبرات متعددة تعرضت فيها للتمييز والتحقير لانني لم اكن في مستوي ان ارتدي ملابسا تليق وتميز ..اعقل جيدا الاحدية الرثة الرخيصة التي تعبت واتعبت الاسكافي من كثرة ما رقعها ..اعقل جيدا الملابس التي كانت تتمزق فوقي مع اول شد او حركة مفاجئة لانها كانت جد مستهلكة وفانية قبل ان ارثها من اخوتي..اعقل جيدا السروال الاسود الذي بقيت ازيد من ثلاتة سنوات البسه بتباهي علي انه لم يكن الا سروال نصف عمر اقتنته لي والدتي من "الجوطية"...
لم اكن غير بحال ثور يدافع علي حق نفسه في ان يدور بالساقية ..كان علي ان استمر في خرحاتي مهما كانت الظروف حتي ولو كان الخارج لا يفتر من المطر ..كنت ادافع عن بعض حقي في ان تكون لي حياة لجانب الاخرين ..اي اخرين ..احساس بالسجن طاغ علي ..احساس بانني مقيد ..امشي ضد رغباتي ..اتواحد في المكان غير المناسب لي..ومتحوط دائما ..خائف من ان اخوض معارك خاسرة ..احساس بانني ممتلئ بذكرايات ايام،سجني كانها الذكريات الوحيدة الاليمة في حياتي ..لعلي كنت في حاجة لان اظل مستحضرا اياه نصب عيني وبداخلي كي لا اكون مضطرا في يوم،لان افقد حريتي واستعبدني لاي نظام ..
لم،اكن اعرف ان العمر سيمضي بي دون ان اثأر من الفقر والحرمان والكبت والجوع والمرض..لم اكن اعرف ان صفقتي خاسرة من الاول وانني ابدا لم اكن حصانا رابحا ليقامر عليه ...
بهذا العجز علي ان احتمل بعد اي شيء امضي عجوزا يشيخ .يقف في اعلي المنحدر ويسنح لنفسه بان يتدحرج للقاع المحتوم وقد كف علي ان يرغب للاستسلام لاي حلم ..
خاوية هي الدار الا من صوت مرتفع للتلفاز ياتيني ..الوالدة فجات داهمها ما يشبه صمم وانا الذي يتذمر سريعا من اي ضوضاء او صخب يصله هو ان اتقبل الامر مضاضة ..بقيت اشيائي و صناديق اوراقي بالمسكن الذي كنت قد اعددته بيت زوجيةهو ومجموعة كراكيب مهملة تجمع الغبار والحشرات. وبالسطح بالمطبخ ودورة المياه سكنت الكلاب وحولته لمكان كالح متسخ وحزين ..فقدت اية رغبة في الاهتمام،به او تحسينه ..نوافذ الطابق الاول الذي اسكنه مغلقة لم تفتح لازيد من شهر ..لم اعد اطيق اي صوت او ضوء ..لم اتمكن من استعادة نظام الاشياء.. بعد الحال كما تركوها هي عليه ..لا اريد هذه المرة ان اجمع فوضاهم ..ولا ان ارتب اي شيء ..تركت الوالدة لحالها لا املك ان اقترب اكثر منها..تعبت من ان اعيش بالقرب منها عجزي ..بقائي لم يكن اختيار كان قدر طائر لم،يتعلم التحليق ولم،يستطع ان يغادر العش ..بقائي بالبيت كان ماساتي لن يكن ابدا قائم في اختياري ..بقائي هاهنا كان لعنة ..
بقيت قرائتي معلقة .كما دراستي ..لا اعرف ماذا افعل بيومي ..لا رغبة عندي بالخروج ..مفلس واحوالي المادية حد مضطربة ..غارق في التذخين والجو المخنوق لا ساعات منظمة عندي للنوم او الاستيقاض ..افقد شهيتي للطعام ..اخسر وزني ..تتغير ملامح وجهي وسحنتي ..متعب اشعر باستمرار ..ومهمل ..
فتقت جرحا ورحلت وذهبت محاولتي سدا في ان اجد لها بديلا ..اينعت في املا بهيا استحليته لكنني عدمت ان احققه ..كان،عليها ان تختفي ككل الاشياء الحلوة سريعا كان عليها ان تختفي وان اعود انا لمرارتيً..مع الاخرى.. جنون ان احاول ..ابدا لن تصل الي ..بيني وبينها مساحات شاسعة من البعاد والاختلاف ..هي المراة التي قد اريد وقد اشتهي لكنها ابدا لن تكون الحبيبة التي احتاج ..
