الخميس، 19 سبتمبر 2019

يوميات : وجوه

بقيت هنا والعالم يمكث هناك ..علي الجانب الاخر مني..لا اعرف كيف اقترب منه ..كيف ادنو منه واتفاعل معه ..ولا اطمئن اليه ..
لم،اكن اراهن علي ان يمتد بي العمر ..كنت دائما انتظر ان اقتل نفسي ..لم اكن لاقيم اية حسابات للوضع الذي انتهيت اليه ..هي فقط العشرة سنوات التي هبتها خالصة له كانت خارج اي تقدير ..كانت اكبر هدنة اردتها لاعبر لغد اخر ..لحياة حقيقية غير كل الهراء الذي وجدتني فيه ..دافعت عن نفسي بكل قوة وتمسك بان لا اخسر ..احيانا كنت اعيش علي شبه لا شيء ..علي الحضيض ولا استسلم اعدني بذاك الغد الذي لم ياتي ابدا ..
عشرة سنوات انتظر منه ان ياتي يوما ويجلس الي ويتحدث لي كالكبار ويقول لي :"عبرت الي ..عبرت لما تستحقه عن جدارة .." كنت كالكلب الاجرب الذي لم يسأل فيه احد ولا اهتم بان يموت ويجيف..كان ياتي ويخرجني لزهاء الساعة ،قهوة سريعة وجولة علي الاقدام تكون بذاتها طريق عودتنا للمنزل ..كان يصد اية محاولة مني لان اتحدث له عن نفسي..وحتي عندما امتلك ناصية الكلام يكون كمن لا يسمعني ..لايرد علي بشيء ..لا يهتم ....يعود بي للبيت ويكون قد انهي لقاءه معي ومراسيمه ..
عشر سنوات ضيعتها سدا ..وهي العشر سنوات الوحيدة التي حاربت فيها نفسي وافكاري وحلت فيها دون ان تتمكن مني افكار اغتيال نفسي ..
لم،اتجاوز الي اي مكان الورطة الكبيرة التي وجدتني فيها مند ان حاولت البداية من جديد..كان يندلع في وجهي بصراخه ولعانته وسباته ويعلي صوته ليكون مسموعا لمن بخارج البيت ..كان بكل بساطة يطردني من بيته ،يريدني ان اخرج الي الشارع يقول انه لا يهمه الي اين ..لارحل عنه وفقط..لم اكن مستعدا باي حال لان ابدا في المجهول ..حتي لو اردت ان اثور لكرامتي المهدورة ..لا يمكنني ان اجعله يتمكن مني ويضيع علي رهان ان اكون في مستوي الحلم الذي يقدمه لي اخي ولطلما وعدني به ..كان علي ان ابتلع الكلمات في حلقي وان امسك نفسي علي ان اثور او انفعل ..وانسحب لغرفتي لادخن السجائر وبخوف ان تفرغ العلبة مني سريعا وانا قد عدمت اية مصروف اضافي او طارئ قد احتاجه ..كان علي ان اتحمل..وكان هو يدرك جيدا انني انتهيت لكي لا يمكنني ان اواجهه فتمادي ..اذلني بحق وكان قاسيا معي ....تركتهما معا لحياتهما ولصراخهما ولشد الحبل بينهما وقطعه ..وتركت معهما ان ان اعرف كل ما كان يحدث ويتطور في حياة الاخرين من افراد اسرتي ..لم اكن اعرف عنهم اي شيء ولا يصلني عنهم اي خبر ..لا احدا منه ربط الاتصال بي شخصيا في يوم ..
كانت خرجتي لشوارع المدينة منتهي الاغتراب ..اخرج فقط بوهم،انني بعد موجود ويمكن ان اتواحد بالخارج بجوار الناس والاخريين ..لم يكن يربطني بهم شيء ..لم يكن لي بينهم بعد من من القي عليه حتي التحية او السلام كنت قد ابعدت بالتجاهل المصطنع حتي من اصروا ان يضلوا محافضين علي القاء التحية علي .. لم اكن اريده ان يظلوا علي علاقة بهذا التي اكونه بعد الان ..انتهيت منهن كما انتهيت بان اكون علي ود او وفاق مع اي احد من جيران الحي..كنت قد بدات اقسي درجة من وحدتي ومن صمتي ..كنت بغرفتي استحلي ان اردد الكلمات بين شفتي بصوت لانني كنت علي اشتياق لان اتحدث لان اتكلم ..لان اخرج الاصوات والحروف ..لان اقول ..
حالي كان رث كنت بلا ملابس تقريبا غير اشباه لباس قديم وغير متناسق ورخيص..كان،يلزم ان انتظر بين السنتين والثلاتة سنوات لكي يحضر لي ببعض الثياب الذي لا اتخيره وقد لا يكون علي مقاسي او لا ينسجم مع احتياجي .والتي قد لا تغطي غير فصل الصيف والخريف ..وان كنت محظوظا قد تسافر الوالدة وفي عودتها قد تاتني ببعضه ..والذي كيفما كان وعلي اية شاكلة كان سالبسه ويجب ان اكون ممتنا لانني وجدت من ممكنني من قطع البسها ..
كنت اعرف جيدا معني ان لاتكون تملك وان لاتكون تقدر وان لاتكون في مستوي ان تكون ما تريده او ما يتماشي مع الاخرين..كنت اختزن في داخلي مشاعر قاتمة هي نتاج خبرات متعددة تعرضت فيها للتمييز والتحقير لانني لم اكن في مستوي ان ارتدي ملابسا تليق وتميز ..اعقل جيدا الاحدية الرثة الرخيصة التي تعبت واتعبت الاسكافي من كثرة ما رقعها ..اعقل جيدا الملابس التي كانت تتمزق فوقي مع اول شد او حركة مفاجئة لانها كانت جد مستهلكة وفانية قبل ان ارثها من اخوتي..اعقل جيدا السروال الاسود الذي بقيت ازيد من ثلاتة سنوات البسه بتباهي علي انه لم يكن الا سروال نصف عمر اقتنته لي والدتي من "الجوطية"...
لم اكن غير بحال ثور يدافع علي حق نفسه في ان يدور بالساقية ..كان علي ان استمر في خرحاتي مهما كانت الظروف حتي ولو كان الخارج لا يفتر من المطر ..كنت ادافع عن بعض حقي في ان تكون لي حياة لجانب الاخرين ..اي اخرين ..احساس بالسجن طاغ علي ..احساس بانني مقيد ..امشي ضد رغباتي ..اتواحد في المكان غير المناسب لي..ومتحوط دائما ..خائف من ان اخوض معارك خاسرة ..احساس بانني ممتلئ بذكرايات ايام،سجني كانها الذكريات الوحيدة الاليمة في حياتي ..لعلي كنت في حاجة لان اظل مستحضرا اياه نصب عيني وبداخلي كي لا اكون مضطرا في يوم،لان افقد حريتي واستعبدني لاي نظام ..
لم،اكن اعرف ان العمر سيمضي بي دون ان اثأر من الفقر والحرمان والكبت والجوع والمرض..لم اكن اعرف ان صفقتي خاسرة من الاول وانني ابدا لم اكن حصانا رابحا ليقامر عليه ...
بهذا العجز علي ان احتمل بعد اي شيء امضي عجوزا يشيخ .يقف في اعلي المنحدر ويسنح لنفسه بان يتدحرج للقاع المحتوم وقد كف علي ان يرغب للاستسلام لاي حلم ..
خاوية هي الدار الا من صوت مرتفع للتلفاز ياتيني ..الوالدة فجات داهمها ما يشبه صمم وانا الذي يتذمر سريعا من اي ضوضاء او صخب يصله هو ان اتقبل الامر مضاضة ..بقيت اشيائي و صناديق اوراقي بالمسكن الذي كنت قد اعددته بيت زوجيةهو ومجموعة كراكيب مهملة تجمع الغبار والحشرات. وبالسطح بالمطبخ ودورة المياه سكنت الكلاب وحولته لمكان كالح متسخ وحزين ..فقدت اية رغبة في الاهتمام،به او تحسينه ..نوافذ الطابق الاول الذي اسكنه مغلقة لم تفتح لازيد من شهر ..لم اعد اطيق اي صوت او ضوء ..لم اتمكن من استعادة نظام الاشياء.. بعد الحال كما تركوها هي عليه ..لا اريد هذه المرة ان اجمع فوضاهم ..ولا ان ارتب اي شيء ..تركت الوالدة لحالها لا املك ان اقترب اكثر منها..تعبت من ان اعيش بالقرب منها عجزي ..بقائي لم يكن اختيار كان قدر طائر لم،يتعلم التحليق ولم،يستطع ان يغادر العش ..بقائي بالبيت كان ماساتي لن يكن ابدا قائم في اختياري ..بقائي هاهنا كان لعنة ..
بقيت قرائتي معلقة .كما دراستي ..لا اعرف ماذا افعل بيومي ..لا رغبة عندي بالخروج ..مفلس واحوالي المادية حد مضطربة ..غارق في التذخين والجو المخنوق لا ساعات منظمة عندي للنوم او الاستيقاض ..افقد شهيتي للطعام ..اخسر وزني ..تتغير ملامح وجهي وسحنتي ..متعب اشعر باستمرار ..ومهمل ..
فتقت جرحا ورحلت وذهبت محاولتي سدا في ان اجد لها بديلا ..اينعت في املا بهيا استحليته لكنني عدمت ان احققه ..كان،عليها ان تختفي ككل الاشياء الحلوة سريعا كان عليها ان تختفي وان اعود انا لمرارتيً..مع الاخرى.. جنون ان احاول ..ابدا لن تصل الي ..بيني وبينها مساحات شاسعة من البعاد والاختلاف ..هي المراة التي قد اريد وقد اشتهي لكنها ابدا لن تكون الحبيبة التي احتاج ..
تلاحقني صور من الماضي و عن بعض ناسي ..تشدني لاغرق فيها ..ابحث عندها عن بعض الاجوبة المفقودة وعن تسلسل اخر للحكايات ..صور صاحبتني طويلا وعشت علي التفكر فيها زمنا طويلا ولا انتهيت لاطلب ان اطرحها بعيدا عني ....صور اخرى من الحاضر القريب او البعيد تطاردني وتسخر مني..وجوه لا يمكنني ان انكر انها مرت من هنا وانها كانت او مالبتث تكون بيننا ..وجوه يرعبني ان تطرح نفسها بديلا محتملا لما يمكن ان اكون واتحول اليه ..يرعبني ذلك الوجه الذهاني الذي لا يكاد يختفي من جانب عتبة بيته الخاوي الوفاض الا من وحدته وجنونه وحيرته اللامتناهية بما عساه يفعله بنفسه
وجه بنت العمة تلك التي تحمل سنواتها المافوق الخمسين والتي تقارب الستين والتي بلا زوج او ابناء بلا من،يقبل بها وياخد بيدها ..وجه اولئك الذين يشحبون في الشوارع والاسواق ويتعبون ويشيخون بسرعة ودائما يمرضون وفي كل الحالات تنقصهم كل الاشياء ومحتاجون لكل شيء..وجه الكلاب الضالة في الشوارع والقطط النحيلة ..وحه الحمقي والمتشردين ومدمني الكحول الرديئ ..وجه العوانس والارامل والعجائز الكالح ..وجه الموت في الشوارع الرخيصة من الفقر والمرض والبرد والاهمال..اتعب من تصور انه يمكن ان انتهي مثلهم او اسوأ منه ..اتعب من اسلمني لمثل قدرهم دون ان يكون مرة اخري بملكي ان اختار ...
    

