الخميس، 8 أكتوبر 2020
يوميات :مابعد عوالمي السرية..عالم الصمت (5) تابع : سلاما متجددا فاطمة "4-1".
كنت قد كبرت وكلما تمعنت في حالي انفرض علي نفس السؤال :"هل كبرت حقا على الطفل الذي كنته ...؟!..في تلك الزيارة لاحظت علي خالتي توتري وحملت اكثر من مرة عينها الي مطالبة بان افصح في امري وكنت امهلها ..كنت اترك للوقت ان ينوب عني في التوصيل اليها بانني جاد فيما ساخبرها به وانني هذه المرة اطالبها بالكثير من التفهم والرعاية ...
عندما كانت تودع أمي وهما على مدخل الدرج التصقت بخالتي لتكاتفني ولتقول لي "شنو باغي تقول لي اخالتي ديالي ..؟!"امسكت بذرعها وطلبت خلوة بها :اجي نقولك اخالتي.."وقلت لها باندفاع وعلى نفس واحد وبكل اختصار ما اريده منها ...كنت اريد واريد واريد وغير قادر على ان اداري ان كنت لا استطيع ان اداري على نفسي الحقيقة .. كنت اعرف انني تحايلت بما يكفي لارتب اوضاع اقامتي ب"طنجة"بمنزل اخي "خالد"وانني خططت باتقان لاهم الخطوات وانني حضيت بالموافقة الرسمية والباقي سيتكفل به اخي الاكبر كطلب الانتقال و تسجيلي بثانوية جديدة ..لكنني كنت بحاجة لاسمع من خالتي ولتسمع مني ..كنت في حاجة لان اكاشفها وتنظر هي بكامل اختيارها وحريتها في ما عساني اقول به ..كنت فعلا منزعجا وبكيت لأكثر من مرة وبحرقة خلال الأيام الثلاثة الماضية التي قضيناها انا وامي بمنزل خالتي "زهرة "وعزيزي "سي محمد "بلاجدوى ..بكيت وكانني بحاجة فقط لأن انفس عن انفعالاتي ..اما ما من حيرة او شك كان يخامرني في انه سيكون دوما مرحب بي في هذا البيت ..وربما بكيت مشاعرا اخرى كانت تكبر داخلي وتغربني عن نفسي ..الذي كنت اعيه وواثق به من كل خواطري وهواحسي هو احساسي العميق بانني بحاجة لاعيش هذه التجربة اكثر من حاجتي لاستعيد اي لحظة عشتها داخل هذا الفضاء وبين ناسه لانني كنت اعرف انني كبرت وربما ماكنت لاحسها بمثل ما رمقتني به بنت خالتي "آسية " وهي تستوقفني في طريق عودتها لمنزلها الخاص منزل زوجها وكنت قبلها غير قادر البثة على تصور كيف سيكون شكل هذا اللقاء كنت اعرف ان الخبر شاع بينهم وكل بطريقته سيوجه لي الكلام وسيقول وسيقول وانا ساسمع منهم لكنني ساظل في انتظار اللحظة التي سيقولون فيها كل شيء يعنني ويهمني واريده ..لذلك مع "آسية"كنت في حالة انحصار ذهني تام وكانني في قرارة نفسي كنت متاكدا انها ستفاجئني ..
قلت لخالتي ان كل طنجة لا تعني لي شيئا وليس لي فيها مكان ولن يكون مكاني وانني بكل ماتوسلته للمقدم للعيش بطنجة لانني اريد ان اكون بالقرب منهم وقلت لها انني ابدا مانسيت احضان ابن خالتي الاكبر "محمد"وقبلاته لي وهو يوعدني صادقا وناكثا في نفس الوقت بأنه سينقلني لعندهم وسيسجلني بمدرسة فقط بعد ان يقبل والدي بذلك وانا لا أتركه الا بعد ان يصدقني في هل فعلا هو جاد في وعده وما ينم عنه من رغبة حتى وإن يبدوا أشبه بالمستحيل من حيث ان الفكرة مستبعدة كليا من والدي ...وقلت لخالتي بسابق خوفي من ان اكبر وان امنع من زيارتهم الخاصة التي اريدها انا وليست تلك الزيارات العائلية الرسمية ..وقلت لخالتي بانني حتى ولو كبرت لن اكبر ابدا عنها وأنها تعرفني وتعرف عن ماذا ابحث والى ما انا في حاجة نفسية اليه بهذا المنزل ...كنت اطلب من خالتي اذنها الخاص في ان تفتح لي الجنة التي كنا نعلم جيدا اننا سنسحب منها تدريجيا لكي لا نطرد منها ..واوامت اليها عاطفا ليس الا على انه ما من وضع حساس سيكون معي ومع "عواطف "خصوصا في الحالة التي اعيشها في حاضري النفسي وهنا صدقي كله قراته في دموعي التي انهمرت مني وشعرت بحق بكم انا في حاجة لحضنهم لتاخدني اليه وللا تسلمني منه الا لحضن والدتي التي اخدتني اليه وهي تطمئنني بالنيابة عن خالتي التي اوصلت لها لابلغ حد كم انا منكسر ذاخليا وفي حاجة لإعادة الترميم ..
كنت ناضجا لحد مقبول معرفيا لاستوعب بعضا من حالتي واسميها واضعها في قوالبها النسقية الثقافية وفي غيرها كنت اعتمد على حدسي الخاص ..اعي اموري في خطوطها العريضة على الاقل ..اضيق من توهاني واعمق من تفكيري الى أن انتهي لاعي على الاقل ما اريده حتى لا يضللني هوى ما أشبه ما اريده ليس الا...
كنت اريد ان اكون قريبا من موضوعات الحب الاول والاساسية في تكويني النفسي بمثل ما كنت بعد في حاجة وان على نحو مختلف لأكون قريبا من مستشفى الأمراض العقلية والعصبية التي كنت اتابع العلاج بها ..حاجتي الأخيرة كانت بعد تجريبية وان اخدت منحنيات اخرى لتغدوا اكثر استكشافية للعالم الاخر الذي يقبع في الصمت ويتلون بالوان عجائبية واستفهامية اما في جزئه الاجتماعي فلقد كنت حاسما معه وكان لعبتي الصاحية ما كنت لاهتم البثة باي وصم او نعث وان استغللت تحيز الناس العاطفي بخصوص مرتديه او الخارجين منه ...
كنت اريد ان انظر في عيونهم مجددا من موقع مختلف ..كنت مستعدا لاغامر بكل شيء لاحضى بفرصة اخرى ليرونني ولاراهم بشكل مختلف ..مع "فاطمة"كنت مستعدا تماما لجولات من النقاشات ولتتعانق اكفنا مرات ومرات ولننتهي في كل جولة بوعد خفي بأنه سيكون لنا كلام اخر في آخر مطاف حديثنا ..مع فاطمة اللغة طوعنها بيننا و "انظر الي مباشرة كما انظر اليك مباشرة "تجاوزنها بمسافات ولا حدودا نقيمها بيننا غير تلك التي نعي جيدا انها مركبة بيننا اكثر مما هي مصطنعة او فقط لانها واقعية لنتقبلها نحن كأنها القدر الذي لا مرد له .."بالعكس .."كانت تقول لي "شتي انا ..فاطمة لما قراتش ولي من أسرة محافظة ..عندي استعداد ندير شي حاجات لما نعرت كي ديرين خصني فقط نكون مقتنع بها وصادقة فيها مع نفسي ...ولبغى يهدر غير يهدر .." وكنت اقول لها:"وشتي أنا بهذ العقلية لعندك وبالصراحة ديالك بش بغيتك وبغيت خويا سمير ..."
كان اول لقاء لنا ..خالتي "زهرة"جائتني إبانها صحبة ابنها "عبد الحميد"الذي كان يناديني باسمي ومصر على طرق الباب بمثل اصراري على تجاهله وتعمد التظاهر بانني غير موجود ببيت اخي "خالد"لكنني استجبت تبعا لمنادة خالتي لي باسمي :"طارق افتح انا خالتك .."كنت متعبا لا اعرف طعما للنوم الا خفية مني وبعد غير قادر على استعاب كامل وجودي ..بعد لم اهضم الصدمة ..بعد ذاهل من هول ما مر علي ولست متيقنا بالمرة بانني بعد لم امت ..لم انتهي ...
كان اول لقاء لنا في كامل حياتنا ذلك اللقاء الجد كلاسيكي الذي لا يرتب له احد الطرفين ..ولا احد اخر ..لقاء ياتي هكذا..بعيدا عن اي سابق اتفاق او تخطيط ..لقاء نعي في عمقنا النفسي انه لن يمر دون ان يحدث ثورة داخلنا ودون ان يؤسس لجديد انفعالاتنا ولقاءتنا ...
كان اللقاء الذي أردته عن حق لقاءا غير مالوف ولا اعتيادي ..وكان اللقاء الذي اعرف فقط ما ينبغي ان اقول فيه دون ان اعي ولو مجرد عبارة واحدة مما يمكن ان اقوله ولا خمنت في كيف ستسلك هي معي لانني ببساطة لا اخالها ابدا كالاخريين..
كان موعدا مثاليا بكل المقاييس ..كان الوقت يبعد بالقليل ربما بزهاء الساعة الا قليلا عن غروب الشمس وكان المكان ابعد عن ضجيج المارة ونقط تبضعهم ولقاءتهم ببعضهم اليومية كما هو الحال بجوار بيت خالتي بمجرد عبور الزقاق الى الشارع ..وكانت لوحدها وكان ملمح بعضنا لبعض ما منه شك كما لا محل ليهرب احدنا من الاخر (على الاقل بالنسبة معي...!!؟).وقبل ان ابدا في التفكير وصياغة اولى الارتسمات كانت قد انهت كل داع لاي تفكير قبلي بابتسامتها وبما سمعته من شفتيها على أن المسافة التي كانت بيننا لا تسمح لي بان اسمع منها ما جاء وكأنه مجرد انفلات صوت للداخل للشفتين..كان اسمي يرقص بين شفتيها وفرحة تطل من عينها ..كنت اعرف انني انا من في حاجة ليتحدث ومن عليه أن يقدم أسبابه حتى غير المقنعة لكنني كنت ادرك انني ازاءها محتاج للاكثر من أدافع عن وجهة نظري ربما علي الاعتذار منها لأنني بالاكثر من شكل خدلتها في ..
قارب الوقت على اذان العشاء وهي تسمع مني وتقول وقلت أشياء كثيرة وتعاطت هي معها بكل حس وذكاء لكن كل منا كان يحس انه بعد لم نقل ما نريده ربما الوضع جديد علينا ..ربما شكل ومكان اللقاء صعب علينا كامل المكاشفة ..ربما لم االفها ولم تالفني بوقفتنا في الشارع ..ربما لأننا لم نمارس البوح الا وراسينا قريبين من بعض وبالهمس اكثر من جرس الكلمات الصاخب ..وربما من جانبي لانني كنت خائفا من ان اندفع في الحديث واقول اكثر مما ينبغي أن يقال او فقط لانني لم اكن استسغ ان استحضر بيني وبين نفسي انها مجرد ابنة خالتي متزوجة وأم لذلك كنت اداور واسايرها في التحدث وهي صابرة علي متحملة مني نزقي ..كانت متيقظة لحركة الناس وللزمن ونبهتها لذلك لكنها اصرت على الوقوف مواصلة التحدث الي كنت اجيبها بمنتهى الصدق عن كل تساءلاتها لكنني لم اقل لها الحقيقة الكامنة بذاخلي ..كنت اكابر برسم الابتسامة على وجهي الى أن سالتني وهي تنظر مباشرة إلى عيني :"طارق كتبغني كبنت خالتك ولا كي آسية صحبتك ..نسى انني متزوجة وديك الشي ..وجوابني بصراحة .."واندلعت بالدمع كنت اعرف انني مكشوف أمامها وعبثا احاول كنت اعرف من اول ان وصلت لهاهنا بعد ان سفرني اخي خالد ومكنني من مفتاح بيته المكترى ب"طنجة"وقدم لي وصفا بعنوان البيت لاخد فرصة لارتاح مع نفسي واغير الجو وابتعد عن نظرات الاستفهام التي بات الكل يرمقني بها انني لا اريد اكثر من ان اطمئن قليلا في حضن خالتي زهرة وان ارى"آسية "وان ابكي امامها الطفل الذي اردت ان اقتله ..طفلها الذي ربته ورعته بكل حب وتفاني ..مجرد ان ابكي امامها لانني انا نفسي لا اعرف لماذا حاولت فعلا الانتحار او لم اعد ادرك دوافعي لا الأولى ولا التالية التي جعلتني اصمم على ارتكابه ..
جئت مرات بعدها وكنت في كل مرة احن لبيت خالتي "زهرة "ويحلو لي ان اعتصم بغرفتي بالمسكن المخصص لابن خالتي "عبد الحميد"..اغفوا ..انام ..اصحو ..أدخن ..اسمع الموسيقى ..اقرا ..اشرد ..احلق وحدي ..وكانت خالتي تدعوني للبقاء بالمنزل لاتعشى معهم او لالتحق بالغداء صحبة كامل العائلة التي تجتمع ظهيرة يوم الجمعة وكنت دائم التحجج والاعتذار وعندما كان يضيق علي الخناق كنت افقد القدرة على التواصل السليم معهم ربما كنت اعيد ذلك لتعاطي لمادة "الحشيش "لكنني كنت اعي انني فقط اتهرب منهم وفي نفس الوقت انتظر منهم هم ان يقربونني منهم ..كنت متعبا بالأدوية التي اتعاطها وبالجو الاستثنائي الذي وجدتني محشورا فيه بارادتي وبدونها حتى لما يدخلن علي بنات خالتي لخلوتي اتعمد ان اترك كامل المسافة بيني وبينهم وحتى وهن يحاولن العبور الي لا اسايرهن كنت اعرف اكثر من انهن باوضاع اجتماعية ونفسية مركبة كنت اعرف بيني وبين نفسي انني مرهق عاطفيا ومن السهل ان اتعلق في أية قشة..وكنت خائفا مرعوبا اكثر من ان فعلت ان اخسرهن وهو ما لا طاقة لي به أو عليه ..النافدة الوحيدة التي كانت لي ان احلم بهن ان احادثهن بيني وبين نفسي أن ابني معهن عالما وان استعيد اللحضات التي كنا فيها سوية اكثر من عائلة واكثر من احبة ...
كانت جرأة مني يوم ان بدات في التفكير في استعادة نفسي ربما لانني اناها بدات في التكيف مع اثار الأدوية العصبية والنفسية وانزاحت عن عيني تلك الغمامة التي كانت تدبلهما ولانني بت المس الحاجة بضرورة أن استعيد ترتيق ذاكرتي التي بدأت مليئة بالثقوب ولانني كنت في حاجة لابادل شهادات بشهادات اخرى كنت في حاجة لان اتحدث عن نفسي لمن يعرفها لمن عاش بجانبها لمن رباها وعلمها واسس لوجودها الانفعالي والعاطفي والعقلي .. كان يلزمني ان استعيد لغة الكلام كما تعلمتها من "فاطمة"..اخي خالد وزوجته "فاطمة"حاولا معي بطرقهما الخاصة ربما لو كان اخي "سمير "بالقرب مني لعبر معي بسرعة على الاقل ليضعني في اول السلم ..خالد يعرف انه لم يطور معي هذا الأسلوب في التعاطي الوجداني الخالص لكنه كان يدفعني لاعبر عن نفسي وعن وجودي الاجتماعي ..اختي "بشرى "كانت تعرف انني مدبوح في نفسي وما لم اطلب منها الاقتراب اكثر مني فلا فائدة من أن تمثل او تلعب معي ايا من الادوار .."فاطنة "بنت خالتي الكبرى مستعدة لتعطيني وتهبني فوق حاجتي لكنها تموقعت مثل موقع اختي "بشرى"وكانت تحس بي وتحتوني بكامل الحب والعطف بين دراعيها لكنها هذه المرة بكل كياسة واعتبار لوضعي النفسي وحدها "آسية "من كانت تفتحصني وتهزني عميقا اكثر مما كانت تفعله معي عيون الطبيب المعالج الذي كان قلما يتحدث هو الي ..وكانت مصرة في كل مرة على أن تفهمني انها بعد تحب طفلها ..خالتي مثل والدتي طلبت منهما فقط ان لا يقلقا من شاني وان يدعاني على سجيتي..وحده "عزيزي "من اكتشفت كم انا في امس الحاجة لحنوه وعطفه وكم استعيد من سلام وامن داخلي لما اخد يانس مني ان اندفع لحضنه ساعة يجمعنا سلام وتقبيل من الوجه ..خالتي مثل والدتي وجدتني اكثر ميلا للابتعاد عنهما حماية لنفسي من الضعف والانهيار .."عبد الحميد "و"محمد"اخدا مني مسافة لكنهما ابديا المزيد من الدعم لي وكانا كريمين ماديا معي ..تحولا لصدقين لي يبادلني ولا يطلبا ان ابادلهما الا بما اقدر حقا عليه ..
كنت قد قطعت بعض الاشواط في استعادة قدرتي على التركيز ومتابعة القراءة لكنني ب"بطنجة"اعوض عليها بقدرتي على مخاطرة ذاتي والغوص بعيدا في اعماقها و"بطنجة "كنت استعيد حتى شغفي الاول بموضوعات حبي الاول والاساسية كانت صور عمتي "مينة "وعمي "محمد "لا تفارقني أساسا وكنت اعيد اكتشافي واكتشاف كم احبهما اكثر من البقية ..