تلاحقني صور من الماضي و عن بعض ناسي ..تشدني لاغرق فيها ..ابحث عندها عن بعض الاجوبة المفقودة وعن تسلسل اخر للحكايات ..صور صاحبتني طويلا وعشت علي التفكر فيها زمنا طويلا ولا انتهيت لاطلب ان اطرحها بعيدا عني ....صور اخرى من الحاضر القريب او البعيد تطاردني وتسخر مني..وجوه لا يمكنني ان انكر انها مرت من هنا وانها كانت او مالبتث تكون بيننا ..وجوه يرعبني ان تطرح نفسها بديلا محتملا لما يمكن ان اكون واتحول اليه ..يرعبني ذلك الوجه الذهاني الذي لا يكاد يختفي من جانب عتبة بيته الخاوي الوفاض الا من وحدته وجنونه وحيرته اللامتناهية بما عساه يفعله بنفسه
وجه بنت العمة تلك التي تحمل سنواتها المافوق الخمسين والتي تقارب الستين والتي بلا زوج او ابناء بلا من،يقبل بها وياخد بيدها ..وجه اولئك الذين يشحبون في الشوارع والاسواق ويتعبون ويشيخون بسرعة ودائما يمرضون وفي كل الحالات تنقصهم كل الاشياء ومحتاجون لكل شيء..وجه الكلاب الضالة في الشوارع والقطط النحيلة ..وحه الحمقي والمتشردين ومدمني الكحول الرديئ ..وجه العوانس والارامل والعجائز الكالح ..وجه الموت في الشوارع الرخيصة من الفقر والمرض والبرد والاهمال..اتعب من تصور انه يمكن ان انتهي مثلهم او اسوأ منه ..اتعب من اسلمني لمثل قدرهم دون ان يكون مرة اخري بملكي ان اختار ...
    

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

يوميات : بعض من الماضي

في كل مرة اعاود التفكير لعلي اجد ثغرة انفد منها ..لعلي امسك بخيط اتبعه ..اعمد ان اعيد استحضار كل الزمن الماضي لاغربله من جديد ،لعلي اتحصل علي ما ياخدني لاكتشف ماذهلت عنه او انفلت مني ..يلزمني ان افهم كيف قنعت بحياتي ؟وهل كان يجدر بي ان اثور عليها ..؟! ..تغيرت امور كثيرة في حياتي وفي نمط تفكيري..والاحساس الطاغي عندي ..انني كبرت وبدات اشيخ ..وفترت حركتي وبت اكثر قدرة علي ان اتصالح مع واقعي.. ومع الاخريين ..وان اتجاوز عتو بعض اللحظات ببعض ان لا ابالي ..ان لا اتفحص الامور جيدا ..ان اشيح بوجهي واهرب ..
الان ارقب الاشياء والناس بنظرة اخرى يحضر فيها معطي الزمن والعمر بقوة ..لا افكر في بعض الناس الذين عبروا او عبرت حياتهم من وحي اللحظة التي هم فيها وانما وهم بكل العمر الذي قطعوه ،بكل ما عاشوه من تبدلات ..بكل ما كانوا يحملونه من احلام واوهام ..وبموقعي انا منهم ..بما كنت احمله عنه ساعة كانوا يعبرون ايامهم ..بما تشاركت واياهم من عواطف وامنيات في ان نتفاهم ولو علي سبيل الحس والتقدير الخاص ..بما انا بعد مختلف فيه عنهم ..بما حسمت فيه عنهم وما لم احسمه بعد فيما يمكن ان تكون علي شكل من الاشكال علاقة لي بهم ..
تخونني ذاكرتي مرات .اعملت فيها علي مراحل الكثير من عمليات المسح والتشديب والحصر حتي فقدت مراجعي لاستحظار العديد من الوجوه والاحداث والتفاصيل ..  بقيت مركزا علي ناس بذاتهم وعلي شخوص بعينها ..لانني بنحو ما كنت اتفاعل معهم بتاثر واستيحاء ..وظلوا هم،في حياتي مؤثرين لا يمكنني ان اخرج عنهم ..بقيت المسافات هي نفسها بيننا او ربما زادت لكنهم بقيوا ناسي الذين عشت من حولهم وكانوا رفقتي ذات يوم ..
تعودت منذ زمن مبكر جدا ان احتفظ لي ببعض ارتساماتي الخاصة عن الاخرين ..ان افكر فيها بيني وبين نفسي فقط ..وهي من تلك التي لا يمكن ان اجرأ علي التعبير عنها في مواجهتهم ..ارتساماتي وانطباعاتي عنهم تلبس اكثر من لبوس وتتطور عنهم وتجر وراءها افكارا وخواطرا ولربما تتوسع دائرتها بالتخيل والاحلام وتاخدني بعيدا ..وتعودت ان احتفظ لي باسئلتي عنهم ..دائما كانت تبقي جوانب لا يمكنني ان اعبرها اليهم ..لافهمهم ..لاقارب وجهات نظرهم واعتقادهم لكنني كنت ابقي علي نفس تقبلي لهم....هم كما هم ..كما انظر اليهم وقد لا اريد ان اكون بالقرب منهم ..