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

يوميات : بعض من الماضي

في كل مرة اعاود التفكير لعلي اجد ثغرة انفد منها ..لعلي امسك بخيط اتبعه ..اعمد ان اعيد استحضار كل الزمن الماضي لاغربله من جديد ،لعلي اتحصل علي ما ياخدني لاكتشف ماذهلت عنه او انفلت مني ..يلزمني ان افهم كيف قنعت بحياتي ؟وهل كان يجدر بي ان اثور عليها ..؟! ..تغيرت امور كثيرة في حياتي وفي نمط تفكيري..والاحساس الطاغي عندي ..انني كبرت وبدات اشيخ ..وفترت حركتي وبت اكثر قدرة علي ان اتصالح مع واقعي.. ومع الاخريين ..وان اتجاوز عتو بعض اللحظات ببعض ان لا ابالي ..ان لا اتفحص الامور جيدا ..ان اشيح بوجهي واهرب ..
الان ارقب الاشياء والناس بنظرة اخرى يحضر فيها معطي الزمن والعمر بقوة ..لا افكر في بعض الناس الذين عبروا او عبرت حياتهم من وحي اللحظة التي هم فيها وانما وهم بكل العمر الذي قطعوه ،بكل ما عاشوه من تبدلات ..بكل ما كانوا يحملونه من احلام واوهام ..وبموقعي انا منهم ..بما كنت احمله عنه ساعة كانوا يعبرون ايامهم ..بما تشاركت واياهم من عواطف وامنيات في ان نتفاهم ولو علي سبيل الحس والتقدير الخاص ..بما انا بعد مختلف فيه عنهم ..بما حسمت فيه عنهم وما لم احسمه بعد فيما يمكن ان تكون علي شكل من الاشكال علاقة لي بهم ..
تخونني ذاكرتي مرات .اعملت فيها علي مراحل الكثير من عمليات المسح والتشديب والحصر حتي فقدت مراجعي لاستحظار العديد من الوجوه والاحداث والتفاصيل ..  بقيت مركزا علي ناس بذاتهم وعلي شخوص بعينها ..لانني بنحو ما كنت اتفاعل معهم بتاثر واستيحاء ..وظلوا هم،في حياتي مؤثرين لا يمكنني ان اخرج عنهم ..بقيت المسافات هي نفسها بيننا او ربما زادت لكنهم بقيوا ناسي الذين عشت من حولهم وكانوا رفقتي ذات يوم ..
تعودت منذ زمن مبكر جدا ان احتفظ لي ببعض ارتساماتي الخاصة عن الاخرين ..ان افكر فيها بيني وبين نفسي فقط ..وهي من تلك التي لا يمكن ان اجرأ علي التعبير عنها في مواجهتهم ..ارتساماتي وانطباعاتي عنهم تلبس اكثر من لبوس وتتطور عنهم وتجر وراءها افكارا وخواطرا ولربما تتوسع دائرتها بالتخيل والاحلام وتاخدني بعيدا ..وتعودت ان احتفظ لي باسئلتي عنهم ..دائما كانت تبقي جوانب لا يمكنني ان اعبرها اليهم ..لافهمهم ..لاقارب وجهات نظرهم واعتقادهم لكنني كنت ابقي علي نفس تقبلي لهم....هم كما هم ..كما انظر اليهم وقد لا اريد ان اكون بالقرب منهم ..
تعلمت ان اجد لي زاوية اتابع منها الاحداث والتطورات ..مكانا اطل منه لانظر في كل الاتجاهات وعميقا مرات علي عوالم هؤلاء ..مكانا اوسعته لنفسي بداخلي يمكنني من ان اتعاطي مع الناس وفي نفس الان اظل علي حياد معهم ،مجرد متابع لهم ومراقب ومتفحص متشكك فيهم..واحيانا خائفا من التورط معهم ..مكانا اتداول فيه بيني وبين نفسي حولهم وحولي...اتداول في شانهم وشاني بهم ..فيما يكونوه بالنسبة لي وما يمكن ان اكونه بالنسبة لهم ..فيما عساهم يعتقدوه نحوي وفيما اعتقده نحوهم ..مكان كان يتسع في كل مرة ويكبر واضطر لافسح له المزيد من المساحة داخلي..اصبحت ابتعد اكثر علي ان اكون فاعلا بينهم واكتفي بان احملهم ذاخلي وافكر بهم واحلم بهم ..
كنت انا بمفردي وانا مع الاخرين ولست معهم الا بوجود مادي ظاهري وانا بعيد عنهم وهم معي وليسوا معي فعلا   ..ارتاد الامكنة العامة ..اجلس بالجوار من الناس ..امشي بالقرب منهم ..قد نتلامس ..قد نهمس ببعض الكلمات ..لكنهم يظلون بعيدين عني وعن ان اعرفهم ..هناك دائما ذلك الذي يحتويني وحدي ويغلفني بغربتي و يجعلني معدوم،الوجود والحجم بينهم ..مرات كدت اصرخ مرتعبا دون سبب موضوعي او واقعي ..لانبه كل هؤلاء بانني لا اشبههم ..لا انتمي اليهم ..لا اتجاوز ما يبدون عليهم لاعرفهم ..
كنت اعرف انني انفصم عنهم ..ابني داخلي عالما اقبع فيه وحدي كالمنفي ..كانوا يجلسون لجانبي بنفس الطاولة لكنني انكرهم كلما اكتشفت اننا لا نتشابه حتي فيما يجعلنا نرتاد نفس الفصل ونجلس نفس الطاولة ولا عيون من حولي ظلت الليل كله بلا نوم ساهرة مثلي ولا دواخلهن مكتضة بكل ما احمله من اسئلة ..
كنت احمل بعض خوفي وآخد الطريق علي مسافة من كل من حولي..انظر لبعيد واحدد لي مسلكي بينهم دون ان اتعرض للاصطدام بهم او حتي لمجرد ملامستهم ..لا اريد اية تماس معهم او تفاعل محسوس ..لم اكن مهيا لاخوض اية معركة للدفاع عن نفسي ولا للهرب فقط ان ابقي علي خوفي وحذري ..كان هناك ناس يمكن ان اتعامل معهم ..كذلك كان بالامكان ..لطالما كانوا قريبين مني بدرجة ما ..لكنني كنت قد بدات تدريجيا افقد الرغبة في الاقتراب منهم وكانني ما عدت اريدهم ولا حضورهم بجواري ..كنت انعزل وانزوي دون ان اعي تماما ما انا اعمد اليه ..
كنت مرعوبا باستمرار واستشعر التهديد ..يمكن في اي لحظة او مكان ان يتم التعرض لي وانا معزول ،اغزل من اي سلاح او حماية ..كان كل اخوتي قد غادروا البيت ..ووالدي كما كان في غيابه مستمر ..وانا ببساطة لم،اكتسب اية مهارات او تدريب لاتعلم كيف اواجه ..كي ادافع عن نفسي..واحمل بنية رخوة مهدودة ..عاجزة عن حماية وجودها ..كنت استشعر نفسي بلا وزن ..ضئيل ..وعلاقتي مع الاخرين ليست علي وفاق .
بالذي اكونه واتحرك وفقه اندفعت اكثر للانفصام عن الاخرين وعن عالم الخارج ..وارتميت بكامل احضاني في وحدتي وللمكوث اطول وقت ممكن بالبيت ..بغرفة ما بمفردي ..كان معي الكتاب ..كان معي احيانا المذياع او المسجل ..اوراق والوان مرات اخريً..لكن لم يكن معي احد اخر غيري.وفي الخارج للوقوف علي هامش الجماعات وبعيدا عن الجموع وفي الظل والزوايا والاماكن الشبه فارغة مستعد دائما لان اغير مكاني ولان انسحب عندما يتبادر لي اول تهديد بالتعرض..
ظلت النظرات تتعقبني وكنت ادرك انها تحمل الكثير من علامات الاستفهام والخواطر والكلام ..عيون بذاتها كانت تترصدني ..تعاديني دون ان اعرف السبب ..تاديني وهي تحمل ما يبدوا لي صدا وتحديا وعنفا ..وعيون اخرى كانت تجيد ان تسخر مني ..بينما ظلت عيون اخري متمادية تزرع الشك ذاخلي ..تبلبل كياني وتهزني ..كانت عيون لا تكف عن مطالعتي وتفحصي وتلمس جسدي ..كانت عيون فيها تحرش مفضوح ورغبات شاذة مخيفة ..هذه العيون لم تعد تربكني وتدفع بي للمرآة لاعيد تفحصي بدوري لكنها اخدت تستفز في رغبة في ان اشريحها ان امسك،بها وافككها ..ان اضطلع علي كل كبيرة وصغيرة فيها ..بينما احتفظت نظراتي انا بقدر ما اجتهدت في تصنعه من،حياد ليس الا عجزا اخرا في مواجهتها ..كان علي في كل مرة ان ارمم من كياني وان اطور من عالمي لاتمكن من مجرد الاستمرار بين كل هؤلاء الناس ..
لم تكن العلاقات داخل البيت محتملة دائما بل لعلها لم تكن دوما علي احسن ما يرام ..تخفف جزئيا الحمل لكن الاعصاب دائما نشدودة بالبيت ..قد ينتهي الوالد ان لا يخرج ليسكر بعيدا عن البيت لكنه يسكر شبه يومياداخله ..خصامات العودة للبيت قد تكون عاصفية ومدمرة وعنيفة لكن حتي خصامات المكوث بمفرده وقنينته واسطواناته القديمة لا تسلم،ان تندلع بعد تكرارها لايام فقط ..وتكون قابلة لتحرق اليابس والاخضر ..بالبيت لا يمكن التكهن بشيء ..في اي لحظة قد يندلع الصراخ والمشاجرة ودائما بنفس النبرة التي بت امقتها واكرهها والعن معها نفسي ووجودي داخل هذا الوضع الغير مطاق بكافة الاحوال ..لا يمكنني ان انحاز الي اي طرف ..علي ان اتدبر الصراع بعيدا علي ان ينقلب فوق راسي..لكنني لا املك داخليا ان لا اكون جزءا من الصراع ..ان اكون علي موقف منه ..ان انحاز فيه وان اتاثر فيه وبه ..اعرف جيدا كل التطورات التي ستحصل لاحقا ليستعيد البيت بعض هذوءه الحذر ..واعرف كيف ستتطور لكنة والدتي وحكاياتها ..الان بت اضع مسافة بيتي وبينها حتي وان لم تكن تحكي الا لي انا ..لانني ببساطة لم استطع ان اتخلص من سؤال لماذا يحدث معي انا كل هذا بالضبط ؟ ولماذا علي ان اكون معنيا ووسط كل هذا الغبن ؟ ..الفت الدموع المهطارة من عيون والدتي..الفت تشنجاتها وشكواها غير المنقطعة كما الفت ان يتظاهر الوالد دوما بان لا شيء وقع او لا شيء يستحق فعلا الوقوف عنده ..معه الايام تستمر دوما وبجب ان تستمر كما يريدها هو ..ونحن علينا ان نتكيف مع الواقع وان نحاول التجاوز ..ليس مهم الفضيحة بين الجيران ..ليس مهم كل لغة التهديد التي كانت تصدح بينهما ..ليس مهم حقا ان يحترق البيت بمن فيه . كنت ادرك ان وضعنا من الازمان وان الماساة فينا اجترار يومي..اننا كنا هكذا دائما ..كل شيء محتمل الوقوع ..ينقص فقط ان يحدث لا ينقصه ان اظل اتصور نفسي في اوضاع بعد وقوعه ..ماذا عساه يحدث فعلا ؟ الانفصال ..!!؟ ليحدث لن اتعب نفسي بعد في التفكير في مآلي ..ان يتورط الوالد ويخسر وظيفه ..ان نعاني بشكل جديد اخر ...ليكن لن اهتم،بدوري لانني لا املك ان اتدخل ..او افعل في الامر ..انني فقط ساسقط مع اول سقوط للبيت ساتبعثر معه ..عاجز اظل علي ان اركن لاي امن او لاامن نفسي مستقبلا ..كلما اندلعت مشاحنة اكون اول من يعرف انها لن تكون الاولي ولا الاخيرة ما دمنا بعد بهذا البيت ..
كلما كان يبتعد رفاقي عني لانهم مهتمون بدراستهم او بشؤنهم الخاصة او لانهم في حاجة لان يكونوا لانفسهم حين كان تاتي فترات ان لا تكون اشياء ما نتشاركها ..تجمعنا ونهتم لها كان يبقي عندي الفراغ ..كان رفاق الطفولة دوما قليلون ومحدودون من حولي ..واذا تقرر ان يكونوا لجانب بعضهم عوض ان اكون معهم استشعر الاستتراك ..ويعز علي حالي..كنت اعرف ان اوضاعهم،مغايرة عن اوضاعي ومستقرة علي التبعثر الذي تعرفه احوالي..ولا يمكن الا ان التمس لهم كل المبررات الا لي انا ..لانني احس بحجم الهوة التي انا بها لا اعرف ان اكون علاقات جديدة ولا سريعة ان انتفضوا من حولي امكث زمنا الا ان اتعرف الي اخر وابدا من جديد في التودد اليه وقد افشل في ذلك فاعود بخيبتي الي عالمي الخاص..حتي من بقيت الي جانبهم،كنت مستعدا دوما لان اسامحهم،ان اخطئوا في حقي واكون اول من ياتي ليسال عنهم ويحاول استعادتهم لجواره ..كنت كلما بقيت لوحدتي انكر عليهم ان لا يفتقدونني ويسالون عني واتمني بيني وبين نفسي ان اكبر يوما علي احساس ان افتقد احدا او ان اكون في حاجة لاصحاب ورفاق في يوم من الايام ..
الان ليس علي ان افعل الشيء الكبير او الكثير علي فقط ان اتقبل انني وحدي بلا اي اصحاب او رفاق ..                
   