لأكثر من ستة أشهر على الحادثة وكل الحنين الذي يتولد في لم يقوى على تدويب الجليد الذي امتد ليصنع مسافات بيني وبين احبتي الذين اتحرق شوقا اليهم وهم قريبون مني لكنني انا بما يعتمل ذاخلي اجدهم ابعد من يمسك بهم حتى خيالي ..كنت خائفا من ان اعيد الكرة فاعدمني ..مع ساعات الفجر يعسكر علي شبح الموت فاغرق في رؤيات ضبابية يتخللها الدمع الكثيف واجدني مودعا ..مودعا لا محالة كل ناسي واحبتي عما قريب ..ولما اصحو من غفوة النوم تتلبد علي مشاعر الاغتراب وافقد طعم الاشياء ...
لما قدم اخي "سمير "الى المغرب في الصيف استغلت اول خرحة لنا وكانت لشاطى البحر الصخري لاخبره بما يعتمل بداخلي من مخاوف وبالسرعة المطلوبة احالني على نفسي وقال لي "قل لي انت دبا كيفاش كتشوف المخرج ولو المؤقت لهذا الحالة ديالك ...حيت انت لكتعرف راسك اكثر من اي واحد فينا حنا ولا شي طبيب وخا يكون كيف ما كان مجهد .."وقلت له بحاجتي لان اعود ل"طنجة "لمنزل "خالتي زهرة"وهذه المرة لاستعيد علاقاتي معهم وعلاقتي بنفسي
..
كانت اولى الرؤى المتفحصة لذاتي ولحالي جائتني وانا مع رفاقي المستجدين والذين على تقبلي المبدئي بمصاحبتهم لم اكن بعد قد سمحت لنفسي بان اطور معهم أية علاقة صداقة حميمية ..كنت اسايرهم بدايات تعاطيهم للحشيش لكنني لا اسايرهم تعاطيهم للنقاش ولا مجاسراتهم ..كنت غير مقيد بالحضور للدرس بالاعدادية ..طلب مني اخي خالد الذي قدم لإدارة المؤسسة شهادة طبية مرضية بتقدير ثلاثة شهور ان ارتاح وساعة شئت أن أذهب للاعدادية فلقد سمحت لي الإدارة بذلك دون اي شرط بالالتزام بكامل الدوام او باستمرار القدوم في الايام الموالية لكنه طلب مني بالمقابل ان اذاكر بيني وبين نفسي دروس العام السابق الذي رسبت فيه وانا على ابواب التوجيهية (السنة الرابعة اعدادي ) وان اضع نصب عيني انني ساجتاز الاختبار النهائي وسانجح مثل ما نجحت في الدورة الأولى حتى وانا كنت متعبا ومريضا ولا افصح بذلك ..
كنت قد ضجرت من جو المكوث مع رفاقي بحديقة الثانوية التي كانوا يدرسون بها وبحق ضجرت من نظرات البنات التي كانت ترمقني وتتساءل عن وضعي وبضع ما يكون سري ..خصوصا انني بوضع الدخيل لعالم الثانوية ورفاقيته انا لم اتحصل على بطاقة العبور ..رسبت العام السابق واكرر نفس المستوى بالاعدادي..ولما تعرفت على رفيق جديد لهم يسكن بديور حواتة تعرفنا على جو المقبرة "مقبرة للامنانة "الذي لم يكن غريبا علي بل لعلي كونت معه علاقة حميمية وخاصة جدا منذ ان توفت جدتي "رحمة "واخد يعني لي اكثر من مجرد مكان نصاحب فيه صديقا لنا يهوى صيد الطيور او مكان أقصده لاجمع العقارب والحشرات ولاتظهار بانني طورت هواية وولعا علميا خاصا بينما انا في حقيقة امري اعيد اكتشاف روايتي التي سلبتني لبي وفؤادي وسيطرت على كامل تفكيري واحاول عيش تجربة الطفل الذي يطور عوالمه الخاصة بعد إصابته بحادث عرضي سقطت فيه على راسه اصاص زهور فادته في سلامة قواه العقلية والنفسية "رواية رسالة من عالم اخر "...اخر شيء اذكره وتذكرته وتاكدت بأنه لازال بحوزتي بعد ان اوقفوني على قدمي لاخطو الخطوات خارجا من قسم المستعجلات بالمستشفى يومها ..كانت صورة في ظرف رسائل أصفر اللون لمن قررت بكامل وعي ان اصاحبها وان أحبها ..أن أعيش تجربة الحب مع سابق التخطيط والاصرار معها ..ان اجعلها تقبل عن وعي بان تلعب معي دور الصاحبين والحبيبين وان نتورط في كل الاعيب الحب دون ان نتورط في الحب والتي راقها مني اسلوبي في اقناعها بمجارتي بداية ثم كامل تقبلها لنوع العلاقة بيننا .."سناء "كانت بنت واعية ونوعية كما الرواية التي اول ما عادوا بي للبيت قررت أن اصعد وحدي لغرفة السطح للتأكد من وجودها ولاعيد تفحصها باحثا عن اي علامة قد اكون وضعتها بين دفتيها او بين اوراقها او كتبتها بين سطورها او حتى طبعتها بطريقة الضغط على ورقها ..بيني وبين نفسي كنت متيقنا ان بين هذه الرواية او من خلالها او من كل ما يشكلها يكمن اكثر من سر وحقيقة وسبب يخصني لكنني كمن عدم ان يذكره او ضاع منه ..
بالمقبرة كنا نتحلق حول بعضنا هم كانوا أكثر انسجاما بينهم انا لم يسبق لي ان كنت على معرفة باي واحد منهم قبل شهرين من الان وحتى صديقي المقرب "الشريف"الرابط بينهم وبيني لم يكن ليصاحبنا ولا كان لينسجم مع تمردهم على الدراسة وعلى القواعد الاجتماعية ..وكنت دائم تفحصهم والتدقيق في سلوكهم واسلوبهم والمقارنة بيني وبينهم وبين الشخصيات الروائية التي سبق وان قراتها مرات ومرات حتى حفضتها ..كان مفهوم عندهم انني امر من متاعب صحية نفسية وعصبية وعلى ذلك النحو سلكت معهم وتحفظت عن مسايرتهم والتذاكي مثلهم او التجاسر والتعبير الحر عن رغابتهم الجنسية وعن ما يغدي الكبت فيهم ويمارس الحرمان عليهم ...كنت بيني وبين نفسي احسهم ذوي افواه عريضة يلكون الكلمات الكبيرة وغير صادقين في ادعاءاتهم ولم يكن من داع لاقول لهم حقيقتي فيهم انا قدرت بداية خطوة صديقي الاقرب "الشريف "الذي حاول صادقا اخراحي من ما رآه في عزوفا وانطواءا غير سليم لواحد مثلي عاش معظم حياته مع الاصحاب والناس وداخل المجتمع فاخد يصمم على أن اصحبه للثانوية حيث يدرس وعرفني بعدد من أصحابه وكانوا هؤلاء منهم ثم عاد ونبهني لمسالة التعاطي للحشيش وطلب مني أن أكون حذرا من الامر ...
جو المقبرة ..رؤيتي لمن حولي من رفاق وإعادة مقاربتها مع رؤيتي لنفسي ولبعض موضوعاتي النفسية اخد يحرك في الرغبة الجادة لاستعيد بعض نشاطتي ورياضاتي الخاصة التاملية خصوصا مع استهوائي التام لعالم الليل والسهر حتى شروق الشمس ..كان السؤال يكبر داخلي ويحمل لي نفس الاتهام :"لماذا اقدمت على الانتحار ..؟!"كنت غير شاك بالمرة انني تعمدت وضع الظرف والصورة في جيب سترتي السوداء قبل أن أقدم على المحاولة الأولى والثانية والثالثة التي نسبة الفشل فيها كانت عمليا وتقنيا اضعف وقد تؤدي الى الموت الحتمي فقط ان لم اسعف في اناها وبالسرعة المطلوبة ..كنت اعرف انني اداري الحقيقة واتعمد مدارتها حتى بعد رحيلي واريد ان اعطي انطباعا زائفا وكلاسيكيا انني مجرد فتى مراهق مصدوم في علاقة عاطفية وانتحر لكنني لم اكن بقادر مرة أخرى على اجلاء الاسباب الحقيقة التي جعلتني ارتب لكل ذلك ...وكان علي ان ابدا البحث وان اطرح جانبا وليس خلفي موضوع الرواية /الشاهد الثاني ان ابدا في التفكير خارجا منها وليس في داخلها ..
كذلك مع رفاقي الجدد اكتشفت ان على أن اعيد ترتيب رؤيتي لهم ولنفسي وعوض ان اقبل بهم عن مضاضة او اضطر لمجرد مسايرتهم لما لا ابني معهم علاقة واعية لاحاول بداية التقرب منهم ..لامثل التقرب منهم وفهمهم كما يحاولون هم التمثيل علي بأنهم يقدرون خصوصيتي ويتالمون لما انعطفت عليه حالتي النفسية ...وكانت البداية ليست معهم هم بالخصوص ولكنها كانت مع الاثر /الشاهد الثاني ..الرواية التي كانت عبارة عن استرجاعات بعد الفصل الأول الذي جاء كتقرير موجز عن الحادثة وكيف حصلت مع بعض الاستطردات من طفولة البطل المحكي عنه المفترض انه كان بعد مشروع طفل /ابن بعد لم يرى النور ..وبدات بداية بإعادة ترتيبها بطريقة تطورية خطية لاضع المقدمة في زمنها الصحيح ثم في زمن كتابة نص الرواية الذي جاء عبارة عن رسالة من شخص عازم على الانتحار والاعتراف قبله ..وكذلك بدات انتبه لما علي القيام به ..لا بد لي ان اعيد ترتيب ذاكرتي ..لا بد لي من ان اعود الى الماضي البعيد لما اكونه وان اكف عن محاولة معرفة فقط ما كان يعتمل داخلي في الفترة التي تعبت فيها وبدأت في التخطيط للمحاولات الإنتحارية ...
مجيء سمير وبموسم الصيف كان لا محالة لن يترك مبررا دون مقدم خالتي "زهرة"لعندنا وستصحبها كالعادة "آسية "وعواطف"ومن الممكن ان تاتي معها ابنة خالتي الكبيرة "فاطنة " وبناتها كمامن الممكن ان لا تاتي تبعا لحال علاقتها الدائمة التشنج ...لكن الاكيد ان "فاطمة "لن تفوت الفرصة لتاتي لزيارتنا والسلام على اخي "سمير "الذي تكن له منزلة تقدير واحترام خاصين جدا وكذلك هو خصوصا بعد ان اصبح مغتربا لوحده بالديار الفرنسية بعد عودة اخي وزوجته "فاطمة "وابنهما الصغير "بهاء الدين" بشكل نهائي للمغرب ..وكما كنت مترقبا عودة اخي "سمير "بالكثير من الصبر ليتحدث الي واتحدث اليه كنت مترقبا مقدم ابنة خالتي "فاطمة"كنت محتاج اليها بشدة اريد منها ان تحاول معي وتخرجني من الصمت لانني عن حق كنت اوشك على الانهيار من وقعه علي وهذه المرة كنت مستعدا في قرارة نفسي أن اسهل عليها المحاولة وان نعيد علاقتنا ببعضنا بل وان اطلب منها هذه المرة بان تساعدني على استعادة لغة الكلام التي هي من غرستها في ..كنت اعرف ان اخي "فؤاد"من كان اول اخوتي وافراد عائلتي الذي علمني اخراج الاصوات والنطق وكل أنواع النزق والطيش والضحك على الدقون لكنه كان مقلا ودائما في التحدث عن نفسه وعن همومه وحتى ان فعل فعلى نحو ساخر وغير مباشر وغامض ..مما كان يدفعني لالتزام الصمت بحضوره اكثر من المحاججة او محاولة التكلم والتحدث واول ما كنت احاوله كان يدفعني ببعض الحدة وبعصبية وهو يزجزني قائلا لي :"انا خوك فؤاد من نهدر سمعني مشي فاطمة بنت خالتك تبقى تتعاطى معيا "....
كنت متمهلا في تمثيل دور التصادق مع رفاقي مستحضرا في كل خطواتي تجاههم صوت اخي "فؤاد"واعيد تقريبا نسج حكاياته مع رفاقه هو مع رفاقي انا ..لم أبالي بتنبيهات صديقي الاقرب "الشريف"كان صوت "فؤاد"عاليا على اي صوت اخر كان يقول لي :"بغين يدخلوك للحشيش سير معهم ..دير راسك حتى انت كانبو ..غذي يبقو يديروا رأسهم مصمكين بش يصمكوك ويتلاهو بك تصمك ليلهم وتبع شنوا غذي يبقو يقلو غير بينتهم ..انت متبين ليهومش انك متنبه ليهم ولا عايق بهم ..متبينش ليهم حتى انت راك قارئ وواعي عليهم خليهم هما ليبانوا قافزين وواعيين انت غير فرزهم واحد واحد ..شتي حتى ديك لعيبات ديال يبقوا يطبلوك في فليستك متديرهاش في بالك غير وكان من يبقو يبنوا ليك على حقيقتهم عطي لكل واحد الصرف ديالو ..."
كنت اقضي النهارات معهم بالغابة غالبا وباحياءهم السكنية لكنني كنت اتجنب انتظارهم او مصاحبتهم للثانوية من حيث انني استحضرت صوت معلمي الاول اخي "فؤاد""متخليهمش يخسرو ليك نظرة الناس ليليك وهذاك ليحاول يشوهك بك وليبقى يديك حتى لعند البزناس بش تتسوقوا الطريف ديال الحشيش عرفوا هذك هو أول وحد غدي يعاديك وغذي يجبد لك الصداع مع موالين الدار ومع الناس وعاد زيد المخزن ..هذاك ديروا في البال متزهقوش لكن غير بالفن لكي يقول خالد "
في الليل اعود لحضيرتي ..لسهرتي امام المذياع وللقراءة ..حال تدخيني للحشيش كان يجعلني منتشيا وبدات استعيد نشاطي الجنسي الذاتي وموضاعاتي النفسية وشوقي لصاحباتي اللواتي بت احن اكثر ولو لمجرد رؤيتهن بعد ان شبه قاطعتهن بصمتي وانزوائي على نفسي اختي "بشرى"حافظت على نفس زيارتها لي بغرفتي وتقبلي قبل أن تذهب لتنام وسؤالي عن احوالي حتى وهي تعرف انني كففت على التجاوب معها كذلك فعلن بنات جيراننا المقربين منا اصررن على مناداتي باسمي وتحيتي سواء رددت عليهن السلام او اقتضبت فيه او تجاهلته ...كنت ااجل العودة لاقتناء الكتب والمجلات وخوض نقاشاتي مع باعتها الذين اكن لهم الاكثر من الاحترام كما كنت ااجل استعادة علاقاتي باصحابي .. باصدقاء المدرسة كما باستاذتي وباطر دار الشباب لم اكن اعرف تماما لما اعاند رغبتي في استعادة كامل نشاطي الاجتماعي لكنني في جزء مني كنت مسلوبا من صوت معلمي الاول اخي فؤاد"وكنت افتقد لصوت معلمنا الاول لكلينا انا واخي ..لعمي الاصغر "محمد"وكنت اعرف انني متى لم اجلس لبنت خالتي "فاطمة "فمحال ان استعيد جرئتي لاتوجه لمرشدي في الحياة الاجتماعية العامة عمي "محمد "...(يتبع ..)
الأحد، 27 سبتمبر 2020
يوميات: مابعد عوالمي السرية..عالم الصمت (4)..تابع "3-1" سلاما متجددا فاطمة
يوميات: مابعد عوالمي السرية.. عالم الصمت (4) ..تابع "3-1" سلاما متجددا فاطمة
مهما كانت زيارتنا تطول كان لابد ان اصحو يوما على ساعة الافتراق والرجوع الى الارض ،حيث الواقع الذي اصر والدي ان يحشره في رؤسنا بكل الاساليب ..حيث كل شيء بقدر وحساب ..كنا نعرف انه عانى الكثير وبقيت في نفسه ذات الغصة بأنه لم يكن منصوفا في دنياه وانه في مجمل معاناته الأولى كان غير قادر البثة على الاقتناع بأنه يستحق كل حرمان داقه وعاش عليه ..كان فقط غير قادر على الاحتجاج او الرفض لكنه مدرك تماما بأنه لايمت بصلة للفقر الذي يجترعه ضدا على امكانات والده /جدنا ..وكان يحز في قلبه اصرار والدته بالضبط على ان يعيشوا الضنك والحاجة ..الحاجة للطعام الجيد والوفير . الحاجة للباس..الحاجة لبيت يسعهم كلهم وبفرش مناسب .. الحاجة للاعتبار الاجتماعي الذي يناسب وضع ابيهم المادي ووضعه كملاك للارض والعقارات... لكنه معنا لم يفعل اكثر من محاولة اقناعنا بأنه لا يملك ذات منطق والديه وانه لا يقيم اي توازي بين التربية التي تلقاها هو وبين تربيتنا نحن وانه ببساطة يحاول ان يقيم التوازن المفروض بين وضعه الاجتماعي الوظيفي وبين متطلباته والتزاماته تجاه اسرته ...وانه يريدنا أن نكون واقعيين لا غير ..