تعلمت ان اجد لي زاوية اتابع منها الاحداث والتطورات ..مكانا اطل منه لانظر في كل الاتجاهات وعميقا مرات علي عوالم هؤلاء ..مكانا اوسعته لنفسي بداخلي يمكنني من ان اتعاطي مع الناس وفي نفس الان اظل علي حياد معهم ،مجرد متابع لهم ومراقب ومتفحص متشكك فيهم..واحيانا خائفا من التورط معهم ..مكانا اتداول فيه بيني وبين نفسي حولهم وحولي...اتداول في شانهم وشاني بهم ..فيما يكونوه بالنسبة لي وما يمكن ان اكونه بالنسبة لهم ..فيما عساهم يعتقدوه نحوي وفيما اعتقده نحوهم ..مكان كان يتسع في كل مرة ويكبر واضطر لافسح له المزيد من المساحة داخلي..اصبحت ابتعد اكثر علي ان اكون فاعلا بينهم واكتفي بان احملهم ذاخلي وافكر بهم واحلم بهم ..
كنت انا بمفردي وانا مع الاخرين ولست معهم الا بوجود مادي ظاهري وانا بعيد عنهم وهم معي وليسوا معي فعلا   ..ارتاد الامكنة العامة ..اجلس بالجوار من الناس ..امشي بالقرب منهم ..قد نتلامس ..قد نهمس ببعض الكلمات ..لكنهم يظلون بعيدين عني وعن ان اعرفهم ..هناك دائما ذلك الذي يحتويني وحدي ويغلفني بغربتي و يجعلني معدوم،الوجود والحجم بينهم ..مرات كدت اصرخ مرتعبا دون سبب موضوعي او واقعي ..لانبه كل هؤلاء بانني لا اشبههم ..لا انتمي اليهم ..لا اتجاوز ما يبدون عليهم لاعرفهم ..
كنت اعرف انني انفصم عنهم ..ابني داخلي عالما اقبع فيه وحدي كالمنفي ..كانوا يجلسون لجانبي بنفس الطاولة لكنني انكرهم كلما اكتشفت اننا لا نتشابه حتي فيما يجعلنا نرتاد نفس الفصل ونجلس نفس الطاولة ولا عيون من حولي ظلت الليل كله بلا نوم ساهرة مثلي ولا دواخلهن مكتضة بكل ما احمله من اسئلة ..
كنت احمل بعض خوفي وآخد الطريق علي مسافة من كل من حولي..انظر لبعيد واحدد لي مسلكي بينهم دون ان اتعرض للاصطدام بهم او حتي لمجرد ملامستهم ..لا اريد اية تماس معهم او تفاعل محسوس ..لم اكن مهيا لاخوض اية معركة للدفاع عن نفسي ولا للهرب فقط ان ابقي علي خوفي وحذري ..كان هناك ناس يمكن ان اتعامل معهم ..كذلك كان بالامكان ..لطالما كانوا قريبين مني بدرجة ما ..لكنني كنت قد بدات تدريجيا افقد الرغبة في الاقتراب منهم وكانني ما عدت اريدهم ولا حضورهم بجواري ..كنت انعزل وانزوي دون ان اعي تماما ما انا اعمد اليه ..
كنت مرعوبا باستمرار واستشعر التهديد ..يمكن في اي لحظة او مكان ان يتم التعرض لي وانا معزول ،اغزل من اي سلاح او حماية ..كان كل اخوتي قد غادروا البيت ..ووالدي كما كان في غيابه مستمر ..وانا ببساطة لم،اكتسب اية مهارات او تدريب لاتعلم كيف اواجه ..كي ادافع عن نفسي..واحمل بنية رخوة مهدودة ..عاجزة عن حماية وجودها ..كنت استشعر نفسي بلا وزن ..ضئيل ..وعلاقتي مع الاخرين ليست علي وفاق .
بالذي اكونه واتحرك وفقه اندفعت اكثر للانفصام عن الاخرين وعن عالم الخارج ..وارتميت بكامل احضاني في وحدتي وللمكوث اطول وقت ممكن بالبيت ..بغرفة ما بمفردي ..كان معي الكتاب ..كان معي احيانا المذياع او المسجل ..اوراق والوان مرات اخريً..لكن لم يكن معي احد اخر غيري.وفي الخارج للوقوف علي هامش الجماعات وبعيدا عن الجموع وفي الظل والزوايا والاماكن الشبه فارغة مستعد دائما لان اغير مكاني ولان انسحب عندما يتبادر لي اول تهديد بالتعرض..