الأحد، 15 سبتمبر 2019

يوميات : مقاطع

- انت..
انتهت الحكاية التي لم تكن تستحق ان تحكى ..انتهت مثلما تنتهي الحكايات القصيرة المكررة والتي تحتوي الكثير من الابتدال ..لم يتبقي في نفسي اسي لكونها خيبت ظني ..لم اكن لاحمل ظنا مهما تجاهها كنت احدس انها يمكن ان تكون اي شيء اخر علي ان تكبر كحكاية ..
لم تكن لتريد اكثر من حس المغامرة ..القليل من الوهم وبعض من تمويه ..ما كانت لتريد غير ماألفت ان تتحصله من اعجاب يكفيها في دنيا وحدتها ..وغير بعض النزير من الدفئ يبعد عنها برودة الفراش ..لا تستطيع ان تكون خارح الدائرة التي اجتهدت لتحيط نفسها بها والممتلئة بالزيف والوهم والاكاديب الاجتماعية المعتادة ..
يحزنني قليلا انها انتهت لمثل هذه التعاسة والخواء ..كنت اريدها ان تكون بعد الشهية ..الممتلئة بالرغبات ..القادرة علي ان تجمح وراء الاخيلة والاحلام وتمارس كامل سحرها علي كل الاشياء
كنت اريد منها الناضجة التي تخلصت من ان تحفل بعد للاخريين وتعيش ابهي عمر حرة من الاحلام المعلبة الجاهزة للجميع ..كنت اريد منها ان تملك ان تعبر عن نفسها بكل اللغات ابعد من ان تكون مختنقة بالقمط الذي ألبسونا اياه منذ ان وعينا حالنا ..
يحززنني انني لم استطع ان استسيغ الحكاية تمنيت بحق ان تكون قد تطورت بكل مافيها وما تحتويه لتكون شكلا اخرا يحتمل المزيد من التشكل والتطور ..لم ارد منها ان تفقد عنقوانها قبل الاوان ..
انتهيت .قد تظل بصحبتي بعض من الصدى ..بعض من التخيلات عنها لكنني حتما انتهيت منها دون ان احضي بالحكاية التي املتها بحق ...
***. ***. ***.
- هي ..
قلت الذي اردته لكنني بقيت مضطربا ..لعله نفس خوفي بان لا افهم جيدا ..ان اكون قد اسات التعبير عن نفسيً ولم استطع ان ابلغ حقيقة عن ما اردته ..قلت بالخوف الذي يسكنني ..قلت بانه عادي جدا ان اكون بقدر افتقادي للامن والاطمئنان ..لم اكن لاعير اهتماما حقيقيا بان يلتفت قليلا الي لكنني كنت في حاجة للتنفيس عن هذه الاحاسيس ..ليس لي لاركن لمخادعة نفسي وانا فعلا خائف ..اعرف مني انني لن استكين ولن اهمد ولن استسلم لواقع الحال بالذي احمله ذاخلي ..بالذي عشت ارعاه داخلي ...
لم اكن اريد ان ابقي حبيس نفس التداعيات ولا ان اتحول للحن علي اسطوانة مشروخة ....اردت ان اعبر لدوائر اخري ..ان اعاود النظر من زوايا اخري لما لعلي اريده او بعد ارغبه ..لا يمكن ان اقبل مني ان ابقي داخل نفس الشرنقة اعاني بلا معني ..
التخلي عني الذي اعيشه حقيقي ويؤدني عميقا ،ينزع بي لاشعر بالتهديد الخارجي لي ..اعرف انه مهم حدا ان لا افقد ثقتي في نفسي ولا في قدرتي علي المواجهة ..لكنني لا استطيع ان اقيم حائلا دون ان تصيبني احساسات الخوف والرهاب ..واكون في لحظة وكانني اريد ان استعحل قدوم الهول علي انتظاره ..
لا اعرف ان حقيقة استوعبت معني ان اكون ببساطة اعاني ..واعتصر الاما شديدة ..اشياء عديدة قد لا اكون اعنيها ..قد لم اكن اريدها ان تحدث معي ..بل لعلي صادقا كنت لا اريد ان اسقط فيها ..لكنني احيانا افقد القدرة علي ان اعبر جيدا عن مابي ..عن ما اريده وعن ما يخالجني ..
***. *** ***
- هم ...
ليست المرة الاولي التي تجتاحني فيها الرغبة في ان اكف تماما عن الكلام وان اصمت .ان اظل وحدي في وحدتي ..ان انهي الي اقصي حد علاقاتي مع الاخرين ومع العالم ..ومع الاشياء ..يحدث معي دائما ان اعود لنفس الرغبة في ان اهاجر بعيدا في الاعماق ..وليتملكني الاحساس بانني هاهنا بينهم،ليس لي اي مكان وانني عبث احاول ان اجد لي بينهم مساحة وجود ..
عندما جاءوا كلهم هذا الصيف بقيت علي مسافة منهم اراقبهم واراقب نفسي ،غير قادر علي ان اكون غير محافظ في علاقتي بهم ..لا اريد اية عواطف مشحونة ولا اي تعلق بهم ..لا اعرف فعلا انا كيف يملكون هم ان ينسو كل شيء بمجرد ان يغادروا وكيف لا ياتي عليهم وقت ليبعثوا ولو بمجرد تحية صغيرة ..هم كما اعقلهم تعلموا ان ياتوا ويذهبون ..انا لم افارق هذا البيت الا لهناك او لهناك ولفترات محدودة وتنتهي لحيث بقيت للان ..كل احلام انني يوما ما سالتف علي هذه اللعنة واغادر هذه الدار وهذه المدينة وهذه الشوارع والازقة وهذه الشمس والسماء والارض لم تتحقق ..كل احلام بناء علاقات جديدة والانفتاح علي عوالم جديدة وبهية واكتشاف مناطق اخري لم تتحقق ..يذهبون ..يعدون وقد تغيروا ..يحملون اشياءهم الجديدة واصحابهم وناسهم الجدد وانا بعد هاهنا ابهت وارثي واشيخ ..انظر اليهم وانظر لنفسي ولا اري غير عمر يعبرني ويشكلني ويثقلني حمله وغير ما قد اضحيته ولا يمكنني بحال ان اتخلص منه او انكره مني..رغم وعي التام بما يعتمل اثره داخلي والذي كنت احاول ان اثبطه كنت من الداخل اتعرض ..واتآكل ..كان يلحقني الاذى ..لم استحمل ان ابرر نفسي ..لم اكن اريد ان اتحدث عن نفسي..ربما حتي في المرات المعدودة التي فعلت ذلك ،فعلته باقتضاب وتركيز وكنت اعني ما اريد ان ابعث به واوصله ..كنت مهتما بان اعمد لذلك ..كنت في حاجة لرسائل مثل تلك اوجهها ..ولعلي كنت ارتجي من خلالها ان يلتمس لي العذر ..ان افهم لحد ما ..!!؟كنت اسعي جادا لان ازيح اي سوء فهم او تقدير بيننا ..
معهم كان يلزمني ان اكون حريصا علي ان لا اتعب معهم ..ان لا احاولهم،بالمرة كي لا افشل معهم .كانت المسافات بيننا تكبر في كل مرة ونعدم ان نجد مساجات مشتركة نلتقي فيها ..يظلون مختلفين عني ولا يمكنني ان اسايرهم فيما بعد يؤمنون به ويصدرون عنه ..كنت اتحرق شوقا لان اتكلم .. ان اتحدث اليهم وان اثرثر اليهم دونما توقف ..لكن كانت احيانا اللغة تقف حاجزا واحيانا اخري لاننا لن نتوافق ..ما من اشياء حقيقة وقوية توحد اهتماماتنا وترابطنا ..
للان لا افهم جيدا معني ترابط حقيقي ..لم اعشه لافهم جيدا ..كنت دائما من خلف وجهي مستترا اراقبهم وحسب..اتتبعهم ..اكاد اهيم بهم بكل حياتهم بكل تفاصيلهم لكنني دائما مستشعرا بتلك المسافة التي تبعدني عنهم ..تجعلهم بعيدين عني..رغم انهم،قد يعتبرون جد قريبين مني ..كنت وانا الطفل بعد ابحث في عيون الاخرين الابعد عنا عن معني ان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها تلك المسافة القائمة التي تجعلني استشعر البعاد عنهم ..وكنت اسمح للطفل في ان يحلم ..ان يتمني ان يرغب ..ان يتعلق بهم ..كنت طفلا تعوزه اشياء كثيرة ولايحسن التعبير عنها ..لم اكن لاقول ما اريده لانني بقدر ما كنت افهمه اعي انني لا يحدر بي ان اطلبه ..ليس ببساطة ان اطلبه ..كبر معي جوع كبير لان احب ..لان اكون مرغوبا ..لان اكون قريبا لدرجة تنعدم فيها الحدود ..جوع لان احتضن ولا اترك ..
*** *** ***
- انا ...
عندما كنت اراقبها ،اتجاوز من تكون ..اتجاوز الزمن ..اتجاوز فكرة ان تكون ممنوعة ..مكنتني من ان اعبر اليها بكل سلاسة ..كنا اصحابا طيعين لاندفع بسرعة في التحدث اليها بكل ما كنت اود تناوله والتعبير والتصريح عنه ..كنت مشغولا من قبلها بان اعرف لحد بعيد من تكون الانثي ..كيف تفكر ؟! وكيف تسلك وتتصرف ؟! معها عبرت بسهولة لهذه المنطقة وجدتني قادرا علي ان اتماهي لحد بعيد مع ذلك النوع من التفكير والتخاطر ..ووصلت معها لصدق عجيب ..واقتربنا من بعضينا ..وبدات اتخلص من حذري ..عندنا انتبهت كانت قد طارت واصبحت بعيدة ومختفية .كلحضات ساحرة تلاشت فجاة في قدرها الخاصة وتركتني لحاضري المبعثر الذي لم اعرف ان امسك بترتيبه بل كل ما فعلت ان اغرقته فيً الفوضي.لن استعيدني حتي لو قصدته الا علي شاكلة اخري ..مرة جديدة اضيعني ..واتوهني لاعيد تشكيلي ..
الان اجدها فقط قد كبرت ونمت ..الان فقط اجدها انثي قد اتمت وانطلقت ..الان فقط اجدني قد اصبحت اكبر واشيخ ..
*** *** ***