كنت اعي الواقع الذي ينتظرني بعد العودة من جنة "طنجة " هي ايام فقط على عودتنا للمدارس ولدوامها ولطقوس انتظامنا حول مائدة الطعام وامام التلفاز وكنت اعرف انني لن افارقهم بخيالي وساذاكر كل لحظة عشتها الى جانبهم وحدي ..في خلوتي وتحت غطاء فراش نومي ولن ابخل على بالدموع ..سادعها اخر تطهر لي قبل أن اغفو في نومي ...
كنت الومهن بيني وبين نفسي لا لشيء الا لانهن كن اكثر رهافة في التعامل معي ..في تقبلي ..في الانصات الي ..في الاستجابة لاحتياجاتي النفسية والعاطفية ...كنت اقارن حالي وحال عديدين من من تعرفت عليهم في محيط الحي والمدرسة والمجتمع ..من من طورت حال مشاعري تجاههم من الشفقة الى التعاطف معم كما افهمني اخي الاكبر مني..من يفتقرون الى كل شيء تقريبا والى حضن العائلة أساسا ..كنت اجدهم منسجمين وغير منسجمين في ذات الان ..طيبون ومبادلون العطاء لكنهم مميزون باصرارهم على أن يبدلوا وينجزوا ويحققوا اشياءا لهم ولذويهم ولربما هذا ما كان يجعلهم مبتعدين عن الاخرين ..يقطعون الطرق لوحدهم ونادرا ما يشاركوننا جوقتنا في مناسبات الافراح والاعياد وحتى النزول للشاطئ البحر لا ياخد منهم في مجمله ساعة زمان ويعودون بحالهم ...كانوا اقوياء وصمتون وحنونون ..ولعلي كنت اريد ان اكون مثلهم..!! كان يتعبني الحنين للجنة اكثر مما تتعبني اللوائح المفروض اتباعها بالبيت ..كان يعدمني اتزاني الشوق لكل احضانهم الدافئة ..كان يرعبني الخوف على افتقاد احد منهم ..كنت مثل خالتي "زهرة " حملت في ابنها الاصغر نسخة أخرى لابنها الاوسط الذي افتقدته والذي ما صدقت شخصيا انه فعلا كان موجودا بينهم ..لا اعرف لكنني تعلمت ان لا اصدق الا فيما أراه والمس وجوده المادي والفعلي الباقي قد يكون وقد يكون مجرد تعبير عن اشياء قد استوعب مضامينها الان او بعد قليل او في يوم من الايام .. خالتي كان خوفها مضاعفا كما محبتها لابنها "عبد الحميد "كانت لابعد حد متطرفة في حبه والاهتمام به وهي مع ذلك تلبس لباس الصرامة في كل تعاملاتها وتحرص على أن لا تدلله او تفسد طباعه ..خالتي كانت لها مواقف بدت فيها غير قادرة على المكابرة والتحمل وتصنع تبلد المشاعر لكن أول حالة اغماء وانهيار في الشارع العام كانت من خشيتها على ابنها "عبد الحميد" الذي توارى عن انظارها وهو يتعقب لص محفظة سرقها من والدتي ...صرخت بلوعة وانهارت وحتى لما فتحت عينها ما انحبست دموعها الممطرة بصمت وذهول حتى عاد اليها لتستعيد انتبهاها ورباطة جئشها بل ولتقود هي عملية الابلاغ وافادة الشرطة بالواقعة وتدفع والدتي لاستخراج شهادة ضياع بطاقتها الوطنية التي كانت بالمحفظة المسروقة .. وانا كنت خائفا على أن افتقدهم .. افتقدهن .. كما افتقادي المزمن لاختى الكبرى الغير الشقيقة ولربما خوفي من ان افتقد فيهم والدتي التي لولها لما كن لهن مثل وجودهم ..وجودهن في حياتي وفي مشاعري وذاكرتي ...
من جملة ما لم اقدر على استعابه تماما اصرار اختي الغير الشقيقة على أن تنادي والدتي، والدتها ب"خالتي"..ومن جملة من احببتهن لذواتهن وبالتخصيص عمتي"فطوم"فقط لأن اختي "مليكة "كانت تحبها وكان منزل العمة ملاذ لها لذلك كان لزوما علي ان أحبها.. وان أحبها بالعقل ..ان أحبها حبا مضاعفا يشبه لحد بعيد حبي لعائلة خالتي "زهرة "وحبي الخاص جدا لخالتي "زهرة " ...
التمارين التي ترجيت اخي "سمير "ان يدخلني فيها كانت تؤتي اكلها معي ..تعلمت ان أهجر العالم للصمت وان اتعبد فيه ..ان اطرح كل مايطفو في سطح ذهني وانا لا امسك الا بافكار وخواطر العمق وان لا انشغل تماما الا بالافكار التي تتوارد على من اخر صور استقر عليها تاملي...كان بادئ ذي بدا يسخر مني ويقول لي:" انك لا تقوى على مسايرة نشاطتي الرياضية البدنية ..مقتول .. "بشرى "صعيبة عليك ..وخا اسيدي انا غذي نعلمك التامل الذاتي راه هو ل"يوغا "غير مبعد على الفلسفة الدينية .." ..كنت اعرف انني على الاقل مرحليا لن أكون في حاجة لتعلم اية رياضة قتالية مادام اخوتي بجانبي وابناء عماتي اجدهم بجوارنا في البحر ..بالقرب من المدرسة ..بشوارع المدينة هم وعماي وباقي افراد عائلتنا وهم قادرون على أن يدافعوا عني ويحمونني ...كنت على الاصح في حاجة لان اتقوى من الداخل كما لاحظ علي اخي الاكبر مني "فؤاد"..
اخي الكبير "خالد"دفعني بقوة للقراءة والمناقشة قال لي بأنها خلاصي من الوحدة وكسب للقوة ..اخي "فؤاد"نبهني :"مشي ليقلك عليها "خالد"تتبعوا فيها ..هذاك راه وخا خوك راه فشي شكل راه تاهو كبحال بوا 'والدنا' وعمامي راه مكيعحبوا غير راسو ...قرى الكتب وناقشها مع راسك اما مع لخرين ناقش غير الافكار ديال الكتاب مشي الافكار لكونتها انت مع الكتاب ..هذك احتفظ بها لنفسك ..طور بها راسك كبحال لكيدير "خالد "مخصوا حتى واحد ميكون كبحالوا .."
كنت اتالم عاطفيا لما ادفع لاتخد بعض المواقف من الاشخاص القرببين مني لكنه ما دمت حريصا على أن اتلقى المعرفة من الذين احبهم فإنني امسك على اعصابي واعقد العزم على أن أكون في مستوى التعلم منهم او لانني كنت اعرف انني لامحالة سأراجع اخي "سمير "في ذلك ..هو على اكثر من مستوى يشبه ابنة خالتي "فاطمة"يستقبلني بالضحكة ثم الابتسام وثم الترحيب واطيب الملامسات والعناقات والتقريب منه ومستعد بلا حدود ليتعاطى معي في اي موضوع ولينصت الي والأهم ،ليوجهني بعد ان يقدم لي اكثر من اختيار ..وهو يضج بالحياة والفاعلية والقدرة على العمل والابتكار ويتدبر دائما احوله المادية وموضوعاتها ..قال لي "نحن استفدنا من تجارب عمينا وكل افراد العائلة ومن الذين صاحبنهم ونحن كل واحد منا يحاول ان ينقل لك بعض خبراته الخاصة ويقوي فيك جزءا ..دبا "فؤاد"مشي بغى يخسرك مع "خالد"ولا انا غذي نخسرك معهم بجوج غير بش انت تولي من تتنبه لشي مساءلة تولي تقرها في راسك وتقرنها مع افكار وحدة خرى وهذيك لغذي تستقر عليها كما بغت تكون هي لتدير بها ...."
عندما كان يستقر تاملي على خالتي "زهرة" لا اذهب بعيدا في تفكيري إذ سرعان ما استشف سر تعلقها بي وتعلقي بها الخاص جدا ..خالتي "زهرة"لم تكن مجرد اخت لوالدتي ومجرد اخت صغرى لها.. ومجرد اختين افتقدا اختيهما الكبرى ووالديهما وهما بعد طفلتين لجوارهما وليس لجانبهما اخ اكبر لكنه غير قادر على معالجة اي امر من الافتقاد الذي لم يصحو منه ..افتقاد تام لاي موضوعات ضمان او امان اجتماعي في زمن متحول انهكته الحرب العالمية الثانية وتابعاتها ..في زمن الجوع الفضيع والعام جدا.."زهرة"خالتي لم تصحوا يوما من مخاوفها الحقيقية رغم كل تبدل احولها المادية والاجتماعية "زهرة"خالتي بقيت في داخلها نفس الطفلة المرعوبة التي فاقت يوما ولم تجد من كل من كان يدللها ويهتم بها غير اختها اما حتى اخوها "محمد"فلقد كان تائها ..مصدوما وهما من تناوبا على رعايته حتى في ابسط متطلباته وشؤونه اليومية "زهرة "لم تعرف يوما ان تنام الا كما ينام الذئب حتى في عز شخيرها أدنيها مفتوحة ..تتحسس اي صوت واي ذبيب ..كانت تحكي وتقول لي "...كان اي صوت كنسمع وخى حتى المغرب ما اذن كنحرك اختي "رحيموا"وكنقولها نوضي هاهما جاو لينا يديونا..."..خالتي "زهرة"رائحتها لا تشبه رائحة والدتي ولا حضنها يشبه حضن والدتي ..حضن والدتي كان اول ما يقابلني يغمرني بالدفئ ..خالتي حضنها يتقلب من مثل اي حضن امرأة عادية تعرفنا الى حضن يشتعل ..الى حضن غير سلبي ..حضن بعد ان تقربني منه تعانقني لتتحسس كامل ظهري ..كامل جسدي وتغمرني بالقبلات قبل أن تجلسني الى حجرها وهي لا تكف عن مناداتي "اجي عنذي اخالتي ديالي ..توحشتك كثر مكتتوحشني ..." ..خالتي "زهرة"لربما في غياب ابنها "عبد الحميد"الوحيد الذي كانت ترمقه طوال الوقت وتتبعه ولا تغفل عن النظر اليه اكون انا ..اختي "بشرى"كانت تلاحظ منها ذلك وتومأ لي بعينها ؛اي تتبع ..وانا افتح عيني جيدا لاخاطب خالتي وهي تفهم مني ولا تتوانى على أن تمسك بأختي الصغرى "بشرى"وتقربها منها ..كنت افهم كل شيء منها وتفهمني من مجرد النظر لعيون بعضنا البعض بل احيانا كانت تجهر بصوتها الداخلي وتقول لي "سمعتك ..بلاتي نكمل هذ شي لي فيدي ونجي لعندك اخالتي ديالي.."تقولها لي على انني لم انبس بآية كلمة من شفتي ....عزيزي "سي محمد"كان لا يكف عن الابتسام ببشاشة في وجهي وعندما كانت تطلب مني والدتي ان اكف قليلا عن خالتي "وباركة راك عيقتي على خالتك راك كبرتي .." كانت خالتي تضحك جهرا وتزيد من احتضاني وتشبعني بالقبلات.. وتنظر لبناتها ولابنها قرة عينها وبتخابث تقول لهم "موتوا المغياريين .."ويضحكوا وكل يحاول ان يساير الجو وحده عزيزي كان يقصر من ضحكته ويطلب مني الاقتراب منه ويومأ لاختي ان تقترب هي كذلك منه ليحنوا علينا ويحتضنا لبرهة ثم يعدل من طريقة جلسته وياخد كفينا لكفه ليسرب الينا احلى شعور بالسلم والأمان والمحبة كانت اختي لا تتمالك نفسها لتهب بتقبليه وهو يتمتم بالرضى عليها اما انا فانغرس به واتمايل عليه بظهري دون ان ازيح نظري عن خالتي التي كانت تسحب نظرتي وتقدف بها بعيدا لعينيي تراقب الوضع بمزيح من الحب والحنان والغبطة التامة ..لعيون "آسية "احلى وارق عيون عرفتهما وساعرفهما في كل ما سيأتي من حياتي وعمري ..
(يتبع ..)
السبت، 26 سبتمبر 2020
يوميات : مابعد عوالمي السرية..عالم الصمت (3) ..سلاما متجددا فاطمة "2-1".
ظل السؤال يكبر في راسي ويطاردني لازمنة من عمري .."هل اخطئن في حقي ..؟!!.."
كنت بداخلي احس برغبات متصارعة واخشى علي من الانقياد وراءها ..وكانت مشاعر الخجل تربكني وتشل امكانات التواصل السلس مع الاخرين..ربما لانني حملتني هم ان ابحث خلف كل احساساتي وتتبع خواطري واحلام يقظتي .اكثر من ان استمتع باسترجاعاتي وألحق دروب تلك اللذة المحفورة في أعمق ذاكرتي..
اقطع الطريق لمنزل "حنا "'جدتي ' مستسلما للطريق الذي اعتدت سلوكه ..اتمنى فقط ان اجد الباب مواربا لادلفه ولا اضطر لأطرقه ..اتمنى فقط ان تستجيب لحس مقدمي وتناديني باسمي وتدعوني للدخول او الالتحاق بها بكوخ السطح ..اتمنى فقط ان تنتظرني على سلم الدرج الضيق واول ما اصل اليها تحضني وتقبلني ولما لا تسالني "ماذا بك ..؟! " بمثل هذا العمر الحديث وانا يتملكني احساس بانني كبرت وشخت وفقدت القدرة على الاستمتاع ..بممرات الاعدادية كانت عيوننا تتقابل على نحو ما لم اعد اريده مع الاخرين ..عيني كانت تقدم اعتذارتي ..عيناها ..اعينهن كانت تحمل المزيج من الاستياء والتساءل والكثير من الاهتمام ..اكاد اجزم ان كلهن اتت عليهن اكثر من مرة ليأتوا للوقوف لجواري وليتحادين اكثر بجسدي وليلتقطن كفي ويمسكن بها ..الصغيرات كن اكثر جرأة ليطبعن قبلة على خدي ويتركن المجال لنتحاضن على نحو مواري ..
عمتي لم تكن تثقل علي بالاسئلة ..تتركني اعيد اكتشاف فناء السطح كما لا امل عن فعله في كل مرة وكانني ما اكتفيت من استجلاء كل ركن وكل زاوية فيه وكل ميل أو تشقق في ارضيته ..تدعوني لاجلس في مرمى عيونها لتطالعني بين الفينة والاخرى وهي تحاول معالجة الصمت بيننا باي حديث تعرف جيدا انني لا ألتقطه بتنبه لكنني حريص على تسجيله بذاكرتي ..تنهي عمتى ما بين يدها من شغل وتسكب الماء لتنظف يدها تمسحها على اسفل ثوبها ثم تدنوا مني لتكاتفني وتقربني من حضنها وتطلب مني ان احيطها بذراعي ..تطول البرهة وتمتد للحظات لا اشعر فيها باي شيء سوى بسلام هائل يجتاحني ويكتسحني ..تهزني من غفوتي ..تمسك بوجهي تحضنه بكفيها ثم تترك المجال لتطبع علي خدي قبلة كبيرة ثم تدعوني وهي تاخدني لنجلس سوية بكنبة الكوخ ..تسالني هذه المرة وهي تنظر مباشرة الي عيني : "- دبا 'الان 'مزيان ..؟!."اومأ براسي كتعبير تاكيدي على الحال الذي وصفته هي بخصوصي ..تلف ذراعها خلفي وتخضني من الوراء بصدرها وتدنوا بوجهها من خدي ..تعبث بشعري تقبله وانا في غاية الاستسلام وغير مترقب لشيء .. مطمئن بجانبها فهي اكبر مني لتعرف كيف تعتني بي ..في ذلك الزمن كنا نتحدث ونتكلم وكانت تحكي لي الحكايات لكننا لم نكن بعد قد طورنا اي لغة نفسية بيننا كانت وستظل ابلغ لغة عميقة بيننا تلك التي كانت بجسدها تخاطبني وتقول لي انني افهمك ..
الروايات التي كنت التهمها كانت تداعب مخيلتي وتدعوني لاصحابها في استكشاف عوالم الحب والرغبة ..الكتب العلمية التي توفرت لي كانت أكثر حيادية في تناولها لموضوع الحياة الجنسية ولم تكن تجيب على كل اسئلتي واستفهاماتي فانا قد افهم واستوعب معنى الممارسة الجنسية لكنني لا أعرف حقيقة ما يعتمل داخلي ويكبر بين ضلوعي ويجعلني دائم العطش وممتلئا باحساسات النقص وباستعداد لاهرب من خلاني واقراني لاي فسحة انزوي فيها على نفسي ولما لا ابكي قليلا احساساتي بالاغتراب ..!
احنق عليهن جميعهن واتذمر من ما غيرهن ما كنت لأكون بكل هذه العواصف التي تنهش دواخلي ..من غير ما زرعنه عميقا في ما كنت لابالي ولربما كنت مثل عديدين قلما ينتبهوا وقلما يتساءلوا لكنهم مستعدين دوما لاقتناص أية فرصة ودون ان يستوعبوا حتى حقيقة دوافعهم ..