ظلت النظرات تتعقبني وكنت ادرك انها تحمل الكثير من علامات الاستفهام والخواطر والكلام ..عيون بذاتها كانت تترصدني ..تعاديني دون ان اعرف السبب ..تاديني وهي تحمل ما يبدوا لي صدا وتحديا وعنفا ..وعيون اخرى كانت تجيد ان تسخر مني ..بينما ظلت عيون اخري متمادية تزرع الشك ذاخلي ..تبلبل كياني وتهزني ..كانت عيون لا تكف عن مطالعتي وتفحصي وتلمس جسدي ..كانت عيون فيها تحرش مفضوح ورغبات شاذة مخيفة ..هذه العيون لم تعد تربكني وتدفع بي للمرآة لاعيد تفحصي بدوري لكنها اخدت تستفز في رغبة في ان اشريحها ان امسك،بها وافككها ..ان اضطلع علي كل كبيرة وصغيرة فيها ..بينما احتفظت نظراتي انا بقدر ما اجتهدت في تصنعه من،حياد ليس الا عجزا اخرا في مواجهتها ..كان علي في كل مرة ان ارمم من كياني وان اطور من عالمي لاتمكن من مجرد الاستمرار بين كل هؤلاء الناس ..
لم تكن العلاقات داخل البيت محتملة دائما بل لعلها لم تكن دوما علي احسن ما يرام ..تخفف جزئيا الحمل لكن الاعصاب دائما نشدودة بالبيت ..قد ينتهي الوالد ان لا يخرج ليسكر بعيدا عن البيت لكنه يسكر شبه يومياداخله ..خصامات العودة للبيت قد تكون عاصفية ومدمرة وعنيفة لكن حتي خصامات المكوث بمفرده وقنينته واسطواناته القديمة لا تسلم،ان تندلع بعد تكرارها لايام فقط ..وتكون قابلة لتحرق اليابس والاخضر ..بالبيت لا يمكن التكهن بشيء ..في اي لحظة قد يندلع الصراخ والمشاجرة ودائما بنفس النبرة التي بت امقتها واكرهها والعن معها نفسي ووجودي داخل هذا الوضع الغير مطاق بكافة الاحوال ..لا يمكنني ان انحاز الي اي طرف ..علي ان اتدبر الصراع بعيدا علي ان ينقلب فوق راسي..لكنني لا املك داخليا ان لا اكون جزءا من الصراع ..ان اكون علي موقف منه ..ان انحاز فيه وان اتاثر فيه وبه ..اعرف جيدا كل التطورات التي ستحصل لاحقا ليستعيد البيت بعض هذوءه الحذر ..واعرف كيف ستتطور لكنة والدتي وحكاياتها ..الان بت اضع مسافة بيتي وبينها حتي وان لم تكن تحكي الا لي انا ..لانني ببساطة لم استطع ان اتخلص من سؤال لماذا يحدث معي انا كل هذا بالضبط ؟ ولماذا علي ان اكون معنيا ووسط كل هذا الغبن ؟ ..الفت الدموع المهطارة من عيون والدتي..الفت تشنجاتها وشكواها غير المنقطعة كما الفت ان يتظاهر الوالد دوما بان لا شيء وقع او لا شيء يستحق فعلا الوقوف عنده ..معه الايام تستمر دوما وبجب ان تستمر كما يريدها هو ..ونحن علينا ان نتكيف مع الواقع وان نحاول التجاوز ..ليس مهم الفضيحة بين الجيران ..ليس مهم كل لغة التهديد التي كانت تصدح بينهما ..ليس مهم حقا ان يحترق البيت بمن فيه . كنت ادرك ان وضعنا من الازمان وان الماساة فينا اجترار يومي..اننا كنا هكذا دائما ..كل شيء محتمل الوقوع ..ينقص فقط ان يحدث لا ينقصه ان اظل اتصور نفسي في اوضاع بعد وقوعه ..ماذا عساه يحدث فعلا ؟ الانفصال ..!!؟ ليحدث لن اتعب نفسي بعد في التفكير في مآلي ..ان يتورط الوالد ويخسر وظيفه ..ان نعاني بشكل جديد اخر ...ليكن لن اهتم،بدوري لانني لا املك ان اتدخل ..او افعل في الامر ..انني فقط ساسقط مع اول سقوط للبيت ساتبعثر معه ..عاجز اظل علي ان اركن لاي امن او لاامن نفسي مستقبلا ..كلما اندلعت مشاحنة اكون اول من يعرف انها لن تكون الاولي ولا الاخيرة ما دمنا بعد بهذا البيت ..