الخميس، 12 سبتمبر 2019


يوميات : الافتقاد

بداية عندما اوشك علي الانهيار اول شيء ينفلت مني نظامي الخاص ويتملكني انهاك وخمول ..لا اعرف كيف اتدبر اموري الصغيرة وتثقل كاهلي اشياء بسيطة.. ثم تاخد وحدتي، ورغبتي في عدم الخروج تزداد وتاخدني اليها. تتعمق في احساسات وحدتي حين ان لا احدا هناك قد يسأل عني ..قد يهتم لامري ..اعرف انني اخترت ان اقطع بشكل او باخر علاقاتي مع الاخرين ..اعرف انني من رغبت في الانعزال عن الاخرين وانني اردت ان اكف حاجتي لهم ..ان اكون متحررا لاقصي درجة من الارتباط بهم للافتقدهم لاحقا ..
افقد تدريجيا نطام نومي واستيقاظي..قد يستغرقني النوم في اي ساعة كما الاستيقاظ وافقد الاحساس بالوقت والزمن ..لا تهمني الايام ..لا أرى وجه النهار او نوره تتساوى جزئيا اضاءة مسكني..تتبدل علاقتي بالمرآة ابدا في تلمحي علي نحو اخر ..اقربا بكثير واهتم بان اراني ..لا تكف حواراتي الداخلية من ان تتناسل وتمتد ..حتي الزمن الداخلي يختل ..يمكن ان اراوح كل المحطات دون اي ترابط خطي ..اتنقل في كل الاتجاهات ..اعود بي لحيث يخطر لي علي بال دون اي تخطيط مسبق ..ويتغير طعم الحياة عندي تبدا علاقاتي بنفسي تسوء ..اهملني وابدا في استهلاكي بشراهة ..واتعب ،تبدا الاوجاع والالام بزيارتي ..جسدي لا يملك ان يسارني فيشكو ..تزداد علاقتي بي استياءا ..الرغبة في تخبو ويفقد جسدي ان يحب نفسه ..يتخاصم معه ..يكبر الخواء بداخلي ..لا افتقد احدا بصدق ..لا انتمي لاي احد ..ولا لاي مكان ..دبلت عاطفتي او تبلدت ....اعاند حتي نفسي واقسو عليها ..اتعب اكثر ..تتسع حوارتي الداخلية ولا تكف عن التناسل هي وتذكراتي.. تلاحقني كل الوقت ..تعكر علي نومي ..تفقدني الاحساس به ..تارقني باستمرار ثم تسلمني لكي لانام لليالي متتالية ..منهك اغدوا ..غير قادر علي اكبح جماح خواطري وافكاري واسئلتي او ان اتابعها كما تتابعني هي..اعبر لمناطق اعدم فيها معرفة حقيقة ما يمكن ان يكون قد وقعا فعلا او لم يقع كذلك او لم يقع اطلاقا ..لا اتمكن من الركون الي يقين ..اهيم في شك قاتل وتستعر في رغبة ان اعرف ما الذي حصل معي ..؟!اسعي لاختبار نفس تلك المشاعر والاحاسيس ..احاول ان اكتشف ما في لحظات يتوارى عني ويتركني فريسة لعدم التصديق والتصديق في نفس الوقت ..كل الذي اعرفه انني لطلما مارست الالاعيب كي انسي كي لا اتذكر ..كي اسدل الستار والحجاب ..كما انني لطلما كنت فعلا خارج ان اعرف ماعساه يمكن ان يحصل معي ..اكون مغيبا تماما للاعقل اي شيء..فهل يعني هذا انني ضيعت ذاكرتي ام انني اصر علي تزيفها ..!!؟
مرغما استمر في حمل جسدي لانني احتاج منه ان يقضي لي مصالحي الصغيرة ويبتاع لي حاجاتي الرخيصة وانا بلا سبب ضجر من كل الوجوه والامكنة ..حتي نظراتي تتسلط بنحو آلي..وبارد ومكرر اعرف مسبقا اين ساضع عيني لاحقا وكيف ساعبر بها ضمنا ..
تستغرقني تماما عولمي الداخلية وتجعلني ذاهلا غير قادر علي ان اتابع اي شيء..شاردا باستمرار..ومهزوز الثقة ..لا ارسوا علي يقين .لست مرتابا الا من ما لا اجزم فيه .."هل حدث معي او لم يحدث ؟!!" ويبدا عالمي الداخلي في الانهيار والتداعي والتفكك..
من اخر ليلة قضيتها بالمستشفي ولجات في نهارها لان اوسع جرحا عميقا بساعدي  كنت اوقع علي نهاية علاقتي بالمستشفي كمكان لي ان الجأ اليه متي احتجته وكمكان يمكن ان يوفر لي الامن متي اردته ..لم اجد فيه كل من ما الفته به بعد ان اعيد احداثه واصلاحه ..كل ما ارتبطت به بهذا المكان تحول للاعرفه ولاعمد ان اخرج الامور لدرجة اللاسيطرة لاقابل الطبيب وليوقع لي علي شهادة بالخروج ..من يومها كان اوسع مكان ممكن ان يوفر لي الحماية قد تلاشي من وجودي ..انهار ..كنت فيما سبق ذلك املك ان اطلب من احد ما ..من كائن ما ان يحميني من نا سيعدمني ..ان يكون هناك احد يفتح لي دراعا ليحتوي بعض خوفي ويهز عني شكي..يلملمني علي نفسي ... ظلت علاقتي فيما بعد ذلك بالمعالج النفسي حتي انتهت او لم تنتهي للان ..حتي لم اعد ازوره بالمرة لكنني بقيت احمله داخلي واراجعه وارافقه بيني وبين نفسي وكلما ابتعدت زمنيا عن زيارته افتقده ويبدوا لي ابعد علي ان اطرق بابه يوما لاقول له ببساطة ها هو الشقي قد عاد ..
اعتمدت مجازفا بنفسي علي نفسي لاتجاوز انهياراتي ..كنت اتمني بحق ان يكون هناك احد ملتفت الي ..ينتبه الي ..يحملني علي ان استعيدني ..يراجعني لاتحمل ضياعي بنفسي وانا عبثا احاول ان لا اثير الانتباه لمن حولي بانني معدوم الوجود ..خائف من ان اكون ملحوضا او مسموعا بما لا ينبغي ان يخرج من بين شفتي ..كنت بحق اجاهد لاتجاوز عثراتي الموحلة بصمت ودون ان اكون منظورا ..لكنني مع كل ذلك كنت افتقد لمن يكون لجانبي ..لمن له ان يربث علي قليلا لعلي استسلم للنوم ..
كل سنة تمضي تترك لي التوقع مفتوحا ..اكون غير متاكدا كيف ستكون معي حال انهياراتي او نوباتي؟! وهل ساكون قادرا مرة اخرى علي ان اواريها ..ان اخفف من حدتها ان اتجاوزها ببعض سلام ..؟!!وماذا لو كانت عنيفة وحادة ؟!! ..
هل تراني اخاف فضيحتي ؟؛ اخاف ان اضيع يقيني وتتملكتي عوالمي نهائيا ؟..
معي يختلف حال ان اكون علي وفاق مع العالم والواقع ..معي يصعب التميز معظم الوقت عن حد العياء وحد اللاعياء ..يصعب ان اعرف غير انني هكذا معظم الوقت لا يتبدل واقعي الا ليستعيد نفسه ..هكذا وعلي نفس النسق اتطور باستمرار وهناك يرقد ما يتهددني باستمرار ..بذاخلي احمل من يمكنه ان،يغدر بي في اية لحظة ..
اصعب ما يعرضني لان الج عتبة الانهيار ان يصعب علي تحمل وحدتي ان تعز علي نفسي وان ابدا في الشفقة عليها ..ان ابدا في التعلق باخر ..او بحياة اخري غير التي بقيت لي ..