في لحظات عالية مدها انسى انني كنت بلهفة القطة الصغيرة المبتلة والتي تعلي نظرها بتجاه اي أحد ليحسن اليها وانني كنت اتعب من عنادي وإبائي الذي بلا سبب يقنعني حتى انا نفسي واعود متسللا ابحث عن اي واحدة منهما او اقف عند الباب على أمل ان تاتي الاخرى او مجرد ان تمر من الزقاق ..كانت تتلقفني الصغرى باوسع حنان وتظل الاكبر على مناوشتها لي :"ألعيل "بارك من ذك تطاور ديالك وش كيصحبلك غير انت (نتينا) لكنتي صغير ..."وتمد ذراعيها ويدها مطالبة اختها ان تمكنها مني وتطلب مني بترجي وبنظرة يملاها العطف والحنان أن أذهب عند اختها الاكبر الاكبر منها "فاطمة "..
في لحظات من الصمت الذي كان يعلوا بيننا كنت اكاتفها واتدلل عليها طالبا ان اساءلها وان تسمع لي وتجد معي أجوبة..ودون تردد وبسرعة اقدف بالخاطر الذي يثير حيرتي ."علاش انا كنبغيكم بجوج وكل وحدة كنبغيها فشكل وما باغيش نخسرها .."تنظر إلي بجنون وبلهفة ثم تحور نظرتها الى اختها وتقول لها "_وش سمتعي.." وتسرع الصغرى بالرد الذي وكأنها لم تكن مستعدة لوقت لتفكر فيه وتنجزه :"-حتى حنا كنبغيوك بجوج وكل وحدة فشي شكل .." تتدخل "فاطمة "لتسرق فرصة الحديث وتقول لي "_انا غذي نشرحلك انا مشي هي هذي انا مختلف عليها فكل حاجة في جسمي.. في سني ف..تجربتي.. فديك شي لكيعجبني ومكيعجبهاش هي وانا كبيرة عليك. هي وخا كتبان عامرة وكبيرة هي باقة قريبة ليك في السن وانا معاملتي ليك مشي نفس المعاملة لعندكم مع بعضيتكم ..دبا انت كتبغي في حاجات مغير لكتبغيهم فيها هي..."وبسرعة كذلك تتدخل الصغرى وكأنها تستأنف نفس الحديث ولكن بلسانها هي لتقول لي "كبحالنا حتى حنا كل وحدة فينا كتبغي فيك حاجات ...". .....فهمت لكنني لم اكن اريد غير استرجاع كم مرة رددت كل واحدة منها مفردة "كنبغيك ".."كنبغيوك "لانها وحدها الجواب الذي يكفيني ويقنعني ..الباقي كله تفاصيل لا تهم ...
لم اعرف كيف تسلل الي الاحساس بالخوف ولا من رعاه في ليكبر ويبدأ في محاصرتي ..خالتي كانت بوعيها الفطري تهز الطفل الحالم في كانت وهي ضاحكة مجلجلة تحدرني وتقول لي "عندك تتيقهم راه غير كيضحكوا عليك..راه كل واحدة دبا تمشي لدارها وتخليك ..."..خالتي عالم منغلق ومفتوح على كل المفاجات..مرة متربعة في عرش صمتها والتفاتتها وتململها في جلستها..ومرة مقبلة على التحدث وبجد ..ومرة مشدودة الانتباه مستغرقته تماما امام برنامج تلفزيوني لكنها في العادة غير ذلك بالمرة هي على الاغلب صامتة والحديث عندها مجرد عبارات تنطقها وتصريحات تعطيها لمن لجوارها وكأنه فعليا كان بينها الحديث مسترسل وهو ما لا يكون ..خالتي لم يكن لها نفس طويل في الحديث سرعان ما تبدي ضجرها الصريح ..تحب التفكه بحضورنا ولا ينقصها حس الدعابة لكنها سرعان ما تعود لتنحسر في صمتها وحدها الأوامر التي توجهها وبحدة كانت تذكرنا بالوقت وتذكرنا كذلك بان خالتي بعد مدركة لالتزاماتها ومستوعبة لحضورنا بجوارها ..لما الحق بها للمطبخ تدعوني لها "اجي عنذي اخالتي .." تحضنني في صدرها ..تغرس راسي عميقا في صدرها ثم تقبلني تاركة بعض رطوبة شفتيها على خدي ثم تعاود توجيه الحديث الي "_انا خالتك عندك عزيزة ..منين نهدر معك سمعني ومن نشوف فيك بعيني فهمني ...وسير دبا ونس "آسية "راها كتصبن في السطح " كنت اقدر منها شكل تعاملها معي واعدها بيني وبين نفسي بان اعمل بكل ما تطلبه مني ..بجوارها كنت استرد ثقتي بنفسي ...هل خالتي من زرع في ذلك الاحساس بالخوف ..؟! ربما ب"طنجة "الجنة بالنسبة لي كنت أخشى علي من مصير اخوتي الكبار الذين ما عاد متاح او "مقبول "ان يمكثوا اكثر من بضع ايام بمنزل خالتي كان والذي يقول لهم "دبا نتوما كبرتوا ..درتوا صحابكم وعندكم ما يتدار خليوا عليكم دار خالتكم في الثقار ..طلوا عليهم وحد اليومين واجي بحالتكم .."...كنت خائفا ان اكبر وان اطرد من الجنة..وبت مرعوبا اكثر مع خطبة بنت خالتي "فاطمة"..وبدات اعيش افتقادها حتى وانا بجوارها ملتصق بها بتودد.. ..
بكيت خوفي ل"آسية "بكل حرقة لتهزا مني وبذات الحنو والعاطفة وتقول لي "_حنا دبا وخى كنكبروا مكننسو لكنبغيوه بالعكس كنزيدوا نبغيوه غير كل مرة فشي شكل اخر عوتني .."
لما عرفت "فاطمة "بشأن مخاوفي اتتني وجرس ضحكاتها يسبقها لتبدا الحديث "_اجي "ألعيل "ديالي وش كيصحبلك دغيا غدي تكبر ولا فشي نهار غادي تكبر علي ..انتينا معندك فراق معنا باق مشفتي والوا شنوا غذي نديلك في دار راجلي..من غذي تبقى تجيبك خالتي لعندنا ولا ماجبتكش انا غذي نهود عندك لحتى لدارنا ونديك معيا ...".
كنت احدس انها صادقة معي ولا تتحايل علي من اجل ان تطمئنني فقط لم اشأ ان اخبرهم حقيقة من زرع في كل ذلك الخوف لم اجرأ ان اقوله لاول مرة لاي منها وانما اوصيت به عند ابنة خالتي الكبرى "فاطنة " التي خبرتها عن اختي الكبرى التي ما ان تأتي لزيارتنا او نقابلها صدفة بمنزل الخالة حتى ابدا في العد التنازلي عن متى ستودعنا والى كم من الزمن قبل أن نعاود الالتقاء ولما حقيقة كل ذلك يحصل معها هي بالضبط ومعنا نحن كذلك ...؟!!
(يتبع...)
الجمعة، 25 سبتمبر 2020
يوميات : مابعد عوالمي السرية ...عالم الصمت (2) سلاما متجددا لفاطمة..
لم تفارقني للحظة ولا تحولت تلك المواقف التي ارتسمت عليها كنهاية ختامية لا تدعوا الا للعودة إلى نقطة البداية ..الى علامة الصفر في علاقاتنا ببعضنا ..وللمرة المئة او ما لم احصيه جيدا تتثالب علي وتهزمني وتعلن انتصارها علي ..وتهزء مني بتودد ..بدون ان تثير حفيضتي ..فكلانا يعلم جيدا اننا حريصون على ان يستمر الود بيننا الى مالا نهاية ..
اقول مع نفسي :" هذه المرة فعلتها عن جد .." تنظر إلي مباشرة في عيني وهي تتشدد لتريني انها تنظر إلي بعمق وصراحة في عيني ودونما تصنع او بمنتهى الاتقان والتفنن تبدا في مخاطبتي مزاوجة الضحك والابتسام بالكلام : "- وماذا تعتقد هل نمزح ؟! قلت لك ساتركها عميقة في ذاكرتك لا تنتسى ..وها انا اترك على انتظاري ..."
كنت قد قررت ان اغير من سابق برنامج اهتمامي بالبيت من حيث ان عائلة خالي ابتدات موسم الزيارات فلا بد ان يكسروا عائلة خالتي بدورهم حالة الطوارئ الصحية وياتون لزيارتنا وبالتاكيد ستكون هي وزوجها ،رفيق عمرها اول من سيفد الينا منهم ..لذلك لم اتردد لحظة في ان اطرح جانبا برنامجي السابق وابدا في ورش اعداد البيت ونظافته لاقول بطريقة صغيرها التي ربت واعتنت به جيدا "ها انا ذا ..ممتثل لما لم تأمري به مباشرة لكنك اوصيت به من جملة ما توصيني به ..وها انا ذا مثل الصبي المتعلق بك دوما انتظر فقط الرضى من عيونك .."
حينما توصلت بالرسالة الصوتية وباشرت الاتصال بباقي افراد عائلة خالتي المتاحين لم يكلفني ذلك الكثير من الوقت وبعض جهد البحث لاخلص الى جانب اليقين في انها ستودعنا على الاقل ذلك اليقين العلمي البحث وبيني وبين نفسي لم اكن في حاجة لاصدق في التمني والاماني ..كان اهون علي ان اضرب في تخميني العلمي القوي على أن أطعن في القلب ..ولما أتى الخبر لم أملك الى أن الجأ الى اختى واخي ملتمسا بتحايل على أن يلملموا التبعثر الذي اضحيت عليه ..ليأمنوا لي سفرا امنا في دواخلي ..سفرا استعيد فيه الطفل الذي كنته ومازلته ..سفرا اطمئن فيه على احوالي من كل تعرضات الحاضر وتهديدات الاتي من الزمن ..
احملق فيها غير مباغث لكنني بذات الان كمن لا يريد ان يصدق واقول لها :" ..لن تعاودي زيارتنا اذن .." تضحك مني وبتغزل ترد علي "-..لا ما من زيارات بعض اخر مرة .." وبحنق حاولت جاهدا على أن اسيطر على تفجره عاليا من ذواخلي اقول لها :" ولماذا ادخلتني في زمن انتظارك حين انك لن تعاودي المجيء ؟!" تنظر للاسفل وكأنها تستجمع انفاسها او تكابر رغبات اخرى وتغير من نبرة تعاطينا في الحديث وتنظر الي عيني لبرهة ثم تحولها عني لتتركها تقع على اي شيء غير عيني وغير شخصي وتدخل معي في استرجاع "انسيت عما طالبت انت فيه ان ندفع في تأسيسه بيننا عندما كنا نتحدث عن العمر بيننا الذي على اننا كبرنا ونكبر لا يتغير ابدا بيننا ..انسيت انك انت من حشر حسابات الموت في علاقتنا ببعضنا وطالبت بان ناخده في تقديرنا وان نعمل عليه كما كنا نعمل على مشاريعنا الحياتية الصغيرة والكبيرة وان نحوله من مأساة الى مستوى مزحة او حدث طبيعي بسيط لا بد لاي واحد منا ان يعشه ...!!؟"
لم يحدث معي ان نكث بعهودي ..لم يحدث معي ان تحايلت لانال شيئا او حبا دون ان فضحت نية تحايلي قبل الفوز به اردتني دوما صادقا ولو على حساب قانون الخسارة والربح الاجتماعيين .وفي احيان كثيرة كنت لا اتحصل الا على الكثير من المرارة والاحساسات المتضاربة وانا لا اعرف كيف اداور ولا كيف الون مشاعري وانما مع اول ينوع الفكرة بداخل راسي حتى اتدفق بها واعمل على المكاشفة بها ولما اعود لنفسي اجدني مكتظا بمشاعر وباستفهامات وخائفا من ان اكون قد اسيئت الفهم ..وحدها تلك القناعة التي كونتها كانت تردني الى توازني كنت اعالج الموضوع ببعض اللامبالاة من حتى ان يسأ فهمي "..ماذا يعني ان لا افهم جيدا ما دمت انا كنت مخلصا في كل ما قلته او دعوت اليه بمثل ما انا وفي لنفسي..! "
اذكر صغيرتي "رحاب "لما وجدتها تبكي وحدها بالغرفة وهي ترفض ان تتحدث عن مابها وانا اقاوم حالة الانحباس التي وضعتني فيها بوعي او بلا وعي ..لا اقدر على أن احتويها بين ذراعي ولا ان اضمها الى صدري واتركها لمساحة من التطهر او لنزع الوحشة من كوامنها لم يكن امامي سوى المزيد من دفعها لتتحدث الي عبر عدم الكف من جهتي عن التحدث اليها ..من جملة ما قلته لها انني اطلب منها ان تسامحني ان كنت قد ارتكبت اي خطا في حقها دون ان أقصده وان تسامحني على اي زلة لسان اساءت اليها لانني في هذه قد اذنب انا بطبعي لا اقاوم لذة الكلام والمحادثة وقد يدفعني تدفقي الحميمي في الكلام الى ان اتفوه لربما بما لا يصح او يحب او متواضع عليه اجتماعيا وهو ما قد ياول بالإساءة ..وهو ما انا صادق أاكد على انه ليس بنيتي ابدا ..
كنت الجأ الى التبرير لنفسي وكانت "فاطمة "تفهم عني ذلك ولم تكن من طينة من تسايرني من أجل المسايرة ..معي كانت لجوجة تطالب بلا انقطاع بحقها في الكلام وفي ان اسمعها كما تسمع هي لي وكانت بمطالبتها تلك تكبر في عيوني هي لا تقول الا بالمشاركة في الاخد والعطاء وعندما تتحدث الي لا تأكد الا على حقيقة صدقها ومنتهى صراحتها كانت تحب ان تدللني يقولها "ألعيل 'يايها الولد' "..ألعيل وكيصحبلك انت الاول لجيتي الدنيا ..؟! " ثم تردف :يمكن تكون مدوز ...'اي لك خبرة "لكن راه كل واحد عندو تجربتو ومدوز حتى هو..عندك تكون غالط .."
نحب ان نناوش بعضنا الى أن نمسك بعضنا من الجانب الذي يوجعنا وعندها نهادن ونمد السلام بيننا ونفتح الباب على مصرعه للمكاشفة بيننا..لسنا في حاجة لنشك لحظة في صدق مشاعرنا ولا نوايانا ..كنا نعرف كلنا اننا كبرنا ..كانت قد صارت جدة من زمن اخد يبعد وانا اجتماعيا لا زلت على حالتي وكنت استوعب بعض قلقها بخصوصي لكنها تطمئن على وعلى اختياراتي وتقدف لي نفس الكرة التي مررتها اليها :"عندي هو تكون عايش مزيان ..بخير مع راسك .."
مع "فاطمة " لم اكن لالعب دورا اتماهي فيه مع والدي المتوفي ربما مع اخوتي ربما مع ابناءهم خصوصا مع تقدم والدتي في السن ومكوثي بجانبها ببيت الأسرة والعائلة حتى انني وجدتني مدعوا لاذكر بعضهم جهرا وعلانية بانني انا صغيرهم من يلعب دور الاب بحضورهم من حيث ان لكل بيت لا بد من تواجد للاب فيه ...ومع "فاطمة " لم اكن بحاجة للكثير من الاسترجاعات كان يكفي ان انطلق معها من حيث انا كائن نفسيا ونحويا وان لا اخفي عنها ما تنتابني من افكار او هواجس او مما أنا منشغل عليه بالتفكير والتارق ومعها كنت مستوعب تماما للعمر بتقديره الطولي الزمني الحقيقي ..كنا نعرف أن كلينا كبر لنملك اكثر مساحات لنتحدث في كل الموضوعات وعن مختلف الاحساسات و لهذه مساحة خاصة اوجدنها نحن لأنفسنا منذ ان لمست في صغيرها المفضل من بين كل ابناء خالتها انه بدا يكبر ويتعلق بها عاطفيا ومنذ أن فهمت بان عليها ان ترعاه وتامن له مساحة ومسافة امان تحميه من مشاعر الافتقاد والتهديد ..
"هل تظنينني اخطات في نبش مثل هذا الموضوع ؟! "
-"بالتاكيد ..لا ..انت كمن كان يقرا في خاطري ويعرف فيما انا منشغلة به .."