كلما كان يبتعد رفاقي عني لانهم مهتمون بدراستهم او بشؤنهم الخاصة او لانهم في حاجة لان يكونوا لانفسهم حين كان تاتي فترات ان لا تكون اشياء ما نتشاركها ..تجمعنا ونهتم لها كان يبقي عندي الفراغ ..كان رفاق الطفولة دوما قليلون ومحدودون من حولي ..واذا تقرر ان يكونوا لجانب بعضهم عوض ان اكون معهم استشعر الاستتراك ..ويعز علي حالي..كنت اعرف ان اوضاعهم،مغايرة عن اوضاعي ومستقرة علي التبعثر الذي تعرفه احوالي..ولا يمكن الا ان التمس لهم كل المبررات الا لي انا ..لانني احس بحجم الهوة التي انا بها لا اعرف ان اكون علاقات جديدة ولا سريعة ان انتفضوا من حولي امكث زمنا الا ان اتعرف الي اخر وابدا من جديد في التودد اليه وقد افشل في ذلك فاعود بخيبتي الي عالمي الخاص..حتي من بقيت الي جانبهم،كنت مستعدا دوما لان اسامحهم،ان اخطئوا في حقي واكون اول من ياتي ليسال عنهم ويحاول استعادتهم لجواره ..كنت كلما بقيت لوحدتي انكر عليهم ان لا يفتقدونني ويسالون عني واتمني بيني وبين نفسي ان اكبر يوما علي احساس ان افتقد احدا او ان اكون في حاجة لاصحاب ورفاق في يوم من الايام ..
الان ليس علي ان افعل الشيء الكبير او الكثير علي فقط ان اتقبل انني وحدي بلا اي اصحاب او رفاق ..                
   

الأحد، 15 سبتمبر 2019

يوميات : مقاطع

- انت..
انتهت الحكاية التي لم تكن تستحق ان تحكى ..انتهت مثلما تنتهي الحكايات القصيرة المكررة والتي تحتوي الكثير من الابتدال ..لم يتبقي في نفسي اسي لكونها خيبت ظني ..لم اكن لاحمل ظنا مهما تجاهها كنت احدس انها يمكن ان تكون اي شيء اخر علي ان تكبر كحكاية ..
لم تكن لتريد اكثر من حس المغامرة ..القليل من الوهم وبعض من تمويه ..ما كانت لتريد غير ماألفت ان تتحصله من اعجاب يكفيها في دنيا وحدتها ..وغير بعض النزير من الدفئ يبعد عنها برودة الفراش ..لا تستطيع ان تكون خارح الدائرة التي اجتهدت لتحيط نفسها بها والممتلئة بالزيف والوهم والاكاديب الاجتماعية المعتادة ..
يحزنني قليلا انها انتهت لمثل هذه التعاسة والخواء ..كنت اريدها ان تكون بعد الشهية ..الممتلئة بالرغبات ..القادرة علي ان تجمح وراء الاخيلة والاحلام وتمارس كامل سحرها علي كل الاشياء
كنت اريد منها الناضجة التي تخلصت من ان تحفل بعد للاخريين وتعيش ابهي عمر حرة من الاحلام المعلبة الجاهزة للجميع ..كنت اريد منها ان تملك ان تعبر عن نفسها بكل اللغات ابعد من ان تكون مختنقة بالقمط الذي ألبسونا اياه منذ ان وعينا حالنا ..
يحززنني انني لم استطع ان استسيغ الحكاية تمنيت بحق ان تكون قد تطورت بكل مافيها وما تحتويه لتكون شكلا اخرا يحتمل المزيد من التشكل والتطور ..لم ارد منها ان تفقد عنقوانها قبل الاوان ..
انتهيت .قد تظل بصحبتي بعض من الصدى ..بعض من التخيلات عنها لكنني حتما انتهيت منها دون ان احضي بالحكاية التي املتها بحق ...
***. ***. ***.
- هي ..
قلت الذي اردته لكنني بقيت مضطربا ..لعله نفس خوفي بان لا افهم جيدا ..ان اكون قد اسات التعبير عن نفسيً ولم استطع ان ابلغ حقيقة عن ما اردته ..قلت بالخوف الذي يسكنني ..قلت بانه عادي جدا ان اكون بقدر افتقادي للامن والاطمئنان ..لم اكن لاعير اهتماما حقيقيا بان يلتفت قليلا الي لكنني كنت في حاجة للتنفيس عن هذه الاحاسيس ..ليس لي لاركن لمخادعة نفسي وانا فعلا خائف ..اعرف مني انني لن استكين ولن اهمد ولن استسلم لواقع الحال بالذي احمله ذاخلي ..بالذي عشت ارعاه داخلي ...
لم اكن اريد ان ابقي حبيس نفس التداعيات ولا ان اتحول للحن علي اسطوانة مشروخة ....اردت ان اعبر لدوائر اخري ..ان اعاود النظر من زوايا اخري لما لعلي اريده او بعد ارغبه ..لا يمكن ان اقبل مني ان ابقي داخل نفس الشرنقة اعاني بلا معني ..
التخلي عني الذي اعيشه حقيقي ويؤدني عميقا ،ينزع بي لاشعر بالتهديد الخارجي لي ..اعرف انه مهم حدا ان لا افقد ثقتي في نفسي ولا في قدرتي علي المواجهة ..لكنني لا استطيع ان اقيم حائلا دون ان تصيبني احساسات الخوف والرهاب ..واكون في لحظة وكانني اريد ان استعحل قدوم الهول علي انتظاره ..