الأحد، 8 سبتمبر 2019


يوميات : صفر مخادعة

اكيد اننا كنا نحلم حتي ونحن اطفال وكنا نتمني عشرات الامنيات ..لم نكن لنبالي بما يحوطنا ..كان يهمنا فقط ان نتحصل القليل من السعادة والدفئ..الباقي لم نكن نعقله ..وحتي عندما ينال منا نعود بسرعة لننساه لم نكن نريد من شيء ان يعكر علينا صفونا او يزرع الياس من حولنا ..لم نملك الكثير من الاشياء كنا نعاني نقصا مهولا في كل شيء لكننا كنا نملك ان نحلم ..ان نرغب ..ان نتمني..قد ادهش الان لمقدار الاشياء التي لم انلها لمقدار الاحلام التي لم احققها..قد يفزعني كم الاماني التي بقيت مجرد اماني لم تتحقق ..ورغم كل ذلك ابقي مستسلما امام حقيقة اننا عشنا كل عمرنا ولم نزل بدون ان ينقصنا شيء علي كل عوزنا ..
عندما اوجه انتباهي لمن ظلوا حولي اتوزع في احساساتي تجاههم ..لي عتابات عديدة وبنفسي رغبة في ان اتحرر من كل ما اريد ان افصح لهم عنه واقوله ..عشت مختلفا عنهم وللان ..لم يتقبلونني كلهم كما انا ..كما اكون ..كما يمكن ان اكون في حالات خاصة ..منهم من لم يرتفع لان يستوعبني لانه بداية لا يريد ذلك ليس مستعدا لان يتجاوز حدوده المرسومة بعناية ليقبل بان يعاني قليلا في تقبلي واستعابي..هل اكون انا مهتما حقيقة بذلك ؟! ..ربما ..او لانني فعلا لم استطيع تماما ان اخرج من تحث بعض ظلهم ..لكنني حتما لا اريد ان اعاني بهم ..فيهم ..
ساظل دائما اشعر بالغبن من اتجاهه لانه خدلني في عمر باكمله ..لا ازايد علي المشاعر في ذلك لكن علي اتجاهات كل واحد منا في الحياة ..افهم ان يختار الواحد منا دربه وطريقة لكن هذا لا يعني بحال استعدادي لاتقبل منه صوابه هو علي انه الحقيقة الوحيدة والممكنة..
كنا نحلم بالايام التي ستعوضنا وستناولنا وتمكننا ..كنا نحلم بايام لنا ..حدث ان لم يكن ذلك وحدث ان تقبلنا ذلك وانتهينا بان نكف عن المزيد من التفكير في كل ذلك ..كنا نحلم وننسج القصص كنا نامل ونتشوف ..كنا نريد وننتظر ..ولم نكن وحدنا نطرز الحكاية كانو يحوطوننا من كل جانب كنا نعتقد انهم لجانبنا ..معنا في كل الحكاية ..من بعد زمن وزمن بدى انهم لا يعيشون غير حكايتهم هم التي صنعوها بعيدين عنا وانهم،اقصو اي وجود لنا فيها لم يشاطروننا حكاياتهم فضلوا ان يكونون بمفردهم ومع اخرين اختارهم هم بمحظ رغباتهم هم ..
اذكره جيدا كانت زيارته الثانية والاخيرة وهذه المرة كانت بعنبر الزيارات العام ..وعبثا كنت احاول ان اقنعه بما عساه تكون افكار العقد الاجتماعي.وسدا ان حاولت الان كذلك ان احدثه بشئ عنها ..لست حالما اعي جيدا ما اعنيه ؛يصعب في احيان ان تكون مقنعا لمن لا يريد بالمرة ان يتحاور ..
انتهينا ..ولا يهمني بان يعترف لي هو بشيء ..اعرف جيدا معني ان تكون الحياة معك غير منصفة وقاسية اعرفها حيدا واختبرتها لكي لا يخوفني منها ان تنقلب علي ..عشت فترات متعبة ومستنزفة للاعصاب ونظرت في عشرات السينايروهات لكيف يمكن ان تتحول حياتي وتتوجه دفتها ولست معنيا او مهتما بما عساها عليه ستكون ..كل همي بما يمكن ان افعله بكل هذه المشاعر والاحاسيس المؤلمة التي لازمتني..لا اريد ان اعاني بهم لكنني ساعاني بهم ..
معظم العمر كنت وحدي ..وكنت اعاني وحدتي ..لا جديد في ان يتفرق من من ظل حولي عني او يبتعدوا اكثر عني ..سيؤسيني منهم ذلك بالتاكيد لكنني لا يمكنني الا ان اضمه لباقي مرارتي واعيشً به ..
من وقت اخد يبعد بدات اانس هذه المشاعر واختبرها ..اعتادها حتي وهي دابحة ومتآمرة ..لا احب مني اية دعواي قدرية ..لن اكون القدري في هذا انا انظر الاشياء واقرأها ..لست بمن تنقصه جرعة تشاؤم لانه اغدق في الامل والتفائل او العكس ..فقط انني بصدر رحب اتقبل ان نسمي الاشياء باسماءها وان نكف عن مخادعة بعضنا ..
نعيش الحياة الصعبة ولكننا لا نعدمها لان بنا خصاصة





الجمعة، 6 سبتمبر 2019


يوميات : اختيار الحياة


لم افقد صبري لكنني لا ابصر نهاية ممكنة للحكاية ..يصعب احيانا علينا ان نختار ..لا نريد ان نتورط في لعبة الاختيار .قد نفضل ان نكون دون عتبة ان نختار ..ربما لاننا اعتدنا ان نستقر لحيث نحن ..لا نملك ان نبدا في جديد ..نخاف علي عاداتنا المالوفة والصغيرة ..نرتعب من ان نخرح عن نفس الطريق التي تاخدنا .،نجبن علي ان نخوض المغامرة ..نقتع بان نتحايل علي انفسنا علي ان نتجرا علي نواجه ..
الذي يحدث بيننا ليس مجرد هكذا انظر او هكذا اسمي الاشياء بينما هكذا الامكان للننوجد لا يمكن ان نصر علي ان ناخد نفس النسق الذي يخنقنا باسمرار..لدينا كل المساحات لنخلق فيها الذي يقربنا يوحدنا لسنا في حاجة لان نثبت لاي احد امرا ..لا يمكننا ان نرضخ لما يسلمنا لنعاني الموت كل يوم ..احاول ان ارفع صوتي ..ان اكون اكثر وضوحا في كل مرة ..اريد ان نتفق علي اننا نملك نحن الاثنين ان نصنع حكايتنا التي نكف علي ان نعاني فيها مجانا ....لا اصدق انني اهتم كثيرا بان ازعزع من موقفها اكثر ما يهمني ان تختار الحياة لجانبي..لست مستعدا لان اخوض من حديد معارك انتزع فيها شيئا من الاعتراف ..يهمني ان نجد الشجاعة لان نعترف فقط لانفسنا باننا في حاجة لبعضينا ..الباقي ليس مهم ..
اعرف انني فقدت مني ان احبني علي هذه الطريقة ،خلت مع نفسي انني انتهيت للابد لافكر في امراة علي هذا النحو وانه مستحيل ان اقبل علي نفسي من جديد ان اسلمني لهوى امراة ..لو لم تحظر في حياتي لما قدرت علي خوض المحاولة ..اثارت الزلزال بداخلي ورحلة متمكنة مني....انني كلما اعتقدت انني تجاوزت اثر صدمة تلاحقني اثار اخري..وتبلبل كياني ..اعرفني كم،كنت مصرا علي ان احمل بين احشائي قناعاتي ..ايماناتي الخاصة ..وكم كنت مستعدا لان انصاب عداء الكل كي لا تنتزع مني وتحولت لابدا الكفر بيً..وفقدت علي ان احبني كما ينبغي ..كما كنت قد صدقت فيً لحظات انه يمكن ان ابدلني ..ان اغير مني ..ان اصنع مني كائنا ما او شياء اجتماعيا مقبولا ..كنت ببساطة احاول انهائي واعلان افلاسي ..حاصرتني بالمنطق والمعقول منعت عني الحق في ان احلم ..ان امل ..ان اريد ..بعد ان عشت كل الانتظارات استسلمت للاانتظر شيئا ..واتت هي ولملمت جراحي القديمة ..داعبت عيوني بالاحلام وعرضتني للارق الكبير ..سحبتني لحيث البحر والقت بي..
لم اتعب منها ولكن من الذي يستفيق بذاخلي من حزن دفين ..من ما كنت اريد ان انساه ..ان لا اعاود التفكير فيه ..ومن كل ما يدعونني لان اكف عن المحاولة في ما لم اتمكن من تحقيق في ثلاثين سنة خلت ...
معها..هناك ممكنات ..لكن هي هل تجرأ علي ان تتجاوز الانساق العتيقة لنبني شكلنا الحداثي الجديد ؟! هل تملك الرغبة في ان نسقط الاقنعة ونستسلم لعرينا ؟! ..
تبدوا لي واجلة ..لا تكاد تقوي علي الاختيار ..ليست قادرة ان تتحدي من جديد للاتقبض غير الريح ..حتي هي تعاني الماضيً القديم والجديد ..حتي هي متادية بما يكفيها للا تختار بكل بساطة الحياة .

الأربعاء، 4 سبتمبر 2019


يوميات : لست بخير.

لم استعدني ..تركتني في تجوالاتي هنا وهناك ..لم ارسو علي بر بعد ..لا اعرف ماذا ستفعل بي الافكار التي تاخدني وتسافر بي لحيت لربما ما كان ينبغي لي ان اتواجد ..
لست بخير ..اعرف مني هذا الشقي عندما يعاند ..اعرفه لما ينطلق في الحكايات كيف يغذو ..هذا الشيق من الصعب ايقافه ،لا يطيق الحدود ..يكره ان يخضع ..لا يؤمن بارض او سماء..هذا الشقي قد يقتلني ..
لا استطيع ان احافظ علي دورة مزاحي طبيعية ،تتلون انفعالاتي واصاب سريعا بالاحباط والهبوط ....اتنفس ملأ صدري ثم اعاود الاحساس بالاختناق ..اتجاوزني ثم انتكس الي واغرق في غربتي ..ذاهل امضي..غائب عن ما حولي حتي وانا المح الوجوه حتي وانا وسط جموع من الناس..لم اكن لاستوعب مقدار الأذى الذي نلته كظمته داخلي ..تمكن مني العياء والتعب ووجدتني غير قادر علي ان استانف الخطو والمسير..
اذعان واستسلام يحد من ولادة الرغبة الحقيقة في ان اتجاوز ايامي الصعبة هاته ..لا اتصور ان انتهي من جديد علي ابشع انهيار ..! قد لا احتمل ان اسقط هذه المرة ..لست مستعدا لاحملني من جديد كخرقة بالية ،رثة اهاجر بي في المنافي البعيدة
كلما تطول معي النوبات هذه اخشي علي نفسي من نفسي ..قد اعدمني ..
من دائما كنت اعاني لكنه يتخيل لي انني الان مثقل بالمعانات ..لا املك ان اصدق ان هناك امكان مفتوح لاجدني .
لست بخير ..ولا املك ان اوقف هذا النزيف ..ساتمكن مني لو ضيعت علي نفسي فرصة سحبها قبل ان تتحول لجثة .
يصعب علي احيانا ان اوصف معنى ان اكون اكثر من محرد متعب او منهوك وكأنه لا يجوز لي او وكأنه بشكل اوتوماتيكي سيساء فهمي ولن يحسن تقديري .. لم املك طول الوقت وطوال كل الاحاديث التي كنت احتكر الكلام فيها فرصة حقيقة لاقول بما يعتريني ،بما يعج بي ،بما يحدث معي ،بما ينهار في ،بما يتلف في ويتعطل ..بقيت دوما الحكاية حبيسة دواخلي ..

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019


يوميات: الطفل الذي اكونه .