لم اباغثها وان شعرت بانني اوجعتها ..كنت اعرف انني ادعوها مرة أخرى لتحدثني عن عالمها عن صغارها الذين كبروا كانت تعرف انني لست من ذوي ذلك الاهتمام الحسي الاجتماعي لاسالها عن احوالهم وانما لانني ببساطة مؤمن بالعائلة وبالقيم التي تاسس لها والتي استشربتها منذ نشئتي ..وهذه المرة تعمدت ان اوجه علامات استفهاماتي بشكل مباشر اليها بعد ان كسرنا من حدة استحضار الموت في حياة كل واحد منا .."- هل انت راضية على ما قدمته في حياتك لاسرتك ..؟!"واجابت وكأنها تسترسل في احد احاديثها الخاصة جدا مع نفسها والتي لم تخبر بتمام التفصيل عنه حتى شريك عمرها ورفيقه الوفي .. "_ساكذب عليك ان قلت غير راضية عن نفسي ..راضية تمام الرضى عن كل ما قدمته وبذلته من اجلي من اجل كل واحد.. واحد ..لانني ابدا لم انم على هواجس فكرة لانفذها مباشرة في الصباح وانما كنت اقضي اوقاتا واياما وانا منشغلة في التفكير والبحث واسئل بطرق غير مباشرة قبل أن املك القرار واقتنع ومن ثمة ابدا التنفيذ ..انا حتى في آخر قرارتي لاستكمال بناء المسكنين لابني لم اذخر جهدا ولا ركنت الى الاختيارات السهلة بداية من تفضيل حج البيت الحرام او مصلحة بناتي واولادي كلهم سوية الى من هم احق من غيرهم ولا لماذا افعل ذلك .!!؟..ولما اطمئن قلبي حاول زوجي مراجعتي في الامر بدواعي الاهتمام بصحتي والاعتناء بامري نفسي لان امور البناء صعبة ومتعبة نفسيا وعصبيا ..لكنه لما لمس في الاصرار في الغد الموالي بدأ معالجة الأمور الإدارية ..وانطلقنا ..انا بناتي مطمئنة عليهن لابعد حدود لان تربيتهن على كل ما عانيته معهن كانت سهلة لكنني مع الاولاد لم افارق خوفي الاول بشأنهم الى الان ..الاولاد محتاجون الى كل أنواع الدعم والدعم المادي أساسا انا اعرف انني لم أقصر في تربيتهم كما والدهم علمهم مند صغرهم الاعتماد على الذات وقيمة العمل والانجاز ...ابني الاصغر نسخة مذكرة مني يشبهني حتى في ملامح وجهي وكل ما اعطيه له كمن اعطيه لنفسي لذلك ارتايت ان احتفظ به قريبا من عيني ومن رعايتي وان احرص على أن يستوعب ما عرض زواجه الاول للفشل ..ابني الاكبر اسم على مسمى عالم لوحده وبحكمة خاصة جدا اخد من كلا والديه لكنه استطاع ان ينفرد بشخصيته وبتقديره هو لأموره ومع ذلك لم يكن من مناص لنقربه هو كذلك منا وان لا نخاف عليه ..بناتي كل واحدة مستقرة ببيت زوجها وكل واحدة دعمت فيها الجوانب التي اختارت ان تتعلق بها مني كل واحدة منهن هي في نفسها وذاتها جزء مني ..من "فاطمة " أخرى لكن بجوانب تركت لها كامل الحرية في ان تصنعها هي بنفسها لنفسها لكن برعاية مني وبتوجيه مني ..وبناتي انا لم يتمردن علي حتى مع من خالت نفسها أنها ستفعل بي ذلك نسيت بانني انا من قويت فيها نزوعها الكبير للاستقلال باراءها وذاتها وتحملها لمسؤولية نفسها وثمن اخطاءها ..انا اعطيت من القلب ومن العقل لم اكن متساهلة معهن وفي نفس الوقت اكثر من متسامحة معهن بقيت ملتصقة نفسيا بعمر كل واحدة منهن لافهمها ولاستوعب احتياجتها ولارافقها في تمرحلها ومعهن عشت اجمل لحظات عمري خصوصا ان لا واحدة منهن تشبه الاخرى منهن لكل واحدة طباعها الخاصة ومميزاتها الخاصة وطريقة تعبيرها عن نفسها ..الكبيرة متعلقة بابيها مستقلة بنفسها وكانني ما ربيتها وبيني وبينك أحبها أكثر لأنها كذلك والتي تعقبها اكثر وعيا بمصلحتها وبمصلحة إخوتها ومستعدة لتبدل الغالي والنفيس من أجل إخوتها ومن اجل كل العائلة وناجحة في حياتها والثالثة صاحبة القلب الكبير اما الرابعة فهي عنيدة صعبة الانقياد وتبدوا خشنة مع انها اكثر طيبة وان لا تبدي ..انا ربيت بناتي ..زوجتهن بمحض اختيارهن.. سهرت لجانبهن وهن يضعن بناتهن واولادهن ..بقيت الى جانب اولادي الذكور ..واسكنتهم لجواري حتى لا تخلوا علي حيطان البيت من حس الاولاد والاحفاد واشيخ واتعب.. وفي اقرب الاجال سأوفي ديني مع ربي بالحج صحبة زوجي ..فكيف لا اكون راضية ..يحدث معي كثيرا عندما امكث لوحدي بالبيت ان ابكي لدرجة أنني اشعر بانني مكتئبة وربما أكون في حاجة لعلاج من نوع تخصصي ثم اعود لنفسي ولصلاتي ولحمدي لله اقول لنفسي وماذا ينقصني بعد ليطمئن قلبي ...امر من وعكات صحية ومع توالي مرورها لا اخفيك انني بدات افكر في حادثة الموت لكنني عندما اتمعن في مختلف فصول حياتي اجدني مطمئنة على نفسي حققت جميع ما تمنيته وحلمت به عندي اجمل الحفدة والحفيدات وضعنا المادي انتقل من منتهى الكفاف الى مستوى لاباس به اعتمدنا على انفسنا صحيح اننا عشنا مراحل من التقشف الى أن وقفنا على ارجلنا لكننا بمجرد ما ان انتهينا من بناء مسكننا الاول والفرن حتى انفتحت علينا ابواب الرزق وتجاوزنا تقشفنا ومخاوفنا والان وبعد ان كبرنا الاولاد بات بالإمكان أن نلتف لأحولنا نحن وبتنا نخرج ونسافر انا وزوجي ... انا بصراحة وبعد وفاة والدي والدتي بالخصوص راجعت حساباتي مع الموت وكل ما عدت اتمناه هو ان اموت مرضية دون ان يطول معي مرض الموت لا اريد ان اتعدب وان يتعدب اولادي معي اما من حيث انني ان كنت راضية على حياتي نعم راضية وراضية حتى بالموت لقد اديت رسالتي بكل جهد من اراد ان يأديها على احق واتم وجه ..تصور معي حتى في زيارة الغداء يوم الجمعة دائما يوجه لي زوجي اللوم ويطلب مني ان اغير من هذا الطقس ..في آخر صيف نبهت بناتي واولادي بانني تقاعدت نهائيا عن تفصيل وخياطة اي ثوب لاي احد ..ان لي الاوان بان ارتاح انا بدوري....
الخميس، 24 أكتوبر 2019
كنت اعرف انتي لن اكون مثلهم فصرت ابحث عن شكل اجدني فيه ويستوعبني لوحدي ولمن ارتاح للوجود بجانبهم ..لم،تاثر في رخواتي ولا محاولة حصاري بانني اميل لجنس الاناث علي الذكور ولمخالطتهن وقد يكون اثر علي انني لم،اكن بقوتهم العضلية وقدرتهم علي العداء والعنف لكنني كنت لاقبل مني انني بذكاء للاخدع او يمكر بي وانني بكامل تنبهي لليكون مصيري المنع من الخروج وفرض رقابة،تامة من الاهل كما كان يحصل مع بعضهم،والذين،كان،يحزنني ان اراهم،اصبحوا كاطفال الخمس سنوات دائما في رفقة امهاتهم او اخوتهم الكبار من البيت للمدرسة وحتي عندما يخرجون للوقوف امام،عتبات بيوتهم هناك من يراقبهم ويوجههم ..وكنت لحد ما الحظ ألمهم هم ومرارة الوصم،الذي كانوا قد تعرضوا له بعد ان تم،ضبطهم او انكشف حال سلوكهم،الجنسي والذي يبدوا وكانه عرض اهلهم،لان يفقدوا اتزانهم،وليجعلهم،مهمومون باصلاح ما افسد من حال ابنائهم ..كنت اشفق عليهم خصوصا ان اقراننا كانوا لا يرحمون ويحولون،حياة الصغير لجحيم ..
ربما كنت شاهدا علي اكثر من حدث كانوا يتعرضون،فيه لاغواء وتلاعب الكبار منا بهم وكنت اعرف من استانس هو بنفسه ان يختار صحبة ورفقة من يخدعه ويختلي به ليمرر عليه ذكره بعد ان يعريه بمدخل عمارة،سكنية صغيرة او بغرفة،درج بيت او بسور مزبلة او خلف صخرة كبيرة بشاطئ البحر الصخري او ببركة ماء ..وكنت اعرف انها ليست بالعاب مقبولة علي كل الاثارة التي كانت تصاحبها والتضاحك والتصايح والمرح الذي كانوا يبدينه ..ربما شيء في انها كان،يستةار ويحب ان،يكتشف اكثر ما يحدث،وكيف يحدث،وما يثيره في النفوس لكنني لم،اعبر تلك العتبة لاختبر واعرف وانما اكتفيت بان،اسجل كل شيء بذاكرتي واعيل عليها لافكر فيها ولا سبح،معها احيانا بخيالاتي..حتي بهذا العمر الذي يقارب البلوغ لم،اكن،لاحاكمهم،او لاقبل ان اوصمهم،بوصم،ما ربما كنت اتعاطف مع من،اجده ضحية،تربية،فاسدة او اغواء مستمر من،فاسد شقي ..ربما كنت لاحقد علي الماكر المخادع ..ربما كنت للاتسامح،تماما مع اصبح ذلك،سلوكه الشبه طبيعي..لكنني بما لا اعرفه مني لم،استطع تماما ان ابعدهم،عن تفكيري وعن ان يظلوا حاضرين بذاكرتي ..هل كانت مثالبة مني ؟! لا اعرف ..كنت اعرف انهم سيكبرون وقد يتخلصون هم انفسهم من سلوكهم،ذلك ويتغيرون وقد ينسون وقد لا ينسون ..المهم،عندي لكي لربما كي لا اخدع في احد ان لا انسي..ان لا انساهم ..لا اتخيلني ساحتاج ان اذكرهم بذلك لكن من يدري ..؟!
الانتقال من طور الابتدائي للمستوي الاعدادي وتغيير المؤسسة التعليمية ونظام الدراسة وعدد المواد المدرسة واساتذتها والاقسام التي ندرس بها كلها شكلت حدث السنة واحتاجت مني جهدا اضافيا لاتكيف معها والكثير من الوقت لاستوعب ما كان يتغير من حولي منها شكل الاساتذة ومزاجهم وسلوكهم نحونا ..نظام الادارة التي تبدي صرامة اكثر تجاهنا خصوصا نحن المستجدين..شكل تلميذات الاعدادية بزيهم الموحد ..استعمال الزمن المتغير يوميا واحيانا استثناءيا كتغيب استاذ مادة او حصوله علي رخصة مرضية لفترة..عدد الكتب الدراسية والدفاتر واوراق الاختبارات المزدوجة ..ساحة العاب وتمارين حصة الرياضة البدنية ..سبورة الاعلانات المدرسية ...خروجنا ساعة انتهاء الفترة الصباحية او المسائية بالنسبة للجميع واغلاق ابواب المؤسسة ..الطريق الي البيت ومن البيت الي الاعدادية ..عدد الذين يجالسوني نفس طاولة الدرس في كل مادة والذين لم،يكن،فيهم،الا واحد من من رافقوني في مرحلة التمدرس الابتدائي ..كما لم،يكن اي رفيق من الحي لجانبي بالاعدادية كان اغلبيتهم،التخقوا باعدادية اخري كان والدي حريصا علي ان لا ارتادها معهم،لانها ابعد مسافة عن المنزل ولانها تقع في حي هامشي وصفيحي لا يبعث علي الاطمئنان حاله ..ربما بقيت علي سابق علاقاتي بمن كنا نلتقي برغبة ان نمثل وان نلعب المسرح المدرسي ونحلم معا بان نمثل مسرحية تلقي كامل الاعجاب لكننا كنا نعرف اننا ابتعدنا علي يجمعنا فضاء مدرسي واحد نتواجد فيه وندرس فيه ونتدرب ونستعد فيه لاعداد عرضنا الذي عادة يقدم في احتفالاتنا بالاعياد الوطنية ..
الأحد، 20 أكتوبر 2019
يوميات: الاخر ...(تابع : عوالمي السرية "١٤")
لم،نكن نكبر علي نفس المستوي لان التفاوت كان اصيلا فينا لكننا كنا اقرانا فينا الكبيرة وفينا الصغيرة التي عبرت طفولتها الاولي واخدت تتمرحل وتكبر وبقيت كما انا بين حلقاتهن التي فيها التي تكبرني بالخمسة والستة اعوام واكثر والتي تقابل نفس عمري والتي تصغرني بالعامين والثلاثة او اكثر ..ولم،اكن تماما قد تحررت من علاقتي باختي التي تصغرني وتكبر لجانبي ..كانت بعد قد تكون هي حلقة الوصل بيني وبينهن وتحولت لتكون حجتي ومبرراتي لاكون لجوارهن واخدت تتحول لتختار لنفسها مدارا اخرا بعيدا عنهن كانت دائرة صاحباتها تتوسع بتعرفها علي رفيقات جديدات بمدرستها ومنهن الساكنات قريبا من محيط حينا السكني ومع هولاء كان يلزم تغير اخر من طرفي لاستطيع ان اطبع معهن العلاقة حتي انا بهن ..وحتي انا بات لي من لاتعرف عنهم واصاحبهم ولو لفترات كان هناك الذي يصبح باشبه الضرورة صديقي وصاحبي لانه يجلس بجواري طوال السنة الدراسية بالمقعد داخل الفصل ..وقد يكون هناك،صاحبه من نفس حيه السكني او من السنة الدراسية السابقة الذي يصبح صاحبنا ونكون مجموعتنا نحن كذلك ويصبح بامكاننا ان نترافق عند الخروج من المدرسة او في المساء الذي لا ندرس فيه او عند العطل ..ويصبح بامكاننا احيانا ان نتزوار وقد يسمح لنا ان نمكث،لبعضنا بسطح منزلنا او منزلهم ..او فقط بمحيط حينا او حيهم .. ومعهم،لم،يكن الحال اشبه بحال رفقتنا نحن ابناء نفس الحي كنا في ما بيننا نعرف ان اهالي كل واحد منا بات يتعرف الي كل واحد منا واي شيء طرأ لاي واحد منا وكنا مع بعضنا البعض سيعرضنا جميعا للمحاسبة والمساءلة ..كما كنا نعرف ان معلم فصلنا الدراسي قد يؤول اليه حق مساءلة ومعاقبة اي واحد منا شكي اي منا به اليه ..وبدورنا كان يهمنا من اجل ان يسمح لنا اكثر بالترافق والتصاحب ان نبدوا بمظهر مقبول وسلوك لا تسجل عليه تحفطات من الكبار ..اي كبار كانوا من عائلتنا او اقاربنا او معارفنا او من رجال حينا ..لم،يكن اي منا يستطيع ان يدخل بيت اخر دون ان يتقبله اولا ذوا البيت وينظروا الي انه ابن حسن التربية ومهذب ..وبيننا كانت فسحة ان لا نكون مهذبين وطيعين كما نتظاهر امامهم فسحة تنفيس لنا نضحك فيها ونتشاغب ونمارس فوضنا وبعض من،عدوانيتنا ..كسب الاصحاب كان يلزمه مما يلزمه كذلك شهادة اعتراف من اهالينا الذين قد يحرص بعضهم،الا ان يتعرف شخصيا علي اهل صاحب ابنهم ليكون لهم بعد ذلك السماح من عدمه لقيام،هذه الصحبة ..لا اعرف ان كنا نحن نصبو بحق لنكون مأذبين وحسني السلوك العام ..لكنني كنت احدني قادرا علي ان الاقي الترحيب والتشجيع والاقبال من البنات لانني ابدوا كذلك ..وكانت كبيرات قسمنا دائمات المناديات علي لمصاحبتي وتعريفي لاهلهن الذين سرعان ما يقبلون بي ..
كنت ابن رجل تعليم ..موظف حكومي يكفل له راتبه بعض الكفاف وشخص موكول له تربية ابناء الاخريين وينظر له الناس باحترام وتقدير ووضع والدي كان يحتم علي ان اتماهي معه وان اسعي لكسب احترام وود الاخرين وعطفهم علي ..لا اعرف كيف كانت ثيابي ولا كيف كان مظهري كل الذي اعرفه انه مقبول شكلا ونظيفا ومرتبا بشكل من الاشكال ..ثياب سراويلها من ثوب مخيط وقمصان خفيفة وصوفية مميزة من اعداد والدتي ..وحذاء يسد الحاجة يصلح لكنه لا يبقي مثقوبا او مفتوحا كشطيرة ..لم اكن لانتبه تماما لكيف كان تشتري وتقتني ثيابي ولا من كان يدفع ثمنها في كل مرة لانه لطالما كان توعدني والدتي ان تقتني لي ثيابا حديدا حين تكمل خياطة قفطان لزبونة او لاسافر معها بهم بالعطلة القادمة وكانت بالفعل تصحبني واختي وتشاورني فيما ان اعجبني ما اقتنته لي .،وكانت في اعياد تقول لي ان اذهب لاقبل والدي واشكره لانه اعطاها مالا لتقتني لنا ثيابا حديدة واحيانا كانت تفاجئني بقطعة جديدة دفعت ثمنها من،مذخراتها هي بالاضافة لما كانت تحيكه لنا بالابر الطويلة،من اثواب صوفية تلقي اعجاب الاخرين لما نرتديها ونتزين بها ..مظهري لعله كان،صورة مصغرة لمظهر والدي وطريقة لبسه وكان يميزني الي حد بعيد بين اقراني ويحيل الي طبيعة عمل ووظيف والدي والي الوسط الذي اتربي فيه..لم تكن،ثيابي خشنة والاهم انها ليست متسخة او متمزقة كما لم،تكن من الثياب الغالية والجديدة في كل ما من مرة ..كانت مقبولة ومختارة بعناية تتناسب مع مقدرة والدي المادية ووضعنا الاجتماعي ..