لا اعرف ان حقيقة استوعبت معني ان اكون ببساطة اعاني ..واعتصر الاما شديدة ..اشياء عديدة قد لا اكون اعنيها ..قد لم اكن اريدها ان تحدث معي ..بل لعلي صادقا كنت لا اريد ان اسقط فيها ..لكنني احيانا افقد القدرة علي ان اعبر جيدا عن مابي ..عن ما اريده وعن ما يخالجني ..
***. *** ***
- هم ...
ليست المرة الاولي التي تجتاحني فيها الرغبة في ان اكف تماما عن الكلام وان اصمت .ان اظل وحدي في وحدتي ..ان انهي الي اقصي حد علاقاتي مع الاخرين ومع العالم ..ومع الاشياء ..يحدث معي دائما ان اعود لنفس الرغبة في ان اهاجر بعيدا في الاعماق ..وليتملكني الاحساس بانني هاهنا بينهم،ليس لي اي مكان وانني عبث احاول ان اجد لي بينهم مساحة وجود ..
عندما جاءوا كلهم هذا الصيف بقيت علي مسافة منهم اراقبهم واراقب نفسي ،غير قادر علي ان اكون غير محافظ في علاقتي بهم ..لا اريد اية عواطف مشحونة ولا اي تعلق بهم ..لا اعرف فعلا انا كيف يملكون هم ان ينسو كل شيء بمجرد ان يغادروا وكيف لا ياتي عليهم وقت ليبعثوا ولو بمجرد تحية صغيرة ..هم كما اعقلهم تعلموا ان ياتوا ويذهبون ..انا لم افارق هذا البيت الا لهناك او لهناك ولفترات محدودة وتنتهي لحيث بقيت للان ..كل احلام انني يوما ما سالتف علي هذه اللعنة واغادر هذه الدار وهذه المدينة وهذه الشوارع والازقة وهذه الشمس والسماء والارض لم تتحقق ..كل احلام بناء علاقات جديدة والانفتاح علي عوالم جديدة وبهية واكتشاف مناطق اخري لم تتحقق ..يذهبون ..يعدون وقد تغيروا ..يحملون اشياءهم الجديدة واصحابهم وناسهم الجدد وانا بعد هاهنا ابهت وارثي واشيخ ..انظر اليهم وانظر لنفسي ولا اري غير عمر يعبرني ويشكلني ويثقلني حمله وغير ما قد اضحيته ولا يمكنني بحال ان اتخلص منه او انكره مني..رغم وعي التام بما يعتمل اثره داخلي والذي كنت احاول ان اثبطه كنت من الداخل اتعرض ..واتآكل ..كان يلحقني الاذى ..لم استحمل ان ابرر نفسي ..لم اكن اريد ان اتحدث عن نفسي..ربما حتي في المرات المعدودة التي فعلت ذلك ،فعلته باقتضاب وتركيز وكنت اعني ما اريد ان ابعث به واوصله ..كنت مهتما بان اعمد لذلك ..كنت في حاجة لرسائل مثل تلك اوجهها ..ولعلي كنت ارتجي من خلالها ان يلتمس لي العذر ..ان افهم لحد ما ..!!؟كنت اسعي جادا لان ازيح اي سوء فهم او تقدير بيننا ..
معهم كان يلزمني ان اكون حريصا علي ان لا اتعب معهم ..ان لا احاولهم،بالمرة كي لا افشل معهم .كانت المسافات بيننا تكبر في كل مرة ونعدم ان نجد مساجات مشتركة نلتقي فيها ..يظلون مختلفين عني ولا يمكنني ان اسايرهم فيما بعد يؤمنون به ويصدرون عنه ..كنت اتحرق شوقا لان اتكلم .. ان اتحدث اليهم وان اثرثر اليهم دونما توقف ..لكن كانت احيانا اللغة تقف حاجزا واحيانا اخري لاننا لن نتوافق ..ما من اشياء حقيقة وقوية توحد اهتماماتنا وترابطنا ..
للان لا افهم جيدا معني ترابط حقيقي ..لم اعشه لافهم جيدا ..كنت دائما من خلف وجهي مستترا اراقبهم وحسب..اتتبعهم ..اكاد اهيم بهم بكل حياتهم بكل تفاصيلهم لكنني دائما مستشعرا بتلك المسافة التي تبعدني عنهم ..تجعلهم بعيدين عني..رغم انهم،قد يعتبرون جد قريبين مني ..كنت وانا الطفل بعد ابحث في عيون الاخرين الابعد عنا عن معني ان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها تلك المسافة القائمة التي تجعلني استشعر البعاد عنهم ..وكنت اسمح للطفل في ان يحلم ..ان يتمني ان يرغب ..ان يتعلق بهم ..كنت طفلا تعوزه اشياء كثيرة ولايحسن التعبير عنها ..لم اكن لاقول ما اريده لانني بقدر ما كنت افهمه اعي انني لا يحدر بي ان اطلبه ..ليس ببساطة ان اطلبه ..كبر معي جوع كبير لان احب ..لان اكون مرغوبا ..لان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها الحدود ..جوع لان احتضن ولا اترك ..