لحد بعيد لم انتبه لما يمكن ان يكون اشبه بازمة خريف العمر ..كنت منتبها لما قد تعنيه عتبة الاربعين سنة من العمر وكنت مهيأ بالاكثر من تصور لها ومن رغبات كنت انتظر تحقيقها اثناءها ..هذا الاحساس بالخواء حولي وبالعياء من كل شيء لم االفه بمثل هذا الشكل والعمق ..جديد علي للاعرف كيف اداوره وامسك به ..بعد يحتويني في ظله ويغبو بي في فراغاته ..كنت اظل متابعا باهتمام اولئك الذين لا اعرف ماذا يحصل معهم بل فقط اجدهم ودفعة واحدة قد هرموا وشاخو وتحطم جسدهم ..نحل واضمر وتجعد وشحب في زمن قياسي وكانه مجرد لحظة واحدة ..لم اكن لاستوعب بانه فقط المرض ولم اكن لاقتنع بذلك ..ابدا كنت احسب ان من دفعهم للانحدار هو الزمن والعمر ..لم اكن باية حال اريد ان اغفل عن نفسي فاجدني قد تحطمت ..عاهدتني بيني وبين نفسي ان اظل متيقضا ان لا اغفل عني ..لست بحال لكي اخشي الحياة او الموت لكنني لست مرتاحا لاتقبل ان احملني كحطام مادي واتعكز بي ببؤس وموات ..منذ ان عشقت الرحيل عشقته في عنفوانه وعشقت ان اعيشه بابهة وسحر ..لن ابكيني علي اية حالة ..من زمن اردتني ان ارحل خفيفا كنسمة هواء ليس لدي ما اخاف عليه او اتعلق به ..من زمن قاطعت حب التذكرات وعدمت ان تكون لي محتفظاتي الخاصة ..لا صور ولا مسودات ولا رسائل او تذكارات صغيرة ..كنت اعزلني لاطول وقت عن الاخرين كانني اريدهم ان يألفوا غيابي ..والاقربون مني كنت كمن يعدهم تدريجيا علي فكرة انهم ممكن ان يعدموا وجودي في دنياهم وان يكونوا منفتحين علي احتمال كهذا ..كنت اريد ان ايسر علي الرحيل وان يتقبلوا مني مجرد فكرة جميلة قد تدعي انه كان الافضل لي وفي اوانه المناسب
الان بت اكثر برغماثيا لا اتصور امكان الرحيل دون ان افكر في الانقضاض علي اول فرصة تلوح لي لاغنم منها لانني ببساطة لا عدت املك امكان الوقت كله لادعها تهرب من بين يدي ..بات الاحساس بالعمر يثقل كاهلي ..لا يمكن حتي ان افترض عددا لا متناهيا من الفرص لازلت ممكنة لي ....لا يمكنني بحال غير ان اعيش باقصي حد ممكن حياتي المتبقية. ما منمجال بعد للتاجيل وللحلم بتعويض سياتي ..ليس هناك اكثر من اللحظات الحاضرة لاعشها باكثر عمق ..لست مهتما بما لم يكن بوسعي نيله ..انتهيت من ان اكون متمررا من ما حصل معي ومن ما ضيع علي. او ضاع مني ..وحتي الان لست مهتما حقا بان اقبض الاشياء بين،يدي باكثر من همي بان افعل كل ما بي وسعي لكي لا اتنازل عنها ..قد يكون بامكاني القول انني بالعمر الذي به لي ان اكون قد تجاوزت ان ابتأس لامر لم اتحصله ..تتساوي عندي الامور لن يكون من داع لان اغتم بما كان ولم يكن بالامكان ان اكونه لانه فقط لم يكن ممكنا ..لا اخالني غير متصالح مع زمني اكاد اقول لي : هيا ..دعنا من الحكايات الحزينة بعد يعوزنا السهر ونشتهي الليل والسفر والترحال والحب والعشق والروايات التي لا تنتهي و كل جميل ..
كانت اولى ارتساماتي علي التبدل في التعاطي معي من موقع التقدم في العمر لافتة لانتباهي ..من بعد ذلك بدأت في اعتيادها وعدم الاهتمام بما قد تعنيه ..لم استطع للان ان انسي انني كنت اصغر اخوتي واصغر تلامذة الفصل واصغر سكير بالحانة ..كنت دوما الاصغر ولازلت استمتع بان اكون الطفل بداخلي وان يرفض طفلي بان يكبر ..اللعبة الاخري تقبلتها بلا بأس ان يتغير شكل عمري وان احاول التناسب معه ..في اللحظات التي وبقسوة كان البعض يضغط علي لاتوائم مع ما اعتبروه ضرورات العمر كنت اغرق في الحزن ويتملكني الرفض واابي علي نفسي ان يكون علي واحب ان اطاوعهم فقط لانهم يريدون ذلك بينما انا اريد ان ادافع عن الطفل في وفي حقه ان يتجاوز كل شكل يغيبه ويقبر شيئا منه ..
لعلي الان بت غير متسامح في ان يساء الي او ان اتادى..لعلي بت غير ذي امكانية لان اتنازل عن حق لي ..لكنني بعد الطفل الذي يمكن ان يتحاوز بسرعة ويتناسي بمجرد ان يعتذر اليه ..الان كبرت علي ان كتم في قلبي او اكضم غيضي ..لا اسمح لي بان ابتلع الكلمات..او ان اخفي مشاعري..ولا احب مني ان لا اقول الاشياء في وقتها ..لست معنيا بان ترفض مني لكنه يهمتي ان لا اتجرع مرارة بقائها حبيسة صدري لما لا عدت املكه بوفرة من الوقت ..
كبر "طارق"اخده العمر لكنه بعد لم يتغير كثيرا لازال بنفس حلم وحنو وجنون الطفل الذي يكونه .. 

الأحد، 1 سبتمبر 2019


يوميات: فرصة للتشكل

اخاطب فيها صدقها مع نفسها ومع الاخرين اريدها ان تعي انه بالامكان ان نتجاوز الشكل الاجتماعي والاعيب توهني ،اتوهك وان نحاول تشكيل الحكاية من جديد بيننا ..ليس العمر وحده من يفرض علي هذه النبرة لكنها الرغبة في استعيد بعضا من الفتي الذي كنته ..الفتي الذي كان يملك القدرة علي ان يحلم وان يسافر بعيدا في العوالم الساحرة والجميلة ..احن للفتي في الذي خيبت طنه في والذي رغم كل ما منيته به لم اناوله غير حياة كئيبة ،حزينةومنهارة ..احن للفتي في الذي ضيعته بخوفي عليه ..
لم اخد كفايتي من اشياء عديدة ،عشت معدوما من احتياجات عدة. عولت فعليا علي الزمن ان يعوض علي فيها لكن بلا جدوي ..هذا الذي يجعلني الان اتحرق بالرغبة في ان احاول من جديد لملمة تبعثري واستجماعي لاعانق الحياة بعشق اكبر ..غير جدير بالانتهاء من الحياة بكل هذا العطش والاحساس بعدم الارتواء..
اتفق ان اكون بعد ها هنا وان يكون بعده قدري ان احيا الظل ..ان يعوزني الاكثر من شكل واحتاج لاكثر من ارض لاقف عليها وارنو للامام ..اعرف لحد بعيد حدودي ..معني انه كم يصعب علي ان اقدمني من جديد خاوي الوفاض لمزاد اجتماعي دون ان اتعرض لابشع تنكيل ..واعرف كذلك انه يصعب علي ان اقبل كل الوهم الاجتماعي المصرف فينا هكذا كحقيقة مع ان العديد منا يعي جيدا انه لا يعدوا ان يكون وهما وكذبة كبري يحب بعضنا ان يصدقها ..
استبعد ان اتعاطي معها بغير ما اكونه انا وبما يتحرك في من رعبة لأكون الي جانب اخر ..ان احب وان احب بكل هذه البساطة ..انا لن اغامر في توهم اي شيء اخر ..اعتقد جازما اننا كبرنا علي الاعيب استغماية واننا متي اردنا نقدر ..نفعل نحقق لسنا في حاجة لان ننبطح ارضا ونظل نترنح ونتشنح كالمهسترين..ولنا ان نصدق مع بعضينا ...
لا اعرف كيف عساها تتقبل منطق الحكاية ولا لي لاعرف فيما لعلها ترنوا اليه ..بالنسبة لي كنت واضحا مع نفسي لا يمكنني ان ابحث ابعد عن مداراتي ..وفي لحظة اعتقدت اننا قد نكون في مثل احتياجاتنا قد تكون معاناتنا واحدة ..وقلت بمن يدري ؟!
تعلمت ان اقنع بالقليل ..تعلمت ان اشاكل نظرتي وان اعرف كيف ابصر واري ما اريد فعلا ان اراه ..لست متطلبا كبيرا لاكون متعبا لمن حولي..اريد فقط القليل من الفرح والنزير من الفهم والتقبل .لا اكثر ..
تركت لها حرية ان تشكل الحكاية علي نسقها الخاص وان تحول منها ما تشاء ..مستسلما لمنطقها في الحكي لعلي اضمن للحكاية فرصة التشكل.

 