كثيرا ما كنت احب قطعة علي اخريات واجدني فيها متانقا اكثر وتصبح المفضلة والتي ارغب في ان ارتديها اكثر من غيرها ولربما لانني وانا البسها تقبلت الكثير من نظرات الاعجاب بها والمديح وخصوصا من صاحباتي الاناث ..وهكذا كنا نتبادل حتي الاعجاب ببعضنا والاهتمام والتقدير ..كنت احب ان يحبونني وان يفضلونني عن الاخرين من حولنا ..كنت احب ان يثني علي مظهري وحالي خصوصا عندما تتم المقارنات بين بقية اقراني الذكور ..كنت احب ان لا يلفت انتباهي الي وضع لباسي وان،لا تسجل عليه ملاحضات سلبية ..
شعري كان يحلق بانتظام وكانت والدتي حريصة علي ان امشطه وارتبه ..اصاحب والدي بانتظام الي الحمام الشعبي ونستحم،هنالك ويهتم بي وبتنظيفي ..بالمدرسة كنت شخصا معروفا لان والدي معلم،بها لكنني لم اكن متميزا فانا لست من الاوائل ولا من كبار المشاغبين المعروفين كذلك ..بالقسم قد لا يكون مظهري احسن من غيري كان هناك من يلبسون الافضل والاجمل والجديد دائما وكنت لاشعر بالفرق لكن مع الرضي علي نفسي وحال مظهري ..لم،اكن،فقيرا لكنني لم،اكن من اسرة ميسورة الحال كذلك ..
مظهري كان يعني لي مجموعة قواعد سلوك تنضاف كان ينبغي ان احرص علي ان لا تتسخ ملابسي بالجلوس في اي مكان ..وان اتحوط من اللعب والتشابك بالايدي حتي لا تتمزق ثيابي وان تكون ملابسي مرتبة وحزامي يجمعها ويضمها ..وحذائي غير مغبر ولا ينبغي لي ان العب به كرة القدم او اقدف به الحجارة ..
مظهري كان يعكس لحد ما من اكون ومن لعلها تكون اسرتي ووضعنا الاجتماعي وهذا يفرض علي تصرفا مواتيا ومناسبا تبعا لذلك ..
مظهري كان يقيدني علمت ذلك او لم اعلمه تماما ومظهري ان شابته شائبة فهو من سيفضحني وسيعلنهم اين كنت وكيف كنت اتصرف واسلك ..
كنت احب ان البس السروال والحذاء الرياضي واخرج للعب كرة القدم وارتمي علي الارض وان اثير الغبار..وان لا اهتم بان اتسخ ...كنت احب ان البس كيفما اتفق مثلهم،وان لا ابالي كأن اعقد عقدة بقميصي ذي الياقة علي بطني وان اكمم،قليلا سروالي وان اتمثل كسائح اجنبي بمثل ما نعقل نحن صورته ..كنت احب ان اقص سرولا والبسه دون ان يكمم والدي ثنياته بالخيط..كنت اريده بهدول خيوطه الاصلية ..كنت اريد مظهرا لا يميزني عن باقي ابناء الحي وبجعلني اضيع بينهم،..اكون مثلهم ..لكن لم،اكن انا من يختاره وان اخترت فليس بوسعي ان لا اختاره هو كما هو لانه لم يكن ليجعلني خاسرا باية حال ..
مظهري يجعلني مقبولا من جماعتي ..قد يسخر منه اولئك الخاسرون واولئك الذين يحاولون النيل مني باية طريقة ..لكن،اصحابي وصاحباتي ألفوني كذلك والفنا كلنا ان نتظاهر بالكياسة و نخفض من اصواتنا ونضبط حركاتنا حتي تمر جماعة من الكبار وان نبدي لهم،اننا بدورنا نكبر ونتغير ونحترم الناس..اصبحنا نهتم بان يرنا الناس علي افضل صورة ممكنة واصبحت عبارة :"الناس يروننا .."كافية لتجعلنا نكف عن سلوك ونصحح من وضع ونعدل من شكلنا .."الناس يروننا .." كانت ضمنيا تدعونا اكثر للتظاهر وتجعل لنا صورة اخري نحتفظ بها لانفسنا ..لحين ان لايكون هناك "ناس يروننا .."ومتي كان الحال كذلك،بتنا نكتشف الحاجة اكثر لنكون بعيدا عن،عيونهم،.ان نكون في مامن من ان يرونا ..لم،يعد مستساغ كما كان ان نستغفل الاخرين وان نتظاهر بان ما بيننا عادي ولا يتعدي لعب صغار لاننا لم نعد كذلك صغارا ..كنا نحتاج الي امكنة تجمعنا لوحدنا ..لفرص كأن يكون بيتنا خال من كباره ..او لسطح منزل يعطينا مساحة لنتحرك فيه بكامل حريتنا ..او لمذخل منزل نعرف ان اصحابه بالخارج او قلما ينتبهون ..واحيانا لازقة خالية من المارة ومظلمة تحجبنا عن عيون اي مار ولو للقليل من الوقت ..اصبح وجود مكان ممكن ومتاح هو ما يحدد انطلاقنا ويولد الرغبة في ان نلتقي للغة اخري نعبر فيها ومن خلالها علي ما اخد يكبر فينا كحاجتنا لنضم،بعضنا بقوة ونتعانق بحرارة ونتيح لشفتي كل واحد منا ان تبحت عن شفتي الاخر لتطبع عليها قبلة عميقة ..لم،نعد نلعب كما كنا ولا عدنا نصمت كما كنا ولا عدنا لندوار كما كنا ..ما دمنا قد تعلمنا ان نستغفل الاخرين وندوارهم فلم يعد ممكن،ان نستمر قي مداورة بعضنا ..لقد بتنا اكثر مكاشفة لبعضنا لما نحس به ونجد باننا نحتاجه ..كان الجسد الذي يكون وجودنا يطلب حقه في ان يعبر عن نفسه وان يتحقق من وجوده بين جسد الاخر ..لقد علمنا اننا كبرنا علي كل العاب طفولتنا منذ ان اخدنا الحكي والكلام والاحلام بعيدا في لقاءتنا ووحشتنا اليها ..وان تكبر في لحظة ممكنة رغبة ان نتدبر هروبا صغيرا عن كل رقاباتهم لنكون معا كان يلزمها ان نتصارح قليلا وكنا نتحرج من ان نفعلها لاننا لعلنا بكل ما كبر بيننا من عواطف كنا ابعد علي ان نشعر باي ذنب او شعور بالوخز من ما كنا نمارسه من العابنا السرية وابعد من ان نتصور وجوب ضرورات لان نخطط بشكل واع لنمارسها الان وهي ايست العابا وانما احساسات ورغبات واحتياجات ..كانت وحدها لغة الجسد ممكنة لنتواصل من خلالها كانت مقارباتنا لبعضينا ..دنو جسدينا لبعضيهما يبلغا ما يتحرك فينا ونستلذه بنحو خفي وشيق ..وفي لحظة يكون كل واحد منا منتبها ومستمعا جيدا لكل ما كان يدور بيننا ونوده ان يقال بلغة اكثر فصاحة يحصل الاتفاق لنذهب لهناك او لنتحرك فقط عن مكاننا ..لنقطع بعض الطريق مع بعض ..ليكون،بالامكان ان نتواري عن اية عيون ..لكننا كنا نجد انه بعد ينقصنا ان نتكاشف ..ليس كاف ان نمسك فقط بايدي بعضنا او نتحادي اكثر من جسدي بعضنا وان نستبيح بعض الملامسات ..لكنها كانت مهمة لتكشف لنا هي الطريق الذي يمكن ان ناخده ويسلك،بنا ..كانت تلك العادات الجديدة طريقنا لنفهم،لحد ما معني ان تجمعنا علاقة خاصة..علاقة من نوع مختلف ببعضنا ..علاقة اضحي للكلام فيها طقس وللصمت طقس اخر ..عندما يكبر الصمت بيننا نمسك باكف بعضنا ..ويبدا كلام،اخر دافى وحلو وممتع ..لا نفترق قبل ان نترك لبعضينا مساحة لنتماسك ..لنتلامس ..لنتحادي..وعندما نتقابل نشعر بشوقنا لبعضنا وان،نكتشف اننا موجودان حقيقة ..وفي شكلنا وحجمنا المادي الصرف ..لم،يكن ممكنا ان نرتب اوراق اللعب من جديد بيننا وانما ان ننمي اشكالا جديدة لنتواجد عليها حتي ولو كنا اكثر من واحد من حلقتنا موجودين معا كان كل يعرف ان يفسح المجال للاخر ان يعبر عن نفسه وعن رغبته ..متي اختار الواحد منا لحظته فنحن نتركه لها ..نضع حجابا بيننا وبينه لنتركه للحظته ليستمتع بها ونحن يهمنا ان يكون كل واحد منا قادر علي ان يحقق نفسه ورغبته الخاصة ..وعندما نعود لواقعنا الذي علينا ان نتظاهر فيه نكف عن التطلع لبعضنا كاننا ارتكبنا جريمة او ذنبا ..ننسي الذيً كان واردناه واوجدنا له لحظته هناك ونلتف من حديد لطقس الحكي والكلام الذي لا يقل امتاعا بدوره عن كل ما نوجده بيننا
في مجموعتي مع بنات جيراني كل الكلام،الذي كان ممكنا ان يقال بين ما يكتشفوا انفسهم انهم،يحبون ويرغبون في بعضهم،لم يكن ممكننا ان يقال بيننا وكان علينا ان نمضي بدونه في علاقاتنا الجديدة وان نعبر عن كل ذلك،بلغات جديدة ومختلفة نتواصل من خلالها ونمرر عبرها رسائلنا ..واهم،رسالة كان لربما علينا ان نستوعبها هو انه لسنا محتاجين لشكل لنستمر مع بعضنا وان المهم،ان نظل مع بعضنا كما كنا واقرب لبعضنا مما كنا ودون ان نترك لاي اخر ان يضيق علينا حريتنا واختياراتنا نحن ..كنا نعرف الان ان هناك اخر يمنع ويحضر ويزجر ويعاقب ويتظاهر وان علينا ان نغلب خوفنا منه ..
السبت، 19 أكتوبر 2019
يوميات : العابنا الخطرة ..(تابع : عوالمي السرية "١٣")
في الخارج ..لم،يكن مسموحا ان تكون خارج نزالاتهم ..لا احدا سيتركك بحالك فقط لانك في حالك كان اي واحد منهم سيهز نفسيتك وسيدفعك،للاختبار : ان تكون في مستوي اي ذكر او لا تكون .،كنت اعرف انه لا اختيار املكه للاكون في الخارج وليكون علي ان اكون بشكل من الاشكال معهم ..ان اكون داخل الصراع معهم ..وكنت اعرف قدري ،كنت اعرف انني غير قادر علي ان اتحداهم جسديا وغير مسموح لي بانني اتظاهر علي من يصغرني وعلي الاضعف مني بالقوة ..وانه يلزمني ان اقف منهم علي حذر وان اكون متنبها ..كنت اعرف انني من أوليه وارافقه غدا سيحاول الغدر بي او علي الاقل الهزء مني..كنت اعرف انه علي ان اعرف كيف اغادرهم،قبل ان ينالوا مني وقبل حتي ان ينظر الي انسحابي علي انه ضعف مني وجبن من المواجهة المحتملة ..كان علي ان اكون ذكيا لاعرف كيف انسل من،الاشتباك معهم ومن التراخي امامهم ..كان اكثر من واحد مستعد ليصبر علي حتي امكنه من فرصة ان ينقض علي ..كنت اعرف ان لا اسرار بيننا تحفظ واعرف ان اي واحد سيحاول استغلال ما تقوله وتحكيه له وما تتداولون في امره او شانه عن احد اخر غدا سيكشفه له ليوقع بينكما ويتفرج هو علي الصراع بينكما ..فضلت ان لا اقترب كثيرا وان لا ابتعد تماما ..لم،اقم،باي مجهود خاص لاجاريهم في سباقتهم،او لاكون قويا مثل بعضهم،او ماكرا ..كان،لا بد من اشاركهم،احيانا ما هي العاب ظاهريا وحرب مستعرة عمقا ..ومن داخلها لا اوالي ولا اتحالف واختار ما امكن ان اكون علي حياد ..وحياد تام حتي في حال استدعي ان اشهد لصالح احد علي احد اخر ..حتي للطريق الي المدرسة لم اختر ان يكون لي صديق من يمر علي ويترافق معي الطريق..حتي للبحر لم اكن لاذهب في مجموعة منهم وان ذهبيت مع واحد فانا اعرف ان اكون ذئبا من جنسه كي لا ينهشني هو ..
في طفولتي الاولي لم،يكن مسموح لي ان اتواجد كلية دون مراقبة ووصاية من احد وكان هناك اخي الاكبر مني دائما بجانبي حتي مع اقراني من صغار عائلتنا ..وكنت لابقي باقي الوقت بالمنزل وللعب المنزل وحدي ولاحقا صحبة اختي الصغيرة ولاحقا صحبتها وصاحباتها ..ربما كنت محظوظا في تلك،السن لانني اعرف حيدا الان كيف كان الصغار يغررون بهم،..