*** *** ***
- انا ...
عندما كنت اراقبها ،اتجاوز من تكون ..اتجاوز الزمن ..اتجاوز فكرة ان تكون ممنوعة ..مكنتني من ان اعبر اليها بكل سلاسة ..كنا اصحابا طيعين لاندفع بسرعة في التحدث اليها بكل ما كنت اود تناوله والتعبير والتصريح عنه ..كنت مشغولا من قبلها بان اعرف لحد بعيد من تكون الانثي ..كيف تفكر ؟! وكيف تسلك وتتصرف ؟! معها عبرت بسهولة لهذه المنطقة وجدتني قادرا علي ان اتماهي لحد بعيد مع ذلك النوع من التفكير والتخاطر ..ووصلت معها لصدق عجيب ..واقتربنا من بعضينا ..وبدات اتخلص من حذري ..عندنا انتبهت كانت قد طارت واصبحت بعيدة ومختفية .كلحضات ساحرة تلاشت فجاة في قدرها الخاصة وتركتني لحاضري المبعثر الذي لم اعرف ان امسك بترتيبه بل كل ما فعلت ان اغرقته فيً الفوضي.لن استعيدني حتي لو قصدته الا علي شاكلة اخري ..مرة جديدة اضيعني ..واتوهني لاعيد تشكيلي ..
الان اجدها فقط قد كبرت ونمت ..الان فقط اجدها انثي قد اتمت وانطلقت ..الان فقط اجدني قد اصبحت اكبر واشيخ ..
*** *** ***




الخميس، 12 سبتمبر 2019


يوميات : الافتقاد

بداية عندما اوشك علي الانهيار اول شيء ينفلت مني نظامي الخاص ويتملكني انهاك وخمول ..لا اعرف كيف اتدبر اموري الصغيرة وتثقل كاهلي اشياء بسيطة.. ثم تاخد وحدتي، ورغبتي في عدم الخروج تزداد وتاخدني اليها. تتعمق في احساسات وحدتي حين ان لا احدا هناك قد يسأل عني ..قد يهتم لامري ..اعرف انني اخترت ان اقطع بشكل او باخر علاقاتي مع الاخرين ..اعرف انني من رغبت في الانعزال عن الاخرين وانني اردت ان اكف حاجتي لهم ..ان اكون متحررا لاقصي درجة من الارتباط بهم للافتقدهم لاحقا ..
افقد تدريجيا نطام نومي واستيقاظي..قد يستغرقني النوم في اي ساعة كما الاستيقاظ وافقد الاحساس بالوقت والزمن ..لا تهمني الايام ..لا أرى وجه النهار او نوره تتساوى جزئيا اضاءة مسكني..تتبدل علاقتي بالمرآة ابدا في تلمحي علي نحو اخر ..اقربا بكثير واهتم بان اراني ..لا تكف حواراتي الداخلية من ان تتناسل وتمتد ..حتي الزمن الداخلي يختل ..يمكن ان اراوح كل المحطات دون اي ترابط خطي ..اتنقل في كل الاتجاهات ..اعود بي لحيث يخطر لي علي بال دون اي تخطيط مسبق ..ويتغير طعم الحياة عندي تبدا علاقاتي بنفسي تسوء ..اهملني وابدا في استهلاكي بشراهة ..واتعب ،تبدا الاوجاع والالام بزيارتي ..جسدي لا يملك ان يسارني فيشكو ..تزداد علاقتي بي استياءا ..الرغبة في تخبو ويفقد جسدي ان يحب نفسه ..يتخاصم معه ..يكبر الخواء بداخلي ..لا افتقد احدا بصدق ..لا انتمي لاي احد ..ولا لاي مكان ..دبلت عاطفتي او تبلدت ....اعاند حتي نفسي واقسو عليها ..اتعب اكثر ..تتسع حوارتي الداخلية ولا تكف عن التناسل هي وتذكراتي.. تلاحقني كل الوقت ..تعكر علي نومي ..تفقدني الاحساس به ..تارقني باستمرار ثم تسلمني لكي لانام لليالي متتالية ..منهك اغدوا ..غير قادر علي اكبح جماح خواطري وافكاري واسئلتي او ان اتابعها كما تتابعني هي..اعبر لمناطق اعدم فيها معرفة حقيقة ما يمكن ان يكون قد وقعا فعلا او لم يقع كذلك او لم يقع اطلاقا ..لا اتمكن من الركون الي يقين ..اهيم في شك قاتل وتستعر في رغبة ان اعرف ما الذي حصل معي ..؟!اسعي لاختبار نفس تلك المشاعر والاحاسيس ..احاول ان اكتشف ما في لحظات يتوارى عني ويتركني فريسة لعدم التصديق والتصديق في نفس الوقت ..كل الذي اعرفه انني لطلما مارست الالاعيب كي انسي كي لا اتذكر ..كي اسدل الستار والحجاب ..كما انني لطلما كنت فعلا خارج ان اعرف ماعساه يمكن ان يحصل معي ..اكون مغيبا تماما للاعقل اي شيء..فهل يعني هذا انني ضيعت ذاكرتي ام انني اصر علي تزيفها ..!!؟
مرغما استمر في حمل جسدي لانني احتاج منه ان يقضي لي مصالحي الصغيرة ويبتاع لي حاجاتي الرخيصة وانا بلا سبب ضجر من كل الوجوه والامكنة ..حتي نظراتي تتسلط بنحو آلي..وبارد ومكرر اعرف مسبقا اين ساضع عيني لاحقا وكيف ساعبر بها ضمنا ..