السبت، 31 أغسطس 2019


يوميات : بعض من التداعي


حاولت الابتعاد عن الكتابة بحس البوح والتفريغ خفت ان اختنق داخل قاموس بعينه وبتعابير جد شخصية لا ترقي لان تكون غير لغة نفسية ولغة تداعي لا غير ..اذكر جيدا انني في مرحلة عمرية ادمنت كتابة يومياتي وانا الكتابة عندي زاد يومي كانت حتي ولو صعب علي آنها في احيان عدة ان اجد اللغة التي تمكنني من ان اضمها حقيقة ما ينتابني من احاسيس ويضج بي من رغبات ..ربما لانني ببساطة لم اكن دوما في احسن حال ولان بعض حالات التغييب او لاقلها بعض حالات التعاطي الشديدة كانت تعيق انسياب لغتي وتحول دون ان تمكني من القدرة علي التعبير عن حالي ..واحيانا فقط لانني امتلأ بالخواء والفراغ فاضيع توازني وتنجبس لغتي ..
اذكر انني لطلما كنت مع الكتابة والكتابة باي شكل ممكن ومتاح واثير ابعد علي ان اكون مع اسلوبية ما معينة او مع قواعد كتابة بالضبط ..كنت مع الانسياب لغة كيفما اتيح المهم ان لا اعاند الرغبة في التعبير والكتابة ..
علاقتي معها لربما لم تعد مقنعة او كافيةكان يلزم ان اطور من امكانية ان اكتب كما احدث نفسي لاكتب اكثر من مجرد خواطري وانسياباتي او ارهاصات اللحظة. اردتها لغة ممتعة للفكر اكثر من لغة نفسية واردتها لغة تحكي وتروي علي لغة تتناسل كما ياتي او يتاتى ..
علاقتي مع الكتابة لم ترقي لتكون اكثر من لغة من يفتقد للتواصل مع الاخرين ويحتاج لمجرد الكلام وانا كنت اريدها لغة تقدم خبرة عمق واعماق ..سودت الكثير علي مراحل متعددة وكنت انتهي دوما بتدميرها وغالبا بحرقها ..
روادتني فكرة ان استعيد كتابة يومياتي وخواطري الشخصية وراودني كذلك سؤال الهدف والغاية والبعد من ورائها ..؟! هل من حاجة اكثر من نفسية في ذلك ؟! هل ساملك ان اخاطب العمق واحرر خبرات القاع وانقلها واحويها الكلمات والتعابير ..؟! هل من الممكن ان يكون هناك قارئ مفترض لها ؟! ..
اعرف حالي جيدا واعرف انه تاتي علي لحظات يصعب فيها علي ان ارتفع عن حدي المنخفظ جدا الي حد ضعيف جدا في الاداء وفي الانتباه والتركيز في عدد من الموضوعات والاشياء..واكون متعرضا اكثر فاكثر لافقد الرغبة تماما في فعل اي شيئ.واكون في حاجة لبعض الوقت ولربما لكثيره كي استعيد وثيرتي وحركيتي ..لعلي تراجعت اكثر خلال هذه النوبة وبت مستشعرا اكثر لسرعة الانحدار ..اكتئابي يتسلل اليه بعض هوسي ويدفعني للخارج حيث يمكن ان ارتكب الاكثر من حماقة.. حيث يمكن ان اعرضني للانقسام والتشضي ..مع مجرد اكتئابي قد ينجح الامر معي وانفلت من بين اي لحظة مناسبة..يكفي فقط ان اظل متنبها.. مع هوسي قد اتجاوز مدارتي حيث اكف علي ان اكون الا متعددا ومتخففا في الآن ذاته من كل رقاباتي ومنفتح علي كافة الاحتمالات ..
الفت مني ان لا اترك كل الابواب مشرعة وان احمي شراعي من العواصف والانوال اعرف انه لا يكون دوما بالمستطاع ان اتدخل في الوقت المناسب لأجنبني من الانهيارات لكنني كنت اعرف كيف علي الاقل الابعاد بين الواحد منها والاخرى الى ان التقط انفاسي واستعيد مني بعض بعضي..
تعلمت ان اتحمل جزاءتي وحدي وان ادفع ضرائبي وان متي امكنني ان لا احملني مبعثرا لأطلب استجماعي من جديد فلاكابر ولاحاول لمي بل لاحاول لمي علي افضل نحو ممكن لي علي الاقل لانني بعد احتاجني هاهنا ..كنت اسلو بامكان ان اعرف كيف أرعاني بكل عللي لوحدي  ما عدت اقوي على ان اثير كل ذلك الهراء والسخف من المشاعر حولي..ولا عدت احتمل ان اعرضني ولو لبعض من مهانة ..
لطلما كنت اعني ما اقوله؛ افهم معني ان تكون الصحة رفاهية وان يكون طلب العلاج او التشافي اكثر من مجرد حق اساسي للانسان فينا ..ان يكون علي المعدوم منا ان ينسي وان لا يامل في الحصول عليه مدام لم يحمل حملا اليه ..
اعرف جيدا حدودي ومعني ان اضع كفاياتي انا بنفسي لنفسي وكيف ادعي انني لا ابصر شيئا عوض ان لا احصل علي غير السخط والتذمر والغضب ..لا اريد ان،انظر لنفسي كخاسر كبير او صغير .افضل ان لا انظر بالمرة بمنطق الخاسر والرابح لانني لست مهزوما بكافة الاحوال.. بعد احيا هاهنا حتي وان بت احبن عن دخول المعارك ..
في اتعس اللحظات والمواقف كنت متيقنا ان ليس هناك من يستطيع سحبي واستدراحي لاقع وانني وحدي من اسمح لنفسي بذلك وانه ان كان يلزمني ان انتبه وان احرص.. فعلى ان لا اخدلني لكن ابدا لا تكون الامور معي واضحةكما الان فتختلط علي.. في آن اكون متيقضا ،مراقبا لوضعي وفي آن لا اعرف كيف اغفل واشرد للاتنبه حتي اكون قد وقعت ..
يصعب علي ان اظل علي قدرة الامساك دوما بي ..بافكاري.. باسترجاعاتي وتذكراتي، بخواطري بالفجوات التي تسحبني اليها وتتركني عرضة للتوهمات والضلالات ..فيضيع مني الزمان ويتحول المكان وتستغرقني الاخيلة وتلفحني نار من الاسئلة وتستنزفني الاستفهامات ..وتدريحيا ابدا في فقدان القدرة علي اكتشاف ماهيتي ..من اكون انا علي وجه الضبط وما تكون وحدتي وما عساها تكون فعلا تحتويه ذاكرتي ..
مع اكتئابي وحده اظل متعلقا ببارقات امل خفية تينع هاهناك بدواخلي وتفاجئني ..ولا افقد القدرة علي ان احلم وتكبر في تدريجيا الرغبة في الكلام فاعقدها محادثات مع ذاتي اانسها وتانسني اعانقها وتعانقني حتي تاتي لحظة ان اصالحها وتصالحني ..مع اكتئابي وهوسي اخرج علي واطارد اشباحي والاصوات في .أنازل مخاوفي واضرم النار بقبائلي المتفرقة اكفر بوجودي وضعفي واغضب من صمتي اشك في حقيقتي وارتاب من سلوكي لا اتق في مساعي لا اعرف هل اريد سلامي او نهايتي..؟!!
بالامس البعيد كان يشغلني هم ان اكون مسموعا حتي بجنوني وهذياناتي بعد ذلك كنت اريد للصمت ان يبتلعني ويتخفي بي لانني هكذا وجدتني لا يمكن ان اكون مسموعا او علي الاقل لن اكون مفهوما .الان يظل احتمال ان اسمع صدفة ان افهم صدفة ..صدفة قد تنبت شيئا بكوامني قد تفند ادعاء ان لا شيئا من كلماتي يثمر او يزهر ..


  

الأربعاء، 28 أغسطس 2019


الثلاثاء، 29 يناير 2019


طـآرق بومـنين‏‏هہ /tarik boumnina


الجمعة، 26 أكتوبر 2018

WP 20181025 19 24 43 Pro

WP 20181025 19 24 43 Pro

الأحد، 16 سبتمبر 2018

رابط لكتاب عبد الفتاح كيليطو

الرابط:www.tahmil.kutubpdf.net/book/2390>>

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

قصة كسر العظم


نلعب نفس اللعبة ،استغماية..نتذاكي علي بعضينا دون ان نشعر بالاحراج.اقبل بعض الاستغفال،لكنني غير متفق علي التمادي في خلق اكدوبة الاستمرار فيه الي ما لا نهاية.تذهبين ثم تعودين ،مامن فصل ،او فض للخلاف ،للخلافات التي تتكاثر ..عندما قبلنا علي بعضينا العيش سوية كان الامر حقيقي ،وواقع ،فلما ندلس علي بعضينا الحقيقة ونصر علي ان الحياة التي اردنها لم تكن هذه ..؟!وانه علينا ان نعيد الاختيار او علي الاقل ان نعيد صياغة الاتفاق .لا داعي لاصدق انني الاصلح ،وانني الاصدق وانني ابن ناس ،ومعقول ..اعرف الارض التي اضع قدمي عليها ،ولااصدق ان صدقت الا مع نفسي اولا وقبل اي شي ..اتيتي ،واتيتي انادينني وانا كنت منتظرا كان بالامكان ان اقفل شباك النافذة وان اطفا الاضااة وان لا انتظر ولا ان استجيب للنداا .كانت عندي اشيااي الخاصة التي جعلتني اقبل علي نفسي ان تخرجين لاخر ،وان تثملين وتعودين بعد ليلة ،ليلتين ..وانا ماهمي انت حرة في ان تعربدي او تنتحري ..كنت اداور الحقيقة وانا ارسم السيناريوهات ..قد تتعارك ..قد تتادي..وقد تعتقل.. دااما كانت عندي اسبابي كما انت ..قلت امراة ..انثي ..تسكن لي واسكن لها ..هي وحدتي الموحشة اجبرتني علي ان اقبل.
  القصة معروفة ومتداولة..لكنني لا اقولبني علي نحلها ..ان تكون هي الحرة في حياتها ومصيرها يكون علي ان لا اخلوا من ذات العلة ..! لا افهم ..!؟ لم يعنني مند ان اسقط الوالد المزهرية من نافذة الطابق الاول حيث اقف ..انتهي عندي هم الاخرين وماعساهم يتصورونه عني انتهي عندي هم الاجتماعي ،والسياسي في .لم اقم باي مسعا لاخلص نفسي من السجن ،اردته لي ..امهلوني وانا الخارج من محاولة انتحارية لاقدم ما يبراني ..سياتي وقت وقد اخرجوني من السجن لمعايدة المعالج النفسي ليانبني هذا الاخير لانني لم اتيه ليساعدني قبل السجن وكل هذا الهوان ..
كف ان يعنني كل ذلك الطموح ولا تلك الاحلام بان اكون واكون ...وانتهي عندي امر الناس ..لم يحدث معي من قبل ان لم افكر في كل اولاك الذين حاولوا محاصرتي وقطع الطريق علي ..بعد الحادث وماثلاه ،لما بالضبط علي ان اضع اعتبارا لما ادرك جيدا انهم يتداولونه في امري وامرك ..؟!.
القصة لا تصدق الا من كون انها قصة ..الوقايع،من دا الذي يستطيع ان يلمللها جميعها ويقلب اوجهها كلها ليخلص لبعض الحقيقة ؟!.
قد اكتفي بيني وبين ذاتي بذلك العنوان العريض ،بتلك الخلاصة ، الباقي تفاصيل مهما حكيت وتحكين لا املك بكل حال اليقين ولا املك كامل التصديق ..ولايعنني ان حقا انتبهت وتابعت ؛غير ما انت في لحضة الحكي تريدين ان توصليه الي من انطباعات واحساس .وقصتك ذاتها قديمة يمكنني القبول معها بالاستغفال ..!وعندما انحوا بي بعيدا عن ان احاكم الانسان فيك لانني كذالك ارفض ان احاكم ..انتهي الموضوع عندي علي هذه الشاكلة وكان الاتفاق ..تعرفين لاتعرفين ..اعرف لا اعرف بالضبط ..لن ابحث ولن اسعي لان اعرف ولن انالها ..
تبدا اللعبة بالتلميح ويكون علي التجاهل وبعدها تتمادي ..وتخلصين للتصريح ويكون علي الاستخفاف ..وتتمادي ويحصل الذي يتفق عليه الجميع ..العنف ..هي ارادتها معركة .فلتكن ..اعلنت بعدها برااتي وقلت لتكف عن مخاطبة الوحش في .
اعتقدت بامكان تحويل مسار القصة وبتذاك مكشوف خالت انها ستغضب وسالحق بها لبيت الاسرة ..وهكذا ناسس لمسلسل مبتدل عن المهمولة او المعنفة التي اعتاد ان يندم في كل مرة ويعيدها الي البيت ،ثم يعاود الخطا ذاته وهكذا ..قلتها ابدا لن اتبعك .
قصة كسر الغظم ،عند الرجل تكون بان يطاطا الراس ..ومع المراة بان تهجر لامراة اخري ..لما لم يحدث معي الامر اختارت استخلاق الحدوثات وصدقتها لتاتي النهاية التي ودونما دخل للصدق الخالص في شانها ،هي من ارادتها علي ذالك النحو.،!
  