في طفولتي اللاحقة وجدت للبنات الصغيرات اقراني وللكبيرات منهن اخواتهن وغيرهن نظرتهن،الاخري للاشياء والاخرين من الناس ..وبينهم كنت لاميز لعلي ما لم،اكن لاميزه مع غيرهم،من اقراني الذكور ..هن كن للايكن حذرات تماما مع من هن في مثل سنهم او من اقرانهن لكنهن كن حذرات من من يكبرنهن وكان محرم عليهن ان يتلاعبوا مع معهم او يقتربوا منهم ويتمادوا في اقترابهن منهم ..علمت من حذرهم ومن ما يداخلهن عن هؤلاء ان اكون انا نفسي حذرا وان لا اطمئن لتوددهم المتحايل به لم،اكن لاقترب من كبير واتركه ليداعبني لفضيا او يتلمس شعري او يحاول ان يخلق بيننا عادة ان نسلم بتقبيل بعضينا من الوجه ..كما كان ممنوع علي ان اصاحبهم او اقطع معهم الطريق او اجلس اليهم،كان اي واحد منهم،يحاول التودد الي اعرف مباشرة انه يحاول استغفالي وسينتهي بمحاولة استغلالي جنسيا ..كنت مثل الاخريات القويات الملاحظة والمتابعة واعرف كيف اتصنع سهوهن وعدم حقيقة انتباههن وانا اتظر كيف يحاول ذاك ان يعلم صغيرا السباحة وكيف يركبه الدراجة امامه وكيف يقترب منه هذا امام الجميع فكيف اذا كان بمفردهما وفي غفلة عن الاخرين ..لم،اكن،مرعوبا كنت حذرا اشد الحذر فقط..لا يهمني ان اكسب ودهم،كما لا ابالي بان اناديهم،باسماءهم وينادون علي باسمي كما لو ان صحبة بيننا مثل ما كان يفعل البعض منا ..لم،اكن،في حاجة لان اتعلم،منهم،شيئا لاخلاطهم واجلس معهم واطلبه منهم ..كان لي اخوتي مرجعا لي في كل شيء ومنهم،تعلمت كامل خبراتي الصغيرة ..وكان يمكن ان ارجع لابناء عماتي ولابن عمي في بعض الامور واحيانا كنت لما اخبر اخوتي بذلك كانوا قد يطلبون مني ان اتوخي الحذر حتي معهم في بعض الامور والاحوال ولكن لسيت كافتها ..كنت اجد البنات لعلهن لطبيعة جنسهن وخصوصيتهن متزودات بخبرات اكثر منا نحن الذكور وملتزمات اكثر منا من الوقوع في فخاخ الخارج...حتي في حياتنا الخاصة والسرية كنا اميل لان نمارسها وليس لنتحدث عنها ..مع الذكور وجماعاتهم،نتحدث اكثر عنها من ان نمارسها ..نتحدث اكثر في شانها لان هناك من يستمتع اكثر بالحديث في موضوعاتها وهناك من اضحت تلك طريقته في ان يفتح بها عينك علي واقع قد تكون تجهله وبالتالي يستغفلك ويستغلك لتكتشف معه بعضه وحتي ان لم،يتمكن من النيل منك فهو يكون،قد هيأك لاحد اخر سيجرب معك ولربما في ظروف اخري اكثر مواتية ليجعل منك،بنوتته المفضلة ..في المدرسة ..بجوار المدرسة كان كبار الفتيان يذخنون ومنهم من كان يدخن حتي المخدرات وكان بعض صغار حيهم،يميلون ليصاحبوهم،وهؤلاء قد تجد نفسك معهم،وقد اصبحت بجانب اصحابهم،الكبار اولئك ..في الحي كان الكبار مهتمون بلعب كرة القدم وبانديتها وفرقها وكانوا احيانا يخرجون علي طقوس وقفاتهم للحديث والجدال عن الكرة والرياضة ليلعبوا العابهم في اختبارات القوة والتحمل واحيانا لينسو انهم،كبروا وليلعبوا بدورهم العاب استغامية والتنس وكرة اليد بالحي والتجاري بينهم ..كان الصغار جدا يبعدون عن الطريق كي لا يدهسوا منهم وكنا نحن نصطف جالسين او واقفين نتفرج عليهم ونتابعهم،باستحلاء خاص..احيانا كانت الامور بينهم،تخرج،عن السيطرة وكانت قفاشات بعضهم وهزلهم،مع بعضهم يتحول الي خناقات ومشادات كلامية والي عركات تستدعي اكثر من طرف لفضها ..وفي الايام العادية كان عادي جدا ان يخرج احدهم ليجلس طوار بيتهم،ليراقب الصغار او اخوته او الناس ..وكان عادي منظر احدهم،واقف بناصية الشارع الذي يطل عليه زقاقنا ..او بسطح منزلهم يطل علي الجوار..غير انه كذلك لم يكن عادي وقد ياخد واحد منهم صغيرا ليتمادي في ملاعبته علي حجره ولا عادي ان يخنق صغيرا علي سلم الدرج ويحتك به من خلف ولا عادي ان يدني صبي منه وياخد وجهه لشيئه الذي لم يعد صغيرا ..كنا نلعب حيا ضد حي في كرة القدم ومساهمة كل واحد منا قطعة نقدية نحاسية اللون الرابح ياخد ضعفها .،وكنا لما نسال نقول اننا ابناء هذا الحي اوذاك .،لكن فيما بيننا نحن ابناء الحي الواحد لم،نكن ابدا علي وفاق ..كانت البنت عندما تتخطي عتبة المنزل وجوار طوار بيتهم،لتذهب لجماعة تقفن بجوار بيت لا يبعد اكثر من مربعين او ثلاثة مربعات سكنية تتعرض للمنادات عليها ويلحق بها اخواتها ذكورا كانوا او بنات مثلها ..كان بالبحر غير مسموح،للواحدة منهن ان تسبح الا متي اختلي الشط من الذكور الكبار .،كن يتلاقونبهم لكن سلام من بعيد ما من اقتراب ..كانت الخطوط الحمراء بالنسبة لهن مرسومة بدقة وعادة لا يتم تجاوزها ..كان الكبار يحاولون كما نراهم،جميعا كسر الحواجز لكنهم،لم،يكونوا ليفلحون هي بعض الانفلاتات وفيمنسبات وتحت رقابة الكبار وتابعيهم ..ربما قد يحدث ان يشاء الطرفين الخروج عليها ويتدبرا بمجهود اضافي فرصا لكنه عموما كانت في حدود المسموح به او المسيطر جدا عليه ..انا لم،اكن افهم،تماما ما يحدث،في عالم الكبيرات منهن وهل كانت لهم،غابتهن مثلما كانت لنا غابتنا التي اذا غفلت فيها اكلت ونهشت جنسيا وتم،التلاعب بنفسيتك وميولك..لكنني اعرف جيدا كيف كان الحال في عالمنا انا في هذه المرحلة لن افهم شيئا عن الكبت والحرمان ولا عن ثورة الرغبة وجحيمها عند المراهقين والمراهقات ولا اي شيء عن الامراض والميولات الجنسية الشاذة ربما كنت قد بدات اكتشفني بنحو جديد واداعب نفسي وشيئي الصغير في خلوتي لكنني لم اكن لاتعرف علي اي لذة عميقة وحقيقة لانني بعد لم،ابلغ سن الاحتلام وبعد طفل صغير علي ان اقيم حتي علاقة جنسية كاملة بكل ديناميتها وميكانيكيتها ..كما لم تكن عندي اية ميولات لمداعبة الصغار الذكور او حتي مخادعة الصغيرات لملاعبتهن وان قد اكون استمتعت بان نلعب سوية مع بعضنا انا والصعيرات مني ..
كنت احزن واصاب بالاسي ويتعرض اكثر من شيء في للاهتزاز ولما اشبه بالانكسار لانني لم،اسلم،في مواقف من محاولات اذيتي وجري لالعابهم،الخطرة وانزوي علي نفسي واحاول تدبر كيفيات اطيب بها جروحي النفسية واخفض فيها من القلق الذي كان يسيطر علي واستعيد معها توازني وهدوئي وسلامي الداخلي كنت ابدل اكثر من مجهود بداية لا تخلص من الموقف الذي وضعت فيه وثانيا لارمم ما شرخ في وثالثا لاتبني السلوك الذي ادافع به عن نفسي ولا يتعرض معه اي جزء مني للاذية ..كنا نلعب وفي لحظة قد يتحول اللعب لذهاء ومكر ومخادعة ..كنا نتدافع ونتماسك ونتجادب بايدنا واجسامنا لكن ان يمسك بي وببعض العنف قد لا يشكل اية،مشكلة وقد لا يدعوا لاية ريبة لكن انيستقصد الامساك بي من خلف واخضاعي بل وان احس بشيء الذي يمسكني منتصبا خلفي حتي وان ما كان بيننا لعبا وضحكا فهو امر لا يدعوا لان اتقبله واستمر في الضحك ..ان تستغفلني وانا مستلقي علي ظهري لاجدك فوقي مسيطرا علي وان ،تبدي ان لا نية،لك،في اي العاب خطرة فهو كذلك ليس لاتقبله ..ان تستغل وجودك خلفي في الصف المدرسي في تحية العلم لتحاول الاحتكاك،بي كذلك انه الامر غير الذي استسغه او اقبله ..وكنت انفلت من الوضع واصبر علي الموقف الذي لا تعرف فيه من،ادني منك،اصبعه لاستك ..لكن ما كان يبقي من اثر تلك اللحظة ومن شعور مصاحب ومن،اسئلة،حولها كان يصعب علي تجاوزها لاستعيد نفسي..بعض المواقف كانت محرجة جدا لشخصي لانني اصلا كنت فيها مغلوبا ومحاصرا ولا يمكنني ان،ادافع فيها عن نفسي ..كنت ابتلع ريقي واحاول المكابرة والصبر ..فما عساني افعل امام،جماعة اعترضت سبيلي واحتقرتني واهانتني جنسيا ..؟!
مع البنات كنا نلعب لعبة قراءة الطالع نصنعها نحن بانفسنا نخط ورقة كقائمة مئوية للمهن والوظائف وعلي الواحد منا ان يحزر عدادا يطابق مهنة مستقبله المسطرة بالقائمة ..مع الذكور كان الجميع يلعب لعبة خطرة يتشبه بها بحيوان غابة فكان الذئب والثعلب والقرد والنمس والاسد والقطة والنعجة والحمار وغيرهم منا وكل حيوان منا يحاول ان يثبت تفسه علي حساب غيره ويخضعه لمنطق الغابة التي كان الخارج يشكلها بالنسبة،لنا حيث،ياكل او يوكل ..حيث يخدع او يخدع ..حيث،عليه ان يهرب ويتحوط او يفترس ..وكان عرضنا الصغير مستباح وسمعتنا الصغيرة تدنس وكرامتنا الصغيرة يحط بها ..
الأربعاء، 16 أكتوبر 2019
يوميات : صغار بعد نحن ..(تابع : عوالمي السرية "١٢")
بعيدا عنهن وعن الجميع لم،اعد قادر علي ان اميز بين ان نكون مندفعين لان نلعب ونستمتع باللعب ام ان كل اللعب مجرد مدخل نريد منه ان نخلق الاسباب لنتواجد معا ولنقترب من بعض ولتتماس اجسدنا بكل ما يخلق ذلك من لذة ومتعة ..؟! كنت لانظر حولي واعيد المشاهد والمواقف .،كنت لاستوعب ان العلاقة بين الرجل والمراة ..بين الذكر والانثي هي اجمل علاقة في الوجود ..بكل ما تحمله من امكانات للتكامل والتوحد والتفاعل ..كنت لافكر في ما يجمعهما داخل بيت واحد كزوجين اثنين ومن بعد ذلك كاسرة بابناء وكنت لاري من الظلم ان،يحاول احد ان،يمنع اثنين من ان تقوم بينهما تلك العلاقة ..او يحاول ان يبعد بينهما ..كنت احلم بيوم ان اكون زوجا وتكون،لي زوجة وان،يبارك الناس زواجنا ..لكنني لم اكن لاعيش الحلم كما يعشنه هن الاناث طوال الوقت ويستعدن له ويتهيان له ..كنت اعتقد اننا الذكور معفيون من كل ذلك التفكير الى ان نبلغ عمر الكبار واننا لسنا مثل الاناث الذين يكبرون بسرعة ويصبحن قادرات علي الزواج في عمر مبكر بينما نحن بعد في مدراسنا او ورشات تعلم الحرف والمهن نتعلم ونتدرب ..كما اننا لسنا قرويون ليزوجوننا في سن صغيرة ..كنا فيما بيننا وبعمرنا الصغير نفكر ونهتم بالامر حتي نحن لم نكن،نفوت الاحتفالات بعرس بكل ما فيه من رقص علي انغام عزف الطبالين والزمارين والفرقة النحاسية دون ان نرفع عقيرتنا بالتساءل عن من فينا سيتزوج الاول ..ومن منا سنرقص في عرسه ويكون الاول فينا ..؟! كنا ننظر للبنات الصغيرات وللفرحة في عيونهن وللكبيرات وهن كالحالمات يبتسمن ونتغامز علي من كبرت وبعد لم تتزوج ونسخر من حالها ..حتي نحن كنا ننتخب واحدا منا لندعوه بموالي السلطان ..عريسنا ونتخير له واحدة تليق به من الصغيرات نستمر في محاولة اخجالها وجعلها تتحرج للنظر في ردة فعلها هل ستنسحب ؟! هل ستجري باكية بعد ان تطلب منا ان نكف عنها ولا نكف عنها ؟! ام هل سيعجبها الحال وستقبل بمزاحنا ويستهويها ان تلعب بدورها معنا دور العروس الجميلة ؟! لم تكن مجموعاتهن تنسحب بمجرد انتهاء العزف والرقصات بل كان يحلو لهن ان يتحدثن لبعضهن وان يضحكن ويقهقهن باصوات عالية وغنج ودلال ..نحن كنا ننسحب مجموعات صغيرة تجلس لبعضها لتعترف لبعضها بمن يروقها من البنات والصغيرات وبمن تجد نفسها اكثر من الاخرى معها كازواج بما يعني ذلك من تعري وممارسة للجنس الحقيقي وليس لالعابنا نحن فقط.. كان حتي ابن الرابعة اعوام،منا يقول انه تعجبه فلانة وانه يريدها عروسا له وزوجة ..فهل يعني هذا اننا كنا نفهم،ما نقوله ونعنيه ؟! لا اعرف لكنني كنت احس بانني افهم لحد ما .،!؟.
لعبنا العريس والعروسة مرات فيما بيننا ..لعبنا الطلاق والخلاف علي الابناء ..لعبنا المصاهرة وطقس يوم،الذخلة ..كان يكفي لواحدة ان تمثل ام العروس والمضيفة والراقصة والخادمة في نفس الوقت كما النكافة التي تهتم بزينة العروس واعداد العروس ..علي انه سرعان ما تعود هي الاخري العروس والعروس تلعب دورها السابق..كانت لتكون،الخجلي وهي تستقبل زوجها الذي سيحملها كطفلة بين يديه وهي متشبتة بعنقه ليضعها بالسرير ..وكانت لتكون الام المفاوضة علي المهر والصداق وشروط الزواج ..كانت خرقة غطاء الراس كافية لتتحول لمأزر علي راس ينسدل علي الوجه او للخلف وخرقة تلف علي ردفي الراقصة وحجابا يغطي العروسين ويفصلهما عن النكافة ..وما دمنا مطمئنين الي ان لا احدا سيفاجئنا نتعري كليا من لباسنا ونلاعب بعضنا بمكاشفة ..القبلة بالقبلة كما العناق بالعناق.. نحتك من الامام ونتلاعب ثم تستدير لتنام علي بطنها وليتم الاتصال من خلف ..اتصال ابن السابعة سنوات ببنت الخامسة او اتصال ابن الثامنة ببنت الرابعة سنوات ..لم،اقم اعراسا مع من يكبرنني ..لان لا لعبة عروس وعروسة لنلعبها معهن ..وانما قد تكون لعبة استغماية وفي ركن منزوي تحاصرك الكبيرة بجسدها حتي تكشف توثرك ويفضحك وآنها تتخير اكثر الاماكن تخفيا لتاخدك لمدعبتها وتدعوك لتنام قليلا بين فخدها ثم لتجرب الرقاد فوق ظهرها ..علي خلفها ..وقد تكون لعبة بسيطة جدا تتذاكي الكبيرة عليك بالاسئلة المحرجة لتدعوك،لتكشف لها الي اي حد انت قد كبرت ثم لتجرب فوقها الحد الذي كبرت عنده ....الصغيرة تمد يدها لتعريك وتعريها ..الكبيرة تتعري جزئيا امامك وتساعدك ان تحرجت في تعرية نفسك..الصغيرة تتلوي وتتراخي بين يدك والكبيرة تشل كل حركتك علي مقاومتها وتتلوي عليك وتلتهمك بسرعة ..الصغيرة قد لا تكف عن الضحك والابتسام والكبيرة جادة وحذرة ومستثارة ..الصغيرة في لحظات تكف علي ان تنظر مباشرة اليك والكبيرة لا تكف علي ان تنظر اليك وتكتشف مدي انسجامك معها ..الصغيرة تريدك سيدا كبيرا يتحكم فيها والكبيرة تريدك عبدا دليلا ..مع الصغيرة قد لا نقول الاشياء ومع الكبيرة نستخدم الضمائر ولا نسمي الاشياء باسمائها لكن لا مع الصغيرة ولا مع الكبيرة نقول ما نفعل وانما نرمز اليه .. نوحي بقوله ولا نقوله ابدا لا اعرف ربما نخاف علي وعينا او نخاف ان نصدم انفسنا او نخاف ان نتورط في ادراك ما نقوله في الافعال والكلمات والجمل كما نمارسه دونها ..
هل كانت لنا لحظات دون لحظات نشتاق فيها لنلعب العرس او استغماية او نتذاكي فيها علي بعضنا عن لحظات اخري قد لا نشتاق فيها ..؟!
مع الصغيرات قد لا يكفي ان نكون معا لنحاول ..ربما كان ينبغي ان نكون اكثر من اثنين ..ثلاتة بنتين وذكر او اكثر اربعة بنتين وذكرين ..لعله كان لازما ان يتشاورا فيما بينهما وان يتهامسا وان يتغنجا قبل ان يتملكا الشجاعة الكافية للافصاح عن لعبتنا ..مع الكبيرات كان يلزم ان تستبقيك وحدك وتاخد وقتها في التنهد لمفجاتك وقد تستغل صغيرة لتلهبك قبل ان تتسلل بك وتسرقك من الجميع ..
هل كانت المرة الاولي كافية لتنجح بعدها في المرات القادمة ؟
مع الصغيرات لم،تكن لم تكن لتنجح في المرة الاولى لاننا كنا نحتاج لنكررها ونكررها مرات وفي ظرف قياسي ربما في يومين او ثلاثة حتي تنجح ونشعر برضي عن انفسنا وبالفرحة من العابنا ..مع الكبيرات كان علي المرة الاولي ان تنجح ويجب ان تنجح لان لا وقت للكبيرة من ان تتركك تنفلت بسرها فقط دون ان تتمتع بك وتهبك بعض المتعة لتضمن وفاءك واخلاصك لها ..الكبيرة تهرب والصغيرة تبقي لجانبك ..الكبيرة تعانقك وتقبلك بامتنان ..الكبيرة تقلب كيانك بالتحديرات وتستغفلك وتهرب ..الصغيرة علي استعداد لان تتذكر ما حصل.. الكبيرة تتجاهله وقد تبتعد عنك اذا اصررت انت علي ان تتذكره ..الصغيرة لا تستعجلك في شيء..اي شيء ..الكبيرة متلهفة علي ان تنهي وتقيم كل شيء بسرعة ..الكبيرة تحب ان تري والصغيرة تحب ان تلمس وتكتشف بيدها ..
الكبيرة تطيل الهجر اما الصغيرة فسريعا ما تحن لالعابنا الحبيبة ..
هل كل الذي يجمعنا مع بعضنا بالرغبة في ان نتلاعب العاب فقط والباقي مجرد خطط وتفاصيل صغيرة لننقاد للاهم والمهم لعبتنا ..؟!