تستغرقني تماما عولمي الداخلية وتجعلني ذاهلا غير قادر علي ان اتابع اي شيء..شاردا باستمرار..ومهزوز الثقة ..لا ارسوا علي يقين .لست مرتابا الا من ما لا اجزم فيه .."هل حدث معي او لم يحدث ؟!!" ويبدا عالمي الداخلي في الانهيار والتداعي والتفكك..
من اخر ليلة قضيتها بالمستشفي ولجات في نهارها لان اوسع جرحا عميقا بساعدي  كنت اوقع علي نهاية علاقتي بالمستشفي كمكان لي ان الجأ اليه متي احتجته وكمكان يمكن ان يوفر لي الامن متي اردته ..لم اجد فيه كل من ما الفته به بعد ان اعيد احداثه واصلاحه ..كل ما ارتبطت به بهذا المكان تحول للاعرفه ولاعمد ان اخرج الامور لدرجة اللاسيطرة لاقابل الطبيب وليوقع لي علي شهادة بالخروج ..من يومها كان اوسع مكان ممكن ان يوفر لي الحماية قد تلاشي من وجودي ..انهار ..كنت فيما سبق ذلك املك ان اطلب من احد ما ..من كائن ما ان يحميني من نا سيعدمني ..ان يكون هناك احد يفتح لي دراعا ليحتوي بعض خوفي ويهز عني شكي..يلملمني علي نفسي ... ظلت علاقتي فيما بعد ذلك بالمعالج النفسي حتي انتهت او لم تنتهي للان ..حتي لم اعد ازوره بالمرة لكنني بقيت احمله داخلي واراجعه وارافقه بيني وبين نفسي وكلما ابتعدت زمنيا عن زيارته افتقده ويبدوا لي ابعد علي ان اطرق بابه يوما لاقول له ببساطة ها هو الشقي قد عاد ..
اعتمدت مجازفا بنفسي علي نفسي لاتجاوز انهياراتي ..كنت اتمني بحق ان يكون هناك احد ملتفت الي ..ينتبه الي ..يحملني علي ان استعيدني ..يراجعني لاتحمل ضياعي بنفسي وانا عبثا احاول ان لا اثير الانتباه لمن حولي بانني معدوم الوجود ..خائف من ان اكون ملحوضا او مسموعا بما لا ينبغي ان يخرج من بين شفتي ..كنت بحق اجاهد لاتجاوز عثراتي الموحلة بصمت ودون ان اكون منظورا ..لكنني مع كل ذلك كنت افتقد لمن يكون لجانبي ..لمن له ان يربث علي قليلا لعلي استسلم للنوم ..
كل سنة تمضي تترك لي التوقع مفتوحا ..اكون غير متاكدا كيف ستكون معي حال انهياراتي او نوباتي؟! وهل ساكون قادرا مرة اخرى علي ان اواريها ..ان اخفف من حدتها ان اتجاوزها ببعض سلام ..؟!!وماذا لو كانت عنيفة وحادة ؟!! ..
هل تراني اخاف فضيحتي ؟؛ اخاف ان اضيع يقيني وتتملكتي عوالمي نهائيا ؟..
معي يختلف حال ان اكون علي وفاق مع العالم والواقع ..معي يصعب التميز معظم الوقت عن حد العياء وحد اللاعياء ..يصعب ان اعرف غير انني هكذا معظم الوقت لا يتبدل واقعي الا ليستعيد نفسه ..هكذا وعلي نفس النسق اتطور باستمرار وهناك يرقد ما يتهددني باستمرار ..بذاخلي احمل من يمكنه ان،يغدر بي في اية لحظة ..
اصعب ما يعرضني لان الج عتبة الانهيار ان يصعب علي تحمل وحدتي ان تعز علي نفسي وان ابدا في الشفقة عليها ..ان ابدا في التعلق باخر ..او بحياة اخري غير التي بقيت لي ..

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...