،

الجمعة، 24 أغسطس 2018

قلتهامرارا لها وباشكال متعددة - انالست مسولا عن غبن الايام لك .
خالت بينها وبين نفسها انها وجدت جنتها المفقودة وان لها بعد الان ان تتمني ،فقط ان تتمني ليتحقق لها كل ماتصبوا اليه ..لم تكن غرة بالحياة ولا تنقصها التجارب ،ولا بلهاا لتنطلي عليها الحيل ،غير انها كانت مهزوزة وبعنف من الداخل وتكاد تكون معدومة الثقة في كل الناس .لم ترد ان تصدق اي شي. لعلها كانت في حاجة لمعجزة حقيقية لتدع عنها الخوف والشك الذي يفسد عليها طعم حياتها .ماعساه يجدي مكوثي كل الوقت لجانبها وهي تحمل كل ذلك التوجس ؟! كانت ملدوغة لعشرات المرات ،ومتخونة،ومستتركة وملفوضة ،ومجروحةبعد تنزف ،غير قادرة علي ان تعقد اية هدنة .
امزق جلبباها ،ارمي بحقيبتها للشارع ،اظل واقفا اتحدث اليها لساعات طوال ،لما بعد الفجر والصبح لتدع عنها فكرة الرحيل ،والرحيل للمجهول .هي اصلا لا تعرف كيف ستخطوا في طريقها ولا كيف ستتدبر عيشها ..- دعي عنك العناد ،انتظري لبعض الوقت وخدي القرار..انا لن اقف في طريقك ..فقط انت الان غير قادرة ،ولاجاهزة لتخوضي اي غمار..
انست حالها معي ،وجدتها اخدة في تقبلي غير ان شدة تقلبات مزاجها كانت تخنقني ،تعصف بكل الهدوا الذي الذي يكلفني خلقه ،وتصبح غير مطاقة ولا محتملة وانتفض في وجهها - اتعرفين ماذا تصنعين بي ،بنا، انك تصرين علي وشم الذاكرة ،تخلقين النمط الذي سيحول الحياة بيننا الي جحيم ...
كنت اريد مساحة هاالة من الاستقرار لاوجه معاركي الصغيرة ،واحقق بعضا من الفوز والانتصار .وهي كانت تشعلها حروبا متتالية ولما لاتجد عدوا تصنعه من نفسها ،وتحوله لنفسها .- ارحمي نفسكي ،لا استطيع ان العب معك دور المعالج النفسي انا نفسي مريض ومنهوك بما لايتصور .
لنتعارك، لنصرخ ولنحطم الاشياا ولنفضح بعضينا امام الجيران امام الاقرباا والعايلةمادام هذا هو الامكان لنستعيد بعض الود بيننا ،ولتكف عن مناوشتي
كما بعض الافكار التي لااعرف كيف تسللت الي ولا كيف سيطرت علي كانت فكرة انني مثل الحوت المجروح الذي يغادر للاعماق .صممت علي الصمت ،واخدت من توجسها شيا، وبت حريصا علي ان لا اسقط في شرك الفخاخ التي تنصبها لي كمن يريد ويرغب وبشدة في ان يراني اتالم واتوجع ،اترك لها الغرفة ،وارفض طعامها ولا ارد علي الاهانات التي تكرر صدورها في حقي .مرات كنت ابكي واعود لاهدا من روعي - اصبر عليها ،اصبر
بصدق انتظرت وبشغف شديد ان تلين ..وهي محال عندها كانت فكرة ان تطوع ،ان تطوع لاي كان هكذا وبدون اي سبب
سنة ،سنتين ،ثلاتة وبت لا اتحسب سوي اعلان الانسحاب وفوزها بمعركة


هد البيت فوق روسنا.
كل امكانات ان ااسس اسرة ،ان ارتبط بتلك التي بالتاكيد كنت ساكون احبها ،واريدها .اصبحت معدومة لم تترك لي عزيزة فرصة ،ولاحبيبة ملكت ان تنتظرني لما لا اعرفه انا نفسي .كل اللواتي اعتقدتهن قادرات علي ان تبدان معي ،ونكبر سوية مع بعضينا ،لم يملكن يوما القرار،ولا القدرة علي الاختيار وببساطة مثلي معادلة صعبة ليقبل بها الاهل حتي ولو كانوا من الاقرباا ..البقيات فهمت من تلقاا نفسي ان لافاادة من الاقتراب او محاولته ان لم يكن باحسن احوال من الاخريات .وكل هولاا احببتهن بشكل اوباخر ..لم احضي في حياتي الا بالنزير من العلاقات .لما تنحي ايامي عن بعض التالق الذي تعرفه يبتعدن غني ..انا لم اقتنع بان علي اجر العربة لسنوات،وان اصوم لدهر لتقبل بي واحدة ومن مقاس ما شقيت لاذخره ،ومن جنس
مارتضيته لي حقلا اشتغل فيه.كما لم اقبل ان اتلقف اي واحدة تريد فقط ان تهرب من جحيم وباس ايامهامع اي كان ،بصراحة لم ارد الانتحار بهذا الشكل .!.
عندما كنت اقوي علي انهياراتي،واستجمع بعضا من شجاعتي لانهض اغرق في الصمت ،وتلتف علي خيوط الوحدة والغزلة .وتغدوا عيناي مرتعا خصبا للحزن .ايامي متشابهة ،حتي الطرق التي اقطعها تتمسكني وكانني ان غيرتها سازوغ واتلف ،لا اعرف كيف اكتب يومياتي وان لا اخلف يوما دون ان افعله ،وكاي غريق احاول التمسك باية قشة ،ارمي خلفي كل الذي حلمت به وتمنيته واعود لوالدتي : هل من امراة تقبل بي ؟! انا علي استعداد لاتحصل قوت يومي كيفما اتفق ولاصنع حياة مشتركة
تقول، وتقول وتنتهي كما في كل مرة يلزمك الوقت بعد ،اتبث انك لن تنهار مجددا ..
علي اي نهج سامضي لاقايض ما احسبني املكه بما يملكه غيري من الذينياخدون الاشياا ببساطة ،يعملون ولا يطالبون ،يهدمون الجبال ولايشتكون ،يتزوجون ويتناسلون كيفما اتفق ولا يتدمرون ،من اين املك ان اكون انا الحمار ،!؟ علي ان يستغبنونني في كل مرة ؛ الحمار قبل العربة
اي بداية اقطع فيها مع ما امنت به ستكون زلزالا علي ،انا لا يمكنني ان اكون سواي ،ان امرض ،ان اتعب وان انهار واتلف وان اعاود النهوض واتقدم واتقدم وابدا في التعب واعي وانهار ..هذا انا ،لا احدا يصدق لامكان وضع نهاية لكل هذا الهراا المحسوب علي حياة




 وولا احد يتق بانني انا نفسي املك ان اوقف كل هذه التداعيات والانهيارات ،ان وثقوا بي هم كذالك .دااما نفس المعادالة : الحمار قبل العربة
ودعت خمسة عشرة سنة موسومة بالمرض ،وولجت عشرة سنوات من اجل نيل شهادة الاتباث ..ولاشيا تغير ،لا شي.!
وكما كنت مقررا وبسبق الاصرار والترصد عدت لكل عوالمي وعاداتي ارتاع فيها كما يحلو لي بعد ان عادلت سهادة الاتباث بشهادة الامان ،لاشي يمكن ان اعلق فيه ،ادمن عليه ،اغرق فيه ،انتكص اليه ..


كان عندي الترحال ،والتبعثر والفوضي  شكل اتواجد فيه واحاول تحقيق التوازن فيه توازناتي النفسية
التقيتها،ثملة،سكرانة تصرخ ،تسب وتلعن الجميع ولما لم تجابه انخرطت في البكاا والنحيب ،حاولوا اعادتها للحي ،للبيت ،بكت حالها : ليس عني مكان لانام فيه امسكت بها : تدهبين معي ..؟ للبيت .نظرت الي بجدية ،تفحصتني : هيا
اخدتها من الجموع اقلنا سيارة اجرة نامت الي جواري في سرير احادي قالت لي لا احب ان يلمسني احد عندما اكون شربة ،سكرانة


اربعة شهور وبضع ايامي دعتني والدتي للتفكير ،اد هي من ستتكفل بكل شي،لما لا نتجوز..!

الأربعاء، 22 أغسطس 2018

حنق

اكانت مغامرةان اتمسك بك؟.ان لا ادعك تنهارين وتسقطين في كل ذلك الضياع والموت والانتحار؟!.هي بدت غير مصدقة ان الامر حصل ويحصل معها .كانت تخرج عقد الزواج وتره لكل من تقابلها ،تبتسم ،تضحك بطفولية ،تقهقه،ثم تعود لترسم بعد الجد وهي نفسها لاتستطيع ان تبعد الاستغراب عن نفسها: لقد تزوجت .اتصدقين لقد تزوجت.
لم يعنيني بالمرة الاخرون وماسيحسبونه .انا علي كل لاانتمي اليهم
كنت بحاجة لان اخلق البعض من الفرح والسعادة حتي ولو لم يكن لي خالصة.لاانكر اشد احتياجاتي واعمقها ان اكون مع احد ،ان اشارك احداويشاركني.
كنت بتصميم غريب اريد ان اراها تبتسم ،تنام هذه المرة ودون ان تصرخ ولمرات في الليلة الواحدة: ايما .ايما..امي
اردت ان اعطيها بيتا ،سكنا،وجودا جديدا .كل شيا بذاخلي ،معاناتي ،احزاني ،سنوات تلفي ،جنوني ..دعاني لاصدق امكان ان اقربها مني وادعها تكف عن الخوف والارتعاش .
لمست القدرة في لاخرجها من المتاهات التي حشرت نفسها فيها او احشرت فيها
الان ااصدق انني فشلت ؟!.ام اصدق انها خسرت الرهان وضيعت نفسها؟!
لااعرف عنها شيا مند ان غادرت البيت ،صديق مشترك فشل في الاعيبه معي ارادني ان اصدق انه اقرب ليعرف كل تنقلاتها وسكناتها وما علي الا ان كلما اردت رويتها اومعرفة الذي يحصل معها ان انظر اليه..
في اوقاتي الصعبة والعصية علي الامساك والعيش ،اجدني حانقا عليها غير قادر بالمرة علي ان اتسامح معها،واقسوا عليها ،اجد كل مايعترني من الم اوغضب او اغتراب هي السبب فيه ..احساسات مثل هذه تستوقفني ،ماهذا اهو من حب اومن الفة وعشرة ؟!..
لم نضع بعد اية نهاية، لم اعرف كيف اتحصل علي ورقة الطلاق الذي قالوا به واصروا عليه ..هم.
هي لم تتابعني ومن وقت ليس بالقصير ماعادت تهاتفني حتي وهي تعرف بانني لن ارد عليها
انا لربما من وحدتي ،من اساي علي حالي وحال الام التي تحسب نفسها مودعة دنيانا عما قريب ،افكر فيها واحاول تصور اوضاعها كيف عساها تكون!؟. ثم يعود الي ذالك الحنق الذي يوغل صدري بالغضب ،لماذا لم تاتين بعد ؟!لما لم تحاول الرجوع ؟ لما لم تنهار حتي لاذهب انا واعيدها الي دونما ان اتساال كما فعلت اهي مغامرة ؟! ايستدعي الامر ان اغامر حقا من اجله

Tariktariko

 ماذا تركت خلفي حين ودعت جماعة الرفاق في اواخر سنة 1988 ؟! هل تركت مكانا اشعر حقا بالانتماء اليه ..؟! هل تركت هدفا يعوزه التحقيق ..؟! وهل فع...