كيف بدات اعشق صغيرة حينا ؟! اعشق ان انظر اليها واتابع وضع جلستها وحركات يدها وحجم ذراعها وشعرها المحلق علي قصة ذكورية..والاشرطة المتدلية من كتفيها ..واعشق لو اتمكن من ان اعانقها واضمها لصدري واعشق لو تخطوا معي ولو لمسافة قصيرة وتمسك بكفي لكفها ..واعشق ان اسمعها تتحدث وتضحك وتحوم بعينها في الوجوه والاشياء ..هل قبل العابنا ام بعدها ؟! هل بعد عرسنا واعراسنا ام قبلها ..؟! صغيرة حينا لم اجدها اصغر من بنت الثالثة سنوات اول تعرف لي لها ..في الرابعةمن عمرها كانت بعد تستجيب لايماءات اخوتها وتنقاد نحوي لتسلم علي من وجهي ولتبقي مندسة في بجانبي وفي سنتها الخامسة قبلت ان تكون عروسي ..مابين عمر الرابعة والخامسة لم تكن لتتحوط من ان ينكشف ثبانها ولم تكن بالضرورة لتجد سببا بعينه يملي عليها ان تاتي اختها الكبيرة وتعانقها من خلف ظهرها وتهم بتقبيلها مرة ومرات ..ولم تكن لتفكر اعتقد انا وهي تمد يدها طالبة ان انتبه وامد يدي ليدها ..ما بين الرابعة والخامسة تجلس بجواري دافئة وقد تنهظ لتضم،راسي ..وجهي لصدرها وانا بمكاني علي الطوار او عتبة الباب كانها ام،تضم طفلها ..في عمر الخامسة كبرت واستهوت التهامس والتغامز والغنج وكانت تحب الالتفات لتنظر ان كنت اتطلع اليها وهي تمشي ..في عمر الخامسة كانت تجلس وتمسك جيدا بثوب كسوتها لتغطي فخديها ورجليها وتضحك بعينها قبل فمها ان لاحظت انك لاحظت جزءا من ثبانها اذا حدث وظهر .. في عمر الخامسة هي التي كانت تنظرني لحظات الا ان تعري سرولها القصير وتستلقي علي بطنها ..
كنت استحلي ان يقول وان يشجعني علي ان نلاعب تلك او تلك التي تتظاهر باللعب بمفردها او مع اخ او اخت صغيرة وهي تتعمد ان تنحني وان تعري قليلا عن فخديها او ان ترفع تنورثها ليظهر سرولها القصير ..كان يفتح عيني علي عالم جديد ويجعلني منتبها لما لم اكن لانتبه اليه ..واستثار وتركبني الرغبة في ان اسايره واشعر ببعض التهيج واتوثر وكلما كان يحصل معي نفس الامر اعاود مساءلتي عن لماذا يتوثر هذا الجزء مني ..؟!
عندما تاتي وتتراخي علي ظهري وهي تعانقني من خلف كنت اجدها ممتعة واحب منها ان تظل كذلك تتلامس بي واتمني ان تزيد من مداعباتها لي بجسدها وكان ان يحصل من جديد ان يتوثر شيئي الصغير كما لو انه جرس يدق ويعلن عن بداية شيء جديد ومختلف يحدث معي ويوسع من وتيرة تخيلي او احلامي ..
عندما تنشط حركاتنا ونحن نلاعب بعضنا ونمارس ما يشبه تداريبنا الرياضية نتساقط علي بعضنا ونلتف حول بعضنا واحيانا تجد نفسها فوق حجري ..تماما فوق جزءي المتوتر ولا تقول شيئا فقط اجدها اكثر انتباها وتطلعا له ولترقب عيني ..كانها تقول لي انها لمحتني ورات مني ما يتحول في ويحصل معي ..ومتي لم تهرب مني انسي توتري وتكبر في الرغبة في ان اجعلها تري مني ما يحصل معي وتلمس بجسدها ما يتوثر مني..كنت اعرف خارج عن ما يمكن ان يحدث بيننا اننا بهذا المتوثر فينا نتميز عنهن وانهن يرغبن فيه ..كنا فيما بيننا لا نكف عن الحديث عنه وكان دائما واحد فينا يعرف اكثر منا ويتكلم في الامر بطلاقة اكبر منا وهو تعلم ذلك من اخر اكبر معرفة منه واقدر علي ان يسمي الاشياء باسمائها وكنا نشتبه كذلك في انهن بدورهن يتعلمن من من اعرف منهن واكبر منهن ومن من اختبرن الالعاب تلك ..كيف ؟! لا نعرف او لا نريد ان نعرف اننا استدرجنا لنعرف بتلك المعرفة ..استدرجنا بشكل من الاشكال لنقارن بين اشياءنا الصغيرة ولنري اي منا اكبر من الاخر والذكر بحق ..واستدرجنا لنكتشف الفروقات بيننا ..واستدرجنا لنعري وتعبث باشياءنا الصغيرة من من يكبرننا ..واستدرجنا لنتعري جماعة ونسبح بلا سرويل ولنستحم عاريين ونتضاحك علي اشياءنا جميعا ..كما استدرجنا في يوم ليقصوا لنا جزءا من شيئنا ظل ألمه لا يفارقنا لايام لكنه كانوا يعرفون كيف يتحايلون عليه بالنقود والحلوي واللعب وبما البسونا اياه من جلباب ابيض وطربوش احمر او اخضر وما زينوا به اكفنا من حناء ولفائف خيط بعقيق وحجاب وتمائم علي الصدر ...
كان الكبار امامنا يفرحون باشياء الطفل الصغيرة ويقبلونها وياخدون في ارقاصه بين ايديهم وهم يشيرون اليها ..كان الصغار جدا يتعرون امامنا ونكتشف اشياءهم الصغيرة بصمت وانتباه ..كانت كل واحدة منهن تعرف ان لي شيئي الصغير كما لها شيئها الصغير المختلف عني واننا كلما نكبر في العمر نحاول ان نخفيه عن بعضنا البعض خصوصا ..لكننا نظل ونبقي مشدودين لنراه لنكتشفه وربما اكثر لنلمسه ونقبله ونداعبه بفمنا ولساننا حتي واكثر من،ذلك ..
كنا احيانا نكون متاكدين ان الكبار لاحظوا منا التهاب رغبتنا في ان نتلاعب ونتكاشف..وانهم فقط يتصنعون عدم الملاحظة ولا يستوقفوننا او يمنعوننا من المتابعة ..وكنا نتشجع اكثر لكن ليس ليحدث اكثر امامهم كنا نهرب الي مكان ولو قليلا مختفي عنهم لنكون احرارا في لعبنا ..
كانت من اكتشف خبرها تبدوا كبطلة في نظرنا ..نرمقها ونتطلع اليها باحساس غريب وكانها عبرت الي عالم جديد لم تكن لتمر اليه لو لم تكشف وتضبط وهي تمارس اللعبة السرية ..كنا نتهيب من تجربتها ما كنا لنهتم كثيرا بهل عوقبت وبشدة او لم تعاقب وانما اونبت ووبخت وكفي ولكن بكيف تواجه عيون الكبار ونظراتهم ..كان الصغار يضبطن سوية ولا نري الامهات غاضبات ربما الاخوة يكون كذلك او لا يكونون اكثر من من يتهددون بمعاقبة الصغير علي فعلته ..ونحن قد ننقسم فيما يترائ لنا ..قد تصبح الصغيرة مرغوبة اكثر منا ..وقد يصبح الصغير منبوذ منا وقد نعاديه لا لانه فعلها ولكن لانه ضبط وافسد علينا فرصنا في اللعب وفتح اعين الكبار علينا وعلي العابنا ..
لم تكن العبنا في قوائم الممنوعات لم يكن لاحد كبير ان يخبرنا صراحة بان لا نلعب كان فقط يحد من ان نتواجد مختلطين ونكون بعيدا عن اعينهم، ولوقت طويل وكان اول سؤال يوجهون لنا باتهامية واضحة "ماذا كنت تفعلون ؟! قولوا ماذا كنتم تفعلون،..؟! ونحن كنا سنجيب وبدون تردد "..لا شيء .." وسواء اقتنعوا او لم يقتنعوا نحن كنا مقتنعين بان ذلك كان يجب ان يكون ردنا ان لا نفضح انفسنا وان لا نخبره ما كنا نفعله حتي ولو راون بطرف اعينهم ..
لم،نكن لربما نهتم كثيرا بالاخرين كان همنا فقط ان لا يروننا كبارنا نحن ..افراد اسرنا نحن اما ان يلمحنا الاخرون ونحن عاريين بسطح منزل او خلف شجرة بالحديقة المخربة فلم نكن نبالي بهم ..كنا لا نحس بان لهم علينا اية وصاية ليردعوننا وان حدث وان تدخلوا وطردونا وهددوا بابلاغ دوينا بذلك نجري ونتضاحك ويبقي قليلا بعض الخوف ثم نهز اكتافنا غير مبالين ..لان تهديدهم لايعنينا فهم ليسوا اوصياء علينا ..
كانت الاخت الكبيرة قادرة وحدها لتقرر ان تبلغ الامر للام او لا تبلغه ..كان الاخ الاكبر لا يبلغ الامر لاي كان هو يحسمه ..كان الصغير اذا وقع ساعتها في يد الاخت الكبيرة فستعاقبه بالضرب المبرح في انها واذا هرب قد لا تعاقبه بالمرة ..كنا نحن لانخاف الا ان يضبط اثنين بالمدرسة لانها تكون اكبر من فضيحة وكلاهما كان سيعاقب وبشدة ولذلك كنا نبتعد علي ان نلعب بهنالك العابنا ..
نعرف ما نفعله ولا نعرفه ..نتضاحك ونتغامز علي الكبير بسروله المترهل واشياءه الكبيرة المتدلية وعلي التي بسروال مثقوب يظهر اشياءها وشعره وننزعج غاية الانزعاج من من نبهنا بقدر كبير من الصراحة ان،نبتعد عنه لانه يلاعب الصغار ويغويهم ..عندما كنت ابن الثلاثة سنوات وابنة الخمسة او الستة او الاكبر منهما تريد ان تحملني وتضع شيئي الصغير علي شيئها ويتوثر لم اكن ابالي مادامت هي مصرة علي ان تحملني مع انها اضعف من ان تقوي علي ذلك واعرف انني ساتعبها بسرعة..ولما تريد مني ان اجلس فوق ركبتها علي حجرها افعل واترك لها ان تعانق بطني وتقربني اليها وكنت اتوثر ولا ابالي ..هي تريد ان تلاعبني علي تلك الطريقة فلماذا امانع لكن ان يتوثر في شيئي الصغير كان يلفت انتباهي ويجعلني ليس مستمتعا في تلك السن لكن مذهول ويقظ في نفس الوقت لانني تعودت من بعضهن ان يرغبن في ذلك ان يردن ملاعبتي علي طريقتهن اما من في سني او اصغر قليلا فهي ترفض ان اعيد تمثيل ما تفعله بي الاكبر سنا مني اناذاك معها ..ربما لان الوضع يبدوا شاذا؛ صغير ياخد صغيرة كانه كبير وليس كبيرا ..او لانها بعد لم تالف العابنا بعد ..
عندما اختلي بنفسي يحدث ان يتوثر شيئي لوحده واحب ان اتعري جزئيا لألحظه بعيني..لانظر مدي تصلبه وحجمه ..وكنت اجدها مرات تبعد قليلا من سروالها القصير لتعري عن شيئها الصغير وتراقبه تكتشفه باصابعها ..هل كنت اشعر بلذة ؟! هل كانت تشعر بلذة ؟! لا اعرف ..! لكنني كنت احب ان يتوثر ويتصلب شيئي الصغير ..
كان ان يصبح فجاة الصعود للسطح والبقاء به ممنوع وان نقضي وقتا طوبلا بسلم الدرج ممنوع ..وان نبتعد ولو بقليل عن الحي وعن منزلينا ممنوع ..وان نقف مطولا بمفردينا ليس ممنوعا تماما ولكنه مستتبع بسؤال ": ماذا كنتم، تقولون ؟! علي ماذا تتفقون ؟!.." كان ان ترفض صغيرة ان تبتعد عنا او ترفض كبيرة عنا ان تتركنا لوحدنا او يابي اخ الا ان يمكت بيننا ولا ينصرف عنا وكنا بحق نرغب في ان نترك لنتلاعب قليلا سوية وعندما يصبح الامر غير ممكن نشعر بالاسي والحزن ونفضل ان نترك بعضنا لفرصة اخري ممكنة ..كنا ناسف لانهم حرمواعلينا ان نفرح مع بعضنا دون موجب حق ..
احيانا لربما بدافع الغيرة او الحسد او بنية شريرة فقط ترفض واحدة ان نرغب سوية في ان تتركنا لمرحنا سوية وتتشبت بان تمضي معها صاحبتها وان لا تتركها لتبقي معي .رغم اننا نترجاها ونحاول اغراءها بان نعوض عليها لكنها تابي الاستجابة ..كنا نكرهها وقتها ونقول بانها ترتكب حراما في حقنا ..
في المدرسة تجلس البنات جوار بعضهن ونظل نحملق في بعضنا ..في ساحة المدرسة من تجرأ علي مكاتفة اخيها او احدا غيرهم من ابناء حيهم او معارفهم تبدوا لنا متحدية كبيرة وقد نستنكر سلوكها فقط لاننا نحن نريد ان نفعل مثلها ولكننا نخشي ان ننعث بالمروق ونعاقب بشكل من الاشكال ..
عندما يندفع رفيق صبي في ملاعبتك وتشعر بتوثر شيئه الذي يحاديك تنسل منه وعندما يصر علي اندفعاته اكثر اشعر بتوثر شيئي وانتبه بتناوب عجيب لتوثري وثوتره ..لتوثر شيئي لما احسست بان شيئه قد توثر ثم تتحول مشاعري نحو ان ارغب في الابتعاد عنه لانه الان يعرف بانني انا بدوري لي شيء وتوثر بدوره..هو قد لا يرغب في الاندساس في الا من خلف ظهري وكانني لا املك حتي انا ما قد ارغب بالاندساس به في غيري من خلف او لانه انذاك لا يري مني توثري ما دام يمسكني من خلفي..لذلك ابتعد عنه وقد احاول اعادة تمثيل ما حصل معي مع غيري لعلي اكتشف بحق اي شيء تكونه اللعبة التي حاول ان يلعبها معي ..
لا اعقل انني كنت لاغوي صغيرة في مثل سني او اصغر منه بان اهبها شيئا بل اعقل انهن كن من يرغبن في ان يتقاسمن معي حلواهم وكعكهن وحتي قطعة من العلك التي يمضغنها بين اسنانهن .ليتقربن اكثر مني..اجمل واحلي الالعاب كنت فقط مدعوا فيها لالعب دوري بينما كانت التمثيلية من اخراجهن وتحت سيطرتهن ..لم،افهم فيما تدرجت فيه من عمر وحتي لما تجاوزت الثامنة كيف للبنت ان تتمتع بكل ذلك الذكاء لتعجبني وتعجبنا نحن الذكور كلنا ولا كيف تتعلم وبسرعة ان تغوي وتحتال وتخدع وتقود مباشرة لاوضاع اللعب الحقيقية ...؟! مهما كنت احاول ان اسرق المبادرة من احداهن واتذاكي عليها كانت تهزمني وببساطة ان اقبل وتملي شروطها او تمنعني عنها وتشل حركتي لم تكن حتي التي تظل متظاهرة بانها لا تعرف وانا فوقها متوثرا وجزء من سرولها قد انزلق وسراولي هو التالي قد ازحت بعضه وشيئي فوقها وشيئي يحاول اقتحمها كنت اكتشف بانها خدعتني لانها قد توقف كل محاولاتي وتختصر علي كل الطريق بان تدعوني لنغير المكان او لا زيح تماما سروالي ...لم يكن ابدا غافلات ..
لم نكن نتلاعب فقط كنا نتصاحب كانت كل واحدة تختار صاحبها المفضل وتتجرا علي ان تناديه وتوقفه امام اخواتها وامام امها وامام معلم القسم حتي..وكنا فيما بيننا نعرف الي حد كبير بانهما متصاحبين ونتقبله كحقيقة يتشاركها ونسلم بها نحن ..اصحاب تعني انهما يهتما ببعضهما ويخافا علي بعضهما ويتقسما اكثر من شيءو بينهما لربما ينتهزا فرصا ليتلاعبا خفية بينهما.. لكن الاكيد انهما اكثر تعلقا ببعضهما وحرصا علي ان يتواجدا سوية ويترافقا ويتحدثا لبعضيهما البعض..وعندما نكون لوحدنا الصبيان وتعبر واحدة منهما نتغامز علي صاحبها الذي بيننا وندعوه ليلتفت لصاحبته ..لم يكن يخفي عنا شيء مما كنا نراه في عالم الكبار كنا نتتبع علاقة الكبار ونتهامس لمرورهم مبتعدين عن بعضيهما الي ان يدلفا زقاقا مظلما ليتقابلا ..كنا نميز بعض الفتية الكبار الذين يظلون يحومون حول حينا في انتظار ان يلمحوا من يريدون ان يتصاحبوا معها او بعد علي بداية العلاقة بينهما ..وكنا نحب ان نمثل ونقلد كل الادوار التي كانت تدور من حولنا في عالم الكبار ..لاننا بذلك فقط يمكن لنا ان نكبر ونكون مثلهم وبخبرتهم وتجاربهم ..وربما لهذا كنا مندفعين اكثر من سرعتنا الحقيقية في ان نجاريهم ونتفوق عليهم ونستغفلهم كذلك باننا لا نعرف ..كان كوننا صغار كورقة رابحة نتخفي خلفها ونغتنم من خلالها دون ان نكون في حاجة اكثر لنتظاهر الا باننا صغار بعد ومن حقنا ان نلعب كل الادوار ..او علي الاقل ان نتعلم لعب كل الادوار..
Tariktariko
ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...